الأحد، 15 أغسطس 2021

صلاة الجمعة = 13=8=2021

 
 
 
 
يوشع بن نون :
 
 
صلاة الجمعة ٢٠٢١/٨/١٣
○○○○○○○○○
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠١/٨/١٣
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد ; يقول الامام المهدي الحبيب في كتاب نجم الهدى :
أيها السادات والشرفاء! رحمكم الله وآتاكم من الضياء، انظُروا وكَرِّروا النظر وأَمعِنوا.. أليس مِن وعد الله أن ينزل المسيح عند الزلازل الصليبية، فُيقبِل على المسلمين إقبالَ الرحمة والنصرة، ويُجزِل لهم الله طوْله ويتم قوله بالفضل والمنّة؟ وتعلمون أن القسوس كيف غلبوا على أمورهم، وقلبوا الأرض بظهورهم، وطال عليهم الأمد، فأين ما وعد الصدوق الصمد؟ وترون أن أفواجا من المسلمين ارتدّت وخرجت من هذه الملة. ففكروا.. أليس هذا رزئية عظمى على الشريعة المحمدية؟ ثم مع ذلك سبّوا نبيَّنا المصطفى، وطعنوا في ديننا وبلّغوا الأمر إلى المنتهى. أمَكَّنَهم الله منّا وما مَكَّنَنا من العدا؟ تلك إذا قسمة ضيزى. وإن كنتم تنظرون مصائب أخرى فإنّالله على هذا الرأي والنُّهى.أتريدون أن ينعدم الإسلام كل الانعدام، ولا يبقى اسمه ولا اسم نبينا خيرِ الأنام؟ ثم يظهَر المسيح بعد فناء الملّة واختلال النظام. وأنتم تقرؤون أن الملة لا ترى يوم الزوال بالكلية، ولا تنفكّ منها آثارُ القوة والشوكة.وبينما هي كذلك فينزل المسيح المجدّد على رأس المائة، وهو يأتي حَكَمًا وعَدْلاً ويقضي بين الأُمة، فيجمع السعداءَ على كلمة واحدة بعد افتراق المسلمين وآراء مختلقة. وأسماء هذا المجدد ثلاثة وذكرُها في الأحاديث الصحيحة صريح: حَكَمُ ومهديٌّ ومسيح أما الحَكَم فبما رُوِيَ أنه يخرج في زمن اختلاف الأمّة، فيحكُم بينهم بقوله الفصل والأدلة القاطعة، وعند زمن ظهوره لا توجد عقيدة إلا وفيها أقوال، فيختار القولَ الحق منها ويترك ما هو باطل وضلال. وأمّا المهدي فبما رُوِيَ أنه لا يأخذ العلم من العلماء، ويُهدى من لدن ربه كما كان سُنّة الله بنبيّه محمد خير الأنبياء، فإنه هُدي وعُلّم من حضرة الكبرياء، وما كان له معلم آخر من غير الله ذي العزّة والعلاء.
وأما المسيح فبما رُوِيَ أنه لايستعمل للدّين سيوفا مشهَّرة ولا أسنّة مذرَّبة ( يقول المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام : " المراد من لفظ المسيح كما جاء في الحديث الصحيح مسيحانِ: مسيح قاسط خارج في آخر الزمان، ومسيح مقسط في ذلك الأوان، فالذي يُزجِّي أمْرَه بالأسباب الرديّة الأرضية ويمسح كلَّ عَذِرة الأرض بالحِيل الدنيّة، ويستعمل أنواع التحريف والمكائد والتلبيس والخدعة، ويؤيد الباطل بسائر أقسام الدجل والدنس والتمويه والتغطية، فهو المسيح الدجّال وأمرُه التزوير وتزيين الباطل والإضلال والذي يفوّض كل أمره إلى حضرة الكبرياء، ويقطع الأسباب ويبعد منها ويعكف على الدعاء، ويسعى من الأسباب إلى المسبّب حتى يمسَح بتوكّله أعنان السماء، فذلك هو المسيح الصدّيق، وأمرُه تأييد الحق وكلَّ ما ينجو به الغريق. والمسيح اسم مشترَك بينهما: مسيحُ العُلى ومسيحٌ تحت الثرى، وسُمّي المسيح الصدّيق عيسى لِما عِيسَ مِن بطشة القوم كابن مريم أمام الهدى، وعيسَ مِن جور السلطنة مع الضعف والمسكنة وتهاويلَ أخرى.)
يقول الامام المهدي : بل يكون مُداره على مسح بركات السماء، وتكون حَرْبتُه أنواع التضرّعات والدعاء. فاشكروا الله أنه موجود في زمنكم وفي هذه البلدان، وأنه هو الذي يكلّمكم في هذا الأوان. وهذا يوم تنزل فيه البركات، وتظهر الآيات، ويعود الإيمان الغريب إلى موطنه، ويخرج لؤلؤ العلم من معدنه. هذا هو اليوم الذي توجستْ منه قلوب الكفار، وانبجستْ رِقّهً عيونُ عيونِ الأبرار. وهذا يومُ تيقُظِ الغافلين ورِقّة المتيقّظين. وهذا يوم القبول والردّ من رب العالمين.
أمّا الذين قبلوا فترى وجوههم متهلّله مستبشِرة عارفة، وأمّا الذين ردّوا فوُجوههم كالحةٌ دميمة مستنكَرة، وكلٌّ يرى ما كسب في هذه والآخرة. فمن جاء الصادقَ مصدّقًا، فقد صدّق الرسولَ مجدَّدًا، وجمَع شملاً مبدَّدا. ومن أعرض عن الصادق فعصى نبّي الله وما بالى التهدّدَ. وما أقول من تلقاء نفسي بل هذا ما قال ربي وأكّد القول وشَدّدَ. ابتُليِتْ ببعثتي جموعُ الزهّاد والعبّاد، ولا يعرفني إلا قلوب الأبدال والأوتاد، وأما علماء هذه البلاد فماتت قلوب أكثرهم وبعدوا من السَّداد، وذهب الله بنور هدايتهم وضياء درايتهم، وتركهم كالمخذولين. يكفّرون ولا يعرفون من يكفّرونه ويعمهون، ويَعرِضون عن الحق ولا يقبَلون، ويرون آيات الله ثم لا يهتدون. يسبّونني ويشتمونني ويسعون لاجاحتي ويمكرون. ويسخَرون مني ومن جماعتي وبسوء الألقاب ينبِزون، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
ثم اعلموا يا جموعَ كرام، أني أُلهمتُ مذ أعوام، وأُمرت من رب علاّم، أن أُظهِر على خواص وعوامّ، أن المسيح الصديق الذي وُعِدَ نزولُه لهذه الأُمّة عند شيوعِ فتنِ حُماة الصليب والكفَّارةِ، هو هذا العبد الذي بُعِثَ على رأس المائة، وأُمِرَ أن يُتمّ حجة الله على أهل الصلبان والفدية، ويكسر غُلُوَّهم بالأدلة القاطعة، ويقوّي بالآيات أمر الملّة، ويقطع معاذير الكَفَرة، ويأتي بمتاع جديد للمُقْوِين. ويبشّر للطالبين الذين يطلبون مرضاة ربهم ويحبّون خاتم النبيين، عليه صلوات الله والملائكة وأخيار الناس أجمعين.
وقد سبق البيان مني أن هذا الوقت وقت ظهور المسيح الموعود، وقد تّمتْ كلمة ربناصدقًاوحقا وأوفى بالعهود. وكيف لم يعرف وقد طال أمد الانتظار، وظهر كلّ ما ورد من الآثار، وقد مضت مدّة على صراصر الفتن الصليبية، وارتدّ فوج من الأمم المحمدية، وما بقي بيت إلا دخلت فيه نصرانية، وقلّتْ على الأرض أنوار إيمانية.
فأرسلني الرب الرحيم في هذه الأيام، وزاد معرفتي بتوالي الوحي والإلهام، وقوّاني بخوارقَ وكشفٍ كالبدر التامّ. ووهب لي عِلْمَ دقائق القرآن، وعِلْمَ أحاديث رسوله وما بلّغ من أحكام الرحمن، وفهّمني أنه ماقدّم وماأخّروعده من الأوان،بل أنزل أمره على رأس الوقت والزمان. ومع ذلك كنتُ ما يسرّني قليل من الآيات والعلامات، بل كنت أستقلُّ الكثيرَ لفَرْطِ اللَّهَج والرغبة في البيّنات من الشهادات، وكنت ما أرضى من الاستيفاء باللَّفاء، وما أقنَعُ من شمس الهَجْر بأقلّ الضياء، بل كنت أجتنب منهَلاً كَدُرَ ماؤُه، وما كَمُلَ صفاؤه. فتوالتْ آياتُ ربي لتسليتي، حتى اطمأنت مُهْجتي ولمعتْ محجّتي. وأُعطيتُ بصائرَ من الله المنّان، وغُذّيتُ بلبان السكينة والاطمينان، ودُرِئَ عن نفسي كلُّ شبهة، ونُوّرتُ من أيدي الحضرة بأشعة مُومِضة. ووضَح لي بصدق العلامات، وتلألؤِ الآيات، وشهادةِ صحف رب السماوات، وخبرِ سيد الكائنات.. أنني أنا المسيح الموعود، وأنه تمّتْ بي المواعيدُ والعهود. وإنّ الله فعل ما شاء، وله التخير في كل ما أحسن في زعمكم أو أساء. يُلقي الروحَ على من يشاء، ولا يُسأل عما يفعل وهو مالك السماوات والأرضين.
وكنت أعلم أن العلماء يكذّبونني ويجعلونني غرضًا للسهام، ويقولون إنه شقَّ العصا وخرج من إجماع أئمة الإسلام. فو الله ما خشيتُهم وما سترتُ أمرًا أُوحيَ إلَي من الله العلآم. وأيُّ ذنب أكبر من أن يُكتَم الحق مِن خوف الأنام؟وماوردتُ هذا المورد مِن غيرالأمر والإعلام، وما كان لي أن أستقيل من هذا المقام. وما جئت كطارق إذا عَرا، بل جئت كبدرٍ طلَع في أُمّ القرى، وعندي شهادات لمن يرى، وآيات لقلبٍ وعى. وقد شهد الزمان أن الأوان هو هذا الأوان، بما ظهرت الصلبانُ وزادت الغواية والطغيان. وترى القسوسَ كيف هوّلوا النفوس، وذعَر الناسَ نَسْلُهم والرَّمَلانُ،وقذفوا خيرَ الرسل ورُفِعَ الأمان.
( يقول المسيح الموعود في الحاشية : إنا ذكرنا غيرَ مرةٍ كيدَالقسوس,وما نعلم كيف يكون أثرُه على النفوس, فاعلموا أنّا لا نريد بهذه الكلمات أن يُدفَع سيئاتُهم بالسيئات، بل الواجب على المؤمنين أن يصبروا على إيذائهم ويدفعوا بالحسنة سيئاتِهم الذي نشأت من أهوائهم، ولا ينظروا إلى سبّهم وازدرائهم. فإن الله تبارك وتعالى أوصى لنا بالصبر في القرآن، وقال تسمعون أذى كثيرا منهم والصبر خير في ذلك الأوان، فمن لم يصبر فليس له حظ من الإيمان. فاصبروا على إيذاء القسوس واتقوا، وإذا شتموا فلا تشتموا، وادْعوا لأعدائكم واسترشِدوا، وانكروا طَول الدولة البرطانية واشكروا ولا تكفروا، وارحموا ترحموا. )
يقول المهدي : فمن كان بعد ذلك لا يرى ضرورة عبد يكسر الصليب، ويُري الآياتِ ويؤيّد الدينَ الغريب، وكان يحار في أمري فهمُه، ويفرُط وهمه، حتى لا يُدرِك هذا السرّ غورُ عقلِه، ولا يُحِبُّ بهذا الثمر لُعاعُ حقله، بل يرتاب بعَزْوتي، ويأبى تصديق دعوتي، ويضطر إلى طلب الآيات أو النصوص والبينات لإزالة ما عراه من الشبهات، فها أنا قائم لمواساته كالإخوان، وأُلبّي دعوتَه تلبيةَ خائف على ضجيج العطشان، وسأروي غلتَه بزُلال البرهان وأصفى البيان.
وأمّا النصيحة التي هي مني بمقتضى المحبّة وإخلاص الطويّة، فهي أن لا ينهض أحد على خلافي إلا بصحة النيّة، والذي يُباريني طالبًا للنصوص والحجج والأدلّة، أو مُصِرًّا على طلب الآي والخوارق السماوية، فعليه أن يرفُق عند المسألة، ويراعي دقائق التقوى والهَون والتُؤَدة، ولا يخرج من الأدب وحسن المخاطبة. فإنه من عارض أهل الحق وأهل القدّوس القدير، وخالف عبدًا أُيّد من الربّ النصير، فمثله كمثل رجل ولج غابة ليصطاد قسورة، وما أعدّ له عُدّة، وإن صيد الأسود ولو بالجنود أمر عسير، فكيف اصطياد آساد الله، فإن لهم شأن كبير،لا يباريهم إلا شقيّ أوضرير.ولايفتري على الله إلا أشقى الناس، ولا يكذّب الصدّيقَ إلا أخ الخنّاس.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد ; يقول الامام المهدي الحبيب : وقد ظهرت مني الآيات، وقامت الشهادات، ولكني أرى أكثر علماء هذه الديار قد كبر عليهم الإقراربعد الإنكار، وقد جرتْ سُنّتهم أن أحدا منهم إذا غلط في الإفتاء وهوى في وَهْدة الأخطاء، فشقّ عليه إلى آخر عمره أن يرجع إلى الصواب وينتهج مهجّة أولي الألباب، أو يُغني عنه الندم بعدما زلت القدم. فيا حسرة عليهم.. أنهم لا يتّقون الله ويعلمون أنهم بمرآه وتَرْبَؤُهم عيناه. يرون آيَ الله ثم لا ينظرون، ويُبلَون كل عام ثم لايتوبون، وقد تمّت حجة الله عليهم ثم لا يخافون. وإني أرى أن أكتب في رسالتي هذه بعض الآيات التي أظهرها الله لإزالة الشبهات، لعل الله ينفع بها بعض الصالحين والصالحات من المؤمنين.
فمنها أن الله تعالى بعثني على رأس المائة، وأرسلني عند غلبة أهل الصلبان وشيوع سَمْرِ الكَفّارة، وأمَرني عندما استعرّتْ جمرُهم وعلا أمرُهم، وتقضّتْ قسوسُهم على العامة، وفتحوا أبواب الارتداد على وجوه الفَجَرة، وحرّكوا صفائحها بأهوية الإباحة، وتراءتْ فتن مهلكة وظهَر هول القيامة، ووهبَ لي لكسر الصليب معرفة لا يوجد نظيرها في أحدٍ من أهل الملّة. وإن كتبي شهادة قاطعة على هذه الخصوصية، وقد أفحمتُ بها حُماةَ النصرانية، فما استطاعوا أن يأتوا بالمعاذير المعقولة، أو ينقضوا أحدًا من الأدلة. وكان وقتي هذا وقتَ كانت العيون فيها مُدّتْ إلى السماوات من شدّة الكربة، بما أضلّ الناسَ أهلُ الدجل بكل ما أمكن لهم من الإطماع والاختضاع والخديعة. ثم مع ذلك كثر التشاجر في هذا الزمان بين الأمّة، وما بقي عقيدة إلا وفيه اختلاف ونزاع في الفرق الإسلامية، واقتضت الطبائع حَكَمًا ليحكم بالعدل والنَّصَفة، فحكّمني ربّي وأراد أن يرفع إليّ مشاجراتهم وأقضي بينهم بالحق والمَعْدلة. إن في هذا لآية لقوم متفكرين، بل هي من أعظم آي الله عند حزب متدبّرين.
ومن آياتي أنه تعالى وهب لي مَلَكة خارقة للعادة في اللسان العربية، ليكون آية عند أهل الفكر والفطنة. والسبب في ذلك أني كنت لا أعلم العربية إلا طفيفا لا تُسمّى العِلميّة،فطفق العلماءيقعُضون ويكسرون عُودَ خبرتي ومخبرتي،ويتزروَّن على علمي ومعرفتي، ليُبرّؤن العامةَ مني ومن سلسلتي، وشهروا من عندهم أن هذا الرجل لا يعلم صيغة من هذه اللسان، ولا يملك قُراضة من هذا العقيان. فسألتُ الله أن يكمّلني في هذه اللهجة، ويجعلني واحد الدهر في مناهج البلاغة. وأَلَحْتُ عليه بالابتهال والضراعة، وكثُر اطّراحي بين يدي حضرة العزّة، وتَوالى سؤالى بجهد العزيمة وصدق الهمة وإخلاص المهْجة. فأجيب الدعاء وأوتيتُ ماكنت أشاء ( يقول المسيح في الحاشية : قد جاء في الآثار وتواترَ في الأخبار أن المسيح الموعود والمهدي المعهود قد رُكّبتْ نَسْمتُه من الحقيقة العيسوية والهويّة المحمدية.. شطرٌ من ذلك وشطرٌ من هذا، والبعض لبعض آخرحاذَى، وروحانيتهما سارية في وجوده، بل إنما هي نار وَقوده، ظهرتا فيه على طَور البروز، وهما بوجوده كالسرّ المرموز. وكان من الشؤون المحمدية بلاغةُ الكلام كما أشار إليه إعجازُ كلام الله العلاّم، فأُعطيَ منه حظٌ للمسيح الموعود ليدلّ على الظِلّيّة واتحاد الوجود، لئلا يكون طبيعتُه فاقدةً لهذا الكمال، فإن الحرمان لا يليق بشأن الظلال. فوجد غضًّا طريًّا من هذه الشجرة الطيبة، وغمَره ماءُ ظِلّيّة النبوة كما هو شأن الكُمَّل من الأمّة. وكذلك وجد إرثًا من كمالات ابن مريم، عليه سلام الله وعلى نبينا الذي جعله الله أشرف وأكرم. ولما كانت حقيقة المسيح الموعود مغمورةً في الحقيقتين المذكورتين، ومضْمَحِلّة متلاشية فيهما ومنعدمَ العين، ومستتبعة لصفاتهما في الدّارَين، غلب عليها اسمهما ولم يبق منها اسم ورسم في الكونين، وانعدم المغلوب وبقي فيه اسم الغالب، وتقررَ له في السماء اسم هذين المباركَين. هذا ما أوقعه الله في بالي وتلقّاه حَدَسي وفراستي من لدن ربي لإكمالي. وأما العقيدة التي هي مشهورة بين المسلمين، وسمعتموها ذاتَ المِرار من المحدِّثين، فإنما هي كَلِمٌ كَشْفيّةٌ خرجتْ من فم خير المرسلين، وأخطأ فيهما بعض المؤوّلين، وحملوها على ظواهرها وكانوا فيه خاطئين. والآن حصحص الحق وتراءى الصراط لقوم طالبين. )
يقول الامام المهدي : وفتحت لي أبواب نوادر العربية واللطائف الأدبية، حتى أمليت فيها رسائل مبتكَرة وكتبا محبَّرة.ثم عرضتُها على العلماء وقلت يا حزب الفضلاء والأدباء.. إنكم حسبتموني أُمّيًا ومن الجهلاء، والأمر كان كذلك لولا التأييد من حضرة الكبرياء، فالآن أُيّدتُ من الحضرة،وعلّمني ربي من لدنه بالفضل والرحمة, فأصبحت أديبا ومن المتفرّدين، وألّفت رسائل في حُلل البلاغة والفصاحة، وهذه اية من ربي لأولي الألباب والنصفة، وعليكم حُجّة الله ذي الجلال والعزّة. فإن كنتم من المرتابين في صدقي وكمال لساني، والمتشككين في حسن بياني وتبياني ولا تؤمنون بآيتي هذه وتحسبونها هذياني وتزعمون أني في قولي هذامن الكاذبين.. فأْتوا بكتاب من مثلها إن كنتم صادقين. وإن كان الحق عندكم كما أنكم تزعمون، فسيُبدي الله عزّتكم ولا تُغلَبون ولا ترجعون كالخاسرين، فلا يُعاتبكم بعده معاقبٌ، ولا يزدريكم مخاطب، ويستيقن الناس أنكم من الأمناء ومن الصالحين. وإن كنتم لا تقدرون عليه لقلّة العلم والدهاء، فانهضوا وادْعوا مشهورين منكم بالتكلم والإملاء، والمعروفين من الأدباء. وإني عرضت عليكم أمرًا فيه عزّة الصادق وذلّة الكاذب، وسينال الكاذبين خزيٌ ونَصَبٌ من العذاب اللازب، فاتقوا الله إن كنتم مؤمنين. فما كان لهم أن يأتوا بمثل كلامي، أو يتوبوا بعد إفحامي، وظهرت على وجوههم سواد وقحول، وضمر وذبول، وغشِيهم حَينٌ وإحجام، وجهلوا كل ما صَلِفوا ولم يبق لهم كلام. وجاءني حزب منهم تائبين، وكثير حق عليهم ما قال خاتم النبيين عليه الصلاة والتحيات من رب العالمين.
ثم اعلموا يا حزب السامعين.. أن هذه آية استفدته من روحانية خير المرسلين بإذن الله رب العالمين.
وقال السفهاء من الناس إنه دعوى يضاهي دعوى القرآن، فهو بعيد مِن حسن الأدب والإيمان.
وما هو إلا قول الذين ما عرفوا حقيقة الولاية، واعتراهم ظلام العماية والغواية. وقد سبق البيان منّا أن الكرامات ظلال باقية للمعجزات، وموجبة لزيادة البركات، وتجِد الُسنّةَ والكتابَ مُبيِّنيْن لهذه المسألة، وشاهديْن على هذه الواقعة، ولا تجد من يخالفها إلا غويًّا من العامة. فإن أبصار العامّة لا تبلغ الحقائق ويعمى عليهم دقائقُ الشريعة، فيحسبون في كمالات الولاية كَسْرَ شأن النبوّة، مع أن الأمر خلافه عند أهل التحقيق والمعرفة.
وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة ومن الوجه السادس من سورة سبأ .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(وَیَوۡمَ یَحۡشُرُهُمۡ جَمِیعࣰا ثُمَّ یَقُولُ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ إِیَّاكُمۡ كَانُوا۟ یَعۡبُدُونَ ۝ قَالُوا۟ سُبۡحَـٰنَكَ أَنتَ وَلِیُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُوا۟ یَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ ۝ فَٱلۡیَوۡمَ لَا یَمۡلِكُ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضࣲ نَّفۡعࣰا وَلَا ضَرࣰّا وَنَقُولُ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ ذُوقُوا۟ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِی كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ۝ وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتُنَا بَیِّنَـٰتࣲ قَالُوا۟ مَا هَـٰذَاۤ إِلَّا رَجُلࣱ یُرِیدُ أَن یَصُدَّكُمۡ عَمَّا كَانَ یَعۡبُدُ ءَابَاۤؤُكُمۡ وَقَالُوا۟ مَا هَـٰذَاۤ إِلَّاۤ إِفۡكࣱ مُّفۡتَرࣰىۚ وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَاۤءَهُمۡ إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا سِحۡرࣱ مُّبِینࣱ ۝ وَمَاۤ ءَاتَیۡنَـٰهُم مِّن كُتُبࣲ یَدۡرُسُونَهَاۖ وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَاۤ إِلَیۡهِمۡ قَبۡلَكَ مِن نَّذِیرࣲ ۝ وَكَذَّبَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَمَا بَلَغُوا۟ مِعۡشَارَ مَاۤ ءَاتَیۡنَـٰهُمۡ فَكَذَّبُوا۟ رُسُلِیۖ فَكَیۡفَ كَانَ نَكِیرِ )
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة واتم الوجه السادس من سورة سبأ .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
( ۞ قُلۡ إِنَّمَاۤ أَعِظُكُم بِوَ ٰ⁠حِدَةٍۖ أَن تَقُومُوا۟ لِلَّهِ مَثۡنَىٰ وَفُرَ ٰ⁠دَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا۟ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا نَذِیرࣱ لَّكُم بَیۡنَ یَدَیۡ عَذَابࣲ شَدِیدࣲ ۝ قُلۡ مَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرࣲ فَهُوَ لَكُمۡۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ شَهِیدࣱ ۝ قُلۡ إِنَّ رَبِّی یَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُیُوبِ)
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق