الأحد، 11 يونيو 2023

درس القرآن و تفسير الوجه الثامن من الزمر .

 

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الثامن من الزمر .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :



  • افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الثامن من أوجه سورة الزُمَر ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .


    بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

    الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثامن من أوجه سورة الزُمَر ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :

    أحكام المد و نوعيه :

    مد أصلي طبيعي و مد فرعي , المد الأصلي يُمد بمقدار حركتين و حروفه (الألف , الواو , الياء) , و المد الفرعي يكون بسبب الهمزة أو السكون .
    أما الذي بسبب الهمزة فهو مد متصل واجب و مقداره ٤ إلى ٥ حركات , و مد منفصل جائز مقداره ٤ إلى ه حركات , و مد صلة كبرى مقداره ٤ إلى ٥ حركات جوازاً , و مد صلة صغرى مقداره حركتان وجوباً .
    ______

    و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :


    {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} :

    يقول تعالى مُبَيِناً حالاً من أحوال أهل جهنم ، عندما ذكر في نهاية الوجه السابق و قال : (أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله و إن كنت لمن الساخرين) أي أنَّ الكفار يندمون في يوم القيامة و يندمون على سخريتهم من الأنبياء و المؤمنين و يُظهرون حسرتهم و ندمهم ، (أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين) يتمنون أن لو كانوا هُدوا إلى الصراط المستقيم في الدنيا و كانوا من المتقين كي يفوزوا بمفازتهم يوم القيامة فيدخلوا الجنة ، فهذا من باب التحسر و الألم و الندم .
    ____

    {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} :

    (أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كَرَّةً فأكون من المحسنين) يُخبر سبحانه و تعالى عن النفس الكافرة و العاصية يوم القيامة تقول : يا ليتني لي عودة إلى الدنيا فأكون من المحسنين يعني أؤدي... الإحسان ، اؤدي الذِبح العظيم ، هكذا النفوس العاصية و الكافرة يوم القيامة التي تستحق جهنم تقول : (أو تقول حين ترى العذاب) عندما ترى جهنم تتغيظ : (لو أن لي كَرَّةً) لو أن لي رجوع مرة أخرى إلى الدنيا ، كَرَّةً يعني رجوع ، (فأكون من المحسنين) .
    ____

    {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} :

    (بلى قد جاءتك آياتي) الله سبحانه و تعالى يُخاطب النفس العاصية الكافرة يوم القيامة فيقول : (بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها) أتتك آياتي مع الأنبياء و الصالحين فكذبت بها أي أنكرتها ، (و استكبرت) أي كنت من المتكبرين المتعالين المتغطرسين ، (و كنت من الكافرين) أي كفرت بتلك الآيات و غطيت عقلك تحت التراب فلم ترى نور الله و النبيين .
    ____

    {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ} :

    (و يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) يوم القيامة يأتي الكاذبون الذين كذبوا على الله و ادعوا الوحي من الله عز و جل و لم يكن ، ترى وجوههم مسودة أي فيها سواد ، (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) الله سبحانه و تعالى يقول و يسأل سؤال ترهيبي و استنكاري : (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) أي أن جنهم هي مثوى المتكبرين ، لأن الكِبر هو أول معصية عُصِيَها الله سبحانه و تعالى من خلال إبليس .
    ____

    {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} :

    (و ينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم) أي نجاتكم بالمفازة ، المفازة هو العمل الصالح الذي ينتج عن الذِبح العظيم أي الإحسان ، (و ينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم) المفازة هي التي تُنجيك يوم القيامة برحمة الله عز و جل ، تتمثل فتُنجيك ، لأنه هكذا الأعمال إما أن تكون منجاة و إما أن تكون عذاب و العياذ بالله ، (لا يمسهم السوء و لا هم يحزنون) أي لا تمسهم جهنم و لا عذاب ، (و لا هم يحزنون) لن يكون هناك حزنٌ عليهم أبداً .
    ____

    {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} :

    (الله خالق كل شيء و هو على كل شيء وكيل) الله سبحانه و تعالى يخلق كل شيء و هو خالق لكل شيء ، (و هو على كل شيء وكيل) أي مسؤول و حافظ و حامي لكل شيء .
    ____

    {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} :

    (الله خالق كل شيء و هو على كل شيء وكيل ¤ له مقاليد السماوات و الأرض) أي عنده مفاتح و مفاتيح السماوات و الأرض ، هذا هو معنى (مقاليد) أي أسرار و مفاتيح الأكوان ، (و الذين كفروا بآيات الله أؤلئك هم الخاسرون) الذين كفروا بآيات الله العقلية أو الروحية التي أتت على أيدي الأنبياء ، و هم الخاسرون في الدنيا و الآخرة .
    ____


    {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} :

    (قل أفغير الله تأمروني) ((أي المد الكلمي المثقل اللازم في كلمة تأمروني)) دلالة على إصرار الكفار و العصاة على أن إيه؟ على رغبتهم في أن يحيد المؤمنون عن الصراط المستقيم ، فهكذا هم يجاهدون دائماً لكي يصرفوا المؤمنين عن الصراط المستقيم ، و يوقعوا المؤمنين في الفاحشة و المعصية و الشرك ، فهذا إشارة من الله سبحانه و تعالى على إصرار الكفار و رغبتهم في حيد و تحييد المؤمنين عن الصراط المستقيم لكي يتنبه المؤمنون و لكي لا يقعوا في شَرَك و مكر أؤلئك الكفار ، (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) يعني أتريدون مني أن أُشرك بالله عز و جل و أن أعبد إله آخر أيها الجاهلون ، أي الذين لم تتصلوا بعلم الله عز و جل ، فأنتم الجاهلون حقاً ، مهما وصلتم من درجات في علوم الدنيا ، إن كنتم على هذه الحالة فأنتم أجهل الجاهلين .
    ____

    {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} :

    (و لقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك) هنا درس للمؤمنين و للنبيين لكي لا يقعوا في الشرك ، (و لقد أوحي إليك) أي يا محمد ، (و إلى الذين من قبلك) أي الأنبياء ، (لئن أشركت ليحبطن عملك) يعني يُحذره من الشرك ، حتى الأنبياء يتم تحذيرهم من الشرك الظاهر و الباطن ، من الشرك الأكبر و الخفي ، (و لتكونن من الخاسرين) إن فعلت ذلك ، فحتى الأنبياء يتم تحذيرهم من الوقوع في أنواع الشرك المتنوعة .
    ____
    {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ} :

    (بل الله فاعبد) الله سبحانه و تعالى وحده أُعبد ، أي حقق التوحيد لله وحده ، (و كن من الشاكرين) أي الحامدين ، لأن الحمد هو سر الدين ، الرضا و الحمد هو سر الدين ، فهكذا الله سبحانه و تعالى يُعلمنا أن الحمد هو سر الدين .
    ____

    {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} :

    (و ما قدروا الله حق قدره) يعني ما أعطوا الله سبحانه و تعالى تقديره المستحق ، (و الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة) أي أنه مسيطر على دنياكم التي تظنون أنكم مسيطرون عليها ، فيظهر أو فتظهر سيطرته سبحانه و تعالى جَلِية ظاهرة متمثلة يوم القيامة ، فينكشف الغطاء عنكم و تذهب الحُجب و تعلمون أن الله حقيقةً مسيطر على الأرض في الدنيا و الآخرة ، (و السماوات مطويات بيمينه) كأن السماوات صفحات كتاب تم إيه؟ غلقها كطي السجل للكتب ، هكذا ، و هذا وصف إيه؟ مجازي لتبيين عظمة الله و سيطرة الله و قوة الله ، (سبحانه و تعالى عما يشركون) تنزيه الله سبحانه و تعالى عن شرك الكفار و دعوة إلى التوحيد بإستمرار ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
    ______

    و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

    هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

    _______

    و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق