درس القرآن و تفسير الوجه الأول من القمر .
:::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة القمر ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة القمر ، و نبدأ بأحكام التلاوة و مروان :
الوقف :
ج (وقف جائز) , قلي (الوقف أفضل لكن الوصل جائز) , صلي (الوصل أفضل لكن الوقف جائز) ,
لا (ممنوع الوقف) , مـ (وقف لازم) , وقف التعانق و هو لو وقفتَ عند العلامة الأولى فلا تقف عند العلامة الثانية و لو وقفتَ عند الثانية لا تقف عند الأولى) .
و السكت :
علامته السين ، و هو وقف لطيف دون أخذ النفس ، مثل : من راق ، بل ران .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذا الوجه العظيم من هذه السورة العظيمة يقول تعالى :
{بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية مُنزَلة ، هذه السورة تُسمى سورة القمر و كذلك تُسمى سورة هل من مُّدَّكِر ، هل من مُّدَّكِر ، و سنعرف معنى كلمة مُّدَّكِر في حينه .
_____
{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} :
يقول تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) اقتربت الساعة يعني اقتربت ساعة الصِفر ، يعني اقتربت ساعة فوران التنور ، و اقتربت ساعة النهاية ، نهاية من؟ نهاية سُلطة العرب و كفر العرب بسيدنا محمد ﷺ ، أي كفر قريش و من حولها بمحمد سوف ينتهي لساعة قد قررها الله تعالى و كتبها ، (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) أي انشق مُلك العرب بقوة سلطان نبي ذلك الزمان و هو النبي محمد ﷺ ، لأن القمر هو رمز التأريخ العربي الذي كان يؤرخ به العرب في ذلك الزمان ، القمر هو رمز من رموز العرب ، و كذلك القمر في الرؤيا عندما رأتها صفية -رضي الله عنها- زوج النبي ﷺ ، رأت أن القمر ينزل في حجرها فكان تأويلها أنها ستتزوج من؟ برسول العرب ، بالنبي ﷺ و قد حدث ، (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) .
_____
{وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ} :
(وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ) كان هناك كشف أعطاه الله سبحانه و تعالى للنبي محمد في مكة لكي يُظهره للكفار ليكون دليلاً على صدقه ، و هو أن القمر في ليلة بدرٍ انشق في الكشف و كان ذلك كشفاً لكل الناس في مكة و خارج مكة ، حتى العائدون من السفر الداخلون إلى مكة من بعيد رأوا ذلك الكشف و رأوا انشقاق القمر و أخبرهم النبي أن هذه آية على زوال مُلكِهم و ذهاب سلطانهم إن لم يؤمنوا به ، و قد حدث ، (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ¤ وَإِن يَرَوْا آيَةً) أي معجزة من الله سبحانه و تعالى و دليلاً على صدق نبي ، (يُعْرِضُوا) أي يتولوا و يكذبوا ، (وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ) يقولوا خداع و كذب مستمر .
_____
{وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ} :
(وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ) كذبوا برسالة النبي و اتبعوا أهواءهم النفسية و أغراضهم الدنيوية ، (وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ) هنا تهديد من ربنا بيقول : (وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ) يعني اللي رايح/الذاهب للجنة رايح للجنة سيستقر فيها ، و اللي رايح للنار سوف يذهب إلى النار و سيستقر فيها ، و أقداري أي أقدار الله سبحانه و تعالى مستقرة سوف تظهر في القضاء ، سوف تظهر في ساحة القضاء ، (وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ) .
_____
{وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ} :
(وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ) جاءهم من الذِكر و من أخبار الأمم السابقة و من آيات النبي ما فيه مُزدِجَر أي ما فيه ، ما فيه الذي يدعو أو الذي يدعو إلى الإزدجار يعني الإتعاظ و الإنتباه و الخوف من عقاب الله تعالى ، (وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ) أي دعوة و داعٍ إلى الإزدجار أي الإنتباه و الإتعاظ و الخوف من الله سبحانه و تعالى .
_____
{حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} :
(حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ) دعوة الأنبياء هي حكمة بالغة أي تَبلُغُ منتهاها و مداها في دنياها ، في هذه الدنيا ، تَبلُغ سُبُلها هذه الحكمة و تُبَلَغ من لدن النبي ، (حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ) كذلك حكمة بالغة أي حكمة فائقة عظيمة بليغة ، (حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ) يعني النُذر التي أعطيناها لكم مع الأنبياء هل أغنت عنكم هذا العذاب الذي تقرر عليكم ، هذا من باب التهديد المُبطن من لدن الله سبحانه و تعالى لعلهم يرجعون و يتوبون و يؤمنون .
_____
{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ} :
(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) هنا أمر للنبي و لكل نبي بعد أن يُبلغ دعوته ، أمر من الله باعتزالهم ، (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ) سوف يدعي الداعي أي الملاك من لدن سبحانه و تعالى المُوَكَل سوف يدعو إلى شيء نُكر ، شيء إيه؟ انكروه في الدنيا و هو يوم القيامة ، يوم البعث ، شيء انكروه في الدنيا ، و كذلك يستغربونه في يوم القيامة و يكونون في حالة إندهاش و خوف و صدمة ، فهذا معنى (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ) .
_____
{خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ} :
(خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ) حالهم إيه؟ في حالة ذهول و خشوع و إنكسار و ذُل ، (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ) خلي بالك بقى ، النبي ، النبي غلام أحمد -عليه الصلاة و السلام- اللي هو الإمام المهدي الحبيب بَيِّن في خطبة الجمعة اليوم كلمة أجداث ، و أنا أقول مُضيفاً على كلامه -عليه الصلاة و السلام- أن إستخدام كلمة أجداث في هذا المقام هو من بديع صُنع الله و من بديع خَلق الله و من بديع حكمة الله في القرآن الكريم ، (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ) و الأجداث هو جمع جدث ، و الجدث هو القبر ، و لماذا استخدم الله كلمة أجداث هنا؟ لأن الأجداث من كلمة جَدَثَ ، الجَدَثَة هو صوت مضغ اللحم و كذلك الجدثة هو صوت حوافر الدواب على الأرض ، كأن الله يريد أن يقول لنا بعد أن تدفن أجسادكم و تمضغها الأرض أي تأكلها الأرض ، من صوت مضغ اللحم ، و كذلك من بعد أن تدفنوا و تمضغكم الأرض و يصل لكم صوت حوافر الدواب فوقكم أنتم أي من لا حول و لا قوة له ، حالة اللا حول و لا قوة ، إن صوت حوافر الدواب تسير فوقكم و فوق رؤوسكم ، بعد هذا و بعد مضغ الأرض لكم تخرجون بقوة الله ، فهذا من بديع صُنع الله و هذا دليل على أن العربية هي أُم الألسنة كما قال النبي غلام أحمد -عليه الصلاة و السلام- ، (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ) جراد منتشر يعني كثيرين منتشرين ، كذلك جراد أي متجردين ، متجردين مادياً و معنوياً ، يعني مُتجرد مادياً يعني ليس عليه ملابس ، غُرلاً أي غير مختونين ، و كذلك متجردين معنوياً يعني مُسَلِّمين أمرهم لذلك الداعِ ، لذلك الأمر النُكر ، يعني مستسلمين ، متجرد ، هذا معنى جراد ، أي متجرد معنوياً ، مستسلم يعني ، و كذلك متجرد مادياً ليس عليه ملابس و غُرلاً أي غير مختونين ، منتشر منتشرون ، يحشرون ، يُبعثون .
_____
{مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} :
(مُّهْطِعِينَ) حالهم إيه؟ (مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) يعني مستسلمين ، مُسَلِمين أمرهم إلى الداعِ ، إلى الملاك الداعي إلى الحشر ، (مُّهْطِعِينَ) طائعين مُطَوَّعِين مُطِيعين ، (مُّهْطِعِينَ) مهطعين أي يتسألون ما هذا في حالة طاعة ، أي يسيرون خلف الدَال ، الملاك الدَال ، في حالة طاعة ، يتسألون ما هذا الأمر النُكر ، هم في حالة تساؤل أي يقولون ما هذا و في نفس الوقت مطعين ، فهذا معنى (مُّهْطِعِينَ) مه مه ( معناها : ما هذا و كذلك انتباه انتباه )، كلمة مه مه طعين ، هكذا انظر إلى العربية إيه ، و اشتقاقاتها و جَمالها ، (مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) أي الذي يدعوهم إلى المحشر ، (يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ) الكفار اللي كفروا بالأنبياء عرفوا بقى أن البعث حقيقة فعارفين إن هم هيُقابلوا يوم عسير ، (هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ) عسر يعني عسير .
_____
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ} :
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ) قبل الكفار دول/هؤلاء يا محمد في ناس كفروا بنبي إيه؟ قبلك و هو نوح ، (فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا) أي نبينا ، و قالوا عليه مجنون و ازْدُجِر يعني زجروه و أهانوه و آذوه .
_____
{فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ} :
(فَدَعَا رَبَّهُ) دعوة المظلوم بقى ، (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ) هكذا كل نبي فيقول : (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ) يا ربي ، (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ) يعني هؤلاء كفروا بي و لم يؤمنوا بدعوتي التي أتت من لدنك فانتصر يا ربي لي ، فانتصر لدعوتك يا ربي و اهزم الكافرين و أذلهم في الدنيا و الآخرة ، آمين .
_____
{فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ ¤ وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} :
(فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ ¤ وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) ربنا أرسل فيضان عظيم في العراق و ما حولها فأهلك قوم نوح عن بكرة أبيهم إلا المؤمنين الذين ركبوا في السفينة ، أنزل الله سبحانه و تعالى فيضانات عظيمة من السماء ، أمطار عظيمة و كذلك فاضت الأنهار و الينابيع فإلتقى ماء السماء على ماء الأرض فأصبح طوفان عظيم غطى الجبال فأهلك الإيه؟ الكفار جميعاً ، (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ) أي متنزل بقوة ، (وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) يعني إلتقى الماء على أمر قدرناه و هو إهلاك قوم نوح .
_____
{وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} :
(وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ) حملنا نوح و المؤمنين و من اختارهم في سفينة بُنيت من ألواح الخشب و الدُسُر ، الدُسُر أي الحبال ، الحبال ، هكذا ، و دُسُر من دُثر ، المدثر اللي هو إيه؟ المتلحف بالأربطة و الإيه؟ و الأغطية ، و كذلك الحبال عندما نصنع بها السفينة و نجمع بها الألواح ، هكذا نلفُها حول الخشب في حالة دُثر ، تدثير ، تدسير ، دُسُر ، فهذا معنى الدُسُر .
_____
{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ} :
(تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) أي برعايتنا ، (جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ) يعني إبتعاد السفينة عن الكفار و نجاة المؤمنين هو جزاء و نكال للكفار ، كذلك (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ) أي ثواباً لنبي الزمان الذي كُفِر أي كُفِرَ به .
_____
{وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} :
(وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً) تركنا السفينة دي على قمة جبل آية ، (فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) خلي بالك بقى ، دي سورة (هل من مُّدَّكِر) ، و المُّدَّكِر هو المتذكر و لكن ما فرقه عن كلمة متذكر؟ أن المُّدَّكِر هو الذي يتذكر و يتعظ ، لكن المتذكر العادي الذي يتذكر شيء قد نسيه ، فقد يتعظ و قد لا يتعظ ، أي يأخذ العِبرة أو لا يأخذ ، فالمُّدَّكِر هو الذي يتذكر متخذاً العِبرة فيعتبر و يؤمن ، فهذا معنى المُّدَّكِر ، اللِّهم اجعلنا من المُّدَّكِرين ، آمين .
_____
{فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} :
(وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ¤ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) يُكلم الكفار عبر الزمان و هم في البرزخ ، يقول لهم : (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) كيف كان ذلك العذاب الذي حَلَّ بكم و كيف كانت نُذُري لكم عبر الأنبياء ، هل فهمتم الحقيقة؟؟ ، هذا هو المعنى .
_____
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} :
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) هذا القرآن يَسَّرناه بالقراءة ، (فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) هل من متذكر معتبر متعظ .
_____
{كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} :
(كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) قوم عاد ، قوم نبي الله هود كذبوا ، (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) أرسلنا عليهم العذاب و أسبقناها بالنُذُر أي الإنذار .
_____
{إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ} :
(كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ¤ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ) هكذا كلمة ريح و صاعقة تأتي في مناط العذاب و تأتي بمعنى العذاب للأمم الكافرة ، (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا) أي عذاباً ، (صَرْصَرًا) أي مُصِراً على إهلاكهم ، صَرْصَرًا أي مُصِراً على إهلاكهم ، (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ) (فِي يَوْمِ نَحْسٍ) أي في يوم شؤم بشؤم معاصيهم ، (مُّسْتَمِرٍّ) أي حتى ينتهي منهم عن بكرة أبيهم .
_____
{تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ} :
(تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ) أي تُهلك الناس الكفار ، (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ) كأنهم أصول و جذوع ، (نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ) أي خرج من قعره بسبب ذلك العذاب و هو تصوير مجازي لعِظَم ذلك العذاب ، أن الله اقتلعهم من جذورهم ، فهل تسمع لهم رِكزا؟؟ هل تسمع لهم أثر ، هذا هو المعنى .
{فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} :
(فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) هنا يُخاطب الكفار عبر الزمان في البرزخ ، فيقول لهم (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) كيف كان ذلك العذاب الذي أرسلته عليكم و نُذُري أي أنبيائي الذين أرسلتهم .
_____
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} :
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) هذا القرآن يسرناه للقراءة و الإتعاظ ، (فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) هل هناك متذكر يتعظ و يتوب ، هنا دعوة من الله للناس كي يتوبوا لأنه أول الناصحين و أول الواعظين هو رب العالمين .
_____
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ} :
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ) قوم صالح هم ثمود ، كذبوا بالنُذُر أي بالآيات و الرسالات .
_____
{فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ} :
(فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ) يعني واحد زينا زيه/مثلنا مثله كده بشر زينا زيه/مثلنا مثله ، هو ده اللي إحنا/نحن هنسلمه رقابنا و نسمع له و نعطيه البيعة ، يعني تكبروا عليه يعني ، (فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ) يعني لو اتبعنا ذلك المُدَعي الذي هو مِنَّا ، فنحن في ذلك نكون ضالين ، (وَسُعُرٍ) أي في نار ، في نار التيه و الضلالة .
_____
{أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} :
(أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا) حسدوه على أن الله إصطفاه بوحيه ، (بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ) قالوا على النبي أنه كذاب ، (أَشِرٌ) أي الذي ينكر المعروف ، الناكر للمعروف و صنيع الخير ، و كذبوا بل النبي صادق طاهر القلب .
_____
{سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الأَشِرُ} :
(سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الأَشِرُ) غداً أي بعد مرور الزمان و دخلوهم البرزخ و بعثهم في يوم القيامة ، سيعلمون من هو الكذاب الأشر ، هم الكذابون الأشِرون الناكرون للمعروف و لصدق النبي .
_____
{إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ} :
(إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ) أي ناقة صالح ، و ناقة صالح التي كان يسير عليها و يدعو الناس في القرى ، و كذلك الناقة هي دعوة النبي ، فكِلا المعنيين صحيح ، (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ) أي إرتقبهم يا صالح و يا كل نبي و اصطبر أي طَوع نفسك ، طَوع نفسك على الصبر .
_____
{وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ} :
(وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ) يعني ماء البئر يومٌ لهم و يومٌ للناقة ، (كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ) يعني كل شِرب لهم سوف يحضر في موعده ، (كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ) يعني الأيام التي فيها شراب لهم يشربون و الأيام التي فيها شراب للناقة تشرب ، لا يتعدّى أحدٌ على الآخر .
_____
{فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} :
إيه اللي حصل؟ ماعجبهمش/لم يعجبهم : (فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ) واحد منهم يُسمى قُدار بن سالف ، قُدار بن سالف ، هكذا ذكرت كتب التفسير إسم ذلك الرجل الذي عقر الناقة أي قتلها ، (فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى) أي تعاطى الناقة و أخذ سكينه فَعَقَر إيه؟ ذبح الناقة .
_____
{فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} :
(فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) بعد ذلك يا قوم ثمود و يا قوم صالح ، يا من أنتم الآن في البرزخ و البرازخ و سوف تبعثون في يوم الساعة ، كيف كان العذاب و كيف كانت النُذُر ، فهذا من باب التقريع لهم و هم في ذلك الزمان أي الزمان الذي لا نراه .
_____
{إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} :
(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً) أي عذاب عظيم واحد ، (فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) حالهم إيه بقى؟ مُعَذَبين مُهلكين ، كأنهم كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ يعني كالتبن ، المحتظر اللي هو بيعمل في الحظيرة ، حظيرة البهائم ، الهشيم اللي هو إيه؟ التبن اللي هو السيقان النباتية الجافة التي طُحِنَت و تنثر تحت إيه؟ روث البهائم مثلاً و لها إستخدامات كثيرة ، هشيم المحتظر يعني التبن ، يعني إيه؟ ليس له قيمة أو ضعيف جداً ، إذاً هذا ، هذه صورة مجازية لحالهم بعد العذاب ، هم أصبحوا كإيه/كماذا؟ كهشيم محتظر ، طيب قوم عاد أصبحوا كإيه؟ أعجاز نخل منقعر ، كلها صور بيانية و مجازية و إيه؟ و تحتاج إلى تأويل لكي نفهم المعنى ، لأن الله يُحب ضرب الأمثال ، و هكذا ضرب الأمثال من الله سبحانه و تعالى يحتاج إلى تأويل و إيه؟ لأنه مجاز ، فهكذت القرآن معظمه يُأوّل ، صح؟؟ و لأن القرآن كما قال النبي هو سبعة أبطن و علشان تشوف البطن ، لازم إيه؟ تُأَوِل ، صح؟ يبقى التأويل و المجاز موجود في القرآن ، و الذي يقول بخلاف ذلك فهو جاهل ، هو جاهل أعمى الله بصره و بصيرته ، يقول تعالى : (و من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى) هل ده معنى إن العُمي في الدنيا مش هيخشوا/لن يدخلوا الجنة؟؟! ، يبقى لازم نأول كلمة إيه؟ أعمى بأنه أعمى البصيرة و العمى الروحي ، معناه إن هو أعمى عن رؤية نور النبي ، الأعمى عن رؤية نور النبي لن يدخل الجنة ، هو ده ، يبقى ده تأويل و لا مش تأويل؟؟؟ تأويل أهو!! ، و دليل إن كلمة أعمى تأتي بمعنى إن هو فقد بصره المادي : سورة عبس ، (عبس و تولى أن جاءه الأعمى) اللي هو عبدالله بن مكتوم -رضي الله عنه- كان مابيشوفش/لا يرى يعني مادياً يعني ، و لكنه إيه؟ عنده بصيرة و عنده نور ، فهل ده معناه أن عبدالله بن مكتوم اللي هو ماكنش بيشوف/لم يكن يرى ، مش هيخش/لن يدخل الجنة؟؟؟!!! لأ طبعاً هيخش/سيدخل الجنة ، ده ربنا عاتب النبي فيه ، و الله سبحانه و تعالى شهد على صدق إيمانه ، يبقى ده تأويل و لا/أم مش/ليس تأويل؟! فالذي يقول بعدم وجود التأويل و المجاز في القرآن هو جاهل بل هو أجهل الجاهلين ، و من الذي قال بذلك؟؟ الذي يقولون أنه شيخ الإسلام ، و ما هو بشيخ الإسلام ، المسمى بإبن تيمية و هو ابن تعمية في الحقيقة ، أضل الأمة و هو بولس المسلمين ، بولس الثاني الذي أضل المسلمين و العياذ بالله ، (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) .
_____
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} :
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) القرآن ده يسرناه للقراءة و التلاوة و الإتعاظ ، فهل من متذكر متعظ هو المُّدَّكِر ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
"اللِّهم اجعلنا من المُّدَّكِرين ، آمين ."
==========================
لقد أرسلت :
17يناير2024 رأيتُ
في الرؤيا أنني أصادق الأستاذ وائل عباس و أصدقه القول و أشيد بدور مدونة
الوعي المصري في بداياتها و دور الفيديوهات التي تم تحميلها عليها في كشف
الظلم عن المظلومين , و قلت له أنني أحب كل الناس حتى لو كانوا مختلفين معي
في الفكر و الاعتقاد فقام و أشاد بكلامي هذا فقمتُ و ضممتُه لصدري و ضغطت
على ظهره في أعلى عموده الفقري فشعرت أنه تألم لكنه لم يرِد إشعاري بذلك
لشدة أدبه و حيائه و دماثة خلقه فقمت فقبلت يده اليسرى عدة مرات معبرا عن
حبي له و اعتذاري , ثم طلبت منه أن افحص مكان الالم فوافق لكن غرفته التي
ينام بها في منزله كانت مظلمة و لا يوجد بها نور فحدثته نفسه ان من الممكن
ان أفحص مكان الالم على ضوء كشاف موبايل لكنني بحثت حتى وجدت زر النور خارج
غرفته فاضأت النور و كان لونه اصفر فقلت لا باس فهذا احسن من لاشيء و
تفقدت عموده الفقري فوجدته لم يتأذى لكنني وجدت آثار التهابات و تمزق شديد
في الجانب الايمن من ظهره فاخبرته انه لابد له من التداوي بحقن مضاد حيوي ,
ثم بحثت في شقته و وصلت للصالة فوجدت اصدقاء كثيرين للاستاذ وائل عباس
كانهم يستمتعون بوقتهم في بيته لكنهم لا ينفعوه او يفيدوه بل هم عالة عليه و
لا يأبهون لآلامه و من ثم رأيت فتاة تشبه إنجي المقدم . و معنى انجي اي
جالبة البشائر و هو اسم يوناني , و من معانيه اللؤلؤة و السعادة بالتركي و
الفارسي , اقدم لك البشرى من لدن رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق