الخميس، 11 أبريل 2024

درس القرآن و تفسير الوجه الأول من الملك .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الأول من الملك .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :

 

افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة المُلك ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .

  

بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :


الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة المُلك ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :


الوقف :


ج (وقف جائز) , قلي (الوقف أفضل لكن الوصل جائز) , صلي (الوصل أفضل لكن الوقف جائز) ,

لا (ممنوع الوقف) , مـ (وقف لازم) , وقف التعانق و هو لو وقفتَ عند العلامة الأولى فلا تقف عند العلامة الثانية و لو وقفتَ عند الثانية لا تقف عند الأولى) .


و السكت :


علامته السين ، و هو وقف لطيف دون أخذ النفس ، مثل : من راق ، بل ران .

______


و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :


في هذا الوجه العظيم بداية سورة تبارك و بداية جزء تبارك ، الجزء التاسع و العشرين من أجزاء القرآن الكريم ، يقول تعالى :


{بسم الله الرحمن الرحيم} : و هي آية مُنزَلة ، هذه السورة تُسمى سورة المُلك ، المُلك مُلك الله ، مالك المُلك .

_____


{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} :


(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) أي تبارك الله و كل شيء منه هو مبارك و يتبارك ، (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) قادر على كل شيء ، بيده القُدرة و لابد للعالمين أن يخضعوا و يخشعوا له سبحانه ، و هو مباركٌ تبارك مالك المُلك ذو الجلال و الإكرام .

_____


{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} :


من صفاته أيضاً : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) الله سبحانه و تعالى خلق الموت أي خلق العدم ، و قَدّمَ الله سبحانه و تعالى هنا الموت عن الحياة لأن الموت أقدم ، فالموت هو العدم ، و الله سبحانه و تعالى خلق العَدم و خلق الموت ، ثم خلق الحياة و الإعمار و الإنشاء ، (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) إذاً فَقَدّمَ الموت سبحانه عن الحياة لأن الموت و العدم أقدم كمثيله في القرآن ، يقول تعالى : (يَهبُ لمن يشاء إناثاً و يهب لمن يشاء الذكور) لماذا قَدَّمَ الإناث؟؟ لأن الإناث أقدم ، نحن علمنا أن الإناث هم أقدم في الخِلقة من الذكور و أن الذَكر هو جنس متطور من الأنثى عبر ملايين السنين ، (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) الله سبحانه و تعالى خلق الموت في هذه الدنيا و يأتي يوم القيامة فيقتل الموت لمن أراد له أن يخلد خلوداً أبدياً ، و الله سبحانه و تعالى خلق الموت و خلق الحياة ، و قَدَّمَ الموت لأنه أقدم ، لأن العدم أقدم ، و الله سبحانه و تعالى خلق العدم أي خلق الموت قبل أن يخلق الحياة ، ثم يقتل الله الموتَ لمن شاء في الآخرة .

_____


{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ} :


من صفاته سبحانه و تعالى أنه يقول عن نفسه : (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا) خلق سبع سماوات طِباقا أي طبقةً فوق طبقة ، درجةً فوق درجة ، و المقصود هنا بسبع سماوات هي سماوات الروح ، و كلمة سبع تعني الكثرة و لا تعني العدد ، علمنا ذلك في القرآن الكريم ، لأن السبع للدلالة على الكثرة ، السبع و السبعمِئَة و السبعين ، كلها إيه؟ دلالات الكثرة ، (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) أي سماوات الروح ، (طِبَاقًا) أي درجة تتلو درجة ، و الدرجة تؤدي إلى درجة ، (مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ) مافيش/لا يوجد خلل ، مافيش/لا يوجد خلل في خلق الله سبحانه و تعالى ، بل هو خلقٌ متجانس ، فلا يفوته فَوت سبحانه و لا يُعجزه شيء و لا يغيب عنه ذرة أو أقل أو أكثر ، (فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ) هنا يُخاطب الإنسان الكفور ، يقول له : انظر مرة أخرى (فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ) هل ترى من خلل و إضطراب؟ هل ترى من إنشقاق؟ ، لذلك من أسماء الله عز و جل : (الفاطر) أي الذي شَقَّ العدم فبدأ الخلق و الإحياء فهو فاطر ، لأنه شَقَّ العدم بعد أن خلقه و أنشأ الحياة ، فلذلك قال : (فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ) هل ترى من تشققات أو خلل أو إضطراب .

_____


{ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ} :


(ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) أرجعها مرتين أُخريين ، يعني كده تلات/ثلاث مرات يعني ، (يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ) يرجع البصر في حالة ذهول و في حالة إيه؟ تسليم ، ذهول من هذا الخَلق ، من عَظَمة هذا الخلق و بالتالي من عَظَمة هذا الخالق ، (يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً) أي منكسراً مهزوماً ، (وَهُوَ حَسِيرٌ) أي متحسر على زمان الكفر الإيه؟ المُدبر ، متحسر على زمان الكفر المُدْبر .

_____


{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} :


(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) الله سبحانه و تعالى زَيَّنَ سماء الدنيا بمصابيح ، إيه هم المصابيح؟؟ الأنبياء ، الأنبياء و الأولياء و المُحَدَّثون و العارفون بالله تعالى هم المصابيح الذين يُزينون سماء الدنيا و هم رجوم للشياطين كالشُهب ، لأن كل التمثلات المادية تُقابلها تمثلات روحية تُدلل عليها و العكس صحيح ، (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا) أي حياة الدنيا ، (بِمَصَابِيحَ) أي الأنبياء يعني ، (وَجَعَلْنَاهَا) أي تلك الأنبياء (رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ) نعم ، الأنبياء هم رجومٌ للشياطين الظالمين ، (وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) أَعْتَدْنَا للظالمين و الشياطين عذاب السعير أي المتسعر ، عذاب جهنم في الدنيا و الآخرة .

_____


{وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} :


(وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) هذا العذاب في جهنم و للكافرين و العصاة و الشياطين ، و هو مصير بائس إيه؟ للأسف الشديد مصير بائس للكفار و العصاة .

_____


{إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ} :


(إِذَا أُلْقُوا فِيهَا) في جهنم ، (سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ) كأن جهنم كده بتتنفس الكفار ، تحتاج إلى الكفار لكي تتنفسهم لتبقى , فهي شهيقهم أي أو فشهيقها هم الكفار ، كذلك هي شهيقٌ لأنهم يتنفسون من أنفاس النار ، من زفير النار ، عندما تزفر النار فهم يشهقون زفرها ، فهي شهيقهم و هم شهيقها ، فالعلاقة متبادلة إلى أن تفنى النار بأمر من الله عز و جل ، (إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا) كأن النار كده تتنفس الكفار ، (سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ) من الغليان و إيه؟ و الغيظ ، مُتَغَيظة غاضبة على الكفار لأنهم أغضبوا الرحمن .

_____


{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} :


(تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) (تكاد تَمَيَّزُ) يعني تتفرق و تتقطع و تتشقق من الغيظ ، من الإيه؟ من الغيظ ، مُغتاظة من الكفار ، تريد أن تُمَهِدَهم و تربيهم و تُسَوِيهم ، (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب) و العياذ بالله ، (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) هكذا الإلقاء في جهنم و هي الهاوية ، كأنها حفرة كبيرة يعني ، عميقة سحيقة ، يُلقى فيها أفواج أفواج ، جماعات جماعات ، الخزنة بقى اللي/الذين هم إيه؟ ملائكة النار ، تسعة عشر يعني اللي هم/الذين رئيسهم مالك -عليه السلام- ، (سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا) حراسها يعني : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) ماجلكوش/ألم يأتي لكم نبي؟؟؟ اللي/الذي هو مصباح الزمان وقتها ، المصباح بتاعكم ماجلكوش/لم يأتي لكم؟؟ .

_____


{قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ} :


(قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ) إيه اللي/ماذا حصل؟؟ : (فَكَذَّبْنَا) أي كذبنا بذلك المصباح المُنير ، (وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ) يعني ربنا مانزلش/لم ينزل نبي و لا حاجة و إنت كذاب يا أيها النبي ، (إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ) إن أنتم أيها الأنبياء و أتباع الأنبياء إلا في ضلال كبير يعني في وهم عظيم .

_____


{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} :


(وَقَالُوا) الكفار بقى في جنهم : (وقالوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ) يعني نسمع فنَعي السمع و نعقل فنتدبر ، (مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) ماكناش/لم نكن في هذه النار المتسعرة المتغيظة التي تتنفسنا ، لماذا؟؟ لأن النار وقودها الناس و الحجارة ، الناس و الحجارة هم وقود النار إلى أن يأذن الله عز و جل بفناء النار .

_____


{فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ} :


(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ¤ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ) اعترف الكفار بذنبهم ، سحقاً أي لعنة لأصحاب السعير ، لعنة و آلام و عذاب ، هذا هو معنى السُحق ، هكذا يَنسَحِقون و يُذَلون و يُقهرون في جهنم و العياذ بالله .

_____


{إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} :


(إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) هنا بقى الخشية بالغيب يعني الإحسان ، أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك فهذا هو الإحسان و هذا هو الذِبح العظيم الذي سماه الله هنا : (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ) يخشون ربهم بالغيب ، (لهم مغفرة و أجر كبير) الله يغفر لهم ذنوبهم و يُبدل سيئاتهم حسنات و يُضاعفها لهم و هو الأجر الكبير ، (لهم مغفرة) و إيه؟ (و أجر كبير) ، هذا هو الأجر الكبير و بالتالي الخلود الأبدي في الجنات المتتاليات .

_____


{وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} :


(وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) يبقى هنا ربنا بيأكد عليهم مبدأ الإحسان و المراقبة لأن هو بيقول لهم إيه؟ : (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ) يعني أبطنوا ما تقولون أو اجهروا به ، (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) ربنا عليم بما يجوب في الصدور فاتقوا الله و كونوا من المحسنين ، طيب .

_____


{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} :


(أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) يُردف هنا سبحانه و تعالى فيقول : (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ) هو الذي خلقكم ألا يعلم تفاصيلكم و نفسياتكم؟؟ بلى يعلم ، فبالتالي عليكم أن تتبعوا الله و تتبعوا مصابيح الله فهي زينة سماء الدنيا و هي رجوم الشياطين ، (وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الله لطيف خبير ، الله لطيف يُجري مقاديره بلُطف و دون أن يشعر الناس ، و على حين غِرة و على حين غفلة يُجري المقادير فبالتالي هو لطيف ، و كذلك هو الوحي ، الوحي لطيف ، (و هو اللطيف الخبير) أي خبير بعباده و يكتسب الخِبرة عبر الزمان لأنه ينظر كيف نعمل و يقول في القرآن : (عسى) و يقول : (لعل) لأنه ينظر إختيارات الإنسان , لأنّ الله جعل الإنسان مُخيّر و باختياره يكون فيما يليه مُسيّر في سلسلة متتالية متعاقبة من التخييرات تتبعها التسييرات ، فكلما نظر إختياراتهم إكتسب خِبرة سبحانه و تعالى ، فهذا هو الخبير الذي يأخذ الخِبرة عبر القرون و ثم يُعطي نتاج تلك الخِبرة في الكتب المقدسة المتتالية المُوحي بها إلى المصابيح عبر الزمان و هذه صفة كمال و ليست صفة نقص , لو أنّ الله أجبر المخلوق على الاختيار و كتب قبل أن يولد بأنه شقي أو سعيد فيكون الله كأنه مخرج مسرحية بسيناريو معروف يخرجها لكي يشاهدها و هذا قمة العبث و الله منزه عن العبث , فصفة الكمال هي فيما قلنا لكم في شرح و تفصيل و تفسير الخبير ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .

______


و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :


هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .


_______


و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق