درس القرآن و تفسير الوجه الأول من النجم .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة النجم ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة النجم ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :
- أحكام المد و نوعيه :
مد أصلي طبيعي و مد فرعي , المد الأصلي يُمد بمقدار حركتين و حروفه (الألف , الواو , الياء) , و المد الفرعي يكون بسبب الهمزة أو السكون .
أما الذي بسبب الهمزة فهو مد متصل واجب و مقداره ٤ إلى ٥ حركات , و مد منفصل جائز مقداره ٤ إلى ه حركات , و مد صلة كبرى مقداره ٤ إلى ٥ حركات جوازاً , و مد صلة صغرى مقداره حركتان وجوباً .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
تمام ، يقول تعالى في هذه السورة المباركة :
{بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية مُنزَلة .
_____
{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} :
(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) أقسم سبحانه و تعالى بالنجم إذا هوى ، و هو قسمٌ عظيم لأن النجوم تأتي في مرحلة من المراحل تفنى و ينتهي وقودها حتى و إن ظننا أنها موجودة نتيجة رؤيتنا لها ، لأن نورها يظل يأتي لنا رغم أنها غير موجودة ، هكذا تعلمنا في علوم الفلك حديثاً ، لأن الضوء يأخذ ملايين السنين عبر الفلك و السماوات حتى يصل إلينا في الأرض ، (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) يعني و النجم إذا قَفَل و انتهى أمره ، و يُقسم سبحانه و تعالى بمعجزة و يُقسم سبحانه و تعالى بحقيقة علمية سوف يعلمها العالم في مستقبل الزمان و هانحن قد علمناها بفضل الله المنان . ( فلا أقسم بمواقع النجوم , و إنه لقسم لو تعلمون عظيم ) هذا هو المعنى : أي أنّ مواقع النجوم زالت و لا يزال نورها يأتينا .
_____
{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} :
(مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) النبي ﷺ ما ضل في طرق الضلال و ما غوى ، بل هو صادقٌ أمين يريد لكم الخير و الطهارة و التعرف على رب العالمين ، (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) لم يظلم و لم يضل في طرق إيه؟ الضلال ، بل هو مستقيم .
____
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} :
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى) أي ما يتحدث به من كلام في الدين ليس بهواه إنما هو بوحي من الله سبحانه و تعالى .
____
{إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} :
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ¤ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) هو وحيٌ يوحى من الله تعالى .
____
{عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} :
(عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) عَلَّمَهُ جبرائيل ذو القوة العظيمة التي أعطاه الله سبحانه و تعالى قوة شديدة .
____
{ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} :
(ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) (ذُو مِرَّةٍ) يعني ذو قوة ، (فَاسْتَوَى) أي تَمَثَلَ لسيدنا محمد ﷺ .
____
{وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى} :
(وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى) أي في البُعد السامي في السماوات ، خلف الحُجب يعني ، أو أنه في السماوات هكذا شاهده النبي ﷺ ، فكِلا المعنيان يستقيمان أو فكِلا المعنيين يستقيمان .
____
{ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} :
(وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى ¤ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى) أي اقترب من سيدنا محمد ﷺ و تَدَلَّى من البُعد السامي إلى البُعد الداني أي إلى الدنيا كي يُعطيه الوحي و كلمات الله سبحانه و تعالى ، (دَنَا) أي اقترب ، (فَتَدَلَّى) زاد قُرباً .
____
{فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} :
(فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) يعني كانت المسافة بينه و بين النبي ﷺ كأنه وتر قوسين ، مسافة وتر قوسين ، (أو أدنى) أو أقل ، كذلك كأنه ، (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) أي أنه عبارة عن وتر لقوسين ملتصقين يجلبُ من السماء فيُعطي إلى الدنيا و ثم يجلب من الدنيا فيُعطي للسماء ، فهو وسيط بين السماء و الدنيا ، هكذا ، (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) .
____
{فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} :
(فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) أوحى إلى الرسول ﷺ ما اوحى من قِبل الله تعالى .
____
{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} :
(مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) أي أن فؤاد النبي ﷺ لم يكذب عندما أخبركم عما رأى في ليلة المعراج .
_____
{أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} :
(أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى) هل تُجادلونه و تتشاكسون معه و تقاطعونه فيما يقول لكم من رؤى رآها في تلك الليلة ، فهذا سؤال تعجبي و استنكاري من الله سبحانه و تعالى لكي ينتهوا عن تلك المعارضة للنبي ﷺ .
_و روى البخاري حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همام بن يحيى: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما:
أن نبي الله ﷺ حدثهم عن ليلة أسري به( هذه رؤيا رآها الرسول و هو نائم في فراشه بجوار زوجه خديجة ليلة المعراج في السنة الثانية للبعثة و هي غير رؤيا الاسراء للمسجد الاقصى و اجتماعه بالانبياء و الصلاة بهم في عام الحزن قبل الهجرة ): (بينما أنا في الحطيم، وربما قال في الحجر، مضطجعا، إذ أتاني آت فقد – قال: وسمعته يقول: فشق – ما بين هذه إلى هذه – فقلت للجارود وهو إلى جنبي: ما يعني به؟ قال: من ثغرة نحره إلى شعرته، وسمعته يقول: من قصه إلى شعرته – فاستخرج قلبي، ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا، فغسل قلبي، ثم حشي ثم أعيد، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض – فقال له الجارود: هو البراق يا أبا حمزة؟ قال أنس: نعم – يضع خطوه عند أقصى طرفه، فحملت عليه، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح، فلما خلصت فإذا فيها آدم، فقال: هذا أبوك آدم فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم صعد حتى إذا أتى السماء الثانية فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح، فلما خلصت إذا يحيى وعيسى، وهما ابنا الخالة، قال: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما، فسلمت فردا، ثم قالا: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح، فلما خلصت إذا يوسف، قال: هذا يوسف فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء ففتح، فلما خلصت إلى إدريس، قال: هذا إدريس فسلم عليه فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي، حتى إذا أتى السماء الخامسة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد ﷺ ، قيل: وقد أرسل إليه، قال: نعم، قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإذا هارون، قال: هذا هارونفسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح، والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى إذا أتى السماء السادسة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: من معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قال: مرحبا به، فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإذا موسى، قال: هذا موسى فسلم عليه فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح، والنبي الصالح، فلما تجاوزت بكى، قيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي، ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه، قال: نعم، قال: مرحبا به فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإذا إبراهيم، قال: هذا أبوك فسلم عليه، قال: فسلمت عليه فرد السلام، قال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، قال: هذه سدرة المنتهى، وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران، فقلت: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات، ثم رفع لي البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك. ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل، فأخذت اللبن فقال: هي الفطرة أنت عليها وأمتك، ثم فرضت علي الصلوات خمسين صلاة كل يوم، فرجعت فمررت على موسى، فقال: بم أمرت؟ قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم، قال: أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم، فرجعت فقال مثله، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى، فقال: بما أمرت؟ قلت: أمرت بخمس صلوات كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قال: سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم، قال: فلما جاوزت نادى مناد: أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي).
و عن أبي داود قال النبي :
َلمَّا عُرِجَ بي مَرَرْتُ بِقومٍ لهُمْ أَظْفَارٌ من نُحاسٍ ، يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وصُدُورَهُمْ ، فقُلْتُ : مَنْ هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ الذينَ يأكلونَ لُحُومَ الناسِ ، ويَقَعُونَ في أَعْرَاضِهِمْ .
و روى أحمد والحاكم والبيهقي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أطفال المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة
و من المشاهد التي رآها النبي في هذه الرؤيا : ( منقول بتصرف و تصحيح )
- البيت المعمور لأهل السماء، وهو مثل الكعبة لأهل الأرض، ويطوفون حوله 70,000 ملك ويدخلون إليه ولا يعودون
- شم الرسول رائحة طيبة كرائحة المسك وعندما سأل عنها، أجابه جبريل عليه السلام أنها رائحة الوصيفة التي كانت تعمل في بيت فرعون وأبنائها.
- سدرة المنتهى، وهي وهي الشجرة التي ينتهي إليها علم الملائكة، ولم يتم تحديد موقعها،
- رأي أشخاص أفواههم مفتوحة، وتوضع فيها الجمار، فسأل الرسول عنهم جبريل، فقال جبريل، هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى.
- سمع صوت خشخشة نعل بلال.
- رأى أناس أظافرهم من نحاس، يخدشون أنفسهم وصدورهم، فسأل عنهم جبريل، وقال، هؤلاء من يغتابون الناس، ويقعون في أعراضهم، أي يسبونهم.
- رأي الرسول رجال تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فسأل الرسول عنهم جبريل، فقال جبريل عليه السلام، هؤلاء خطباء من أمتك، يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، أفلا يعقلون.
- رأي الرسول أيضاً شجرة الزقوم، فتنة وعذاب للظالم، وهي شجرة تخرج في أصل الجحيم، طلعها كأنها شياطين.
- ورأي رجال يزرعون يوماً ويحصدون يوماً، وكلما حصدوا عاد الزرع كما كان، فسأل عنهم جبريل، فقال هؤلاء المجاهدين في سبيل الله، يخلف الله عليهم ما أنفقوا. ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ).
- أقوام يَسْرَحون على عوراتهم كالأنعام، وطعامهم الضريح وهو نبات ذو شوك، وهؤلاء تاركوا الزكاة.
- أقوام ترضخ رؤوسهم بالحجارة ثم تعود مرة أخرى، وهم من تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة.
- الزناة يتنافسون على اللحم المنتن ويتركون الجيد.
- شُرب شاربي الخمر للصديد.
- رأي الذي يتسببون بالفساد في الدنيا، وكأنهم ثور يخرج من منفذٍ ضيقٍ ولا يستطيع العودة.
- رجل جمع حزمة حطب عظيمة، لا يستطيع حملها، وهو رجل عليه أمانة الناس، لا يستطيع أداءها وهو يزيد عليه.
- رأي أقوام يقطع من جنوبهم اللحم فليقمون، فيقال لأحدهم، قل كما كنت تأكل لحم أخيك، وهم الهمازين واللمازين.
{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} :
(وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) رأه في تنزل و وحي آخر ، أي رأى جبرائيل .
____
{عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى} :
(عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى) عند سدرة المنتهى ، شجرة عظيمة رآها في ليلة المعراج سيدنا محمد ﷺ سُميت بسدرة المنتهى ، أي السدرة التي يتوقف عندها جبرائيل لا يستطيع أن يخترق الحُجب أكثر من ذلك و لا يستطيع أن يُغادر هذه السدرة إلى حظيرة القُدس و إلى الحضرة الأحدية ، فالذي اخترق تلك السدرة و دخل إلى النور هو النبي ﷺ .
____
{عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} :
إذاً (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ¤ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى ¤ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى) هنا بقى الجنة التي تؤوي المؤمنين و تأخذهم في جنات متتاليات مفتحة لهم الأبواب إلى أبد الأبدين .
_____
{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} :
(عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ¤ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى) على هذه السدرة أو في تلك المنطقة يغشاها ما يغشى ، فيها ما لا عينٌ رأت و لا أذنٌ سمعت و لا خطر على قلب بشر .
_____
{مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} :
(إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ¤ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) هذا سلوك النبي أنه مستقيم و دمث الخُلق ، (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) لم يكن يتلفت يمين و شِمال إنما كان مستقيم حيثما يؤمر يذهب .
_____
{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} :
(لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) النبي رأى من آيات الله سبحانه و تعالى العظيمة الكبرى .
_____
{أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى ¤ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى} :
(أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى ¤ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى) هذه ثلاثة ألهة كانوا يعبدها كفار قريش ، ثلاثة أصنام سَموها على ثلاثة أسماء يعتقدون أنها لملائكة و قالوا أن تلك الإيه؟ الأصنام و تلك الآلهة هي إناث و هم ملائكة و نحن نعبدهم مع الله أو من دون الله ، هكذا ، فهكذا نَسَبوا إلى الله الزور و البهتان .
_____
{أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى} :
(أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى) وفق إعتقادكم و تنسبون الذُكران لكم و الإناث لله .
_____
{تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} :
(تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى) هذه قِسمة ضالة مليئة بالإثم ، و ضِيزَى : الضاد : صوت ، صوت إيه؟ الضلال و التشتت الفظ الأليم ، و الزين : هو صوت الذنب في الرؤيا ، فإذاً التشتت الفظ الأليم بسبب الذنب فهو ضِيزَى .
_____
{إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} :
(إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا) دي أسماء أنتم سميتموها ، الله سبحانه و تعالى لم يُقِرّها و لم يرسلها لكم ، (إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم) أنتم على خطى آباءكم الكفار ، (مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ) أي لم يأذن بها و لم تكن صحيحة أبداً ، (إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ) يعني هؤلاء الكفار أصحاب سوء ظن و أصحاب أهواء و كذلك ليس عندهم يقين ، (إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى) جاءهم النبي و التوحيد فهو الهدى .
_____
{أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى} :
(أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى) هل الإنسان يسير على مزاجه و هواه .
_____
{فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى} :
(أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى¤ فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى) الله سبحانه و تعالى مالك الدنيا و الآخرة ، فعلى ذلك فاستقيموا و اتبعوا أنبياءه و لا تتتبعوا أنفسكم و لا تتتبعوا الهوى و لا تتبعوا الشيطان .
_____
{وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى} :
(وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى) الملائكة على كثرتهم لا يشفعون لعباد الله سبحانه و تعالى إلا بعد أن يأذن الله سبحانه و تعالى و يرضى لتلك الشفاعة .
_____
{إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنثَى} :
(إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنثَى) الكفار الذين كفروا بنبينا ﷺ و كفروا باليوم الآخر و يوم القيامة ، هكذا وقتها كانوا يسمون الملائكة بانهم إناث و يعبدونهم مع الله ، و هذا باطلٌ و شرك عظيم .
_____
{وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} :
(وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ) هكذا يتخرصون و يتبعون الأكاذيب و أقوال الآباء و الأسلاف الكفار ، (وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) الظن لا يعلو على الحق ، فالحقُ هو الوحي و النبوة ، و الظنُ هو وساوس الشياطين .
_____
{فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} :
(فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) أعرض يا أيها النبي و يا كل نبي عن من تولى عن ذكرنا و وحينا و صراطنا المستقيم و لم يُرد إلا أهواءه و مصلحته الدنيوية و هواه .
_____
{ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى} :
(ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ) مبلغهم من العلم هي أمور الدنيا و ليست أمور الروح ، (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ) الله سبحانه و تعالى أعلم بالضالين الذين ضلوا عن التوحيد و صراط الله المستقيم ، (وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى) هو أعلم بمن اهتدى خلف أنبياء الله عبر القرون ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق