درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من يوسف .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ الوقف و السكت , ثم قام بقراءة الوجه الثاني من أوجه سورة يوسف ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، و أنهى الجلسة بأن صحح لنا تلاوتنا .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثاني من أوجه سورة يوسف ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :
الوقف :
ج (وقف جائز) , قلي (الوقف أفضل لكن الوصل جائز) , صلي (الوصل أفضل لكن الوقف جائز) ,
لا (ممنوع الوقف) , مـ (وقف لازم) , وقف التعانق و هو لو وقفتَ عند العلامة الأولى فلا تقف عند العلامة الثانية و لو وقفتَ عند الثانية لا تقف عند الأولى) .
و السكت :
هو حرف السين ، و هو وقف لطيف دون أخذ النفس ، مثل : من راق ، بل ران .
و بعد أحمد قال الأحكام مروان ثم رفيدة ثم أرسلان .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة سورة قريش ، و صحح له قراءته .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
هذا الوجه ، الوجه الثاني المبارك من السورة المباركة ، سورة يوسف ، أحسن القصص ، بدايتها هو رد على سؤال سُئِل بالأمس من أحد المعترضين على دعوة يوسف بن المسيح ، شخص اعترض على دعوة يوسف بن المسيح و قال إيه؟ : ما هي مُعجزاته؟؟؟ ، هذا الشخص تعرفه آسيا و يعرفه حازم و تعرفه جميلة و يعرفه الشيخ محمد عرفة ، بالأمس يعني ، حدث هذا الحوار ، و كأن الله سبحانه و تعالى بعث هذا المعترض يسأل هذا السؤال ، كي يُجيبه الله سبحانه و تعالى الآن ، مع أول آية من هذا الوجه ، قال تعالى :
{لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ} آيات ، معجزات ، ذلك المعترض يقول إيه أو يظن أن المعجزات هي فقط المعجزات المادية ، مع إنه يوجد المعجزات المادية بفضل الله عز و جل ، و لكن أصل المعجزة هي الآيات ، هي النبوءات ، هي الحكمة ، هي التدبر و أخذ العِبرة من الزمان و تتالي الزمان ، قصة يوسف و إخوته و ما حدث له في مصر ، هي قصة عظيمة ، هي آية في حد ذاتها بكل تفاصيلها ، (لقد كان في يوسف و إخوته آيات للسائلين) تحقق النبوءة في حد ذاتها آية ، تحقق النبوءة في حد ذاتها آية ، و الحكمة و الإلهام بالحكمة و المعرفة و التزكية ، آية ، آية عظيمة ، و هي أعظم من أي آية مادية و معجزة مادية ، طيب ، كنا ذكرنا في الوجه اللي فات إن ربنا سبحانه و تعالى بيجعل القمر و الشمس ، الشمس و القمر ، يسجدوا أي يُطيعوا نبي الزمان ، و بيجعلها دايماً سبحانه و تعالى آيات و دلائل تكون مرتبطة بمعجزات و أحداث كبرى ، تمام كده؟ تمام ، من ضمن الدلائل اللي كانت موجودة في التاريخ الإسلامي ، إن أول حملة صليبية كانت على بيت المقدس ، تزامن معها خسوف دموي للقمر ، لأن مش كل خسوف للقمر بيكون خسوف دموي ، بيكون له دلالة ، و عرفنا دايماً إن التمثلات المادية تدلل على تمثلات روحية و العكس ، يعني القمر ده لما يكون خسوفه الدم ، بشكل الدم ، هيكون أكيد في أمر جلل ، تمام؟ ، فيه إيه؟ عذاب و دماء مثلاً ، مثلاً يعني ، لأن خسوف القمر ده عبارة عن إيه؟ إن الأرض بتوقف أمام الشمس فتحجب نور الشمس عن القمر ، فمامنشفش القمر ، و أثناء حجب الأرض للشمس ، و لضوء الشمس عن القمر ، ضوء الشمس بيتفرق و بيتبعثر في الغلاف الجوي للأرض ، فتبعثر ده و الإنكسار ده بيخلي النور الأحمر أو اللون الأحمر هو اللي ينعكس على سطح القمر ، فبنرى القمر إيه؟ بلون الدم ، هو عادي تمثل مادي و بيحدث بإستمرار و بتكرر يعني ، و لكن دايماً ربنا ، غالباً كده بيجعله مقرون بأحداث كبرى ، المهم ، أول حملة صليبية على بيت المقدس ، كان يُصاحبها هذا الخسوف الدموي ، كذلك في عام ١٤٩٢ ميلادي ، العام الذي طُرد فيه المسلمون و اليهود من الأندلس ، و أُقيمت محاكم التفتيش ، من ملك إسبانيا فيرنينند و ملكة إسبانيا إيزابيللا ، أقاموا محاكم التفتيش للمسلمين ، و كان هناك عذاب شديد للمسلمين و بلاء عظيم ، أيضاً في هذا العام حدث خسوف دموي للقمر ، خلي بالك ، كذلك ، كذلك دون أن أعلم ، في اليوم اللي أنشئت فيه المدونة ، كان ربنا سبحانه و تعالى أعطاني وحي قبلها , عن إنتهاء مادة التوقف ، و أراني الكتاب و المدونة ، يعني إيه؟ أراني حسابي على الفيسبوك و المدونة ، و كان أمر إنني إيه؟ أُقيم المدونة لأُصلح ما أفسده أتباع الإمام المهدي من تحريف كلامه -عليه السلام- ، بأمر من الله عز و جل ، المهم ، أنا مكنتش أقصد اليوم ده ، أقمت المدونة يوم ٢٠١٤/٤/١٤ ، العجيب إنه اليوم ده ، كان التالي له خسوف دموي للقمر ، و العجيب ، العجيب ، إن الأحداث دي حدثت ، حدثت في خضم المعروف إعلامياً بالربيع العربي و ثورات الربيع العربي ، تمام ، و هلاك الظالمين بالظالمين ، هلاك الظالمين بالظالمين ، و قوة التدافع التي قدرها الله سبحانه و تعالى ، و التي تلتها بعد ذلك إيه ، ثورات شعيب أو جولات ثورة شعيب و ما إلى ذلك ، خلي بالك ، العجيب بقى إن خسوف الدم ده ، اللي هو حصل في اليوم التالي للمدونة ، تكرر تاني في آخر السنة في شهر أكتوبر ، و تكرر في السنة اللي بعديها برضو في شهر إبريل ، أول إبريل ، و حدث في نص/وسط شهر مارس سنة ٢٠١٥ خسوف كلي للشمس ، أحداث عظيمة لها دلالات ، ربنا بيربطها دايماً بالأحداث العظيمة ، الخسوف القمري و الكسوف الشمسي هي إيه؟ أحداث منتظمة ، و لكن دايماً ربنا بيختار حدوثها أو حدوث بعضها ، مرتبط بأحداث مهمة جداً ، روحية و مادية ، تحدث في هذا الكون ، كما شرح المسيح الموعود ﷺ في كتاب ((نور الحق)) الجزء الثاني و كذلك في كتاب ((مواهب الرحمن)) ، تمام كده ، طيب .
يبقى إحنا إبتدينا قلنا الآية ، أو ربنا بيرد على المعترض اللي بيسأل : إيه هي معجزات يوسف بن المسيح؟؟ ، معجزاته كثيرة جداً ، منها المادي و منها الروحي ، هو ربنا بيقول أهو (لقد كان في يسوف و إخوته آيات للسائلين) مجرد القصة نفسها و تحقق النبوءات و أخذ العِبرة و التدقيق و معرفة دقائق الأمور و المعرفة و الحكمة عبر الزمان و إستقاء العِبرة ، دي في حد ذاتها آية ، آية عظيمة ، عظيمة جداً ، تحقق النبوءات آية ، و إستجابة الدعاء ، دعاء النبي آية ، آيات عظيمة للسائلين ، (آيات للسائلين) مين السائلين؟ الذين يستخيرون الله و يسألونه بصدق القلب ، الذين هم أطفال القلوب يسألون رب القلوب ، هؤلاء هم السائلون حقاً ، الذين يصلون إلى ربي و رب آبائي الأولين ، فيَخلُصُون و يُخَلِّصون أنفسهم من الهوة و من غل الشيطان ، (لقد كان في يوسف و إخوته آيات للسائلين) .
___
{إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} :
شفت قلة الأدب ، حتى أبناء الأنبياء ممكن يكون في منهم قلالات أدب/قليلين أدب ، و ممكن يتوبوا بعد كده و ربنا يُعطيهم النعمة ، و لكن شايف ، حتى الأنبياء ممكن أبناءهم يبقوا قلالات أدب ، قال إيه بيعدلوا على نبي الله يعقوب!!!! يعني بيقولوا إنه هو أبونا ده ظالم ، بينفع تقول إن أبوك ظالم لو كان نبي؟؟ ماينفعش ، صح؟؟ و هو حصل أهو في التاريخ ، فلازم إحنا نستجيب و نأخذ العِبرة ، (إذ قالوا ليوسف و أخوه أحب إلى أبينا منا) يوسف و بنيمين أبناء راحيل ، راحيل دي زوجة من زوجات يعقوب -عليه السلام- ، (إذ قالوا ليوسف و أخوه أحب إلى أبينا منا و نحن عصبة) إحنا مجموعة قوية ، بنقوم بالأعمال المنزلية و بنقوم بالرعي و بعلف البهائم و بالزراعة و بنقوم بجلب التجارة و المتاجرة و تعامل الناس ، إحنا عندنا خبرة و أقويا ، إغتروا بقوتهم المادية ، (و نحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين) أبونا ده إيه ، غلطان ، مش فاهم المصلحة فين ، مصلحته معنا ، قال يعقوب مصلحته معهم؟؟؟ و لا مصلحته و صلاحه مع الله و مع إختيار الله؟؟؟؟ صلاحه مع إختيار الله ، صح كده؟ ، (إذ قالوا ليوسف و أخوه أحب إلى أبينا منا و نحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين) .
___
{اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} :
و بعدين الرأي العام ، كَوَنُوا الرأي العام بقى ، طبعاً لما يعقوب -عليه السلام- نصح يوسف و قال له محدش يعرف عن الرؤيا بتاعتك حاجة ، عشان إخواتك ميحسدكش ، و ما يكيدوش لك الكيد ، تمام ، طبعاً الخبر تسرب ، أكيد يعني ، لأن يوسف طفل بيتكلم ، أكيد تكلم مع حد مثلاً من إخواته أو حد من زوجات أبيه ، و الخبر تسرب ، غصباً عنه لأنه طفل ، تمام كده ، ف هم كَوَّنُوا رأي عام و قالوا إيه ده ، هو فاكر إنه أحسن مننا ، هو أحسن مننا في إيه؟؟؟ ، بس ربنا إختار يوسف و جعله هو البِكر ، جعل البكورية على يوسف ، مع إنه هو مش الكبير يعني ، بس جعل البركة على يوسف ، مع إنه هو مش أكبر واحد ، أكبر واحد إسمه إيه؟ راؤبين ، راؤ أي يرى ، بين أي إبن ، أي ترى إبناً باللغة العبرية ، و ده كان أول إبن من أبناء يعقوب ، فكَوَّنوا رأي عام بقى ضد يوسف ، فقتلوه معنوياً في ما بينهم و بين بعض ، قتلوه معنوياً ، يعني حَقَّروا منه و بالتالي أدى ذلك إلى تفكيرهم إن هم يقتلوه مادياً ، فالرأي العام كان بيقول إيه؟ (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً) ، (اقتلوا يوسف) يعني قتل معنوي ، زائد قتل مادي ، عشان هم متغاظين منه ، حاسدينه ، أو (اطرحوه أرضاً) يعني حاولوا تبووّظوا يوسف/ تفسدوه و حاولوا تفسدوا أخلاقه بحيث ربنا يرفع عنه البركة و أبونا يعقوب يزهق منه و يزعل منه ، و ربنا يشيل منه النعمة و النبوءة بتاعته دي (أحد عشر كوكباً و الشمس و القمر ...) علشان ماتتحققش ، لأنهم فاهمين و عارفين إن الوحي صادق ، و إن الإله موجود فعلاً ، و إن أبوهم نبي ، عارفين إن أبوهم نبي ، المجرمون !!! و بيظلموه ؟ ، و بيعدلوا على أبوهم؟؟ إيه الإجرام ده ، (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً) اطرحوه أرضاً يعني حولوا تفسدوا أخلاقه ، اجعلوه يخلد إلى الأرض ، حاولوا تفسدوه أو متجعلوهوش كده في البكورية اللي هو فيها أو على الفطرة اللي هو فيها ، تمام كده؟ ، لما تعملوا كده (يخل لكم وجه أبيكم) يعني كأن يوسف ده عقبة و حاجز بينهم و بين أبيهم ، هو الشيطان اللي سَوِل لهم ده ، الشيطان هو إيه؟ اللي وسوس لهم بالأمر ده ، و بعدين بقى؟ التبرير بقى ، تبرير المعصية ، تبرير الذنب ، و تبرير الخيانة ، و تبرير الغدر ، عاوزين يُغدروا بيوسف ، دايماً كده الأقربين بيحاولوا يغدروا بيوسف ، لكن الله يُنجيه ، الله يُنجيه ، (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم و تكونوا من بعده قوماً صالحين) التبرير بقى أو المُبرر النفسي أو الحاجة اللي هتحاول تهَدِينا نفسياً ، إن إحنا إيه؟ هنعزم على التوبة و ربنا رحيم ، أهو (و تكونوا من بعده قوماً صالحين) تتوبوا بقى بعدين .
___
{قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} :
(قال قائل منهم) مين؟ راؤبين الكبير ، اللي هو بعد كده هيُذكر في الأحداث في آخر سورة يوسف ، راؤبين الإبن الكبير ، (لا تقتلوا يوسف) كأنه أشفق على أخوه الصُغَير يعني ، (و ألقوه في غيابة الجب) شافوا كده بير/بئر بعيد عن القرية اللي عايشين فيها بالصحرا ، و قال إيه : نزلوه كده ، إربطوه بالحبل و نزلوه في البئر ده ، و تيجي قافلة كده تعدي و تشرب المية/الماء ، يلاقوه فياخذوه معهم ، و نبيعه لهم كأنه عبد آبق ، كأنه عبد إيه؟ هربان فإحنا عاوزبن نخلص منه فنبيعه ، بس ، دي الفكرة اللي إنقدحت في ذهن راؤبين وقتها يعني ، طبعاً و ندم بعد كده ، و هيُظهر ندمه ده في آخر السورة ، و هنعرف إظهاره للندم ده هيتمثل في إيه بالزبط ، هيتمثل في إيه ، هيكون شديد الحرص على أخيه التاني الصُغَيّر بنيمين ، إنه هو مش هيرضى يسيبه في مصر ، لما كان هيتحبس في مصر يعني ، المهم هنعرف التفاصيل إن شاء الله في وقتها ، (قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف و ألقوه في غيابة الجب) غيابة يعني الغيب ، الغيبة ، يعني إيه ، في مكان مُغيب ، في قعر البئر ، لأن جوا/داخل البئر إيه؟ مُغَيب ، لا يُرى ، لا يراه الناس ، (ألقوه في غيابة الجب) و لماذا سُمي البئر بالجُب؟؟ لأنه مقطوع ، مش نهر و لا نبع و لا بحيرة و لا غدير ، إنما هو جُب مقطوع في الصحراء ، تحفر كده عمق طويل أوي ، عميق جداً تجد الماء ، فهو جُب أي مقطوع ، منقطع وسط الفيافي و الصحاري ، لذلك سُمي البئر بالجُب لأنه مقطوع ، لأن كلمة جَبَ أو جُب أي قطع ، و هي أيضاً من كلمة جاب ، جاب أي نحت ، أي قَطَعَ الصخر أو قَطَّعَ الصخر و نحته ، مش ربنا بيقول (و ثمود الذين جابوا الصخر بالواد) الجاب أي قطع و نحت ، طبعاً كل ده كيد ، كيد كادوه ليوسف ، حد يعرف كلمة كيد من أصوات الكلمات إيه؟ كيد : كي أي من المكوة/المكواة ، كوى ، اللسع بالنار هو الكي ، و يد أي يد ، أي تكوي اليد التي تُمد إليك بالخير ، فهذا هو كيد ، كذلك كيد : الكاف إنفكاك ، يد أي يد خير ، أي تنفك يد الخير عن صفاتك ، أي لا تُقدم يد الخير بل تنفك عنك يد الخير ، فهذا هو الكيد ، لذلك وصف الله سبحانه و تعالى هذا الفعل و هذه النفسية بكلمة كيد ، عندما قال يعقوب ليوسف (فيكيدوا لك كيداً) ، قال أهو (قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مُبين) فاللي كَوَن الرأي العام ده ، بدايةً كان وسوسة الشيطان ، قتلوا يوسف معنوياً و بعد كده حاولوا يقتلوه مادياً ، و بعد كده إنقدح في ذهن راؤبين ، إنه هو لا ما يقتلوه ، يحطوه في البير ، و طبعاً كان ده من تدبير ربنا سبحانه و تعالى ، ربنا بعث ملاك لراؤبين خلاه/جعله يقتنع بالفكرة دي ، عشان ربنا يحقق القصة و تتحقق النبوءة ، فهو ربنا اللي بيدبر ، ربنا مُحيط ، الشياطين فاكرة إنها إيه مسيطرة بقى و توسوس ، و تتحكم في شياطين الإنس ، و لكن مين المُحيط؟ وراهم مين؟ الله و ملائكته ، صح كده؟ فربنا بعث ملاك لراؤبين جعله يقتنع بالفكرة و أقنعهم بها .
(قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف و ألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة) بعض السيارة أي بعض القوافل التي تسير في الصحاري ، (إن كنتم فاعلين) ، طبعاً كل ده تخطيط ، كانوا بيخططوا لسّى ، تخطيط ما بينهم و بين بعض ، طبعاً ربنا سبحانه و تعالى بيوحي ليعقوب باللي بيحصل ، بس مش كل التفاصيل بيقولهاله ، كذلك كل نبي ، ربنا بيوحي له باللي هو ربنا يُريده أن يعرفه ، عشان تتم كلمة الله عز و جل ، يعني في أمور ربنا بيوحيها للنبي بشكل عام ، بتبقى أمور عامة ، بيفهمها بشكل عام ، و بعد كده يُعطيه تفاصيل في حين ، في وقت معين ، لحكمة معينة ، دي إرادة ربنا سبحانه و تعالى ، لأن الغيب المُطلق هو مِلك الله فقط ، مش مِلك الأنبياء و لا الأولياء ، هم الأنبياء و الأولياء بيطلعوا على جزء ، ربنا هو اللي يُريد يُطلِعهم عليه ، سواء كان عام أو فيه تفاصيل ، طيب ، خلي بالك ، لأن يعقوب أصلاً لو كان متأكد بنسبة ١٠٠% إن هم هيعملوا فيه كده بعد كده ، مكنش بعثه معهم ، صح؟ هينفع؟ لا ، بس هو ربنا معطيه لمسات ، مديله/معطيه فكرة عامة عن نفسية إخواته دول ، . فاهمين الدنيا ماشية إزاي؟ أو الوحي بيجي إزاي؟ ، زي ما كان يوسف في مصر ، و يعقوب عارف إنه مامتش , بالوحي ، بس مش عارف هو فين بالزبط ، لأنه لو كان عارف هو فين بالزبط ، كان راح جابه ، هو ربنا لم يُريد أن يعرف ، هو ربنا أعطاه حتة بس كده ، أعطاه حتة من الغيب بس على قده في الوقت ده ، عشان ربنا يُتم الكلمة ، دي إرادة ربنا ، صح كده؟ ، عشان يتم قانون التدافع و تتم كلمة ربنا ، فربنا لا يُعطي الغيب مرة واحدة ، يُعطيه حتة حتة ، حسب إرادته سبحانه و تعالى ، فاهمين؟؟ .
___
{قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ} :
كلمة (تأمنا) دي حلوة أوي أوي في أحكام التجويد ، حكم إسمه الإشمام ، الإشمام ده هو عبارة عن إيه؟ الإشارة يعني ، لأن أصل الكلمة إسمها إيه : (قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنُنَا على يوسف) لكن هي قُرِئت كده (لا تأمَنَّا) بتدغم النونين مع بعض و لا تنطق الضمة الأولى بتاعت النون الأولى ، لا ، بتضم شفايفك بس للدلالة إن هنا كان في ضمة ، فالمُبصر يرى هذا الحكم في شفتيّ القارئ ، أمّا الأعمى فلا يرى ، هذا هو الإشمام ، الإشمام أي الإشارة ، أو إنك تشمِمُه كده الفكرة ، أو يشم المسك ، المسك بتعرفه منين؟ من الشم ، من الريحة ، صح؟ بتعرف إنه هنا مسك إزاي؟ بتشمه ، إذاً الشم دي إشارة غير مباشرة على وجود شيء معين ، كذلك ضم الشفايف في نطق كلمة (لا تأمنا) إشارة إن هنا كان في نون و عليها ضمة ، لأن أصل الكلمة إيه (ما لك لا تأمنُنَا) ، فهو ده حكم الإشمام ، فهمتوه؟ ، لذلك لما حد ييجي يقرأ بقى دلوقتي إن شاء الله هيقرأها كده (مالك لا تأمنا) ، إقرأها عادي (لا تأمنا) عادي بس يضم شفايفه و ماينطقش الضمة ، لازم تشوفوني و أنا بقرأ ، مينفعش تسمع بس ، لازم تسمعها و تشوفها ، (قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا) أهو ضمة مش مسموعة ، أضم شفايفي بس ، للإشارة إن هنا كان في نون مضمومة ، ده حكم تجويدي ، (قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف) إيه ده!! إنت مش مأمنا على أخونا ، جايين بيصيعوا على أبوهم ، بيصيعوا على النبي ، شايف الإجرام ، جايين بيصيعوا على النبي و بيخبوا عنه ، قال يعني ربنا مش هيقوله أو هو مش عارف ، سُذَّج ، اللي بيخبي عن النبي حاجة و يغشه و يقولوا : لا لا ده ميعرفش ، بيكلم حد تاني كده و يشيرله و يقوله لا ده ميعرفش ، ده ساذج أصلاً ، ميعرفش ربنا بيقول للنبي ، إذا مكنش قال له أصلاً يعني ، فالساذج و الهالك هو اللي بيظن النبي ميعرفش أو إنه ربنا مش هيقوله ، في حقيقة الأمر ده عدم يقين بالله ، في حقيقة الأمر هذا نفاق ، اللي يغش النبي و يعمل حاجة من وراه ، و يفتكر إن النبي مش هيعرف ، لا , هيعرف و ربنا هيعرفه ، فالطريق السليم إنك تبقى صريح معه و ما تغشهوش ، متعملش حاجة من وراه أو تخبي عليه حاجة حصلت ، لأنه هيعرفها ، خليك صريح معه ، خليك صريح معه ، عشان تنجو ، (قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف و إنا له لناصحون) إحنا هنعطيه خبرتنا و هنفيده و هنخليه يستفيد من تجاربنا بالحياة ، و هنزله لأرض الواقع ، يعرف بقى الدنيا فيها إيه ، ده يُعتبر إيه؟ إستهزاء مبطن من إخوة يوسف بيوسف -عليه السلام- ، دايماً كده المتكبر و الكافر و المجرم و المرتد بيرى في المؤمن بأنه ساذج أو إنه معندهوش خبرة ، دايماً بيحتقر المؤمن ، حقيقة الأمر المؤمن ده في كنف الله و في رعاية الله ، و اللي إنت شايفه ساذج ده أو بتظنه ساذج ، هو حقيقة الأمر على الفطرة و هو محمي ، محمي بفطرته ، و محمي ببكوريته لأنه بِكر ، أي إنسان مؤمن هو طفل ، هو بِكر الفكر ، فيه عذرية ، يعني إيه؟ في صفاء و نقاء .
___
{أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} :
خليه يجي معنا بكرة/غداً في مضارب الرعي ، في تخوم يعني القرية كده في الصحرا ، خليه يجي معنا بكرة ، غداً يعني ، (يرتع و يلعب و إنا له لحافظون) هنحفظه و هنحميه و هندفاع عنه ، مش هنخليه يحتاج أي حاجة ، يرتع ، يعني إيه يرتع بقى؟؟ أي يذهب إلى مراتع الخِصب و الرعي ، يذهب إلى الأماكن اللي فيها خِصب و رعي و كلأ ، الأماكن اللي إحنا بنودي فيها الأغنام عشان ترعى ، كذلك يرتع ، يرتع يعني إيه بقى؟ خلي بالك ، ير أي يرى ، تع : إنقطاع العي ، أي يرى إنقطاع الآلام و العي ، يعني ينبسط ، يرتع : ير يرى ، التاء : قطع خفيف ، و العين : العي و اللوعة و اللعاعة ، فخليه يجي معنا بكرة يرتع يعني يرى إنقطاع العي ، يعني ينبسط ، و يلعب يعني يلهو و يفرح ، (و إنا له لحافظون) .
___
{قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} :
يعقوب قال لهم إيه (قال إني ليحزنني أن تذهبوا به و أخاف أن يأكله الذئب و أنتم عنه غافلون) الكلمة دي لها معاني عظيمة جداً ، (قال إني ليحزنني أن تذهبوا به) حزين إنه إنتو إيه ، هتُغيبوه عن ناظري و لو حتى بضع سويعات ، كذلك (قال إني ليحزنني أن تذهبوا به و أخاف أن يأكله الذئب) الذئب اللي هو مين؟ إنتو ، أخاف إنتو تاكلوه بغدركم و خيانتكم ، فهنا وصف الخونة بأنهم ذئاب أي غدارين ، يعقوب -عليه السلام- وصف الخيانة بإنها غدر كغدر الذئب ، هو نبي ، نبي فاهم في البواطن ، (و أخاف أن يأكله الذئب) اللي هم أنتم يعني ، نفوسكم الذئبية المريضة ، (و أخاف أن يأكله الذئب و أنتم عنه غافلون) أي في غفلة لأن الإنسان لا يذنب إلا إذا كان في غفلة ، إستحالة واحد مراقب ربنا يعني شايف إن ربنا مراقبه و حاسس بالإحسان و محقق الإحسان في قلبه و يُذنب ، لازم يكون في غفلة ، فصفاتهم الذئبية دي هتطلع على يوسف و هم في غفلة ، في غفلة عن الله و عن الوصال و عن الوحي و نصائح أبيهم النبي ، (قال إني ليحزنني أن تذهبوا به و أخاف أن يأكله الذئب) إنتو يعني أو الذئب اللي هو العادي المعروف ، (و أنتم عنه غافلون) تلتهوا عنه فالذيب ياكله يعني .
___
{قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ} :
(قالوا لئن أكله الذئب و نحن عصبة) بيردوا عليه بقى إحنا كتار ، إحنا جماعة قوية ، إحنا أقويا ، عندنا خِبرة في الدنيا ، عندنا خِبرة في الحياة ، و في الآخر إيه؟ بياخدو صابونة ، الشيطان بيعطيهم الصابونة التمام ، ياخذوا الخازوق الصح من الشيطان المجرم ، دايماً كده الكفار المرتدين كده ، واخدين في نفسهم مقلب يعني ، واخد في نفسه قلم(كف) زي ما المصريين بيقولوا ، صح كده؟ و هو في حقيقة الأمر ميعرفش أي حاجة ، اللي يعرف هو النبي و أتباع النبي ، طبعاً يعرف كل حاجة من اللي ربنا قالها يعني ، مش كل حاجة على الإطلاق يعني ، (قالوا لئن أكله الذئب و نحن عصبة إنا إذاً لخاسرون) بيفردوا عضلاتهم على أبيهم أو بيستعرضوا خبراتهم و قوتهم على أبيهم ، إزاي يعني يحصل ده؟ إزاي الذيب ياكله و إحنا موجودين؟؟؟ ، شايف قلة الأدب بتاعتهم ، ف ده تربية ، و خلي بالك ، يعقوب مش كان الإبن البِكر أو الكبير لإسحاق ، إبنه الكبير كان إسمه عيسو ، بس ربنا بارك يعقوب ، دلالة مش شرط يكون البكورية أو البركة تكون في الأكبر ، إنما هو في الأطهر قلباً . حد عنده سؤال تاني؟ ، يلّا . ((ثم بدأ مروان بقراءة الوجه المبارك و ثم البقية)) .
● و أثناء تصحيح نبي الله الحبيب يوسف الثاني ﷺ لتلاوتنا ، قال لنا :
بمناسبة ذكر الذئب هنا في السورة العظيمة ، أذكر أني كتبت هذه السطور في المدونة و نقلتها عني آسيا أمس ، قلتُ : "و كنتُ قد رأيتُ في الرؤيا أن بيتي هو حماية للناس من الذئاب ، و وجدتُ أن بشراً كثيرون يدخلون بيتي ليجدوا الأمان ، و رأيتُ الهبة تدخل بيتي ، و رأيتُ أنني أمام منزلي أجلس و أُطعم الناس طعاماً يقطع ظُلمة الليل" فربنا ورّاني/أراني إني بحمي الناس من الذئاب ، الذئاب المادية و المعنوية ، لأن الكافر و المرتد و المُبغض و المتكبر , هذا ذئب ، فيه غدر و خيانة ، فأنا بحمي الناس من الذئاب دي ، لأن ربنا هكذا قدر وهكذا تكلم ، فستتم كلمته .
___
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
=================
=========================
حازم :
يوسف ((بالعبرية: יוֹסֵף)، الاسم المعتاد يوسف النطق في اللغة العبرية الطبرية Yôsēp̄؛ في العبرية تعني "دعه يزيد" وتنطق يوساف "yo-safe" (بالعربية: يوسف)، Yūsuf) و بالصينية إيسوب , شخصية مهمة في الكتاب المقدس وفي القرآن، إذ يربط قصة إبراهيم وإسحاق ويعقوب في كنعان (فلسطين) بالقصة اللاحقة لتحرير بني إسرائيل من العبودية في مصر.
=============================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق