درس القرآن و تفسير الوجه الثالث عشر من هود .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ أحكام النون الساكنة و التنوين , ثم قام بقراءة الوجه الثالث عشر من أوجه سورة هود ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، ثم صحح لنا تلاوتنا ، و أنهى الجلسة بأن طلب نبي الله الحبيب منا إستخراج الأحكام من الوجه .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثالث عشر من أوجه سورة هود ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :
أحكام المد و نوعيه :
مد أصلي طبيعي و مد فرعي , المد الأصلي يُمد بمقدار حركتين و حروفه (الألف , الواو , الياء) , و المد الفرعي يكون بسبب الهمزة أو السكون .
أما الذي بسبب الهمزة فهو مد متصل واجب و مقداره ٤ إلى ٥ حركات , و مد منفصل جائز مقداره ٤ إلى ه حركات , و مد صلة كبرى مقداره ٤ إلى ٥ حركات جوازاً , و مد صلة صغرى مقداره حركتان وجوباً .
و بعد أحمد قال الأحكام مروان ثم رفيدة ثم أرسلان .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة سورة الزلزلة ، و صحح له قراءته .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
كان في كلمة في الوجه اللي فات ، كنت حابب أستنبط منها شيء ، و الشيء ده هو مذكور في الوجه ده ، و كأن الله سبحانه و تعالى أخر الإستنباط ده لغاية ما نبتدي الوجه ده ، اللي هو إيه؟ {وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ} ربنا بيتكلم هنا عن جهنم ، إن هي إيه؟ بئس الرفادة فيها ، بئس الرفادة التي يتلقونها فيها ، و الرفادة هو الشيء الذي يُقدم للضيف ، صح؟ ، فربنا سبحانه و تعالى لما يقول هنا (بئس الرفد المرفود) بيقول إنهم ضيوف سيجدوا رفادة نكد و عذاب أليم ، هذه هي رفادتهم ، و المعروف أن الضيف لا يُقيم إلى الأبد ، إنما يُقيم لفترة محددة و بعد ذلك يمضي ، فهنا إستنباط و دليل و قرينة على أن جهنم تفنى ، صح؟ ، في الوجه ده برضو ، ربنا بيتكلم عن جهنم تحت هنا أنها تفنى أيضاً ، و كذلك يتحدث عن الجنة أنها ليست دائمة للكل بل هناك خُلَص فقط الذين يصطفون للعبور إلى الجنة التالية ، اللي إحنا تكلمنا عنه في المدونة ، اللي ذكره الإمام المهدي ﷺ في كتاب إيه؟ "منن الرحمن" .
___
{ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ} :
(ذلك من أنباء القرى نقصه عليك) سورة هود كلها و القصص اللي فيها ، قصص دعوة الأنبياء ، يدعون إلى التوحيد و نبذ الشرك ، و قصة أقوامهم معهم المكذبين الذين يسيرون على نهج آباءهم فقط ، و يتكبرون و لا يريدون أن يُرخوا أسماعهم للأنبياء و لا أن يتواضعوا و لا أن يتقوا و لا أن يستخيروا الله فيهم ، الله سبحانه و تعالى يقص على نبينا محمد ﷺ من أنباء هذه القرى ، لكي تكون له تزكية و لكي تكون له تعزية لما يجده من قومه من تكذيب و إثم ، (منها قائم و حصيد) يعني القرى اللي إحنا قصصناها عليك دي ، في منها بقية آثار محصودة ، (منها قائم) أي إيه؟ فيه بقية آثار تجدونها و ترونها برؤية العين ، و (حصيد) أي محصودة ، يعني إيه؟ المحصود هنا للدلالة على أنهم تم القضاء عليهم و لكن بقي آثار للعِبرة ، تمام كده؟ طيب .
___
{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} :
(و ما ظلمناهم و لكن ظلموا أنفسهم) يعني الجريرة التي جرت عليهم ذلك العذاب كان بسبب الظلم الذي ظلموا به أنفسهم ، و نعلم أن أظلم الظلم هو الشرك ، و أعدل العدل هو التوحيد ، فمشكلتهم الأولى كانت الشرك بالله عز و جل ، سواء أكان ظاهراً أو خفياً ، ظاهر كأنهم يعبدون مثلاً أوثاناً أو أصناماً أو يسجدون إليهاً أو يقربون إليها الذبائح أو القرابين و ما إلى ذلك ، هذا شرك كبير ، و الشرك الأخطر هو الشرك الخفي ، من الشرك الخفي إيه؟ الكِبر و الرياء ، و إيه تاني كمان؟ رفض الإستخارة في النبي ، يعني النبي بيقولهم ، أنا بقول لكم التعليمات دي أو بقول لكم حاجات يجب إنكم تجتنبوها ، و حاجات يجب إن إنتو إيه؟ تلتزموا فيها ، و بيِدَّعِي إنه هو ده بينات من الله ، من الإله الحقيقي ، رفضهم ، كونهم يرفضوا إن هم يستخيروا فيه ، هم هنا قدموا هوى أنفسهم على إيه ، على الإستقامة و على الحق، صح كده؟ فهنا ده أصبح شرك ، أشركوا أهواءهم مع الله عز و جل ، و هذا شرك خفي ، نوع من أنواع الشرك الخفي ، (فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك) لما فار التنور و بدأت ساعة الصفر و العذاب أتى ، الآلهة اللي كانوا يعبدوها من دون الله منفعتهمش ، لم تنفعهم ، لم تصد عنهم ذلك العذاب و تلك اللعنة ، ماشي؟ ، (و ما زادوهم غير تتبيب) الآلهة الباطلة لم تزد تلك الأقوام و تلك القرى إلا تتبيب ، تتبيب من كلمة (تب) ، مش إحنا شفنا سورة (تبت يد أبي لهب و تب) تب يعني إيه؟ عمل كده بإيده ((يعني ضرب كفه بكفه الأخر)) المجرم أبو لهب لما اعترض على سيدنا محمد ﷺ لما دعاهم للتوحيد و قال لهم بأنه مرسل من الله عز و جل ، و قال له تباً لك ألهذا جمعتنا؟ ، تباً لك يعني إيه؟ إنقطعت ، يعني إيه؟ قطيعة تقطعك يعني ، ده المعنى ، كلمة تب أي قطع ، الآلهة الباطلة دي لم تزد تلك القرى إلا تتبيب ، أي إنقطاع و هلاك و حصيد ، أصبحوا كالحصيد ، ماشي؟ ، يبقى عرفنا كلمة (و ما زادوهم غير تتبيب) من كلمة تب أي قطع .
___
{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} :
(و كذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى و هي ظالمة) ربنا بيهلك القرى لما بتفسد و تطغى في ظلمها و يزيد ظلمها ، (إن أخذه أليم شديد) أخذ ربك يعني عذاب ربك ، ربنا يأخذها بالسنين و العذاب ، سواء أكان عذاب مزمن يؤخذ بالسنين و اللعائن المستمرة في سنين حياتهم ، أو عذاب جارف ، يحصد بشكل مفاجئ ، (إن أخذه أليم شديد) عذاب ربنا أليم و شديد ، لأن ربنا حليم ، صح؟ حليم و لكنه إذا أخذ القرى أخذهم أخذ عزيز مقتدر .
___
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ} :
(إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة) القصص دي كلها ، قصص القرى اللي تم إهلاكها دي ، نتيجة كبرهم على الأنبياء و عدم إنصياعهم لأوامر الله عز و جل ، (إن في ذلك لآية) عِبرة (لمن خاف عذاب الآخرة) اللي عنده إيه بقية تقوى أو خوف من عذاب ربنا سبحانه و تعالى ، (ذلك يوم مجموع له الناس) يوم القيامة يعني ، (و ذلك يوم مشهود) كل الناس و كل الخلائق المُكَلَفَة ستشهد ذلك اليوم ، (و ذلك يوم مشهود) ستتكلم فيه الأشهاد ، هيكون في شهود على أعمال الإنسان ، المُكلفين سيجدون أعمالهم متمثلة تشهد عليهم ، و تشهد عليهم جوارحهم ، و هناك شهود أخرى أيضاً .
___
{وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ} :
أي عذاب لقرية ظالمة إذا تأخر ، ربنا بيأخره لأجل معدود ، يعني ربنا عنده عَد معين هيعدّه ، لما العد ده يخلص و ينتهي حسب ما قَدَّر سبحانه و تعالى ، هنا بقى تكون ساعة الصفر و يكون فوران التنور ، و كذلك (و ما نؤخره إلا لأجل معدود) أي يوم القيامة ، القيامة الكبرى ، يوم الدينونة ، ربنا مش مأخره عن الظهور إلا بعد ما يعد عَد معين ، هو الوحيد اللي يعرف ، ربنا سبحانه و تعالى الوحيد اللي يعرف العد ده هيخلص إمتى ، لكنه مُقَدَر ، مُقَدَر ، آتٍ آتٍ لا محالة .
___
{يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} :
(يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه) يوم الدينونة محدش يتكلم إلا بإذن الله عز و جل من رهبة المشهد ، (فمنهم شقي و سعيد) من المجموعين دول/هؤلاء المُكلفين ، منهم هيبقى شقي عياذاً بالله ، و منهم اللي هيبقى سعيد .
___
{فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} :
(فأما الذين شقوا ففي النار) هيدخلوا جهنم ، (لهم فيها زفير و شهيق) إيه الزفير و إيه الشهيق : الزفير هو خروج الهواء من الصدر ، الشهيق هو دخول الهواء إلى الصدر ، (لهم فيها زفير و شهيق) هنا عذاب أليم ، عذاب أليم من شدة المفاجأة و من شدة الآلام هم يصطرخون في النار ، و هم يصطرخون فيها ، و الصريخ الشديد بيكون معه إيه؟ زفير : خروج الهواء بشدة من الصدر ، و بعد ذلك شهيق : دخول الهواء بشدة إلى الصدر ، فتخيل بقى ، واحد في جهنم عياذاً بالله ، بيصطرخ و يصرخ من شدة الألم و العذاب ، ربنا بيقولهم إيه ، من شدة الألم و العذاب هيكون زفيرهم و شهيقهم مسموع ، هنا تصوير فني و تصوير بلاغي للآلام الشديدة التي سوف يُلاقونها أؤلئك الأشقياء في جهنم و العياذ بالله ، (لهم فيها زفير و شهيق) .
__
{خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} :
(خالدين فيها) قاعدين فيها فترة طويلة ، (ما دامت السماوات و الأرض إلا ما شاء ربك) أهو ربنا بيستثني (إلا ما شاء ربك) يعني إلى قدر محدده ، (إن ربك فعال لما يريد) ربنا محدش شريكه يعني ، يفعل ما يريد بإرادة تامة كاملة .
___
{وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ} :
(فأما الذين سعدوا) السعداء اللي هم الموحدين ، اللي هم سمعوا الكلام ، سمعوا كلام الأنبياء ، (ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات و الأرض) تمام كده؟ (إلا ما شاء ربك) تاني إستثناء أهو ، (إلا ما شاء ربك) يعني الخلود هنا مش لكل الناس أو مش لكل المُكَلفين اللي دخلوا الجنة و كانوا سعداء ، مين اللي هيعبر؟ المحسن ، المحسنون هم اللي هيعبروا الجنان المتعاقبة في الأكوان المتتالية ، (عطاء غير مجذوذ) يعني عطاء قادم قادم ، مفيش منه إيه؟ مفر و مفيش فيه شك ، (عطاءً غير مجذوذ) غير منقوص ، لا ينقص ، إنما يأتيهم هذا العطاء كاملاً .
____
{فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ} :
(فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء) ربنا بيوجه الخطاب لرسول الله ﷺ و لكل الأنبياء (فلا تك في مرية) لا يكون لديك شك (مما يعبد هؤلاء) هم إيه؟ يعبدون آلهة باطلة ، هنا تثبيت للنبي و لكل نبي ، (ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل) هي دي سُنة (هذا ما وجدنا عليه آباءنا) دي سُنة الكفار كل حين و كل عصر و كل زمان ، بأن هم يتشبثوا بالموروث فقط ، و لا يلتفتوا إلى الحقيقة المطلقة أو المجردة ، (و إنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص) هياخذوا نصيبهم في الدنيا و الآخرة غير منقوص ، كامل .
____
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ} :
(و لقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه) بعثنا موسى و أعطيناه الرسالة ، الكتاب يعني الرسالة ، (فاختلف فيه) الناس اختلفت عليه ، زيه زي كل الأنبياء ، (و لولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم) يعني لولا إن ربنا مقدر إن الناس تختلف على الأنبياء و إنه يبقى الناس لديهم إرادة و إختيار مطلق في الإيمان أو الكفر (لقضي بينهم) لَبيَنَّا لهم إنه هو ده فعلاً نبي صادق و أجبرناهم على الإيمان جبراً ، لكن ربنا لم يقضي أن يَجبُر الناس على الإيمان ، بل أعطاهم الإرادة و الإختيار الكامل ، (و إنهم لفي شك منه مريب) و مع رفضهم ده للنبي شاكين ليكون صادق ، بس في نفس الوقت إيه؟ متكبرين و العياذ بالله .
___
{وَإِنَّ كُلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} :
(و إن كُلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم) كل الناس اللي عاصرت الأنبياء ، ربنا هيوفيهم أعمالهم اللي عملوها سواء أكانت خيراً بخير أو شراً بشر ، (إنه بما يعملون خبير) ربنا سبحانه و تعالى يعلم ما يعملون ، فتتمثل أعمالهم في الدنيا و الآخرة ، تمام؟ ، فالكل يُلاقي عمله متمثلاً ، و الله خبير بتلك الأعمال فيعلم كيف تتمثل .
● و أثناء تصحيح نبي الله الحبيب يوسف الثاني ﷺ لقراءتنا لهذه الوجه ، قال لنا :
الآية دي معناها إيه؟ : (و إنَّ كُلاًّ لما ليوفينهم ربك أعمالهم) (إنَّ) هنا تأكيد ، (كُلا) كل الطوائف دي ، السعيدة و الشقية ، تمام؟ ، (لما ليوفينهم ربك أعمالهم) يعني مستمرين و هتشوفوهم لغاية لما يتم إستيفاء أعمالهم ، إستيفاء جزاء أعمالهم من قِبل الله عز و جل ، و هو ده المعنى ، (و إنَّ كُلاًّ) كلهم يعني ، (لما ليوفينهم) يعني هتشوفوهم و هيبقوا مستمرين لغاية ما ربنا يوفيهم إيه؟ أعمالهم ، دي برضو إشارة تانية و قرينة تانية على أن إيه ؟ الجنة و النار مؤقتتان (إلا ما شاء ربك) ناس محددة بس اللي هتعبر الجنان المتعاقبة ، اللي هم المحسنين ، اللي هم أصحاب الإحسان ، فهمتوا؟ أهو (و إنَّ) تأكيد ، (كُلاًّ) كلكم ، (لما ليوفينهم) (لما) لغاية ، إلى ، لغاية إيه؟ مستمرين لغاية ما يتم إستيفاء أعمالهم من قِبل الله عز و جل ، و بعد كده خلاص ، و بعد كده إيه؟ خلاص ، (إلا ما شاء ربك) ، ماشي؟؟ تماام .
- طيب زفير و شهيق ، حد يعرف يقول كلمة زفير و شهيق من أصوات الكلمات؟؟؟
- زفير : الزاء صوت الذنب ، و الفاء تأفف ، ير : ياء تموج ، راء رؤية ، يعني يروا التأفف و النكد و يروا تمثل ذنوبهم ، صح؟ الزاي صوت الذنب ، إذاً يروا تمثل ذنوبهم و يروا التأفف و النكد ، عياذاً بالله .
- طيب شهيق؟؟ لها معنيين : شهيق : الشين و الهاء أي من كلمة شهوة ، و الياء تموج و القاف قوة ، شهيق أي يروا أمواج و تمثل شهواتهم المُحرمة بقوة في جهنم ، كذلك لها معنى تاني ؛ شهيق : الشين يبقى إيه؟ تفشي و إنتشار ، و الهاء تنبيه قوي ، القاف قوة ، و الياء تموج ، أي يكون هناك تمثل أو يكون هناك تنبيه ، في هذا المكان تنبيه لحواسهم لكي تتعذب عذاباً أليماً بقوة و إنتشار ، إذاً شين تفشي ، الهاء تنبيه ، الياء تموج ، و القاف قوة ، ده معنى تاني .
- طيب حد يعرف يقولي الفرق ما بين (غير مجذوذ) و (غير منقوص)؟؟؟ ليه ربنا قال عن عطاء الجنة غير مجذوذ ، و قال عن عذاب الكافرين أنه غير منقوص ، حد يعرف يقول؟ طيب فكروا فيها لغاية ما ننهي القراءة .
- (فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء) المرية هي الجدال ، متجادلش كتير في آلهتهم الباطلة دي يعني أعرض عنهم ، متتلفتش لسفاهتهم و لا لتفاهتهم ، دايماً كده إبتعد عن السفاهة ، (فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء) ، (و إنهم لفي شك منه مريب) شك شك ، مريب من الريبة أي الشك الشديد ، أو الشك الذي يجلب الشك لأنهم (في شك منه مريب) ، إذاً مريب : الميم مفاعلة ، ريب من الريب ، الريبة أي الشك ، إذاً مفاعلة الشك ، إذاً مريب هو الشك الذي يجلب الشك ، لكن كلمة الشك هو الشرك المُجرد يعني ، و كلمة شك من أصوات الكلمات : الشين تفشي ، الكاف إنفكاك ، أي تفشى إنفكاك يقينه في أمر ما ، تمام كده؟ .
- خلي بالك هنا ، نصيب ، كلمة نصيب دي ، كلمة مذمومة هنا ، من إيه بقى؟ من نَصَب ، النصب هو الألم و التعب و الشقاء ، ربنا بيقولهم هنا (و إنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص) نصيب ، فعيل من صيغة مبالغة ، و كذلك نصيب أي الذي سيُصيبهم لا محالة غير منقوص ، (و إنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص) ، تمام كده؟ ، إذاً الكلمة دي مذمومة و العياذ بالله في القرآن ، (و إنا لموفوهم نصيبهم) الذي سيُصيبهم بالنَصب غير منقوص .
حد عرف بقى كلمة غير منقوص و غير مجذوذ إيه الفرق ما بينهم ، حد عرف؟؟ ، نخليها الجلسة الجاية تفكروا فيها ، طيب .
__
و أَنهى الجلسة بأن طلب قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ من مروان و أرسلان و رفيدة بإستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :
طلب من مروان مثال على مد متصل واجب ، فقال :
{أَنبَاء} .
و طلب من أرسلان مثال على مد صلة صغرى ، فقال :
{نَقُصُّهُ عَلَيْكَ} .
و طلب من رفيدة مثال على مد صلة كبرى ، فقالت :
{إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ} .
___
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
___
"حبك دواء لألف مرضٍ يا إلهي ، و أقسم بوجهك الكريم أن الحرية الحقيقية إنما هي أن يصبح الإنسان أسير هذا الحب .
البحث عن ملاذك ليس عمل المجانين ، بل هو قمة الذكاء .
لن أُخفي ثروة حُبك أبداً لأن إخفاءها خيانة .
و إني مستعد للتضحية بروحي و حياتي في سبيلك ، لأن الصداقة الحقيقية هي تسليم الروح إلى الحبيب ."
- أبيات فارسية(مُعربة) كتبها الإمام المهدي الحبيب ﷺ من كتاب خطبة دافع الوسواس . 💙💐
===========================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق