السبت، 13 مايو 2023

صلاة الجمعة 17=3=2023

 
 
 
يوشع بن نون :
 
 
صلاة الجمعة 2023/3/17
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/3/17
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام عبد المهيمن أرسلان برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم اكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب لجة النور يقول الإمام المهدي الحبيب : فندعوك يا قدرَ السماء، أين أنت من هذه الأمراء؟ فندعوك يا قدرَ السماء، أين أنت من هذه الأمراء؟ الرعايا يُصلِحون الأرض بشِقِّ الأنفس للزراعة والغراسة، وإذا استُخرجتْ فيكتبون الخراج عليهم ولا يؤدّون شرائط السياسة. ومن المعلوم أن الرعيّة تؤدّي الخراج إلى الوُلاة، لكونهم من الحُماة، وإذا فاتتْ شرائط التعهد والتكفّل والحماية، فزال الحق كأن الرعايا خرجتْ من تلك الولاية، بل الخراج ما بقي خراجًا الذي يوظَّف على الفلاّحين، ، بل الخراج ما بقي خراجًا الذي يوظَّف على الفلاّحين، وصار كالجزية التي تُضرَب على رقاب أهل الذمّة المغلوبين. فالحاصل أنهم يأخذون خراجهم إنْ أصاب المطرُ أرضَ الفلاّحين أو لم يُصِبْ، وهذا عدلُهم فانظرْ واعجَبْ.
وكذلك لهم عادات أخرى لا يمكن شرحُها، ولا يُوسَى جرحُها. تمرّ لياليهم بالخمر والزَّمْر، ونُهُرُهم في النَرْد والقَمْر، ومع ذلك يتمنى كل منهم أن يكون مَهيبًا في أعين الناس، ومظفَّرًا عند البأس. وتجدهم عظيمةَ النَّهْمةِ في الشهوات الدنيا ولذّاتها، ومستغرقين في ملاهيها وجهلاتها. لا يفارقون كأس الصهباء، ولا أدناس الندماء. لا يُطيقون أن يسمعوا نصيحة، أو يحتملوا من الوعظ كلمة، فيأخذهم عزّة، ويتوغّرون غضبًا وغيرة، ويكون أكرمَ الناس عليهم مَن زيّن لهم حالَهم وحمِدهم وأعمالَهم. يجدون الإمارة والدولة في حداثة السنّ وعنفوان الشباب، فيجُرّهم أهواؤهم وندماؤهم إلى طرق التباب. لا يكون لهم معرفة بتدبير الناس وضبطِ أمورهم، ولا يطّلعون على ضمائرهم ومستورهم، ولا يُعطَى لهم دهاءٌ يُحفَظ به اقتصادٌ وتوسّط واعتدال، فيُسرِفون وتكون ذخائرُ الدنيا وخزائنها عليهم وبال. وإنْ أصابهم غمّ فلا يكون لهم صبر واستقلال، وربما يذهبون إلى نَهابِرَ بأقدامهم فيحلّ عليهم غضب الله ويأتي زوال. لا يرضَون عن نِحْريرٍ أتقنَ أمور السلطنة، ويتّخذون الرَّعاع أخدانًا كالنسوة، فيكون آخر أمرهم الانتحار، أو الجنون أو الفضيحة والتبار. لا يُعطَون فراسة صحيحة، ولا كالعقلاء قريحة. وتعلَمُ أن من شرائط الوالي ذي المعالي، أن يُعطى له مِن دماغ عالي، وعقلٍ يبلغ إلى الأعماق والحوالي، ونور يحيط الأسافل والأعالي، وأن يعرِف ضميرَ المتكلّم، ويفرّق بين المتكلّف والمتألّم، ويكون على بصيرة كأنه نُوجِيَ بذات الصدور، أو تكهّنَ بما كان من السرّ المستور. ومن شرائط الإمارة، أن يفرّق الأمير بين الورَم والوَثارة، وأن يفهم دقائق الأمور السياسية ويفُوقَ رأيُه آراءَ جميع أركان الوزارة، وأن يعظُم رعبُه وتُنفَّذ أحكامُه بالإشارة، وأن يقدر على ضبط الأمور والأخذ فيها بالثقة، وأن يؤدّيها بالتروّي والمَضاء فيها على وجه البصيرة الصادقة، وأن تكون له أنوارُ دراية القلب كالخَضِر عند اعتياص المسير، وعند القَحْم في السبل المخوفة من دقائق التدابير. ولكن كيف يدركون هذا المقام، ولا يخافون ربَّهم العلاّم، ولا يتكلمون بوجه طليق، ولا ينطقون إلا بعبسٍ ولسانٍ ذليق؟ فلذلك يلتبس عليهم سرُّ الناس، ولا يطيقون أن يزِنوا الناسَ وَزْنَ القسطاس، فيتوغّرون غضبًا على من يستحقّ الرحمَ ويرحمون مَن هو كالخنّاس. يُودِعون المستحقّين لهبًا، ويُعطُون البطّالين ذهبًا. يحارب اللهَ قلوبُهم ويسُرّ الشياطينَ ذنوبُهم. والذين يُتَخَيّرون لتأديبهم وتهذيبهم في عهد الصبا، فهم يرغّبونهم في الخمر والزَّمْر وعلى منادمةٍ على الرُبَى، ويستَقْرون حِيَلاً لذلك في أوقات المطر وعند هزيزِ نسيم الصبا. فيَتَوَتَّحون من الشراب في بعض الأوقات، ثم يزيدون ويداومون ويُنشَّؤون في مثل هذه العادات، ويقولون هل من مزيد عند المنادَمات، ويحفِدون إلى استيفاء اللذّات. وكذلك يسوِّدون كتاب أعمالهم قبل أن يخضَرَّ إزارُهم، ويَبقُل عِذارُهم، ويتعوّدونه يومًا فيومًا، ولا يبالون لعنًا ولا لومًا. ويزعمون أن الخمر يقوّي أبدانهم، ويوقظ ثعبانهم، ويُغرِي على البغايا شيطانَهم. ويظنون أن الخمر تحُطُّ عنهم ثِقل الهموم، وتضع عنهم عِبْءَ الغموم. ويقولون إنها تفرّح البال، وتُزيل اللغوب والاضمحلال. وإذا شربوا فيَهْذُون طول النهار، ويصرّون على من لم يذُقْ من الأحباب والأنصار، ويقدّمون إليهم كأسًا بأيديهم ويسقون بالإصرار، فيشربون ما أُحضرَ كراهةً أو بالانقياد، ثم يتعوّدونها فتدور الكأس كلّ ليل حتى يسقطوا كالجَراد. ويجعلون النهارَ للزينة واللباس، والليلَ للكأس. وقد تجتمع إليهم في بعض لياليهم بغايا السوق، ويُكْرَمْن ويُعْظَمْن وتُقدَّم إليهن كؤوسٌ من الغَبوق، فلا يزالون يتعاطَون الأقداح، ولا يفارقون الراح، ويُظهِرون بالقهقهة المِراحَ، ويتذاكرون في مدح الملاهي وأنواع اللذّات، فقد يجرى الكلام في ألطفِ نوع الخمر وقد يدور القول في مدح المغنِّيات. ويقول أحدٌ: إني آليتُ أن لا أتزوج إلا هذه البَغِيَّ، ويقول الآخر: إنْ فُزتَ فقد وجدتَ الكوكب الدُرِّيَّ. ويتزوّجون البغايا فيسري سِيَرُهنّ في وُلْدِهنّ، ويصدر منهم الرذائلُ طبعًا لا من الإرادة، ولا يوجد فيهم كأمّهاتهم خُلقٌ حسنٌ ولا رائحةٌ من العفّة والزهادة، نعمْ يوجد كالبغايا نوعٌ من الجَلادة، مع القرائح الوقّادة، وحُبِّ الزينة وهوى السَيدودةِ والسيادة، فيتكبّرون ويهلكون وقلَّ أن يُختَم لهم بالسعادة، ويبرُز أكثرُهم على عادة الغمّازين والنمّامين، وكالجواري الزانيات مُعجبين متوغّرين مستشيطين، وبالكبر رقّاصين. لا يوجد في بطونهم إلا صديد البخل والغِلّ والعناد، لا يوجد في بطونهم إلا صديد البخل والغِلّ والعناد، ولا يرضون إلا بالتفرقة والفساد. لا يصنعون بعباد الله إلا شرًّا، ولا يُضمِرون إلا ضرًّا. يتباهَون بفوز الدنيا الدنيّة، مع دعاوي الرهبانية. يعادون الصدق وبنِيه، ويَلحَقون بمن يناويه. يُنبَّهون على خطئهم، ثم لا يندمون على بادرة إزرائهم. ومَن تصدّى لاستبراء زَنْدِهم، واستشفافِ فِرِنْدِهم، فلا يجدهم إلا سقَطًا خاليًا من خير الدنيا والآخرة، ومِن أَوتَحِ الناس ومِن أسارى الخنَّاس، ومن الفئة المفسدة. وكيف كان على رشد مَن خرج مِن رحم الزانية؟ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب :
فلا شكّ أن البغايا قد خرّبن بلداننا، وأضللن شبّاننا، وبهن وبوُلْدِهن حَقَّ قولُ نبيِّنا المصطفى كما تعلم وترى، وصدَق ما قال سيّدنا ونبيّنا في علامات آخر الزمان، فإن نطفة البغايا قد خامرَ أكثرَ وُلْدٍ وتُمْلَأُ منه أكثرُ البلدان، وما نقَصنَ بل يزددن كَمًّا وكَيفًا وخُبثًا وضرًّا، وكلّ يوم هلمّ جرًّا. وهذا ما قدّر الله لهذا الزمان وأتاح، وطوبى لمن أعرضَ عنهن وراحَ. وويل للذين تمايلوا على رغائب الشهوة، ومالوا إلى هذه الفئة الفاسقة، بدون نظر إلى العاقبة. يموتون لاستيفاء اللذّة، ويتلُون تِلْوَ البغايا كسكارى الحانة، وينهضون على أثرهن كجدايا الظَبْية وأَجْرِيةِ الكلبة، ويدورون بهن كما يَدُرْنَ في أهواء النفس الأمّارة، وقد سمّاهن رسولنا صلى الله عليه وسلم ظَبيةَ الدجّال، وقد سمّاهن رسولنا صلى الله عليه وسلم ظَبيةَ الدجّال، وقال قد قُدّر خروجُهن قُدّامةَ هذا المحتال، وقال قد قُدّر خروجُهن قُدّامةَ هذا المحتال، ليُنذِرنَ بظهوره كدلالةِ كثرة الفأر على الطاعون الأَكّال.ليُنذِرنَ بظهوره كدلالةِ كثرة الفأر على الطاعون الأَكّال.
((( هنا تشبيه عظيم من الامام المهدي الحبيب اذ يقول ان ظبية الدجال هي دلالة على الدجال ، ويقول ان كثر الفئران هي دلالة على مرض الطاعون ، فشبّه عليه الصلاة والسلام ، ظبية الدجال بالفئران لأن الفأر هو ذنب ، وهو رمز للذنب في الرؤى وفي عالم المثال ، وبالتالي فقد شبّه الدجال بمرض الطاعون القتّال ))) يقول الامام المهدي الحبيب : والسرّ فيه أن البغايا حزبٌ نجِسٌ في الحقيقة، ويُظهِرن على الناس طهارتهن ونظافتهن بأنواع الزينة والألبسة والتهاب الخدّ والنعومة. وهذه دجلٌ منهن كالدجّال وشابَهْنَه بأتمّ المشابهة، فجُعلن كإرهاص له علامةً لهذه المماثلة. ثم إن الدجّال ليست أفعالُه كالرجال، ثم إن الدجّال ليست أفعالُه كالرجال، بل يستُر وجهه الكاذب كالنساء ويُرِي نفسَه كالصادقين لصيد الجهّال، ويُخفي مكائده كقَحْبةٍ يُخفِي شَيبَها بالادِّهان والخضاب وأنواع الأعمال. ففي هذه إشارة إلى أن للدجّال والبغايا لَسيرةً واحدة وهذه الفرقتانِ تشابهان في الحيل والأفعال، وتماثلان في الافتعال وجذبِ القلوب بلينِ المقال. وترى بعض البغايا العجائز تُظهِر وجهَها بالتدهينات والتسويلات والتزيينات كالشبّان، فيحسب الجاهلُ وجهَها الدميمَ كالبدر في اللمعان. فكلّ ما تفعل البغيُّ بالمكيدة، وتُرِي جَلادتَه كالظبية، كذلك يفعل الدجّال ويُظهِر زينةَ التقوى والعفّة. في بطنه يغلي الرحيقُ، والوجهُ كأنه الصِدّيق، ويحجُب طوائفَ الأَنام، بزينةِ تملُّقِ اللسان وإراءة التواضع في الكلام.
فقد وقع هذه وهذا كالمرايا المتقابلة، فقد وقع هذه وهذا كالمرايا المتقابلة، وفي هذا إشارة أخرى من الحضرة النبوية، وفي هذا إشارة أخرى من الحضرة النبوية، وهي أن سيئة إذا كثرتْ وكملتْ وطغتْ وتموّجتْ فهي تُحدِث سيئةً أخرى بالخاصيّة، التي تحاكي الأُولى في ألوان الكَيفيّة. وقد جرّبنا غيرَ مرة أن نساءَ دار إنْ كُنّ بغايا فيكون رجالُها دَيُّوثين دجّالين. وهكذا وُجد تلازُمُهما من الأولين إلى الآخرين، ففكّرْ إن كنتَ من العالمين. وهكذا وُجد تلازُمُهما من الأولين إلى الآخرين، ففكّرْ إن كنتَ من العالمين.
ثم نرجع إلى ذِكر الملوك والأمراء، ( يقول الامام المهدي في الحاشية: هذا ما رأينا في بعض ملوك الإسلام، وأمراءِ هذه الملّة الذين صاروا كالأنعام. قصروا هممَهم على اللذّات، وتركوا حِمى الخلافة كالفلوات. ما بقي شغلُهم مِن دون الاصطباح، ولا ذريعة راحتهم مِن غير الراح. يشربون الكُمَيتَ الشَموسَ إذا حجَب الشمسَ المَواطِرُ، وتراءى السحبُ وسُرّتْ بِشَيْمِها الخواطرُ. وقد فسدتْ بلادهم من أنواع الفتن، ونزلتْ على الرعايا ألوان المصائب والمحن. المسالك شاغرة، والقبائل متشاجرة، ما كان لأحد أن يسافر في بلادهم بالانفراد، فيُنهَب أو يُقتَل ولا يدركه أحد للإمداد. لا يرون هؤلاء إلى نظامِ حكّام الدولة البرِطانية، وحسنِ صفاتهم ورزانة حَصاتهم، وأساليبِ سياستهم وأعاجيب فراستهم. عالجوا كل عليل، وما تركوا مِن داء دخيل. يدركون كلَّ مستغيث ومُعوِلٍ، ويسعون إلى كل مُعضِل. ويُسَوُّون كلَّ أَوَدٍ بأيديهم، ويرحمون كلّ مظلوم بأياديهم. يبدأون بعائدة، ثم ينتفعون بفائدة. يُنفِقون في أمور السياسة كثيرًا من المال، ثم ترجع إليهم أموالهم في المآل. يملِكون بغرسِ عودٍ بستانًا، وباستمالةِ جَنانٍ جِنانًا. انظروا كيف أهراقوا المال عند دواهي الطاعون، مع إساءة الظن من الجهلاء وكثرة الظنون، فما كانوا أن يبالوا نفسًا أبيّةً، حتى يكمّلوا رأيًا ورَويّةً. وكذلك أجد طريقَ سلطان الروم بأقاصيه وأدانيه، وأرجو ألا يتخلّف ظنّي فيه، ولا شك أن أذكار خيره في العرب سائرة، ومحامده على الألسن دائرة، فندعو له ونظن فيه ظن الخير، فإن بلاده محفوظة من الضير، وهو على خير كما نسمع من الروايات، وما لا نفهم من أموره فنؤوّل وإنّما الأعمال بالنيّات، وعليها مدار الجزاء والمكافاة. ونرى أنه تجري على يده حسناتٌ كثيرة وهو خادم الحرمين، ونوّر الله عيناه ببركة هذه العينين. وللدين وحُماته وظائف مستكثرة في حضرة دولته، فهذا هو السبب لإقباله وعظمته وعزّته. بيد أنّا رأينا وشاهدنا أن بعض أركان دولته قوم خائنون وما بقي الارتيابُ، وكل ما جرى عليه من المصائب فأقوى أسبابِها هذه الأحزابُ. فالحاصل أنا لا نرمي السلطان بلائمة، ولا نذكره إلا بمدح ومحمدة، وندعو أن يهَب الله له أزيدَ مِن هذا عِلْمَ دقائق السلطنة، ويقطع مادّة التغافل من أركانه وينفخ فيهم روح التيقّظ والجلادة، ويهَب له عزمًا وهمّة كما يليق لهذه المرتبة التي هي ظِلُّ الحضرة. وقد جرتْ عادة الله بأن غضبه يحلّ على الغافلين كما يحلّ على المجرمين، ويُسقَون من كأس واحدة من رب العالمين. ولا نريد أن نتكلم أكثر من هذا في هذا السلطان، وقد بلغتْنا أخبار في بعض عمائد دولته فنخفيها تحت ذيل الكتمان. )
يقول الامام المهدي الحبيب : ثم نرجع إلى ذِكر الملوك والأمراء، فنقول ما بقي على أمراء هذا الزمان خَتْمٌ ولا حاجة إلى الإزراء. وإنهم انقسموا في زماننا هذا إلى أقسام، وتَنافَوا في فسق وإجرام، فتجد بعضَهم مشغوفين بنساء ومُدام، وبعضهم بألوان طعام، وتشاهد بعضهم مفتونين برَنّات المَثاني، ومطّلعين إلى أغاريد الغواني والأغاني، ومستهلكين على صوتِ بَرَهْرَهةٍ من الأداني. ومنهم الذين يستعذبون السفر الذي هو قطعة من العذاب، ليصطبحوا بنساء المغرب وينضّروا بهن نواظرَهم ويستوفوا مَرَحَ الشباب، فتارة يغرّبون وأخرى يشرّقون كالغراب، وينسون ممالكهم لفَرَطِ اللَّهَجِ بالشهوات، وإذا دعتْهم وزراؤهم لفصل بعض المهمّات، فيتعللون بعَسى ولعلَّ لعدم المبالاة، ويعيشون كالسكارى لا طِلْعَ لهم عما شانَ وزانَ، ولا يبالون أمورَ الحلّ والعقد ولا يفارقون النسوانَ، ولا يخرجون من مغارة، وإنْ اغتالهم عدوٌّ على غَرارة. وما أهلكَهم إلا البغايا والغَبوقُ مع التغذّي بقلايا الجدايا. لا يتوجّهون إلى الرعايا وفصل القضايا. وقد كثرت البغايا لشِقْوة الناس في هذا الزمان، ورُفِع رسمُ الحجاب فصِرْنَ وبالاً للشبّان، فأَمَطْنَ من الوجوه لِثامَهنّ، ومن الأفواه لِجامَهن. وترى الناس ينادمونهن على الشراب في الأسواق، ويتعاطون كالعشّاق. وربما تسقط بَغِيٌّ مِن كثرة الخمر في وسط السوق وممرِّ الزُّمَر، فيحملها مَن عَشِقَ عليها كالحُمُر، ويمشي حاملا في السوق كالخادمين، والناس ينظرون إليه ضاحكين ولاعنين، وهو لا يبالي لوم اللائمين، فيمرّ بكلّ سِكَّةٍ بهيئةٍ معجِبة وكيفيةٍ مخزية.. العَجوزُ (((العجوز اي الخمر المعتّقة))) في البطن، والشابّةُ على المتن.. ويبذل في مُداواة بَغِيٍّ جُهْدَ أَسِيٍّ، وتشغَفه حبًّا فيكون أَسْرَها، وتجذب إليها قواه بأسرها، ويستعذب تعذيبَها لالتهابِ عِذارِها، ويصدّق زُورَها مخافةَ ازورارِها. يقرُب بها وَشْكَ الرَّدى، ولا ينتهج سبلَ الهدى، ويتلاشى الصحّةُ، ويختلّ البِنيةُ، ويترُك عقيلتَه لها، وإن التهبت أحشاؤها بالطَّوى.
وأقم الصلاة.
قام عبد المهيمن أرسلان باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ هَلۡ جَزَاۤءُ ٱلۡإِحۡسَـٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَـٰنُ (٦١) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٢) وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٣) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٤) مُدۡهَاۤمَّتَانِ (٦٥) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٦) فِیهِمَا عَیۡنَانِ نَضَّاخَتَانِ (٦٧) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٨) فِیهِمَا فَـٰكِهَةࣱ وَنَخۡلࣱ وَرُمَّانࣱ (٦٩) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٠) فِیهِنَّ خَیۡرَ ٰ⁠تٌ حِسَانࣱ (٧١) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٢) حُورࣱ مَّقۡصُورَ ٰ⁠تࣱ فِی ٱلۡخِیَامِ (٧٣) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٤) لَمۡ یَطۡمِثۡهُنَّ إِنسࣱ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَاۤنࣱّ (٧٤) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٦) مُتَّكِـِٔینَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرࣲ وَعَبۡقَرِیٍّ حِسَانࣲ (٧٧) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٨) تَبَـٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِی ٱلۡجَلَـٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ (٧٩) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة والكوثر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ (٢) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ (٣) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ (٤) }
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق