درس القرآن و تفسير الوجه الأول من لقمان .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة لقمان ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة لقمان ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :
مد فرعي بسبب السكون :
مد عارض للسكون و يكون غالباً في نهايات الآيات و يمد بمقدار ٤ إلى ٥ حركات .
و مد لازم حرفي أو كلمي : الحرفي هو في أوائل السور , و الكلمي مثقل و يُمد بمقدار ٧ حركات مثل (و لا الضآلين) .
و المد الحرفي له ثلاثة أنواع : حرف واحد يمد حركة واحدة و هو الألف في حروف المقطعات في بداية السور ، مجموعة من الحروف تمد بمقدار حركتين و هي مجموعة في جملة (حي طهر) , و حرف تمد بمقدار ٦ حركات و هي مجموعة في جملة (نقص عسلكم) .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذا الوجه العظيم المبارك ، الوجه الأول من سورة لقمان ، يقول تعالى : {بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية عظمى .
{الم ¤ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} :
(الم) حروف مقطعات ، (تلك آيات الكتاب الحكيم) هكذا هي آيات الكتاب من حروف مجمعة و لكن مجمعة بعلم إلهي و بمعجزة إلهية ، أمثالها و كلماتها تنطبع في الرؤى و الوحي ، (تلك آيات الكتاب الحكيم) هذا الكتاب هو أصل الحكمة ، هذه الرسالة الإلهية ، القرآن الكريم ، هي أصل الحكمة الأبدية الأزلية .
___
{هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ} :
(هدى و رحمة للمحسنين) أصحاب الإحسان الذين هم في الدرجة الخامسة من مراتب الترقي الروحاني ، يكون هذا الكتاب هدى و رحمة لهم في الدنيا و الآخرة .
___
{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} :
(الذين يقيمون الصلاة) من صفاتهم يقيمون الصلاة ، يحافظون على الصلوات المفروضة و يقيمون الصلة بينهم و بين الله ، (و يؤتون الزكاة) أي يتزكون كل حين و كذلك يُعطون الزكاة المفروضة ، (و هم بالآخرة هم يوقنون) ، (و هم بالآخرة هم يوقنون) تأكيد ، و هم بالآخرة يوقنون ، لأ ، (و هم بالآخرة هم يوقنون) للتأكيد أنهم يؤمنون بيوم البعث ، اللي/الذي هي أصل التقوى ، أصل التقوى في الدنيا و علة التقوى هي الإيمان بالبعث ، لأنه لو واحد مش مؤمن بالبعث و شايف إن هو مفيش/لا يوجد حساب ، هيعمل كل الجرائم و كل الموبقات و العياذ بالله ، مش هيكون عنده رادع ، لكن لما يعرف إنه فيه يوم حساب وراه ، بعد الموت يعني ، خلاص ، هذا اليقين و هذا العلم سيرده عن المعاصي و عن الآفات و عن الآثام .
___
{أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} :
(أولئك على هدى من ربهم) هؤلاء الذين هم اتبعوا و سلكوا طريق الهداية الإلهية ، (و أؤلئك هم المفلحون) أصحاب الفلاح في الدنيا و الدين ، أصحاب الفلاح في الأولى و الآخرة .
___
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} :
(و من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) في ناس بتُغَبش على كلام الله ، في ناس بتحاول أن تجلب الإيه؟ البشر إلى طريق الإعوجاج ، و هذا هو لهو الحديث ، اللي هو الإبطال يعني ، نوع من أنواع الإبطال للشرائع و للأخلاق المستقيمة ، (و من الناس من يشتري لهو الحديث) يشتريه يعني يبذل جهد و يدفع فيه أموال علشان/من أجل يُضل عن سبيل الله ، (و من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم) أي ليس عنده سلطان و لا وحي من الله عز و جل على فعله هذا ، (و يتخذها هزواً) دايماً كده يبقى/يكون هازيء ، هازل في الدنيا ، ليس عنده جد ، ليس عنده كلمة حق و لا وعد ، (أؤلئك لهم عذاب مهين) سوف نهينهم كما أنهم أهانوا الحقيقة ، و أهانوا الكلمة في الدنيا ، فإن الله سبحانه و تعالى جزاء ذلك سيُهينهم ، لأن الجزاء من جنس العمل .
___
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} :
(و إذا تتلى عليه آياته) أي واحد يشتري لهو الحديث و يتخذها عوجاً ، إذا أتى النبي و تلى عليه آيات الله عز و جل هيعمل إيه؟ (وَلَّى مستكبراً) يعني يُعرض مستكبر ، (كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقراً) كأنه ماسمعهاش/لم يسمعها و كأن في أذنيه شيء يقيه من رؤية الحقيقة ، فهذا هو الوقر ، الوقاية من رؤية الحقيقة ، (فبشره بعذاب أليم) اللي/الذي يسلك هذا المسلك ، النبي يقول له : إن فيه/هناك عذاب أمامك ستُلاقيه ، جزاء ما تكبرت .
___
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ} :
(إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات لهم جنات النعيم) الذي يؤمن و يُتبِع إيمانه بالعمل الصالح له جنات النعيم المتتاليات المتعاقبات التي لا تنتهي .
___
{خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} :
(خالدين فيها وعد الله حقاً و هو العزيز الحكيم) هذا الوعد هو وعد الخلود و هو وعد الحق ، و هو من الله العزيز الحكيم الذي هو أصل العزة و أصل الحكمة ، فيفيض على المؤمنين من عزته و من حكمته ، فتجد الأنبياء و الأولياء و المؤمنين و العارفين عندهم عزة و عندهم حكمة .
___
{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} :
(خلق السماوات بغير عمد ترونها) من آيات الله أنه خلق السماوات المحيطة لكم التي ترونها الآن بغير عمد ، مافيش/لا يوجد عمدان/أعمدة شايفينها ، مرئية يعني ، لكن هو فيه إيه/ماذا هناك؟ قوة تماسك ، قوة الجاذبية ، و شبكة الجاذبية ما بين الأجرام هي التي تُمسك هذه السماء ، و لكنها شبكة لا تُرى و أعمدة لا تُرى ، وضعها الله سبحانه و تعالى وفق قوانين الفيزياء التي قدرها لهذا الكون ، (خلق السماوات بغير عمد ترونها و ألقى في الأرض رواسي) أي الجبال هي الرواسي التي تُثبت طبقات الأرض ، لكي لا تميد بكم ، أي لا تتحرك تلك الطبقات بإستمرار فتهلكون على هذه الأرض ، (و ألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم و بث فيها من كل دابة) دابة هنا ربنا وضع عليها مد كلمي لازم مثقل للدلالة على وجوب التفكير بكلمة دابة مبثوثة ، لكلمة الدابة المبثوثة اللي هي قانون التطور ، ربنا سبحانه و تعالى بث الدواب في الأرض بشكل مبثوث ، منتشر يعني ، زي/مثل النباتات كده بتنتشر في الأرض كلها و بتبقى بتنمو إيه؟ تباعاً و في نفس الوقت ، (و بث فيها من كل دابة و أنزلنا من السماء ماء) ماء الوحي و ماء المادة ، (فأنبتنا فيها من كل زوج كريم) انبتنا النباتات و الثمار بشكل أزواج من ذكر و أنثى .
___
{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} :
(هذا خلق الله) الله سبحانه و تعالى أعطى لكم مثال على خلقه ، (فأروني ماذا خلق الذين من دونه) الذين أشركتموهم مع الله عز و جل ، هل خلقوا كخلق الله ، أو يستطيعون الخلق أصلاً إبتداءً ، لا يستطيعون ، (بل الظالمون في ضلال مبين) الذي يُشرك مع الله عز و جل فهو ظالم و هو في ضلال عظيم بَيّن جرّاء ذلك الشرك المهين ، الشرك المهين لنفسه ، لنفس الكافر ، أما الله فهو عزيز ، حد عنده أي سؤال تاني؟ .
__
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
"و قل : إنما لله ما للقلب من قعقعة تتخللها أنفاس الساكنين من حياة ، بمختلف مشاربهم و ألحانهم ، إنهم عند الله لشيء واحد ، فيُسري فيهم من محبته و أنواره ، من كان أكثرهم شديد الرأفة و العفو و يضع كل جزء منه على عتبات ربه ، كأنه لا شيء ، فيُفني نفسه لذات رب العزة و الكبرياء ، فإن الله يفيض عليه من أكماله و أفضاله ، من عزته و إحسانه ، و على ذلك يتبع المتبعون ، و يُرى العارفون و الواصلون ، كأنهم شيء واحد ، لأنهم أسلموا قلوبهم لله ففاضت عيونهم و أنشدت أرواحهم و تغنت بما يُحبه الله ، فقل : إنما لله كل شيء ، و أنا لا شيء إلا معه ، و إنما أخلص أحاديث الود و المحبة هي الله ، و هو نبع الحُب و الصفاء ، و إليه نذرف الدمع و نترقرق له بكل جوارحنا فنراه أقرب الأقربين ، اللَّهم أقرب القرب إليك في الدنيا و الآخرة يا ذا الجلال و الإكرام ."🌿
========================
حازم مصطفى :
تأثير السماء ١٩ اغسطس ٢٠١٧ .
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : تمام ، عن انس ابن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهمَّ إني أعوذُ بك من العجزِ والكسلِ والجبنِ والهَرَمِ والبخلِ وأعوذ بك من عذابِ القبرِ ومن فتنةِ المحيا والمماتِ. (( تمام ؟)) وعن ابي موسى قال : كُنّا مع النبيِّ ﷺ في سَفَرٍ، فَجَعَلَ النّاسُ يَجْهَرُونَ بالتَّكْبِيرِ، (( يعني بيعلّو صوتهم بالتكبير ، الله أكبر، الله أكبر )) فَقالَ النبيُّ ﷺ: أيُّها النّاسُ ارْبَعُوا على أنْفُسِكُمْ،(( يعني هوّنوا على انفسكم )) إنّكُمْ ليسَ تَدْعُونَ أصَمَّ ولا غائِبًا، إنّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا، وهو معكُمْ (( ربنا معانا يعني )) قالَ وأَنا خَلْفَهُ، وأَنا أقُولُ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا باللهِ، فَقالَ يا عَبْدَ اللهِ بنَ قَيْسٍ: ألا أدُلُّكَ على كَنْزٍ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ، فَقُلتُ: بَلى، يا رَسولَ اللهِ، (( كنز من كنوز الجنة )) قالَ: قُلْ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا باللهِ.. (( اذن " لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا باللهِ " ايه ؟ كنز من كنوز الجنة . تمام .)) عن أبي بكر انه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : عَلِّمْنِي دُعاءً أدْعُو به في صَلاتِي، قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كبيرا ، وقال كتيية كَثِيرًا، ولا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلّا أنْتَ، فاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
تمام ؟ دي صيغة من صيغ الايه ؟ الاستغفار ، اللي هي ايه تاني ؟ اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلّا أنْتَ، فاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
تمام ؟ طيب . نأخذ الآن حديث من أحاديث الامام المهدي ، ان شاء الله كده مرتين ولاّ ثلاثة وايه ؟ هننتهي من كتاب حمامة البُشرى ، تمام ؟ ثم نبدأ بكتاب نجم الهدى ، تمام ؟ طيب ، هنا الامام المهدي بيختم كلامه عن النزول ، صفة النزول يعني تنزل الملائكة ، تمام ؟ بيقول ايه بقى ؟ الكلام اللي فات اللي قالو ده هو بيقول ايه عنو الامام المهدي بيقول ايه ؟ وهذا من أحسن العبارات عن معنى النـزول الذي تشابهَ على أكثر الناس، فخُذْها مني شاكرا، فإنها من علوم نفثها الله في روعي وشرح بها صدري، وإنها هي السكينة التي تنطق على لسان المحدَّثين حين يحتاج الخَلق إلى إزالة أوهامهم، فتفكَّرْ ولا تَحِدْ منه إن كنت تطلب سبل اليقين. فتفكَّرْ ولا تَحِدْ منه إن كنت تطلب سبل اليقين. وقد جعلني الله إمامًا وقد جعلني الله إمامًا لحل تلك الغوامض، (( مش هو الحكم العدل ؟ مش الامام المهدي هو الحكم العدل ؟ بيحكم بين الفِرق الاسلامية ؟ هو بيقول كده اهو . )) وقد جعلني الله إمامًا لحل تلك الغوامض، وإن كانت طبيعتي تأبى الإمامةَ وتأنف منها، (( هو ما بيحبش الامامة بيحب الانعزال ، لكن ربنا سبحانه وتعالى اللي فرض عليه الامامة دي )) ولكنه فعَل كذلك فضلا من لدنه ليُحسِن إلى مَن كُذِّبَ ولُعِنَ وكُفِّرَ، ويُحسِن إلى خَلقه، وليُرِي الأعداء أنهم كانوا كاذبين مخدوعين، وليرزقَ أبناءَ الزمان علوما اقتضت طبائعهم كَشْفَها، والله يفعل ما يشاء، ما كان للناس أن يسألوه عما فعل وهم من المسؤولين.
ووالذي نفسي بيده.. (( بيحلف بقى )) ووالذي نفسي بيده.. إنه نظَر إليَّ فقبِلني، وأحسن إليَّ وربّاني، وأعطاني من لدنه فهما سليما وعقلا مستقيما. وكم من نور قذف في قلبي، فعرفتُ من القرآن ما لم يعرف غيري، وأدركت منه ما لا يُدرك مخالفي، ووصلتُ في فهمه إلى مرتبة تتقاصر عنها أفهامُ أكثر الناس، وإنْ هذا إلا إحسانه وإنْ هذا إلا إحسانه وهو خير المحسنين. (( من هو خير المحسنين ؟ الله سبحانه وتعالى )) يقول : ومن اعتراضاتهم أنهم إذا قرأوا كتابي "التوضيح"، (( اي توضيح المرام يعني )) ووجدوا فيه مكتوبا أن للشمس والقمر والنجوم تأثيرات يُربّي الله بها كل ما يوجد في الأرضين.. فاعترضوا عليّ وقالوا إن هذه العقيدة عقيدة فاسدة تخالف ما جاء في الأحاديث. فيا حسرة عليهم! إنهم ما فهموا معنى الأحاديث، وما فهموا معنى قولي، وقاموا مستعجلين ظانّين ظن السوء، وما استفسروا معنى كلماتي مني كدأب أهل الصلاح، (( اذن من اعظم الامور التي تفسد الاعمال ايه هي ؟ ظن السوء ، سوء الظن ، سوء الظن ده سمٌ زعاف ، وهو اعظم السموم التي تقتل القلوب ، تمام ؟ ومن أعظم الذنوب التي تصد عن الله عز وجل وعن انبياءه ، فحذاري حذاري من سوء الظن ، حذاري من ايه ؟ سوء الظن ، يجب ان نحسن الظن ، تمام ؟ طيب )) يقول : وقاموا مستعجلين ظانّين ظن السوء، وما استفسروا معنى كلماتي مني كدأب أهل الصلاح، بل امتلأوا غضبًا وغيظا، وردّوا عليّ وكفّروني وأطالوا الألسنة، وقلّلوا الإنظار وأرَوا خبثهم وهِتارهم، وما هتكوا إلا أستارهم، وما كانوا على جهلهم متنبهين.
فاعلموا يا أولي الأبصار الرامقة والبصائر الرائقة، أنّا ما كتبنا في كتاب شيئا يُخالف النصوص القرآنية أو الحديثية، وما تفوَّهْنا به يوما من الدهر، وقد أعاذنا الله من مثل ذلك، ولكنهم يعترضون قبل أن يفهموا، ويحسبوننا ضالين قبل أن يكونوا مهتدين. واللهُ يعلم.. ونُشهد الثَّقَلينِ.. (( مين الثقلين ؟ الجن والإنس )) ونُشهد الثَّقَلينِ.. أنّا لا نعتقد أن أحدا من الشمس والقمر والنجوم فاعل مستقل في فعله ومؤثر بذاته، أو له اختيار في إفاضة التأثيرات أو له دخلٌ إراديّ في إيصال الأنوار وإنزال الأمطار وتربية الأبدان والأجسام والثمرات. ولا نعتقد أن أحدا من تلك الأجرام النورانية يستحق الحمدَ والشكر والعبادة على إفاضته، أو له مِنّة وإحسان على أهل الأرض مثقال ذرّة، أو هو يسمع دعاء الناس ويرضى عن الحامدين. ومن عزا إلينا أمرًا من هذه الأمور فقد ظلمَنا، والله يعلم أنه مفترٍ كذّاب، ومُجاهِرٌ بالقِحَة والفِرْية، ويتّبع سبل الخادعين.
بل نؤمن ونعتقد أن الله أحد صمد، لا شريك له في ذاته ولا في جميع صفاته، لا في السماوات ولا في الأرضين. ومن أشرك بالله شيئًا من أشياء السماء أو الأرض فهو كافر مرتد عندنا، ومُفارِقٌ لدين الإسلام، وداخل في المشركين.
يقول الامام المهدي : ومع ذلك إنّا نعتقد أن خواص الأشياء حق، وفيها تأثيرات بإذن العليم الحكيم الذي ما خلق شيئا باطلا، ونرى أن في كل شيء خاصية وأثرًا أودعَه الله، حتى البعوضة والذباب والقمّل والدود وما دونها، فكيف نظن أن خلق الشمس والقمر والنجوم هي أدنى من هذه الأشياء وما في طبائعها من خاصة ونفع للناس، وإنما هي باطلة الحقيقة، وخلَقها الله كأشياء عبثٍ ورديٍّ ما أودعَها الله منفعةً عظيمة لعباده إلا القليل الذي يقوم مقامه كثير من الأشياء، كما أنت تزعم في خلق النجوم وتقول إنها علامات هادية للمسافرين. وأنت تعلم أن الناس قد صنعوا وعملوا لأنفسهم لأسفار برّهم (( اسفار يعني ايه ؟ جمع سفر )) وبحرهم طرقا أخرى أغنتْهم عن النجوم، بل ما بقي لهم حاجة إلى هذه العلامات أصلا. ثم إذا أنصفتَ فوجب عليك أن تقول إن الناس لا يحتاجون إلى النجوم كلها ليتخذوها علامات عند أسفارهم إلا إلى كواكب معدودة، وأمّا النجوم التي كثرت عدّتها في السماء حتى إنكم لا تستطيعون أن تعدّوها.. فأيّ حاجة للمسافرين إليها؟ بيِّنوا تُؤجَروا إن كنتم لدعواكم مبيّنين، وإن لم تبيّنوا.. ولن تبيّنوا.. فاتقوا الله الذي لا يُحب المبطلين.
وكيف تظن أن الله خلق النجوم باطلة الحقيقة وما خلق فيها تأثيرات عجيبة؟ وإنّا نرى خواصا وتأثيرات في أدنى مخلوقاته.. وكيف نعتقد أن الله الذي وشّح تلك الأجرام بالأنوار الظاهرة، وزيّنها بالصور المنيرة المشرقة المعجبة، لم يلتفت إلى أن يُودع بواطنها أنوارا أخرى.. أعني تأثيرات مما ينفع الناس؟ وقد سخّر الشمس والقمر والنجوم للناس، وأشار إلى أن كل منها خُلق لمصالح العباد، وإلى أن وجود تلك الأجرام من أعظم إحساناته وتفضلاته. وإنه لم يذكر تأثيرات بعض الأشياء في كتابه المحكم وأنها قد ثبتت عند أولي التجارب، فما لنا أن لا نقر بتأثيرات أشياء قد ذكرها الله تعالى في القرآن العظيم، بل فضّلها على أكثر النعماء وحث عباده على أن يُفكّروا في خلق السماوات والأرض وآياتها وقال: (إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض وَاخْتلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ). والحق أن تأثيرات الشمس والقمر والنجوم شيء يراه الخَلق في كل وقت وحين، ولا سبيل إلى إنكارها. مثلا اختلاف الفصول وطبائعها، وخصوصية كل فصل بأمراض مخصوصة ونباتات معروفة وحشرات مشهورة.. شيء تعرفه فلا حاجة إلى تفصيلها. وأنت تعلم أنه إذا طلعت الشمس وفاضت الأنوار فلا شك لهذا الوقت تأثير في النباتات والجمادات والحيوانات، ثم إذا هرم النهار وكاد جُرُفُ اليوم ينهار، ففي ذلك الوقت تاثيرات أخرى. والحاصل أن لبعد الشمس وقربها أثرا جليا وتأثيرات قوية في الأشجار والأثمار والأحجار وأمزجة بني آدم، ولا بد من أن نقرّ بها وإلا فأين نفرّ من علوم حسّيّة بديهة ثابتة عند كل قوم. وكم من خواص القمر يعلمها الدهاقين وأرباب الفلاحة، (( الدهاقين اللي هم ايه ؟ قواد السفن يعني )) فيا حسرة على الذين يقولون إنَّا نحن العلماء ثم يتكلمون كأرذل الجاهلين.
وقد اتفق الحكماء على أن أعدل أصناف الناس سكّان خط الاستواء، وما هذا إلا لتأثير خاص يكون سببا لكمال صحتهم وزيادة فهمهم وحزمهم. ولا شك أن هذا من العلوم الحسّية البديهة المرئية، ولا يُعرِض عنه إلا الذي لا يحظى بسراج الحجة ويزيغ عن المحجّة، فتعسًا للمعرضين. وقد تقرر في ديننا أن بعض الأوقات مباركة تُجاب فيها الدعوات، وتُسمع فيها التضرّعات.. كليلة القدر وثُلث الأخير من الليل. وقال المحققون إن في الأوقات التي عُيّنتْ للصلاة بركات مخفية فلذلك خصّها الله للعبادات، فمن حافظ عليها وقضى كل صلاة بحضور القلب في وقتها فلا شك أنه يُعطى بركاتها ويُصيبه حظ منها، وينال سعادة مطلوبة ويُنجَّى مِن بئس القرين. فتأمَّلْ هذا الموضع حق التأمل فإنه موضع عظيم. ومَن جدّ في الطلب وجاهد فتقارنه العناية والتوفيق والاجتباء، ويعصمه الله من الخذلان، ويجعله من الموفَّقين.
تماااام ، اغلق الفيديو يا مروان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق