درس القرآن و تفسير الوجه الرابع من الكهف .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ أحكام الميم الساكنة , ثم قام بقراءة الوجه الرابع من أوجه سورة الكهف ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، و أنهى نبي الله الجلسة بأن صحح لنا تلاوتنا .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الرابع من أوجه سورة الكهف ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :
أحكام الميم الساكنة :
إدغام متماثلين صغير و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة ميم أخرى فتدغم الميم الأولى في الثانية و تنطق ميماً واحدة .
و الإخفاء الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف الباء و الحُكم يقع على الميم أي الاخفاء يكون على الميم .
و الإظهار الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة جميع الحروف إلا الميم و الباء ، و الإظهار طبعاً سكون على الميم نفسها يعني الحُكم يقع على الميم .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
هنا وصية من الله عز و جل للنبي ﷺ محمد ، و لكل نبي .
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} :
(و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطاً) كفار قريش كانوا بيشترطوا على النبي ، يقولوا له عاوزنا نيجي نقعد معك نسمع المواعظ بتاعتك و رسالتك و حكمتك اللي إنت بتدعيها ، خلاص ، الفقراء اللي حولك دول/هؤلاء ، العبيد و الفقراء دول/هؤلاء ، زي سلمان الفارسي و صهيب الرومي و بلال الحبشي و الناس دي ، لا ، ماتقعدهمش/لا تجلسهم و إحنا قاعدين معك ، لأن إحنا إيه؟ مانستحملش نقعد مع العبيد دول/هؤلاء ، ريحتهم وحشة ، كفار مجرمين خبثاء ، هذا كلام الكفار المجرمين المتكبرين الخبثاء ، قال يعني إيه؟ عاملينها حجة ، إحنا ماينفعش إيه؟ سادة القوم في ظنهم يعني ، أن يجلسوا مع إيه؟ أراذل القوم ، قالوا له إيه؟ عندك حل ، إحنا مانعترضش إنك تقعد معهم ، اقعد براحتك ، بس تقعد معهم في إجتماع فترة ، و تيجي إنت تعمل لنا إجتماع ، مخصوص لنا إحنا ، فالنبي هَم إنه هو يوافق ، إن هو يعمل فعلاً جلسة مع الفقراء اللي هم أمنوا به فيه الأول ، و جلسة تانية يخصصها إيه؟ لكفار قريش ، اللي هم إيه؟ سادة قريش يعني ، فربنا إعترض على نية النبي ، على هذه النية ، ربنا إعترض ، لأن ربنا يُربي الأنبياء ، يوجههم و بيعصمهم ، هنا كده عصمه بالوحي ، إداله/أعطاه آية تعصمه من الإيه؟ من العمل اللي كان ممكن اللي يعمله ده ، ف دي العصمة ، شوفتوا ، ده نوع من أنواع العصمة ، خلي بالكو ، و قلنا تاني ، في نوع تاني من أنواع العصمة ، اللي هو الأقدار المبرمة في حياة الأنبياء ، دي بتبقى إيه؟ عاصمة لهم ، عصمة ، و هنعرف على فكرة فلسفة الأقدار و العصمة في السورة دي ، سورة جميلة جداً ، سورة الكهف هنعرف ، هنعرف إرادة ربنا الكونية ، إن هي إيه؟ بتعصم الأنبياء ، إزاي ، و بتعصم الناس ، عموم الناس يعني مش شرط الأنبياء بس ، (و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم) ماتسمعش كلام الكفار و تعمل لهم مجلس خاص فيهم ، عاوزين يجيو يقعدوا ، يقعدوا مع المؤمنين اللي هم خير منهم ، المؤمنين دول/هؤلاء خير من الكفار ، و يجب إن هم يبقوا عندك خير من الكفار ، و منزلتهم عالية و شريفة ، و لازم تعرّف الكفار ده ، (و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي) يدعون ربهم يعني يذكرون الله و يتقربون إليه و يطيعون النبي ، بالغداة ، يعني إيه؟ الصبح و بالعشي و بالليل ، يعني إيه؟ ده مجاز أو كناية عن إيه؟ سائر اليوم يعني ، الأربعة و العشرين ساعة في اليوم هم في حالة إيه؟ تقرب من الله عز و جل ، لمجرد إيمانهم و حسن ظنهم بالنبي ، هم متقربين من الله ، ف دول/هؤلاء اللي يستهاهلوا/يستحقوا إنك تصبر معهم ، تصبر عليهم ، تصبر على أسئلتهم ، تمام؟ ، و الصبر كله خير ، الصبر كله خير ، (و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه) يريدون وجه الله عز و جل ، يريدون وجه الله عز و جل ، لا يريدون إيه؟ الدنيا ، يريدون وجه الله خالصاً مُخلصاً ، يعني نيتهم خالصة ، و الفقراء دول/هؤلاء اللي حولك دول/هؤلاء نيتهم خالصة ، فهنا ربنا أعطى حكمه و أطلع النبي على نية هؤلاء الفقراء ، اللي هو تم إحتقارهم من الكفار ، تمام؟ ، (يريدون وجهه) إذاً دي شهادة عظيمة جداً لأصحاب النبي الأوائل ، (و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا) يعني ماتعملش إجتماع خاص للكفار ، عشان إيه؟ تُرضي الكفار دول/هؤلاء ، اللي هم سادة قريش ، (و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا) يعني تريد إن كفار قريش دول/هؤلاء يدخلوا في الإسلام ، لأن كفار قريش كان عندهم إيه؟ متاع كثير و أموال كثيرة ، تمام؟ فربما إيه؟ ظن النبي ﷺ أو إعتقد أن بدخول هؤلاء في البداية ، سيزيد ذلك من قوة المسلمين يعني بأموالهم ، بأموال الكفار ، فربنا هنا بيرد عليه ، بيرد على النية بتاعته ، مُطلع على قلبه ، (و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا) عن المؤمنين يعني ، (تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا) ماتطعش الكفار ، ماتسمعش كلامهم ، ماتكرمهومش ، لا, هم عاوزين ، ييجيوا/يأتوا يذلوا نفسهم/أنفسهم للإيمان ، يذلوا نفسهم للنبي ، يتقربوا للنبي ، يَثنوا الركب عند النبي و يُجالسوا المؤمنين ، تمام؟ الفقراء ، إن فعلوا ذلك ، فقد ذبحوا أنفسهم يعني كسروا نفسهم الأمارة ، تمام؟ و بدأوا بداية جديدة ، هنا بقى نقدر نتقبل منهم ، من الكفار ، لكن كده جايين كده برعونتهم و قلة أدبهم و كبرهم ، و جايين عاوزين يسمعوك ، لا ، هم مش أهل أصلاً إن هم يسمعوك و هم في الحالة دي ، كونهم يوافقوا يجلسوا مع المؤمنين الفقراء ، و يذلوا نفسهم ، دي بداية ، دي تعتبر إيه؟ قربان بيقدموه علشان يبدأوا إيه؟ يتلقوا إيه؟ السماع من النبي ﷺ و يتلقوا البركات ، ماعملوش كده ، خلاص , يبقى مايستهلوش ، لا تأسى عليهم يعني ، (و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطاً) الكفار دول/هؤلاء أمرهم فُرط ، يعني إيه فرط؟ ماعندهمش عقيدة تعقد إيه؟ أفكارهم و تثبتهم على حقيقة ، لأن اللي عنده عقيدة ده بيبقى قوي ، و عنده قوة نفسية ، و لكن الكفار دول/هؤلاء ماعندهمش عقيدة ، يتبعوا كل هوى و كل شهوة ، زي كده الرومان و اليونان ، الوثنية الرومانية و الوثنية اليونانية ، و وثنية كفار قريش ، تمام؟ يتبعوا كل ناعق و عندهم يتبعوا الأهواء و الملذات و إيه؟ متاع الدنيا ، و الإيه؟ و الغنائم الدنيوية بس ، ده الميزان عندهم ، فبالتالي ماعندهمش عقيدة تجمع عليهم جماع قلوبهم ، عقيدة من العقد ، عُقدة قوية ، عقدة قوية تجمع عليهم أفكارهم و قلوبهم ، لا ، أمرهم فُرط يعني خواء ، يعني ضعفاء نفسياً ، ضعفاء من الداخل ، تمام؟ فربنا هنا بيكشف للنبي ﷺ حالة إيه؟ كفار قريش وقتها ، تمام؟ .
__
{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} :
(و قل الحق من ربكم) قل يا أيها النبي الحق من ربكم ، أي كل حق هو من الله عز و جل ، تمام؟ ، و كذلك (و قل الحقَ من ربكم) يعني قل الحق الذي يأتي من الله عز و جل ، و لا تخشى شيئاً ، لأن النبي عبارة عن إيه؟ كلمة حق ، و خير الجهاد
هو كلمة الحق ، تمام؟ ، كلمة الحق دي لها شأن عظيم جداً في الدنيا و الآخرة ، لمجرد إنك تتمسك بكلمة الحق ، مش سهلة ، مش أي حد يقدر يعملها ، (و قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر) هنا إيه؟ حرية الإعتقاد ، ربنا مابيكرِهش حد ، لا إكراه في الدين ، (فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر) تمام؟ ، (إنَّا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها) المشركين الكفار دول/هؤلاء ظالمين ، لأن أظلم الظلم هو إيه؟ الشرك ، ربنا بيهددهم هنا و بيتوعدهم ، (إنَّا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها) هم في النار و محيط بهم إيه؟ سرادق النار ، السرادق اللي هو سور ، كلمة سرادق أي السور المحيط ، حائط محيط ، أي كل ما أحاط إيه؟ بشيء يُسمى سرادق ، تمام؟ ، (و إن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه) لو هيستغيثوا نتيجة العذاب و عطشانين ، نجيب لهم/نحضر لهم مية/ماء مغلية أو زيت مغلي أو عصارة أهل النار ، كل ده يطلق على المهل يعني ، (يشوي الوجوه) إذا اقترب من الوجه ينشوي الوجه من شدة حرارته ، هو ده الغيث بتاعهم ، تخيلوا ، يعني تخيلوا شدة العذاب في جهنم و العياذ بالله ، (بئس الشراب و ساءت مرتفقاً) بئس الشراب يعني شراب سيء جداً ، بائس جداً ، عذاب في حد ذاته ، (و ساءت مرتفقاً) أي ساءت الرفقة ، مرتفق أي من الرفاق ، ساءت مرتفقا يعني رفقة سيئة ، كل الموجودين في جهنم إيه؟ هم عبارة عن رفقة سيئة و العياذ بالله ، و هذه الرفقة في حد ذاتها هي نوع من أنواع العذاب ، (و ساءت مرتفقاً) عرفتوا يعني إيه مرتفق؟ من الرفقة يعني ، من الصحبة .
___
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا} :
(إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات إنَّا لا نضيع أجر من أحسن عملاً) المؤمنين الذين يُتبعون إيمانهم بالأعمال الصالحة ، لا نضيع أجرهم ، أبداً ، و خصوصاً إن كانوا من المحسنين ، (إنَّا لا نضيع أجر من أحسن عملاً) أي من الإحسان ، الذي وصل لدرجة الإحسان ، هم دول/هؤلاء بقى إيه؟؟
___
{أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا} :
هم دول/هؤلاء بقى إيه؟ (أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار) جنات متتاليات موعودات لهم ، (تجري من تحتهم الأنهار) الأنهار في كل إيه؟ مكان فيها ، (يحلون فيها) أي يُجَمَلون ، من الحِلية ، الحلية للتجميل ، يحلون يجملون فيها بإيه بقى؟ يجملون فيها أي يحلون فيها (من أساور من ذهب) لهم أسوار ذهبية ، تمام؟ ، (و يلبسون ثياباً خضراً من سندس) ثيابهم إيه؟ خضراء جميلة ، (من سندس و إستبرق) سندس اللي هو الحرير الرقيق الشفاف ، و إستبرق هو الحرير الغليظ ، تمام؟ ، (و يلبسون ثياباً خضراً من سندس و إستبرق متكئين فيها على الآرائك) يعني مستريحين و جالسين على إيه؟ على سرائر ناعمة و جميلة ، (نعم الثواب و حسنت مرتفقاً) أنعم به من ثواب ، ثواب عظيم ، (و حسنت مرتفقاً) يعني الرفقة اللي معك في الجنة ، هي في حد ذاتها نعيم ، (و حسنت مرتفقاً) أي حسنت صحبةً ، تمام؟ حسنت صحبة و حسنت خُلَة ، لأن أصحاب الجنة هم أخلاء و أحباب ، ليه؟ و نزعنا ما في قلوبهم من غل إخواناً على سرر متقابلين) فالصحبة في الجنة ، في حد ذاتها هي نعيم ، و ده عكس النار ، لأن الصحبة في جهنم في حد ذاتها هي إيه؟ هي عذاب و العياذ بالله ، تمام كده؟ طيب .
___
{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا} :
(و اضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب و حففناهما بنخل و جعلنا بينهما زرعاً) ربنا هنا بيضرب مثل لِلِّي /للذي بيحصل في الوجه ده ، مثل للمؤمن الفقير و للكافر الغني ، هم دول/هما الرجلين ، (و اضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما) للكافر يعني ، جعل للكافر في الدنيا (جنتين) يعني بستانين من فاكهة ، (جنتين من أعناب) فاكهة جميلة ، أعناب يعني أنواع الأعناب ، العنب بأنواعه يعني لأن العنب ألوان و أنواع ، (و حففناهما بنخل) يعني أحطنا البستانين بسور من النخل و التمر ، (و جعلنا بينهما زرعاً) بين الجنتين دول/هذه أرض برضو زراعية ، فيها مزروعات أخرى زي الذرة و القمح مثلاً ، تمام ، الكافر ده عنده نعيم الدنيا ، أقصى نعيم الدنيا في مخيلة طبعاً إيه؟ ذلك الزمان و في مخيلة كفار قريش في ذلك الوقت ، و ربنا أعطى الكافر النعمة الدنيوية دي إبتلاءً ، عشان هيشوفه هيُحسن و لّا لأ ، و منع النعمة دي من المؤمن إبتلاءً برضو عشان هيشوفه هيصبر و لّا لأ ، تمام؟ .
__
{كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا} :
(كلتا الجنتين آتت أكلها) البستانين أعطت كل الثمار المفروض إن هي تُعطيها ، (و لم تظلم منه شيئاً) يعني لم تُخفي من الثمار دي شيء ، يعني لم يبلى أي ثمر منها و لم إيه؟ يمتنع عن الظهور ، لم تظلم منه شيئاً ، لم يمتنع أي ثمر عن الظهور في مكانه على تلك الأشجار ، إنما كل الأثمار خرجت و ظهرت و نبتت و أينعت و نضجت ، (و فجرنا خلالهما نهراً) خلال الجنتين دول/هاتين , فيه/هناك نهر جميل ، (و فجرنا خلالهما نهراً) ، تمام .
__
{وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا} :
(و كان له ثمر فقال لصاحبه) الكافر بيقول لإيه؟ للفقير ، (و هو يحاوره) بيتكلموا مع بعض ، (أنا أكثر منك مالاً و أعز نفراً) أنا عندي مال كثير و بالتالي عندي نفر كثير سواء كان بقى من الأولاد أو من الأصحاب أو من العمال أو من العبيد ، يعني أنا عندي قوة ، قوة إيه؟ ناس كثير بيتبعوني أو بينسبوا إليَّ نتيجة المال و العزة الدنيوية اللي أنا فيها ، تمام؟ ، يبقى أنا إيه؟ أقوى منك ، هو هنا بيتكبر على الفقير ، هنعرف إن شاء الله بقية القصة دي في الوجه القادم ، و هي قصة معبرة جداً ، و القصة دي اللي ربنا عبر عن مصيرها في سورة الصافات ، في سورة إيه؟ الصافات ، تمام؟ عندما قال سبحانه و تعالى : (قال قائل منهم إني كان لي قرين) ده المؤمن بقى اللي في الجنة ، قرين يعني صاحب في الدنيا ، (يقول أإنك لمن المصدقين أإذا متنا و كنا تراباً و عظاماً أإنَّا لمدينون .. قال هل أنتم مطلعون) بيقول لأصحابه في الجنة يعني ، تعالوا كده بصوا/انظروا معي ، (فاطلع فرأه في سواء الجحيم) رأى صاحب الجنة بتاعت الدنيا في جهنم في الآخرة ، (قال تالله إن كدت لتردين) كنت هتوديني في داهية ، و تفتني بإيه؟ بالفتنة بتاعتك ، بتاعت الدنيا و تضحك عليَّ ، كنت هصدق إن إنت إيه؟ أحسن مني ، (و لولا نعمة ربي) يعني وحي ربي و وصاله (لكنت من المحضرين) يعني المحضرين في جهنم و العياذ بالله ، تمام؟ ، (أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى و ما نحن بمعذبين) ده كان تساؤل إيه؟ الكافر ، يقول هي موتة واحدة ، محدش هيبعث و لا هيتعذب في جهنم اللي بيقولوا عليها دي ، (إن هذا لهو الفوز العظيم) الفوز العظيم اللي أنا فوزته في الجنة ، اللي أنا شفته ده ، تمام؟ و ربنا بلغنا به في الدنيا قبل الآخرة ، (لمثل هذا فليعمل العاملون) (لمثل هذا) الجنة دي ، (فليعمل العاملون في الدنيا ، (أذلك خير؟) الجنة دي خير بتاعت الآخرة ؟، (أذلك خير نزلاً أم شجرة الزقوم) شجرة الزقوم دي مثال على عذاب جهنم ، تمام؟ ، و كذلك ورد في الروايات ، طبعاً إيه؟ هنا المثل يضرب للفقير المؤمن ده ، اللي تم السخرية منه من قِبل الكفار ، و للغني الكافر في الدنيا ، ده مثال للدنيا ، ماتغترش و ماتظنش إن اللي عنده أموال كثيرة جدا في الدنيا دي ، إنّ ربنا راضي عليه ، أبداً ، ده إبتلاء ، إبتلاء للكافر ده أو للظالم ده ، و إبتلاء للفقير ، عشان لما ينظر له ، ربنا يشوف و ينظر كيف إيه؟ يفعل ذلك الفقير ، تمام؟ هل يصبر أم يكفر ، تمام؟ نفس القصة دي ، وردت إن إتنين أصحاب ، واحد كان مؤمن و واحد كان كافر بيعبد الأصنام ، الإتنين ذهبوا إيه؟ للبحر ، فالمؤمن كان بيعظ الكافر ، يقول له آمن بالله عز و جل و اترك الشرك ، فالكافر قال له إيه؟ قال له لا ، أنا هروح دلوقتي ، نروح نصطاد و نشوف مين اللي إيه؟ هيصطاد أكثر سمك ، اللي يصطاد سمك أكثر هو ده اللي على الحق ، راحوا في السفينة ، و كل واحد رمى الشبكة بتاعه ، فكان المؤمن يقول بسم الله و يحط الشبكة و مفيش سمك ييجي في الشبكة ، و الكافر يقول بسم الصنم بتاعه ، يسمي بإسم الصنم أو الإله اللي المزيف بتاعه ، و يطلع أسماك ، ف دي أصبحت فتنة ، يعتبر إبتلاء ، تمام؟ فإيه؟ المؤمن إضطرب ، و الكافر إيه؟ حس بالإفتخار ، ف دي أصبحت إيه؟ أصبحت فتنة عظيمة ، فربنا هنا إيه؟ عصم المؤمن ، لحقه بالعصمة أهو ، لحقه إزاي؟ بعصمة الوحي ، نوع من أنواع العصمة هي الوحي يعني ، و في نوع تاني من أنواع العصمة اللي هي إيه؟ الأقدار المبرمة ، إن ربنا يسيرك في أقدار مبرمة ، إنت ماتعرفش عنها حاجة ، لكن نهايتها و مصيرها خير ، زي ما هنعرف في سورة الكهف إن شاء الله ، في قصة الخضر -عليه السلام- عندما عَلَّمَ موسى ، تمام؟ طيب ، فربنا بعث جبريل ملاك الوحي صديقون ، آئل ، كل دي أسماء جبريل -عليه السلام- ، ملاك الوحي ، لا يزال يعمل إلى حد الآن ، ملاك الوحي ، مش متعطل يعني ، خلوا بالكو ، فبعثه للمؤمن و طاف به في الجنة ، و قال له متاعك أهو و جزاءك أهو في الجنة ، في الكشف و الوحي ، فشاف/فرأى جزاءه في الجنة عامل إيه ، و شاف مصير الكافر ده عامل إيه ، فنفسه هدأت و اطمئن ، و ربنا ثبته و عصمه ، ف ده مثال تاني لإيه؟ للرجلين ، تمام؟ إذاً ده مثال ربنا ضربه لكي إيه؟ نأخذ العبرة و العظة و لا نأسى على هذه الدنيا ، و نعمل للآخرة ، فنكون من المحسنين . حد عنده أي سؤال تاني؟؟ .
○ و أثناء تصحيح نبي الله الحبيب يوسف الثاني ﷺ لتلاوتنا ، قال لنا :
- خلي بالكو ، ماما سألت على معنى نهر ، و كلمة نهر وردت برضو ، أيضاً في القرآن الكريم ، في قصة إيه؟ طالوت ، لما كان أخذ النفر معه عشان يروحوا إيه؟ يجابهوا جالوت ، فقال إن الله سبحانه و تعالى مبتليكم بنهر ، فمن شرب منه فليس مني ، تمام؟ و من لم يشربه ، آآه ، و من ...لم يطعمه فإنه مني إلا من إغترف غرفة بيده ، يعني يشرب كده بمليء الإيد بس ، كفة الإيد ، نهر هنا من الإبتلاء أي من النهر ، نَهَرَه أي إيه؟ زجره ، (و فجرنا خلالهما نهراً) أي إيه؟ من الإبتلاء ، المفروض إن الزجر بينهى النفس عن الخطيئة و الإثم و بواعث المعصية ، صح؟ و ده فايدة المربي إنه بيُزجر ، فربنا هنا إيه؟ فجر له خلالهما إيه؟ خلال الجنتين نهراً ، تمام؟ كل دي صفات أو صور بيانية بديعة مجازية لتقريب الصورة ، تمام؟ و إيه؟ و تحسين الفهم للمؤمنين ، و لدى المخبتين المبتغين لنور الله عز و جل ، و للحكمة ، تمام؟ فنهر هنا أي من النَهر أي من إيه؟ من الزجر ، لعله يزدجر ، لعله يزدجر و يرجع عن كبره ، تمام؟ و كفره و العياذ بالله ، فنهر يعني إيه؟ نهر آآه ، لكنه من باب الزجر ، من باب الإبتلاء ، خلاص؟ نهر من النهر ، شوفوا كلمات القرآن إزاي ، أصواتها في حد ذاتها درس من الدروس ، أو دروس تُتعلم ، إن إحنا قلنا قبل كده ، كلمات القرآن الكريم عبارة عن كائنات حية بتتكلم ، أصواتها بتعبر عن مكنوناتها و ما ورائها من معاني و فلسفة و فهم عميق ، (و فجرنا خلالهما نهراً) أي من النهر ، أي إيه؟ الزجر ، لعله يزدجر ، أي إبتلاء ، زي ما كان إيه؟ النهر اللي مر عليه طالوت اللي هو شاول الجبعي يعني ، طالوت مع إيه؟ الجنود من بني إسرائيل لما كانوا رايحين يجابهوا جالوت ، اللي هو الفلسطيني الكافر ، تمام؟ ، القصة دي إيه؟ عارفينها ، و كان النبي بتاعهم كان إسمه إيه؟ صاموئيل -عليه السلام- ، اللي عاوز يستزيد يقرأ إيه مقالة ((صاموئيل و عالي)) و مقالة ((تعزيزً لمقالة صاموئيل و عالي)) في المدونة ، تمام؟ فإيه؟ هيفهم إن شاء الله جوانب هذه القصة ، قصة عظيمة جداً و جميلة جداً ، هي دي أمتنا العظيمة و إحنا إمتداد لها ، هذه هي أمتنا العظيمة ، نحن إمتداد لها ، و الأنبياء كلهم ، نحن أولى بهم من أي أحد آخر ، لأن هم دول/هؤلاء آباءنا و أجدادنا اللي إحنا بنتعلم من سيرتهم و من صحفهم المطهرة ، تمام؟ عرفتوا يعني إيه نَهَر؟ .
- طبعاً عارفين عدن يعني إيه؟ قلناها قبل كده ، عدن أي موعودة ، عدن أي مُعَدة ، تمام؟ ، عدن أي مُعَدة و موعودة ، و من إسمها نفسه ، عدن : عد من الإعداد ، نون نعمة ، عدن أي مُعدة النعمة ، تمام؟ أو موعودة النعمة ، أو موعودة بالنعمة ، معدة النعمة ، موعودة النعمة ، مُعَد لها النعمة ، تمام؟ . يالله .
- طبعاً أساور جمع إيه؟ سوار ، صح؟ ده جمع تكسير ، صح؟ ، سوار من أصوات الكلمات إيه؟ سين تسرب خفي ، وار أي نور ، الأور أو الوار ، سوار أي النور يخرج من الحِليَة دي ، زينة للتحلي ، ده من معاني أساور ، تمام؟ . طيب ، يالله يا أسماء ، و لّا/ أَمْ أرسلان؟ يالله/هيّا يا أرسلان .
- (و لا تعد عيناك عنهم) لا تعد يعني لا تتجاوز ، (و لا تعد عيناك عنهم) أي لا تتجاوز عينك عن هؤلاء المؤمنين المخلصين الفقراء الصالحين ، تمام؟ الذين يريدون وجه الله ، ف هم مُخلصين بشهادة الله سبحانه و تعالى ، ف هم بالتالي محسنين ، أي يستحقون جنات عدن المتتاليات المتعاقبات التي لا تفنى أبداً ، تمام؟ و بالتالي هم لن يفنوا أبداً .
- عرفنا طبعاً إن سندس يعني إيه؟ الحرير الرقيق ، اللي هو إيه؟ رقيق ، و إستبرق اللي هو الحرير الغليظ ، تخين يعني ، تمام؟ دي من نِعَم و متع أهل الجنة و هي خُضر أي من السلام ، تمام؟ . يالله يا أسماء .
__
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
=========================
لقد أرسلت :
كتب أحد أصدقائي وجهة نظر قال فيها أنّ الغاء الكتاتيب اللتي كانت تجبر الطفل على حفظ القرآن هو سبب تأخر ذكاء الطفل العربي عن الطفل الأجنبي فقلت له :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق