درس القرآن و تفسير الوجه الأخير من إبراهيم .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ من أحكام النون الساكنة و التنوين , ثم قام بقراءة الوجه السابع و الأخير من أوجه سورة إبراهيم ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، و أنهى نبي الله الحبيب الجلسة بأن صحح لنا تلاوتنا .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه السابع و الأخير من أوجه سورة إبراهيم ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :
- من أحكام النون الساكنة و التنوين :
الإظهار : أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين الحروف من أوائل الكلمات (إن غاب عني حبيبي همّني خبره) , و حروف الإظهار تجعل النون الساكنة أو التنوين تُظهر كما هي .
الإقلاب : إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء يُقلب التنوين أو النون ميماً . ثم يكون إخفائا شفويا . مثال : من بعد .
و بعد أحمد قال الأحكام مروان ثم رفيدة ثم أرسلان .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة سورة الناس ، و صحح له قراءته .
___
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
هذا الوجه العظيم في ختام سورة إبراهيم ، تتحدث عن عظيم العذاب الذي سوف يتعرض له الكفار و المرتدون و المنافقون .
{وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ} :
(و أنذر الناس) خطاب للنبي ﷺ و لكل نبي ، (و أنذر الناس) لأن النبي نذير و مُنذر ، (و أنذر الناس يوم يأتيهم العذاب) أي يوم القيامة ، القيامة الكبرى ، يوم الدينونة ، (فيقول الذين ظلموا) الذين ظلموا بكافة أشكالهم ، من العصاة و الكفار و المرتدين و المنافقين ، (و يقول الذين ظلموا) لأن الظلم إيه؟ مظلة أهل النار ، الظلم إيه؟ هو المظلة العامة لأهل النار بكفارهم ، بمردتيهم ، بمنافقيهم ، بمؤمنيهم ، بمسلميهم ، لأن من المسلمين من هو ظالم ، إذاً هذا الظلم العظيم هو المظلة العامة لمن يدخل في جهنم و العياذ بالله ، (و يقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك و نتبع الرسل) يعني إدينا ، أعطنا يعني فرصة و مهلة من الزمن و فسحة من الزمان ، (ربنا أخرنا إلى أجل قريب) فسحة قليلة ، (أجل قريب) فسحة تكون قريبة من يوم الدينونة تاني ، ماتبقاش بعيدة ، يعني أعطينا مهلة بسيطة ، ده معنى قريب (أجل قريب) أجل تأتيه إيه؟ يوم القيامة أو يوم الدينونة يأتي بعده سريعاً ، بيحاولوا ياخذوا فرصة تانية عشان إيه؟ لماذا؟ التبرير و العلة اللي بيسوقوها يوم القيامة؟ (نجب دعوتك و نتبع الرسل) يعني إيه؟ نستمع و نرخي السمع و نعقل و نتدبر و نتفكر و نحسن الظن و نستخير الله عز و جل في الرسل ، (نجب دعوتك و نتبع الرسل) ، ربنا بقى بيرد عليهم ، طبعاً ده خطاب تصويري اللي هيحصل (أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال) يعني إنتم كنتم متكبربن لدرجة إن اللي يشوفكم يعتقد إن إنتم لن تزولوا و محدش هيقدر عليكم و لا على ذرياتكم و لا على أعقابكم في الزمان و في التاريخ ، يعني لسان حالكم و مقالكم كان إيه؟ (أولم تكونوا أقسمتم) أي أكدتم ، (من قبل) أي في الدنيا ، (ما لكم من زوال) كنتم تعملوا في الدنيا كأنكم قادرين عليها و محدش هيقدر عليكم و لا يُزِيلكم ، و لا يستطيع أن يُزيلكم من مُلكِكم في الدنيا .
___
{وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ} :
(و سكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم) ربنا بيجيب لهم تاني إيه؟ حال من أحوالهم المُلزم لهم ، و المُدين لهم ، و الذي بسببه سيستحقون العذاب ، اللي هو إيه بقى؟ إن هم شافوا العِبرة في التاريخ و لكنهم لم يعتبروا ، (و سكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم) من الأقوام البائدة السابقة التي أتتها الرسل فكذبوها ، فعذبهم الله عز و جل و دمدم عليهم بعذاب أليم ، (و سكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم و تبين لكم كيف فعلنا بهم) يعني المفروض قرأتوا التاريخ ، آثارهم باينة و الروايات المتواترة عن الأمم دي ظاهرة و منتشرة ، لأن إحنا بنقرأ التاريخ من خلال الروايات المتواترة و من خلال الآثار اللي نكتشفها ، (و تبين لكم كيف فعلنا بهم و ضربنا لكم الأمثال) الأسلوب الإلهي المستمر مع الأرض و مع الأكوان و مع الأجيال ، ضرب الأمثال عشان يُقرب الصورة ، دايماً كده ، هو ده الأسلوب الإلهي ، و الذي بيفيض أو الذي يفيض على الرسل و الأنبياء ، دايماً كده الرسل و الأنبياء بيتكلموا بشكل باطن ، بشكل إيه؟ بشكل الأمثال ، ضرب الأمثال ، ليه بقى؟؟ لأن الدين هو اللُباب ، و المؤمن هو اللبيب و هو صاحب اللُباب أي الباطن ، أي الأصل ، و الدين دين باطني ، لذلك ختم الله هذه السورة و قال (و ليذكر أولوا الألباب) أصحاب البواطن ، أصحاب الأصول ، أصحاب الزبدة ، اللي معاهم الزبدة ، الخُلاصة ، اللي بيجيبوا من الآخر ، اللي ما بيضيعوش الوقت ، الصادقين لأن الصدق إيه؟ عدم تضييع الجهد ، إنك تقول كلمة الحق ، خلاص ، بتفَوت على الشيطان غروره و تلبيسه و تميعه و تمييعه و اللف و الدوران ، كل ده بتضيعه بكلمة الحق اللي هي اللباب ، صح؟ اللي هو أصل الدين .
___
{وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} :
(و قد مكروا مكرهم) ربنا بيصف الحال في الدنيا ، (و قد مكروا مكرهم) دايماً كده الكفار عندهم مكر شديد ، الظالمين عندهم مكر شديد بالمؤمنين و بالرسل ، (و قد مكروا مكرهم و عند الله مكرهم) ربنا محيط بالمكر بتاعهم و مُطلع عليه ، على كل الدقائق الظاهرة و الباطنة ، (و إن كان مكرهم لتزول منه الجبال) يعني ربنا بيقول و بيُقر إن مكرهم عظيم شديد ، لكنه لا يستعصي عليه ، ربنا قادر عليهم ، (و إن كان مكرهم لتزول منه الجبال) لتزول منه الجبال ، يعني إيه؟ تشبيه شبهاتهم و أباطلهم و إبطالهم للشرائع و دعوة الانبياء عبر الزمان ، هو بمثابة الكيد الذي يريد أن ينسف جبال التوحيد ، دايماً كده الجبال تأتي بوسم التوحيد ، يعني دايماً كده الجبال و أودية الجبال تأتي بوسم التوحيد و بوسم المكالمات الإلهية ، و كذلك البحار ، لأن البحر هو رمز لكلمات الله ، و الجبل هو رمز للتوحيد ، أيضاً و للمكالمات الروحية و البركات ، يعني إبطال الظالمين عبر الزمان يريد أن يُزيل كلمة الحق و يُزيل العدل و يُزيل النصفة و الإنصاف بين البشر ، هو ده سبيل الشيطان يُريد أن يكيد بالإنسان و أن يُحزنه و أن يُشقيه في هذه الدنيا .
___
{فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} :
(فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله) تأكيد للنبي و لكل نبي أن الله ناصر دعوة الأنبياء ، (فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله) الوعد هو النصر ، نصر الكلمة ، (إن الله عزيز ذو انتقام) ربنا ينتقم من الظالمين و يُعز المؤمنين ، دايماً كده بتلاقي المؤمن عزيز ، ليس بذليل ، أي ليس بذليل النفس أي أنه يقول كلمة الحق و يكون كالسيف يقول كلمة الحق ، فهذه هي العِزة ، عِزة معنوية في الأصل ، صادق : و الصدق يورث العِزة ، صابر : و الصبر يورث العزة ، يقين ، عنده يقين ، و اليقبن يورث العزة ، (فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام) .
___
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} :
(يوم تبدل الأرض غير الأرض) ربنا هنا بيصف مشهد من مشاهد يوم القيامة ، (يوم تبدل الأرض غير الأرض و السماوات) ربنا هيُزيل النظام الكوني الآني للكون ده و هيُبدله بكون آخر ، (يوم تبدل الأرض غير الأرض و السماوات) و كذلك السماوات ، (و برزوا لله الواحد القهار) ظهروا و أصبحوا على يقين أنهم تحت سيطرة الله عز و جل ، (و برزوا) حضروا (لله الواحد القهار) الواحد : مفيش زيه ، مالوش مثيل ، قهار : أي قاهر الكافرين و المتكبرين و المتجبرين .
___
{وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ} :
(و ترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد) كل المجرمين الظالمين سواء كانوا عصاة أو كفار او مرتدين أو منافقين ، (مقرنين في الأصفاد) أي متربطين في الأغلال ، كلبشات يعني ، و مقرنين يعني أقران ، سلاسل رابطاهم كلهم مع بعض ، أو مجموعات مع بعض ، كل مجموعة مع بعضها ، متربطين في السلاسل كده أذلاء ، (و ترى المجرمين يومئذ مقرنين) أي إيه؟ أقران مع بعض ، مقرنين أي أقران ، أصحاب ، أصحاب في الجريمة اللي ارتكبوها و هي الظلم العظيم ، لأن الظلم جريمة ، (و ترى المجرمين يومئذ مقرنين) أي إيه؟ مجموعين ، (في الأصفاد) الأصفاد اللي هو إيه؟ الكلبشات اللي هو الحاجات اللي يُقيد بها المُجرم ، و تجعلهم يصفون صفاً بجوار بعضهم بعض ، لذلك سُميت صفد أو الأصفاد .
___
{سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ} :
(سرابيلهم من قطران) سرابيلهم يعني ثيابهم ، الثياب ، سربال ، (سرابيلهم من قطران) القطران اللي هو إيه؟ الزفت ، القار ، اللي هو الطبقة الأخيرة من البترول ، اللي هي بتبقى تحت ، اللي يتم رصف الطرق بها يعني ، يعني اللبس بتاعهم من قطران ، طبعاً كل دي أوصاف مجازية لإظهار عظمة العذاب ، و عظيم العذاب الذي سوف إيه؟ يتعرضون له ، (و تغشى وجوههم النار) النار تبقى على وشّهم كده ، أكرم شيء في الإنسان إيه؟ الوجه ، صح؟ فتخيل كده الإنسان لما واحد يجيله/يأتيه بنار أو شعلة نار و يحطها في وشّه/وجهه؟ مش كده هو بيهِينه و بيذله؟! خلاص ، هم الكفار كده ، سبيلهم إيه؟ ان يُهَانوا يوم القيامة ، (سرابيلهم من قطران و تغشى وجوههم النار) كأن النار تحولت لشعلة و لسعت وجوههم ، اللي هو المفروض مُكَرم .
___
{لِيَجْزِي اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} :
(ليجزي الله كل نفس ما كسبت) ربنا هيحاسب كل نفس و يُعطيها ما كسبت ، ما فعلت ، أي جزاء ما كسبت ، سواء أخيراً بخير أو شراً بشر ، (إن الله سريع الحساب) ربنا سبحانه و تعالى سريع الحساب .
___
{هَذَا بَلاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} :
(و هذا بلاغ للناس و لينذروا به) بلاغ ، كل نبي مُبَلغ ، كل نبي هو مبلغ ، و إحنا بدأنا بكتاب التبليغ للإمام المهدي الحبيب ﷺ الجمعة السابقة ، فكل نبي هو مبلغ ، نذير و بشير ، كل نبي هو نذير و بشير ، (و هذا بلاغ للناس و لينذروا به) يحصل لهم الإنذار ، (و ليعملوا أنما هو إله واحد) يتأكدوا أنّ هو إله واحد مش آلهة متعددة ، يعني هنا دعوة للتوحيد ، (و ليذكر أولوا الألباب) أيضاً هو مفيد للمؤمنين و أصحاب الأفهام و أصحاب الخشوع و أصحاب البواطن السليمة ، (و ليذكر أولوا الألباب) تحدث الذكرى للمؤمنين و التذكر ، و هو غاية بعثة الأنبياء ، أن يتذكر الإنسان عهده الأول مع الله عز و جل في عالم المثال و عالم الغيب ، عندما أُخِذَ منه عهد الفطرة و الميثاق الأول على التوحيد .
• و أثناء تصحيح نبي الله الحبيب يوسف الثاني ﷺ لتلاوتنا ، قال لنا :
- (مُّقَرَّنِينَ) مُفَعَّلِين أي تم شداد وثاقهم ، تم إيه؟ تشديد الوثاق اللي هم موثقين به ، يعني الأصفاد .
___
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
"و بختام سورة إبراهيم و أنوارها التي طافت بنا مع كلمات يوسفنا الحبيب ، نسألك يا رب الأنبياء و المحبين ، أن تغفر و تصفح عن قلوبنا ، و تُصلح كل إعوجاج و تعفو عنه بعفوك الجميل ، فلا مرد إلا إليك .. و ما نحن إلا منك و إليك .. آمين"
========================
=============================
حازم :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق