الجمعة، 26 مارس 2021

صلاة الجمعة 26=3=2021

 
 
 
يوشع بن نون :
 
صلاة الجمعة ٢٠٢١/٣/٢٦
================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠١/٣/٢٦
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله الحمد لله وحده الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب نور الحق يقول الإمام المهدي الحبيب : " فكِّرْ في قولي يا من أنكرني،
وحَرِّكْ قدمَك للهِ الواحد، ودَعِ التذكر للمعاهد
أيها العزيز.. أقصّ عليك قصتي إن استمعتَ، وحبّذا أنت لو اتّبعتَ. قد سمعتَ كلام الذين بادروا إلى تكفيري، فأوضح لك الآن معاذيري، وإن شئتَ فكُنْ عذيري أو من اللائمين.
إني امرؤ من المسلمين، أؤمن بالله وكتبه ورسله وخيرِ خَلْقِه خاتَمِ النبيين. لستُ من الذين يجترئون على خلاف المأثور من خير الكائنات، بل من الذين يخافون ربهم ويطهّرون الخطراتِ. بيد أني أُعطيتُ مقاماتِ الرجال، وعلّمني ربي فهداني إلى أحسن المقال، وجعلني مهديَّ الوقت ومن المجددين. فما فهِم المكفّرون كلامي، وكفّروني قبل التدبر في مرامي، فقلتُ واللهِ لستُ بكافر ويعلم ربي إسلامي، فما تركوا قول التكفير، بل أصرّوا على ما فعلوا وظلموا في التقرير والتحرير، وقالوا كافر كذّاب، ونتربّص عليه العذاب. والله يعلم أنهم من الكاذبين المفترين، أو الجاهلين المستعجلين. أافتريتُ على الله بعدما أفنيتُ عمري في مساعي الدين، حتى جاوزت الخمسين؟ وحماني مُقْلةُ ربي من سُبل الشياطين، وما كانت مُنْيتي في مدّة عمري إلا حماية دينِ خيرِ الأنام وإعلاءِ كلمة الإسلام، وكفى بالله شهيدا وهو خير الشاهدين.
يا ربّ.. يا ربّ الضعفاء والمضطرّين، ألستُ منك؟ فقُلْ وإنك خير القائلين. كثُر اللعنُ والتكفير، ونُسِبْتُ إلى التزوير، وسمعتَ كله ورأيتَ يا قدير، فافتَحْ بيننا بالحق وأنت خير الفاتحين. ونَجِّني من علماء السوء وأقوالهم، وكِبرهم ودلالهم، ونَجِّني من قوم ظالمين. وأَنْـزِلْ نصرًا من السماء، وأَدْرِكْ عبدك عند البلاء، ونَـزِّلْ رجسك على الكافرين. وصرتُ كأذلّةٍ مطرودَ القوم ومورد اللوم، فانصرنا كما نصرتَ رسولك ببدرٍ في ذلك اليوم، واحفَظْنا يا خيرَ الحافظين. إنّك الربّ الرحيم، كتبتَ على نفسك الرحمة، فاجعل لنا حظًّا منها وأَرِنا النصرة، وارحمنا وتُبْ علينا وأنت أرحم الراحمين.
ربّ نجّني مما يقصدون، واحفَظْني مما يريدون، وأَدْخِلْني في المنصورين. ربّ فَرِّجْ كربي، وأحسِنْ منقلبي، وأظفِرْني بقُصْوى طلبي، وأَرِني أيام طربي، وكُنْ لي يا ربّي، يا عالِمَ همّي وأَرَبي، وصافِني وعافِني يا إلهَ المستضعَفين. كذَّبني كلُّ أخِ الترّهات، وكفّرني كلُّ أسير الجهلات، وما بقِي لي إلا أن أنتجع حضرتَك، وأطلب عونك ونصرتك، يا قاضِيَ الحاجات، لعلّك تردّ نهاري بعد أن صغَتْ شمسي للغروب، وضجِر القلب من الكروب. ووالله ما تَأَوُّهِي لِفَوْتِ أيامِ السرور ولا للتنعم والحبور، بل للإسلام الذي صال عليه الأعداء، وأفَلَتْ شموسُه وطالت الليلة الليلاء، وظهرت المداجاةُ في فِرق الإسلام والتفرقةُ في أمّة خير الأنام. وأمّا الكفّار وأحزاب اللئام، فقد انتظموا في سِلك الالتئام. والحسرة الثانية أن فينا العلماء والفقهاء والأدباء، ولكنهم فسدوا كلهم وأحاطت عليهم البلاء، إلا ما شاء الله. ربّ فارحَمْ وتقبَّلْ منّا دعاءنا، وإليك الشكوى والتجاءv. يقولون إنّا نحن أعلام الدين وعمائد الشرع المتين، ولكني ما أرى فيهم أحدًا كذي مِقْوَلٍ جَرِيٍّ، خادمِ دينِ نبيِّنا كمُحِبٍّ وليٍّ، بل سقطوا في الشهوات والأهواء والدعاوي والرياء، وما أجد أكثرهم إلا فاسقين. وكنت أخال في رَيْقِ زماني أنهم أو أكثرهم من أعواني، ولكنهم ولّوا دبرهم عند الابتلاء، وكان هذا قدرًا مقدّرًا من حضرة الكبرياء، فالآن أُفرِدتُ كإفراد الذي يبيتُ في البيداء، أو كالذي يقعد في أهل الوبر وسكان الصحراء، فالآن قلّتْ حيلتي وضعفت قوّتي، وظهر هواني على قومي وعشيرتي، ولا حول ولا قوّة إلا بك يا ربّ العالمين. إليك أنبتُ، وعليك توكّلتُ، وبك رضيتُ. ربّ فاستُرْ عَوراتي، وآمِنْ رَوعاتي، ولا تذَرْني فردًا وأنت خير الوارثين. بِيدك البذلُ والعطاء، والعزُّ والعلاء، وإذا أتيتَ فلا يأتي البلاء، وإذا نزلتَ فلا ينـزل الضرّاء. وأشهد أن لا إله إلا أنت، ولا رافِعَ إلا أنتَ، ولا دافِعَ إلا أنتَ، عليك توكّلتُ، وبحضرتك سقطتُ، وأنت كهف المتوكلين. أَحْسِنْ إليّ يا مُحسني، ولا أعلم غيرك من المحسنين. وصلِّ وسلِّمْ على رسولك ونبيّك محمد وعَظِّمْ شأنه، وأَرِ الخَلق برهانه، إنّا جئناك لدينه باكين. تعلم ما في قلوبنا، وتنظر ما في صدورنا، وإنّا معك طوعًا، وما ندّخر عنك صدقًا وروعا، وما كنا أن نهتدي لولا أن هديتَنا، وما وجدنا إلا ما أعطيتَنا، فلا حَمْدَ إلا لك، ويرجع إليك كل حمد الحامدين. إنّك ربّ رحيم، وملِكٌ كريم، فمن جاءك ووالاك وأحبّك وصافاك، فلا تجعله من الخائبين. فبشرى لعبادٍ أنت ربهم، وقومٍ أنت مولاهم، سبقتْ رحمتُك غضبَك، ولا تُضيّع عبادك المخلصين، فالحمد لك أوّلاً وآخرًا وفي كل حين.
الحمد لله الذي أجزلَ لنا طَولَه، وأنجز وعده وأتمَّ قولَه، وأرى بعض الآيات، وأفحمَ المنكرين والمنكرات، فأردتُ أن أُظهر سناه، لمن أَمَّ مسالك هُداه. ولم أَخْلُ تنتابني نصر الله الكريم، وعون الله الرحيم، إلى أن ظهرت آية الخسوف والكسوف، من الله الرحمن الرؤوف، فأُلقِيَ في روعي أن أُؤلّف رسالة في هذا الباب، هدايةً للطلاّب، فألّفتُها لله الأحبّ الأحقّ، وجعلتُها حصّة من حصّتَي "نور الحق"، ومعها إنعام خمسة آلاف، للذين يَلْغَون كغُدافٍ، والذين يكذّبون القرآن، ويتّبعون الشيطان، ويتكلّمون في بلاغة القرآن، ولا يحسبونه من الله الرحمن. وأردتُ بتأليف هذه الرسالة وحصته الأولى، أن أُظهِرَ جهالة النوكَى وضلالة تلك الحمقى، وأكشف خديعتهم على أولي النُّهى وأُرِي الحق لمن يرى. وبعدما أزمعت تأليف هذا الكتاب أُلهمتُ من رب الأرباب، أن الكافرين والمكفّرين لا يقدرون على أن يؤلّفوا كتابا مثل هذا في نثرها ونظمها مع التزام معارفها وحِكَمِها؛ فمن أراد أن يُكذّب إلهامي فليأت بمثل كلامي، فإن المهدي يُهدى إلى أمور لا يُهدَى إليها غيره، ولا يدركه مُعاندُه ولو كان على الهوا سيره، وهذا الكتاب الذي هو ألطف وأدق، سُمّي الحصة الثانية من نور الحقّ
هذه رسالة كالعضب الجرّاز، لإفحام كل من نهض للبِراز. وأوّلُ مخاطبينا بالأطماع في الإنعام، المتنصّرون الذين هم كالأنعام، وعمادهم الذي يُري عنقه كالنَعام، وإخوانه الذين يقولون إنّا نحن المولويون الماهرون في العربية والعلوم الأدبية، ثم البطالوي الشيخ محمد حسين مُضِلُّ العوام بكلمات كالسراب أو كالجَهام، ثم بعد هؤلاء كلُّ مخالف من أهل الأهواء، وكل من قال إني أُرضعتُ ثدي الأدب، وحوَتْ معرفتي مِن علوم النخب، مع خلافه في الملّة والمشرب. فالآن ننظرهم، هل يقومون في الميدان كقيامهم على منبر الافتراء والعدوان؟ أو يولّون الدبر ويشهدون على أنفسهم أنهم كانوا من الجاهلين؟
الحصّة الثانية من نور الحق
بسم الله الرحمن الرحيم
آية الخسوف والكسوف مِنْ آيات اللهِ الرَّحِيم الرَّؤوف
الحمدُ لله المحسن المنّان جالِي الأحزانِ، والصلاة والسلام على رسوله إمام الإنس والجانّ، طيّب الجَنان، القائد إلى الجِنان، والسلام على أصحابه الذين سعوا إلى عيون الإيمان كالظمآن، ونوّروا في وقت ترويق الليالي بِنَيِّرَي إكمالِ العمل وتكميل العرفان، وآلِه الذين هم لشجرة النبوّة كالأغصان ولشامّة النبي كالريحان.
أمّا بَعْدُ.. فاعلموا يا معشر الإخوان وصفوة الخلاّن، أنّ أيّام الله قد قرُبتْ، وكلمات الله تجلّتْ وبدَتْ، وظهرت الآيتان المتظاهرتان، وانخسف النيِّرانِ في رمضان، وجاء الماء لإطفاء النيران، فطوبى لكم يا معشر المسلمين، وبُشرى لكم يا طوائف المؤمنين.
القصيدة في الخسوف والكسوف
واقتضبتُها لقتل السِّرْحان وتنجية الخَروف
غَسـا النَّـيِّرانِ هدايةً لِلْكَودَنِ
يقولانِ لا تترُكْ هُـدًى وتَدَيَّنِ
وإنهمـا كالشاهدينِ تظاهَـرَا
هما العدل قد قاما فهل من مؤمنِ
وقد فرّ قومي نخـوةً وتعصّـبًا
وأين المفـرّ من الدليـل البيّـنِ
وتركوا حديث المصطفى خيرَ الورى
فسادًا وكبرًا مع دَعاوِي التسنّنِ
وما بقِي لِلنُّوكَى مفـرٌّ بَعْـده
وإنّي أراهم كالأسـير المقـرَّنِ
وقد نبذوا التقوى وراء ظهورهم
وأَلْهَتْـهُمُ الدنيا عن المولى الغني
وواللهِ إن اليـوم يوم مبـارك
يذكِّـرنا أيامَ نصـرِ المهـيمنِ
وهذا عطاء مِن قديرٍ مُكـوِّنِ
وفضلٌ من الله النصير المهـوِّنِ
ففاضت دموع العين مني تأثُّرًا
إذا ما رأيتُ حنـانَ ربٍّ محسنِ
قد انكسفت شمس الضحى لضيائنا
ليظهَرَ ضوءُ ذُكائنا عند مُمـعِنِ
ترى أنوار الـدين في ظلمـاتها
ولُـمّاتِها كأنها أرضُ مخـزنِ
وليس كُسوفًا ما ترى مثلَ عَندَمٍ
بل احمرَّ وجهُ الشمس غضبًا على الدني
وحُمْرتُها غيـظٌ ترى في خدّها
على جهلات القوم فانظُرْ وأَمْعِنِ
ظلامٌ مُنـيرٌ يملأ العـينَ قـرّةً
ويسقي عطاشَ الحق كأس التيقنِ
ولو قبلَ رؤيته أنابَ مخالفي
لَهُدِيَ إلى الأسرار قبل التَّفَكُّنِ
ولكنه عادى وقفَّل قلـبه
فقُلْنا اهْلَكَنْ في جهلك المتمكّنِ
رأيت ذوي الآراء لا ينكرونني
وذي لَوثةٍ يعوي لوجعِ التسكّنِ
فإن كنتَ تبغي الله فاطلُبْ رضاءه
وإن كنت تبغي النحرَ في الحجّ فَامْتَنِ
يقِي خاطبُ الدنيا الدنيّة مالَها
ومن أزمعَ العـقبى فللّهِ يقتـني
وقد ظهر الحق الصريح ونوره
فلا تتبعوا جهلاً عماياتِ ضَيْزَني
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد يقول الإمام المهدي الحبيب : "
أيضًا في الخسوف والكسوف
لدعوة الضالين والأمر بالمعروف
ظهَر الخسوف وفيه نور والهدى
خـيرٌ لنا ولخـيرنا أمـرٌ بدا
هبّتْ رياح النصر من محبوبنا
مشمولةٌ قد برّدت حرَّ العِدا
في ليلةٍ قُدَّتْ ثيابُ غَمامها
برقُ الرواعد كان فيها مُرْجِدا
قمرٌ مُعينُ الصـادقين مباركٌ
حَكمٌ مُهِينُ الكاذبين تهـدُّدَا
ردِف الكسوفُ خسوفَه من ربنا
ليُهِينَ فتّانًا شريرا مفسـدا
شمس الضحى برزتْ برعبِ مُبارِزٍ
أفتلك أَمْ سيفٌ مبيد جُـرِّدَا
سقطتْ على رأس المخالف صخرةٌ
كالسَّمْهَريّةِ شَجَّه أو كالمُدى
إنا صفحنا عن تفاحُـشِ قولِهِ
قلنا جَهولٌ قد هَذَى متجـلّدا
لكنْ مُؤيِّدُنا الذي هو ناظـرٌ
ما شاء أن يؤذي العبيطُ مُؤيَّدا
نصرٌ من الله القـريب بفضله
إن المهيمن لا يؤخِّـر موعدا
قُضِي النـزاعُ وشاهدان تظاهرَا
ليبـكِّت المـولى أَلَدَّا أسمدَا
قمـرٌ كمـثل حمـامةٍ بدَلاله
شمس بتبشيرٍ تُشابِهُ هُـدْهُـدا
قِطْعـاتُها تهدي القلوب كأنها
زُبَرٌ تجـدّ نقوشَ شمسٍ مقتدَى
أو مثل واشمةٍ أَسَفَّ نَؤُورُها
خدًّا كمخدود ووجهًا أغيدا
يا أيها المتـجرمون بعجـلةٍ
حسدًا تَجَرَّمَ غيمُكم وتقـدَّدا
كنا نرى أسفًا تأجُّـلَ بَهْمِكم
فاليوم صَفُّ المفـسدين تبدَّدا
وقد استباح الغُولُ جوهرَ عقله
حتى انثـنى مِن أمره متـردّدا
إن السعيد يجيء ملتقِطَ النُّهى
ولقيطةُ الشيطانِ يزري ملحدا
إنا سلخنا شهر رمضان الذي
فيه الخسوف مع الكسوف تفرّدَا
القمـرٌ ساريةٌ ومثـلُ عشـيّةٍ
والشمس غادٍ مُدجِنٌ قَطْرَ الندى
هذا من الله المهـيمن آيـةٌ
ليُبيد مَن ترك الهدى متعـمّدا
فاسعَوا زُرافاتٍ ووُحـدانًا له
متنـدمين وبادرين إلى الهدى
ظهرت خطاياكم وحصحصَ صدقُنا
فابكوا كثكلى في الزوايا سُجّدا
صارت ديار الهند أرضَ ظهورها
ليسكّت الرحمن غُولاً مُفـنِدا
فأَذِبَّةُ الأوهام قُصَّ جناحُـها
رحمًا على قوم أطاعوا أحمـدا
فتَجافَ عن أيامِ فَيجٍ أعـوجٍ
حِججٌ خلَوْنَ تغافُلا وتمرُّدا
كانت شريعتنا كزرعٍ مُعجِبٍ
فيها تعرّتْ مثلَ أزعَـرَ أربَدا
العـين باكية على أطـلالها
يا ربِّ فاعمُرْ خَرْبَها متوحّدا
وأمّا تفصيل الكلام في هذا المقام، فاعلموا يا أهل الإسلام وأتباع خير الأنام، أن الآية التي كنتم تُوعَدون في كتاب الله العلاّم، وتُبشَّرون مِن سيد الرسل نورِ الله مُزيلِ الظلام.. أعني خسوف النَّــيِّريْنِ في شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن، قد ظهر في بلادنا بفضل الله المنّان، وقد انخسف القمر والشمس وظهرت الآيتان، فاشكروا الله وخرّوا له ساجدين.
وإنّكم قد عرفتم أن الله تعالى قد أخبر عن هذا النبأ العظيم في كتابه الكريم، وقال للتعليم والتفهيم: ]فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ[­، فتَفكَّروا في هذه الآية بقلب أسلم وأطهر، فإنه من آثار القيامة لا من أخبار القيامة كما هو أجلى وأظهر عند العاقلين. فإن القيامة عبارة عن فساد نظام هذا العالم الأصغر وخلقِ العالم الأكبر، فكيف يقع في حالة الفَكِّ الخسوفُ الذي تعرفون،باليقين لا بالشك، عِلَلَه وأسبابه، وتفهمون مواقعه وأبوابه؟ وكيف يظهر أمرٌ لازم للنظام بعد فَكِّ النظام والفساد التام؟ فإنكم تعلمون أن الخسوف والكسوف ينشآن من أشكال نظاميةٍ وأوضاعٍ مقرّرة منتظمة، على أوقات معيّنة وأيّام معروفة مبيّنة، فكيف يُعزَى وقوعها إلى ساعةٍ لا أنسابَ فيها ولا أسباب، ولا نظامَ ولا إحكام؟ فانظروا إن كنتم ناظرين.
ثم من لوازم الكسوف والخسوف أن يرجع القمر والشمس إلى وضعهما المعروف، ويعودا إلى سيرتهما الأولى، وفي هويّتهما داخلٌ هذا المعنى،وأمّا تكوير الشمس والقمر في يوم القيامة فهي حقيقة أخرى، ولا يُرَدُّ فيهما نورُهما إلى حالة أولى، بل لا يكون وقوعه إلا بعد فكّ النظام والفساد التام وهدم هذا المقام، وما سمّاه الله خسوفا وكسوفا بل سماه تكويرا أو كشط الأجرام، كما أنتم تقرأون في كلام الله العلاّم. فثبت من هذا الكلام عند الخواص والعوام، أن ما ذُكر من الآية في هذه الآية فهو يتعلّق بالدنيا لا بالآخرة، وعَزْوُه إلى القيامة بناءً على الرواية خطأٌ في الدراية، بل هو خبر من أخبار آخر الزمان وقربِ الساعة واقتراب الأوان كما لا يخفى على المتدبّرين.
ويؤيده ما جاء في الدارقطني عن محمدٍ الباقر بن زين العابدين قال: "إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خَلْق السماوات والأرض، ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان وتنكسف الشمس في النصف منه". وأخرج مثله البيهقيُّ وغيره من المحدّثين. وقال صاحب الرسالة الحشرية "شاه رفيع الدين الدهلوي" الذي هو جليل الشأن من علماء الملّة إن جماعة من أهل مَكّة يعرفون المهدي بالتفرس التام، وهو يطوف بين الركن والمقام، فيبايعونه وهو كارهٌ من بيعة الأنام.
وعلامة هذه القصة عند محدّثي الملّة أن القمر والشمس ينكسفان في رمضان خلا قبل تلك الواقعة.
"إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خَلْق السماوات والأرض، ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان وتنكسف الشمس في النصف منه".
وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة وآيات من سورة الكهف .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(۞ وَتَرَكۡنَا بَعۡضَهُمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ یَمُوجُ فِی بَعۡضࣲۖ وَنُفِخَ فِی ٱلصُّورِ فَجَمَعۡنَـٰهُمۡ جَمۡعࣰا ۝ وَعَرَضۡنَا جَهَنَّمَ یَوۡمَىِٕذࣲ لِّلۡكَـٰفِرِینَ عَرۡضًا ۝ ٱلَّذِینَ كَانَتۡ أَعۡیُنُهُمۡ فِی غِطَاۤءٍ عَن ذِكۡرِی وَكَانُوا۟ لَا یَسۡتَطِیعُونَ سَمۡعًا ۝ أَفَحَسِبَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَن یَتَّخِذُوا۟ عِبَادِی مِن دُونِیۤ أَوۡلِیَاۤءَۚ إِنَّاۤ أَعۡتَدۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَـٰفِرِینَ نُزُلࣰا ۝ قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِینَ أَعۡمَـٰلًا ۝ ٱلَّذِینَ ضَلَّ سَعۡیُهُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَهُمۡ یَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ یُحۡسِنُونَ صُنۡعًا ۝ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّهِمۡ وَلِقَاۤىِٕهِۦ فَحَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَلَا نُقِیمُ لَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ وَزۡنࣰا ۝ ذَ ٰ⁠لِكَ جَزَاۤؤُهُمۡ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا۟ وَٱتَّخَذُوۤا۟ ءَایَـٰتِی وَرُسُلِی هُزُوًا ۝ إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ كَانَتۡ لَهُمۡ جَنَّـٰتُ ٱلۡفِرۡدَوۡسِ نُزُلًا ۝ خَـٰلِدِینَ فِیهَا لَا یَبۡغُونَ عَنۡهَا حِوَلࣰا ۝ قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادࣰا لِّكَلِمَـٰتِ رَبِّی لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَـٰتُ رَبِّی وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدࣰا ۝ قُلۡ إِنَّمَاۤ أَنَا۠ بَشَرࣱ مِّثۡلُكُمۡ یُوحَىٰۤ إِلَیَّ أَنَّمَاۤ إِلَـٰهُكُمۡ إِلَـٰهࣱ وَ ٰ⁠حِدࣱۖ فَمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ لِقَاۤءَ رَبِّهِۦ فَلۡیَعۡمَلۡ عَمَلࣰا صَـٰلِحࣰا وَلَا یُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦۤ أَحَدَۢا)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة والكوثر .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ ۝ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ ۝ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ)
ثم جمعَ صلاة العصر .
===============
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق