درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من يوسف .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ من أحكام النون الساكنة و التنوين , ثم قام بقراءة الوجه الثالث من أوجه سورة يوسف ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، ثم صحح لنا تلاوتنا ، و أنهى الجلسة بأن صحح نبي الله تلاوتنا .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثالث من أوجه سورة يوسف ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :
- من أحكام النون الساكنة و التنوين :
الإظهار : أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين الحروف من أوائل الكلمات (إن غاب عني حبيبي همّني خبره) , و حروف الإظهار تجعل النون الساكنة أو التنوين تُظهر كما هي .
الإقلاب : إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء يُقلب التنوين أو النون ميماً . ثم يكون إخفائا شفويا . مثال : من بعد .
و بعد أحمد قال الأحكام مروان ثم رفيدة ثم أرسلان .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة سورة الإخلاص ، و صحح له قراءته .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذا الوجه يحكي لنا الله سبحانه و تعالى عن بداية تنفيذ المؤامرة التي خطط لها إخوة يوسف الحاسدين الذين لم يشكروا نعمة الله عز و جل و لم يوقروا أباهم نبي الله يعقوب ، بل إمتلئت صدورهم حسداً لأنهم لم يكونوا يعملوا على تزكية أنفسهم ، لم يكونوا يسمعوا لكلام نبي الله إسرائيل -عليه السلام- .
{فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} :
(فلما ذهبوا به و أجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب) هنا بقى إيه؟ إبتدت المؤامرة تتحقق بعد ما زَنّوا على أبيهم يعقوب إن هم ياخذوه معهم ، ياخذوا يوسف معهم يعني ، (فلما ذهبوا به) ذهبوا به إلى الصحراء يعني ، (و أجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب) أجمعوا يعني عزموا أمرهم و اجتمعوا على هذا الرأي ، (أن يجعلوه في غيابة الجب) ينزلوه بدلو كده ، يربطوه بحبل و ينزلوه في بير/بئر كان معروف في المكان ده ، (و أوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا و هم لا يشعرون) هنا المعنى معنيين : (و أوحينا إليه) أي أوحينا إلى يعقوب في الضحى ، في الرؤيا ، إن عيالك هيعملوا مكيدة و يكذبوا عليك و هيجوا يقولولك كلام كاذب فماتصدقهمش ، (و هم لا يشعرون) يعني هم لم يشعروا بأننا أوحينا إليك ، لأن وحي الله لطيف ، لأن وحي الله لطيف ، (و أوحينا إليه) أي إلى يوسف -عليه السلام- ، (لتنبئنهم بأمرهم هذا و هم لا يشعرون) يعني هتلتقي بهم بعد كده و تحكيلهم عن مكيدتهم دي اللي ربنا نجاك منها و هم لا يشعرون ، و هم لم يكونوا يعرفوك وقتها .
(غيابة الجُب) غيابة ، غيبة : الغين طبعاً إيه؟ غيبة و غبش و ضباب و استتار ، الياء تموج ، غيابة الجب ، غيب ، في غيب أي غيبوه إلى قعر البئر ، كلمة الجُب إحنا شرحناها في الوجه اللي فات .
___
{وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ} :
رجعوا لأبوهم العِشا بالليل يعني ، (يبكون) مش إيه؟ يتباكون ، مش بيمثلوا ، لا ، ده عايشين الدور ، يبكون يعني إيه؟ عايشين الدور يعني ، بيمثلوا صح ، حاسين بأحاسيس البكاء فعلاً ، عشان يِسبُكوا الدور ، فاكرين إن هم كده هيخدعوا نبي الله يعقوب ، مش عارفين إن ربنا قال له ، محدش يقدر يخدع أي نبي ، محدش يقدر ، ليه؟ لأن ربنا معه ، ف ده درس ، آآه درس نستفيده ، مجموعة من العصاة ، أبوهم نبي و عصاة و العياذ بالله ، جايين يضحكوا على أبيهم أو يحاولوا يمثلوا عليه عشان يسبكوا المؤامرة ، فكانوا يبكون مش يتباكون ، يبكون يعني بينزلوا دموع بجد ، عايشين الدور يعني ، زي الممثلين كده اللي بييجوا في المسلسلات و الأفلام ، بتلاقيه بيعيط بجد ، لإنه عايش الدور ، صح؟؟ و ده من تلبيس إبليس ، و دي دموع التماسيح ، من تلبيس إبليس اللعين .
____
{قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} :
(قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق) رحنا كده إيه ، نتسابق بعيد عن يوسف ، (و تركنا يوسف عند متاعنا) المتاع اللي هو إيه؟ الأدوات بتاعتنا و أغراض الرحلة اللي إحنا كنا طالعينها دي ، قلنا له إقعد شوية عند المتاع عبال ما نروح نتسابق و نرجع تاني ، (فأكله الذئب) الذيب أتى و أكله ، (و ما أنت بمؤمن لنا و لو كنا صادقين) إحنا عارفين إن إنت مش هتصدقنا حتى و لو كنا صادقين ، عشان إنت مش بتعاملنا حلو زي يوسف ، مابتحبناش زي يوسف يعني ، فأنت شكلك كده مش هتصدقنا ، شوف شوف ، و كمان إيه بيتعدوا على نبي الله و بيقولوه/بيأولوه كلام هو ماقلهوش لسى ، (و ما أنت بمؤمن لنا و لو كنا صادقين) شووف بيجترؤا على نبي الله إزاي ، ف ده درس ، درس نتعلم منه ، خطورة عصيان النبي ، تمام كده؟ طيب ، يبقى هم هنا عملوا إيه؟ خانوا العهد مع أبيهم يعقوب و غدروا بأخيهم ، تلاتة : و كذبوا و أوغلوا في الكذب ، أربعة : بيجترؤا على نبي يعقوب و لا يوقروه ، و إيه تاني بقى عشان يسبكوا القصة؟؟؟
___
{وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} :
و إيه تاني عشان يسبكوا القصة؟؟ (و جاؤوا على قميصه بدم كذب) خلعوه القميص ، و القميص هو الجزء العلوي من الملابس زي الجلابية القصيرة تُسمى قميص ، كأنها جلابية يعني بس قصيرة مثلاً ، لغاية الركبة مثلاً ، (و جاؤوا على قميصه بدم كذب) خلعوه القميص و جابوا إيه ، ذبحوا أي غزالة مثلاً أو شاة كده و حطوا الدم بتاعها على القميص ده ، و وروه/أروه لأبيهم ، أهو الدليل أهو ، شووف القميص بتاع يوسف أهو ، ده قميص يوسف ، و هنعرف قصة قميص يوسف بعد كده في آخر السورة ، له قصة تانية ، طبعاً قميص تاني يعني ، شووف يعقوب أهو ، بيحاولوا يكذبوا على نبي الله ، يا نهار أزرق ، أنا مش عارف إزاي كانت نفسياتهم عاملة إيه ، على العموم النفسيات دي بتتكرر كل زمان و مكان ، و إحنا شفناهم يعني و جربناها ، بيحاول يكذب على نبي الله و يخدعه؟؟؟ ده إيه ده؟؟؟!! ده اللي بيعمل كده ، معندوهش إيمان أصلاً ، إزاي تحاول تخدع نبي الله و تغشه ، متعرفش إن ربنا معه و هيقوله؟؟؟؟ ، (قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً) بيقين بيتكلم يعقوب أهو ، لأنه أتاه وحي من الله بأنهم كذابين و هييجوا يعملوا مكيدة و يخدعوك و يقولوا لك كلام كاذب ، (قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً) نفوسكم المريضة الغير مزكاة هي اللي خلتكم تعملوا أمر مش عاوزين تقولوه ، الحل إيه بقى ليا أنا ، ليعقوب؟؟ (فصبر جميل) اعتزلهم بقى في الوقت ده ، (فصبر جميل) هيصبر ، (و الله المستعان على ما تصفون) ربنا يعيني على كل المكيدة اللي إنتو عاملينها دي و المسرحية و التمثيلية اللي عاملينها عليَّ ، (و الله المستعان على ما تصفون) ما تصفون من كذب و تمثيل و بهتان و إفتراء ، ربنا يعيني عليكم ، مع إنهم ولاده ، تخيلوا بقى؟ شفتوا الألم .
____
{وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} :
(و جاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه) سيارة اللي هي قافلة يعني ، تسير في الصحراء ، سيارة هي القافلة ، (فأرسلوا واردهم) الراجل اللي هو بيروح بيملا مية/ماء للقافلة ، مسؤول المية يعني ، (فأرسلوا واردهم) اللي هو بِيَرد المياه ، بيرد أماكن المياه يعني ، (فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه) نزل كده جردل/دلو بحبل ، و نزله كده في البير على أساس يشد شوية مية ، و هو بينزل كده في البير و بيبص كده لاقى إيه؟ الجردل مش عاوز يطلع ، فبص/نظر لاقى إيه يوسف متعلق بالجردل ، (قال يا بشرى هذا غلام) إيه ده؟ ده في غلام تحت أهو ، اللي هو إيه سن تلاتشاراية كده ، ١٢ أو ١٣ السن ده ، (قال يا بشرى هذا غلام) دايماً كده لفظ الغلام بييجي في القرآن ، في مناط المَسَّرَة و في مناط البشرى و الثبات على الحق و التوحيد ، فلذلك لا نعجب عندما يكون المسيح الموعود إسمه غلام احمد ، فكلمة غلام هي كلمة تأتي في مناط البُشرى و المسرة ، (و أسروه بضاعة و الله عليم بما يعملون) أسروه هنا عائد على مين؟ إخواته لأنهم كانوا مراقبين البير و مراقبين القافلة اللي هتيجي ، و شافوه أول ما طلع كده فراحوا عليه ، على القافلة دي ، ده العبد بتاعنا ، عبد آبق و إحنا هنبيعهلكوا ، (و أسروه بضاعة) يعني باعوه في السر ، بعيد عن إيه؟ عن عين أبيهم يعقوب و أمهات المؤمنين وقتها ، (و أسروه بضاعة) في السر كده باعوه ، (و الله عليم بما يعملون) ربنا عالم اللي هم بيعملوه ، اللي هو من ورا أبيهم ، بس هو ربنا عالم ، و مش هيقول ليعقوب دلوقتي عن الحادثة دي ، هو بس قايل ليعقوب إيه؟ إنهم كذابين و يوسف حي ، بس ، ربنا ماقللهوش إنه فين بالزبط و حصل إيه ، عشان ميجريش و يروح وراه ، عشان ربنا يكمل الخطة ، عشان كلمة ربنا تتم ، أهو حتى النبي ربنا بيحجب عنه جزء من الغيب ، عشان ربنا عالم بنفسيته ، فهو على الأساس ده ربنا بيتصرف معه و بيديله/يُعطيه على قد ما يحتاج ، و على قد الموقف ما يستحمل ، عشان ربنا يكمل المهمة اللي مخططلها ، اللي هي إيه؟ تربية يوسف في مكان وحشي ، مصر دي كانت مكان وحشي ، مليء بالوثنية (ملة قوم لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخرة) تمام كده ، و عشان ربنا يُمَكن ليوسف ، وداه/بعثه مكان التمكين في مصر ساعتها ، لأن مصر ساعتها كانت دولة عظمى يعني ، زي أمريكا كده ، كانت هي تعتبر أمريكا دلوقتي ، واخدين بالكو ، أقوى قوة ساعتها ، كانت هي إيه؟ مصر ، فلما يتربى بمصر ، هيطلع إيه؟ في مكان التمكين ، فربنا يخططله ، زي ما ربنا خطط لموسى ، إنه يتربى في بيت فرعون ، صح كده؟ ، ربنا ده مخطط عظيم جداً ، خلي بالك .
___
{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} :
يعني إيه؟ إخواته باعوه بدراهم قليلة ، ما فاصلوش حتى ، يعني مثلاً لو هو يستاهل ١٠٠ درهم ، قولوا مثلاً باعوه بعشرين و لا بخمسة و عشرين ، يلا ، (و كانوا فيه من الزاهدين) زاهدين في أخيهم و كذلك السيارة القافلة كانوا برضو زاهدين يعني ، إحنا مكناش عاملين حسابنا ، إن إحنا إيه ، نشتري غلام و لا نروح نبيعه و لا هنشيل حِمل تأكيله طول الطريق ، فكانوا برضو فيه من الزاهدين ، محدش عاوزه ، بس قالوا إيه؟ بيعة و خلاص ، ممكن نستفيد منه و خلاص ، فربنا هنا جعلهم يزهدوا فيه ، ليه؟ عشان يروحوا يبيعوه في مصر ، لمين؟ لواحد باشا من الباشوات ، زمان كانوا بيقولوا عن الباشوات أو ربنا عبر عنه في القرآن بإسم العزيز ، العزيز ده مش منصب واحد و هو الوحيد في مصر ، لا ، العزيز هي طائفة النبلاء ، النبيل كان يُسمى عزيز ، طبعاً دي هنا تعريب ، أكيد كان لها لفظ ساعتها هيروغليفي يعني ، بس هي هنا تعريب ، القرآن يعني معرب المنصب ده و فقال عليه العزيز ، اللي هو راجل نبيل كده ، شخصية نبيلة ، فواحد من النبلاء دول إشترى يوسف ، مش إن هو كان منصب كبير في البلد و هو ده العزيز اللي إشترى يوسف ، مش مكنش في غير العزيز ، لا ، ده فهم خاطئ .
____
{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} :
(و قال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداُ) واحد كده من الطائفة النبيلة ، كان عنده إيه؟ متجوز واحدة و مفيش بينهم عيال ، مفيش عندهم عيال ، فقام قال إيه؟ أُعجب بالغلام ده ، و قال ناخذه يخدمنا و يمكن مع الوقت نتبناه كده و يبقى إبننا و نديله إسمنا ، زمان كان التبني عادي ، و التبني موجود في كل العالم دلوقتي بس الإسلام هو اللي محرمه ، عشان مايحصلش إختلاط للأنساب (أدعوهم لآباءهم هو أقسط عند الله) ، (أكرمي مثواه) كلمة مثوى هنا معناها إيه؟ طبعاً نيّر العبودية نير يعني قيد و ألم ، فربنا عبر عن مكان جلوس يوسف هنا إيه؟ بالمثوى ، إنه هو مكان يكون مُقيد فيه ، يأتمر بأمر سيده و سيدته ، فهو قال لها و وصاها عليه (أكرمي مثواه) يعني خلي القيد بتاعه و العبودية بتاعته مُكرمة كده ، ماتضيقيش عليه ، (عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً) يمكن بعد كده يبقى إبننا فمانقساش عليه يعني ، فدايماً كلمة مثوى هنا ، ميم مفاعلة ، الثاء دهشة ، مش إحنا عرفنا إن الثاء دهشة و أذى و صوت الأفعى ، (أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً) ، و بعدين بقى ، بداية القصة دي كده ، شووف ربنا دَبَّر الأسباب دي عشان إيه؟ (و كذلك مكنا ليوسف) عشان ربنا يبدأ معه مسيرة التمكين ، بيهيئه ، بيهيئه لمهمة عظيمة في المستقبل ، مهمة روحية و مهمة مادية ، (و كذلك مكنا ليوسف في الأرض) بداية التمكين ، كانت من بداية دخوله بيت العزيز ده ، كان إسمه فوتيفار و مراته كان إسمها زليخا ، (و كذلك مكنا ليوسف في الأرض و لنعلمه من تأويل الأحاديث) من هنا بقى ، من بداية جلوسه في مصر ، من يفوعه ده ، الفترة دي هيبدأ يكبر ، هنا بقى الفترة دي ، الموحشة دي ، هننعم عليه بعلم تأويل الأحاديث ، عشان يبقى تَسرية له و تثبيت لقلبه على التوحيد ، عشان مايتأثرش بالآلهة الوثنية الموجودة في مصر و العقائد الشركية الوثنية الموجودة ساعتها في مصر زمان ، ما هو ربنا بيربيه أهو ، على عينه ، صح؟ ، (و لنعلمه من تأويل الأحاديث) و عرفنا كلمة أحاديث معانيها إيه و ليه سُميت أحاديث ، أحاديث يعني تحدث بإستمرار ، أحاديث تتجدد بإستمرار ، أحاديث يعني فيها حديث ما بين العبد و ربه أو ما بين العبد و الملائكة أو ما بين العبد و أرواح أخرى ، (و الله غالب على أمره) ربنا دايماً الغالب ، الله غالب ، كلمة عظيمة ، الله غالب ، (و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون) أسباط أهو ، أولاد يعقوب ، أولاد نبي ، معندهمش يقين بأن ربنا هو الغالب ، بس ربنا عمل القصة دي عشان يبقى درس لكل الأجيال عبر الأزمان ، إن ربنا غالب ، ربنا غالب ، محدش يقدر ينتصر على ربنا ، ربنا غالب .
____
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} :
خلي بالك ، الآية (و شروه بثمن بخس دراهم معدودة و كانوا فيه من الزاهدين) ده إيه؟ حدث ، زي ما نقول فلاش باك ، مش هم راحوا لأبيهم و قعدوا يسبكوا عليه القصة و حاولوا يضحكوا عليه و يكذبوا عليه ، (و جاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام و أسروه بضاعة و الله عليم بما يعملون و شروه بثمن بخس دراهم معدودة و كانوا فيه من الزاهدين) ده فلاش باك ، يعني ده حصل قبل ما يروحوا يبكوا عند أبيهم ، كانوا هم خلصوا القصة كلها ، إن هم مامشيوش إلا لما خلصوا القصة ، تمام كده؟ و مش شرط (عشاء) إن هو في نفس الليلة ، ممكن يكونوا قعدوا يومين تلاتة ، و بعد كده أتو في يوم بالليل ، فاهمين؟ ، يبقى ده (و شروه بثمن بخس ...) ده كان فلاش باك ، يعني مشهد من الماضي ، قبل الحدث اللي إتذكر الأول ، اللي هو إيه؟ محاولة كذبهم على نبي الله يعقوب ، طيب آخر آية في الوجه (و لما بلغ أشده آتيناه حكماً و علماً و كذلك نجزي المحسنين) ده مشهد من المستقبل ، لأن (و لما بلغ أشده) يعني بقى عنده أربعين سنة ، (حكماً) الحكم و التمكين يعني ، (و علماً) الوحي ، (و كذلك نجزي المحسنين) المُحسن بقى ، خلي بالك درجة الإحسان ، اللي هو يعبر في الجنان خالداً مخلد ، أبد الآبدين لا يفنى أبداً ، المُحسن ، مش إحنا عارفين إن ده الشرط الوحيد لعبور الجنان المتعاقبة ، (و كذلك نجزي المحسنين) هم الأنبياء و الصالحين و الأتقياء و المُخلِصين و المصطفين ، صح كده؟ و المجتبين ، (و كذلك نجزي المحسنين) ، ربنا أعطانا هنا مشهد من المستقبل ، عند أربعين سنة ، ليه بقى؟ لأن الوجه اللي بعده هيحكلنا بدايته إيه؟ قصة حصلت قبل سن الأربعين ، يعني تقريباً قول مثلاً بعد ما قعد عندهم خمس سنين مثلاً ، سبع سنين ، هو راح مثلاً عندهم و هو عنده ١٤ ، ١٣ سنة ، و بعد كده ، بعد كم سنة كده ، لما كبر و بقى راجل ، حصل مشهد هيبدأ ذكره في الوجه اللي بعديه ، المشهد ده حصل قبل الآية دي ، يبقى الآية دي (و لما بلغ أشده و آتيناه علماً و حكماً و كذلك نجزي المحسنين) المشهد ده من المستقبل ، عشان ربنا يطمنا على يوسف ، قبل ما يحكي الحكاية و الألم و الأزمة اللي هتيجي في الوجه اللي جاي ، و سنعرف إن شاء الله الحكاية و الفتنة العظيمة التي تعرض لها يوسف -عليه السلام- .
___
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
___
• تقول أم المؤمنين الأولى الحبيبة (الدكتورة مروة) من مدونتها المباركة الفياضة بالحُب و الإخلاص ، تحت عنوان خواطر من سورة يوسف :
"(و شروه بثمن بخس و دراهم معدودة و كانوا فيه من الزاهدين) لا يعلمون قدره و لا قيمته و لكن إشتروه ، و هكذا هو يوسف الثاني ، من حوله لا يعلمون قدره و لا قيمته ، زاهدين فيه ، و زاهدين فيما عنده ، لا يعلمون و لا يدركون حقيقة كلامه و وحيه .. صبر يعقوب صبر جميل و صبر يوسف الثاني صبر جميل ، فأصبح يوسف الثاني على ما هو عليه الآن من دعم الإله العظيم ، كما كان دعم من إشتروه من مصر ليوسف الأول .." .
🌼💙
============
============================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق