درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من الحجر .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ أحكام الميم الساكنة , ثم قام بقراءة الوجه الثاني من أوجه سورة الحجر ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، و أنهى نبي الله الحبيب الجلسة بأن صحح لنا تلاوتنا .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثاني من أوجه سورة الحجر ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :
أحكام الميم الساكنة :
إدغام متماثلين صغير و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة ميم أخرى فتدغم الميم الأولى في الثانية و تنطق ميماً واحدة .
و الإخفاء الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف الباء و الحُكم يقع على الميم أي الاخفاء يكون على الميم .
و الإظهار الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة جميع الحروف إلا الميم و الباء ، و الإظهار طبعاً سكون على الميم نفسها يعني الحُكم يقع على الميم .
و بعد أحمد قال الأحكام مروان ثم رفيدة ثم أرسلان .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة سورة الإخلاص ، و صحح له قراءته .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
هذا الوجه العظيم فيه تفاصيل كثيرة ، يقول تعالى :
{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ} :
(و لقد جعلنا في السماء بروجاً و زيناها للناظرين) البروج اللي هي إيه؟ الأبراج النجمية اللي بنراها في سماء أرضنا أو في سماء الكون أو في سماء العالم الذي نحيا فيه الآن ، الأبراج النجمية دي لها تأثيرات على الأرض و في الكون بأمر الله عز و جل ، و هو بأمر الله و بميزان الله عز و جل و بقدر الله و بمكتوب الله عز و جل ، تمام؟ طيب ، الله سبحانه و تعالى جعل في الكواكب و النجوم تأثيرات مادية على الأرض و كذلك تأثيرات روحية ، هو يعلمها سبحانه ، و يستخدم هذه التأثيرات في تسيير الأقدار و في محو الأقدار ، سبحانه و تعالى يستخدمها ، هي أداة من أدواته سبحانه ، في إنفاذ القدر أو في محو القدر ، لأن القدر كالإنسان ، يعني إرادة القدر هي كإرادة الإنسان ، هكذا جعلها الله عز و جل ، و إذا إنقدح في ضمير القدر شيء ، يكون هو عبارة عن إيه؟ إنعكاس و رد فعل لإرادة الإنسان القلبية ، و كذلك إذا إجترح الإنسان بجارحته عملاً ، كذلك فعل القدر ، و إن تاب الإنسان تاب القدر ، و إن تكلم الإنسان تكلم القدر ، هكذا ، لذلك جعل الله سبحانه و تعالى الإنسان له إرادة حرة كاملة ، إرادة حرة كاملة ، و إثبات هذا الأمر هو إيه؟ عظمة لله عز و جل ، هو إيه؟ هو تنزيه لله عز و جل عن العبث ، لأن الله لا يعبث ، كم من المنحرفين على مدار تاريخ الإسلام ، من قالوا أن الأعمال مكتوبة و الناس مسيرون و ليسوا مخيرين ، فهذا أشبه بإيه؟ بمسرحية ، الناس بتمثل أدوار مكتوبة ، ليس لهم أي قرار أو أي إرادة فيها ، و المخرج هو الله ، و هذا عبث ، وصف الله في هذا الأمر هو إيه؟ هو عبث ، و فيه نِسبَة النقص لله عز و جل ، و لكن نفي هذا الأمر هو تنزيه لله عز و جل ، يعني إثبات أن الإنسان مُخير تخيير تام ، هذا فيه تنزيه لله عز و جل عن هذا العبث ، تمام؟ ، اللي هو إن الأمر إيه ، الإنسان مالوش يد فيه ، وإن ده عبارة عن مسرحية و لها مخرج ، طيب و فايدة إيه الدنيا و الإختبار إيه و بعث الرسل إيه؟ مالهاش فايدة بقى ، يبقى الناس بتأدي أداء و خلاص كده في ساقية كالثور يدور في الساقية ، من غير ما يكون لها إرادة؟؟ لا ، هذا فهم خاطيء لفلسفة القدر ، و هذا الفهم الخاطيء يَنسُب النقص لله عز و جل ، و نفي هذا الأمر يُثبت التنزيه لله عز و جل ، تمام ، و ما نقوله هو موافق للقرآن الكريم ، قال تعالى (و هديناه النجدين) و قال تعالى (يعلم السر و أخفى) و قال تعالى (فينظر كيف تعملون) إذا جمعت ما بين هذه الآيات ؛ فَهِمتَ القدر كما نَفهمه ، طيب ربنا هنا إيه؟ ذكر البروج و ذكر أمرها العظيم ، تمام ، و أنها أداة من أدوات إنفاذ الأقدار أو مسح الأقدار و توبتها جراء طبعاً إختيارات بشرية أو دعاء ، تمام ، طيب .
و من معان اسم الله التواب انه يتوب و يتراجع عن انفاذ بعض الاقدار كرد فعل لتوبة عبد او دعاء او الهام ارتئاه من انسان .
____
{وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ} :
(و حفظناها من كل شيطان رجيم) هنا سبحانه و تعالى يقصد التأثيرات ، التأثيرات الروحية لتلك الأجرام في العالم ، (و حفظناها من كل شيطان رجيم) شيطان رجيم هنا إيه؟ شيطان جني ، هنا المعنى : الشيطان الجني الذي لا يُرى بالعين الواقعية أو بالعين المجردة ، تمام؟ ، كذلك هناك معنى روحاني للبروج ، (و لقد جعلنا في السماء بروجاً) البروج هنا بقى ، النجوم دي ، هي إيه؟ الأنبياء و المرسلين و الأولياء و المحدثون ، هم نجوم ، تمام ، و هم نجوم السماء أي عالم الملكوت و الروح ، هم أركان السماء لأن النجوم أركان السماء ، فأركان الملكوت في عالمنا ، مين؟ الرسل و الأنبياء و المحدثين ، (و حفظناها من كل شيطان رجيم) يعني حفظنا الرسالات بتاعتنا ، المكاتيب اللي بنبعثها للبشر من الشياطين سواء أكانت الإنسية أو الجنية .
____
{إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ} :
(إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين) هنا دي لها كذا معنى ، (إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين) اللي هم الشياطين ، اللي بيكونوا مع السحرة و الكهنة ، دول/هؤلاء بيحاولوا يخلوا السحرة و الكهنة يفتنوا الناس ، و لكن الله سبحانه و تعالى لهم بالمرصاد ، يسلط عليهم الملائكة تحرقهم بالشهب ، هذا في عالم المثال ، في عالم الروح ، و في عالم المادة كذلك ، عندما يُبعث الرسل ، أي شيطان إنسي يحاول أن يُبطل رسالة من رسالات الأنبياء ، ربنا سبحانه و تعالى يحرق هذا الشيطان بالشهب أي بالأدلة و الحجج و البراهين ، و بصدق النبي و الرسول يُحرق ذلك الشيطان الإنسي ، يُحرق معنوياً و يُبطل ، تُبطل حجته بالصدق و بالوحي و بالبراهين و بالحجج ، ده المعنى المعنوي (إلا من إسترق السمع فأتبعه شهاب مبين) ، إذاً الشيطان الجني بالفعل يُحرق بالشهب من قبل الملائكة إن حاول أن يساعد الكهنة و السحرة في الأعمال السحرية بأمر الله عز و جل ، و كذلك الشياطين الإنسية إذا حاولت أن تُبطل رسالات الأنبياء ، ربنا سبحانه و تعالى يقف لهم بالمرصاد و يُهيئ الأسباب لكي تحرق أباطيلهم بالحجج و البينات ، لذلك شهاب و كلمة شهاب هي كلمة محمودة ، كلمة محمودة تعطي دلالة الإنتصار على الشياطين و إهلاك الشياطين ، سواء اكانت الإنسية أو الجنية .
____
{وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ} :
و ذكر سبحانه (و الأرض مددناها و ألقينا فيها رواسي و أنبتنا فيها من كل شيء موزون) ، (و الأرض مددناها) يعني جعلناها مهيئة للحياة ، بسطناها ، (و ألقينا فيها رواسي) اللي هي الجبال ، اللي بتحفظ طبقات الأرض زي الأوتاد كده ، الجبال وظيفتها زي الاوتاد ، يعني زي المسامير الطويلة تثبت طبقات الأرض ، (و أنبتنا فيها من كل شيء موزون) هنا ربنا سبحانه و تعالى أنبت النباتات ، مش النباتات بس ، و الكائنات الحية كلها ، كل الكائنات الحية أنبتت نباتاً ، أنبتت نباتاً في فترة من فترات تكاثرها أو تطورها ، و ربنا قال إيه (و أنبتنا فيها من كل شيء موزون) هنا ربنا ذكر التوازن البيئي ، التوازن البيئي ، طبعاً إحنا عارفين يعني إيه التوازن البيئي ، إن كل كائن ممكن يستفيد من الكائن التاني بشكل أو بآخر ، صح؟ و كذلك حركة السحب و الأبخرة و سيلان الأنهار و صبها في النهاية في البحار ، كل ده إيه؟ توازن بيئي ، صح؟ ، وجود القطب الشمالي و الجنوبي برضو بيعمل توازن بيئي ، اللي هو الإنسان بيحاول يخرقه دلوقتي من خلال الإنبعاثات الحرارية الشديدة من المصانع اللي بتذوب إيه؟ القطب الشمالي ، كل ده بيعمل إيه؟ عدم إتزان بيئي ، لأن الإنسان كده بإخلاله للإتزان البيئي أصبح مرض ، الإنسان في حد ذاته أصبح مرض بإخلاله في هذا التوازن البيئي ، و بالتالي أثر على مناخ الأرض ، و ما أصبحش هناك توازن ، صح؟ .
____
{وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ} :
(و جعلنا لكم فيها معايش) أي أرزاق ، أرزاق و أسباب العيش ، (و من لستم له برازقين) يعني إيه؟ خلقنا كائنات لستم مسؤلين عن رزقها بل نحن نرزقها من حيث لا تعلمون .
____
{وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} :
(و إن من شيء إلا عندنا خزائنه) يعني الخزائن كلها و الأرزاق مملوكة في يد الله عز و جل ، (و ما ننزله إلا بقدر معلوم) ربنا بيقدر الأرزاق و بينزلها تباعاً .
____
{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} :
(و أرسلنا الرياح لواقح) معروف دور الرياح في تلقيح الأشجار ، من خلال إيه؟ ذرات اللقاح اللي بتكون في الأشجار فتتناقلها الرياح ، فيحدث إيه؟ تلقيح للأشجار و الثمار ، دي آية من آيات الله ، (فأنزلنا من السماء ماء) ربنا إيه؟ بينزل الماء ليُنبت النباتات ، كذلك (فأنزلنا من السماء ماء) يعني وحياً ، (فأسقيناكموه) شربتوا مية/مياه حقيقية أو مياه روحية ، (و ما أنتم له بخازنين) لها كذا معنى ؛ (و ما أنتم له بخازنين) يعني مش هتمنعوا وحي ربنا ، كذلك (و ما أنتم له بخازنين) يعني المياه اللي بتنزل دي بتتسرب إلى الآبار الجوفية العميقة ، معظمها ، كذلك الأنهار ، مهما عملت سدود على الأنهار ، لازم في الآخر تصب في البحار ، (و ما أنتم له بخازنين) كذلك مهما شربت من مياه لازم تنزل في الجهاز البولي عشان صحة الإنسان ، فبالتالي إيه (و ما أنتم له بخازنين) فالمعاني كثيرة جداً ، خلي بالك .
____
{وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} :
(و إنا لنحن نحيي و نميت و نحن الوارثون) طبعاً الله سبحانه و تعالى هو الذي يُحيي ؛ الحياة المادية و الحياة الروحية ، و كذلك يُميت ؛ الموت المادي و الموت الروحي ، (و نحن الوارثون) ربنا هو اللي هيرث الدنيا و من عليها ، مرجعنا إليه ، هو المسيطر و المهيمن ، الجبار المتحكم .
____
{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} :
(و لقد علمنا المستقدمين منكم و لقد علمنا المستأخرين) أي إنسان هيتولد في الدنيا دي ، ربنا شافه قبل ما يتولد في الدنيا دي ، ربنا شافه قبل ما يتولد و ظهر في عالم المثال في الروح ، في الأزل ، ربنا أخذ منه الميثاق ، ميثاق التوحيد ،(و لقد علمنا المستقدمين منكم) الناس اللي قبلكم و طبعاً إنتم ، (و لقد علمنا المستأخرين) اللي هم جايين في المستقبل ، ربنا سبحانه و تعالى عارف كل واحد هيجي ، شافه يعني و عارفه .
____
{وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} :
(و إن ربك هو يحشرهم) يعني يوم الدينونة ، (إنه حكيم عليم) ربنا سبحانه و تعالى ملك الحكمة و ملك العلم ، (حكيم) أي عنده حكمة ، يُفيض بحكمته على عباده ، (عليم) هو مبدأ الفيض و مبدأ الوحي ، عنده علم الأشياء .
____.
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} :
(و لقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون) الإنسان ده كانت بدايته من إيه؟ القذف الحممي ، القذف الحممي ده في الأرض عمل الخلية الأولى للإنسان ، فكانت دي مرحلة من مراحل تطور الإنسان ، إنه كان إيه؟ خُلِق من التفاعلات و من القذف الحممي ، كانت سبب من أسباب تكون الخلية الأولى للإنسان ، اللي بعد كده
على مدى ستة مراحل تطور للإنسان اللي إحنا فيه دلوقتي أو الهيئة اللي إحنا فيها دلوقتي ، كذلك تكاثر الإنسان أو إنتشار عدده كان في ستة أطوار أيضاً أو في ستة أنواع ، طبعاً اللي عاوز يستزيد ، يرجع إلى مقالة (كشف السر) و مقالة (تعزيزاً لمقالة كشف السر) و هي بالوحي و الإلهام ، (و لقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون) كذلك من معاني صلصال الباطنية أي صلة ، أي زرعنا فيه صفة الإتصال بالله و بأقرانه ، صل صال ، كذلك صلصال أي أن الصلة تستقيم و تكتمل بصلي النفس و تزكية النفس ، صل صال ، عندما يُزكي الإنسان نفسه تجلو أو تنجلي مرآة نفسه فتكون إيه؟ صافية ، و تنعكس فيها الأنوار الإلهية ، فتكون الصلة شديدة ، (و لقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون) كذلك حمأ أي الإنسان فيه إيه؟ صفة الغضب ، و لكن أمره الله سبحانه و تعالى أن يُهذب و يُشذب من نفسه ، (مسنون) أي سُنة ، (و لقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون) أي سُنته في هذا الكون أن يكون فيه هذه الصفات ، أو فيه من هذه الصفات ، مسنون يعني سُنة ، طبيعة ، فيزيا ، كيميا ، قدره ، صفاته مسنونة ، أصبحت قوانين الكون ده طَبعت الصفات دي في الإنسان ده ، من ضمنها أنه صل صال و هو إيه؟ حمأ ، من حمأ .
____
{وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ} :
خلي بالك من الكلمة دي (و الجآن) هنا مد لازم كلمي مثقل ، و عارفين دايماً لما ربنا يجعل كلمة فيها مد كلمي مثقل واجب ، يبقى إيه؟ ربنا يُريد أن يُرسل إشارة ، ربنا بيقول هنا إيه؟ الجان موجود ، الجان لا تستطيع أن تنفيه ، لأنه من عقائد الإسلام و عقائد القرآن و من ثوابت القرآن ، ربنا حط هنا ، وضع المد اللازم الكلمي المثقل في كلمة الجان ، (و الجان خلقناه) ربنا خلق الجان ، ماتنكرش ده ، ماتأولش يعني بمزاجك ، لا ، (خلقناه من قبل) قبل الإنسان و ما زال موجود ، (من نار السموم) طبيعته إنه من نار ، و الإنسان من طين ، و الملائكة من نور ، خلاص؟ طيب ، (السموم) يعني دايماً كده طبيعة سُمِيِة ، مؤذين ، دايماً فيهم أذى ، و هم متطورين جداً مادياً عن البشر ، لكن دي كانت إرادة ربنا أن يسجد القوي للضعيف ، هي دي سُنته في الكون ده ، هو أراد كده سبحانه ، هو أراد كده ، له حكمة من ده ، بخلقه الجن قبلاً ، ثم البشر بعداً ، و أمره لكافة المخلوقات بما في ذلك الملائكة و الجن أن يسجدوا أي يطيعوا البشر أي الإنسان ، في ذلك أمر الله أن يسجد القوي للضعيف ، لما تلاقي الأب الحنون كده دايماً يِسَخَر الإخوات الكُبار لخدمة الإخوة الصِغار ، يبقى هو كده الأب ده وافق الفطرة ، و وافق الحكمة الإلهية ، و وافق الإرادة الإلهية ، لكم لما تلاقي البيت فيه الطفل الصُغَير مظلوم ، لا ، يبقى هو كده لم يوافق الحكمة الإلهية ، إذاً الحكمة الإلهية هي إيه؟ أن يسجد القوي للضعيف ، و لو سجد القوي للضعيف ؛ إنتهى الشر من العالم ، لأن أصل الشر إيه؟ الطمع و حُب السيطرة ، طيب لما القوي بقى يسجد للضعيف؟ هااا؟ هيبقى في شر؟؟؟ لا ، القوي ده هيتعِدل ، هيتزكى ، صح؟ ، و الضعيف هياخذ حقه ، صح كده ، طيب .
____
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} :
طبعاً هنا أمر للملائكة و لغيرهم من المخلوقات بالسجود لآدم ، يعني لأول مصطفى بشري ، أي لأول نبي بشري ، البشر موجودين من قبل آدم ، اللي هو أول نبي ، لكن ربنا قال إيه؟ (فإذا سويته) يعني جعلته يستوي و يصل للتسوية الروحية التي على أساسها يتلقى الوحي ، (و نفخت فيه من روحي) يعني أعطيته الوحي ، (فقعوا له ساجدين) في عالم المثال و عالم الواقع ، (فقعوا له ساجدين) يعني مُسَخَرين ، طائعين ، فليسجد القوي لهذا الضعيف .
____
{فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} :
(فسجد الملائكة كلهم أجمعون) الفاء هنا على طول للمباشرة و السرعة ، و الملائكة يعني الملائكة النورانين و كذلك الملائكة أي المكلفين الطائعين ، لأن الإنسان الطائع بنسميه ملاك ، ربنا بيتكلم عن يوسف في سورة يوسف إيه؟ (ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم) إذاً صفة الملاك ممكن تبقى على الملاك الحقيقي أو على الذي أخذ الصفة من الطائعين ، سواء أكانوا من البشر أو من الجن ، خلاص؟ ، دول/هؤلاء هم اللي هيسجدوا فعلاً ، إذاً اللي يسجد يبقى ملاك ، سواء أكان ملاك حقيقي أو ملاك بالصفة التي أفاضت عليه نتيجة لطاعته .
____
{إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ} :
(فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا) إلا مين؟ إبليس ، إبليس ده كان واحد من الجن ، زعيم من الزعماء يعني ، و إتكبر و عارف إن هو أقوى من آدم مادياً ، مارضاش يسجد ، كذلك كل إنسان ، كل بشر يمتنع عن طاعة الرسل فهو إبليس ، إذاً هذا لفظ خاص و أيضاً لفظ عام ، لفظ خاص على ذلك الجني الذي كان طائعاً و لكنه رفض أن يسجد للضعيف بأمر الله عز و جل ، و كذلك هو إسم عام لكل من حارب الأنبياء و امتنع عن السجود لهم و الإستخارة فيهم ، (إلا إبليس أبى) أي رفض ، من الإباء ، من الإباء يعني من التكبر و الأنفة و الكبرياء و الغرور ، أبى ، (إلا إبليس أبى) رفض و أبى أي من الإباء يعني أظهر الغرور و الكِبر ، (إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين) أي مع الطائعين .
• و أثناء تصحيح نبي الله الحبيب يوسف الثاني ﷺ لتلاوتنا ، قال لنا :
ربنا ليه قال (استرق) و ماقلش (سرق) ، حد يعرف؟؟ سرق يعني خلاص أخذها ، خذها و مشي ، لا ، (استرق) يعني حاول بجهد شديد أن يسرق و لكنه لم يستطيع ، حاول بأنه ينفذ إلى عوالم الغيب ، لكنه لم يستطيع ، لذلك عبر ربنا عن المحاولة الفاشلة دي بإيه؟ بالإستراق .
و معنى كلمتي حرام و حلال من خلال اصوات الكلمات :
حرام : حر آم . أي أمّ إلى الحر و العذاب من فيح النار . و رام الراحة في غير طاعة الله فاستحالت حرا و نكدا و ضيقا .
حلال : ح راحة آلت . و كذلك حل آل . أي إباحة آلت و هو الحلال .
___
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق