الأحد، 11 يونيو 2023

درس القرآن و تفسير الوجه التاسع من الزمر .

 

 

 

درس القرآن و تفسير الوجه التاسع من الزمر .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

أسماء أمة البر الحسيب :


  • افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه التاسع و الأخير من أوجه سورة الزُمَر ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .

    بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

    الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه التاسع من أوجه سورة الزُمَر ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :

    - مد فرعي بسبب السكون :

    مد عارض للسكون و يكون غالباً في نهايات الآيات و يمد بمقدار ٤ إلى ٥ حركات .
    و مد لازم حرفي أو كلمي : الحرفي هو في أوائل السور , و الكلمي مثقل و يُمد بمقدار ٧ حركات مثل (و لا الضآلين) .
    و المد الحرفي له ثلاثة أنواع : حرف واحد يمد حركة واحدة و هو الألف في حروف المقطعات في بداية السور ، مجموعة من الحروف تمد بمقدار حركتين و هي مجموعة في جملة (حي طهر) , و حرف تمد بمقدار ٦ حركات و هي مجموعة في جملة (نقص عسلكم) .
    ______

    و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

    في هذا الوجه المبارك يقول تعالى :

    {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ} :

    (و نفخ في الصُّورِ) الصُّورِ كأنه بوق ، مجازاً هكذا نُعَرِّفُ عنه ، أما كيفيته و شأنه و هيئته فلا يعلمه إلا الله ، هكذا  عبّر الله سبحانه و تعالى عن نهاية كون و بداية كون ، هكذا تكون من خلال (الصُّورِ) ، تمام؟ طيب ، (و نفخ في الصُّورِ) الذي ينفخ في الصُّورِ الملاك إسرافيل ، (فصعق من في السماوات و من في الأرض إلا من شاء الله) يعني إنتهت إيه؟ الحياة و إنتهت الأكوان المراد إنتهائها ، فعبر سبحانه و تعالى عن ذلك بالسماوات و الأرض ، (فصعق من في السماوات و من في الأرض إلا من شاء الله) يعني الذين أراد الله سبحانه و تعالى ألا ينتهوا ، و الأكوان التي أراد سبحانه و تعالى ألا تنتهي في تلك النفخة ، لا تنتهي ، لأنه يعلم من تلك الأكوان التي سوف تستمر و من تلك الأكوان التي سوف تنتهي و تقوم قيامتها الكبرى ، و هذا دليل على أنه من الممكن مع قيام الساعة الكبرى أن تكون هناك ، أو أن يكون هناك أمم أخرى و أكوان أخرى هي في نعيم و في جنات من جنات الله عز و جل ، (و نفخ في الصور فصعق من في السماوات و من في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى) يعني أقيمت ، أُقيم كون آخر من خلال النفخ في الصُّورِ ، ما هو الصُّورِ و ما هي كيفته؟ لا نعلمها ، يعلمها الله سبحانه و تعالى ، فنفوض الكيف إلى الله عز و جل ، (فإذا هم قيام ينظرون) أي يكون هناك بعث لذلك الكون الذي قامت قيامته الكبرى .
    ____

    {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} :

    (و أشرقت الأرض بنور ربها و وضع الكتاب و جيء بالنبيين و الشهداء و قضي بينهم بالحق و هم لا يظلمون) (أشرقت الأرض) يعني ظهرت العدالة ، ده المعنى ، و كذلك عندما عبر سبحانه و تعالى في الوجه السابق عندما قال : (و الارض جميعاً قبضته) دلالة على قوة و قدرة الله ، عبر بالأرض و بسيطرته عليها بإيه؟ بقدرته ، و عبر هنا عن إشراق الأرض أي أن العدالة ظهرت ، العدالة المطلقة ، فهذا هو معنى ، و في آخر الوجه عندما قال : (و أَوْرَثَنَا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء) هنا يتحدث المؤمنون عن أنهم ورثوا الأرض أي ورثوا إيه؟ العزة و النجاح و الإنتصار ، هذا معنى (و أَوْرَثَنَا الأرض) أي ورثوا الإنتصار ، أي إنتصروا إيه؟ في النهاية ، الله سبحانه و تعالى عبر عن الكفار أن أرضهم تنقص يوم بعد يوم (ألم ترى أنّا نأتي الارض ننقصها من أطرافها) هكذا أرضهم تنقص أي أنهم ينهزمون يوماً بعد يوم ، فعبر بالأرض عن النصر أو الهزيمة على حسب إيه؟ سياق الآية ، فهذه تعبيرات قرآنية و بلاغة عظيمة ، (و أشرقت الأرض بنور ربها) أي ظهرت العدالة المطلقة ، (و وضع الكتاب) أي الكتب و الإيه؟ و السجلات المسجل فيها الأعمال وضعت أي أُتِيَ بها ، (و جيء بالنبيين و الشهداء) يعني الأنبياء الذين شهدوا على أقوامهم ، و الشهداء من الأقوام ، (و قضي بينهم بالحق و هم لا يظلمون) قضي بين تلك الأقوام بالحق و لا يُظلم أحد لأنه لا يظلم ربك أحداً .
    ____

    {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ} :

    (و وفيت كل نفس ما عملت) هو أعلم بما يفعلون ، الله سبحانه و تعالى أعلم بما يفعل عباده ، (و وفيت كل نفس ما عملت) كل ما عمل الإنسان يُوفى جزاءه ، إن خيراً فخير ، و إن شراً فشر  و العياذ بالله .
    ____

    {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} :

    (و سيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً) أي سيقوا في مهانة و إمتهان و إذلال ، سيق الكفار و العصاة إلى جهنم زمرا أي جماعات ، (حتى إذا جاؤوها فتحت) فتحت أي مباشرةً ، لم يقلْ : حتى إذا جاؤوها و فتحت ، قال : (فتحت) أي أنها تنتظرهم ، تتغيظ و تريد أن تبتلعهم غضباً لله سبحانه و تعالى ، (حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها و قال لهم خزنتها) أي حراسها ، (ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم و ينذرونكم لقاء يومكم هذا) مش جالكم/ألم يأتكم رسل يخبروكم عن خطر هذا اليوم لكي تعملوا لهذا اليوم ، و الخزنة يقولون ذلك لأهل النار من باب التقريع و التبكيت و الإمعان في العذاب و العياذ بالله ، (و قال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم) أي أنهم يُحَسِّرُونهم ، يقومون بتحسيرهم فيزدادون ألماً و عذاباً ، (ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم و ينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى) الكفار و العصاة قالوا نعم ، بلى ، أقروا بذلك ، فيُنادي منادي و يقول : (و لكن حقت كلمة العذاب على الكافرين) يعني الكافر حقت عليه كلمة العذاب من الله سبحانه و تعالى حتى يتطهر .
    ____

    {قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} :

    (قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها) ينادي منادي فيقول : ادخلوا من تلك الأبواب السبعة أي أبواب جهنم خالدين فيها إلى حين ، (فبئس مثوى المتكبرين) لأنه لا يدخل جهنم إلا المتكبر ، فهكذا المتكبر ليس له إلا النار و العياذ بالله .
    ____

    {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} :

    (و سيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً) أي المؤمنون ذهبوا ، تذهب بهم الملائكة مُكَرّمين مُعَزَّزِين إلى الجنة ، إلى أبواب الجنة الثمانية جماعات ، (حتى إذا جاؤوها و فتحت) حتى إذا جاؤوها ، جاؤوا تلك الأبواب ، (و فتحت) الواو هنا واو الثمانية ، للدلالة على أن أبواب الجنة ثمانية ، هكذا في لغة العرب ، عندما تذكر ثمانية أشياء أو أكثر من ثمانية ، فهكذا عندما تعد ما بين السبعة و الثمانية تقول : و كذا ، تمام؟ يعني مثلاً عندما ذكر سبحانه و تعالى صفات المؤمنات زوجات النبي ﷺ فقال في النهاية : (ثيبات) هذا الوصف السابع ، (و أبكارا) وصف الثامن ، هكذا يكون قبله الواو ، تُسمى واو الثمانية في اللغة العربية ، فأتت هنا للدلالة على أن أبواب الجنة ثمانية ، (و سيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها و فتحت أبوابها و قال لهم خزنتها) أي حراسها ، (سلام عليكم) السلام عليكم يا أيها المؤمنون ، (طبتم) أي لكم الطوبات و التطويبات و الحياة الطيبة ، (فادخلوها خالدين) ادخلوا في هذه الجنات خالدين .
    ____

    {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثْنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} :

    (و قالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده) قال المؤمنون الحمد لله الذي صدقنا وعده الذي وعده لنا ، (و أورثنا الأرض نتبوأ من الجنة) أَوْرَثَنَا الأرض يعني أورثنا النصر ، (نتبوأ من الجنةحيث نشاء) يعني نعيش في الجنات كيف نشاء ، (فَنِعْمَ أجر العاملين) فَنِعْمَ أجر العاملين أعمال طيبة .
    ____

    {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} :

    (و ترى الملائكة حافين من حول العرش) (حافين) هنا مد كلمي مثقل لازم على (حافين من حول العرش) أي أنهم يستفيضون من صفات الله ، فوضع الله سبحانه و تعالى المد الكلمي اللازم المثقل على هذه الكلمة للدلالة على أن هذا الحفوف حول العرش للدلالة على أن الملائكة تستفيض من فيوض الله و صفاته ، (و ترى الملائكة حافين من حول العرش) و هكذا المؤمنين يستفيضون من فيوض الله سبحانه و تعالى و من عرشه ، أي من صفاته ، حالهم إيه ؟, كحال الملايكة بقى : (يسبحون بحمد ربهم) التسبيح ، حالهم التسبيح ، هكذا المؤمنون في الجنة حالهم إيه؟ التسبيح ، (و قضي بينهم بالحق) قضي بينهم بالحق يوم القيامة،  (و قيل الحمد لله رب العالمين) حالهم في حمد مستمر 
    .
     
    - و أكمل نبي الله الحبيب و قال : و كلمة (صُور) لها معنى من خلال تحليل أصوات كلمات اللغة العربية ، حد يعرف يقول؟ سهلة ، صُور : الصاد : إتصال أو فعل الإتصال ، تمام؟ و احنا/نحن عارفين إن إيه وظيفة الصُّور ؟هي البدايات و النهايات ، كيفية الصُّور و شكله و كيفية عمله نحن لا نعلمها ، الله سبحانه و تعالى يعلمها ، و لكن الذي نعلمه هو أنه هو مبدأ و منتهى ، أي أنه من خلاله الله سبحانه و تعالى يبدأ أكوان و يُنهي أكوان ، فهكذا هو معنى الصُّور : فالصاد إتصال ، يتصل سبحانه و تعالى بمن يريد أن يُنهيهم أو بمن يريد أن يعمل لهم بداية أخرى ، فهكذا الصاد : إتصال ، و الواو : دوي دائري منتظم ، و الراء : رؤية ، أي رؤية الإتصال الذي يحدث في البدايات أو في النهايات ، هكذا هي الصُّور ، و هكذا هو تحليل أصوات حروف كلمة صُّور ، و هي اللغة العربية الإلهامية .
    ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
    ______

    و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

    هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

    _______

    و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق