الاثنين، 9 مايو 2022

صلاة عيد الفطر2=5=2022

 
 
يوشع بن نون :
 
صلاة عيد الفطر ٢٠٢٢/٥/٢
++++++++++++++++
بعد تكبيرات العيد صلى رسول الله صلاة العيد ركعتين قرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة ومن سورة الرحمن .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلرَّحۡمَـٰنُ (٢) عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ (٣) خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ (٤) عَلَّمَهُ ٱلۡبَیَانَ (٥) ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ بِحُسۡبَانࣲ (٦) وَٱلنَّجۡمُ وَٱلشَّجَرُ یَسۡجُدَانِ (٧) وَٱلسَّمَاۤءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلۡمِیزَانَ (٨) أَلَّا تَطۡغَوۡا۟ فِی ٱلۡمِیزَانِ (٩) وَأَقِیمُوا۟ ٱلۡوَزۡنَ بِٱلۡقِسۡطِ وَلَا تُخۡسِرُوا۟ ٱلۡمِیزَانَ (١٠) وَٱلۡأَرۡضَ وَضَعَهَا لِلۡأَنَامِ (١١) فِیهَا فَـٰكِهَةࣱ وَٱلنَّخۡلُ ذَاتُ ٱلۡأَكۡمَامِ (١٢) وَٱلۡحَبُّ ذُو ٱلۡعَصۡفِ وَٱلرَّیۡحَانُ (١٣) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٤) خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن صَلۡصَـٰلࣲ كَٱلۡفَخَّارِ (١٥) وَخَلَقَ ٱلۡجَاۤنَّ مِن مَّارِجࣲ مِّن نَّارࣲ (١٦) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٧) رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقَیۡنِ وَرَبُّ ٱلۡمَغۡرِبَیۡنِ (١٨) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٩) }
ثم قرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة ثم تابع من سورة الرحمن .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ مَرَجَ ٱلۡبَحۡرَیۡنِ یَلۡتَقِیَانِ (٢٠) بَیۡنَهُمَا بَرۡزَخࣱ لَّا یَبۡغِیَانِ (٢١) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٢) یَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ (٢٣) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٤) وَلَهُ ٱلۡجَوَارِ ٱلۡمُنشَـَٔاتُ فِی ٱلۡبَحۡرِ كَٱلۡأَعۡلَـٰمِ (٢٥) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٦) كُلُّ مَنۡ عَلَیۡهَا فَانࣲ (٢٧) وَیَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَـٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ (٢٨) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٩) یَسۡـَٔلُهُۥ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ یَوۡمٍ هُوَ فِی شَأۡنࣲ (٣٠) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣١) سَنَفۡرُغُ لَكُمۡ أَیُّهَ ٱلثَّقَلَانِ (٣٢) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٣) یَـٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُوا۟ مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُوا۟ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلۡطَـٰنࣲ (٣٤) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٥) }
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
لدينا اليوم في خطبة عيد الفطر المبارك كلام من كلام المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب منن الرحمن يقول الامام المهدي الحبيب : واعلم أن القِدم الحقيقي لا يوجد إلا في ذي الجلال والإكرام، ويدور رَحى الفناء على الأرواح والأجسام، وأَحَديّتُه تقتضي فناءَ الغير في بعض الأيام، إلا الذين دخلوا في دار الله، وغُسلوا ببحار الله، وحفّتْ بهم أنوار الله، وأُزيل أثرُ الغير بآثار الله، وماتوا وهم كانوا فانين في حبّ رب العالمين، فأولئك الذين لا يذوقون الموت بعد موتتهم الأُولى، رحمةً من ربهم الأعلى، فلا يرون ألمًا ولا بلوى، ويبقون في جنّة الله خالدين، ويُعطيهم الله حياة من حياته، وكمالاتٍ من كمالاته، ولا تُفنيهم غَيرتُه بما أحاطت عليهم أَحديّتُه، فطوبى للذين ضلّوا في حُبِّ مولى قويٍّ متين.
ثم نعود إلى كلمتنا الأولى، ونقول إن الله الأقنى جعَل كل شيء من الماء حيًّا، والماءُ نزل من السماء بأنواع البركات والعطاء، فالنتيجة أن كل فيض جاء من حضرة الكبرياء، وهو مَبدأُ كلّ خير لجميع الأشياء، وهذا ردٌّ آخر على المنكرين، الذين يقولون إن الله خلق الإنسان كأبكمَ، وما فهَّم وما علَّم، وخلَقه كالناقصين.
هذا ما كتبنا للملحدين والطبيعيين الذين لا يؤمنون بدين الله ويقولون ما يقولون مجترئين، وأما الذين يؤمنون بما جاء به رسول الله خاتمُ النبيين، فيكفي لهم ما أثبتنا من كتاب مبين. أيأمرهم توحيدهم أن ينسبوا فِعل الله إلى غير الربّ القدير، أو يقسِموا خلق الله بين الرب والعبد الحقير، أو يحسَبوا خَلْقَه الأشرفَ ناقصا محتاجا إلى الناقصين؟ كلا.. بل هي كلمة لا تخرج من أفواه المؤمنين الموحّدين. وللنطق شأن خاص كشأن الحياة، وقد خصّه الله بالبشر من جميع الحيوانات، فكما أن البشر ما وجَد الحياةَ إلا من الرحمن، فكذلك ما وجَد النطقَ إلا من ذلك المنّان، وهذا هو الحق أفأنت من المرتابين؟ وإن كنت تظن أن أُمّك علّمك اللسان، فمَن علّم أُمَّك الأُولى وعلّمها البيان؟ فلا تكوننّ من الجاهلين.
وإن الله أومى في مقامات من الفرقان، إلى أن العربية هي أُمُّ الألسنة ووحيُ الرحمن، ولأجل ذلك سمّى مكّةَ مكّةَ وأُمَّ القرى، فإن الناس أُرضعوا منها لِبانَ اللسان والهدى، فهذه إشارة إلى أنها هي منبعُ النطق والنُّهى، ففكِّرْ في قول ربِّ الورى: (قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى)•، وفي ذلك آية للذي يتّق اللهَ ويخشى، ويطلب الحق ولا يأبى، ولا يتّبعُ سبل المعرضين.
ثم أنت تعلم أن رسولنا خاتَمَ النبيين كان نذيرا للعالمين، وكذلك سمّاه ربُّه وهو أصدق الصادقين، فثبت أن مكة أُمُّ الدنيا كلها، ومولدُ كُثْرِها وقُلِّها، ومبدأُ أصلِ اللغات ومركزُ الكائنات أجمعين. وثبت معه أن العربية أُمُّ الألسنة، بما كانت مكّةُ أُمَّ الأمكنة مِن بَدْءِ الفطرة، وثبت أن القرآن أُمُّ الصحف المطهّرة، ولذلك نزل في اللغة الكاملة المحيطة، واقتضت حِكَمُ إرادات الإلهية، أن ينـزل كتابه الكامل الخاتَم في اللهجة التي هي أصل الألسنة وأمُّ كل لغة من لغات البريّةِ، وهي عربي مبين. وقد سمعتَ أن الله جعل لفظ البيان صفةً للعربية في القرآن، ووصَف العربية بعربي مبين، فهذه إشارة إلى فصاحة هذا اللسان وعلوِّ مقامها عند الرحمن، وأمّا الألسنة الأخرى، فما وصفها بهذا الشأن، بل ما عزاها إلى نفسه لتعليم الإنسان، وسمّى غيرَ العربية أعجميًّا، ففكِّرْ إن كنتَ زكيًّا، وطوبى للمتفكرين. وما نطق التوراة بهذا الدعوى ولا وَيدُ الهنود ولا كتبٌ أخرى، وما أشار أحدٌ وما أومى، فلا تَعْزُ إلى أحد منها ما لا عزا، أو أَخْرِجْ لنا هذا الدعوى، إن كنت تزعم أن أحدًا ادّعى، ولن تستطيع أن تخرجها، فلا تتّبعْ سبيل المفترين.
ثم اعلم أن العرب مشتق من الإعراب، وهو الإفصاح في التكلم والسؤال والجواب، يُقال: أعربَ الرجلُ، إذا كانت في كلامه الإبانةُ والإيضاح والرزانة، وما كان كرجل لا يكاد يُبِين. وأما الأعجم فهو الذي لا يُفصِح كلامَه، ولا يحفَظ نظامَه، ولا يُرِي حلاوةَ اللسان، ولا يرتّب أعضاء البيان، بل يأكل أكثرها، ويُري بعضَها كعِضِينَ. فهذان لفظان متقابلان، ومفهومان متضادّان، وما اخترعهما أحدٌ من الشيوخ والشبّان، بل هما مِن خالق الإنسان لقوم متدبّرين.
وقد جاء لفظ "العرب" في كتبٍ أُولى.. صُحُفِ يسعياه وموسى، وفي الإنجيل تقرأ وترى، فثبت أنه من الله الأعلى، وليس كهذا الاسم اسمُ لسانٍ من الألسنة الأعجمية، ولن تجد نظيره في العبرانية وغيرها من اللهجة، ففكِّرْ هل تعلَم لها سَمِيًّا في تلك الألسنة؟ فثبت أن العربية هي اللسان، ولا يوجد في غيرها هذا الشأن، ففكِّرْ إن كنت من المشككين.
ومن أجلى العلامات أن اللسان الذي كان من رب الكائنات، وكان من أحسن اللغات، وأبهى في الصفات، هو اللسان الذي مدَحه الله وسمّاه باسمٍ حَسَنٍ، كما هي سُنّة رب ذي مِنن. فأَنبِئُوا بذلك اللسان، إن كنتم في شك من هذا البيان، ولن تجدوا كالعربية اسمًا في الحُسن واللمعان، ففي ذلك آيات للمتوسمين.
وأما العَجَم فهم عند الله كبُكْمٍ لا لسان لهم، أو كبهائم لا بيان لهم، فإنّ تَكلُّمَهم ما حصل لهم إلا بالعربية، وليس لفظٌ عندهم إلا من هذه اللهجة، ولا يقدرون من دون العربية على المكالمات، فيتحقق حينئذ أنهم كالعجماوات، فقابِلْ بوجهٍ طليق أو خاصِمْ بلسان ذليق، إنك من المغلوبين. فأوصيك أن تفكِّر في هذا الدعوى، وتُذكِّرَ قومًا نَوكى إن كنتَ من العاقلين، واشكر اللهَ على ما جاءك من البراهين.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة مكبرا .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
الحمد لله وحده الحمد الله وحده والصلاة والسلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد : يقول الامام المهدي الحبيب : ولا تنس أن لفظ العجم قد اشتُقّ من العجماء وهو البهيمة في هذه اللغة الغرّاء، فتدبَّرْ وجهَ التسمية، لينكشف عليك لُبُّ الحقيقة، ولتكون من الموقنين. وكم من آية تدل عليها لو كنتم طالبين. ومنها أن الله سمّى الإنسان سميعًا في الفرقان، فيُفهَمُ منه أنه أسمعَه في أول الزمان، وما تركه كالمخذولين.
ومنها أنه أوضحَ في "البقرة" هذا الإيماءَ، وقال: (عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ)، فهذا التعليم يدل على أشياء: منها أنه كان معلِّمَ الكلمات بتوسط المسمَّيات، ونعني بالمسمّيات كلَّ ما يمكن بيانه بالإشارات، فعلاً كان أو من أسماء المخلوقات. ومنها أنه كان مُعلِّمَ حقائقِ الأشياء، وخواصِّها المكتومة المخزونة في حيّز الاختفاء، بلغة عربي مبين.
وإن قلتَ إن النحويين خصّصوا لفظ الاسم بالأسماء المخصوصة التي لها معاني ولا تقترنُ بأحد من الأزمنة الثلاثة، فجوابه أن ذلك اصطلاح لهذه الفِرقة، ولا اعتبارَ به عند نظر الحقيقة، فانظرْ كالمبصرين.
وإنْ قيل إن المشهور بين العامّة من أهل الملّة، أن الله علّم آدم جميع اللغات المختلفة، فكان ينطق بكل لغة من العربية والفارسية وغيرها من الألسنة، فجوابه أن هذا خطأٌ نَشَأَ من الغفلة، لا يلتفت إليه أحد من أهل الخبرة، بما خالفَ أمرًا ثبت بالبداهة، وما هو إلا زعم الغافلين. بل العربية هي اللسان من مستأنَف الأيام ومستطرَفها، وليس غيرُها إلا كمَرْجانٍ مِن دُرَرِ صَدَفِها. وأنت تعلم أن القرآن والتوراة قد أثبتا ما قلنا وأكملا الإثباتَ. ألا تعلم ما جاء في الإصحاح الحادي العشر من "التكوين"، فإنه شهد أن اللسان كانت واحدة في الأرضين، ثم اختلفوا ببابل مُعْرِقين. وأمّا القرآن فقد سبق فيه البيان، ففكّرْ كالمحققين.
ثم ههنا طريق آخر لطلاب الحق والمعرفة، وهو أنّا إذا نظرنا في سُنن الله ذي الجلال والحكمة، فوجدنا نظامَ خَلْقِه على طريق الوحدة، وذلك أمرٌ اختاره الله لهداية البريّة، ليكون على أحديةِ أَحَدٍ من الأدلّة، وليدل على أنه الخالق الواحد لا شريك له في السماء والأرضين. فالذي خلَق الإنسان من نفس واحدة، كيف تُعزَى إليه كثرةٌ غيرُ مرتّبة، ولغاتٌ متفرّقة غير منتظمة؟ ألا تعلم أنه راعَى الوحدةَ في كل كثرة، وأشار إليه في صحف مطهّرة وكتابِ إمامِ العارفين؟ وأبانَ في صُحفه الغرّاء، أنه خلق كل شيء من الماء، فانظر إلى سُنّة حضرة الكبرياء، كيف ردَّ الكثرة إلى وحدة الأشياء، وجعَل الماء أُمَّ الأرضِ والسماءِ، ففَكِّرْ كالعقلاء، فإنه عنوانُ الاهتداء، ولا تستعجلْ كالجاهلين. وإن هذه الآية دليل واضح على سُنّةِ خالقِ الرقيعِ والغبراء، وفيها تبصرة لأهل الأنظار والآراء. واللهُ وترٌ يحبّ الوتر يا معشرَ الطلباء. هو الذي نوّر مِن نورٍ واحدٍ نجومَ السماء، وخلَق نفوسًا متشابهة على الغبراء، وجعَل الإنسانَ عالَمًا جامِعَ جميعِ حقائق الأشياء. فلو لم يكنْ نظام الخلق مبنيًّا على الوحدة، لما وجَدْتَ في خلق الله وجودَ هذه المشابهة، ولكان خلقُ الله كالمتفرّقين. بل لو لم يكن النظام الوحداني، لبطلت الحِكم وضاع السر الروحاني، وسُدَّ الصراط الربّاني، وعسُر أمر السالكين. فما لك لا تفهم وحدةً دالّةً على الوحيد، وهي في الإسلام مدار التوحيد، وأصل كبير للتعظيم والتمجيد، وسراج منير لمعرفة الوحدانية الإلهية والأحدية الربّانية، وإنها مِن علوم اختُصّت بالمسلمين.
ثم اعلمْ أن الآثار النبوية والنصوص الحديثية، قد بلغتْ في هذا إلى كمال الكثرة، حتى أعطتْ ثَلْجَ القلب ونُورَ السكينة، كما لا يخفى على المحدِّثين. وأخرج ابن عساكر في التاريخ وهو المقبول الثقة قال قال ابن عباس: إن آدم كانت لغتُه في الجنة العربية. وكذلك أخرج عبد الملك حديثًا مِن خير الورى، ورجال آخرون أولو العلم والنهى، وحدّثوا برواية أخرى، فقالوا إن العربية هي اللسان الأُولى من الله المولى، نزلتْ مع آدم من الجنة العليا، ثم بعد طول العهد حُرّفتْ وحدثتْ لغات شتّى. وأوّلُ ما ظهر بعد التحريف، كان سريانيًا بإذن الله اللطيف، وصرَف الله إليه لهجةَ المبدِّلين، ولأجل ذلك سُمّي العربيَّ الأولَ عند المتقدمين، وكان عربيًّا بأدنى تصريف المتصرّفين. ثم حدثتْ ألسنة أخرى، كما حدثت الملل والنحل في الدنيا، وهذا هو الحق فتَدبَّرْ كالعاقلين.
ثم من سبل العرفان أنك تجد في القرآن، ذِكرًا واحدًا في اختلاف اللسان والألوان، فالله يشير إلى أن اللسان كانت واحدة في زمان، كما كان اللون لونا واحدًا قبل ألوان، ثم اختلفا بعد زمان وحين.
ثم من لطائف الإيماء أن خاتم الأنبياء، جعَل نفسه شريكَ آدم في تعلُّم الأسماء، كما أخرج الديلمي في حديث الطين والماء، ففَكِّرْ فيما قال خاتمُ النبيين: مثلتْ لي أُمّتي في الماء والطين، وعُلّمتُ الأسماءَ كما عُلّم آدمُ الأسماءَ، فانظرْ إلى ما أشار فخرُ المرسلين. وأنت تعلم أنه صلى الله عليه وسلم أُمّيًا لا يعلم غير العربية، نعم.. أُوتيَ جوامعَ الكَلِم في هذه اللهجة، فظهر أن المراد من الأسماء في قصة آدم وحديث خير الأنبياء هي العربية المباركة، كما تدل عليه النصوص القطعية من كتاب مبين. ألا تنظر إلى اشتراك الألسنة؟ فإنه يوجد في كثير من الألفاظ المتفرّقة، ولا يمكن هذا إلا بعد كونها شُعَبَ أصلٍ واحد في الحقيقة، وإنكارُها كإنكار العلوم الحسّية والأمور الثابتة المرئية. فإنْ كان تغايُرُ الألسنة مِن أول الفطرة، فكيف وُجد الاشتراك مع عدم الاتحاد في الأصل والجرثومة؟ فلا بد من أن نقرّ بلسانٍ، هي أُمُّ كلِّها لكمال بيان، وإنكاره جهلٌ وسفاهة، واللَّدَدُ تحكُّمٌ ومكابرة، وقد تبيّن الحق لو كنتم طالبين.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق