راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الجمعة، 15 نوفمبر 2024

درس القرآن و تفسير الزلزلة .

 


 

درس القرآن و تفسير الزلزلة .

::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :

 

افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة سورة الزلزلة ، و استمع لأسئلتنا بهذه السورة ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذه السورة المباركة .


بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم سورة الزلزلة ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :

- مد فرعي بسبب السكون :

مد عارض للسكون و يكون غالباً في نهايات الآيات و يمد بمقدار ٤ إلى ٥ حركات .
و مد لازم حرفي أو كلمي : الحرفي هو في أوائل السور , و الكلمي مثقل و يُمد بمقدار ٧ حركات مثل (و لا الضآلين) .
و المد الحرفي له ثلاثة أنواع : حرف واحد يمد حركة واحدة و هو الألف في حروف المقطعات في بداية السور ، مجموعة من الحروف تمد بمقدار حركتين و هي مجموعة في جملة (حي طهر) , و حرف تمد بمقدار ٦ حركات و هي مجموعة في جملة (سنقص علمك) .
__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

يقول تعالى في هذه السورة المباركة :

{بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية مُنزَلة .
__

{إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا} :

(إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا) يُخبرنا سبحانه و تعالى عن حال الكربِ و الزلزلة و الإبتلاء و الإختبار ، و انظر إلى كلمة زلزلة فيها صوت الزاي(ز) و هو صوت و رمز من رموز الذنب في الرؤيا في أصوات اللغة العربية الإلهامية و اللام(ل) هي العلة في أصوات حروف اللغة العربية ، فالزلزلة هي الإختبار و هي الإبتلاء الناتج عن الذنوب و علة الذنوب ، لأن الله سبحانه و تعالى قال : (و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) ، فنتيجةً لكفر الناس بأنبياء زمانهم تكون هذه الذنوب سبباً في حدوث الزلزلة ، و الزلزلة هنا تعني زلزلة الزمان و الشعوب نتيجة بعث الأنبياء ، و في التفسير التقليدي : الزلزلة أي قيام الساعة الكبرى ، (إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا) الأرض زُلزِلَت بزلزال روحاني زماني .
__

{وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا} :

(وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا) أخرجت الأرض أثقالها أي ما تُخبّئه في نفوس الناس .
__

{وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا} :

(وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا) الإنسان هو كل إنسان ، (ما لها) أي ماذا بها ، و كذلك في تفسير باطني آخر : (وَقَالَ الإِنسَانُ) أي نبي الزمان ، (مَالَهَا) أي كنزها ، (مالَهَا) كلمة واحدة ، ليست (ما) و (لها) ، لأ/لا ، (مالَهَا) أي كنزَها ، كنزُها هو كلمات الله المُتَنَزِّلة و المُتَنَزَّلة على قلب نبي زمان ذلك الزمان ، (وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا) .
__

{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} :

(يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) الأرض و نفوس العباد تُحَدث بالأخبار وقت البعث .
__

{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} :

(بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) الله سبحانه و تعالى أوحى إلى الأرض ، أوحى إلى الأرض على قلبِ نبيه و على قلبِ صحابة نبيه الصالحين و العارفين من أُمَته .
__

{يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} :

(يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ) في ذلك الوقت و في ذلك الزمان ينصرف الناس أنواعاً و أشتاتاً و فِرَقاً كُلٌ يرى عمله و كُلٌ يرى جزاء عمله في الدنيا قبل الآخرة .
__

{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} :

(فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) قَدَّمَ الله سبحانه و تعالى الخير و الجزاء بالخير على الجزاء بالشر لأنه إلهٌ خَيِّر و هو إله خير و ليس بإله شر ، (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) يعني من يعمل مثقال ذَرَّةٍ في الخير لا ننساها و لا نُخسرها عليه ، بل نَجزِيهِ بها على أتمِّ وجه و على أكمل ثوابٍ و جزاء ، (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) .
__

{وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} :

(وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) يعني من عَمِلَ عَمَل السوء و لو كان قليلاً فإن الله لا ينساه بل يُعاقب عليه و العياذ بالله ، فهذا معنى مثقال ذَرَّة في الخير أو في الشر ، و قَدَّمَ سبحانهُ الخير لأنه أهل الخير .

▪︎ هناك نقطتان نريد أن نُعلق عليهما في هذه الجلسة و في درس القرآن اليوم : مسألة الخلود في النار و مسألة (الرحمن على العرش استوى) ، • بالنسبة للخلود في النار عندما قال سبحانه و تعالى : (خالدين فيها) هذا دلالة على أنهم لا يموتون في النار ، أي أن النار لا تُمِتهم و لكن هذا لا يتنافى  مع أن تلك النار تفنى ، يعني خلود أهل النار و عدم موتهم لا يتنافى مع فناء النار ، أي أنهم خارجون منها بإذن الله في زمنٍ يُحدده الله سبحانه و تعالى ، هذا معنى الخلود و هي دلالةٌ و إشارة إلى الله سبحانه و تعالى ، • (الرحمن على العرش استوى) لم تُذكر صفة من صفات سبحانه و تعالى استولت ، استولت و أحاطت بصفاته إلا صفة الرحمن ، لأن العرش هي صفات الرحمن ، العرشُ هو الصفات كما قال المسيح الموعود -عليه الصلاة و السلام- ، فعندما قرر سبحانه و تعالى هذه الحقيقة في القرآن عندما قال : (الرحمن على العرش استوى) أي أن صفة الرحمة للبار و الفاجر من الله تعالى هي التي تتحكم في صفات الله ، و كل صفات الله سبحانه و تعالى ترجعُ في النهاية إلى صفة الرحمن أي أن الرحمة وسعت غضب الله عز و جل ، و بمقتضى هذا التفسير نفهم أن النار تفنى ، فالرحمن هي الصفة الوحيدة التي استوت على العرش ، أي جعلها الله سبحانه و تعالى رئيسةً لصفاته ، صفة الرحمن هي صفة رئيسة لكل الصفات الإلهية ، فهي المُتحكمة في النهاية ، فبمقتضى هذا القَرار من الله سبحانه و تعالى نفهم أن الرحمة هي المُحيطة .
___

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم و بارك على أنبياءك الكرام محمد و غلام أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على آلهم و صحبهم و ذرياتهم الأخيار أجمعين و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙





"و خُتمت سورة الزلزلة ، فمن رحمة الله المحيطة بكل صفاته الجليلة المباركة بأن جعل من سُنته العظيمة أن أقر سلسلة البعث في هذه الدنيا ، بعث الروح على يد أعظم عباد الله في كل زمان ، أعظمهم بالإيمان و أقربهم قُرباً من الله و أكثرهم شبهاً كأنه مرآة لصفات الله عز و جل ، فالله هو رب الخير و الرحمة ، و النبي هو خير البشر و هو الرحمة لهم ، و مع كل زلزلة في كل زمان يأتي فيض الرحمن . الحمد لله على نعمة البعث ، بعث الأنبياء الذي لا ينتهي ، و نحمد الله لأننا بأفضاله و رحماته قد جعلنا نحظى بهذا العطاء المنير الندي ، و نسأله دوماً الثبات على دينه حتى نلقاه ، آمين يا ربي البر الحسيب ."


"لنقارن هذا التفسير الجليل الفياض بالحياة بما عند اليهود المغضوب عليهم الذين يرون الرحمن رباً جباراً منتقماً غاضباً قاسياً و هذا هو يهوه عند اليهود ، أما النصارى فيرونه قد رَضِيَ عن قِلَّةٍ من البشر بأن ينجوا في الآخرة من النار و يغضب على الأكثرية الباقية بمقتضى عقيدة حتمية الجبرية القدرية(لا توجد حرية الإرادة للإنسان) ، و لا نقول بأن التحريف و الإعوجاج الذي أصاب اليهود و النصارى هؤلاء لم يُصِبِ المسلمين ، بل و بكل أسى قد أصابهم من هذا الضلال ، فأصبح الله عَزَّ و جَلَّ عُلاه كالذي يضع تمثيلية و يُحدد لكل شخصية فيها ما يجب أن تفعل و تقول و مصيرها من غير إرادة في الإختيار يمتلكها الإنسان ، بأن الله كتب منذ الأزل بأن فلاناً سيدخل الجنة و آخر سيدخل النار ، لكن المسيح الموعود ﷺ الذي هو منقذنا بحق الله ، هو منقذنا و حصن هذا العالم و سفينة النجاة من هذا القتام و الظلام بسبب رجال الدين على مر هذه العصور المظلمة الموحشة ، قد أتانا ليُنير لنا و يبعث من جديد معرفة الله الحقة ، و يُعَرِّفُنا من جديد من هو الإله الواحد كي نعبده حق عبادته و ليس كما الأنعام أتباع الموروث الخَرِف و الخزعبلات المريعة الشنيعة التي لا روح فيها و لا حياة ، فالذي على دراية بعقائد النصارى فسيرى كم هي نظرة مخيفة لرب العالمين عندهم ، و أتعجب كيف يعيشون مع هذا الرب الغير عادل و الغير قريب من عباده فلا يتصل بهم و لا يتصلون به ، و لا عجب بأن الشكوك قد مزقت المسيحية تمزيقاً حتى أصبح الكثير منهم لا يرون الله إلا مجرد آلة في الكون ، مهمته فقط أن يدفع العالم الدفعة الأولى ليتحرك و ثم ينصرف و لا شأن له في شؤون الناس و لا يُبالي بهم ، و هذا الحال ليس ببعيد من حال المسلمين الآن ، لأنهم يرون الله قد صمت و سكت ، لأن الوحي قد انقطع ، فكيف لرب لا يتكلم مع عباده بأن يُعبد؟ و لمَ ندعوه إذاً؟ ، لقد أضل رجال الدين في العصور الوسطى في كافة الأديان الثلاثة اليهودية و المسيحية و الإسلامية ، ضلوا و أضلوا كثيراً حتى اسودت القلوب و أصبح الناس أموات و هم أحياء ، و نحمد لله نحن معشر الأحمديين اليوسفيين على الإيمان ببعث المسيح الموعود غلام أحمد ﷺ و بابنه الموعود يوسف بن المسيح ﷺ الذي هو نبي زماننا هذا ، أما و الله فإننا بهم نحيا و نحيا و سنحيا ، الحمد لله رب العالمين ، هو الرحمن الرحيم ." 

 

===========================

 

 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق