درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من محمد .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الثالث من أوجه سورة محمد ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثالث من أوجه سورة محمد ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :
- مد فرعي بسبب السكون :
مد عارض للسكون و يكون غالباً في نهايات الآيات و يمد بمقدار ٤ إلى ٥ حركات .
و مد لازم حرفي أو كلمي : الحرفي هو في أوائل السور , و الكلمي مثقل و يُمد بمقدار ٧ حركات مثل (و لا الضآلين) .
و المد الحرفي له ثلاثة أنواع : حرف واحد يمد حركة واحدة و هو الألف في حروف المقطعات في بداية السور ، مجموعة من الحروف تمد بمقدار حركتين و هي مجموعة في جملة (حي طهر) , و حرف تمد بمقدار ٦ حركات و هي مجموعة في جملة (نقص عسلكم) .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
يقول تعالى في هذا الوجه العظيم المبارك :
{وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ} :
(و يقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة) هنا يصف سبحانه و تعالى بعض نفسيات من كان حول النبي ، بعض نفسياتهم لكي نتعلم ، مع كل بعثة نبوية نتعلم و نأخذ العِبر و الدروس لكي لا نقع في أخطاء الماضي ، (و يقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة) يعني اللي/الذين أظهروا الإيمان بيقولوا للنبي : مش كده ربنا ينزل لنا سورة كده فيها أوامر بالقتال نقاتل المشركين ، فنجرية/ثرثاري بوء/فم يعني ، فنجرية بوء اللي هو إيه؟ طبالين ، بتوع/أصحاب مناظر ، (و يقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة مُّحْكَمَةٌ و ذُكر فيها القتال) (سورة مُّحْكَمَةٌ) يعني آيات واضحة مُحكمات لا تقبل التأويل في أمر الجهاد و القتال ، ده معنى (سورة مُّحْكَمَةٌ) لا تقبل التأويل يعني في أوامر القتال ، (فإذا أنزلت سورة مُّحْكَمَةٌ و ذُكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض) اللي/الذين كانوا لسى من شوية بيقولوا : (لولا نُزلت سورة) ، (رأيت الذين في قلوبهم مرض) اللي هم المنافقين ، (ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت) مش مصدقين ، لا , ده الموضوع بجد مش كلام بس/فقط ، مش مجرد كلام ، ده الموضوع بجد ، و دي أوامر فعلاً نزلت على لسان النبي ، (رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت) كأنه من شدة الخوف من الموت ، بدأ يُغشى عليه يُغمى عليه يعني ، ده المعنى ، (فأولى لهم) ، ربنا بيقول : (فأولى لهم) ، أولَى لهم ، الأَولَى لهم إن هم يسمعوا نصيحة النبي و يؤمنوا و يخرجوا ما في قلوبهم من مرض و يستبدلوه بالإيمان الصادق ، هذا معنى (فأولى لهم) لأن الله هو أول الواعظين و هو أول الناصحين ، فربنا هنا بينصحهم ، بيقول لهم : (فأولى لهم) أَولَى لكم إن إنتو إيه؟ تستمعوا إلى مُحكَمات القرآن و تتبعوا نبي الزمان .
_____
{طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ} :
(طاعة و قول معروف) هو ده بقى إيه؟ المفروض تعملوه : (طاعة) تطيع النبي و تقول قول معروف ، قول ناصر للحق و ليس مُخَذل ، (فإذا عزم الأمر) يعني بَرَزَ الأمر ، أمر الإيه؟ المواجهة بين المسلمين و الكفار في القتال ، (فإذا عزم الأمر) أصلح الأمر إيه؟ معقود واقع ، (فلو صَدَقُوا الله لكان خيراً لهم) لو صَدَقُوا الله في الثبات في وجه العدو سيكون خيراً لهم إما بنصر أو إستشهاد .
_____
{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} :
(فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تُقطعوا أرحامكم) هنا الله سبحانه و تعالى خَشِيَ عليهم أنهم لو تولوا عن الجهاد و مناصرة النبي بالقتال أن يرتدوا أي كفروا بعد إيمانهم ، فإذا كفروا و رجعوا إلى الجاهلية سيكونون في حال إفساد في الأرض و تقطيع للرحمات فيما بينهم .
_____
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} :
(أؤلئك الذين لعنهم الله) الذي يرتد بعد إيمانه ربنا بيلعنه ، (فَأَصَمَّهُم) يُعطيهم صمم فلا يسمعون الحق ، (و أعمى أبصارهم) يعطيهم عمى على بصيرتهم فلا يرون الحق و لا يسمعوه .
_____
{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} :
(أفلا يتدبرون القرآن) توجيه من الله سبحانه و تعالى و حث لهم على تدبر آيات الله سبحانه و تعالى ، (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) أم على قلوبكم و أفهامكم يعني أقفال لا تقبل الفهم الصحيح لآيات الله .
_____
{إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ} :
(إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سَوَّلَ لهم و أملى لهم) سبب الإرتداد بعد رؤية الهدى هو الشيطان ، بيعمل إيه؟؟ بيسَوّل ، يعني إيه يِسَوّل؟ يعني بشكل خفي كده يُسرسب الشكوك و الظنون و سوء الظن في النبي و في الله ، هذا معنى التسويل : سسسسوَّل : س السين : صوت تسرب خفي ، الواو : دوي دائري منتظم ، اللام : علة ؛ علة التسرب الخفي لتلبيسات إبليس و وسوسات إبليس و جنوده بدوي دائري منتظم أي بإنتظام ، اللي يتعرض لده/لهذا بإنتظام و يخضع له ، لابد أن يرتد و العياذ بالله ، (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سسسسَوَّلَ لهم و أملى لهم) (أملى لهم) يعني إيه؟ حاجتين : (أملى لهم) يعني هو صبر على تسويله لهم ، صبر إن هو يوقعهم في الإيه؟ في الشَرَك و في المصيدة و نجح ، كذلك (و أملى لهم) يعني أغراهم بطول الأمل ، أغراهم بطول الأمل و حُب الدنيا و كراهية الموت ، هذا معنى (أملى لهم) الإتنين/المعنيان ، و كذلك (أملى لهم) يعني إيه؟ يعني ألقى لهم ، أوحى لهم ، (يوحي بعضهم إلى بعض زُخرف القول غرورا) هكذا الشياطين ، شياطين الإنس و الجن ، (فأملى لهم) أيضاً من معانيها : يوحي لهم كلمات فيقولونها و يكتبونها و يتدارسونها و يصبح إيه؟ شائع فيما بينهم ، كلمات الشيطان و العياذ بالله ، و كثير من كلمات الشيطان منتشرة في العالم اليوم ، كثير جداً من كلمات الشيطان منتشرة في أدبيات و كلام الأُمم ، لماذا؟ لأن الشيطان سَوَّلَ لهم و احتنكهم و باض عليهم و فَرَّخ و العياذ بالله ، فهكذا كل الأمم و كل الأديان الفاسدة التي ابتعدت عن نور النبوة ، الشيطان باض فيها و احتنكها إلى طرق السحر و الشعوذة و التواصل مع الشياطين ، هكذا حدث في الهندوسية و هكذا حدث في اليهودية و هكذا حدث في النصرانية ، و هكذا كثير يحدث في كثير من جماعات الإسلام و خصوصاً في الجماعات المتصوفة بيتعاملوا مع الشياطين و العياذ بالله ، فهكذا الشيطان, كلما إمتدت القرون على الأمم و إبتعدت عن نور النبوة احتنكها الشيطان و أوقعها في لباسه و في وسواسه ، (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سَوَّلَ لهم و أملى لهم) فهذه حكاية كل مرتد .
_____
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ} :
(ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نَزَّلَ الله سنطيعكم في بعض الأمر و الله يعلم إسرارهم) ، (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نَزَّلَ الله سنطيعكم في بعض الأمر و الله يعلم إسرارهم) مين اللي قال هنا؟؟ حد يعرف؟؟ (ذلك بأنهم قالوا) اللي هم المنافقين ، (للذين كرهوا ما نَزَّلَ الله) اللي هم الكافرين من الأول يعني ، (سنطيعكم في بعض الأمر) لأمور دنيوية و لمصالح دنيوية ، (و الله يعلم إسرارهم) يعلم سرهم أمام المؤمنين و أمام الأنبياء ، هذا معنى ، في معنى آخر : (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نَزَّلَ الله) مين/من؟؟ أعوان إبليس ، أعوان إبليس من الجن و الإنس ، الشياطين الإنسية و الجنية هم دول/هؤلاء اللي قالوا قالوا لمين/لمن؟؟ (للذين كرهوا ما نزل الله) اللي هم المنافقين ، (سنطيعكم في بعض الأمر) هنفيدكم و هننصركم في بعض إيه؟ أموركم ، مقابل إنتو إيه؟ تنصرونا على المؤمنين ، (و الله يعلم إسرارهم) يعني الكلام الدائر ما بينهم ، ما بين الفريقين ، ما بين شياطين الإنس و الجن من ناحية و إيه؟ و المنافقين من ناحية أخرى ، يعلم الإسرار و النجوى التي تدور فيما بينهم ، هذا معنى آخر لتلك الآية .
_____
{فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} :
(فكيف إذا توفتهم الملائكة) ربنا هنا بيحذر/يُحَذِّر و بيعطي/يعطي إرهاب غير مباشر ، ترهيب غير مباشر ، (فكيف إذا توفتهم الملائكة) وقت الخاتمة بقى ، الملايكة تيجي/تأتي و تقبض أرواحهم اللي هم المنافقين ، (يضربون وجوههم و أدبارهم) يُعذبونهم وقت نزع الروح بضرب الأدبار و الوجوه على كَيفٍ أو على صِفَةٍ يعلمها الله سبحانه و تعالى ، نفوض حقيقتها لله .
_____
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} :
(فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم و أدبارهم ¤ ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله) اتبعوا كل شيء يُغضب الله ، السخط هو غضب شديد ، (و كرهوا رضوانه) كرهوا رضا الله سبحانه و تعالى ، إيه اللي حصل و النتيجة كانت إيه؟ (فأحبط أعمالهم) أحبط أعمالهم يعني أضل أعمالهم ، يعني لم يجعل أعمالهم الصالحة تتمثل فتنقذهم يوم القيامة أو في الدنيا أو في وقت الختام ، أحبط أعمالهم أي جعلها هباءً منثورة ، أضل أعمالهم ، كلها معاني واحدة .
_____
{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} :
(أم حَسِبَ الذين في قلوبهم مرض أن لن يُخرج الله أضغانهم) فاكرين المنافقين دول/هؤلاء إن هم هيفضلوا/سيبقوا على إصرار الكفر و الضغينة للإسلام في قلوبهم و محدش/لا أحد هيعرفهم!! ربنا هيفضحهم في ملامح وجوههم ، في زلات لسانهم ، في تصرفاتهم ، ربنا هيفضحهم و هيُخرج أضغانهم في أوقات الإبتلاءات و الشدائد ، حد عنده سؤال تاني؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق