درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من محمد .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الثاني من أوجه سورة محمد ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثاني من أوجه سورة محمد ، و نبدأ بأحكام التلاوة و مراون :
- أحكام المد و نوعيه :
مد أصلي طبيعي و مد فرعي , المد الأصلي يُمد بمقدار حركتين و حروفه (الألف , الواو , الياء) , و المد الفرعي يكون بسبب الهمزة أو السكون .
أما الذي بسبب الهمزة فهو مد متصل واجب و مقداره ٤ إلى ٥ حركات , و مد منفصل جائز مقداره ٤ إلى ه حركات , و مد صلة كبرى مقداره ٤ إلى ٥ حركات جوازاً , و مد صلة صغرى مقداره حركتان وجوباً .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ} :
يقول تعالى : (إن الله يدخل الذين آمنوا و عملوا الصالحات جنات) تأكيد ، (إنَّ) للتأكيد ، و هو أمر و تأكيد و وعد صادق من الله سبحانه و تعالى الحق أنه يدخل المؤمنين الذين يعملون الصالحات جنات متتاليات ، بشرط أن يُقدّموا الذِّبح العظيم و هو الإحسان ، (جنات تجري من تحتها الأنهار) أي أنهار أعمالهم أي أنهار أعمالهم ، (و الذين كفروا يتمتعون و يأكلون كما تأكل الأنعام) في الدنيا يعني ، كأنهم أنعام ، بهائم ، غائبين عن الحقيقة المطلقة ، (و النار مثوى لهم) النار سوف تكون مصيرهم و مثواهم .
_____
{وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ} :
(و كأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم) الخطاب هنا لقريش ، يقول الله سبحانه و تعالى : كانت هناك قبائل أقوى منكم و قرى أقوى منكم ، أُرسل فيهم الرسل و كذبوهم فأهلكناهم ، فأنتم لن تستعصوا علينا ، هذا هو المعنى و هو تهديد من الله سبحانه و تعالى ، تهديد من الله لهم ، (و كأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم) لن يكون لهم نصير .
_____
{أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ} :
(أفمن كان على بينة من ربه كمن زُين له سوء عمله) النبي الذي على بينة من ربه أي على وحي من الله ، هل نستطيع أن نقارنه و نُساويه بمن زُين له سوء عمله من قِبل الشيطان ، (و اتبعوا أهواءهم) أصحاب الهوى و المصالح الدنيوية التي يُقدمونها على الحق المطلق ، هؤلاء لا يَستوون مع الأنبياء الذين يرون بنور الله عز و جل .
_____
{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} :
(مثل الجنة التي وعد المتقون) يعني بعض الأمثال من نعيم تلك الجنة الموعودة للمتقين ، (فيها أنهار من ماء غير آسن) أنهار من ماء طاهر نظيف ، (و أنهار من لبن) الذي هو رمز الفطرة و الماء هو رمز الطهارة ، (أنهار من لبن لم يتغير طعمه) إن لم يفسد ، (و أنهار من خمر لذة للشاربين) الخمر هو رمز الصفاء و لكن الخمر في الجنة هو بمسمى فقط و لكنه إيه؟ لا يُعطي سوءات الخمر في الدنيا ، هو فقط مُسمى لمشروب في الجنة لا يُذهب العقل و لكنه يُعطي السعادة لأهل الجنة ، فقط هو مسمى و ليس الحقيقة ، كذلك لبن الجنة هو غير لبن الدنيا ، و كذلك ماء الجنة هو غير ماء الدنيا ، هي مسميات ، و لكن حقيقتها لا يعلمها إلا الله ، نفوض حقيقتها إلى الله سبحانه و تعالى ، (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن و أنهار من لبن لم يتغير طعمه و أنهار من خمر لذة للشاربين و أنهار من عسل مصفى) عسل نقي ، (و لهم فيها من كل الثمرات) طبعاً كل الكلام ده من باب التقريب ، تقريب الصورة لأذهان أصحاب النبي في ذلك الزمان ، تمام؟ ، (و لهم فيها من كل الثمرات) كل الثمار الطيبة لهم فيها أرزاق ، (و مغفرة من ربهم) غفران لذنوبهم بمن فيهم الأنبياء ، (كمن هو خالد في النار و سُقوا ماء حميماً) هل ده/هذا يستوي باللي/بالذي يخلد بالنار إلى حين و يشرب من ماء مغلي عُصارة أهل النار و العياذ بالله ، فيحصل إيه؟ (فقطع أمعاءهم) تتقطع أمعاءهم من ذلك العذاب و من ذلك الحميم الذي يشربونه .
____
{وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ} :
(و منهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفاً) ربنا بيصف/يصف هنا حال بعض المنافقين اللي/الذين كانوا بيحضروا /يحضرون جلسات النبي ﷺ و هم مش مركزين/غير منتبهين ، مش مهتمين بكلامه ، فربنا بيقول : منهم ، من الكفار دوول/هؤلاء الذين سيدخلون جهنم : (و منهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم) (أوتوا العلم) أي أوتوا الوحي و المكالمات الإلهية ، فبالتالي فقهوا مقصد النبي و فهموه ، (قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفاً) هو قال إيه من شوية/منذ قليل؟؟ ، (أؤلئك الذين طبع الله على قلوبهم) دوول/هؤلاء المنافقين اللي ربنا طبع على قلوبهم ، يعني جعل على قلوبهم ظُلمة نتيجة ذنوبهم ، (و اتبعوا أهواءهم) نفس السبيل و نفس السبب : إتباع الهوى ، أي المصلحة الذاتية مجردة عن الحق المطلق ، هو ده إتباع الهوى .
_____
{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} :
(و الذين اهتدوا زادهم هدى) أصحاب الهداية اللي عندهم علم و إتباع للنبي زادهم هدى ، ربنا زادهم هداية ، (و آتاهم تقواهم) يعني سَهَّلَ عليهم التقوى ، أصبحت التقوى عندهم زي/مثل النَّفَس كده اللي بتتنفسوه و المية/الماء اللي بيشربوها ، مابيبذلوش/لا يبذلون فيها مجهود ، هي تلقائية ، التقوى عندهم أصبحت تلقائية لأن ربنا يسَّرها لهم ، فهذا معنى (و آتاهم تقواهم) .
_____
{فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} :
(فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة) هنا تهديد للكفار و المنافقين ، يقول لهم : هَل انتظرتم أو أنتو/أنتم تنتظرون الساعة تأتيكم بغتة علشان تتوبوا ، فإذا أتت بغتة فلن يكون هناك باب توبة ، لماذا؟؟ (فقد جاء أشراطها) هناك علامات للساعة ؛ علامات صغرى و علامات كبرى ، العلامات الصغرى ظهرت ، و العلامات الكبرى نحن نعيش فيها الآن ، في عصر المسيح الدجال ، نحن الآن نعيش في عصر العلامات الكبرى ، (فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم) يعني أَنَّى لهم التوبة و أَنَّى لهم إيه؟ الفرار من عذاب الله ، و أَنَّى لهم النصرة يوم القيامة إذا جاءتهم ذكراهم أي ما فعلوا في الدنيا مكتوباً في صُحفهم ، هذا هو معنى (جاءتهم ذكراهم) أي مُذكِّرَاتُهم ، ربنا بيكتب لهم المُذكرات بتاعتهم/الخاصة بهم ، كلمة بكلمة ، فعل بفعل ، حرف بحرف ، نية بنية ، (فأَنَّى لهم) أي كيف يستطيعون أن يفرُّوا من يوم الدين إذا جاءتهم ذكراهم ، كيف يستطيعون أن يفروا من الحميم و العذاب الأليم إذا جاءتهم ذكراهم .
_____
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} :
(فاعلم) يا محمد ، (أنه لا إله إلا الله) يؤكد عليه على التوحيد مرة أخرى ، (و استغفر لذنبك و للمؤمنين و المؤمنات) أي يا أيها النبي استغفر لذنبك و لذنوب المؤمنين و المؤمنات ، دليل أن الأنبياء يقعون في ذنوب تحتاج إلى الإستغفار ، (و الله يعلم متقلبكم و مثواكم) الله يعلم مُتقلب المؤمنين في الجنات و مثوى الكافرين في جهنم ، فالمُتَقَلب هو مقام النعيم في الجنة ، و المثوى هو مقام الجحيم في جهنم و العياذ بالله ، حد عنده سؤال تاني؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
"و إليكم ما في الفؤاد من حنين و أنشودة بين وتر النبضِ و وتر السماء ، و عليها تجري كل ما في السماوات من رونق فينسال على الأحبة من الرواح ما يشفي القلوب و تطيب بها النفوس ، إليكم ما في الفؤاد و ما بين طيات أساريره تغدو تلك النسيمات العبقة تجوب و تجول دون حسرة ، تنتظر من ربها ذاك الوصال و الجوار ، هنيئاً للفؤاد ما فيه من ربيع ، و هنيئاً للربيع بأنه نال الفيوض كلها كلما أنارت الأرض بنور ربها ، في صفوة أنبياءه و أحبابه الأطهار ."🍃
========================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق