الاثنين، 16 أكتوبر 2023

درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من الجاثية .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من الجاثية .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :

 

 افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الثالث من أوجه سورة الجاثية ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .


بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثالث من أوجه سورة الجاثية ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :

الوقف :

ج (وقف جائز) , قلي (الوقف أفضل لكن الوصل جائز) , صلي (الوصل أفضل لكن الوقف جائز) ,
لا (ممنوع الوقف) , مـ (وقف لازم) , وقف التعانق و هو لو وقفتَ عند العلامة الأولى فلا تقف عند العلامة الثانية و لو وقفتَ عند الثانية لا تقف عند الأولى) .

و السكت :

علامته السين ، و هو وقف لطيف دون أخذ النفس ، مثل : من راق ، بل ران .
______

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} :

يقول تعالى مُحذراً : (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم و ختم على سمعه و قلبه و جعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) يُحذر سبحانه و تعالى من آلهة أخرى تُعبد من دون الله سبحانه و تعالى أو معه سبحانه ، و من تلك الآلهة : إتباع الهوى أي الرأي و المزاج المخالف لسُنة الله و سُنة أنبياءه و رسله المُخالف لكتبه ، (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) أي الرأي المُخالف لشريعة الله عز و جل و الرأي المُخالف للحق و العدل ، هذا هو الهوى ، من اتبع هواه مخالفاً شرع الله فقد أشرك ، (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم) أي أنه ضَلَّ بعد أن عَلِمَ الحق ، و لكنه ضَلَّ برأيه و بهواه ، (و ختم على سمعه) الله سبحانه و تعالى جزاء معصيته ختم على سمعه أي جعل في سمعه وقر ، أي لا يسمع الهدى و إن سمعه لا يتأثر ، و كذلك (و قلبه) أي لا يدخل في قلبه هدى ، (و جعل على بصره غشاوة) أي أنه لا يستبصر و لا يرى الحق ببصيرة رغم أنه يراه بشكل مادي ، (و جعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله) الله سبحانه و تعالى هو الهادي و لا هادي سواه ، (أفلا تذكرون) ألا تتدبرون .
_____

{وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} :

(و قالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت و نحيا و ما يهلكنا إلا الدهر) هكذا هم كافة الملحدين عبر العصور يقولون : أن هذه الدنيا وجودية أي أنها وُجِدَت موجودة منذ الأزل ، لا بداية لها و لا نهاية ، هذا قول الملحدين ، فهي الحياة نحياها و ثم نموت و لا نعود مرة أخرى ، (و ما يُهلكنا إلا الدهر) أي الزمن ، تطاول الزمن ، (و ما لهم بذلك من علم) أي ما عندهم دليل على ما يقولون و لا وحيٌ من عند الله ، (إن هم إلا يظنون) أي يقولون ذلك ظناً مرتابين شاكين غير متيقنين .
_____

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} :

(و إذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حُجَّتَهُمْ إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين) يعني هم مش عاوزين/لا يريدون أن يصدقوا أنه فيه بعث حتى و لو تُليت آيات الله سبحانه و تعالى عليهم بواسطة الأنبياء ، فقالوا لا , نحن نريد آيات مادية و علمية ، كما الكثير من الملحدين اليوم ، نريد دليل مادي على أن هناك بعث ، على أنه هناك إحياءٌ بعد الموت ، فطلبوا من الأنبياء : (قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين) يعني آباءنا و أجدادنا ماتوا ، إحييوهم ، خلي/اجعل ربنا يحييهم مرة تانية قدامنا/أمامنا كده عشان نصدق إنه في بعث ، هذا قول الملاحدة ، فربنا رد قال إيه؟ .
_____

{قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} :

فربنا رد قال إيه؟ : (قُل الله يحييكم ثم يُميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه) يعني اللي/الذي بدأكم الخلق من العدم في أول مرة ، أليس بقادر على أن يخلقكم مرة أخرى بعد أن يُميتكم ، (قُل الله يحييكم ثم يُميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة) أي في يوم الدينونة ، (لا ريب فيه) لا شك فيه ، (و لكن أكثر الناس لا يعلمون) أكثر الناس لا يُحيطون بذلك علماً .
_____

{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ} :

(و لله مُلك السماوات و الأرض) الله سبحانه و تعالى هو المَلِك الواحد الأحد الفرد الصمد ، لا شريك له ، (و لله مُلك السماوات و الأرض و يوم تقوم الساعة) أي القيامة الكبرى ، (يؤمئذ يخسر المبطلون) الذي يُبطل شرائع الأنبياء و يَرُدَّها و لا يخشع فيها و لا يتدبرها و لا يتبعها فهو خاسر في ذلك اليوم .
_____

{وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} :

(و ترى كل أمة جاثية) يصف سبحانه و تعالى حال يوم القيامة فيقول : أن الأمم كلها تكون جاثية أي راكعة خاشعة خاضعة ذليلة أمام الله سبحانه و تعالى في ذلك المَعرَض ، (كل أُمة تُدْعَى إلى كتابها) يعني كل أُمة تُحاسب على كتباها الذي أُرسل إليها ، أي الرسالة التي أُرسلت إليها و دُعيت لها ، (كل أُمة تُدْعى إلى كتابها اليوم) أي في ذلك اليوم ، (تُجزون ما كنتم تعملون) تُعطون جزاء أعمالكم في دار التكليف .
_____

{هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} :

(هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق) أي الكتاب الذي كتبه الملائكة عليكم في الدنيا ، كل إنسان لديه كتاب تكتبه الملائكة بأعماله التي عملها ، فيقول تعالى : (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنَّا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) أيّ عمل تعملوه نكتبه بواسطة الملائكة .
_____

{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ} :

(فأما الذين آمنوا و عملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته) الذي آمن و أتبع عمله و إيمانه بالعمل الصالح ، الله سبحانه و تعالى يُدخله في رحمته يوم القيامة ، (ذلك هو الفوز المبين) الفوز العظيم الواضح الظاهر هو الدخول في رحمة الله .
_____

{وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ} :

(و أما الذين كفروا) الذين أنكروا الأنبياء و كذبوهم و أهانوهم و أساؤا الظن بهم ، فيقول تعالى لهم : (أفلم تكن آياتي تُتلى عليكم) ألم تكن الآيات تتلى عليكم في الدنيا ، (فاستكبرتم) أي كنتم متكبرين ، (و كنتم قوماً مجرمين) أي مُقارفين للجرائم المادية و المعنوية .
_____

{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} :

(و إذا قيل إن وعد الله حق و الساعة لا ريب فيها) أي على لسان الأنبياء ، أن الله هو الحق و وعده هو الحق و الساعة قائمة لا ريب فيها ، (قلتم ما ندري ما الساعة) يعني احنا مانعرفش/نحن لا نعرف غير الدنيا اللي احنا/التي نحن عايشين فيها دي ، و مانعرفش إيه اللي بعد الدنيا دي ، إحنا الدنيا دي هي دي اللي نعرفها ، لكن مانعرفش بعد الدنيا دي إيه ، ف ده حال الملحدين و المرتابين ، (و إذا قيل إن وعد الله حق و الساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظناً) أي شاكيين ، (و ما نحن بمستيقنين) لسنا على يقين بما تقوله الأنبياء .
_____

{وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} :

(و بدا لهم سيئات ما عملوا) أي ظهر لهم تمثل أعمالهم السيئة ، (و حاق بهم) أي أحاط بهم ، (ما كانوا به يستهزؤون) ، (حاق بهم) أي أحاط بهم بيقين و بقوة ، (و حاق بهم ما كانوا به يستهزؤون) الذي يستهزؤون به من رسالات الأنبياء كان ذلك عملاً سيئاً فسيتمثل لهم و يُحيط بهم مُعذباً لهم بأمر من الله .
_____

{وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ} :

(و قيل اليوم ننساكم) أي في يوم القيامة الله سبحانه و تعالى ينساهم في جهنم و هذا من باب الكناية ، أن الله يعلمهم و يعلم حالهم و لكنه يقول ذلك لهم من باب الإهانة و من باب الإمعان في العذاب المعنوي لهم ، اللي/الذي هو أنّ الله سبحانه و تعالى ينساهم يعني لا يلتفت إليهم مهما دَعَوه ، مهما دعوه ، و مهما خاطبوا مالك لكي يُخاطب الله عز و جل أن يُخرجهم من جهنم ، فلا يخرجوا ، فهذا هو حالهم منسيون إلى أمد معين ، (و قيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا) كما نسيتم هذا اليوم و تغافلتم عن هذا اليوم ، فإن الله سبحانه و تعالى سيتجاهلكم ، (و مأواكم النار) أي نهايتكم إلى النار ، (و ما لكم من ناصرين) لن ينصركم أحد يوم القيامة .
_____

{ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} :

(ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزواً) كان حالكم الإستهزاء بآيات الله و برسل الله و بالمؤمنين ، و كان حالكم كان إيه كمان/أيضاً؟؟ : (و غرتكم الحياة الدنيا) أي الدنيا ضحكت عليكم ، الدنيا ضحكت عليكم ، (فاليوم لا يُخرجون منها) أي لا يُخرجون من جهنم ، (و لا هم يُستعتبون) يعني لا يُطلَبوا للمعاتبة لأن بعد المعاتبة صفح ، و الله لن يصفح عنهم إلى حين .
_____

{فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} :

(فَلِلَّهِ الحمد رب السماوات و رب الأرض رب العالمين) الحمد كله لله سبحانه و تعالى و هو سر العبادة ، الحمد هو سر الدين ، (فَلِلَّهِ الحمد رب السماوات و رب الأرض رب العالمين) .
_____
 

{وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} :

(و له الكبرياء في السماوات و الأرض) الكبرياء هو لله سبحانه و تعالى وحده ، لا يُشاركه فيه أحد ، (و هو العزيز الحكيم) عزيزٌ يُفيض من عزته على من شاء ، حكيمٌ يُفيض من حكمته على من شاء ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
______

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

_______

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙






" و خُتمت سورة الجاثية ، و بها الحمد كله لرب العالمين ، رب الأولين و الآخرين ، رب القلوب الطوافة المتعلقة المتلهفة لدفء حُبه و رونق جماله و إطلالة بهاءه و حُسن وصاله ، و الحمد هو حمدٌ في ذاته جمال و سرور لمن عرف كيف يُسرح أوتار روحه برضا و أحضان قلبه في رقصة ألحان كون الله الملئى به هو وحده ، إستشعر بها و إن كنت بالسكون ظاهر ، و في باطنك نجم متلأليء وضّاء لا يسكن غناءه ، قُمْ و أفتح ذراعيك لتلقى ما في السماء من لون و زهر و كن سابحاً في حُب الله ، و قُلْ لبيك يا حبيب فأنت الحمد و لك الحمد ."💙🍃🌌

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق