درس القرآن و تفسير الوجه الرابع من سورة يس .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح
سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه
الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الرابع
من أوجه سورة يس ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني
ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله : الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الرابع من أوجه سورة يس ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة : - مد فرعي بسبب السكون : مد عارض للسكون و يكون غالباً في نهايات الآيات و يمد بمقدار ٤ إلى ٥ حركات . و مد لازم حرفي أو كلمي : الحرفي هو في أوائل السور , و الكلمي مثقل و يُمد بمقدار ٧ حركات مثل (و لا الضآلين) . و المد الحرفي له ثلاثة أنواع : حرف واحد يمد حركة واحدة و هو الألف في حروف المقطعات في بداية السور ، مجموعة من الحروف تمد بمقدار حركتين و هي مجموعة في جملة (حي طهر) , و حرف تمد بمقدار ٦ حركات و هي مجموعة في جملة (نقص عسلكم) . ______ و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال : في هذا الوجه المبارك العظيم يُتابع سبحانه و تعالى بعرض النِعَم التي أنعم بها على البشر فيقول : {وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} : (و آية لهم) أي و نعمة لهم ، (أنَّا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون) يعني أعطيناهم نعمة الطفو في البحر ، يعني نعمة السفن التي تجري في البحر فتسير بهم و تنقلهم من مكانٍ إلى آخر . ____ {وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ} : (و خلقنا لهم من مثله ما يركبون) يعني قدرنا لهم مراكب أخرى إما أن تكون بهائم و إما أن تكون مصنوعات ، مصنوعات كالتي نركبها اليوم ، (و آية لهم أنَّا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون ¤ و خلقنا لهم من مثله ما يركبون) و الأصل في الفُلك المشحون إن هو/إنه علم ربنا إداه/أعطاه للبشر ، اكتشفوه بالتجربة و المشاهدة و طوروه مع الزمان فأصبح هناك إيه؟ سفن تسير في البحر بأنواع متنوعة مختلفة ، حتى إيه وصلنا الآن إلى حاملات الطائرات و الغواصات النووية و ما إلى ذلك ، (الفُلك المشحون) أي إيه؟ الذي ركب فيه جماعة كثيرة من البشر و شُحِنوا فيه و انتقلوا من مكان إلى آخر ، فهذا هو الشحن ، ____ {وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنقَذُونَ} : (و آية لهم أنَّا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون ¤ و خلقنا لهم من مثله ما يركبون ¤ و إن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم و لا هم ينقذون) أي أن الله سبحانه و تعالى آخذٌ بناصية كل مركب و كل دابة فيستطيع بأمره أن يُهلك تلك دابة ، فإن كانت في البحر غرق من كان عليها ، (و إن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم و لا هم ينقذون) يعني يكون الإغراق سريع فلا يستطيعون طلب النجدة و لا يتم إنقاذهم . ____ {إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} : (إلا رحمة منا و متاعاً إلى حين) يعني أن جريان هذه النعمة و هذا القانون الفيزيائي الذي خلقه الله في هذا الكون في هذه الكيفية أو بتلك الطريقة هي رحمة من الله سبحانه و تعالى ، (و متاع) يعني نعمة دنيوية ، دايماً كده كلمة المتاع تأتي للنِعَم الدنيوية ، (و متاع إلى حين) إلى أجل محدد ، أي أن الدنيا فانية و سوف تقوم الساعة الكبرى بغتة ، و سنعرف قرائن هذا الأمر في هذا الوجه . ____ {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} : (و إذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم و ما خلفكم لعلكم ترحمون) يعني إذا قيل لهم على لسان الرسل ، أي قيل للناس على لسان الرسل المبعوثين عبر الأزمان و عبر القرون ، أن اتقوا ما بين أيديكم ، أي اتقوا ما أنتم فيه الآن ، اتقوا الله فيما أنتم فيه الآن و أحسنوا العمل و أحسنوا القول و أحسنوا النية ، فتلك التقوى ، فتلك هي التقوى ، إذا قيل لهم ذلك على لسان الرسل من باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، (إذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم) أي في دنياكم ، (و ما خلفكم) أي اعملوا لما خفي عنكم في اليوم الآخر ، كذلك (و ما خلفكم) أي اعملوا لآثاركم التي سوف تتركونها في الدنيا بعد مماتكم ، لأن الإنسان له عمل لا ينقطع في الدنيا ، آثار أعماله لا تنقطع في الدنيا ، فإن كانت خيراً فخير ، فإن كانت شراً فشر و العياذ بالله ، فالله سبحانه و تعالى يدعونا للتقوى أي الإحسان و المراقبة في أعمالنا و نحن أحياء في هذه الدنيا و كذلك في بعد مماتنا أي نعمل لما بعد الممات لكي تكون أثر أعمالنا في الدنيا خير و كذلك (و ما خلفكم) أي لما خفي عنكم في اليوم الآخر ، (و إذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم و ما خلفكم لعلكم ترحمون) يمكن/ربما تُرحموا ، يعني أن الله سبحانه و تعالى سينظر إلى الأعمال و إلى النوايا و سيَزن القلوب بميزان الحق ، فلذلك أتت كلمة (لعلكم) أي لأن الله سينظر فربما نجوتم و ربما هلكتم و العياذ بالله . ____ {وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} : (و ما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين) أي في الدنيا لا تأتيهم آية روحية على لسان الرسل إلا أعرضوا عنها و تولوا عنها و استهزؤا بها و سخروا منها ، (و ما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين) أي لا يتفكرون و لا يخشعون . _____ {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} : (و إذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين) يعني لما الرسل و أتباع الرسل يأمرون الناس بالتراحم فيما بينهم و الإنفاق على الفقراء و إطعامهم ، يقول الكفار إستهزاءً كيف نطعم من أفقره الله ، كيف نطعم من لو يشاء الله أطعمه ، القول هو في مناط الإستهزاء ، و لكن الله سبحانه و تعالى أمرنا بالتكافل و أمرنا بإطعام الفقراء و المساكين و أوجب في ذلك أبواباً كثيرة ، (و إذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين) يعني يا أيها المؤمنون أنتم في ضلال ظاهر بَيّن إن كنتم تعتقدون أن علينا إطعام الفقراء ، لأنكم تقولون أن الله هو الغني و هو الذي يُغني و هو الذي يُفقر ، إذاً فلما لا يُغنيهم كما أغنانا ! ، فتلك حُجة داحضة و باطلة لأن الله يبلونا بعضنا ببعض . _____ {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} : (و يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) يعني الكفار يستهزؤا و يقولوا للرسل و للمؤمنين : متى هذا الوعد أي قيام الساعة الكبرى ، إن كنتم صادقين أيها الرسل و أيها المؤمنون ، فيقولون ذلك من باب الإستهزاء . _____ {مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ} : فيقول تعالى : (ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم و هم يخِصّمون) يعني لن ينتظروا أو لن يكون هنالك إلا أنهم سوف ينتظرون صيحة واحدة من إسرافيل -عليه السلام- تأخذهم ، تُفنِيهم ، (و هم يخصمون) أي يتخاصمون و يتجادلون في أمور الدنيا و تفاهات الدنيا و متاع الدنيا الزائل ، هذا معنى (يَخِصِّمُونَ) أي دائماً في شجار مستمر و جدال مستمر و تخاصم مستمر بسبب هذه الدنيا النتنة الزائلة الزائفة ، هذا معنى (يَخِصِّمُونَ) دائماً في تخاصم مستمر ، و هكذا هي حال الدنيا و حال الناس فيما بينهم ، متخاصمين متدابرين متنافرين متشاجرين بسبب الدنيا أو بسبب الرغبات الدنيوية الزائلة الزائفة الفانية ، قَلَّ من يكون تقيّ ، (ما ينظرون) أي لن يكون في انتظارهم إلا صيحة واحدة من إسرافيل ، صيحة يعني نفخة في البوق ، يعني هكذا عُبِرَ عنها مجازاً يعني ، كأنه ملاك ينفخ في بوق عظيم فيُفنِي الناس بأمر الله عز و جل ، هو يُفنِي الكون بأمر الله عز و جل في صيحة واحدة . _____ {فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} : (ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم و هم يخصمون) حينها ، حين تلك الصحية : (فلا يستطيعون توصية و لا إلى أهلهم يرجعون) يعني تأتي بغتة فهذه قرينة تُثبت أن القيامة الكبرى تكون بغتة أي فجأة ، (فلا يستطيعون توصية) مايقدرش/لا يقدر يوصي لأنه لن يكون هناك خلفه أحد ، (و لا إلى أهلهم يرجعون) لن يرجعوا إلى أهاليهم/أهلهم لأنها صيحة تأخذهم جميعاً . _____ {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ} : (و نفخ في الصور) مرة أخرى بقى ، النفخة التانية ، (فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون) من الأجداث أي من القبور ، ينسلون أي يخرجون سراعاً منسلين منتشرين كالجراد في تسلسل من أولهم إلى آخرهم ، يعني وفقاً لإيه؟ لترتيب خِلقَتهم أو خَلقهم في الدنيا يخرجون و ثم يصيرون كالجراد المنتشر سراعاً إلى المحشر ، حد يعرف يقول معنى أجداث؟ ، دايماً عرفنا ، دايماً نخلي/نجعل الكلمة لأصلها ، و غالب الأصل بيكون في الفعل الماضي ، ده في الغالب ، لكن مش في كل الأحوال يعني ، أجداث : جدث ، حد يعرف يقول؟ سهلة ، تحليل جزئي لترى المعنى السائغ لهذه الكلمة ، لأ ، جدث يعني تجدد الإندهاش و التفاجؤ... في إيه؟ في البرزخ ، تجدد التفاجؤ و الإندهاش في البرزخ ، كذلك جدث أي يجد الإندهاش و التفاجؤ و الألم و تمثل عملي في البرزخ ، هذا معنى الجدث ، لأن الجد ، جد(جدث) أي وجد و كذلك من التجدد ، و الثاء دائماً هو صوت الإندهاش و كذلك هو صوت الأفعى و العياذ بالله . _____ {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} : (قالوا يا ويلنا) يعني يا للمصيبة ، (يا ويلنا) يعني يا للمصيبة ، (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) يعني إحنا/نحن كنا ميتين ، كيف بُعِثنا و من بَعَثَنا؟! ، مرقدنا أي من الرقدة أي الركون و السكون في البرزخ ، (هذا ما وعد الرحمن و صدق المرسلون) هم بقى اللي بيقولوا بقى ، هو ده وعد الرحمن اللي إيه؟ أرسل الرسل وصدق المرسلون أي صدق المبعوثون النبيون من الله الباعث . _____ {إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ} : (إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون) ربنا بيقول : لم تكن إلا صيحة واحدة بأمرنا إلى إيه؟ إسرافيل لكي يفعل ذلك ، (فإذا هم جميع لدينا محضرون) أُحضروا مرة أخرى في اليوم الآخر بكل سهولة . _____ {فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} : (فاليوم لا تظلم نفس شيئاً) لن يكون هنالك ظلمٌ اليوم ، (و لا تجزون إلا ما كنتم تعملون) ستتمثل الأعمال و ستوزن ، و ستوزن القلوب و يحاسب الله سبحانه و تعالى على النيات و تظهر الخفايا ، و سنعلم ذلك بالتفصيل في الوجه القادم بأمر الله تعالى ، حد عنده أي سؤال؟ . ______ و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك : هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك . _______ و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله : الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الرابع من أوجه سورة يس ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة : - مد فرعي بسبب السكون : مد عارض للسكون و يكون غالباً في نهايات الآيات و يمد بمقدار ٤ إلى ٥ حركات . و مد لازم حرفي أو كلمي : الحرفي هو في أوائل السور , و الكلمي مثقل و يُمد بمقدار ٧ حركات مثل (و لا الضآلين) . و المد الحرفي له ثلاثة أنواع : حرف واحد يمد حركة واحدة و هو الألف في حروف المقطعات في بداية السور ، مجموعة من الحروف تمد بمقدار حركتين و هي مجموعة في جملة (حي طهر) , و حرف تمد بمقدار ٦ حركات و هي مجموعة في جملة (نقص عسلكم) . ______ و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال : في هذا الوجه المبارك العظيم يُتابع سبحانه و تعالى بعرض النِعَم التي أنعم بها على البشر فيقول : {وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} : (و آية لهم) أي و نعمة لهم ، (أنَّا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون) يعني أعطيناهم نعمة الطفو في البحر ، يعني نعمة السفن التي تجري في البحر فتسير بهم و تنقلهم من مكانٍ إلى آخر . ____ {وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ} : (و خلقنا لهم من مثله ما يركبون) يعني قدرنا لهم مراكب أخرى إما أن تكون بهائم و إما أن تكون مصنوعات ، مصنوعات كالتي نركبها اليوم ، (و آية لهم أنَّا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون ¤ و خلقنا لهم من مثله ما يركبون) و الأصل في الفُلك المشحون إن هو/إنه علم ربنا إداه/أعطاه للبشر ، اكتشفوه بالتجربة و المشاهدة و طوروه مع الزمان فأصبح هناك إيه؟ سفن تسير في البحر بأنواع متنوعة مختلفة ، حتى إيه وصلنا الآن إلى حاملات الطائرات و الغواصات النووية و ما إلى ذلك ، (الفُلك المشحون) أي إيه؟ الذي ركب فيه جماعة كثيرة من البشر و شُحِنوا فيه و انتقلوا من مكان إلى آخر ، فهذا هو الشحن ، ____ {وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنقَذُونَ} : (و آية لهم أنَّا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون ¤ و خلقنا لهم من مثله ما يركبون ¤ و إن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم و لا هم ينقذون) أي أن الله سبحانه و تعالى آخذٌ بناصية كل مركب و كل دابة فيستطيع بأمره أن يُهلك تلك دابة ، فإن كانت في البحر غرق من كان عليها ، (و إن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم و لا هم ينقذون) يعني يكون الإغراق سريع فلا يستطيعون طلب النجدة و لا يتم إنقاذهم . ____ {إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} : (إلا رحمة منا و متاعاً إلى حين) يعني أن جريان هذه النعمة و هذا القانون الفيزيائي الذي خلقه الله في هذا الكون في هذه الكيفية أو بتلك الطريقة هي رحمة من الله سبحانه و تعالى ، (و متاع) يعني نعمة دنيوية ، دايماً كده كلمة المتاع تأتي للنِعَم الدنيوية ، (و متاع إلى حين) إلى أجل محدد ، أي أن الدنيا فانية و سوف تقوم الساعة الكبرى بغتة ، و سنعرف قرائن هذا الأمر في هذا الوجه . ____ {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} : (و إذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم و ما خلفكم لعلكم ترحمون) يعني إذا قيل لهم على لسان الرسل ، أي قيل للناس على لسان الرسل المبعوثين عبر الأزمان و عبر القرون ، أن اتقوا ما بين أيديكم ، أي اتقوا ما أنتم فيه الآن ، اتقوا الله فيما أنتم فيه الآن و أحسنوا العمل و أحسنوا القول و أحسنوا النية ، فتلك التقوى ، فتلك هي التقوى ، إذا قيل لهم ذلك على لسان الرسل من باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، (إذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم) أي في دنياكم ، (و ما خلفكم) أي اعملوا لما خفي عنكم في اليوم الآخر ، كذلك (و ما خلفكم) أي اعملوا لآثاركم التي سوف تتركونها في الدنيا بعد مماتكم ، لأن الإنسان له عمل لا ينقطع في الدنيا ، آثار أعماله لا تنقطع في الدنيا ، فإن كانت خيراً فخير ، فإن كانت شراً فشر و العياذ بالله ، فالله سبحانه و تعالى يدعونا للتقوى أي الإحسان و المراقبة في أعمالنا و نحن أحياء في هذه الدنيا و كذلك في بعد مماتنا أي نعمل لما بعد الممات لكي تكون أثر أعمالنا في الدنيا خير و كذلك (و ما خلفكم) أي لما خفي عنكم في اليوم الآخر ، (و إذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم و ما خلفكم لعلكم ترحمون) يمكن/ربما تُرحموا ، يعني أن الله سبحانه و تعالى سينظر إلى الأعمال و إلى النوايا و سيَزن القلوب بميزان الحق ، فلذلك أتت كلمة (لعلكم) أي لأن الله سينظر فربما نجوتم و ربما هلكتم و العياذ بالله . ____ {وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} : (و ما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين) أي في الدنيا لا تأتيهم آية روحية على لسان الرسل إلا أعرضوا عنها و تولوا عنها و استهزؤا بها و سخروا منها ، (و ما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين) أي لا يتفكرون و لا يخشعون . _____ {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} : (و إذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين) يعني لما الرسل و أتباع الرسل يأمرون الناس بالتراحم فيما بينهم و الإنفاق على الفقراء و إطعامهم ، يقول الكفار إستهزاءً كيف نطعم من أفقره الله ، كيف نطعم من لو يشاء الله أطعمه ، القول هو في مناط الإستهزاء ، و لكن الله سبحانه و تعالى أمرنا بالتكافل و أمرنا بإطعام الفقراء و المساكين و أوجب في ذلك أبواباً كثيرة ، (و إذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين) يعني يا أيها المؤمنون أنتم في ضلال ظاهر بَيّن إن كنتم تعتقدون أن علينا إطعام الفقراء ، لأنكم تقولون أن الله هو الغني و هو الذي يُغني و هو الذي يُفقر ، إذاً فلما لا يُغنيهم كما أغنانا ! ، فتلك حُجة داحضة و باطلة لأن الله يبلونا بعضنا ببعض . _____ {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} : (و يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) يعني الكفار يستهزؤا و يقولوا للرسل و للمؤمنين : متى هذا الوعد أي قيام الساعة الكبرى ، إن كنتم صادقين أيها الرسل و أيها المؤمنون ، فيقولون ذلك من باب الإستهزاء . _____ {مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ} : فيقول تعالى : (ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم و هم يخِصّمون) يعني لن ينتظروا أو لن يكون هنالك إلا أنهم سوف ينتظرون صيحة واحدة من إسرافيل -عليه السلام- تأخذهم ، تُفنِيهم ، (و هم يخصمون) أي يتخاصمون و يتجادلون في أمور الدنيا و تفاهات الدنيا و متاع الدنيا الزائل ، هذا معنى (يَخِصِّمُونَ) أي دائماً في شجار مستمر و جدال مستمر و تخاصم مستمر بسبب هذه الدنيا النتنة الزائلة الزائفة ، هذا معنى (يَخِصِّمُونَ) دائماً في تخاصم مستمر ، و هكذا هي حال الدنيا و حال الناس فيما بينهم ، متخاصمين متدابرين متنافرين متشاجرين بسبب الدنيا أو بسبب الرغبات الدنيوية الزائلة الزائفة الفانية ، قَلَّ من يكون تقيّ ، (ما ينظرون) أي لن يكون في انتظارهم إلا صيحة واحدة من إسرافيل ، صيحة يعني نفخة في البوق ، يعني هكذا عُبِرَ عنها مجازاً يعني ، كأنه ملاك ينفخ في بوق عظيم فيُفنِي الناس بأمر الله عز و جل ، هو يُفنِي الكون بأمر الله عز و جل في صيحة واحدة . _____ {فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} : (ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم و هم يخصمون) حينها ، حين تلك الصحية : (فلا يستطيعون توصية و لا إلى أهلهم يرجعون) يعني تأتي بغتة فهذه قرينة تُثبت أن القيامة الكبرى تكون بغتة أي فجأة ، (فلا يستطيعون توصية) مايقدرش/لا يقدر يوصي لأنه لن يكون هناك خلفه أحد ، (و لا إلى أهلهم يرجعون) لن يرجعوا إلى أهاليهم/أهلهم لأنها صيحة تأخذهم جميعاً . _____ {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ} : (و نفخ في الصور) مرة أخرى بقى ، النفخة التانية ، (فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون) من الأجداث أي من القبور ، ينسلون أي يخرجون سراعاً منسلين منتشرين كالجراد في تسلسل من أولهم إلى آخرهم ، يعني وفقاً لإيه؟ لترتيب خِلقَتهم أو خَلقهم في الدنيا يخرجون و ثم يصيرون كالجراد المنتشر سراعاً إلى المحشر ، حد يعرف يقول معنى أجداث؟ ، دايماً عرفنا ، دايماً نخلي/نجعل الكلمة لأصلها ، و غالب الأصل بيكون في الفعل الماضي ، ده في الغالب ، لكن مش في كل الأحوال يعني ، أجداث : جدث ، حد يعرف يقول؟ سهلة ، تحليل جزئي لترى المعنى السائغ لهذه الكلمة ، لأ ، جدث يعني تجدد الإندهاش و التفاجؤ... في إيه؟ في البرزخ ، تجدد التفاجؤ و الإندهاش في البرزخ ، كذلك جدث أي يجد الإندهاش و التفاجؤ و الألم و تمثل عملي في البرزخ ، هذا معنى الجدث ، لأن الجد ، جد(جدث) أي وجد و كذلك من التجدد ، و الثاء دائماً هو صوت الإندهاش و كذلك هو صوت الأفعى و العياذ بالله . _____ {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} : (قالوا يا ويلنا) يعني يا للمصيبة ، (يا ويلنا) يعني يا للمصيبة ، (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) يعني إحنا/نحن كنا ميتين ، كيف بُعِثنا و من بَعَثَنا؟! ، مرقدنا أي من الرقدة أي الركون و السكون في البرزخ ، (هذا ما وعد الرحمن و صدق المرسلون) هم بقى اللي بيقولوا بقى ، هو ده وعد الرحمن اللي إيه؟ أرسل الرسل وصدق المرسلون أي صدق المبعوثون النبيون من الله الباعث . _____ {إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ} : (إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون) ربنا بيقول : لم تكن إلا صيحة واحدة بأمرنا إلى إيه؟ إسرافيل لكي يفعل ذلك ، (فإذا هم جميع لدينا محضرون) أُحضروا مرة أخرى في اليوم الآخر بكل سهولة . _____ {فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} : (فاليوم لا تظلم نفس شيئاً) لن يكون هنالك ظلمٌ اليوم ، (و لا تجزون إلا ما كنتم تعملون) ستتمثل الأعمال و ستوزن ، و ستوزن القلوب و يحاسب الله سبحانه و تعالى على النيات و تظهر الخفايا ، و سنعلم ذلك بالتفصيل في الوجه القادم بأمر الله تعالى ، حد عنده أي سؤال؟ . ______ و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك : هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك . _______ و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق