الجمعة، 23 فبراير 2024

درس القرآن و تفسير الوجه الأول من الحشر .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الأول من الحشر .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :

 

افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة الحشر ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .


          

بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :


الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة الحشر ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :


أحكام الميم الساكنة :


إدغام متماثلين صغير و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة ميم أخرى فتدغم الميم الأولى في الثانية و تنطق ميماً واحدة .

و الإخفاء الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف الباء و الحُكم يقع على الميم أي الاخفاء يكون على الميم .

و الإظهار الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة جميع الحروف إلا الميم و الباء ، و الإظهار طبعاً سكون على الميم نفسها يعني الحُكم يقع على الميم .

______


و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :


في هذه السورة العظيمة المباركة ، سورة الحشر تتحدث عن الصراع الذي حدث ما بين المسلمين و اليهود في المدينة ، يقول تعالى :


{بسم الله الرحمن الرحيم} آية مُنزَلة .

______


{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} :


(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) أي نَزَّه الله و قدسه كل ما في السماوات و الأرض ، (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الله صاحب العِزة يُفيض من عزته على من شاء ، و صاحب الحكمة ، حكيم يُفيض من حكمته على من شاء .

______


{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ} :


(هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) الله سبحانه و تعالى هو الذي أعطاكم القوة لإخراج هؤلاء الخائنين الكفار الناقضين للعهود و المواثيق ، ففي أول الأمر عندما أتى النبي ﷺ إلى المدينة جعل وثيقة المدينة و هي وثيقة المواطنة ، أن كل من يسكن المدينة من المسلمين أو اليهود أو المشركين الوثنيين أو غيرهم هم تحت لواء النبي ﷺ في دولة المدينة ، كلهم مواطنون ، لهم نفس الحقوق و عليهم نفس الواجبات ، فإذا هزم المدينة أو داهم المدينة جيشٌ أو عدوٌ ، قاموا جميعاً على قلب رجل واحد تحت قيادة النبي للدفاع عن المدينة ، فكانوا مواطنين بمفهوم المواطنة الذي نعرفه اليوم ، أي أنهم مواطنون لهم إيه؟ نفس الحقوق و عليهم نفس الواجبات ، التي نُسميها اليوم المواطنة ، فلم يكن يأخذ منهم الجزية النبي ﷺ لأنهم إيه؟ مواطنون كاملوا المواطنة ، و هذا ما كان ينبغي عليه أن تكون عليه دول أو ممالك الإسلام عبر التاريخ ، بعد الفتح أو بعد إيه؟ الإنتصار ، لكي تتعمق الأخوة ما بين أفراد المجتمع ، لأن الجزية لا تؤخذ إلا إذا كانت الدولة إعتدت على دولة المسلمين و ثم انتصرنا عليهم فتؤخذ منهم ضريبة و تسمى الجزية ، و كان هذا عُرف متعارف عليه في الأزمان الغابرة في التاريخ ، ليس عند المسلمين فقط ، فكان هذا هو عُرف العالم وقتها ، تمام؟ ، كما أن كان عُرف العالم وقتها الأسر و السَبي ، أما اليوم فلا يكون ذلك الإستعباد و الإسترقاق و السبي من عُرف اليوم الحاضر الذي نعيش فيه ، كذلك كان هذا هو العُرف السائد عبر أزمان التاريخ القديمة ؛ الإسترقاق و الإستعباد و السبي ، و مع تطور المجتمعات إنتفت هذه الصفة فأصبحت من العُرف ، و العُرف مُعتبر في الإسلام ، فبالتالي النبي ﷺ لم يكن يأخذ الجزية من غير المسلمين في المدينة لأنهم كانوا مواطنين كاملي المواطنة أي أن لهم نفس الحقوق و عليهم نفس الواجبات ، و كانت هذه وثيقة المدينة أي المعاهدة بين جميع طوائف شعب المدينة ، ما الذي حدث؟؟ كان في المدينة ثلاث ، أكثر من ثلاث و عشرين قبيلة من اليهود ، أكتر من ٢٣ قبيلة ، ٣ بس/فقط منهم اللي/الذين نقضوا العهد ، و العشرين الباقيين فضلوا/بقوا على نفس العهد و الوفاء مع النبي ﷺ ، حتى أن النبي توفي و كان راهناً درعه عند يهودي ، فكيف نقول أن النبي أَجْلَى جميع اليهود من المدينة أو اضطهد اليهود ، لم يحدث ذلك ، بالعكس كان النبي ﷺ رحيماً رؤوفاً بالمسلمين و بغيرهم ، حتى أنه لما أن مرت جنازة يهودي وقف إحتراماً لها ، فهكذا هو نبي الرحمة و هو صادق أمين ، طاهر القلب ، ما الذي حدث؟؟ كانت هناك ٣ قبائل بالترتيب (بنو قينقاع ، بني النضير ، بني قريظة) ، بعد وثيقة المدينة التي جعلها النبي ﷺ ، بعدها بسنتين ، سنة ٢ هجرية ، تقريباً بعد غزوة بدر ، بعد إنتصار المسلمين في غزوة بدر ، ما الذي حدث؟؟ بنو قينقاع كانوا مشهورين بأنهم إيه؟ يتاجرون في الحُلي ، كانوا صاغة يُصيغون الحُلي و المعادن ، فذهبت إمرأة إلى إيه؟ سوق بني قينقاع و أرادت أن تشتري بعض الحُلي ، فعمد شقي من أشقياء اليهود إلى ربط ذيل ثوبها في رأسها عندما كانت جالسة في المحل ، في محل الذهب يعني ، عندما وقفت إنكشفت إيه؟ عورتها ، إنكشف إيه؟ فخذيها و أردافها فضحك اليهود ، فما كان من أحد المسلمين إلا أن غار لتلك المرأة فإيه؟ هجم على اليهودي ، فقتله اليهود ، ما الذي حدث؟ النبي ﷺ قال لهم : سلموا لنا قتلة المسلم ، خلاص؟؟ ، فقالوا : لا نسلمك ، و إيه؟ قطعوا العهد مع النبي ﷺ و أخلوا بميثاق وثيقة المدينة ، ما الذي حدث؟ حاصرهم النبي ﷺ في حصونهم و ثم أَجلاهم ، قال لهم : تخرجوا مع أموالكم و ركابكم و نساءكم و أبناءكم ، سيبوا/اتركوا المدينة ، و ده/هذا كان أخف حُكم على نقض العهد و الميثاق ، أخف حُكم ، طيب ، إيه اللي حصل بقى بعد كده؟ الحادثة الثانية سنة ٤ هجرية تقريباً ، قبل غزوة الأحزاب ، يهود بني النضير ، مجموعة تانية كده من اليهود ، النبي ﷺ كان مأمن لهم/مستئمنهم و كان قاعد معهم في إيه؟ البيوت بتاعتهم ، و هو قاعد كانوا بيخططوا إن هم يغتالوا النبي ، يقتلوه ، كانوا هيرموا عليه حجر من فوق بناية كده تنزل عليه تموته ، إيه اللي حصل؟ جبريل أتى النبي ، ربنا أوحى للنبي ﷺ إن هم بيتأمروا عليك و في دلوقتي صخرة  هتنزل عليك ، النبي عمل إيه؟ قام قايم على طول من غير ما يسلم و خرج برا/خارج بيوتهم ، خرج ، بعد كده إيه؟ واجههم ، قال لهم : إنتو/أنتم كنتم هتعملوا كذا و كذا و كذا ، ف هم إعترفوا ما أنكروش/لم ينكروا ، قالوا له : إحنا/نحن كنا هنقتلك ، عمل إيه النبي؟ حاصرهم و خرجهم لأنهم اتفقوا على نقض العهد ، فالرسول أخف حاجة عملها معهم ، إن هم أخرجهم من إيه؟ من المدينة لأنهم أصبحوا غير مأموني الجانب ، طبعاً دول/هؤلاء مش/ليس كل اليهود ، دول/هؤلاء مجموعة تانية من اليهود ، إحنا/نحن قلنا إن اليهود كانوا أكثر من ٢٣ مجموعة ، ٢٣ قبيلة ، ثلاث مجموعات بس/فقط هم اللي نقضوا العهد مع النبي ، العشرين التانيين/الباقين فضلوا/بقوا على وفاء مع النبي ﷺ ، حتى أن النبي كان راهن درعه عند يهودي وقت وفاته -عليه الصلاة و السلام- ، طيب ، الحادثة الثالثة إيه؟ وقت غزوة الأحزاب اللي سنة خمسة هجرية ، مجموعة من اليهود إسمهم يهود بني قريظة ، دول/هؤلاء تحالفوا مع الكفار اللي/الذين حاصروا المدينة ضد المسلمين ، فده/فهذا هنا خيانة وقت الحرب ، خيانة وقت الحرب ، و لما إنتصر المسلمين ، الرسول كان عاوز/يريد يعفو عنهم و يقول لهم ، يخليهم/يجعلهم يسيبوا/يتركوا المدينة زي/مثل بني قينقاع و بني النضير ، تمام؟ ، إيه اللي حصل بقى؟ هم مارضيوش/لم يرضوا بحُكم النبي ، رضوا بحُكم مين/من؟ أحد الصحابة ، على ما أظن أنه كان سعد بن عُبادة ، و كان سعد بن عبادة إيه؟ مصاب في الحرب و جابوه/أحضروه على نقالة شايلينه/يحملونه ، و قالوا : إحنا/نحن نرضى بحُكم سعد بن عُبادة و مانرضاش/لا نرضا حُكم محمد ، هم كانوا فاكرين إن سعد بن عُبادة هيعفوا عنهم و يفضلوا/يبقوا قاعدين في المدينة ، لأنهم ماكنوش عاوزين/لم يكونوا يريدون حُكم النبي لأن هم عارفين : الجلاء ، يمشوا يعني من المدينة ، ف هم هنا طمعوا ، طمعوا و مارضيوش/لم يرضوا بحُكم النبي ، إيه اللي حصل؟ سعد بن عُبادة قال لهم ، أخذ عليهم الميثاق ، أخذ على اليهود الميثاق و أخذ على النبي الميثاق برضو/أيضاً و الصحابة ، إن هم يرضوا بحكمه ، فقالوا : نرضى بحكمه ، فحكم عليهم بما تحكم التوراة بالخيانة وقت الحرب ، اللي هو إيه؟ تُقَتل المقاتلة يعني كل العسكريين ، اللي هم مقاتلين يُقتَلوا و تُسبى النساء و الذرية ، يعني يؤخذ النساء و الذرية أسرى في الرق ، و ده اللي حصل ، لأن هم مارضيوش/لم يرضوا بحُكم النبي ، صح؟ اللي/الذي هو حُكم الرحمة ، فربنا وقعهم في شر أعمالهم ، تمام؟ طيب ، نبدأ كده نقرأ الآيات :

(هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) ، (أول الحشر) أول الجلاء ، أول الجلاء كان مين/من؟ بنو قينقاع ، بعديهم/بعدهم بنو النضير ، بعد كده خلاص ، طبعاً إيه!! من بني قينقاع و بني النضير ، فيه منهم من تبرؤا من إيه؟ أفعال قومهم ، فالنبي عفا عنهم و أبقاهم في المدينة ، مش كل بني قينقاع إيه؟ تم إجلاءها ، اللي/الذين تبرأوا من فعل بني قينقاع ، الرسول عفا عنهم ، فِضْلُوا/ظلوا قاعدين في المدينة ، كذلك اللي تبرأ من فعل بني النضير من اليهود ، الرسول عفا عنهم و قعدوا في المدينة مع أموالهم ، لم يصيبهم شيء ، تمام؟ ، طيب/حسناً ، كذلك بنو قريظة ، منهم من تبرأ من فعل قومهم فالنبي عفا عنهم ، عشان تبقوا عارفين ، (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا) كنتو/كنتم فاكرين يا مسلمين إن هم مش هيخرجوا نتيجة قوتهم و منعتهم يعني و حصونهم ، (وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّن اللَّهِ) اليهود ظنوا إن حصونهم و جدرهم مانعتهم من الله ، (فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا) ربنا مكر بهم ، كما أنهم مكروا بالمسلمين ، (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) دايماً كده اليهود في المواجهة راجل لراجل/رجل لرجل يتغلبوا ، ليه/لماذا؟ كده المؤمن المسلم قوي في المواجهة الفردية يهزم الكفار بقوته إيه؟ العقائدية و الإيمانية ، طيب ، القرون تطورت و العصر تطور و العلم تطور و الزمان تطور ، و أصبح الفوز الآن للمتقدم علمياً و تكنولوجياً ، مش/ليس للمتقدم و القوي جسدياً أو إيمانياً ، بدليل إن المجتمعات المفككة المنحلة زي إيه/مثل ماذا؟ مجتمع إسرائيلي ، الكيان الصهيوني و المجتمعات الأوروبية هي مجتمعات منحلة مفككة ، تنتصر على المجتمعات إيه؟ المتمسكة بدينها أو المتمسكة بعاداتها و ثقافتها و تقاليدها و أخلاقها ، ليه/لماذا؟ ينتصروا بفارق إيه؟ التكنولوجيا و الحرب و العتاد ، لأن هو ده اللي أخبر عنه النبي ، هم دول/هؤلاء المسيح الدجال و قوتهم العسكرية إسمها إيه؟ يأجوج و مأجوج ، من أجيج النار ، إن هم دول/هؤلاء أول من صنعوا الإيه؟ الآلات الحربية النارية ، الصواريخ و طلقات النار و القنابل النووية و البوارج و الدبابات ، هم اللي صنعوا فلهم التقدم فيها ، فهكذا أخبر النبي ﷺ عن أمة يأجوج و مأجوج و قوتها العسكرية اللي هي الدجال ، و قال : لا يدان لأحد بقتالهم ، لكن لو على معايير زمان /الماضي , لأ/لا ، الأمم الشديدة البدوية القوية تغلب القرى الحضارية أو الإيه؟ المجتمعات المُنعمة ، بدليل إن بني إسرائيل لما كانوا في سيناء أربعين سنة ، إشتد عودهم بعد ان كانوا مستعبدين في مصر و أصبحوا إيه؟ بدو أقوياء في حياة البداوة ، عاشوا حياة البداوة فأصبحوا أشداء ، أول ما دخلوا كنعان ، انتصروا على طول/مباشرة على الكنعانيين بقيادة يوشع بن نون ، بنو إسرائيل لما دخلوا بقيادة يوشع بن نون و عبروا نهر الأردن ، انتصروا على الكنعانيين ، ليه/لماذا؟ لأن الكنعانيين كانوا إيه؟ أهل حضارة و قرى و عيشة مُنَعمة ، مش/ليسو أهل حرب ، لكن حياة اليهود في سيناء كانت تعتبر إستعدادا لهم ، أربعين سنة إستعداد ، كانوا أشداء و أقوياء بعد حالة الإستعباد و الإستضعاف اللي كانوا فيها في مصر ، انتصروا ، دلوقتي/حالياً لأ العكس ، مش شرط إن الشعب يبقى قوي جسدياً أو عايش عيشة إيه؟ عيشة البداوة الصعبة عشان/حتى ينتصر في الحرب ، لأ ، اللي/الذي ينتصر في الحرب هو المتقدم علمياً و تكنولوجياً ، و هنا بقى الزمان تغير ، فبالتالي لما الزمان يتغير لازم الفقه يتغير ، مش يتغير/لا يتغير ، يتطور ، يحصل تطور في الفقه ، و ده اللي أخبر عنه النبي ﷺ عن أمة الدجال و العصر الحديث و آخر الزمان ، صح كده؟ و هو أوكل لنا فقه هذا الزمان ، -عليه الصلاة و السلام- ، أوكل لنا فقه هذا الزمان ، يعني في هذا الزمان اكتشفنا إن الناس ممكن تعيش في أماكن الشمس فيها بتبقى عشرين ساعة و الليل ٤ ساعات ، فهل ينفع الواحد يصوم عشرين ساعة؟؟؟لأ/لا ، يبقى الفقه إيه؟ يصوم ١٢ ساعة بس/فقط ، يحسبها بالساعة و يفطر بقية اليوم في رمضان ، صح و لا لأ؟؟ ، فده ، ده مثال من أمثلة تطور الفقه في عصر ، في العصر الحديث ، طبعاً إحنا/نحن عارفين إن النبي ﷺ كلم/تكلم في أحاديثه و قال : حدثوا عني فرُبَ مُبَلِغٍ أوعى من سامع ، يعني قولوا الكلام اللي/الذي بقوله ده ، بَلِغُوه زي ما هو/كما هو ، حتى و لو مافهمتهوش/لم تفهموه ، بَلِغوه زي ما هو/كما هو ، و يقصد من ذلك أحاديث آخر الزمان و أحاديث إيه؟ وصف الدجال و حمار الدجال و الآلات الحديثة و المواصلات ، لأن الصحابة ماكنوش/لم يكونوا يعرفوها ، و دي كانت عبارة عن رؤى و أحلام كان يراها النبي ﷺ و كان يُحدث بها و يعلم أنها وحي من الله ، و كان يعلم أنه سيأتي زمان اللي يسمعوا فيها الرؤى و الأحاديث دي هيفهموها لأن احنا/لأننا عايشين في الزمان ده ، فتحدث النبي ﷺ عن المواصلات الحديثة ، كيف أن النار تسير في بطن الدابة يعني هي البنزين يعني ، و تحدث عن البواخر و تحدث عن الطائرات المدنية و تحدث عن الطائرات الحربية و الصواريخ التي تخرج منها ، هكذا بالتحديد ، و وصف ذلك و وصف الكهرباء و الإنارة الحديثة في أحاديثه ، و بعد كده قال إيه عن أُمة الدجال أو فتنة الدجال اللي هي وصفها بأنها أشد الفتن ، فقال : فإن يخرج و أنا فيكم فأنا حاجيجه ، يعني هنا بَيَّن إن الدجال ، أُمة الدجال يجب التعامل معها بالحجة و البرهان و القوة الناعمة ، ليس بالقوة العسكرية الخشنة ، لأنه لا يُدان لأحد بقتالهم ، القوة الناعمة زي إيه؟ الحُجة و البرهان ، تمام؟ أيضاً التكاثر ، كثرة المواليد ، كثرة الإستيطان ، ان احنا/إننا نعمر الأرض و نبني ، كل دي من القوة الناعمة التي إيه؟ نستطيع أن ننتصر بها على الدجال ، كذلك الإنتاج ، نُقيم المصانع و ننتج ، نزداد علماً مادياً ، من علوم الدنيا يعني ، و هكذا ، يعني أنا عاوز/أريد أقول لكم مثال : في مصر هنا من ١٠٠ سنة بالضبط ، عِد/اعدد ١٠٠ سنة كده زمان/سابقة ، ماكنش/لم يكن فيه جراحين في مصر ، ماكنش/لم يكن في حد إسمه طبيب جراح كده مصري ، كان كلهم أجانب و خواجات ، طيب دلوقتي/الآن بعد ١٠٠ سنة؟؟ المصريين ، الأطباء المصريين و الجراحين المصريين هم المنتشرين في العالم و مطلوبين بالإسم ، في بريطانيا معظم الجراحين أصلاً/أساساً مصريين و الأطباء في دول الخليج و في أفريقيا و في أمريكا ، طب ليه/لماذا؟ هي دي بقى بنسميها القوة الناعمة ، قوة إيه؟ ناعمة اللي/التي أنا بقول عليها و ده اللي بيقول عليه الإمام المهدي الحبيب ، قوة ناعمة تنتصر بها في زمان الدجال ، زي/مثل ما حصل في غزة كده ، المجرمين اللي كانوا قائمين على حكم غزة أوردوا غزة موارد الهلاك ، طبعاً غزة دي من فلسطين و فلسطين جزء من الشام ، و ما يحدث في غزة هو من أهوال الشام التي أخبر عنها المسيح الموعود -عليه الصلاة و السلام- ، و قال : "أن أهوال الشام تكون علامة لإبني الموعود فانتظروا تلك الأيام" ، و هو ما يحدث الآن ، إيه هي القوة الناعمة اللي كانت لغزة؟؟ المواليد ، بيخلفوا/ينجبوا كثير ، صح؟؟ أهل فلسطين بيخلفوا/ينجبوا كثير فالمواليد تتكاثر ، كذلك بيتعلموا ، عندهم جامعات بيُخرّجوا إيه؟ شباب و شابات بتخريج عالي ، أطباء و مهندسين و مدرسين ، كل حاجة ، و الأطفال بيروحوا/يذهبوا المدارس و بتجيلهم/تأتيهم المساعدات ، وكالات الغوث و كالات التشغيل ، الأنوروا ، الأمم المتحدة ، تمام؟ ، فالتكاثر ، التكاثر في الابناء و الأموال و العلم في حد ذاته ده كان هيهزم/سيهزم اليهود ، و هو يهزم اليهود ، و اليهود بيخافوا منه أصلاً ، يعني مايقدروش/لا يقدروا يعملوا ضده حاجة ، لكن فور إن المجرمين دول/هؤلاء خالفوا وصية المسيح الموعود إن هم قاتلوا بالسلاح في عصر لا يجب فيه القتال بالسلاح للإنتصار ، الإنتصار أسهل من ذلك ، فأدوات الإنتصار في العصر الحديث أسهل من ذلك ، أسهل من العمل العسكري ، بالكلمة و البرهان و التكاثر و العلم تنتصر أُمتك على طول ، تمام؟ ، عملوا إيه؟؟ اليهود ماصدقوا أخذوا ذريعة قاموا دخلوا هدموا غزة عن بكرة أبيها و قتلوا عشرات الآلاف من المسلمين و العرب و المسيحيين ، و هُزم أهل غزة و هُزم المجرمون القائمون على حكم غزة ، طيب ، ليه عملت كده؟؟؟ عشان إنت ماسمعتش/لم تسمع كلام النبي ، و ماسمعتش/لم تسمع خليفة النبي في هذا الزمان ، اللي هو مين/من؟ غلام أحمد -عليه الصلاة و السلام- ، فإنهزمت ، ف ده دليل مادي أهو على صدق المسيح الموعود -عليه الصلاة و السلام- ، يا ريت/ياليت نتعلم و نفهم ، يا ريت نفهم أنّ المجرمين الكافرين بالمسيح الموعود القائمين على حكم غزة اغتصابا بعد ان غدروا باخوتهم الفلسطينيين في السلطة الفلسطينية في عام 2006 , لقد جعلوا دماء الفلسطينيين في غزة رخيصة و يزداد ذلك مع مرور الايام لان العالم يتعود هذا المشهد المؤلم للاسف الشديد , انت دلوقت لو ماشي في الطريق بصحبة ابنائك و زوجك , و مررت بجوار احد البلطجية فهل تقوم و تتحرش بالبلطجي و تتعارك معه و انت معك اهلك ؟ ان فعلت ذلك فانت سفيه و خصوضا انه ليس لديك نفس اسلحة ذلك البلطجي و ستتسبب بهدر كرامة و دم اهلك !!! هذا ما حدث بالضبط في غزة !!! (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ) في تلك إيه؟ الحادثة كان اليهود قبل ما يخرجوا من ديارهم سواء كان في بني قينقاع أو بني النضير يكسروا بيوتهم علشان/حتى مايخلوش/لا يجعلوا المسلمين إيه؟ يستفيدوا بها ، فهنا (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ) و هم بيقتحموا عليهم إيه؟ الحصون بعد أن ذهبوا يعني ، (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ) يعني يجب أن تعتبروا ، تأخذوا العِبرة يا أصحاب البصيرة و الفهم و العقل ، لا تنقضوا عهداً عاهدتموه للنبي لأن هذا سوف يكون مصيركم .

_____


{وَلَوْلا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ} :


(وَلَوْلا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا) يعني لولا أن الله كتب عليهم الجلاء ، الذهاب عقوبة لهم على إخلافهم عهد النبي و عهد المواطنة ، لعذبهم في الدنيا ، عذبهم في الدنيا بإيه؟ بالقتل و السبي كما حدث مع بني قريظة ، (وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ) أي عذاب عظيم في جهنم جزاء كفرهم و جزاء نقضهم للميثاق .

_____


{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} :


(ذَلِكَ) أي كل ذلك نتيجة إيه؟ : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) يعني حادوا الله ، يعني عارضوا الله و الرسول معارضة شديدة ماكرة ، (وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) ربنا هيُعاقب الذي يُعارضه هو و رسوله و يُخلف الميثاق .

بعد كده ربنا بقى بيقول إيه؟ طبعاً الآيات اللي فاتت دي/السابقة تتكلم عن الإتنين عن بني قينقاع و بني النضير ، بس/لكن معظم التفاسير تكلموا ، يقول لك : إن دي إيه؟ بتكلموا عن بني النضير ، لأ ، هي نزلت الآية دي ، السورة دي طبعاً بعد حادثة بني قينقاع و بعد حادثة بني النضير ، لكنها تتحدث عن الحادثتين : حادثة بني قينقاع اللي هي إيه؟ (لأول الحشر) (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) أول الحشر اللي هو حادثة بني قينقاع ، حادثة الست/المرأة اللي إيه؟ تم تعريتها في سوق بني قينقاع و إيه؟ المسلم اللي هم قتلوه اللي حاول يدافع عن هذه المرأة ، فتم إجلاءهم نتيجة هذه إيه؟ هذه الفِعلة ، لأنهم إيه؟ لم يُسلموا قتلة المسلم ، الحادثة الثانية اللي هي حادثة بني النضير اللي هي محاولة إغتيال النبي ﷺ ، و عرفنا إن اللي يتبرأ منهم ، يعني اللي يتبرأ من فعل بني قينقاع ، الرسول أبقاه في المدينة ، كذلك الذي تبرأ من فعل بني النضير ، الرسول أبقاه في المدينة ، تمام ، (وَلَوْلا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا) طبعاً بيتكلم هنا عن بني قينقاع و بني النضير ، الإتنين يعني ، (وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ ¤ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) .

_____


{مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} :


هنا بقى ، خلي بالك الآية الجاية/التالية دي مهمة جداً ، فيها مفهوم مهم و حقيقي و ماحدش/لا أحد تكلم عنه قبل كده و المفسرين تقريباً كلهم تكلموا عنه بشكل خاطيء ، ربنا بيقول إيه : (مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ) المفسرين بيقولوا لأ (لينة) يعني شجرة أو نخلة كده ، يا مسلمين لو قطعتوها أو سبتوها/تركتوها عادي/يجوز ، ده بإذن ربنا ، و ده مش التفسير الحقيقي ، اللينة هنا معناها الميثاق و المعاهدة و السلام ، لأن وثيقة المدينة كانت لينة ، تُعتبر لينة يعني إيه؟ سلام ما بين أطراف و مجموعات المدينة ، اللي عايشين في المدينة ، ما بينهم إيه؟ سلام و لينة و تعاهد و رحمة ، هي دي اللينة ، المواطنة ، الميثاق ، السلام ، فربنا ييقول إيه : (مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ) يعني ما قطعتم من إيه؟ وثيقة أو عهد ، (أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا) إلتزمتم بها ، (فَبِإِذْنِ اللَّهِ) يعني إنتو دلوقتي لما هم قطعوا العهد فإنتو إيه؟ قطعتوا إيه؟ وثيقة المدينة و أجليتموهم ، ده بإذن الله ، بأمر من الله ، يعني ربنا هو الذي أذن أن تُقطع تلك اللينة ، أي تلك الوثيقة بالنسبة لإيه؟ للناقضين و ليس بالنسبة لجميع أطراف إيه؟ المدينة الذين يعيشون فيها ، (وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ) يُخزي الخارجين عن طاعته ، تمام كده؟ ، يبقى عرفتوا يعني إيه هي اللينة؟؟؟ اللينة هي الإيه؟ الميثاق و السلام و الأُلفة و الرحمة و المودة بين أفراد المجتمع الواحد .

_____


{وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} :


(وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) هنا دي بيتكلم عن ، ربنا بيتكلم عن حادثة بني قريظة ، حادثة بني قريظة ، الفيء هنا اللي هو إيه؟ الغنائم اللي تكون وقت الحرب ، لأن الرسول حاربهم نتيجة خيانتهم و قَتَّلَ المُقاتلة إلا من تبرأ ، و سبى الذراري و النساء ، تمام كده؟ سبى النساء و الذرية ، أي أخذهم في إيه؟ في الرق ، (وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ) أي أعطاه غنائم تلك إيه؟ المنطقة من المدينة ، (فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ) يعني لم تتكلفوا إيه؟ تعب السفر و ركوب الدواب و المواصلات لكي تصلوا إليهم ، لأن هم كانوا في وسط المدينة ، بني قريظة ، (وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء) ربنا بيُسلط الرسل على من يشاء أي الملائكة ، (وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ربنا قدير على كل شيء .

_____


{مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} :


(مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى) أهل القرى بقى اللي كانوا بني قريظة أو خيبر أو فدك , القرى اللي إيه؟ فتحها النبي ﷺ نتيجة إيه؟ رد العدوان أو نتيجة نقض العهود ، لأن مش من الباب للطاء كده/بدون سبب الرسول بيروح إيه؟ يغزو مدينة ، لأ/لا , نتيجة إنها اعتدت أو إنها نقضت العهد ،   (مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ) الآية دي بتدل على وجوب منهج الإشتراكية في المجتمع ، إن المجمتع يبقى إشتراكي ، يعني المجمتع و الشعب يشتركوا بالثروة ، يتم الإشتراك في الثروة ، ليه/لماذا؟ (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ) ماتبقاش/لا تكون الثروة متداولة بين الأغنياء و أصحاب رؤوس الأموال بس/فقط ، لأ ، يجب يكون هنا توزيع عادل للثروة ما بين أفراد الشعب و هي دي النظرية الإشتراكية التي يؤيدها القرآن الكريم ، (مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ) لله أي في سبيل الله يعني ، (و للرسول) للنبي ، (وَلِذِي الْقُرْبَى) أقرباء النبي ، (وَالْيَتَامَى) اللي هم آباءهم ميتين ، (وَالْمَسَاكِينِ) اللي هم إيه؟ دخلهم/معاشهم ضعيف ، (وَابْنِ السَّبِيلِ) المسافرين ، (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ) كي لا تكون الأموال بينكم متداولة بين الأغنياء فقط ، (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ) اللي بيحكم به الرسول خذوه ، (وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) ارضوا بحُكم النبي ، أعطاكم شيء خذوه ، نهاكم عن شيء انتهوا ، (وَاتَّقُوا اللَّهَ) اجعلوا بينكم و بين عذاب الله وقاية ، (إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) ربنا شديد العقاب في الدنيا و الآخرة .

_____


{لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} :


كذلك الأموال دي لمين/لمن؟ : (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ) ربنا خص الفقراء المهاجرين ، (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا) ضحوا بديارهم و أموالهم عشان ينصروا النبي ، ربنا بيجازيهم و يعطيهم من هذا الفيء ، اللي هي غنائم الحرب يعني ، (يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) .

_____


{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} :


(وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ) دول/هؤلاء الأنصار بقى ، اللي هم كانوا في المدينة قبل المهاجرين و كانوا آمنوا ، و منهم من آمن أصلاً قبل المهاجرين كمان/أيضاً ، (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ) (تبوؤوا) يعني سكنوا ، (الدار) اللي هي إيه؟ المدينة المنورة ، (و الإيمان) يعني جعلوا الإيمان في قلوبهم ، (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ) يحبون المهاجرين ، (وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا) مايزعلوش/لا يحزنوا لما المهاجرين يأخذوا من الأموال دي ، (ويُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) يعني بيفضلوا المهاجرين على نفسهم حتى لو كان هم فيهم فقر و ضعف ، طبعاً الرسول لم ينسى الفقراء من الأنصار ، لم ينسى الفقراء من الأنصار ، لم ينسى الفقراء من الأنصار فأعطاهم كما أعطى المهاجرين الفقراء ، (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الذي يتقي بُخل نفسه هو ده المفلح ، لأن معظم الكفر يكون نتيجة إيه؟ بُخل المشاعر ، لأن إنت مش عاوز/تريد تعترف للنبي بصدقه ، فإنت كده حاسد و إيه؟ و ماكر و بخيل ، عندك بخل في الإعتراف بالحق و عندك حسد و إنكار ، فبالتالي (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) هذا الشُح من إتقاه و إبتعد عنه : (فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) و الشح هو شدة البخل .

_____


{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} :


(وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) آية دي بتعالج مشاكل الشيعة ، الروافض الشيعة اللي بيحقدوا على الصحابة ، آية دي بتعالجهم لو استمعوا إليها ، ربنا بيقول إيه : (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ) أي مؤمنين بييجوا/يأتوا بعد عهد الصحابة ، (يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ) يعني حتى الصحابة عندهم ذنوب ، فهنا بيدعو الناس المؤمنين اللي جوم/الذين أتوا بعد الصحابة أن يدعوا لأنفسهم بالغفران و كذلك يدعو للصحابة بالغفران ، و إيه تاني؟ (وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا) يعني ما تجعلش/لا تجعل في قلوبنا حقد و لا بغض و لا لعن للصحابة لأن دول/هؤلاء كانوا الرعيل الأول الذين ناصروا النبي ﷺ و على أيديهم إنتشر الإسلام ، فبالتالي (وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) يعني إنت يا رب رؤوف فاجعل في قلوبنا الرأفة ، أنت رحيم فاجعل في قلوبنا الرحمة ، فبالتالي الآية دي بتعالج كل مكر الشيعة و الروافض الذي يفعلونه من لعن للصحابة و كفران لمواقفهم الصادقة مع النبي ﷺ ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .

______


و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :


هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .


_______


و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق