الجمعة، 1 مارس 2024

درس القرآن و تفسير الوجه الأول من الممتحنة .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الأول من الممتحنة .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :

 

افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة الممتحنة ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .

  

بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :


الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة الممتحنة ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :


- أحكام المد و نوعيه :


مد أصلي طبيعي و مد فرعي , المد الأصلي يُمد بمقدار حركتين و حروفه (الألف , الواو , الياء) , و المد الفرعي يكون بسبب الهمزة أو السكون .

أما الذي بسبب الهمزة فهو مد متصل واجب و مقداره ٤ إلى ٥ حركات , و مد منفصل جائز مقداره ٤ إلى ه حركات , و مد صلة كبرى مقداره ٤ إلى ٥ حركات جوازاً , و مد صلة صغرى مقداره حركتان وجوباً .


______


و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :


في هذا الوجه العظيم المبارك من هذه السورة التي تُسمى سورة المُمتَحَنة أو المُمتَحِنة كما كانت سورة المجادلة تُسمى سورة المجادَلة أو المجادِلة ، و كل إسمٍ له معناه .


{بسم الله الرحمن الرحيم} : و هي آية مُنزَلة .

______


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ} :


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ) هذه السورة في بدايتها تُعرف المؤمن آداب الولاء و البراء ، أي الولاء لدين الله و التوحيد و لنبي الزمان ، و البراء من الكفار و المشركين و أعداء النبيين ، فهي تُرسي قواعد الولاء و البراء و هو من أسس عقيدة الإسلام ، أي نُوالي من والى الله و نُعادي من عادى الله بقلوبنا و بأقوالنا و بأفعالنا و لا يمنع ذلك من أن نَبَرّ المقسطين و الصالحين و الذين لا يؤذون المؤمنين ، هذه السورة نزلت بسبب حادثة حدثت قبل فتح مكة ، إيه اللي حصل؟ طبعاً عارفين صلح الحديبية ، صلح الحديبية كان عام ستة/٦ هجري بين المسلمين و بين كفار قريش ، الذي حصل أنه بعد عام نقضت قريش هذا الصلح بإعتداءها على قبيلة محالفة للنبي ﷺ أو بإعتداء حليف لقريش على حليف للمسلمين ، فالذي حدث أن النبي ﷺ بعد ذلك كان يُخطط لفتح مكة و كان يُجهز لفتح مكة ، كان من ضمن الصحابة ، صحابي إسمه حاطب بن أبي بلتعة ، واحد إسمه حاطب بن أبي بلتعة ، هذا الصحابي كان من اليمن و كان من المهاجرين ، كان من اليمن و سكن في مكة فترة ، في إيه؟ جوار أو في حماية عثمان بن عفان ، و بعد الهجرة هاجر إلى المدينة و حضر بدراً ، كان من الصحابة اللي/الذين حضروا مع النبي غزوة بدر ، و كان صحابي صالح و تقي و مؤمن ، و لكنه كان ضعيف ، كيف ذلك؟ عندما علم أن النبي ﷺ سوف يفتح مكة ، خاف على إيه؟ على أهله و أمواله في مكة ، فقال : أتخذ يداً عند القرشيين فأرسل لهم رسالة أن المسلمين سوف يأتون مكة فيكون لي يد عندهم فلا يبطشون بأموالي و إيه؟ و أقاربي ، طبعاً لما حصل ده ، عمل إيه؟ يعني لما نوى هذا الأمر أرسل رسالة مع جارية ، إمرأة خادمة يعني عند أحد كفار قريش ، كانت تأتي المدينة لتتزود ببعض البضائع يعني و ثم ترجع ، فأعطاها الرسالة و أخفت الرسالة في شعرها و ذهبت في الطريق إلى مكة ، فور خروجها من المدينة أوحى الله سبحانه و تعالى للنبي أن هناك رسالة أُرسلت مع إمرأة تُخبر عن سركم إيه!!! في فتح مكة ، فأمر علي بن أبي طالب و الزبير بن العوام بالذهاب و اللحاق بتلك المرأة و أخذ إيه؟ الرسالة منها ، و بالفعل وجداها و أخذا الرسالة ، و علم النبي أن حاطب بن أبي بلتعة هو الذي إيه؟ أرسل تلك الرسالة ، فواجه إيه؟ النبي حاطب بذلك ، فلم يُنكر و قال له إيه؟ حجته و مبرره ، أنه أراد أن يحفظ أقاربه في مكة و أن يكون له يدٌ عندهم عندما يدخل المسلمين ، كي لا يتأذى أقاربه ، فالصحابة اعترضوا و اتهموا حاطب بأنه منافق و أراد عمر بن الخطاب أن يبطش بحاطب بن أبي بلتعة ، و لكن النبي نهاه ، لماذا؟ لأن النبي ﷺ يعلم بواطن الأمور و يعلم مآلات الأمور ، و عنده بصيرة و فراسة و فطنة ، مما لا شك فيه أن فعل حاطب كان فعلاً خاطئاً ، و لكن الرسول فَضَّلَ ألا يُعاقب لهدف و لحكمة أرادها -عليه الصلاة و السلام- ، هل كفر حاطب أم لم يكفر؟؟؟ الحقيقة أنه لم يكفر ، كان مؤمناً و لكنه كان ضعيفاً و كان إيه؟ خائفاً من أثر المواجهة بين المسلمين و كفار قريش ، فغفر له النبي ﷺ زلته فغفر الله له ، و كمان/أيضاً كان هو من شهود بدر ، و شهود بدر و أصحاب بدر لهم إيه؟ معاملة خاصة ، لهم معاملة خاصة لأنهم إيه؟؟ كانوا الفئة الصادقة الثابتة مع النبي ﷺ في بداية الهجرة ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ) يبقى هو هنا أرسل رسالة علشان/حتى يُلقي مودة إلى الكفار ، عشان إيه يفتكروا الإيه؟ الصنيع ده فيحفظوه إيه؟ له بعد ذلك بسنوات يعني ، (وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ) الكفار كفروا بما جاء مع النبي من الحق ، إيه اللي حصل؟ (يخرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ) أخرجوكم من مكة ، إنتو نسيتو/أنتم نسيتم إنهم أخرجوكم من مكة و أخرجوكم من أموالكم و دياركم بسبب إيه؟ : (أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ) بسبب أنكم مؤمنون و موحدون أخرجوكم من مكة و آذوكم ، (إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي) إنتم خروجكم ده كان جهاد في سبيل الله و (إبتغاء مرضاتي) مرضاة الله سبحانه و تعالى ، فكيف يصدر منكم مثل هذا الفعل ، الخطاب هنا موجه لحاطب بن أبي بلتعة ، (تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ) بالخطاب ده يعني ، (وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ) ربنا عالم السر و أخفى و عالم السر و إيه؟ و الظاهر ، (وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ) هو في ضلال ، الذي يفعل ذلك فهو ضال .

______


{إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} :


(إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء) يعني لا تَوَدوا الكفار و لا تخاطبوهم بأسراركم لأنهم لو قَدروا عليكم ، لن إيه؟ يرقبوا فيكم إلاً و لا ذمة ، (إِن يَثْقَفُوكُمْ) يعني يمسكوكم و يحيطوا بكم ، (يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ) يؤذوكم بالأيدي و باللسان أي بالسوء و إيه؟ و القول السيء ، (وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) و يُوَدون أيضاً أن ترجعوا عن الإيمان و عن التوحيد إلى الشرك مرة أخرى و العياذ بالله .

______


{لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} :


(لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ) فهكذا الأرحام الكافرة العاصية الفاسقة و الأولاد الكافرون الفاسقون العاصون لن ينفعوا الإنسان ، فكيف يفعل ذلك حاطب ، فكيف يفعل ذلك و يُسر للكفار بسر من أسرار المسلمين ، طبعاً في عُرف الدول تكون هذه خيانة عظمى في وقت الحرب ، أصلاً عقابها هي القتل ، يُقتل ، حتى و لو لم يكفر لأنها خيانة عظمى وقت الحرب ، و لكن الرسول عفى عنه لحكمة أرادها  -عليه الصلاة و السلام- ، (لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ) يوم القيامة يفصل الله عز و جل بين الناس و يحكم بينهم بالعدل ، (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) الله سبحانه و تعالى يعلم السر و أخفى .( طبعا من ضمن الحكم ان الرسول يعلم يقينا ان حاطب مخلص لكنه ضعيف , ثانيا انه لو قتله ستعلم قريش سبب القتل فيذاع سر المسلمين , ثالثا ان في قتله تنفير للداخلين في الاسلام حيث سيقول الناس محمد يقتل اصحابه و هكذا و غيرها من الحكم الخفية )

_____


{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} :


(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) هنا ربنا بيديهم/يُعطيهم قدوة حسنة ، (أسوة) يعني قدوة ، نتأسى بها أي إيه؟ نستن بسُنتها و نسير على منهاجها ، (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) ربنا بيقول للمؤمنين و الرسول : إتبعوا إبراهيم و المجموعة اللي كانت معه ، تلك المجموعة التوحيدية التي وحدت الله عز و جل في وقت ، في وقت إنتشر فيه الشرك في العالمين ، (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَه إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ) يعني دلوقتي/الآن الولاء و البراء كما فعل إبراهيم و جماعته مع قومهم ، أظهروا بغضهم لشركهم و أعلنوا إيمانهم و توحيدهم ، فكانوا أُسوة حسنة للمؤمنين و للأنبياء أجمعين ، (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ) كفرنا بكم يعني كفرنا بمنهجكم و طواغيتكم ، (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ) أي ظهرت بيننا و بينكم (الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا) (أبداً) يعني إيه بإستمرار ، بإستمرار لا إنتهاء له حتى تؤمنوا بالله وحده ، حتى تؤمنوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ، طبعاً البغض ده يكون في القلب ، يكون ظاهر و لكن لا يمنعنا ذلك من أن نَبَرَّ الذين لا يؤذون المؤمنين و أن نقسط إليهم و أن نعدل في معاملتهم ، (إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ) يعني إيه (لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ)؟ أطلب المغفرة لك يا أبي ، لأن أبو إبراهيم كان كافر ، فهذا طلب من الله عز و جل ، طلب النبي إلى الله عز و جل أن يغفر لأبيه و لكنه بعد ذلك تبرأ منه لما تبين أنه عدو لله ، (إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) ، (رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) هنا هذه الكلمات تُبين أن الإنسان لا حول له و لا قوة إلا بالله عز و جل ، فهو إلى الله و من الله و لله ، و مصيره إلى الله و مصيره إلى الله عز و جل ، فيجب أن يكون مستسلماً لله مُقدماً الذِبح العظيم و هو الإحسان أي أن يكون ظاهره كباطنه و أن يعبد الله عز و جل عبادة مراقبة ، (رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) فهنا إبراهيم يُعلمنا و يُعلم الأنبياء أي الإستسلام التام لله عز و جل و أن حياة الإنسان ما هي إلا لله تعالى ، و بيعلمنا دعاء تاني ، بيقول إيه؟ .

______


{رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} :


و بيعلمنا دعاء تاني ، بيقول إيه؟ : (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) يعني ماتجعلنهاش/لا تجعلنا سبب في صد الناس عن الإيمان ، و إيه اللي بيحصل دلوقتي في الزمن بتاعنا ده؟؟ إن المشايخ الكفار الذين كفروا بالمسيح الموعود ، هم يصدون الناس عن الإسلام و يصدون الناس عن الإيمان و يصدون الناس عن طريق الإمام المهدي الحبيب و يشوهون صورة الإسلام فبالتالي أصبحوا صادين و فتنة للناس عن دين الله ، فهكذا دائماً يدعو الأنبياء و يقولون : (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .

و الرسول اخبر الن المهدي و المسيح الموعود يضع الحرب أي لا يلجأ للقتال المادي , و اخبر انه يضع السيف أي لا يلجأ للسيف المادي , و أخبر أنه لا يقبل الجزية أي يقبل عيشة المواطنة و اللينة و السلام المجتمعي و الدولة الوطنية كما كان في المدينة المنورة و كما تطور بعد ذلك نظام الحكم البشري الحديث و هو امر لا غبار عليه البتة بل هو افضل الانظمة للحكم , المواطنة و البرلمان و القضاء و الصحافة و كل مؤسسات حقوق الانسان و العدل . يتساوى المواطنون في الحقوق و الواجبات و لا يكون هناك عنصرية او تمييز على اساس العرق او اللون او الدين او النوع .

و اخبر ارسول ان المهدي و المسيح الموعود يكسر الصليب اي بالحجة و البرهان و يقتل الخنزير اي يقتل الصفات الخنزيرية , و يحارب دابة الارض التي تتحدث من استها و هم المشايخ الكافرون به . 

______


{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} :


ربنا بيأكد بقى و بيقول إيه : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) إبراهيم و الجماعة بتاعته يعني ، الجماعة الموحدة ، (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) يعني قدوة حسنة و طيبة ، لمين/لمن بقى؟؟ : (لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ) اللي/الذي كان همه دايماً و دايماً كان همه الله و يوم القيامة ، (وَمَن يَتَوَلَّ) يعني يعترض أو يُدبر أو لا يؤمن أو لا يوحد بالله عز و جل و يعصي الأنبياء ، (وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) الله غني و حميد أصل الحمد ، له المحامد العظمى .

______


{عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} :


(عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً) يعني بالإيمان أو بالعمل الصالح بينكم ، (عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً) مودة أي نتيجة الإيمان أو العمل الصالح فيما بينكم ، (وَاللَّهُ قَدِيرٌ) قدير قادر على كل شيء ، (وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) أرحم الراحمين ، غفور رحيم يرحم المؤمنين و بالتالي يجب أن نتأسى بطريق المرسلين ، حد عنده سؤال تاني؟ .


______


و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :


هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .


_______


و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 



 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق