الاثنين، 29 مارس 2021

درس القرآن و تفسير الوجه السابع من سورة يونس

 

درس القرآن و تفسير الوجه السابع من سورة يونس 

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء إبراهيم :

 

 شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ أحكام الميم الساكنة , ثم قام بقراءة الوجه السابع من أوجه سورة يونس و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا ، و أنهى الجلسة بأن طلب نبي الله الحبيب منا إستخراج الأحكام من الوجه .

بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من اتبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه السابع من أوجه سورة يونس ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :

أحكام الميم الساكنة :

إدغام متماثلين صغير و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة ميم أخرى فتدغم الميم الأولى في الثانية و تنطق ميماً واحدة .
و الإخفاء الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف الباء و الحُكم يقع على الميم أي الاخفاء يكون على الميم .
و الإظهار الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة جميع الحروف إلا الميم و الباء ، و الإظهار طبعاً سكون على الميم نفسها يعني الحُكم يقع على الميم .

و بعد أحمد قال الأحكام مروان ثم رفيدة ثم أرسلان .
__

○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة سورة النصر ، و صحح له قراءته .

__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

الله سبحانه و تعالى في بداية هذا الوجه يُكمل ما انتهاه في الوجه السابق :

{وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ} :

بعض الناس بتنظر إلى النبي و لكن أكثر الناس عُمي حتى و لو كانوا مبصرين أي عُمي البصيرة .
___

{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} :

لأن الله سبحانه و تعالى حرم الظلم على نفسه ، و الناس هم أصل الظلم ، و هذا دليل مبطن و قرينة عظيمة على أن الإنسان مُخير و بإختياره يكون فيما يليه مُسير ، أي إنه كامل الإرادة و الإختيار لأن الله قال (إن الله لا يظلم الناس شيئاً و لكن الناس أنفسهم يظلمون) .
___

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللَّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ} :

يعني يوم القيامة لما يُبعثوا ، القيامة الكبرى ، يُبعثوا على نفس واحدة كأنها نفس واحدة قامت من الموت ، (كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار) كأن الدنيا دي كانت عبارة عن ساعة من النهار ، كانت قصيرة جداً و ده زمن نسبي في الزمن الكُلي الذي سيقضوه يوم القيامة و ما يليه بقى من نار أو جنة ، و ده يُعتبر زمن نسبي في الكون أو في تقدير و مقادير الله عز و جل ، كأن الدنيا دي كلها ساعة في الزمن اللي هيبقى كده ، اللي بعد كده بعد البعث و الجزاء سواء جنة أو نار ، طب ده مش دليل على تعاقب الأكوان؟؟ و أن الأكوان تفنى و أن النار و الجنة يفنيان؟؟؟ و أن هناك عبور تالي إلى كون آخر لخُلَّص من المؤمنين المحسنيين؟؟؟ أهو ربنا بيقول (و يوم نحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار) يبقى أكيد البعث ده و النشور ده و النار دي و الجنة دي هي نهار و أن الدنيا من بعث آدم -عليه السلام- إلى قيام الساعة الكبرى هي ساعة بس ، و دي قرينة أخرى على الكلام اللي بنقوله ، صح؟؟ على  مقالة اللحظة الكونية الدقيقة((في المدونة)) و هي من دقائق و بواطن القرآن قد تحدث عنها المسيح الموعود ﷺ في كتاب منن الرحمن .
(قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله و ما كانوا مهتدين) اللي هو مكنش عنده يقين بالبعث و النشور و عمل في الدنيا لآخرته فقد خسر ، الخسران المبين ، و الذي يُكذب بلقاء الله هو الذي كذب بالأنبياء و كذب المرسلين و تكبر عليهم و اتصف بصفات المنافقين و العياذ بالله ، و هؤلاء المكذبين مش مهتدين يعني مش مقربين أنفسهم لله ، و إحنا قلنا بأن المهتدي هو من الهَدي و الهُدى ، و الهَدي و الهُدى هو صوت القربان في عالم الروح ، و صوت القربان في عالم الروح هو إيه؟؟ هُدى أو هَدي ، و بالتالي لما ربنا بيقول عنهم (و ما كانوا مهتدين) أي ما كانوا مقربين أنفسهم إلى الله على عتبة الله عز و جل بذبح نفسهم الأمارة بالسوء ، يعني ما كانوا مقدمين أنفسهم قرباناً لله على الصراط المستقيم ، فما كانوا مهتدين .
__

{وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ} :

يعني يا محمد و يا كل نبي نحن نَعد بإهلاك الكافرين و المجرمين في الدنيا قبل الآخرة ، فإن لم ترى كل هلاكهم و توفاك الله قبل إتمام وعده عليهم فسوف تراه في يوم القيامة ، يوم القيامة الكبرى ، (ثم الله شهيد على ما يفعلون) ربنا مأيد ( مدون ) كل حاجة من خلال الملائكة ، مأيد بالصحف ، كاتب بالصحف أعمال ، مأيد بالقلم ، و كل حاجة هتشهد عليهم بقى الكتب دي و جوارحهم هتشهد عليهم و الملائكة و من فوق ذلك كله الله سبحانه و تعالى يشهد عليهم .
___

{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} :

كلام واضح ، كل أمة لازم يبقى ليها رسول ، و دي سُنة جارية ، (و لكل أمة رسول) من الرسالة ، (فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط و هم لا يُظلمون) إذا جاء رسولهم في الدنيا و الآخرة ، المناط هنا أو المعنى هنا يحتمل المعنيين ، فإذا جاء رسولهم في الدنيا : خلاص (و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) ربنا لما يبعث النبي خلاص فلا يبقى للناس على الله حُجة بعد الرسل ، (قضي بينهم بالقسط) يعني خلاص هيكون هناك عذاب للكافرين و نعيم للمؤمنين في الدنيا قبل الآخرة ، و عرفنا معنى كلمة قسط و هو ميزان العدل و شرحنا الكلمة دي في أوجه سابقة ، (و هم لا يُظلمون) سواء أكان بجزاءهم في الدنيا قبل الآخرة أو بحسابهم و جزاءهم في يوم القيامة ، إذاً (فإذا جاء رسولهم) أي في الدنيا أو إذا جاء في الآخرة وقت الحساب ، لأن كل أمة تُحاسب ، أمة تلو أمة .
___

{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} :

يعني الكفار دايماً بيتسألوا و بيقولوا إمتى البعث ده؟؟ و إمتى يوم الدينونة يوم العدل و يوم إقامة القضاء بين الخلائق؟؟ ، بيكلموا المرسلين و المؤمنين . مستهزئين متحدّين الرسل و المؤمنين .
___

و ربنا بقى بيرد عن المؤمنين و عن المرسلين و يقول :

{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} :

(قل لا أملك لنفسي ضراً و لا نفعاً إلا ما شاء الله) يعني ده في عالم الغيب و بأمر الله عز و جل ، يعني أنا مستسلم لله عز و جل تمام الإستسلام ، أنا بين يدي الله عز و جل و مُقدم نفسي لله عز و جل في تمام الإستسلام لله عز و جل ( أهدى نفسه و قرب نفسه لله فهو مهدي لله و مهدى منه )، (لكل أمة أجل) كل أمة وقت عذابها في الدنيا محدد و كيفية عذابها في الدنيا محدد نتيجة تكذيب النبيين ، كذلك (لكل أمة أجل) يعني لكل أمة رسول ، و زمن الرسالة دي لها أجل محدد حتى ينتهي هذا الزمن و ثم يَخلفه زمن نبي آخر و رسول آخر ، يبقى دي من معاني (لكل أمة أجل) ، (إذا جاء أجلهم) سواء بالعذاب بعد بعث النبي أو بالبعث ، (فلا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون) يبقى دي من الشمعات المحددة في ساحة القضاء المكتوبة في القدر ، من الشمعات الفيصلية المعنونة في ساحة القضاء و المرسومة في ساحة القضاء و التي كانت مكتوبة في كتاب القدر ، هي دي آجال الأمم ، لأن إحنا عارفين بأن القدر بيتغير بالدعاء ، صح كده؟؟ و بالإلهام ، بإلهام المؤمنين لله عز و جل فممكن أن نُغير الأقدار و لكن هناك شمعات فيصلة معنونة في ساحة القضاء لا تتغير أبداً زي البعث و نهايات الأمم و هكذا .
___

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ} :

يعني ربنا بيهددهم هنا و بيقولهم : لو أتاكم العذاب بالليل أو بالنهار ماذا يستعجل منه المجرمون؟ يعني نفسكو في إيه تستعجلوا بيه العذاب ، محتاجين إيه أو نفسكو في إيه تستعجلوا بيه العذاب؟ عاوزين عذاب نوعه إيه أو كيفيته إيه تستعجلوا بيه؟؟ ، ده تهديد من الله عز و جل ، لأنهم بيستعجلوا أهو (و يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) ده إستعجال أهو و إستهزاء منهم ، فربنا بيستهزأ بيهم و بيرد عليهم : (قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتاً أو نهاراً ماذا يستعجل منه المجرمون) نفسك بإيه يا مجرم إنت و هو ، عذاب إيه نُعجله لك طالما أنت إستعجلته؟؟ فربنا هنا من باب المقابلة ، بيرد عليهم و بيستهزأ بيهم و بيهددهم .
___

{أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} :

يعني لما أنا أوقع العذاب عليكم بقى هتؤمنوا ؟؟؟؟ (آلآن و قد كنتم به تستعجلون) أهو كنتم مستعجلين العذاب و بتقولوا للنبي بأن أنزل العذاب من عند ربك لو كنت صادق أو لو كان إلهك صادق . دلوقت بس هتؤمنوا ؟؟؟!!!
___

{ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ} :

الكلام ده للأمة دي المُكذبة يوم القيامة ، (للذين ظلموا) أي ظلموا الأنبياء و كذبوهم و كفروا بهم ، (ذوقوا عذاب الخلد) أي في جهنم ، (هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون) أي إلا جزاء أعمالكم لأن الجزاء من جنس العمل ، و نعرف أن الأمم غالباً بتقع في العذاب و العذاب بيحل عليها إلا أمة يونس ، لما بدأت بدايات العذاب تحل عليهم آمنوا فربنا رفع العذاب عنهم ، و هنعرف ده إن شاء الله في الأوجه القادمة .
___

{وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ} :

(و يستنبئونك أحق هو) يعني بيستعلموك و بيسألوك دايماً هل البعث اللي بتتكلم عنه ده سيحدث ؟ و كل نبي يأتي بيتكلم عنه ، هل هو حق فعلاً؟؟؟؟ (قل إي و ربي إنه لحق) ربنا هنا بيقول للنبي بأن يقول إي و ربي إنه لحق ، تحليل (إي) من أصوات الكلمات : الهمزة أعماق ، الياء تموج أي تموج قادم من الأعماق ، (إي) تأكيد يعني ، (قل أي و ربي) قسم ، (إنه لحق و ما أنتم بمعجزين) إنتو مش هتعجزوا ربنا يعني مش هتقدروا على ربنا أو مش هتعجزوا ربنا ، ربنا مش هيعجز أمامكم .

● و شرح لنا نبي الله الحبيب كلمة رسول و نبي من أصوات الكلمات :

  - رسول : راء أي رأى أو أرى الإتنين ، سول لها معنيان : أرى الأسئلة أو رأى الأسئلة فأجاب عليها و لا يأتي نبي إلا ليُسأل فيُجيب ، و هو ده منهج النبوة و منهج آل البيت و هو ده المنهج الصحيح ، يُسأل و يُجيب لأنه معلم ، النبي و الرسول معلم   و قبل ذلك فهو طبيب روحاني ، و المعنى الثاني : رسول : راء أي رأى و أرى سول و اللي هو مكانيكية الوحي اللي يبقى لطيف و خفي ، إزاي؟؟ رسول : الراء رؤية ، السين تسرب خفي ، اللام علة ، الواو دوي دائري منتظم ، كده كأنك في بوتقة و دائرة و علة تسرب الخفي اللي هو الوحي و هو ده الرسول . هكذا لان الوحي لطيف .
و كذلك رسول : رأى الأسئلة و أرى الأسئلة و جاوب عليها ، كذلك أرسل أو إرسال ، أرسل : الهمزة أعماق ، سين تسرب خفي ، لام علة أي أعماق علة التسرب الخفي و هو الإرسال اللي هو البعث ، لذلك الروح بنقول عليها دقائق ، دقيقة ، نتحدث دائماً و نقول دقائق الروح ، و لا يعرفها و لا يستنبطها و لا يتنبه لها إلا العارفون و العالمون ، العارف و العالم بالله عز و جل هو الذي يستقبل الوحي الخفي ده بدرجاته المختلفة : إشارة ، كلمة ، كشف منامي أو مقامي ، رؤى و هكذا .
  - كلمة نبي و أنبأ :
نبي : نون نعمة ، بي أي بِيَّ به ، أي نعمة بذلك الشخص أو بذلك الرجل ، كذلك نبي : نون نعمة ، الباء طلب و إحتياج ، الياء تموج ، كذلك أنبأ : الهمزة أعماق ، النون نعمة ، الباء إحتياج ، أنبأ من الإنباء أي أخبر .
__

و أَنهى الجلسة بأن طلب قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ من مروان و أرسلان و رفيدة بإستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :

طلب من مروان مثال على إظهار شفوي ، فقال :
{يَحْشُرُهُمْ كَأَن} .

و طلب من أرسلان مثال على إخفاء شفوي ، فقال :
{آمَنتُم بِهِ} ، {كُنتُم بِهِ} .

و طلب من رفيدة مثال على إدغام متماثلين صغير ، فقالت :
{وَمِنْهُم مَّن} .
___

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق