الجمعة، 10 فبراير 2023

درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من سبأ .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من سبأ .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :

 

افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الثالث من أوجه سورة سبأ ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .

بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثالث من أوجه سورة سبأ ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :

المدود الخاصة و تمد بمقدار حركتين ، و هي :
  - مد لين مثل بيت ، خوف .
  - مد عوض مثل أبدا ، أحدا
  - مد بدل مثل آدم ، آزر .
  - مد الفرق مثل آلله ، آلذكرين .
__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

في هذا الوجه العظيم المبارك يذكر سبحانه و تعالى جانب من جوانب قصة سبأ او حضارة سبأ في اليمن ، فيقول :

{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} :

(لقد كان لسبإ في مسكنهم آية) يعني قرية سبأ أو حضارة سبأ في اليمن كانت آية من آيات الله في ذلك الزمان يعني بالنسبة للناس الموجودة في ذلك الزمان ، و بالنسبة لإمكانيات الناس و الإنسان في ذلك الزمن ، (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين و شمال) يعني الزروع و المروج و الغابات و الثمار منتشرة كثيراً يعني ، هذا معنى (عن يمين و شمال) يعني إيه؟ كل حتة/مكان بتشوفهم/تراهم ، مش معنى إن هما/انهما بستانين بس/فقط كده عن اليمين و عن الشمال ، لأ ، هذا إيه؟ تعبير لدلالة إنتشار الحياة و النبات ، و الثمار هي حياة ، بداية الحياة ، (كلوا من رزق ربكم) يعني ربنا بيقول لهم : كلوا من هذا الرزق العظيم ، (و اشكروا له) أدوا شكر الله عز و جل ، يعني احمدوا الله عز و جل ، تمام ، لأن الحمد هو سر الدين ، (بلدة طيبة و رب غفور) يعني إيه؟ بلدة فيها أرزاق خيِّرة طيبة ، (و رب غفور) إلهكم إله غفور .
___

{فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ} :

(فأعرضوا) يعني إيه؟ كفروا بتلك الأنعم و بطروا و كفروا بالأنبياء و بدعوى الرسل ، (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم) سيل العرم يعني زي/مثل طوفان كده ، عرم يعني شديد ، عَرّى ثمارهم و جناتهم من كل خير ، عَرّاها فكان عرماً شديداً ، سيل يعني طوفان كده دخل أفسد كل إيه؟ البساتين و الزروع ، (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم و بدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط) يعني بدل ما كانوا جنات فيها ثمار و زروع و بهجة و حياة ، أصبحت فيها إيه؟ جنات برضو/أيضاً يعني زروع و لكن إيه بقى؟ (ذواتي أكل خمط) لأن الثمار اللي بتطلع/بتخرج من الأشجار مُرَّة ، خمط يعني مريرة ، (و أثل) يعني أشجار ليس لها ثمار ، هذا معنى الأثل ، (و شيء من سدر قليل) سدر قليل ، نبات كده إسمه ، بنسميه النَّبق ، النبء ، (و شيء من سدر قليل) يعني نبقه/نبئه قليل ، قليل جداً .
___

{ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ} :

(ذلك جزيناهم بما كفروا) هذا جزاء كفر النعمة و العياذ بالله ، (و هل نجازي إلا الكفور) يعني هل نعذب إلا الذي يكفر نعمة الله عز و جل؟ .
___

{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ} :

(و جعلنا بينهم و بين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة) يعني المسيرة و المسافة بين اليمن و الشام كان فيها قرى قوية ، (ظاهرة) يعني قوية ، ظهير يعني سند و قوة ، ظَهَرَ على شيء يعني إيه؟ سيطر عليه و قَويَ ، هذا أمر ظاهر يعني قوي ، قرى ظاهرة يعني قرى قوية متمكنة زي/مثل إيه؟ مكة مثلاً ، الطائف ، المدينة المنورة اللي هي كانت يثرب ، و غيرها إيه؟ من القرى ، قرى قوية تجلب أو تجعل هناك أمن في المسير ، تجعل هناك أمن في المسير من اليمن إلى الشام و من الشام إلى اليمن ، في طريق محدد ، كان ده في حد ذاته في ذلك الوقت نعمة عظيمة ، لأن القرى الظاهرة دي بقى يبقى فيها أكل و مبيت و تجارة و راحة و دليل للسفر و هكذا ، فكانت إيه؟ تعتبر نعمة بمقاييس ذلك الزمان ، (و جعلنا بينهم) أي بين اليمن ، (و بين القرى التي باركنا فيها) أي في الشام ، (قرى ظاهرة) اللي هي الطائف و مكة و المدينة مثلاً و غيرها من القرى ، (و قدرنا فيها السير) يعني جعلنا السفر فيها و رحلة الشتاء و الصيف مقدرة ، رحلة الشتاء و الصيف ، الشتاء يذهبوا لليمن ، و الصيف يذهبوا للشام ، في تجارة مستمرة كما ذكر الله في سورة قريش ، (و قدرنا فيها السير) أي جعلناه مُقدّراً مقدوراً ، (سيروا فيها) أي في ذلك السبيل و في تلك القرى ، (سيروا فيها ليالي و أياماً آمنين) يعني تقريباً كانت الرحلة تاخدلها/تأخذ شهرين ، كان في أمن و أمان نتيجة إيه؟ هذا الطريق الآمن المليء بالقرى الظاهرة .
___

{فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} :

(فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا) يعني لسان حالهم إن هو تكبروا على النعمة دي ، قالوا إحنا/نحن مش محتاجين للقرى دي ، إحنا/نحن نقدر يبقى معنا قوة و زاد و زواد نقدر نمشي من اليمن للشام من غير ما إيه؟ نستريح في القرى دي ، ده كان لسان حالهم , يعني بيتكبروا ، (فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا و ظلموا أنفسهم) يعني ظلموا أنفسهم بكبرهم و تعاليهم على نعمة الله عز و جل ، إيه اللي حصل بقى؟ (فجعلناهم أحاديث) يعني جعلناهم عِبرة ، كلمة (أحاديث) هنا بقى معناها عِبرة ، (فجعلناهم أحاديث) يعني عِبرة الناس بتتناقل أحداثهم ، (و مزقناهم كل ممزق) يعني دمرناهم كل التدمير ، (إن في ذلك لآياتٍ لكل صبار شكور) في تلك الأحداث و تلك الذكرى و تلك العِبرة آية بل آيات للإعتبار لمن؟ للذي فيه صفة الصبر و الشكر ، و ليس الصبر فقط و ليس الشكر فقط ، إنما المبالغة في الصبر و المبالغة في الشكر ، فيكون صبّار شكور ، صبّار شكور ، نهاية الصبر و الشكر عظيمة جداً و جميلة جداً و مُجربة على مر التاريخ ، .... قانون تاريخيّ , الصبر و الشكر بيجلب الخير و النعمة .
___

{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} :

(و لقد صدق عليهم إبليس ظنه) القرى الكافرة أو البَطِرَة التي تكفر بنِعَم الله عز و جل ، هذه القرى (لقد صدق عليهم إبليس ظنه) يعني جعلهم كمثله في التكبر و كفران النعمة و إيه تاني؟ و أن يكونوا غير راضين عن الله ، فهذا هو تصديق ظن إبليس على الناس و العياذ بالله ، (و لقد صدق عليهم إبليس ظنه) يعني ختمهم بالختم بتاعه/ختمه الخاص ، إيه اللي حصل؟ (فاتبعوه) فاتبعوه في الظاهر و في الباطن يعني ، (إلا فريقاً من المؤمنين) كان في فريق من المؤمنين هم اتبعوا الأنبياء و كان عندهم شكر للنعمة .
___

{وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} :

(و ما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك) إبليس و الشياطين ليس عليهم سلطان على الناس إلا الوسوسة ، فمنهم من يستجيب و منهم من إيه؟ يستعيذ بالله عز و جل من الشيطان الرجيم ، (و ما كان له عليهم من سلطان) أي هذا الإختبار ، الله سبحانه و تعالى قَدَّرَهُ لشيء و لحكمة و هي لكي يعلم الله سبحانه و تعالى من يؤمن بالآخرة ، بالقيامة الكبرى و البعث ، و من هو في شك منها ، فربنا يعلم , علشان ربنا يعلم مين النفس الطيبة و مين النفس الخبيثة و العياذ بالله ، و ده إختبار و دي نتيجة ، (و ربك على كل شيء حفيظ) الله سبحانه و تعالى حفيظ على كل النِعَم و على كل الأقدار و على كل التسيار ، (و ربك على كل شيء حفيظ) حكيم حفيظ قوي مسيطر محيط مهيمن .
___

{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ} :

(قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله) هنا تحدي من الله عز و جل ، بيقول للكفار : (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله) الأشياء اللي تعلقتم بها من غير الله عز و جل ، (لا يملكون مثقال ذرة في السماوات و لا في الأرض) ليس لهم إيه؟ مُلك لا في السماوات و لا في الأرض ، (و ما لهم فيهما من شرك) ليس لهم نصيب و مشاركة مع الله عز و جل ، (و ما له منهم من ظهير) الله سبحانه و تعالى لا يتخذهم ظهير له و لا عون له و لا حماية له ، فربنا هنا بيتحداهم ، بيقول لهم ، بيقول للكفار : إنتو استغنيتوا عني/أنتم استغنيتم عني؟؟! أو أشركتم معي آلهة أخرى كاذبة ! ، اذهبوا لهم لعلهم ينصرونكم و لن ينصرونكم .
__

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 


======================

خادم يوسف

يقول الامام المهدي الحبيب في التجليات الالهية : ظهر في الدنيا نبي لكنها لم تقبله لكن الله سيقبله ويظهر صدقه بهجمات عنيفة وصولات قوية نبوءة من الله تعالى بحدوث خمسة زلازل ونصها؟ سأريكم بريق هذه الآية خمس مرات المراد من هذا الوحي الإلهي أن الله يقول إن خمسة زلازل هائلة سوف تحدث بعد فواصل قصيرة لمجرد تصديق هذا العبد المتواضع، والغاية الوحيدة منها أن يدرك الناس أني منه، وسيكون لكل منها بريق من شأنه أن يتذكَّر العالم برؤيته اللهَ، وسيكون لها تأثير مخيف في القلوب وستكون غير عادية في قوتها وشدتها وإلحاق الأضرار وسوف يفقد الناس صوابهم لرؤيتها، وسيفعل الله سبحانه وتعالى كل ذلك غيرةً منه لأن الناس لم يعرفوا الوقت.


خادم يوسف

ويقول الامام المهدي الحبيب في التجليات الالهية : ومما يجدر بالذكر أنه كان لا بد من كثرة الأموات في زمن المسيح الموعود كما كان حدوث الزلازل وتفشي الطاعون أمرا مقضيا. وهذا هو معنى الحديث الذي ورد فيه سيهلك الناس بنفس المسيح وسوف يعمل نفسه القاتل على مدِّ بصره، ولا يُفهمَنَّ من هذا أن المسيح الموعود قد وُصف في هذا الحديث بأنه ساحرٌ ينـزع أكباد الناس بمجرد إلقاء نظرة عليه، وإنما المعنى الصحيح للحديث أنه حيثما ستنتشر أنفاسه الطاهرة - أي تعاليمه - سيرفضها الناس ويكذبونها ويسيئون إليه. وإن رفضهم هذا سيتسبب فى حلول العقاب عليهم . هذا الحديث يفيد أن المسيح الموعود سيلقى إنكارا شرسا وينـزل بسببه الطاعون في البلد وتحدث الزلازل العنيفة ويُرفع الأمن، وإلا فمن غير المعقول أن تقوم قيامةٌ بأنواعِ العذاب دونما سبب على الصالحين ذوي السلوك الحسن، وبهذا فقد اعتبر السفهاء من الناس في العصور الأولى كل نبي وجه نحس وعزَوا إليهم عقوبة أعمالهم. والحق أن النبي لا يجلب العذاب، بل إن كون الناس يستحقون العذاب يستنـزل النبي ليقيم عليهم الحجة، ويولِّد الضرورة لبعثته. ولا يمكن أن ينـزل العذاب الشديد قبل أن يُبعث نبيٌ كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: (وَما كُنّا مُعَذِّبين حَتّى نَبْعَثَ رَسُولاً (بني إسرائيل:16). فما السبب إذن وراء تفشي الطاعون هذا الذي يلتهم البلد من ناحية وعدم انقطاع الزلازل المهيبة من جهة ثانية. أيها الغافلون، انهضوا فتحسسوا لعل نبيا من الله قد بُعث فيكم وأنتم تكذّبونه، ونحن الآن في السنة الرابعة والعشرين من القرن الهجري. لأن السؤال يطرح نفسه هنا أنه لِماذا نزل عليكم هذا الوبال الذي يفصل عنكم أصدقاءكم كل عام ويترك على قلوبكم أثر الفراق بفصل الأحبة عنكم، دون أن يُبعث رسول من الله؟ فلا بد أن يكون هناك أمرٌ. لمَ لا تتحرون؟ ولم لا تتدبرون الآية المذكورة آنفا حيث يقول الله تعالى (وَما كُنّا مُعَذِّبين حَتّى نَبْعَثَ رَسُولاً)(بني إسرائيل:16) أي إنا لا نُنـزل على أي قرية عذابا غير عادي ما لم نرسل إليهم رسولا لإتمام الحجة عليهم، ففكِّروا الآن أليس هذا العذاب الذي تعانونه منذ سنين غيرَ عادي؟ إنكم تواجهون النوائب التي لم يَسمع بها أجدادُكم ولم يسبق لها نظير في آلاف السنين الماضية.

اليوم، الساعة 10:01 م




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق