الاثنين، 9 أغسطس 2021

درس القرآن و تفسير الوجه الخامس من الرعد .

 

 

درس القرآن و تفسير الوجه الخامس من الرعد .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء إبراهيم :

 

 

 شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ أحكام النون الساكنة و التنوين , ثم قام بقراءة الوجه الخامس من أوجه سورة الرعد ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، و أنهى نبي الله الحبيب الجلسة بأن صحح لنا تلاوتنا .

بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الرابع من أوجه سورة الرعد ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :

من أحكام النون الساكنة و التنوين :

الإظهار : أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين الحروف من أوائل الكلمات (إن غاب عني حبيبي همّني خبره) , و حروف الإظهار تجعل النون الساكنة أو التنوين تُظهر كما هي .

الإقلاب : إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء يُقلب التنوين أو النون ميماً . ثم يكون إخفائا شفويا . مثال : من بعد .

و بعد أحمد قال الأحكام مروان ثم رفيدة ثم أرسلان .
__

○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة آية الكرسي ، و صحح له قراءته .

__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

{الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} :

رينا هنا بيصف المؤمنين الذين أتبعوا إيمانهم بالعمل الصالح ، و بيبين جزاءهم و ثوابهم و مصيرهم الجميل ، لأن حقيقة كل أمر هو إيه؟ المصير بتاعه ، حقيقة أي شيء؟ الخاتمة بتاعته ، و حقيقة أي أمر؟ المصير بتاعه ، مصير المؤمنين بقى اللي عملوا الصالحات إيه؟ طوبى ، طوبى ، طوبى دي كلمة عظيمة جداً ، وردت في القرآن مرة واحدة بس ، في الموضع ده ، نقدر نقول إنها مصدر كل الخيرات ، الكلمة دي ، ربنا عبر عن مصدر الخيرات و مصدر النعيم و مصدر الجزاء الحسن بكلمة طوبى ، طوبى ، تمام؟ ، و أُشتق منها كلمات : طيبات ، طيب ، طيبون ، فالإشتقاقات دي ظهرت في القرآن كم مرة؟ عشرين مرة ، من كلمة طوبى : طيبات ، طيب ، الطيب ، الحاجة الطيبة هي الحاجة الحسنة و هي عكس الخبيث ، عياذاً بالله ، إذاً طوبى هو مصدر الخير ، ربنا عبر عن مصدر الخير بطوبى ، و الرسول ﷺ عبر عن كلمة طوبى عشان يقربها للأفهام ، أنها شجرة في الجنة ، يسير الراكب في ظلها ٥٠٠ عام ، لا يقطعها ، و في راوية ١٠٠ عام لا يقطعها ، مش مهم السنين ، المهم إن ده لفظ مجازي يُظهر إن (طوبى) دي هي أصل الخير ، كلمة ، كلمة ربنا عبر بها عن أصل الخير ، أصل الخير في الجنة ، و إحنا عارفين طبعاً إن خير الجنة بيفيض على المؤمنين في الدنيا ، عَرَفَها لهم ، مش ربنا قال عن الجنة (عَرَّفَها لهم) فلازم المؤمن عشان يخش/يدخل الجنة ، لازم يعرفها في الدنيا قبل الآخرة ، لازم تيجيله/تأتيه فيوض من نسائمها ، لازم تيجيله فيوض من (طوبى) ، لازم (طوبى) تِصَبّح عليه في الدنيا ، عشان لما تِصَبح عليه في الدنيا هيلاقيها في الآخرة ، هيلاقيها في الجنة ، إذاً (طوبى) هو مصدر الخير ، و لم تَرد في القرآن إلا في هذا الموضع ، عرفتوا يعني إيه (طوبى)؟؟ طوبى ، و نسمع عن كلمة تطويبات ، التطويبات يعني إيه؟ الخيرات أو التبريكات ، (طوبى) و وردت الكلمة دي في الكتاب المقدس ، طوبى تطويبات ، كما وردت في القرآن في إيه؟ في هذا الموضع من سورة الرعد ، (الذين آمنوا و عملوا الصالحات طوبى لهم و حسن مآب) (حُسن) حُسن يعني إيه؟ جمال ، و كمان حسن من إيه؟ من الإحسان ، إذاً مين اللي هيخش/هيدخل بقى إيه ، يلاقي طوبى و يِعَدِي معها في الجنات المتعاقبة؟؟ المُحسن ، صح كده؟ و الإحسان عرفنا إنه له أنواع كثيرة متعددة ، صح؟ ، (مآب) اللي هو إيه؟ مرجع ، مصير يعني ، (مآب) يعني هو المصير ، حسن مصير (حسن مآب) ، رجوع ، و ليه ربنا عبر عنه بالرجوع أو بالأوبة؟ لأن إحنا أصلاً من ذلك العالم ، إحنا أصلاً إيه؟؟ من عند ربنا سبحانه و تعالى ، صح كده؟ فإحنا راجعينله تاني ، (مآب) رجوعنا تاني لله ، مِنَّا و العياذ بالله ، من العالم و العياذ بالله إيه؟ يدخل جهنم ، و منهم من يدخل الجنة خالداً مُخلداً فيها ، خلود لا ينتهي ، مش إحنا عارفين كده ، و منهم اللي هيفنى ، على حسب مشيئة ربنا سبحانه و تعالى ، لكن ربنا عبر عن المصير بالمآب ، أي الرجوع ، الأوبة ، كأننا من ذلك العالم ، من عالم السماء .
____

{كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} :

(كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم) ربنا هنا بيصف حال الرسول ، رسول الإسلام محمد ﷺ ، (كذلك أرسلناك في أمة) أمة إيه؟ هم أهل مكة و أهل الكتاب اللي كانوا موجودين وقتها ، في المنطقة دي ، (كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم) في أمم قبلها خلت و انتهت و قابلت مصيرها ، (قد خلت من قبلها أمم) إيه؟ (لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك) وظيفتك إيه ، تتلو ، تتلو ، تقرأ عليهم الوحي اللي إحنا نُعطيه لك و الحكمة اللي بيديهالك/نعطيها لك و بالتالي تزكيهم ، لمن طلب التزكية و أتى إليك خاشعاً خاضعاً متواضعاً ، (كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك و هم يكفرون بالرحمن) يكفرون بصفة الرحمن ، اللي هو إيه؟؟ الرحيم بكل عباده ، يعني رحمن يفيض صفة الرحمة على كل المخلوقات ، سواء أكانت مؤمنة أم كافرة ، فهنا إيه ، وصف عظيم جداً لله ، إن هو رحمن أي أن رحماته تتنزل على كل الموجودات ، الرسول نبي الرحمة ، لذلك سُمي نبي الرحمة ، أُرسِل لكي يُعَرِفنا على هذا الإله ، الرحمن ، طبعاً إحنا عارفين إن (الرحيم) إله الرحمات برضو بس للمؤمنين بس ، الرحيم هو فيض للمؤمنين فقط كما قال الإمام المهدي ﷺ ، لكن الرحمن هو فيض رحمة لكل الموجودات ، مش إحنا عارفين كده؟ طيب ، (و هم يكفرون بالرحمن) مين اللي بيكفروا بالرحمن؟ أهل مكة الوثنيين و كذلك وقتها أهل الكتاب ميعرفوش مين الرحمن ، ميعرفوش الرحمة ، لأنهم مثلثين كفرة مشركين ، كذلك اليهود حرفوا صفات الله عز و جل و حرفوا في تعاليم الأنبياء ، فمنعوا الرحمة عن أهلهم و عن أقوامهم و عن شعوبهم ، اللي يُحرف كلام الله ، يمنع الرحمة من الله عنهم بما كسبت أيديهم طبعاً ، (قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت و إليه متاب) عَرّفهم هنا ، رينا بيقول له : يا محمد عَرّفهم بي ، عرفهم بالإله الحق ، الرحمن ده ، (قل هو ربي) ربي ،  (لا إله إلا هو) توحيد هنا بقى ، لا إله إلا هو ، كلمة التوحيد ، (عليه توكلت) يعني كل شيء عندي وَكلته لله ، يعني أسلمته لله ، سَلمت نفسي لله ، سلمت حالي لله ، سلمت مصيري و مآبي و مآلي لله و بالتالي أنا تائب ، (و إليه متاب) زي ما هو إليه مآب هو أيضاً إليه متاب ، (متاب) يكون في الدنيا ، و (المآب) يكون في الآخرة ، صح كده؟ ، (عليه توكلت و إليه متاب) و مين أول التائبين؟؟ الرسول محمد ﷺ ، و مين أول التائبين في كل زمان؟؟ نبي الزمان ، أي نبي زمان هو أول التائبين ، و صفة التوبة و التائب ، إسم فاعل ، أول صفة بيتصف بها نبي الزمان ، إنه تائب ، يتوب لله عز و جل ، و ثم يتوب من تَبِعَه ، ثم  يتوب من تَبِعَهُ لله عز و جل ، تمام كده؟ .
___

{وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} :

(و لو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعاً أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً و لا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة) الآية دي و إكمالها تصف نفسية مين؟ الكفار و المؤمنين ، يعني ربنا بيوصف لنا نفسية الكافر في بداية الآية و نفسية المؤمن ، يعني رغبات الكافر و رغبات المؤمن ، إزاي بقى؟؟ ربنا بيقولك إن الكافر ده دايماً بيميل للآيات المادية و بيحب يبقى يشوف فقرات ترفيهية ، يعني آيات مادية ، ليه؟ لأن هم فِهمهم سقيم ، بيقيسوا كل حاجة بالمادة ، بالقيمة الفيزيائية ، ميفهموش يعني إيه روح و روحانيات و نفس مَرضِيَّة ، ميعرفوش النفس المرضية ، فربنا بيوصف حالهم هنا و جدالهم و نفسيتهم و بيقول إيه ، كأن الكفار بيقولوا إيه : (و لو أن قرآناً سيرت به الجبال) يعني يا ريت القرآن اللي جاي به يا محمد بتسَيَّر به الجبال ، بتنقل به جبل من مكان لمكان ، (أو قطعت به الأرض) تخلينا/تجعلنا نطير من مكان لمكان على بِساط الريح ، بسرعة يعني ، (أو كلم به الموتى) بتخلينا نكلم الأموات ، زي كده السحرة لما بيجيبوا كده بلورة و بيقولوا لك إيه : هنكلم الروح الفلانية أو الميت الفلاني هجيبهولك ، طبعاً شوية دجالين ، طبعاً ده دجل ، و شغل سحرة مجرمين ، بس هم بيفكروا كده الكفار : القرآن بتاعك ده هنستفيد منه إيه؟؟ عارف يا محمد لو كان القرآن بينقل الجبل من مكان لمكان أو بيخلينا نسافر بسرعة من مكان لمكان ، مثلاً نسافر من مكة لفلسطين في ثانية ، أو نكلم به آباءنا اللي ماتوا ، كان بقى ، كان له فايدة ، كنا هننظر له بعين الإحترام ، الكفرة بيقولوا كده ، يبقى ربنا هنا بيعبر عن الكفرة ، نفسيتهم إيه إتجاه القرآن ، (و لو أم قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) ربنا بيرد عليهم هنا و بيقول لهم إيه : (بل لله الأمر جميعاً) يعني ربنا مسيطر على كل حاجة ، ربنا مسيطر على كل حاجة ، كل شيء ، (أفلم ييأس الذين آمنوا) هنا بقى بيوصف وجدان المؤمنين إنهم نِفسُهُم العالم كله يبقى مؤمن زيهم و بيوصلوا لمرحلة اليأس إنهم يهدوا/يقومون بهداية الناس جميعاً لله ، يهدوا قلوبهم طبعاً يعني ، ممهدات الطريق لكل أحد ، الأنبياء و المؤمنين بيهدوا هداية الطريق ، لكن هداية القلب دي بإيد مين؟ بيد الله وفق إيه؟ وفق تصرف الكافر لو آمن أو إختار الإيمان ، لأن الإنسان مُخَير و بإختياره يكون فيما يليه مُسير ، مش إحنا عارفين كده؟ ، يبقى ربنا بيصف حال المؤمنين بقى (أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً) يعني ما أجي كده و أقول لكم عن نفسية المؤمنين ، اللي هي إيه؟ بيوصلوا مرحلة يأس من إن الناس كلها تؤمن ، طبعاً الناس عمرها ما تؤمن كلها ، لأن ربنا ذَمَّ الكثرة في القرآن و قال إن أكثر الناس ليسوا بمؤمنين ، (أفلم ييأس الذين آمنوا) يعني ماشوفتوش المؤمنين اللي هم يئسوا من الكفار إنهم يؤمنوا ، (أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً) ، (و لا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريباً من دارهم) بشؤم معصيتهم و بشؤم كفرهم ، إذاً الذنب و المعصية له شؤم و نحس يحل على الكفار و العصاة ، عليهم أو قريب منهم ، و القارعة اللي هي إيه : الإرتياع القوي ، قارعة : قاف قوة ، رعة أي إرتياع ، خوف ، خوف قوي ، هي دي القارعة ، (أو تحل قريباً من دارهم) تحيط بأقاربهم يعني ، هم أو أقاربهم ، (حتى يأتي وعد الله) يعني كده كده شؤم المعصية ده نازل عليهم لغاية ما ييجي وعد ربنا بالساعة الكبرى أو الساعة الصغرى أو بساعة كل قوم ، نهاية كل قوم ، لأن نهاية القوم تُسمى ساعة ، و ساعة قريش كانت كم؟؟ عام ٨ هجرية ، فتح مكة ، هي دي كانت ساعة قريش ، عارفين كده طبعاً؟ ، (إن الله لا يخلف الميعاد) ربنا مواعيده ثابتة ، قدرية مُبرمة ، في مواعيد كده ، ساعات ، ربنا حاططها في الكون ، ساعات اللي هي شمعات فيصلة على الطريق معنونة ، ساعات مؤقتة ، موقتة بزمان معين و محدد ، ربنا بيقول إيه (إنما نعد لهم عداً) ربنا بِيَعُد ، بِيَعُد مقدار معين ، ثابت عنده ، هو أعلم به ، ساعتها بقى بعد ما ينتهي العد ده ، يفور التنور ، تبدأ ساعة الصفر ، مش إحنا قلنا الكلام ده قبل كده .
____

{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} :

بعد كده ربنا بيعزي النبي ﷺ و بياخذ بخاطره ، بيجبر بخاطره ، (و لقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم) يعني مش هم بس اللي بيستهزؤا بك ، لا ، قبل كده الأنبياء كلهم تم الإستهزاء بهم ، فماتزعلش ، ماتاخدش على خاطرك ، ربنا هنا بيجبر بخاطر النبي ، (و لقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا) يعني صِبرت عليهم ، و أعطيتهم فرصة ، (أمليت) يعني أعطيتهم فرصة ، و كذلك (أمليت) ملأت لهم العد بتاعهم ، ملأتلهم الميزان بتاعهم بالذنوب ، بذنوبهم طبعاً ، فأمليت لهم يعني أعطيتهم مُهلة للتوبة ، كذلك أمليت لهم أي جمعت كل معاصيهم و كفرهم و عدّيته/قمتُ بِعَده ، ليه؟ ، (فأمليت الذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب) إيه رأيك في عقابي؟؟ اللي إنتو شوفتوه على الكفار في الدنيا في الأمم السابقة ، طبعا و هذا يستلزم قراءة التاريخ لاننا مامورون بقراءة التاريخ قراءة صحيحة لاخذ العظة و العبرة  ، (فكيف كان عقاب) و السؤال هنا في إشارات إيه ، خووف ، يعني بعث للخوف في قلوب المستمعين ، (فكيف كان عقاب) إيه رأيك في العقاب اللي انا عاقبتهم به في الدنيا؟؟ يعني خلي بالكم ، يعني إلتزموا و اتقوا الله و ارجعوا إليه ، و أطيعوا الله و الرسول و أولي الأمر منكم يعني أصحاب العلم الإلهي ، أصحاب العرفان الإلهي اللي هم الأولياء و الأتقياء و أصحاب مقام النبوة ، هم هؤلاء أولي الأمر ، مش الحُكام ، هذا هو التفسير الصحيح .
____

{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} :

(أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت) ربنا بيصف نفسه هنا ، بيقول : أنا قائم على كل نفس بما كسبت ، يعني أنا عارف كل نفس بتعمل إيه و مابتعملش إيه ، عارف خفايا النفس ، عارف كل ورقة من أي شجرة سقطت إمتى و سقطت فين ، ربنا عليم حكيم دقيق ، (بما كسبت) اللي هي عَمَلَت ، فَعَلَت يعني ، أو وضعت في ميزانها إما بِشَرٍ أو بخير ، (و جعلوا لله شركاء قل سموهم) يعني ربنا هو أعلم بهم و مع ذلك يتخذوا شركاء معه ، يتخذوا شركاء معه ، مع الله عز و جل ، ربنا هنا بقى بيقول للكفار إيه (قل سموهم) يعني انطقوا أسماءهم لو تقدروا يوم القيامة ، انطقوا أسماءهم لو تقدروا يوم القيامة ، (قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول) يعني إنتو هتقولوا لربنا الحاجات اللي مش عارفها يعني في الأرض ، (أم بظاهر من القول) يعني هتكذبوا على ربنا ، إنتو تجرؤا إن إنتو تقولوا إن ربنا مايعرفش حاجة أو في حاجات مايعرفهاش؟؟ ربنا بيستنكر ، بيسأل سؤال استنكاري ، (أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول) يعني بتقولوا حاجات ظاهرة تكذبوا عليه و على أساس إن هو مايعرفش خفاياكم و خباياكم و بواطنكم ، ده المعنى ، بيبكّت الكفار في الدنيا و الآخرة ، (أم تنبئونه) تنبئون الله عز و جل (بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول) ، (بل زين للذين كفروا مكرهم) زين للذين كفروا مكرهم في الدنيا ، الشيطان هو الذي زين لهم هذا المكر ، (و صَدوا عن السبيل) دي قراءة صحيحة ، و كذلك (وصُدوا عن السبيل) أيضاً قراءة صحيحة ، صَدوا أي صدوا المؤمنين ، حاولوا يصدوا المؤمنين أو يصدوا الناس عن الإيمان ، و كذلك (و صُدوا عن السبيل) أي بما كسبت أيديهم و بما كسبت ألسنتهم و نفوسهم و قلوبهم ،  فتم الصد عن سبيل الله بهذه الأفعال ، بشؤم تلك المعاصي ، (و من يضلل الله فما له من هاد) اللي ربنا بيضله نتيجة إختياره طبعاً (فما له من هاد) مش هتقدر تهديه يا مؤمن أو يا نبي فبتالي إيه ، ماتيأسش ، ماتحسش باليأس (أفلم ييأس الذين أمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً) فهنا ده عزاء و تسلية للمؤمنين و الأنبياء ، ماتزعلش ، مصير الكفار نتيجة إختيارهم هم ، هم اخذوا فرصتهم و ربنا لا يظلم أحداً (و ما ربك بظلام للعبيد) (و لا يظلم ربك أحداً) تمام كده ، دي قاعدة معروفة .
__

{لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ} :

(لهم عذاب في الحياة الدنيا و لعذاب الآخرة أشق) الكفار بيتعذبوا بأعمالهم في الدنيا ، دايماً كده ، بتلاقيهم في عذاب أليم في الدنيا ، عذاب نفسي أليم ، (و لعذاب الآخرة أشق) عذاب الآخرة أشد ، أشق يعني أكثر مشقة ، أكثر مشقة و عذاباً ، (و ما لهم من الله من واق) محدش يقدر يمنع عذابهم من الله ، يعني محدش يقدر يوقف أمام ربنا و يتحداه فيمنع العذاب عن الكفار ، أبداً ، محدش يقدر يَقِيِهم من الله عز و جل ، فلذلك يجب إن إحنا نتحلى بإيه؟؟ بالتقوى ، أي نجعل بيننا و بين عذاب الله وقاية ، صح؟ يبقى إيه هو اللي بيقينا من عذاب الله؟؟ التقوى ، هي دي الحاجة الوحيدة اللي تعملك وقاية من عذاب الله ، طبعاً بالإضافة لرحمة الله عز و جل ، و إستدرار رحمته سبحانه و تعالى .

• و أثناء تصحيح نبي الله الحبيب يوسف الثاني ﷺ لتلاوتنا ، قال لنا :

  - كمان (أفلم ييأس الذين آمنوا) في قراءة أخرى معناها أو صحيحة : (أفلم يَتَبَيَّن الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً) ، كذلك (أفلم ييأس) كذلك (أفلم يتبين) دي قراءة صحيحة أخرى .
  - كذلك لما نقول إن كفار قريش الوثنيين ميعرفوش الرحمن ، دي عارفينها لأنهم كفار أصلاً وثنيين ، طيب ، اليهود و النصارى مايعرفوش الرحمن إزاي؟؟ لأن النصارى المجرمين بيقولوا إيه؟ إن الإنسان بيرث الخطيئة ، حتى لو هو مولود طفل كده صغنن ، هو يبقى عليه خطيئة برضو ، يبقى حد يقول كده؟!!! ده ظلم ، ظلم لله عز و جل ، و إتهام لله بالظلم ، هيحمل طفل صغير مولود خطيئة!!! هااه!! يبقى هو إيه مُخطئ من صُغره الطفل ده ، يبقى ربنا عندهم مش رحمن و لا حاجة ، مابيرحمش حد ، كذلك اليهود بيقولوا : إحنا شعب الله المختار و كل الشعوب التانية دي ماتستحقش رحمة ربنا ، فعقيدتهم كده ، فهؤلاء مايعرفوش الرحمن ، إذاً هم هؤلاء ماعرفوش الرحمن من خلال التحريف في صفات الله عز و جل و إتهام الله بالكذب و إتهام الله إتهامات كاذبة ، إن هو إيه؟؟ غير رحيم ، و كذلك الوثنيين كفار قريش مايعرفوش الرحمن ، لأن هم أصلاً وثنيين ، لم يعرفوا التوحيد ، فهمتوا يعني إيه بقى إن دول/هؤلاء مايعرفوش الرحمن سواء أكانوا وثنيين أو أهل الكتاب ، لأن النبي أُرسل لهم جميعاً ، أُرسل للوثنيين و أُرسل لأهل للكتاب ، صح كده؟؟ لأن الشعوب ساعتها أو المنطقة ساعتها كانت منطقة مختلطة ما بينهما الإتنين ، رينا أرسله للإتنين ، و بالتالي العالم كله .
___

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
___

يقول الإمام المهدي الحبيب ﷺ في كتابه المبارك (كرامات الصادقين) الصفحة ٤٩ :
"و في لفظ الحمد لله تعليم للمسلمين أنهم إذا سُئلوا و قيل لهم من إلهكم .. فوجب على المسلم أن يُجيبه  أن إلهي الذي له الحمد كله ، و ما من نوع كمال و قدرة إلا و له ثابت ، فلا تكن من الناسين . و لو لاحظ المشركين حظُّ الإيمان ، و أصابهم طل من العرفان ، لما طاح بهم ظن السوء بالذي هو قيوم العالمين ."
🌹💙

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق