درس القرآن و تفسير الوجه الأول من الحجرات .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة الحُجرات ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة الحُجرات ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :
صفات الحروف :
القلقلة : حروفها مجموعة في (قطب جد) .
الهمس : حروفه مجموعة في (حثه شخص فسكت) .
التفخيم : حروفه مجموعة في (خص ضغط قظ) .
اللام : تفخم و ترقق : إذا كان ما قبلها مفتوح و مضموم تفخم , و إذا كان ما قبلها مكسور ترقق , و كذلك الراء تفخم و ترقرق و ممنوع التكرار .
التفشي : حرفه الشين .
الصفير : حروفه (الصاد , الزين , السين) .
النون و الميم المشدتين تمد بمقدار حركتين .
أنواع الهمزة : همزة وصل , همزة قطع , همزة المد .
الغنة : صوت يخرج من الأنف .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذه السورة العظيمة ، هي سورة الحُجرات يُعلم سبحانه و تعالى الرسول و المؤمنين آداب و أخلاق ، يُعلمهم بعض من الآداب و الأخلاق التي يجب على المؤمنين أن يتحلوا بها في واقعهم و في حياتهم و معاشهم ، يقول تعالى :
{بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية عظمى .
_____
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) خطاب للمؤمنين و مناداة خاصة لهم كي يستجيبوا و يُرخوا أسماعهم لأوامر الله جَلَّ و عَلا ، فيقول : (لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) و كذلك يقول : (لا تَقَدَّمُوا بين يدي الله و رسوله) فتلك قرائتان صحيحتان ، ما معنى ذلك؟؟ أي لا تُقدموا رأي أحدكم على أمر الله و رسوله ، و لا تُقدموا أهواءكم و رغباتكم الشخصية على أحكام الله و رسوله ، فهذا معنى لا تُقَدِموا أراءكم على حُكم الله و الرسول ، كذلك (لا تَقَدَّمُوا بين يدي الله و رسوله) يعني لا تتقَدَّموا أوامر الله بل اسمعوها ، يعني لا تستعجلوا و لا تستبقوا الأحداث و لا تقولوا بآراء تُخالف أحكام الله و الرسول فهذا هو بداية النصح الأخلاقي للمؤمنين ، لأن هذه السورة تُرَبي المؤمنين و تُعلمهم الآداب و الحدود التي يجب أن يلتزموها في معاملتهم لكل الأنبياء ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ) أي اتقوا عذاب الله ، أي اجعلوا بينكم و بين غضب الله و عذابه وقاية ، لماذا؟؟ (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) و الله سميع يسمع ، يسمع الظاهر و الباطن ، (عليم) أصل العلم و أصل الوحي .
_____
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ} :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) خطاب مخصوص للمؤمنين فيقول : (لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) يعني محدش يِعَلي/لا أحد يرفع صوته على صوت النبي ، محدش يِبَدّي /يفضل كلامه أو يفضل كلامه على كلام النبي ، (لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) إيه كمان/ماذا أيضاً؟؟ (وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ) يعني ماتتكلموش/لا تتكلموا معه بصوت عالي ، لازم تتكلموا معه بصوت فيه إيه؟ خشوع و أدب و احترام ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ) لماذا؟؟ : (أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ) لو عملتوا كده أعمالكم تحبط يعني تذهب هباءً منثورا كأن لم تعمولها ، أي الأعمال الصالحة يعني ، (أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ) لا تشعر أن هذا الفعل الذي فعلته فيه سوء أدب مع النبي يكون سبباً في إحباط أعمالك و العياذ بالله ، فلذلك يجب الحذر و التأدب أثناء التعامل مع الأنبياء و الأولياء و العارفين .
____
{إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} :
(إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى) هنا ربنا بقى بينصح ، بيقول بديل بقى رفع الصوت و الجهر بالقول إيه؟ أن تَغضوا الصوت يعني يكون صوتك إيه؟ هاديء خاشع ، فيه إيه؟ فيه عذوبة و تقوى و خشوع ، (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى) يعني اختبر قلوبهم هل هيصلوا إلى التقوى المرجوة أم لا؟ ، (امتحن) يعني اختبر و اعطاهم إختبار و إيه؟ و إبتلاء ، هل سينجحون فيه أم لا ، فالذين يَغُضون الصوت عند النبي أولئك إيه؟ نجحوا في ذلك الإمتحان و أنهم بادروا إلى سماع أوامر الله و تنفيذها ، (لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) يغفر الله سبحانه و تعالى لهم و يُعطيهم أجراً عظيماَ على هذا العمل البسيط الذي هو غض الصوت عند النبي و التأدب في حضرة كل نبي .
____
{إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} :
(إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) هنا ربنا بيحكي/بيتكلم ، بيحكي عن بعض حديثي الإسلام الذين كانوا غير متأدبين مع النبي ﷺ و أيضاً يصف سبحانه و تعالى بيت النبي ، بيت النبي كان عبارة عن ، كان عبارة عن إيه؟ المسجد اللي هو الصحن و حوليه/حوله الحجرات متلاصقة بعضها ببعض ، يعني كأنه بيت دمشقي كده ، البيوت الدمشقية عارفينها؟؟ يبقى فيها ساحة في النص/الوسط و نافورة كده ، بس ماكنش/لكن لم يوجد فيه نافورة يعني ، الساحة دي بيصلوا بها ، كان سقفها إيه؟ من الجريد ، و المحيط بالساحة دي حجرات حجرة تلو حجرة ، يعني هو عبارة عن بيت كامل متقسم إلى حجرات ، كل حجرة فيها زوجة من زوجات النبي ، يعني زوجات النبي عايشين مع بعض و بالليل كل واحدة تخش/تدخل حجرتها و تقفل/تغلق على نفسها ، بس/فقط ، هكذا كان فيه ود و إيه؟ و حُب بينهم ، كانوا عايشين مع بعض ، الحجرة ملاصقة للحجرة و كل واحدة بالليل تدخل تنام ، تقفل على نفسها ، و النبي بيبقى محدد إيه؟ جدول لزوجاته حسب ما يرتأي ، (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) كانوا بيقولوا إيه؟ يا محمد ، يا محمد ، ييجوا له/يأتوا له وقت القيلولة مثلاً بعد الظهر ، بينادوه من خلف إيه؟ الحجرات يعني من عند البيت كده ، يا محمد ، و هم مش عارفين هو فين/أين ، في أي حجرة ، هم مش عارفين في أي حجرة ، لأن هو بيت واحد أصلاً ، فبينادوا كده إيه و زي ماتيجي تيجي ، فالنبي ينحرج منهم ، ينحرج يعني إيه؟ يأتيه بعض الحياء منهم ، يخجل منهم و من أفعالهم ، من أفعالهم ، فيخرج لهم ، لكن إيه؟ يخرج لهم إيه؟ و هو إيه؟ متضايق ، لأن هم بيقلقوا راحته ، لأن ده سوء أدب مع النبي ، النبي معروف له وقت يخرج فيه و هيلتقي بالمؤمنين و يسمعهم و يُجيب عل أسئلتهم ، صح؟ ، فماينفعش/لا ينفع إنت تروح تقل أدبك/تُقلل من أدبك و ترفع صوتك في أوقات غير مباحة ، (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) يعني ليس عندهم مَلَكَة العقل و الفقه و الفهم .
____
{وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} :
(وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ) يعني لو أنهم صبروا حتى إنك تخرج لهم في الوقت اللي إنت بتحدده أو في أوقات الصلوات ، (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ) يعني هم مثلاً بينادوا عليه بعد الظهر ، وقت النبي بيستريح فيه ، كان ممكن يصبروا ساعة مثلاً أو ساعة و نص/نصف لغاية وقت العصر ، صلاة العصر ، كده كده النبي هيطلع/سيخرج يصلي ، فهيلتقي إيه؟ بجموع المؤمنين في المسجد اللي هو جزء من بيته أصلاً ، (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ) كان ذلك خيراً لهم في موازينهم يوم القيامة ، (وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الله غفور رحيم ، يعني بيقول لهم إنتم أخطأتم و النبي سامحكم و أنا غفرت لكم و سأرحمكم لأنكم مؤمنين ، رحيم , الرحمة هنا للمؤمنين ، لكن الرحمن تكون إيه؟ الرحمة لكل العباد لبارهم و لفاجرهم ، لمؤمنهم و لكافرهم .
____
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) هنا بقى ده أمر من الله في السلوك إن إنت ماتسبش ودانك/لا تترك أذنك لأي أحد يلعبلك فيها أو أي حد يزنّللّك فيها ، يِزِنّ/يوسوس عليها ، أو يقول لك كلام يحرضك على حد معين ، لأ ، اسمع من الطرفين ، و خلي/اجعل عندك عقل و ميزان ، و خلي/اجعل ميزانك القرآن الكريم ، لذلك ربنا أنزل لنا سورة الناس : (بسم الله الرحمن الرحيم ¤ قل أعوذ برب الناس ¤ ملك الناس¤ إله الناس ¤ من شر الوسواس الخناس) هو ده بقى اللي بيزن على الودان/الأذن ، (الذي يوسوس في صدور الناس) مين هم بقى؟ (من الجِنة و الناس) الشياطين بتوسوس ، كذلك شياطين الإنس و شياطين الجن ، شياطين الجن و شياطين الإنس كلاهما يوسوس و كِلاهما له أثر ، ماتسبش حد/لا تترك أحد يسخنك على حد بالباطل ، لأ , اسمع لجميع الأطراف ، و خلي عندك موضوعية و حياد و ميزان حقيقي ، فربنا بيقول إيه؟ ميزان من موازين العقل الذي يُحب أن يتزين و يتحلى به المؤمن ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) تثبتوا ، (أن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ) يعني تظلموا حد/أحد بجهالة ، بجهل ، عن جهل يعني ، (فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) بعدما جهلتم على أُناس و ظلمتم أُناس بالباطل نتيجة أخبار من فاسق لم تتأكدوا منها ، سوف تندمون على ذلك الفعل ، فالله يُحذركم من الوقوع في هذا الشَرَك ، اللي هو إيه؟ النميمة يعني ، واحد بِينم/ينم على التاني ، يعني بيقول عليه كلام ، إن هو قال عليك كلام ، طيب و بعدين؟ أنا أتاكد بنفسي أو أعفو و أصفح ، مادام/طالما أنا ماسمعتش/لم أسمع شخص قدامي بيقول عَلَيَّ كذا ، خلاص ، يجب أن أتثبت أو أغض الطرف نهائياً ، فهذا سلوك من مسالك الإسلام ، اللي هو تحريم النميمة و الغيبة .
____
{وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} :
(وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ) رسول الله فيكم يا أيها المؤمنين و هذه نعمة عظمى يجب أن تقدروها ، (لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ) يعني لو هو يتبع أهواءكم و هيمشي ورا/وراء مزاج كل واحد فيكم (لعنتم) يعني إيه (لعنتم)؟؟ يعني لأصابكم العنت ، يعني إيه؟ اللوعة و اللعاعة و الإنقطاع و الألم ، (لعنتم) ، اللوعة و اللعاعة و الإنقطاع تصيب نعمتكم ، و هذا معنى (عنت) : عين لوعة و لعاعة ، النون النعمة ، تاء الإنقطاع المؤقت فيحدث ذلك عند مخالفة أوامر النبي ، فليخشى كل أحدٍ من العنت جراء مخالفة نبي الزمان ، (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ) يعني نعمة قَدِّرُوها ، قَدِّروا و إيه؟ و اعرفوا قَدر هذه النعمة ، (لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ) يعني النبي مش هيمشي على مزاج كل واحد فيكم ، (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) نعمة أخرى إن الله حبب الإيمان و زَيَّنَ الإيمان في قلوبكم ، (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ) (كَرَّهَ إليكم الكفر) أي كُفر النعمة و كفر إيه؟ و الكفر بالتوحيد ، و كَرَّه إليكم الفسوق يعني الخروج عن الطاعة ، و كَرَّه إليكم العصيان أي المعصية ، (أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) اللي/الذي يمتثل لتلك الأوامر و ذلك النهج القويم في السلوك و الأخلاق سيكون من الراشدين ، أي عنده رشد و حكمة .
____
{فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} :
(فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً) كل ذلك إتباعه يُعطي فضل من الله ، و تلك الأوامر أيضاً هي في حد ذاتها فضل من الله و نعمة ، (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الله أعلم بالحكمة المرادة من تلك الأوامر التي سوف تفيض عليكم من الحكمة الإلهية و النور الإلهي .
____
{وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} :
أيضاً في الآية التالية ينصح سبحانه و تعالى و يعظ المؤمنين فيقول لهم : (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) يعني لو حصل قتال بين مجموعتين من المؤمنين ، (فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ) يعني لو واحدة ظلمت الأخرى ، يعني جماعة ظلمت الجماعة الأخرى المؤمنة ، اوقفوا/قفوا مع الجماعة المظلومة ضد الجماعة الظالمة حتى ترجع الجماعة الظالمة عن ظلمها ، (حتى تفيء) حتى ترجع يعني ، (إلى أمر الله) أي إلى حُكم الله و إلى الحكمة و إلى العدل و الحق ، و ما يسير على الجماعة يسير على الفرد أيضاً ، يعني (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) أيضاً و إن إيه؟ شخصان من المؤمنين اقتتلوا ، تمام؟ (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ) يعني إن رجعت لأمر الله ، (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا) أصلحوا بينهما ما حدث من شجار بالعدل و بالحق ، (و أقسطوا) يعني إيه؟ زيدوا/أزيدوا في العدل و أعطوا كل ذي حقٍ حقه ، (إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) إن الله يُحب المبالغين في العدل ، المحافظين على العدل و الحق و الميزان .
_____
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} :
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) المؤمنون بالله إخوة ، جماعة واحدة في الأصل ، (فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) أصلحوا بين المؤمنين ، هكذا دائماً هو ديدن المؤمنين ، يجب أن يكون هو الإصلاح بينهم ، (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) اتقوا عذاب الله و غضبه لعلكم ترحمون أي ترحمون جراء تلك التقوى .
_____
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ) هنا أيضاً أمر من أوامر الأخلاق اللي هو نفي و نبذ العنصرية و التعصب القائم على أساس اللون أو اللغة أو العِرق و ما إلى ذلك ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ) مايستهزئش حد بحد ، لا يستهزيء أحد بأحد ، لماذا؟ (عسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ) ممكن يكونوا خير منكم أصلاً عند الله فكيف تستهزؤون بهم و إن ظننتم أنهم إيه؟ في محل إستهزاء فلا يجب عليكم الإستهزاء أصلاً ، لأن السخرية ليست من صفات المؤمنين ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ) لماذا؟ لأن السخرية عند النساء بتبقى/تكون أكثر من الرجال ، ليه/لماذا؟؟؟ لأن النساء ناقصات عقل و دين ، هكذا كما قال النبي ﷺ و لا يُأَوّل هذا الحديث بل هو على ظاهره ، صدق رسول الله ﷺ ، و قال النبي : النساء حبائل الشيطان ، و صدق ، و قال النبي : وجدتكنَّ أكثر أهل النار و صدق ، لماذا؟ لأن المرأة عقلها خفيف ، هكذا دائماً الشيطان يستطيع أن يوسوس لها و يجعلها إيه؟ تسخر مثلاً أو تنبز بالألقاب أو تلمز فيسوء خُلُقُها ، فهكذا ينصح النساء نصح خاص بعدم التنابز بالألقاب و عدم السخرية و عدم اللمز و الهمز ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ) ربنا أعلم بالصالح و أعلم بالبواطن فلا يجب أن نقوم بفعل عنصري تجاه بعضنا البعض ، لا على أساس إيه؟ اللون أو العِرق أو اللغة او الثقافة أو طريقة الحديث أو المأكل أو المشرب أو الملبس و هكذا ، كل هذه أمور ثانوية ، لا يجب أن ننحدر إلى هذا الإيه؟ المنحدر أو المستنقع ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ) للأسف الشديد الحضارة الآن مهما تطورت لازال فيها الكثير من العنصرية ، تجد البيض بيعنصروا على المُلَوَنين و السود ، تمام؟ ، تجد أُناس يعنصرون على أُناس آخرين مختلفين عنهم في إيه؟ الثقافة أو طريقة العيش و الكلام ، فلماذا نفعل ذلك؟؟ كلنا لآدم و آدم من تراب ، ربنا بقى هنا بيقول إيه؟ (وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ) يعني اللي بيشتم بيشتم نفسه ، هنا ده معنى الكلمة دي إيه؟ معنى الكلمة دي : اللي بيشتم بيشتم نفسه ، اللي بيسخر من حد ، السخرية بترجع عليه ، كأن هو بيسخر من نفسه ، (وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ) لأنكم إيه؟ كلكم لآدم و آدم من تراب ، أنتم إيه؟ جنس بشري ، لماذا يسخر بعضكم من بعض ، إنتم إيه؟ جنس واحد ، (وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ) يعني محدش يقول للتاني يا ابن كذا أو يا ابن السوداء أو يا اقرع مثلاً أو يا مثلاً يا أمرد ، أو يا مثلاً إيه يا تخين/سمين ، يا أصلع ، يا مثلاً أي حاجة ، كل الأمور دي محرمة في دين الله ، ماينفعش/لا ينفع إن إنت/أنك تسخر من إنسان على شكله أو على هيئته أو على أسلوب كلامه و لا على طريقة أكله ، حرام ، هذا خُلق دنيء و العياذ بالله ، يجب أن نترفع عن تلك السفاسف ، (وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ) الألقاب يعني المُسميات و السِمات ، المُسميات و السِمات ، برضو/أيضاً الأسماء ماينفعش إيه؟ نسخر من إيه؟ من إسم إنسان أو من لقبه ، (بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ) آآه بعد ما تؤمن لو وقعت في هذه الأمور يبقى كده إنت فسقت ، خرجت عن الطاعة فيكون بئس الفسوق ، إنك لما تكون مؤمن و بعد كده ترجع تقع في الإيه؟ في الدنيئة دي ، يبقى كده إنت إنسان مش كويس ، (بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ) و بئس الفسوق اللي يكون بعد الإيمان و بئس الفاسق إن يكون بعد أن كان مؤمناً ، لذلك قالت مريم إيه؟ إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً ، يعني لو إنت إنسان كنت تقي و بعد كده فسقت ، فإنت تكون إيه؟ أكثر فسوقاً من الفاسق الأصلي ، تمام؟؟ ، (بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ) هنا تحذير من الله ، (وَمَن لَّمْ يَتُبْ) من لم يتب من فعل العنصري أو من الفعل العنصري و السخرية من الأقوام و التنابز و الهمز و اللمز ، (و من لم يتب) لم يرجع عن ذلك الإثم ، (فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) أؤلئك هم الذين ظلموا ، خلي بالك ، و اللي ظَلَم ده بيدي/يُعطي كده شيك على بياض للمظلوم ، اللي ظَلم بيدي/يعطي شيك على بياض للمظلوم ، المظلوم ده إما يعفو بقى و إما يفوض أمره لله و ربنا بقى هو اللي هيتولاك ، هيعرف يعمل معاك/معك إيه فخلي بالك/فاحذر ، ف ده تهديد مبطن من الله سبحانه و تعالى لأُولي الألباب ، حد عنده سؤال تاني؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
- في سحر يوم الجمعة غفوت غفوة سريعة و ثم استيقظت و أنا أسمع صوت نبي الله الحبيب يوسف بن المسيح ﷺ يتلو القرآن و ظللت أسمع ذلك لدقائق طويلة ، لم يكن القرآن مفتوحاً على صوته في البيت ، و كنت أشعر بأن صوته المبارك ينبثق من الصالة الكبيرة و يمر بالصالة الصغيرة إلى الحجرة التي أنا فيها . و الحمد لله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق