الجمعة، 15 أكتوبر 2021

صلاة الجمعة 15=10=2021

 
 
يوشع بن نون :
 
 
صلاة الجمعة ٢٠٢١/١٠/١٥
○○○○○○○○○
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠١/١٠/١٥
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من انبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب التبليغ يقول الامام المهدي الحبيب :
الخاتمة
في بعض الحالات الخاصة التي هي مفيدة للمستطلعين، الذين يتمنون زيادة المعرفة في سـوانحي وسـوانح آبائي وسوانح بعض إخواني في الدين
الحمد لله الذي جعل العلماء الروحانيين المحدَّثين وَرَثةَ النبيين، وأدبهم فأحسن تأديبهم، وأزال كدوراتهم كلها، وجعلهم كالماء المعين. وعلّمهم فصفّى علومهم، وعرّفهم فأتمّ معارفهم، وبلّغهم إلى منارات حق اليقين. ووفّقهم فدَقَّ لوازم التوفيق في نيّاتهم وأعمالهم، وأفعالهم وأقوالهم، حتّى تَزكَّوا وتَراءَوا كسبيكة الذهب بلمع مبين. وشرح صدورهم، وأكمل نورهم، وجعل وجهه حبورهم وسرورهم، وجعلهم من غيره منقطعين. ورفع مقامهم، وثبّت أقدامهم، ونوّر أفهامهم، وطهّر فراستهم وإلهامهم، وأعطى جواهر السيوف أقلامهم، ولمعات الدر كلامهم، وآمنهم من كل خوف، وأعطاهم من كل شيء، فتبارك الله أكرم المعطين. فتبارك الله أكرم المعطين.
والصلاة والسلام على السيد الكريم الجليل الطيب، خاتم الأنبياء وفخر المرسلين، الذي سبق الأولين والآخرين في الاهتداء، والاصطفاء والاجتباء، والترحم على عباد الله، حتى سمي ببعض أسماء رب العالمين. لا شرف إلا وهو الأول فيه، ولا خير إلا وهو الدال عليه، ولا هداية إلا وهو منبعها، ومن ابتغى الهدى ممن سواه فهو من الهالكين.
أما بعد.. فأرى أيها الإخوان أن أفصل لكم قليلا من بعض حالاتي الخاصة، وحالات آبائي، لتزدادوا معرفة وبصيرةً، وما توفيقي إلا بالله الذي أنطقني من روحه، هو ربي ومحسني ومعلمي، وهو الذي نورني بأنوار اليقين.
فاعلموا يا إخوان أن اسمي غلام أحـمد، واسم أبي غلام مرتضى، واسم أبيه عطا محمد، وكان عطا محمد ابن ﮔُـل محمد، وﮔُـل محمد ابن فيض محمد، وفيض محمد ابن محمد قائم، ومحمد قائم ابن محمد أسلم، ومحمد أسلم ابن محمد دلاور، ومحمد دلاور ابن إله دين، وإله دين ابن جعفر بيـﮓ، وجعفر بيـﮓ ابن محمد بيـﮓ، ومحمد بيـﮓ ابن عبد الباقي، وعبد الباقي ابن محمد سلطان، ومحمد سلطان ابن ميرزا هادي بيـﮓ المورث الأعلى. فذلك اسمي وهذه أسماء آبائي، غفر الله لنا ولهم وهو أرحم الراحمين.
وإن استطلعتم علاماتٍ لا بد منها في إيصال المكاتيب إليّ.. فاكتبوا هكذا على لفافة مكتوبكم.. أعني بذلك: قاديان.. ضلع كورداسبوره .. قسمة أمرتسر.. ملك فنجاب من ممالك هند، واكتبوا عليه اسمي: "ميرزا غلام أحمد قادياني"، يصلني إن شاء الله تعالى، وهو خير الموصلين.
والآن أبين لكم من بعض واقعات أرى في تبيينها خيرا وبركة، وتفهيم ما لا تعلمون بعلم اليقين.
فاعلموا أيها السّادة أنّ آبائي - كما ذكرت فيما مر - كانوا من عظماء الحراثين، ((( لذلك ايه ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الامام المهدي انه الحارث ابن حراث ، يعني فلاح ابن فلاح , فلاح دا ايه ؟ حاجة كدا ايه ؟ مفخرة فخر كدا لما تقول انت فلاح , ليه ؟لانها ذكرت على لسان النبي , والمهدي فلاح، فلاح ابن فلاح فهو فخر، فخر ان تكون فلاح وابن فلاح ))) يقول الامام المهدي الحبيب : فاعلموا أيها السّادة أنّ آبائي - كما ذكرت فيما مر - كانوا من عظماء الحراثين، وكانت صناعتهم الفلاحة، وكانوا من أهل الإمارة والقرى والأرضين. وكانوا من أكرمِ جرثومة، وأطهرِ أَرومة، ذوي فضل ووجاهة، وسَيدودة ونباهة، بُناة المجد وأرباب الجد ومن المقبولين. وكانوا في زوايا هذه الأرض خبايا وبقايا من الأمراء الصالحين. وبعضهم كان من مشاهير المشايخ ونادرة الدهر في التزام دقائق العفة وأنواع الصالحات، وصاحب الأوقات، المشهود بالكرامات والآيات وخرق العادات، ومن المتعبدين المنقطعين. وكانوا في هذه الأرض ثاوين في الكفرة الفجرة، فصُبّت عليهم ما صبت، وقد ذكرناها من قبل للناظرين. وكنا ذرية ضعفاء من بعدهم ومن المستضعفين.
ولما مكر "الخالصة" مكرهم، وأخرجوا آباءنا من ديارهم، توفي جدي في الغربة، وسمعت أنه مات وهو من المسمومين. وبقي أبي يتيما غريبا مسافرا خاوِيَ الوفاض، بادِيَ الإنفاض، مضروبَ النوازل كالملمّ في الليل المدلهمّ، يجوب طرقات البلاد مثل الهائم ما يدري ما الشمال ولا اليمين. وكان شغل أبي في تلك الأيام مكابدة صعوبة الأسفار أو مطالعة الأسفار، وسمعت منه - غفر الله لـه - مرارا أنه كان يقول: كل ما قرأت قرأته في أيام المصائب والغربة والتباعد من الدار. وكان يقول مرارا إني جربت الخاص والعام كما يجرب الحائر الوحيد، ورأيت مَكارهَ كنتُ منها أَحيد، وكان من المزؤودين. فكان أبي طالما سار كمستهام ليس له قيام، لأنه كان أُخرجَ من أرض الآباء، وصُدّ عن الانكفاء، وكان عرضة لنـزوات الظالمين وإعنات المؤذين وغِيل المغتالين وسلبِ السالبين، وطُعمةً للمغيرين وأسيرًا في أكف الضائمين. ثم بعد تراخي الأمد وتلاقي الكَمَد، قصَد "كشميرَ" يستقري أسباب المعاش، لعل الله يدرأ بلاءه، ويدفع داءه، ويأتي قضاؤه بأيام الاطْرِغْشاش، ويكون من المطعمين.
وقد اتفق في تلك الأيام أن ربي ألبسني خلعة الوجود، ونقلني من زوايا الكتم إلى مناظر الشهود، ((( خلي بالك من اللفظ البديع دا المسيح الموعود بيقول ايه ؟ " وقد اتفق في تلك الأيام أن ربي ألبسني خلعة الوجود " يعني هو الامام المهدي كان موجود اصلا في علم الغيب بايه ؟ بدليل ايه ؟ الميثاق الذي اخذه الله سبحانه تعالى على ايه ؟ على الاحياء، على الذين قدّر لهم الحياة، فهو اصلا حي موجود كما كل البشر المقدر لهم ان يكونوا، ولكن فقط البسه الله خلعة الوجود يعني ربنا لبسه ثوب الحياة، ثوب الحياة الدنيوية يعني لكنه هو ايه ؟ موجود بقدر الله وتقديره، فانظر الى الصورة البيانية التي رسمها المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام )))
يقول الامام المهدي الحبيب : وقد اتفق في تلك الأيام أن ربي ألبسني خلعة الوجود، ونقلني من زوايا الكتم إلى مناظر الشهود، وصرت على مسقط رأسي من الساجدين. وكانت هذه هي الأيام التي بدل الله أبي من بعد خوفه أمنا، ومن بعد عسره يسرا، وصار من المنعمين.
((( يعني الامام المهدي كان ايه ؟ وجه الخير، كان بشرى خير، كما سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان وجه الخير تمام . على قومه وعلى ايه ؟ المرأة التي ارضعته حليمة السعدية رضي الله عنها فهكذا كل نبي ياتي ببشراه، كل نبي يكون ايه ؟ بشرى خير ))) يقول الامام المهدي الحبيب : وأوى له الوالي، ورقّ قلبه لمصيبته ومِن غِيَرِ الليالي، فلما كلّمه ورأى الوالي ما أعطاه الله من العلم والعقل والطبع العالي، شهد توسّمه بأنه من أبهى اللآلي، فصبا إلى الإسعاف والاختصاص، والتسليك في زمرة الخواص، وقال: لا تخف، إنك اليوم من أعواننا المكرمين. وكذلك مكّن الله أبي وحبّبه إلى أعينهم، ووهب لـه عزة وقبولا وميسرة، ونظر إليه إنعامًا ومياسرة، وكان هذا فضل الله ورحمته وهو أرحم الراحمين.
وسمعت أمي تقول لي مرارًا: إن أيامنا بُدّلت من يوم ولادتك، وكنا من قبل في شدائد ومصائب، وذا أنواع كروبٍ ومحنٍ، فجاءنا كل خير بمجيئك، وأنت من المباركين.
وكان أبي يعرج من مرتبة إلى أخرى، ومن عالية إلى عليا، حتى عرج إلى معارج الإقبال، وخلع الله عليه من خُلَعِ الإكرام والإجلال، وما أَلَتَه من شيء، وصار من المتمولين.
ثم غلب عليه تذكار الوطن، والحنين إلى المسارح المهجورة والعطن، فقوّض خيام الغربة والغيبة، وأسرجَ جواد الأَوبة إلى الأهل والعشيرة، ورجع سالـمًا غانـمًا إلى العِترة بنضرةٍ وخضرةٍ ومتاعٍ وأثاثٍ، رحيبَ الباع، خصيب الرِّباع. وكان ذلك فعل الله الذي أذهب عنّا حزننا، وأماط شَجننا، ومَنّ علينا، وتولى وتكفل وأحسن إلينا، وهو خير المحسنين.
ثم عزم أبي على أن يسبر بخته في الزراعات، لينجو من السفر المبرِّح، والبين المطوِّح من الأهل والبنين والبنات، فاستحسن لنفسه اتخاذ الضياع، والتصدي للازدراع، فأحمدَ بفضل الله معيشتُه، واسترغدَ فيها عيشتُه، ورُدّ عليه قليل من القرى، التي غُصبت من الآباء في زمن خلا. وقواه الله بعد ضعف المريرة، وبارك الله له في أشياء كانت من قبل نَكِدَ الحظيرة. وكل ذلك كان من فضل الله ورحمته، وإن خفي على المحجوبين، ليتم قول رسوله صلى الله عليه وسلم إن الموعود الآتي يكون من الحارثين.
هذا قليل من سوانح أيام ولادتي وصغر سني. ولما ترعرعتُ ووضعتُ قدمي في الشباب، قرأتُ قليلا من الفارسية، ونبذة من رسائل الصرف والنحو وعدة من علوم تعميقية، وشيئًا يسيرًا من كتب الطب. وكان أبي عَرّافًا حاذقًا، وكانت لـه يد طولى في هذا الفن، فعلمني من بعض كتب هذه الصناعة، وأطال القول في الترغيب لكسب الكمال فيها، فقرأت ما شاء الله، ثم لم أجد قلبي إليه من الراغبين. وكذلك لم يتفق لي التوغل في علم الحديث والأصول والفقه إلا كطلّ من الوَبْل، وما وجدتُ بالي مائلا إلى أن أشـمّر عن ساق الجد لتحصل تلك العلوم، وأستحصل ظواهر إسنادها، أو أقيم كالمحدثين سلسلة الأسانيد لكتب الحديث.
وكنت أحب زمرة الروحانيين. وكنت أجد قلبي مائلا إلى القرآن ودقائقها ونكاتها ومعارفها. وكان القرآن قد شغفني حبا، ورأيت أنه يعطيني من أنواع المعارف وأصناف الأثمار لا مقطوعة ولا ممنوعة، ورأيت أنه يقوي الإيمان ويزيد في اليقين.
ووالله إنه دُرّة يتيمة. ظاهره نور، وباطنه نور، وفوقه نور، وتحته نور، وفي كل لفظه وكلمته نور. جنّة روحانية، ذُلِّلتْ قُطوفها تذليلا، وتجري من تحته الأنهار. كل ثمرة السعادة توجد فيه، وكل قبس يُقتبس منه، ومن دونه خَرْطُ القَتاد. موارد فيضه سائغة، فطوبى للشاربين. وقد قُذف في قلبي أنوار منه ما كان لي أن أستحصلها بطريق آخر.
ووالله لولا القرآن ما كان لي لطف حياتي. رأيتُ حسنه أزيد من مائة ألف يوسف، فملت إليه أشد ميلي، وأُشْرِبَ هو في قلبي. هو رباني كما يربى الجنين.هو رباني كما يربى الجنين. وله في قلبي أثر عجيب، وحسنه يراودني عن نفسي. وإني أدركت بالكشف أن حظيرة القدس تسقى بماء القرآن. وهو بحر مواج من ماء الحياة، من شرب منه فهو يحيا بل يكون من المحيين من شرب منه فهو يحيا بل يكون من المحيين. ووالله إني أرى وجهه أحسن من كل شيء. وجه أُفرِغَ في قالب الجمال، وأُلبس من الحسن حلّةَ الكمال. وإني أجده كجميل رشيق القد، أسيلِ الخد، أُعطيَ لـه نصيب كامل من تناسب الأعضاء، وأُسبغت عليه كل ملاحـة بالاستيفاء، وكل نور وكل نوع الضياء. وضيئٌ.. أعطي له حظ تام من كل ما ينبغي في المحبوبين من الاعتدالات المرضية، والملاحات المتخطفة، كمثل حَوَرِ العيون، وبَلَجِ الحواجب، ولَهَبِ الخدود، وهَيَف الخصور، وشَنَب الثغور، وفَلَجِ المباسم، وشمم الأنوف، وسَقَمِ الجفون، وتَرَفِ البنان، والطُّرر المزينة، وكل ما يُصبي القلوبَ ويسرّ الأعين ويُستملح في الحسين.
ومن دونه كل ما يوجد من الكتب، فهي نَسَمة خِداجٍ،أو كمضغة مسقَطة غيرِ دِماج، إن كانت عين فلا أنف، وإن كان أنف فلا عين، وترى وجوهها مكروهة مسنونة ملوَّحة. ((( طبعا هنا بيتكلم الامام المهدي عن اي كتاب او اي كلام غير القرآن، ليس فيه كمالات كما كمالات القرآن ))) يقول : " ومن دونه " ((( اي ايه ؟ غير القرآن يعني ))) كل ما يوجد من الكتب، فهي نَسَمة خِداجٍ،((( ناقص يعني غير كامل))) أو كمضغة مسقَطة غيرِ دِماج، إن كانت عين فلا أنف، وإن كان أنف فلا عين، وترى وجوهها مكروهة مسنونة ملوَّحة. ومثلها كمثل امرأة إذا كُشف برقعها وقناعها عن وجهها فإذا هي كريهة المنظر جدا، قد رُمي جفنُها بالعَمَش، وخَدّها بالنَمَش، وذوائبها بالجَلَح، ودُررها بالقَلَح، ووردُها بالبُهار، ومِسكها بالبُخار، وبدرها بالـمُحاق، وقمرها بالانشقاق، وشعاعُها بالظلام، وقوتها بالشيب التام. فهي كجيفة متعفـنة، نَتِنةٍ مُنتـنة، تؤذي شامّة الناس، وتستأصل سرور الأعين، يتباكَون أهـلُها لافتضاحهم، ويتمنى النظيفون أن يدسّوها في تراب، أو يذبّون عن أنفسهم إلى أسفل السافلين.
فالحمد لله ثم الحمد لله أنه أنالني حظًا وافرًا من أنواره، وأزال إملاقي من درره، وأشبع بطني من أثماره، ومنح بي من النعم الظاهرة والباطنة، وجعلني من المجذوبين. وكنت شابًا وقد شختُ، وما استفتحت بابًا إلا فتحت، وما سألت من نعمة إلا أعطيت، وما استكشفت من أمرٍ إلا كشفت، وما ابتهلت في دعاءٍ إلا أجيبت، وكل ذلك من حبي بالقرآن، وحبّ سيدي وإمامي سيد المرسلين، اللهم صل وسلم عليه بعدد نجوم السماوات وذرات الأرضين. ومن أجل هذا الحب الذي كان في فطرتي، كان الله معي من أول أمري، حين ولدت وحين كنت ضريعا عند ظِئْري، وحين كنت أقرأ في المتعلمين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد ; يقول الامام المهدي الحبيب : وقد حُبِّبَ إلي منذ دنوت العشرين أن أنصر الدين، وأجادل البراهمة والقسيسين. وقد ألفت في هذه المناظرات مصنفات عديدة، ومؤلفات مفيدة، منها كتابي: "البراهين". كتاب نادر ما نُسج على منواله في أيام خالية، فليقرأه من كان من المرتابين. قد سللت فيه صوارم الحجج القطعية على أقوال الملحدين، ورميت بشهبها الشياطين المبطلين. قد خفض هام كل معاند بذلك السيف المسلول، وتبيّنت فضيحتهم بين أرباب المنقول والمعقول، وبين المنصفين. فيه دقائق العلوم وشواردها، والإلهامات الطيبة الصحيحة والكشوف الجليلة ومواردها، ومن كل ما يجلّي درر معارف الدين المتين. ولي كتب أخرى تشابهه في الكمال، منها: الكحل، والتوضيح، والإزالة، وفتح الإسلام، وكتاب آخر سبق كلها ألفته في هذه الأيام، اسمه: "دافع الوساوس"، هو نافع جدًا للذين يريدون أن يروا حسن الإسلام، ويكفّون أفواه المخالفين.
تلك كتب ينظر إليها كل مسلم بعين المحبة والمودة وينتفع من معارفها، ويقبَلني ويصدّق دعوتي، إلا ذريةَ البغايا الذين ختم الله على قلوبهم فهم لا يقبلون.
ولما بلغت أشد عمري وبلغت أربعين سنة، جاءتني نسيم الوحي بِرَيَّا عناياتِ ربي، ليزيد معرفتي ويقيني، ويرتفع حجبي وأكون من المستيقنين. فأول ما فتح عليّ بابه هو الرؤيا الصالحة، فكنت لا أرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. وإني رأيت في تلك الأيام رؤيا صالحة صادقة قريبًا من ألفين أو أكثر من ذلك.. منها محفوظة في حافظتي وكثير منها نسيتها، ولعل الله يكررها في وقت آخر ونحن من الآملين.
ورأيت في غُلَواء شبابي وعند دواعي التصابي، كأني دخلتُ في مكان وفيه حفدتي وخدمي، فقلتُ: طهّروا فراشي، فإن وقتي قد جاء. ثم استيقظتُ وخشيت على نفسي وذهب وَهْلي إلى أنني من المائتين.
ورأيت ذات ليلة وأنا غلام حديث السن كأني في بيت لطيف نظيف، يُذكَر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلتُ: أيها الناس، أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأشاروا إلى حجرة، فدخلت مع الداخلين. فبشّ بي حين وافيته، وحيّاني بأحسن ما حييتُه، وما أنسى حسنه وجماله وملاحته وتحننه إلى يومي هذا. شغفني حبًا وجذبني بوجه حسين. قال: ما هذا بيمينك يا أحمد؟ فنظرت فإذا كتاب بيدي اليمنى، وخطر بقلبي أنه من مصنفاتي، قلتُ: يا رسول الله.. كتاب من مصنفاتي. قال: ما اسم كتابك؟ فنظرت إلى الكتاب مرة أخرى وأنا كالمتحيرين، فوجدته يشابه كتابًا كان في دار كتبي واسمه: "قطبي". قلت: يا رسول الله، اسمه قطبي. قال: أرِني كتابك القطبي. فلما أخذه ومسّته يده إذا هي ثمرة لطيفة تسرّ الناظرين. فشققها كما يشقق الثمر، فخرج منها عسل مصفى كماء مَعينٍ. ورأيت بَلّةَ العسل على يده اليمنى من البنان إلى المرفق، كان العسل يتقاطر منها.. وكأنه يريني إياه ليجعلني من المتعجبين. ثم أُلقي في قلبي أن عند أُسْكُفّة البيت ميّت قدر الله إحياءه بهذه الثمرة، وقدّر أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم من المحيين. فبينما أنا في ذلك الخيال فإذا الميّتُ جاءني حيا وهو يسعى وقام وراء ظهري، وفيه ضعف كأنه من الجائعين. فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلي متبسما، وجعل الثمرة قطعات وأكل قطعة منها، وآتاني كل ما بقي، والعسل يجري من القطعات كلها، وقال: يا أحمد.. أعطه قطعةً من هذه ليأكل ويتقوى. فأعطيته، فأخذ يأكل على مقامه كالحريصين. ثم رأيتُ أن كُرسي النبي صلى الله عليه وسلم قد رُفع حتى قرب من السقف، ورأيته فإذا وجهه يتلألأُ كأن الشمس والقمر ذُرّتا عليه، وكنت أنظر إليه وعبراتي جارية ذوقًا ووجدًا، ثم استيقظت وأنا من الباكين.
فألقى الله في قلبي أن الميّت هو الإسلام، وسيُحييه الله على يدي بفيوض روحانية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يدريك لعل الوقت قريب، فكونوا من المنتظرين. وفي هذه الرؤيا رباني رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وكلامه وأنواره وهدية أثماره. فأنا تلميذه بلا واسطة بيني وبينه، وكذلك شأن المحدَّثين.
وكنت ذات يوم فرغت من فريضة المساء وسننها، وأنا مستيقظ ما أخذني نوم ولا سنة وما كنت من النائمين. فبينما أنا كذلك إذا سمعت صوت صَكِّ الباب. فنظرت فإذا المِدَكُّون يأتونني مسارعين. فإذا دنَوا مني عرفتُ أنهم خمسة مباركة.. أعني عليًّا مع ابنيه وزوجته الزهراء وسيد المرسلين. اللهم صل وسلم عليه وآله إلى يوم الدين. ورأيت أن الزهراء وضعتْ رأسي على فخذها ونظرتْ بنظراتِ تحنن كنتُ أعرف في وجهها. ففهمتُ في نفسي أن لي نسبة بالحسين وأشابهه في بعض صفاته وسوانحه، والله يعلم وهو أعلم العالمين. ورأيتُ أن عليًّا رضي الله عنه يريني كتابًا ويقول هذا تفسير القرآن.. أنا ألفته، وأمرني ربي أن أعطيك. فبسطتُ إليه يدي وأخذتُه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى ويسمع ولا يتكلم كأنه حزين لأجل بعض أحزاني، ورأيته فإذا الوجه هو الوجه الذي رأيتُ من قبل، أنارت البيت من نوره، فسبحان الله خالق النور والنورانيين.
وكنت ذات ليلة أكتب شيئا فنمت بين ذلك، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه كالبدر التام، فدنا مني كأنه يريد أن يعانقني فكان من المعانقين. ورأيت أن الأنوار قد سطعت من وجهه ونزلت عليّ، ورأيت أن الأنوار قد سطعت من وجهه ونزلت عليّ، كنت أراها كالأنوار المحسوسة حتى أَيقَنتُ أني أدركها بالحس لا ببصر الروح. وما رأيتُ أنه انفصل مني بعد المعانقة، وما رأيتُ أنه كان ذاهبا كالذاهبين.
ثم بعد تلك الأيام، فُتحت عليّ أبواب الإلهام، وخاطبني ربي وقال:
"يا أحمد، بارك الله فيك. الرحمن علّم القرآن، لتنذر قومًا ما أُنذرَ آباؤهم، ولتستبين سبيل المجرمين. قُلْ إني أُمرتُ وأنا أول المؤمنين. يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة. إنك اليوم لدينا مكين أمين. أنت مني بمنـزلة توحيدي وتفريدي، فحان أن تعان وتعرف بين الناس. ويعلمك الله من عنده. تقيم الشريعة وتحيي الدين. إنا جعلناك المسيح بن مريم. والله يعصمك من عنده ولو لم يعصمك الناس. والله ينصرك ولو لم ينصرك الناس. الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. يا أحمدي أنت مرادي ومعي. أنت وجيهٌ في حضرتي. اخترتك لنفسي. قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبِبْكم الله ويغفِرْ لكم ذنوبكم ويرحَمْ عليكم وهو أرحم الراحمين."
يقول الامام المهدي الحبيب : هذه نبذة من إلهاماتي، ومن جملتها إلهام: "إنا جعلناك المسيح بن مريم." ووالله قد كنت أعلم من أيام مديدة أنني جُعِلت المسيح ابن مريم، وأني نازلٌ في منـزله، ولكن أَخفيته نظرًا إلى تأويله، بل ما بدلت عقيدتي وكنت عليها من المستمسكين. وتوقفت في الإظهار عشر سنين، وما استعجلتُ وما بادرتُ وما أخبرتُ حِبًّا ولا عدوّا ولا أحدًا من الحاضرين. وإن كنتم في شك فاسألوا علماء الهند كم مضت من مدة على إلهامي: (يا عيسى إني متوفيك)، أو اقرؤوا "البراهين".
وكنت أنتظر الخِيَرة والرضاء وأمر الله تعالى حتى تكرر ذلك الإلهام، ورُفع الظلام، وتواتر الإعلام، وبلغ إلى عدة يعلمها رب العالمين. وخوطبت للإظهار بقوله: (فاصْدَعْ بما تؤمر)، وظهرت علامات تعرفها حاسة الأولياء وعقل أرباب الاصطفاء، وجُلّي الصبح، وأكّد الأمر، وشرح الصدر، واطمأن الجنان، وأفتى القلب، وتبين أنه وحي الله لا تلبيس الشياطين.
ثم ما اكتفيت بهذا بل عرضته على الكتاب والسنة، ودعوت الله أن يؤيدني، فدقّق الله نظري فيهما وجعلني من المؤيَّدين. وظهر عليّ بالنصوص البينة، القرآنية والحديثية، أن المسيح بن مريم عليه السلام قد تُوفي ولحِق بإخوانه من النبيين.

وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة وبداية سورة الجمعة .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ یُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡمَلِكِ ٱلۡقُدُّوسِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ ۝ هُوَ ٱلَّذِی بَعَثَ فِی ٱلۡأُمِّیِّـۧنَ رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتِهِۦ وَیُزَكِّیهِمۡ وَیُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلُ لَفِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینࣲ ۝ وَءَاخَرِینَ مِنۡهُمۡ لَمَّا یَلۡحَقُوا۟ بِهِمۡۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ ۝ ذَ ٰ⁠لِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ یُؤۡتِیهِ مَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِیمِ ۝ مَثَلُ ٱلَّذِینَ حُمِّلُوا۟ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ یَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ یَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِینَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝ )
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الاخلاص .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ۝ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ۝ لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ ۝ وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ)
=============
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق