الأحد، 8 أغسطس 2021

صلاة الجمعة 6==8===2021

 
 
 
يوشع بن نون :
 
 
صلاة الجمعة ٢٠٢١/٨/٦
○○○○○○○○○
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠١/٨/٦
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم اكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب نجم الهدى يقول الامام المهدي الحبيب :
يا أرضُ اسمعي ماأقول
ويـا سمــــاءُ اشْــــهَــدي
هذا مكتوب إلى خواصّ الناس ونُخَبِ الأقوام، من عبد الله أحمد الذي نُصِّلَ له أسهم الملام، ( يقول المسيح الموعود في الحاشية : أنا شهير باسم ميرزا غلام أحمد بن ميرزا غلام مرتضى القادياني، والقاديان قرية مشهورة من مُلك الهند من فنجاب قريب من لاهور في ضلع كورداسبور، وهذه علامة تكفي لمن أراد أن يكتب إليَّ مكتوبًا. )
يقول الامام المهدي : وأرجو أن لا يُعجَل بذمٍّ، ولا يُنبَذ عُودي قبل عَجْمٍ، بل يُسمَع قولي بالوقار والتُؤَدة، ثم يُتبَع ما يُلقي الله في الأفئدة. وأدعو الله أن يُلهِم القلوب ما هو أصوب وأولى، وهو نعم الهادي ونعم المولى.
أيّها الإخوان، إني أُلهمت من حضرة العزّة، وأُعطيتُ عِلْمًا من علوم الولاية، ثم بُعثتُ على رأس المائة، لأجدّد دين هذه الأمّة، ولأقضي كحَكَمٍ فيما اختُلفَ فيه من العقائد المتفرقة، ولأكسرَ الصليب بآيات السماء، وأبدّلَ الأرض بقوة حضرة الكبرياء. واللهُ سمّاني المسيح الموعود والمهدي الموعود بإلهام صريح، ووحيٍ بيِّنٍ صحيح، وما كنت من المخادعين.وما كنت أن أفُوه بزُورٍ،وأدلِّي بغرور،وتعلمون عواقب الكاذبين، بل هو كلام من ربّ العالمين.ج
ومع ذلك كنتُ حرَّجت على نفسي أن لا أتَّبع إلهامًا أو كُرّرَ من الله إعلاما، ويوافِقَ القرآنَ والحديثَ مرامًا، وينطبقَ انطباقا تماما. ثم كان شرطٌ مني لهذا الإيعاز أن لا أقبَلَه من غير أن أنظر إلى الأحياز، ومِن غير أن أشاهد بدائعَ الإعجاز. فوالله رأيت في إلهامي جميع هذه الأشراط، ووجدتُه حديقة الحق لا كالَحماط. ثم كان هذا بعدما استطارتْ صُدوع كبدي من الحنين إلى ربّي وصَمَدي،ومُتُّ ميتة العشّاق، وأُحرقتُ بأنواع الإحراق،وصُدمتُ بالأهوال، وصُرِمَ قلبي من الأهل والعيال، حتى تمَّ فعل الله وشُرح صدري، وأُودِعَ أنواربدري. ففزتُ منه بسهمَين: نور الإلهام ونور العينين. وهذا فضل الله، لا رادَّ لفضله، وإنه ذو فضل مستبين.
وقد ذكرتُ أن إلهاماتي مملوءة من أنباء الغيب، والغيبُ البحت قد خُصّ بذات الله من غير الشك والريب، ولا يمكن أن يُظهر الله على غيبه رجلا فاسِدَ الرويّة، وخاطِبَ الدنيا الدنيّة. أيحبّ الله امْرَأ بسَط مكيدةَ شِباكَ الردى، وأضلّ الناسَ وما هدى، وأضرّ الملّةَ كالعِدا، وما جلّى مطلعَها بنور صدقه وما راح بِهَمِّها وما غدا، بل زاد بكذبه صَدَأَ الأذهان، ونشَر بمفترياته هَباءَ الافتنان؟ كلا.. بل إنه يخزي المفترين، ويقطع دابر الدجّالين، ويُلحقكهم الملعونين السابقين.
ثم اعلموا أني قد كنت أُلهمتُ من أمد طويل، وعلمتُ ما علمتُ من ربٍّ جليل، ولكني استترتُ عن الخَلق حينًا، لا يعرفون لي عَرينا، وما اخترتُ منهم نجيّا وقرينا. فلما أمرتُ للإظهار، وقَطعتْ سلسلة الاعتذار، فلبّيتُ الصائتَ كطائعين. وقد بلغكم الأحاديث من المحدِّثين، وسمعتم أن المسيح الموعود والمهدي الموعود يخرج عند غلبة الصليب، ويتلافى ما سلَف من الإضلال والتخريب، ويهدي قومًا مهتدين. والذين منعتْهم الحميّة والنفس الأبيّة من القبول، فيصيرون بحَرْبة الإفحام كالمقتول. وأما نزوله إلى الأعداء فأشيرَ فيه إلى أنه رجل من الفقراء، لا يكون له دروع وأسلحة، ولا عساكر ولا مملكة، ولا تنبري له ملحمة، بل تكون له سلطنة في السماء، وحربة من الدعاء. فقد رأيتم بأعينكم أن دين الصليب قد علا، وكل أحد من القسوس طعَن في ديننا وما ألا، وسبّ نبيّنا وشتم وقذف وقلا. وتجدونهم في عقيدتهم متصلبين، ومن التعصب ملتهبين، وعلى جهلاتهم متفقين. وقد صنّفوا في أقرب مدّة كتبًا زُهاءَ مائة ألف نسخة، وما تجدون فيها إلا توهين الإسلام وبهتانا وتهمة، ومُلئتْ كلها مِن عَذِرة لا نستطيع أن ننظر إليها نظرة. وترون أن أكثرهم أناس مكائدهم كالهوجاء الشديدة جارية، وقلوبهم مِن كسوة الحياء عارية, وتشاهدون أنهم على رؤوس العامة كداعي الثبور والويل، وتُدفَع إليهم زُمَعُ الناس كغثاء السيل. وما أقول إنهم يُنصَرون من السلطنة أو يُواسَون من أيادي الدولة، بل الدولة البرطانية سوّتْ رعاياها في الحرّية، وما غادرت دقيقة من دقائق النَّصَفة، وكلُّ فرقة نالت غاية رجائها في أمور الملة، وما ضَيَق على أحد كايّام "الخالصة"، واسترحنا مُذ علِقنا بأهدابها، فندعو لها ولأركانها ولأربابها. وأما القسوس فلا يأتيهم من هذه الدولة شيء يُعتدّ به من مال الإمدادات، بل اجتمع شملهم بما أنهم قبضوا من قومهم كثيرا من الصِّلاتِ ونصّوا الإحالاتِ، وما برحوا يجمعون القناطير المقنطرة من عين الإعانات، وأموال الصدقات من النقود والغلات. فكل من دخل دينهم رتّبوا له وظائف وصِلاتًا، وزوّدوه بتاتًا، وجمعوا له شتاتًا. وكذلك قوَّى أمرَ قسيسين مالُهم، وزاد منه احتيالهم. استحضروا كل آلات الاصطياد والإسار، واستعملوا من المجانيق الصغار والكبار. وآنهِضَ إلى كل بلدةٍ جماعة من المتنصّرين، فعمروا بِيَعاً وسكنوا فيها كالقاطنين، وجرَوا كالسيول في سكك المسلمين. وجعلوا يخادعون أهلها بأنواع الافتراء، ثم بإرسال النساء إلى بيوت الشرفاء. فالغرض أنهم زرعوا المكائد من جميع الأنحاء، وانتشروا كالجراد في هذه الأكناف والأرجاء، وقَلَوا كلَّ مَن أحيا معالم الهدى، وجعلوا بلادنا دار البلاء والرَّدَى. وملّتُهم الباطلة أحرقتْ مجالس ديارنا وأكلتها، وما بقي دار إلا دخلتها، ولم يجد أهلُها العوامُّ للدفاع استطاعةً،ولا للفرار حيلة،فصُبّت مصائب على الإسلام ما مضى مثلها في سابق الأيام.فنراه كبلدة خاوية على العروش،وفلاة مملوءة من الوحوش.وإن بلادنا الآن بلاد انزعج أهلها،وتشتّتَ شملها،فليَبْكِ عليها من كان من الباكين.
ولقدكثُر أسفي على الآثار الأولى كيف زالت،وعلى أيام الهدى كيف أحالت، والناسُ تركوا المحجّة ومالوا إلى أودية وشِعاب ومنافذَ صِعاب،ومضايقَ غير رحاب.وكم من أناس كانوا يُزَجّون الزمان ببؤس في الإسلام،ويُنفِدون العمر بالاكتئاب والاغتمام،ثم رأوا في الملة النصرانيةمرتعا،ووجدوافي أهلها مطمعا،فألجأهم شوائبُ المجاعة إلى أن يلحقوا بتلك الجماعة، فرفضوا مذهب الإسلام، وتنصّروا من بُرَحاء الوجد وبتأريج الشوقِ إلى الرّفه وشرب المدام. ثم مع ذلك كانوا من السفهاء والجهلاء، وما كان لهم نصيب من العلم والدهاء، ولا حظّ من العفّة والاتقاء. لا جرم أنهم آثروا أهواء النفس الأمّارة، وألْوَتْ بهم شِقوتُهم إلى الخسارة. وكذلك كثير من ذرية الأماثل والأفاضل والسادات، أجمعوا على الجنوح إليهم وسُقوا كأس الضلالات، .بما آنسوا النصرانية تفتَح على المتنصرين أبواب إباحة، وتخرجهم من مضايقِ حُرمة وعدمِ حِلّة. ثم يواسيهم القسوس في مُطرَّفِ أيامهم بمال ودولة، ولا يهدّدون ولا يتوعدون على معصية.ولا يبالغون في ملامة عند ارتكاب كبيرة،بما تَفيّأوا ظِلَّ كَفّارةٍ مطهِّرة. فكذلك يزيدونهم جرأة على جرأة حتى تكون الإباحة لأكثرهم دُربة، ويحسبون سُهوكة ريّاها طِيبًا وطيِبة. ويتبرّأون من الإسلام، ويسبّون نبيّنا خير الأنام، ويقذِفون مُعادين بعدما كانوا مسلمين في حين، إلا قليلا من المستحيين. وكذلك يفعلون ليُرضوا القسوس ويستوعبوا الفلوس ويكونوا من المتموّلين. فيحصل لهم نضرةٌ بنُضّارهم، وزهرةٌ بإظهارهم، حتى يكونوا في رَفْهِهم كحديقة أخذتْ زُخرفَها وازّيّنت، وتنوّعت أزاهيرها وتلوّنت . وكذلك قسوسهم يحبونهم بتلك الخصائل والسبِّ والهذيان وامجادلات وهَذَرِ اللسان،ويظنون أنهم التفّوا بأهدابهم بخلوص الجنان،فيعتمدون عليهم في كل مَورد يَرِدونه، ومعرَّس يتوسدونه.وتستهويهم خضرة دِمْنتِهم للمنادمة،وخُدعة سَمتِهم بالمناسمة، ويُقبِلون عليهم بالمنّ والإحسان والجود والامتنان.فيسحَبون مَطارفَ الثراء، ويزيّنون مَعارفَ السَرّاء،ثم يمرّون بصَحْبٍ لهم كانوا بهم من قبل كأسنان المشط في استواء العادات والميل إلى السيئات، وكانوا يكابدون أنواع الفقر والبؤس والحاجات، فيقُصّون عليهم قصصَ رخائهم بعد بأسائهم وضرّائهم، ويذكرون عندهم مَبَرّة القسوس وجراياتِهم،وما أَترَعوا الكيسَ من الفلوس بعناياتهم.وكذلك لم يزالوا يحثّونهم وفي الأموال يرغّبونهم،وإلى وسائل الشهوات يحرّكونهم،إلى أن يَرينَ هوى التنصر على قلوبهم،ويُسفِيَ هواء الطمع نورَ لبوبهم،فيوطنون نفوسهم على الارتداد،ويضربون عليه جَرْوتَهم لخبث الموادّ،ثم يرتدّون قائلين بأنهم كانوا طلاّب الحق والسداد.
والأصل في ذلك أن أكثر الناس في هذا الزمان قد تمايلوا على الدنيا وقلّتْ معرفة الله الديّان، وقَلَّ خوفه ولم تبق محبّتُه في الجنان، فلما رأوا زُخْرفَ الدنيا في أيدي القسوس مالوا إليهم برغبة النفوس، فلأجل ذلك يدخلون في ظلماتهم أفواجًا، ويتركون سِراجًا وهّاجَا. ولا تنفع المباحثة الخالية عن الخوارق عند هذه الآفات، فإن الدنيا صارت لهم منتهى المأْرَب ومُلِئَ الفساد في النّيات، فحينئذ اشتدّت الحاجة إلى تجديد الإيمان بالآيات. وطالما أيقظهم العالمون فتناعسوا، وجذبهم الواعظون فتقاعسوا، وما نفعتهم البراهين العقلية، ولا النصوص النقلية، وزادوا طغيانا واعتسافا، وتركوا عدلا وإنصافا. فالسرّ فيه أن القلوب قد عمَتْ، والعقول قد كدرتْ، والنفوس قد فارتْ، وأهواء الدنيا عليها غلبت، وكثُرت الحجب وتوالت. فيرون ثم لا يرون، ويسمعون ثم يتناسون. فليس علاج هذا الداء إلا نور يتنزل من السماء وآيات تتوالى من حضرة الكبرياء,فإن الإيمان ضعف وكثرتْ وساوس الخنّاس,وبلغ الأمر الى اليأس,وغلبت على أكثرهم القلوب محبّة الدنيا الدنيّة,وأينما وجدوها فيسعون إلى تلك الناحية ,ومابقي تعلّقٌ بالإيمان والملّة.فههنا ليس رُزْءا واحدا بل يوجد رُزءان : رزءُ التنصر ورزءُ ضعف الإيمان.
وأرى أكثر المسلمين كأنما أُخرجَ الإيمان من قلوبهم،وأحرقت العملَ المبرور نارُ ذنوبهم، وهذا هو سبب الارتداد.فإن الله رآهم مفسدين مكّارين كالصيّاد،فقذَف بهم إلى جموعٍ يحبّون طرق الفساد، وهذا هو سرّ كثرة المرتدين، وعلى الصليب عاكفين، ومن الله فارِّين. ما ينفعهم وعظ الواعظين، ولا نصح الناصحين، ولم
يكونوا منفكّين حتى تأتيهم البيّنة، وتتجلى الآيات المبصرة. فبعث الله رجلا على اسم المسيح في الملة تَكرمة لهذه الأمّة، بعدماكمُل الفساد، وكثر الارتداد، وعاثت الذئاب، ونبحت الكلاب، وألفوا كتبًا كثيرة محتوية على السبّ والشتم والتوهين، وجلبوا على السلمين بخيلهم ورَجِلِهم وجاءوا بالإفك المبين، وزُلزلت الأرض زلزالَها، وأرى الضلالةُ كمالها، وطال الأمد على الظالمين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد ; يقول الامام المهدي الحبيب : وقد كان وعد الله عز وجل انه يكسر الصليب بالمسيح الموعود ويُتمّ ما سبق من العهود، ( يقول المسيح الموعود في الحاشية : قد جرت عادة الله بأنه يستأنف للتجديد عزيمة جديدة عند تطرُّق الفساد إلى قلوب العباد، فلأجل ذلك تجلّى عليَّ لينفخ الروح في الأجساد، وجعلني مسيحا ومهديا وأرشدني بكمال الرشاد، ووصّاني بقولٍ ليّن وتركِ الشدّة والاتّقاد. وأمّا كسر الصليب فقد استُعمل هذا اللفظ في الأحاديث والآثار تجوّزًا من الله القهّار، وما يعُنى به حربٌ وغزاةٌ وكسرُ الصلبان في الحقيقة، ومَن زعم كذلك فقد ضلّ وبعدمن الطريقة. بل المراد منه إتمام الحجّة على الملّة النصرانية، وكسر شأن الصليب وتكذيب أمره بالأدلة الواضحةوالحجج البيّنة. وإنّاأُمرنا أن نتمّ الحجة بالرفق والحلم والتَؤُدة، ولا ندفع السيئة بالسيئة، إلا إذا كثُر سبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغ الأمر إلى القذف وكمال الإهانة، فلا نسبُّ أحدًا من النصارى ولا نتصدّى لهم بالشتم والقذف وهتك الأعراض، وإنما نقصد شَطْرَ الذين سبُّوا نبينا صلى الله عليه وسلم وبالغوا فيه بالتصريح أو الإيماض. ونُكرِم قسوسًا لا يسبّون ولا يقذفون رسولنا كالأراذل والعامّة، ونعظّم القلوب النَّزِهة عن هذه العَذِرة، ونذكرهم بالإكرام والتكرمة. فليس في بيان منا حرفٍ ولا نقطة يكسر شأن هذه السادات، وإنما نردّ سبّ السابّين على وجوههم جزاءً للمفتريات. )
يقول الامام المهدي : وإن الله لا يُخلف الميعاد ويفعل ما أراد ٠ فكان من مقتضى الوعد أن يرسل مسيحه لكسر صليبٍ علا، والكريم إذا وعد وفى. وإن نقض العهود من سير الكاذبين، فكيف يصدر هذا مِن أصدق الصادقين؟ وهو ملِكٌ قُدّوسٌ نورُ السماوات والأرضين، لا يُعزى إليه كذب ولا تخلُّفُ وعدٍ كالمخلوقين، وقد تنزّهَ شأنُه عن صفات المزوِّرين. انظرْ إلى وعده ثم انظرْ كيف بلغت دعوة الصليب ذُرَى كمالها، وقُطعتِ الأطماعُ عن زوالها، وترون أن خيامها كيف رسَتْ بحبالها، واستُحكمَ مَريرُ إقبالها،ودخل في دينهم أفواج من المسلمين، ومُلئت ديارنا من المرتدّين. وأيّ شيء أشّد مضاضة من هذا على المؤمنين الغيورين؟ وقد كذبوا وما نفعتهم الذكرى وما كانوا منتهبين. وكنا نرجوا أن نُدخل النصارى في أجيالنا والآن يُخلَس من رأس مالنا، ويُطمَع في إضلالنا. وقد فرّقوا الأبناء من الآباء، والأصادق من الأصدقاء، والأمهات من الأولاد، والعجائز من فِلَذِ الأكباد.فانظروا..ألم يأنِ للإسلام
الغريب أن يُنصَر بكسر الصليب؟ ( يقول المسيح : قد سبق مِنّا البيان في تأويل كسر الصليب، فليرجع إليه القارئ، وليعلم أن المعنى المشهور في العلماء من الأكاذيب. )
يقول الامام المهدي : أما حان أن تظهر مواعيد الحضرة الأحدية، وقد دِيسَ الدين تحت أقدام النصرانية؟ وفكروا.. ألم تقتضِ مصلحةُ حفظ الدين والملّة أن يبعث الله مجدِّدًا على رأس هذه المائة بالآيات والأدلة ليكسر ما بنى أهل الصلبان، ويُظهِر الدينَ على سائر الملل والأديان؟
أيها الإخوان.. قُوموا فرادى فرادى، ثم فكِّروا نَصَفةً ولا تكونوا كمن عادى. أيُفتي قلبكم أن تبلغ المصائب إلى هذه الحالات، وتضيق الأرضي على المسلمين والمسلمات، وتكثر الفتن حتى ترتعد منها القلوب، وتزداد الكروب.. ثم مع ذلك لا تنزل نصرة الله من السماء، ولا يتمّ الوعد الحق مِن حضرة الكبرياء، وتمضي رأس المائة كجَهامٍ، ولا يُرى فيه وجهُ مجدِّد وإمام، ولا تغلي مِرْجَل غيرةِ علامٍ مع تَوالي الفتن وإحاطتِها كغمام؟ أهذا أمر تقبَله الفراسة الإيمانية، أو تشهد عليه الصحف الربّانية؟ أليس هذا وقت فتنة وبلاءٍ، وساعة حكم وقضاء، وفصل وإمضاء، وزمان إزالةِ التهم وإبراءٍ؟ أو هذه ثُلْمةٌ ما أراد الله أن يسدّ، وقضاء ما شاء الرحمن أن يردّ؟ كلا.. بل سبقتْ من الله من قبل بشارةٌ عند هذه الآفات، وملئت الكتب من التبشيرات، فمن الغباوة أن تُنسى البشارات، ولا يُرَى الآثار والأمارات. أليس حقَّا أن غلبة الصليب وشيوع هذا الدين القبيح مِن أول علامات ظهور المسيح؟ وعليها اتفق أهل السُنّة بالإقرار الصريح، ولم يبق فرد منهم مخالفا لهذا الحديث الصحيح. ولا يقبل عقل سليم وطبع مستقيم أن تظهر العلامات بهذه الشوكة والشأن، وتبلغ إلى حدّ الكمال طرقُ الدجل والافتنان، وتنقضي على شدتها برهة من الزمان، ثم لا يظهر المسيح الموعود إلى هذا الأوان. مع أن ظهوره على رأس المائة من المسلمات، وقد مضت المائة قريبا من خُمسها وانتهى الأمر إلى الغايات . ( يقول المهدي في الحاشية : لا يخفى أن المجدد لا يأتي إلا لإصلاح المفاسد الموجودة، ولا يتوجّه إلا إلى قلع ما كبر من السيئات الشائعة. ومن المعلوم أن الفساد العظيم في هذا الزمان هو فتنة أهل الصلبان، وهو الذي أهلكَ كثيرا من أهل البراري والبلدان، فوجب أن يأتي المجدد على رأس هذه المائة لهذا الإصلاح، ويكسر الصليب ويقتل خنازير الطلاح. ومن يكسر الصليب فهو المسيح الموعود، ففَكِّرْ أيّها الزكيّ المسعود. )
يقول المسيح الموعود : وحان أن يرحم الله الضعفاء ويجبُر ضيق أمورهم، ويُخرجهم من قبورهم. وقد تعنَّى المنتظرون لأجل المسيح النازل، ودِيسوا تحت النوازل وارمدّتْ عيون المنتظرين.
وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة والوجه الاول من سورة الكهف ومن الوجه الثاني .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَـٰبَ وَلَمۡ یَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَاۜ ۝ قَیِّمࣰا لِّیُنذِرَ بَأۡسࣰا شَدِیدࣰا مِّن لَّدُنۡهُ وَیُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱلَّذِینَ یَعۡمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرًا حَسَنࣰا ۝ مَّـٰكِثِینَ فِیهِ أَبَدࣰا ۝ وَیُنذِرَ ٱلَّذِینَ قَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدࣰا ۝ مَّا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمࣲ وَلَا لِـَٔابَاۤىِٕهِمۡۚ كَبُرَتۡ كَلِمَةࣰ تَخۡرُجُ مِنۡ أَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡۚ إِن یَقُولُونَ إِلَّا كَذِبࣰا ۝ فَلَعَلَّكَ بَـٰخِعࣱ نَّفۡسَكَ عَلَىٰۤ ءَاثَـٰرِهِمۡ إِن لَّمۡ یُؤۡمِنُوا۟ بِهَـٰذَا ٱلۡحَدِیثِ أَسَفًا ۝ إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِینَةࣰ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَیُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰا ۝ وَإِنَّا لَجَـٰعِلُونَ مَا عَلَیۡهَا صَعِیدࣰا جُرُزًا ۝ أَمۡ حَسِبۡتَ أَنَّ أَصۡحَـٰبَ ٱلۡكَهۡفِ وَٱلرَّقِیمِ كَانُوا۟ مِنۡ ءَایَـٰتِنَا عَجَبًا ۝ إِذۡ أَوَى ٱلۡفِتۡیَةُ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ فَقَالُوا۟ رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةࣰ وَهَیِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدࣰا ۝ فَضَرَبۡنَا عَلَىٰۤ ءَاذَانِهِمۡ فِی ٱلۡكَهۡفِ سِنِینَ عَدَدࣰا ۝ ثُمَّ بَعَثۡنَـٰهُمۡ لِنَعۡلَمَ أَیُّ ٱلۡحِزۡبَیۡنِ أَحۡصَىٰ لِمَا لَبِثُوۤا۟ أَمَدࣰا)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة واتم الوجه الثاني من سورة الكهف ومن الوجه الثالث .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(نَّحۡنُ نَقُصُّ عَلَیۡكَ نَبَأَهُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّهُمۡ فِتۡیَةٌ ءَامَنُوا۟ بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنَـٰهُمۡ هُدࣰى ۝ وَرَبَطۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ إِذۡ قَامُوا۟ فَقَالُوا۟ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ لَن نَّدۡعُوَا۟ مِن دُونِهِۦۤ إِلَـٰهࣰاۖ لَّقَدۡ قُلۡنَاۤ إِذࣰا شَطَطًا ۝ هَـٰۤؤُلَاۤءِ قَوۡمُنَا ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِهِۦۤ ءَالِهَةࣰۖ لَّوۡلَا یَأۡتُونَ عَلَیۡهِم بِسُلۡطَـٰنِۭ بَیِّنࣲۖ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبࣰا ۝ وَإِذِ ٱعۡتَزَلۡتُمُوهُمۡ وَمَا یَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ فَأۡوُۥۤا۟ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ یَنشُرۡ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَیُهَیِّئۡ لَكُم مِّنۡ أَمۡرِكُم مِّرۡفَقࣰا)
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق