الثلاثاء، 20 يوليو 2021

صلاة عيد الأضحى 20=7=2021

 
 
يوشع بن نون :
 
 
صلاة عيد الأضحى ٢٠٢١/٦/٢٠
○○○○○○○○○○○
بعد تكبيرات العيد صلى رسول الله صلاة العيد ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة وآية الكرسي .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ۝ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ۝ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ۝ مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ ۝ إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ ۝ ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ ۝ صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ)
(ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَیُّ ٱلۡقَیُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ وَلَا نَوۡمࣱۚ لَّهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِی یَشۡفَعُ عِندَهُۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ یَعۡلَمُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا یُحِیطُونَ بِشَیۡءࣲ مِّنۡ عِلۡمِهِۦۤ إِلَّا بِمَا شَاۤءَۚ وَسِعَ كُرۡسِیُّهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا یَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡعَظِیمُ)
ثم قرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الإخلاص .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ۝ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ۝ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ۝ مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ ۝ إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ ۝ ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ ۝ صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ)
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ۝ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ۝ لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ ۝ وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ)
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
الحمد لله الحمد لله وحده الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : لدينا اليوم في خطبة هذا العيد المبارك كلام المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام وهو الجزء الأخير والمقتبس الأخير من كتابه العظيم مواهب الرحمن يقول الامام المهدي الحبيب : ومن آياتي التي ظهرت في هذه المدة، موت رجال عادَوني وآذوني وعزَوني إلى الكفَرة، وسبّوني على المنابر وجرّوني إلى الحكومة. فاعلم أن الله كان خاطبني وقال: "يا أحمدي أنت مرادي ومعي. أنت وجيهٌ في حضرتي. اخترتُك لنفسي وسرُّك سرّي. وأنت معي وأنا معك. وأنت مني بمنـزلةٍ لا يعلمها الخلق. إذا غضبتَ غضبتُ، وكلّ ما أحببتَ أحببتُ. إني مُهينٌ من أراد إهانتك، وإني معينٌ من أراد إعانتك. إني أنا الصاعقة. تُخرَج الصدور إلى القبور. إنا تَجالَدْنا فانقطع العدو وأسبابه".
يقول الإمام المهدي في الحاشية : وكان منهم رجل مسمى برسل بابا الأمرتسري، وقد أشعت قبل موته في "الإعجاز الأحمدي" أنه يموت بعض علماء تلك البلدة من الطاعون، فمات بعده رسل بابا في أمرتسر، وإنه آية ظهرت في هذه السنوات. ففكروا يا ذوي الحصاة.
يقول الامام المهدي : ثم بعد ذلك آذاني رجل بغير حق اسمه "محمد بخش" وجرّني إلى الحكومة، فصار لوحي ربي.. أعني "تجالَدْنا"..كالدّرِيّة، ومات بالطاعون وانقطع خيط حياته بالسرعة، وكنتُ أشعتُ هذا الوحي في حياته وأنبأته به فما بالَى ومضى بالسخرة.
ثم بعد ذلك قام رجل لإيذائي اسمه "محمد حسن فيضي"، وكان أعدى أعدائي، وسبني وشتمني وسعى لإفنائي وإخزائي، ولعنني حتى لعنه ربي وردّ إليه ما عزا إلى نفسي. فما لبث بعده إلا قليلا من الأيام، حتى رأى وجه الحِمام.
وكنت كتبت في كتابي "الإعجاز"، ملهَمًا من الله الذي يجيب المضطرّ عند الارتماز: "من قام للجواب وتنمَّرَ، فسوف يرى أنه تندَّمَ وتدمَّرَ". فجعل الفيضي نفسه دريّةَ كلِّ وحي ذكرتُ، وغرضَ كلِّ إلهام إليه أشرتُ، حتى أسكته الموت من قاله وقيله، وردّه إلى سبيله.
وكذلك صار "نذير حسين الدهلوي" دريّةَ وحي الله: "تخرج الصدور إلى القبور"، فإنه كان أوّل من كفّرني وآذاني وفرّ من النور. وكانت سنة وفاته: "ماتَ ضالٌّ هائما" (1320هـ) بحساب الجُمل، ومات ناقصا ولم يُصِبْ حظًّا من الكُمّل.
ومن آياتي شهرة اسمي بالإكرام والتكرمة، في هذه السنوات الموعودة. وإن الله كان خاطبني وبشرني بإكرامي وقبولي في زمن البأس، وقال: "أنت مني بمنـزلة توحيدي وتفريدي، فحان أن تُعان وتُعرَف بين الناس"، وقال: "يحمدك الله مِن عرشه"، وبشّرني بحمد الأناس. وبعد ذلك سعى العدا كل السعي ليُعدِموني ويُلحقوني بالغبراء، ووقع أمري في خطر عظيم من الأعداء، فأيّدني ربي في هذه السنوات المباركة، وشهّر اسمي إلى الديار البعيدة. وهذا أمر لا ينكره أحد إلا الذي ينكر النهار مع رؤيته الأشعة الساطعة.
ومن آياتي كتبٌ ألّفتها في العربية، في تلك المدة المشتهرة، وجعلها الله إعجازا لي إتماما للحجة. وأولها "إعجاز المسيح" ثم بعد ذلك "الهدى"، ثم "الإعجاز الأحمدي" وهو معجزة عظمى. وكنت فرضت للمخالفين صلةَ عشرة آلاف، إن يأتوا كمثل "الإعجاز الأحمدي" في عشرين يوما من غير إخلاف. فما بارز أحد للجواب، كأنهم بُكْمٌ أو من الدواب. ومع تلك الصلة، لعَنتُ الصامتين الساكتين المتوارين في الحجاب، وأحفظتُهم به لكي يتحركوا لجواب الكتاب، فتوارَوا في حجراتهم، وما نعلم ما صنع الله بقلوبهم، مع إطماع مني وإعناتهم.
ومن آياتي ما أنبأني العليم الحكيم، في أمر رجل لئيم وبهتانه العظيم، وأوحى إلي أنه يريد أن يتخطف عِرضك، ثم يجعل نفسه غرضك. وأراني فيه رؤيا ثلاث مرات، وأراني أن العدو أعدَّ لذلك ثلاثة حماما لتوهين وإعنات. ورأيت كأني أُحضرتُ محاكمة كالمأخوذين، ورأيت أن آخر أمري نجاة بفضل رب العالمين، ولو بعد حين. وبُشِّرتُ أن البلاء يرد على عدوي الكذاب الـمهين. فأشعت كل ما رأيت وأُلهمت قبل ظهوره في جريدة يسمى "الحَكَم"، وفي جريدة أخرى يسمى "البدر"، ثم قعدت كالمنتظرين.
وما مرّ على ما رأيت إلا سنة فإذا ظهَر قدر الله على يد عدو مبين اسمه "كرم الدين". وإنه هو الذي رغِب لإحراقي في نار تُضرَم، وضِرارٍ يُعزَم، وأراد أن يسلب أمننا، وطمع في عرضنا، لنُعدَم كل العدم. وأراد أن يجعل نهارنا أغسى من ليلة داجيةِ الظُلَم، فاحمةِ اللمم. فنَحَتَ من عنده استغاثة، وأعدَّ لأفراس الوكالة أثاثة، وجُمِعت الأحزاب وشُمِّرَ الثياب، ليرمي كلهم من قوسٍ واحدٍ السهامَ، ونسوا القدير العادل العالم المقسط الذي لا يجهل أوصاف الإنصاف، ومن ذا الذي يرضع عنده أحلافَ الخِلاف؟ وإنه هو معنا فكيف نتأذى من شرير؟ وكيف يولّي عيشٌ نضير؟ وقد بُشّرنا أنا لن نقتحم مَخوفة، ولن نجوب تَنوفة، وننتظر وعد رب العباد، والله لا يخلف الميعاد. وقد ظهر بعض أنبائه تعالى من أجزاء هذه القضية، فيظهر بقيّتُها كما وعد من غير الشك والشبهة.
هذا حقيقة إنبائي الذي لم تستطيعوا عليه صبرا، وكتب الله ليغلب رسله ولو يمكر العدا مكرا. وليس إنكاركم إلا من شِقْوتكم، فيا أسفا على جهلكم وغباوتكم! أردنا أن نعطف عليكم فغِظْتم، ورُمْنا أن ننبِط فغِضْتم.
ثم بعد ذلك نكتب جواب ما أشعتَ، وظلمتَ نفسك والوقت أضعتَ. أما ما أنكرتَ في كتابك بلاغة قصيدتي، وما أكلتَ عصيدتي، فلا أعلم سببه إلا جهلك وغباوتك وتعصّبك ودناءتك.
أيها الجهول! قُمْ وتصفَّحْ دواوين الشعراء، ليظهر لك منهاج الأدب والأدباء. أتُغلّط صحيحا وتظن الحَسَن قبيحا، وتأكل النجاسة وتعاف النفاسة؟ ليس في جُعْبتك منـزَع، فظهر لك في التزرّي مطمع، وكذلك جرت عادة السفهاء، أنهم يخفون جهلهم بالازدراء. ويل لك! ما نظرتَ إلى غزارة المعاني العالية، ولا إلى لطافة الألفاظ الغالية، واستقريتَ القَذَرَ كالأَذِبّة. ما فكرت في حسن أساليب الكلام، ولا في المنطق ونظامه التام.
أيها الغبي! علِمتُ من هذا أنك ما ذقت شيئا من اللسان، ولا تعلم ما حسن البيان، ونزَوت كالسَّرْحان قبل الفهم والعرفان. أبهذا تُبارينا في الميدان وتُبارزنا كالفتيان؟ أتتّكئ على "الأصغر" الذي كتب منه "الجعفرُ" إليك، وكنتَ قد فررتَ من هذه القرية مع لعن نزل عليك؟ فاعلم أنهم يكذبون وليسوا رجال المصارعة، ولا قِبَلَ لأحد في هذه المناضلة. دَعْ تصلّفك يا مسكين، فإنك لست من الرجال، ولو كنت شيئا لما فررت من الاحتيال.
ثم اعلم أني ما رُضْتُ صعابَ الأدب بالمشقّة والتعب، بل هذه موهبة من ربي ونلت منه سِمْطَ الدررِ النُّخَب. هذا أمري ولكنك إن بارزتني فعليك خبيئُك يتجلى، وسوف أريك بأي علوم تتجلى. إن تغليطك أحقّ بالتغليط، وليس فيه دون السلاطة، لا كبيان السليط. وما جئتَ قريتي هذه إلا لتخدع الناس، وتشيع الوسواس، وما كان إتيانك إلا كحِجَّةٍ لا تُقضَى مناسكها، ولا تحصل بركاتها. ولما عثرتُ على ما احتلتَ، وعلى ما بادرتَ إلى وَكْرك وأجفلتَ، فاضت عيني على شقوتك وخيبتك عند رجعتك. خرجتَ كما دخلتَ، وذهبتَ كما حللتَ.
ووالله لو كنتَ وافيتني لواسيتك ولو عاديتني. وإنا لا نضمر حقد أحد من العدا، وإذا جاءنا عدو فالغِلّ خلا. ولذلك ساءني لِمَ تبوّأتَ منـزل المشركين وما عُفْتَ وما اخـترتَ طريق المتقين. إنما المشركون نجس وهم أعداؤنا وأعداء رسولنا المصطفى، بل أعدى العدا. أتظنّون المشركين أقرب إليكم؟ عجبتُ من نُهاكم! أتظنون فينا ظن السوء؟ فذلكم ظنُّكم الذي أرداكم. لا تطلب البحث إلا كمقامرة، ولا تبغي الجدال إلا كمصارعة، فأين صحة النية كالأتقياء، وأين التدبر كالصلحاء؟ ترون آيات الله ثم تنكرونها، وتؤانسون شمس الحق ثم تكذّبونها. لا توافونني بصحة النية، فلا تنجون من الوسوسة الشيطانية. وتشيعون كلمات يأخذ سعيدا حياءٌ منها، وتنسبون إلي أشياء وأنا بريء منها. وتؤذونني بألسنكم في كل حين من الأحيان، ونسأل الله أن يلقي علينا جميل الصبر والسلوان. ونصبر على إيذائكم حتى ينـزل الله غيثُ رأفته، ويدركنا بلطفه ورحمته. وكيف نقاومكم مع أتباعنا القلائل، فنشكو إلى الله كالمضطر السائل. كل من يؤذيني منكم بأنواع البهتان والتهمة، يحسب أنه عمل عملا يُدخله في الجنة، وكل من يسبّني ويكفّرني يظن أنه قطعيّةُ المغفرةِ فيا رَبِّ أَجِبْهم من السماء، وليس لنا من دونك عند هذه الفتنة. رب إن كنتَ وجدتني اخترتُ طريقا غير طريق الفلاح، فلا تتركني من ليلتي هذه إلى الصباح.
ثم جلس سيدنا رسول الله يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام قليلا ثم قام :
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
الحمد لله الحمد لله وحده الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد ومن تبعه من انبياء عهده وبعد : يقول الامام المهدي الحبيب : أيها المعادون! ليس بناء نزاعكم إلا على مسألة واحدة، فلم لا تطمئنون بآيات شاهدة؟ وإننا تمسَّكْنا في أمر وفاة عيسى بالقرآن، وما تمسّكتم إلا بالـهذيان. ولو فرضنا على سبيل التنـزل أن المقام محتمل للمعنيين، فالمعنى الذي جاء به الحَكَمُ أحقُّ بالقبول عند ذوي العينين، ودون ذلك جرأة على الله وخروج إلى الكذب والمَين. وقد يوجد استعارات في بعض الأنباء، فلا يغُرَّنَّكم ظاهر بعض الأحاديث بفرض صحتها يا ذوي الدهاء. وأي نظير ألجأَكم إلى المعنى الذي تختارونه، ونهجٍ تؤثرونه؟ فليس والله عندكم إلا رسم وعادة ورثتموها من الآباء، وهذا هو سبب الإباء.
وزعمت أنك تستطيع أن تكتب تفسير بعض سُور القرآن قاعدًا بحذائي، وتُملي كإملائي. وما تريد من هذا الهذيان إلا لتشبّه أمرَ إعجازي على جهلاء الزمان. فإن كنت تقدر على هذا النضال، وإبطالِ المعجزة التي أعطيت من الله ذي الجلال، فنقبَل دعوتك وجلالتك، لكن بشرط أن يقبل علماؤك الأكابر وكالتك، بأن يحسبوا هزيمةَ أنفسهم هزيمتَك. فلا بد لك أن تأتي بعشرين رقعة مكتوبة مشتملة على ذلك الإقرار، من عشرين علمائك الأكابر المشهورين في الديار. وإن كنت ليس هذا الأمر في قدرتك، فاحلِفْ بالطلاق الثلاث على امرأتك، على أنك إن لم تقدر على إملاء تفسير كمثلي في المعارف والفصاحة والبلاغة، فتبايعني على مكانك من غير نوع من الحيلة، وإلا فلا نكـترث بك ولا نبالي، وقد ثقّبْناك من قبلُ بالعوالي. وكيف نختارك وتقول بلسانك "أنا أعلم"، ويقول الآخر منكم "أنا أعلم"، فكيف نؤثرك على غيرك إلا بعد أن تقضى هذا­ التناقشَ، وتدفع هذا التهارش؟ وإن عمامة الفضل كالوديعة، فمن غلب سلب، ومن رُعِبَ نُهب. وإن الفضيلة ليس كالشيء المجّان، ولا يتأتى إلا بالبرهان، فمن أشرَقَ تِبْرُه، سُلِّمَ حِبْرُه وسِبْرُه.
وإن وُكِّلتَ من العلماء، وبارزتَني في العراء، ثم غلبتَ في المعارف كالعرفاء، وفي البلاغة كالأدباء، أُعْطِك عطاء جزيلا، لا شيئا قليلا. ولكني عجبتُ كل العجب من تصلّفك، بعد فرارك وتخلّفك. وقد ألفتُ لك كتابي "الإعجاز"، فتواريتَ وما أتيت البِراز. فكيف تهذي الآن وتذكر الميدان؟ أنسيت الإفحام الإمسيّ أو جعلته في الـمنسيّ؟ لعلك تسُرّ به زمعَ الناس ليحسبوك منوّرا كالنبراس. أأنت تعارضني أيها المسكين؟ ولا يكذب إلا اللعين. وإن أكل نجاسة الدَقاريرِ أقبح من تمشُّش الخنـزير. ويعلم قومك أنك جهول، ولا تقرّ بعلمك فحول. وإن كنت تدّعي من صدق البال، ولست كالمتصلّف الدجال، فأت بشهادة على ما أحرزت من الكمال. فأيسَرُ الطرق وأسهلها أن تكتب كمثل هذه الرسالة، إن كنت صادقا ولست كالجَلَّالةِ. فإن كنت أتيت بمثلها في عشرين يوما في المعارف والبلاغة والبراعة، فوالله أعطيك مائة درهم في الساعة، ومع ذلك تبطل معجزتي وكأني أموت من يديك، وتنثال الصلة عليك، ولا يبقى لي بعده حجّة وتتّضح محجّة، ويُقضى الأمر وتتّحد الزمر. وكل ذلك يُنسَب إليك وإلى كمالك، وترتوي القلوبُ من زلالك، ويرتفع الاختلاف من بين الأمّة، فقُمْ إن كنت شيئا وَأْتِ بمثلها في هذه المدة، لعلك تتدارك به ما ذقتَ من لعنة، ويُعقبك الله عن ذلّةٍ رأيتَها بعزةٍ. فإن كنت كريمَ النَّجْر طيِّبَ الشجر، فلا تعرض عن هذه المقابلة التي هي عظيم الأجر. وعند ذلك يتراءى الحق كحوت تسبَح في الرَّضْراض، ويفرغ الصادق من قتل النَّضْناض. هذا هو السبيل، وبعد ذلك نستـريح ونَقيل. وكل ما تتصلّف من دونه، فهو صوت كائد من مجونه، فأراه أنكَرَ من صوت حمار، وأضعَفَ من خَطْوِ حُوار.
وقلتَ إني فسّرتُ القرآن، فاتّقِ الله ودَعِ الهذيان. أيها المسكين! ما سرَوتَ عن نفسك جلبابَ النوم، وعدوتَ إلى إيقاظ القوم. لستَ إلا كالجنين في الظلمات الثلاث ومن المحجوبين، فما لك أن تتكلم كالعارفين؟ وإنك تتقصَّى الزخارف، فما تدري المعارف. أيها الغوي! خُذْ حظا من الطبيعة السعيدة، ولا تحل حَولَ المكيدة، فإن المكر يخزي الماكرين، وإن الله مع الصادقين. اعلم أنك تخفي شيئا في قلبك وتبدي شيئا آخر، وهذا هو من سِير المنافقين. ولست رجلَ هذا الميدان ثم تدّعي كالمتصلفين. وإن بارزتني كالكُماة، تجدني مثقِّبَك بالقناة، وإن تغلِبْ أُغْنِك بالصِّلات، وأُنْجِك في معاشك من المشكلات. وإن عزمت على أن تكتب كمثل هذه الرسالة، فأعطيك كما وعدت من الجِعالة، وإن شئت أرسل إليك خُمْسَ هذا الوعد قبل إيفائك، ليكون محرِّكا لأهوائك. فعليك أن تأخذ المنقود، وتنتظر الموعود، وهذا خير لك من حيل أخرى، وأقرب للتقوى، والسلام على من اتبع الهدى.
أيها الناس.. لم لا تعرفون الذي جاءكم من الرحمن، وقد جُمِعَ لكم أول المائة وآخر الزمان؟ الشمس والقمر خُسِفا في رمضان، وظهرت الدابّة التي تكلّم الناس، وهذه هي التي أنبأ بها القرآن، فما لكم لا تعرفون من جاءكم من الرحمن؟ وستعرفونني، وأفوض أمري إلى الله وعليه التكلان.
الحمد لله الذي وهب لي على الكبر أربعة من البنين، وأنجز وعده من الإحسان، وبشّرني بخامس في حين من الأحيان. وهذه كلها آياتٌ من ربي يا أهل العدوان. سبحانه وتعالى عما تظنون، فاتقوه وقد نزل وهو غضبان.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق