السبت، 24 ديسمبر 2022

درس القرآن و تفسير الوجه الأخير من لقمان .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الأخير من لقمان .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :

 

 افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الرابع و الأخير من أوجه سورة لقمان ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .

بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الرابع و الأخير من أوجه سورة لقمان ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :

- من أحكام النون الساكنة و التنوين :

الإظهار : أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين الحروف من أوائل الكلمات (إن غاب عني حبيبي همّني خبره) , و حروف الإظهار تجعل النون الساكنة أو التنوين تُظهر كما هي .

الإقلاب : إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء يُقلب التنوين أو النون ميماً . ثم يكون إخفائا شفويا . مثال : من بعد .
__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

في هذا الوجه المبارك العظيم يقول تعالى :

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} :

(ألم تر أن الله يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل) هذه إشارة مبطنة إلى الحركة الدائرية للّيل و النهار ، و لا تكون الحركة الدائرية لّليل و النهار إلا إذا كانت الأرض و الشمس و القمر مُكَوَّرَات ، مُكَوَّرَات أي دائريات ، في حركات دائرية إهليجية ، (ألم تر أن الله يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل) يعني نعمة تعاقب الليل و النهار بصفة دورية دائرية لأنه هو الشكل الهندسي اللي/الذي يكون فيه الحركة إنسيابية متعاقبة متتالية بشكل إهليجي أو دائري ، يعني كل أشكال الدائرة ، إهليجي إن كانت أم دائرة منتظمة يعني ، و غالباً المسارات الفلكية بتبقى/تكون إهليجية ، (و سخر الشمس و القمر كل يجري إلى أجل مسمى) يعني جعل الشمس و القمر في خدمة الإنسان و نعلم ما هي خدمات الشمس و نعلم ما هي خدمات القمر ، نعلم ذلك في هذا العصر ، (كل يجري إلى أجل مسمى) يعني الحركة المنتظمة دي سيكون لها أجل محدد ، مُسمى محدد يعلمه الله سبحانه و تعالى ، (و أن الله بما تعملون خبير) كل أعمالكم الله سبحانه و تعالى هو خبير بها ، عليم بها .
___

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} :

(ذلك بأن الله هو الحق و أن ما يدعون من دونه الباطل) الله سبحانه و تعالى هو الحق و هو أصل الحق و هو التوحيد و هو إله واحد ، (و أن ما يدعون من دونه الباطل) المشركون يدعون آلهة أخرى مزيفة باطلة من دون الله سبحانه و تعالى ، (و أن الله هو العلي الكبير) الله هو الإله العلي ، الإله الكبير ، الإله المتعال .
___

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} :

(ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله) يعني نعمة من نِعَم الله سبحانه و تعالى التي سخرها في هذا الكون ، و هو قانون أرشميدس للطفو ، أن الفُلك تطفو في البحار و تجري ، و يكون وسيلة من وسائل المواصلات و كذلك يكون وسيلة من أسباب الرزق بصيد الأسماك من وسط البحار و ما إلى ذلك ، (ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته) تروا من آيات الله عز و جل في هذا الكون أي نِعمه ، (إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) الإنسان لما يتأمل في هذا الكون ، في هذه الدنيا يأخذ العظة و يصير صبار شكور ، يعني صبار يعني إيه؟ كثير الصبر و هي صيغة مبالغة فَعّال ، شكور أي كثير الشكر على وزن فعول ، و من تأمل في آيات الله صار صباراً شكورا ، و دي أدوات الإستمرارية ، أدوات الإستمرارية العاقلة المتزنة في الكون و هي الصبر و الشكر ، الصبر المبالغ فيه و كذلك الشكر المبالغ فيه ، شكر النِعَم ، أن تشكر الله على نِعَمه و أن تصبر على أذى الدنيا و العياذ بالله .
___

{وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} :

(و إذا غشيهم موج كالظلل) في البحر تأتي الإبتلاءات ، من ضمن الإبتلاءات : الأمواج العاتية التي تبطش بالسفن ، فيحصل إيه؟ هيخافوا ، لأن هم/لأنهم افتكروا إن هم/إنهم اقتربوا من إيه؟ حافة الموت ، لذلك كفى بالموت و ذكراه واعظاً ، (و إذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين) يعني دعوا الله بكل إيه؟ إخلاص ، هنا يبين لك إن مخ العبادة هي الدعاء ، الدعاء ، التوجه إلى الله بالدعاء ، (فلما نجاهم إلى البر) ربنا نجاهم إلى الإستقرار يعني ، بعيداً عن تلاطم الأمواج ، (فمنهم مقتصد) من اللي كانوا مخلصين في الدعاء ، أصبحوا الآن متوسطين في العمل ، يعني المفروض بعد هذا الإبتلاء و هذه الآيات و هذه النجاة و تلك النعمة العظمى من الله سبحانه و تعالى ، الإنسان يكون مثابر في العبادة و في الخشوع و في الدعاء بعد الإستقرار ، ربنا بيتعجب ، بيقول : (فمنهم مقتصد) منهم اللي بيتوسط في الأعمال ، ماعندهوش/ليس عنده همة في الأعمال ، (و ما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور) ربنا اعتبر التوسط في العمل جحود ، بالنسبة للموقف المهول الذي تعرضوا له في وسط البحر و الأمواج ، (و ما يجحد بآياتنا) اللي بيجحد ده ما هو إلا ختار كفور ، ختار أي غدار ، و الختر هو أتم الغدر ، كفور أي غطى رأسه أي عقله عن التفكر في نِعَم الله و آياته ، و هذا هو الكُفر أي التغطية ، تمام؟ .
___

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} :

(يا أيها الناس اتقوا ربكم و اخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده و لا مولود هو جاز عن والده شيئاً) ربنا بيذكر الناس باليوم الآخر ، الذي هو علة الإيمان و علة التقوى ، التفكر بالموت و ما بعد الموت ، من يوم آخر و حساب و جزاء ، (يا أيها الناس اتقوا ربكم و اخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده) يعني كل واحد متعلق من عرقوبه ، يعني كل واحد يُجازى عن نفسه و يُحاسب عن نفسه ، (لا يجزي والد عن ولده) يعني محدش/لا أحد هيُسأل عن ولده ، و لا مولود يُجزى عن والده يعني لا يُسأل عن والده في الأعمال يعني و في الحساب ، (إن وعد الله حق) يعني وعد الآخرة و يوم الآخر و البعث حق ، لأن الله هو الحق ، (فلا تغرنكم الحياة الدنيا) يعني لا تجعلوا الدنيا تغبش على بصائركم و تلهيكم و تجعلكم في غمرة و في غفلة عن الحقيقة ، (و لا يغرنكم بالله الغرور) يعني لا يبعدكم عن الله الغَرور ، الغَرور مين؟ إبليس ، غَرور من الإيه؟ من الغرر ، أي الخداع ، مخادع ، الغَرور هو إبليس المخادع المجرم الخبيث .

و غرور أي الذي غبّش و ضبّب الرؤيا و هو إبطال نور الشرائع عبر الزمان , غ  هو صوت الضباب , ر  صوت الرؤيا . غر , غرور فعول و هي صيغة مبالغة تعبر عن فعل ابليس الدنيء , و هو التعمية و تغبيش رؤية طريق الله المستقيم .
___

{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} :

(إن الله عنده علم الساعة) ربنا يعلم الساعة أي الكبرى أو الساعة الصغرى ، الساعات ، النهايات يعني ، (و ينزل الغيث) يعني يعلم أين تنزل الأمطار بالتحديد ، أين تتكون و أي تنزل و هي من الأرزاق التي اختص الله سبحانه و تعالى بعلمها ، (و يعلم ما في الأرحام) يعني يعلم الجنين الذي ينشأ في الرحم ، يعلم كل شيء عنه ، يعلم صفاته و يعلم موعد إيه؟ نزوله إلى الأرض ، تمام؟ ، و يعلم خفاياه و خباياه ، (و ما تدري نفس ماذا تكسب غداً) أي الأرزاق و الأقدار المتشكلة في الغد القريب و البعيد ، الله يعلمها و اختص بعلمها ، لأنه يعلم تشاكيل إيه؟ الغيب و تدابير القدر و تمثلات القضاء ، (و ما تدري نفس بأي أرض تموت) لا تعلم النفس متى تنتهي إلى الله عز و جل ، الله هو الذي يعلم و هو الذي يحدد بعلمه سبحانه و تعالى ، (إن الله عليم خبير) الله هو أصل العلم ، الله هو أصل الخبرة و تأتيه الأخبار و يُرسل الأخبار و هو خبير .
نقول في الأذكار : (رضينا بالله رباً و بالإسلام ديناً و بمحمد ﷺ نبياً و رسولاً) هذا الذكر له ما له ، و خلفه ما خلفه ، و سره أن كل جماعة تنشأ مع نبيّ ، هكذا يستضغفها و يَستَقِلُّها و يستهين بها من حولهم ، يعني النبي محمد ﷺ عندما بعثه الله و أنشأ جماعة الإيمان ، كانوا بالنسبة للأقوام المحيطة و للأديان المحيطة ، جماعة قليلة أو جماعة ليست لها قوة ، أين هم بالنسبة لزخارف الكنائس و لا لطقوس اليهود مثلاً ، و لا لعبدة البقر من الهندوس مثلاً ، أصحاب إيه؟ مناظر و طقوس  و تدبيرات و تكليفات و جماعات و أموال ، لكن كان المسلمون جماعة قليلة ليس عندهم إلا كلمات ، فالناظر بعين الدنيا يَستَقِلُّ هذه الجماعة و يستهين بها ، لكن الناظر بعين الله عز و جل و بالخشوع و بالتدبر يعلم أنها جماعة الحق ، كذلك اليوسفيون اليوم هم كجماعة النبي ﷺ في مكة و في المدينة في بداياتهم ، الكفار يستقلونهم و ينظرون إليهم بعين الإستهانة و بعين الإستضعاف ، و لكن قدرهم عند الله عظيم ، كذلك كانت جماعة الإمام المهدي ﷺ في أيام حياته ، فهذا معنى (رضينا بالله رباً) لأن المسلمين علّمهم النبي ﷺ أن يكونوا راضين بالله رباً ، يعني راضين بالجماعة البسيطة دي التي ليس عندها إلا كلمات الله و وحي الله و وصال الله ، لأن الله يعلم و النبي يعلم أن هذه الكلمات هي أصل الحضارات ، أن هذه الكلمات هي التي تنشيء الحضارات و لكن عبر مرور الأزمان في التاريخ ، فهنا النشأة و هنا التأسيس لإيمان يطول عبر القرون ، و كونوا على قدر هذا الإيمان ، و كونوا على قدر هذه المسؤولية ، و كونوا على قدر هذه الأمانة .
و بالأمس سألني أحمد عن آية (كنا طرائق قددا) هنا الجن يتحدثون أنهم كالأنس عندهم جماعات و أحزاب متنازعة متنافرة متدابرة متقاتلة ، فقال لي : يعني إيه قددا؟ ،  قلتُ له بقى يعني تَقُدُّ بعضها بعضاً يعني تقاتل بعضها بعضا ، و تقاتل بعضها بعضا ، من إيه؟ من قَدَّ ، (قدت قميصه من دبر) يعني مزقت القميص ، القَدّ هو القميص ، قددا أي جماعات متمزقة متنازعة ، فهكذا هم الجن و كذلك هم الإنس ، فهذا معنى (قددا) ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
__

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙


- في فجر يوم الجمعة ٢٣/ديسمبر/٢٠٢٢ ، رأيتُ أنني كنت جالسة برفقة طلبة من العلم يتناقشون في أمر و أظن ظلم أصاب طالبة ، و كان نبي الله الحبيب يوسف بن المسيح ﷺ جالساً على كرسي ، و الطلبة واقفين أمامه و أنا جالسة عند قدمي نبي الله متجهة بوجي نحو نبي الله ، و ثم قال أحد الطلبة بأنه يدافع و يقول مجاملاً عن إحدى الطالبات و كان ينافق في ذلك حتى يُعجب من حوله ، فقال له نبي الله : كاذب ، كاذب ، و كانت ملامح نبي الله حازمة قوية شديدة ، فعلمت أن عليَّ نصرت نبيي فوقفتُ و التفتُ للكاذب ، فإذ كان وجهه بشعاً بشدة لا تطاق ، و كان يتغيظ و لا يعجبه كلام نبي الله و منزعج منه و ينفر منه و يكن الأذى و الشر للنبي الله ، فقلتُ : حقاً أن وجهك وجه كاذب ، فأخذتُ أقول للبقية انظروا لخبثه و كذبه و كيف يتلون و يتظاهر بوجه العطف ليستعطفكم عليه ضد النبي و ثم يبتسم إبتسامة شيطانية ساخرة من نبي الله و يخفيها عنكم ، و لما رأيتُ يفعل ذلك ، ثارت روحي و هاج قلبي غيرةً و نصرةً لنبي الله فأخذتُ أزجره بقوة و أضربه بقوة حتى إرتمى على الأرض و أخذ يُكمل دور الضعيف ، فأكلمتُ زجره و فضحتُ أمره ، كان شيطاناً لعيناً .

و في مشهد آخر رأيتُ نسراً و له زوجتين خاضعتين له و تبيضان له بيضاً كثيراً ، و كان هو من يعتني بالبيض و منه الأبيض و منه الأسود ، منه الكبير و منه الصغير ، و كان العش فيه نباتات خضراء كثيرة نضرة ، و كان العش في ركن من بيت نبي الله الحبيب يوسف بن المسيح ﷺ ، و ثم رأيتُ أن النسر يمشي نحوي كأنه إنسان و يُشير عليَّ بتنظيف بقعة على الأرض ، ففعلتُ ذلك بصب الماء و إزالتها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق