راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

السبت، 1 فبراير 2025

المُحدّث و الوليّ شمس التبريزي النبيّ .

 


 
المُحدّث و الوليّ شمس التبريزي النبيّ .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

مسؤول
مساهم بارز
 دقيقة واحدة 
المُحدّث و الوليّ شمس التبريزي النبيّ .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
عندما كنت طفلاً رأيتُ الله , رأيتُ الملائكة , رأيتُ أسرار العالمين العلوي و السفلي . ظننتُ أنّ جميع الرجال رأوا ما رأيته . لكنّي سرعان ما أدركتُ أنهم لم يروا . شمس التبريزي .
الاطوار السبعة للوحدانية - شمس التبريزي
و بعد الرؤا و الكشوف التي تلقاها المحدّث و الوليّ شمس التبريزي النبيّ عن التقائه برفيقٍ في نهاية حياته يعلمه رسالته و يورثه حكمته التقى بتلميذه جلال الدين الرومي الذي كان رأى كشفا يتكرر عن هذا الدرويش النبيّ , و بعد أن جمعهما الله علّمَ شمسٌ تلميذَه الروميّ هذا التفصيل الأصيل :
الاطوار السبعة للوحدانية
الأطوار السبعة على طريق الحقيقة – سبعة مقامات يجب على كلّ روح أن تكابدها حتى تبلغ الوحدانية.
الطور الأول هو النفس الأمارة، وهو أشدّ الأطوار بدائية وانتشاراً في الوجود، عندما تقع الروح في شرك المساعي الدنيوية. ويبقى أغلب الناس في هذا الطور، يجاهدون ويعانون في العمل لأنهم منهمكون في خدمة ذواتهم الوضيعة، لكنهم يحمّلون الآخرين على الدوام مسؤولية شقائهم المستمر.
وعندما يدرك المرء الحالة التي وصل إليها من انحطاط الروح، يبدأ في جهاد النفس حتى ينتقل إلى الطور التالي الذي هو عكس الطور الأول. فبدلاً من أن ينحي باللائمة على الآخرين دائماً، يبدأ المرء الذي بلغ هذا الطور بنفسه، تصل أحياناً إلى درجة محو الذات. وهنا تصبح النفس اللوامة وبذلك يبدأ الرحلة نحو النقاء الداخلي.
وفي الطور الثالث، يزداد المرء نضجاً وتنتقل النفس لتصبح النفس الملهمة. وفي هذا الطور فقط، وليس قبله، يتمكن المرء من معرفة المعنى الحقيقي لكلمة “الخضوع”، ويبدأ في الطواف في وادي المعارف الإلهية. والمرء الذي يبلغ هذه المرحلة يمتلك الصبر، والمثابرة، والحكمة، والتواضع، ويبدو العالم له جديداً مليئاً بالإلهام. بيد أن معظم الذين يبلغون المقام الثالث هذا، يرغبون في البقاء فيه، ويفقدون الرغبة في الانتقال أو الشجاعة للانتقال إلى الأطوار الأخرى. لذلك، مع أن الطور الثالث يبدو جميلاً ومباركاً، فإنه بمثابة شرك للشخص الذي يتطلع إلى بلوغ درجة أعلى.
أما الذين يتمكنون من المضي قدماً، فهم يبلغون وادي الحكمة ويعرفون النفس المطمئنة. وهنا يختلف إحساس النفس عما كانت عليه، لأنها ترتقي إلى درجة أعلى من الوعي. ومن الصفات التي تلازم الذين بلغوا هذا الطور: الكرم، والعرفان، والشعور الدائم بالرضى، مهما بلغت مشاق الحياة ومصاعبها. ثم يأتي وادي الوحدة. ويشعر المرء الذي يبلغ هذا المقام بالرضا مهما كان الوضع الذي يضعه الله فيه. فلا تهمه الأمور الدنيوية، لأنه بلغ النفس الراضية.
وفي الطور التالي، تأتي النفس المرضية، حيث يصبح المرء مشكاة للإنسانية، يبثّ الطاقة في كلّ من يطلبها، ويعلّم وينوّر مثل أستاذ حقيقي. وقد يمتلك المرء أحياناً قوى شافية أيضاً. فحيثما ذهب، يحدث أثراً كبيراً في حياة الآخرين. ففي كلّ شيء يفعله و يصبو إلى عمله، يكون هدفه الرئيسي خدمة الله من خلال خدمة الآخرين.
وأخيراً يأتي الطور السابع، حيث يبلغ المرء النفس النقية ويصبح “الإنسان الكامل”. لكن أحداً لا يعرف الكثير عن هذه الحالة، التي حتى لو بلغها البعض، فإنهم لا يتكلّمون عنها.
يسهل تلخيص أطوار بلوغ الطريق، ويصعب اجتيازها. ومما يزيد من العقبات التي تظهر على طول طريق الحقيقة، عدم وجود ما يكفل الاستمرار في المضي قدماً. فالطريق من الطور الأول حتى الطور الأخير ليس خطاً مستقيماً البتة؛ وهناك دائما احتمال السقوط والعودة إلى الأطوار الأولى، ويكون السقوط أحياناً من أعلى الأطوار إلى الطور الأول. وبسبب كثرة الأفخاخ المنصوبة على طول الطريق، فلا عجب أن لا يتمكن من بلوغ الأطوار النهائية سوى فئة قليلة في
كلّ قرن
============================
قال رجل لشمس التبريزي : لكن أليس لديكم أنتم الصوفيون شكوك حول وجود الله ؟ فقال شمس التبريزي : نعم , إنّ الشك شيءٌ جيّد . فهو يعني أنك حيٌّ تُرزَق و دائم البحث لأنّه كما أنّ المرء لا يصبح مؤمناً بين ليلةٍ و ضحاها إذ يُخَيّل إليه أنه مؤمن ثم يحدث شيءٌ في حياته فيصبح ملحداً ثم يعود و يؤمن ثانيةً ثم يصبح متشككاً و هكذا دواليك حتى يبلغ مرحلة معينة , إننا نتردد باستمرار , هذه هي الطريقة الوحيدة التي تجعلنا نمضي إلى الأمام و مع كل خطوة جديدة نزداد قرباً من الحقيقة . و قال لبغيٍّ تريد التوبة إنّ ملامسة منديلاً حريرياً سيذكرك أنّ قلبك نقي و انّكِ تحملين الله في داخلك , لا تهتمي إلى أين سيقودك الطريق , بل ركزي على الخطوة الأولى في سبيل التوبة , فهي أصعب خطوة يجب أن تتحمّلي مسؤوليتها . و ما إن تتخذي تلك الخطوة دعي كل شيء يجري بشكل طبيعي و سيأتي ما تبقى من تلقاء نفسه , لا تسيري مع التيار بل كوني أنتِ التيار . ثم قابل مدمن خمر جلده جنود الليل حتى نزف دما من الخارج و من الداخل , فاقترب منه في جنح الظلام و قال له إدهن جروحك بهذا البلسم , إنك تعرف أنّ الجرح في داخلك أعمق و هو ما يجب أن تقلق منه , إنه سيذكّرك بأنّك تحمل الله في داخلك . لا يحق لأحد أن يكره أو يعاقب أحد على مظاهرا لذنوب فكل واحد يبحث في ذاته عن الله . و كان قد لقي متسولاً مجذوما قبلها في شوارع قونية و التي كانت آخر مدينة عاش فيها , كان المجذوم ملحدا بسبب معضلة المعاناة التي هي إحدى فروع معضلة الشر فرأى شمس التبريزي داخل نفس المتسوّل و رأى حقيقته فاقترب منه و سلم عليه و أعطاه مرآة فضية و قال له : احتفظ بها لقد قدمها لي رجل طيب من بلدٍ بعيدة مع بلسم و منديل حرير , لكنك تحتاج المرآة أكثر مما أحتاجها أنا , إنها ستذكرك بأنك تحمل الله في داخلك إن صفت مرآة قلبك .
============================
يقول شمس التبريزي : إنّي درويش أطوف البلاد منذ حوالي أربعين عاماً . و إنّي أجيد أساليب الطبيعة مع أنّ أساليب المجتمع لا تزال غريبة عنّي . و إذا دعت الضرورة يمكنني أن أقاتل بشراسة حيوان برّيّ لكنني لا أستطيع إيذاء أحد . أستطيع أن أعدد أسماء الأبراج في السماء , و أميّز الأشجار في الغابات و أقرأ مثل كتاب مفتوح أنواع الناس الذين خلقهم الله على صورته . لا تحكم على الطريقة التي يتواصل بها الناس مع الله فلكل امريءٍ طريقته و صلاته الخاصة , إنّ الله لا يأخذنا بكلماتنا بل ينظر في أعماق قلوبنا و ليست المناسك و الطقوس هي التي تجعلنا مؤمنين بل إن كانت قلوبنا صافية أم لا .
يا الله لقد أمضيتُ حياتي و أنا أطوف في أرجاء العالم و تبعتُ صراطك و رأيتُ الجميع مثل كتابٍ مفتوح قرآناً متنقّلاً و ابتعدتُ عن أبراج المشايخ العاجيّة و فضّلتُ قضاء وقتي مع المنبوذين و المهجّرين و المنفييّن , لقد امتلأتُ بكل ذلك لذلك ساعدني على أن أنقل حكمتك إلى الشخص المناسب و بعدها افعل بي ما شئت .
لقد رأيتُ أسوأ و أفضل ما في الإنسانية لذلك لم يعد فيها ما يفاجئني و خلال هذه الرحلات و التجارب رحت أجمع قائمة لم تُدوّن في أيّ كتاب بل حُفِرت في روحي فقط , و قد أطلقت على هذه القائمة الشخصية المباديء الأساسية للصوفيين الجوّالين في الإسلام و إنّي أعتبرها قائمة شاملة و موثوقة و ثابتة كما هي قوانين الطبيعة و هي تشكّل مدوّنة القواعد الأربعين لدين العشق التي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال العشق و العشق وحده .
إنّ كل قاريءٍ للقرآن الكريم يفهمه بمستوى مختلف بحسب عمق فهمه , و هناك أربعة مستويات من البصيرة . يتمثّل المستوى الأول في المعنى الخارجي و هو المعنى الذي يفهمه معظم الناس و المشايخ ثم يأتي المستوى الباطني و هو الذي يفهمه الصوفيون و في المستوى الثالث يأتي باطن الباطن و هو ما يفهمه الأولياء أما المستوى الرابع فهو العمق و لا يمكن الإعراب عنه بالكلمات لذلك يتعذّر وصفه و يفهمه الأنبياء و المُحدَّثون و المقرّبون من الله .
إنّ الشريعة كالشمعة توفر لنا نوراً لا يُقدَّرُ بثمن لكن يجب ألّا ننسى أنّ الشمعة تساعدنا على الإنتقال من مكان إلى آخر في الظلام و إذا نسينا إلى أين نحن ذاهبون و ركزنا على الشمعة فما النفع من ذلك ؟
لا يجادل أحد في أنّ هذه مدينة رائعة لكن لا يوجد جمال على وجه الأرض يدوم إلى الأبد إذ إنّ المدن تنتصب فوق أعمدة روحيّة كالمرايا العملاقة و هي تعكس قلوب سكانها فإذا أظلمت هذه القلوب و فقدت إيمانها فإنها ستفقد بريقها و بهائها , لقد حدث ذلك لمدن كثيرة و هو يحدث دائماً .
لقد وهبني الله شفافية عظيمة و عين ثالثة أرى بها ما خلف الحجاب و أرى نفوس الناس و حقيقتهم و أرى هالة كل إنسان أساطعة براقة كانت أم باهتة ؟ .
يبدأ بعض الناس حياتهم بهالة متوهجة لكنها سرعان ما تبدأ تفقد بريقها و تبهت , و يبدو أنّ من يحدث له ذلك تكون هالته ذات يوم أنصع بياضاً من الزنابق التي تتناثر فيها نقاط صفر و وردية , لكنها بهتت بمرور الزمن , و أصبحت بنية باهتة الآن . ألا تفتقدين ألوانك الأصلية ؟ ألا تحبين أن تتحدّي جوهرك أيتها النفس ؟
============================
و تروي الكاتبة ألف شفق : في شهر مارس في سمرقند 1242 قال شمس التبريزي : ارتعش أمام عينيّ ضوء الشموع المصنوعة من شمع النحل و المنتصبة فوق المنضدة الخشبية المتشققة و غمرتني هذا المساء رؤيا شديدة الإشراق , رأيتُ بيتاً كبيراً ذا فناء تكسوه الورود الصفر المتبرعمة و في وسط الفناء بئر يقبع فيها أبرد ماء في الدنيا , كانت ليلة صافية في أواخر الخريف , و قد تكبّد البدر صفحة السماء الصافية . تناهت إليّ من بعيد أصوات نعيق و عواء حيواناتٍ ليلية و بعد قليل خرج من البيت رجل في منتصف العمر لطيف الوجه له كتفان عريضتان و عينان عميقتان بندقيتا اللون يبحث عنّي . كانت قسمات وجهه متوترة و عيناه تشيان بحزنٍ شديد ( شمس , شمس , أين أنت ؟ ) صاح و هو يلتفت يميناً و يساراً . هبت ريح عاصفة و توارى القمر وراء غيمة , كأنّه لا يريد أن يشهد ما سيحدث , و توقف البوم عن النعيب , و لم يعُد الخفاش يصفق بجناحيه و حتى النار في الموقد داخل البيت لم تعد تصطفق . و أطبق سكونٌ تامٌّ على العالم . ببطء , اقترب الرجل من البئر و انحنى و راح ينظر إلى الأسفل و همس ( شمس , يا أعزّ أصدقائي , هل أنت هنا ؟ ) فتحت فمي لأجيب لكن لم ينبعث من بين شفتيّ أي صوت . انحنى الرجل أكثر و حدّق في البئر ثانيةً . في البداية لم ير شيئاً سوى سواد الماء . لكنه بعد ذلك و في أعماق البئر رأى يدي تطوف باستمرار فوق الماء المترقرق مثل طوافة تحركها الرياح الشديدة ثم تبيّن عينين حدقتان سوداوان تلمعان تحدّقان في البدر الذي بدأ ينسلّ الآن من وراء الغيوم الداكنة الكثيفة . تسمّرت عيناي على القمر كأنهما تنتظران تفسيراً من السماء عن سبب قتلي . خرّ الرجل ساجداً و راح يجهش في البكاء و يخبط على صدره بقبضتيه و يصرخ ( لقد قتلوه , لقد قتلوا شمساً ) عندئذٍ انبثق ظلٌّ من وراء أجمة و بحركات سريعة خفيفة قفز فوق جدار الحديقة , مثل قطٍّ برّيّ . لكن الرجل لم ير القاتل , كان يعتصر ألماً و لم يكفّ عن الصراخ و العويل حتى تهشّم صوته كما يتهشّم الزجاج . و تناثر في أرجاء الليل شظايا دقيقة واخزة .
( هيه , أنت ! كفّ عن الصراخ كالمجنون , كفّ عن الصراخ و إلا طردتك خارجاً , قلت اخرس , هل تسمعني ؟ اسكت ) كان صوت الرجل الذي صدرت عنه هذه الكلمات يزداد قرباً مني على نحوٍ مخيف , تظاهرتُ أني لم أسمعه مفضّلاً البقاء داخل رؤياي لأطول فترة من الزمن . كنت أريد أن أعرف المزيد عن موتي , كما كنت أريد أن أرى الرجل صاحب أشدّ العيون حزناً . من هو ؟ ما علاقته بي و لماذا كان يبحث عنّي باستماتة في ليلةٍ من ليالي الخريف ؟ لكن قبل أن أتمكّن من اختلاس نظرة أخرى أمسكني أحدهم من ذراعي من عالم آخر و راح يهزّني بقوّة حتى أحسستُ بأسناني تصطكّ في فمي و جرّتني قبضته إلى هذا العالم .
و في الليل أثناء جلوسي مع آخرين في غرفة النوم في العتمة , بغتة هبط أمام عينيّ في الغرفة نور شديد السطوع , فأصبحت وجوه المسافرين النائمين في فراشهم زرقاء متوهجة و أصبح الهواء نقيّاً و حيّاً كأنّ جميع النوافذ قد فتحت و اندفعت عبرها رياح عاصفة حملت معها رائحة الزنبق و الياسمين من حدائق بعيدة . ( إذهب إلى بغداد ) قال لي الصوت الذي كان رخيماً كالناي . فسألته : و ما الذي ينتظرني في بغداد ؟ سمعت الصوت يقول ( لقد طلبت رفيقاً و ستعطى رفيقاً . ستجد في بغداد السيد الذي سيوجهك إلى الطريق القويم ) اغرورقت عيناي بدموع الإمتنان و عندها عرفت أنّ الذي ظهر في رؤياي لم يكن إلا رفيقي الروحي و عندما نلتقي سأعرف لماذا كانت عيناه البندقيّتان اللطيفتان حزينتين إلى الأبد . و كيف قُتِلتُ في ليلةٍ من ليالي مطلع الربيع ؟
===========================
تقول الكاتبة ألف شفق : رؤيا جلال الدين الرومي -قونية - : ( أرى باستمرار هذه الرؤيا , أرى أنني أبحث في حلمي عن شخص يعيش في مدينة كبيرة تعجّ بالناس من أرضٍ بعيدة , أسمع كلماتٍ بالعربية , أرى غروب الشمس , غروب شمس مثيرة للبهجة , أرى أشجار توت و دود قز تنتظر بأناة في شرانق سِرّيّة لحظة وصولها , ثم أرى نفسي في فِناء بيتي جالساً بالقرب من البئر , أحمل فانوساً بيدي و أنا أبكي )
المدينة في الرؤيا هي بغداد التي اشتهرت وقتها بالحرير و الشمس و العربية , سينتقل شمس التبريزي من سمرقند إلى بغداد وفق وحي الله له ثم سيسبب الله الأسباب لوصوله بعد ذلك إلى قونيّة .
ثم تروي الكاتبة ألف شفق فتقول : يقول جلال الدين الرومي ( و قلتُ لنفسي لابدّ من وجود سبب يجعلني أرى الحلم ذاته في كل ليلة من الليالي الأربعين الماضية . و كانت بداية الحلم تختلف قليلاً في كل مرة أو لعلّها كانت هي نفسها دائماً , لكني أنا الذي كنت ألجه من باب مختلف في كل ليلة , هذه المرة رأيت نفسي أقرأ القرآن في غرفة مفروشة بالسجاد بدت مألوفة , لكنها لم تكن تشبه أي مكان ذهبتُ إليه من قبل . قبالتي جلس درويش طويل نحيف منتصب القامة على وجهه حجاب , يحمل شمعداناً فيه خمس شموع متوهّجة تمدّني بالضوء لأتمكّن من القراءة . بعد قليل رفعت رأسي لأطلع الدرويش على القصيدة التي كنت أقرأها , و عندها فقط أدركت و يال رهبتي أنّ ما خلته شمعداناً كان في الحقيقة اليد اليمنى للرجل . كان الدرويش يمد يده إليّ و كل إصبع من أصابعه يشتعل . و برعب تطلعت حولي بحثاً عن الماء لكن لم يكن هناك ماء على مرمى البصر . فخلعتُ عبائتي و رميتها على الدرويش لأطفيء اللهب . لكن عندما رفعتُ العباءة كان قد اختفى مخلّفاً وراءه شمعة مشتعلة . و منذئذٍ أصبحت أرى الحلم نفسه على الدّوام . بدأت أبحث عنه في البيت و أفتّش في كل زاوية و ركن , ثم عدوتُ إلى الفناء الذي تفتحت فيه الورود في بحر من اللون الأصفر البرّاق و رحت أصيح يمنةً و يسرة لكني لم أر الرجل في أيّ مكان ( عد أيها الحبيب أين أنت ؟ ) و أخيراً كما لو أنّ حدساً مشؤوماً يقودني , اقتربتُ من البئر و نظرتُ في المياه الداكنة المتماوجة في القعر . في البداية لم أر شيئاً لكن بعد قليل غمرني القمر بنوره المتلأليء و أضاء الفناء بلمعانٍ نادر , عندها فقط لاحظتُ عينين سوداوين تحدّقان فيّ بحزنٍ غير مسبوق من قاع البئر . ( لقد قتلوه ) صاح أحدهم . ربما كان ذلك أنا نفسي . ربما بدا صوتي هكذا في حالة من العذاب اللامتناهي . و رحتُ أصرخ و أصرخ حتى أمسكتني زوجتي بقوة و ضمتني إلى صدرها و سألتني برقة ( أفندي , هل راودك الحلم نفسه ثانية ؟ )
=================================
ظل المحدث و الوليّ شمس التبريزي النبيّ درويشا جوّالا في الأرض و البلاد و بعد تجواله و خبراته لخّص أربعين حكمة و قاعدة للمريدين و السالكين في الصوفية .
القاعدة الأولى:
إن الطريقة التي نرى فيها الله ما هي إلا انعكاس للطريقة التي نرى فيها أنفسنا، فإذا لم يكن الله يجلب لنا سوى الخوف والملامة فهذا يعنى أن قدرً كبيرًا من الخوف والملامة يتدفق لقلوبنا، أما إذا رأينا الله مُفعمًا بالمحبة والرحمة فإننا نكون كذلك.
القاعدة الثانية:
إن الطريق إلى الحقيقة يمر من القلب لا من الرأس، فاجعل قلبك، لا عقلك، دليلك الرئيسي. واجه، تحدَّ، وتغلب في نهاية المطاف على «النفس» بقلبك. إن معرفتك بنفسك ستقودك إلى معرفة الله.
القاعدة الثالثة:
إنه يمكنك أن تدرس الله من خلال كل شيء وكل شخص في هذا الكون، لأن وجود الله لا ينحصر في المسجد أو في الكنيسة. لكنك إذا كنت لا تزال تريد أن تعرف أين يقع عرشه بالتحديد، يوجد مكان واحد فقط تستطيع رؤيته وهو قلب عاشق حقيقي، فلم يعش أحد بعد رؤيته ولم يمت أحد بعد رؤيته. فمن يجده يبقى معه إلى الأبد.
القاعدة الرابعة:
يتكون الفِكر والحب من مواد مختلفة. فالفكر يربط البشر في عُقَد لكن الحب يذيب جميع العُقَد. إن الفِكر حذرٌ على الدوام وهو يقول ناصحًا «إحذر الكثير من النشوة» بينما الحب يقول «لا تكترث أقدم على هذه المجازفة» وفي حين أن الفكر لا يُمكن أن يتلاشى بسهولة، فإن الحب يتهدم بسهولة ويصبح ركامًا من تلقاء نفسه. لكن الكنوز تتوارى بين الأنقاض، والقلب الكسير يخبيء كنوزًا.
القاعدة الخامسة:
تنبع مُعظم مشاكل العالم من أخطاء لغوية ومن سوء فهم بسيط. لا تأخذ الكلمات بمعناها الظاهري مُطلقا وعندما تلج دائرة الحب تكون اللغة التي نعرفها قد عفى عليها الزمن. فالشيء الذي لا يمكن التعبير عنه بكلمات لا يمكن إدراكُه إلا بالصمت.
القاعدة السادسة:
الوحدة والخُلوة شيئان مختلفان فعندما تكون وحيدًا من السهل أن تخدع نفسك ويخيَل إليك أنك تسير على الطريق القويم. أما الخُلوة فهي أفضل لنا، لأنها تعني أن تكون وحدك من دون أن تشعر بأنك وحيد. لكن في نهاية الأمر من الأفضل لك أن تبحث عن شخص، شخص يكون بمثابة مرآة لك. تذكر أنك لا تستطيع أن ترى نفسك حقًا إلا في قلب شخصٍ آخر، وبوجود الله في داخلك.
القاعدة السابعة:
مهما حدث في حياتك ومهما بدت الأشياء مزعجة فلا تدخل ربوع اليأس. وحتى لو ظلت جميع الابواب موصدة فإن الله سيفتح دربا جديدًا لك. إحمد ربك! من السهل عليك أن تحمد الله عندما يكون كل شيء على ما يرام. فالصوفي لا يحمد الله على ما منحه الله إياه فحسب! بل يحمده أيضًا على كل ما حرمه منه.
القاعدة الثامنة:
لا يعني الصّبر أن تتحمل المصاعب سلبًا، بل يعني أن تكون بعيد النظر بحيث تثق بالنتيجة النهائية التي ستتمخض عن أي عملية. ماذا يعنى الصبر؟ أنه يعني أن تنظر إلى الشوكة وترى الوردة، أن تنظر إلى الليل وترى الفجر. أما نفاد الصبر فيعني أن تكون قصير النظر ولا تتمكن من رؤية النتيجة. إن عشاق الله لا ينفد صَّبرهم مطلقًا، لأنهم يعرفون أنه لكي يُصبح الهلال بدرًا فهو يحتاج إلى وقت. لقد خلق الله المعاناة حتى تظهر السعادة من خلال نقيضها. فالأشياء تظهر من خلال أضدادها، وبما أنه لا يوجد نقيض لله فإنه يظل مخفيًا.
القاعدة التاسعة:
لا تحكم على الطريقة التي يتواصل بها الناس مع الله، فلكل إمرئٍ طريقته وصلاته الخاصة إن الله لا يأخذنا بكلمتنا بل ينظر في أعماق قلوبنا. وليست المناسك أو الطقوس هي التي تجعلنا مؤمنين، بل إن كانت قلوبنا صافية أم لا.
القاعدة العاشرة:
لا يوجد فرق كبير بين الشرق والغرب والجنوب والشمال. فمهما كانت وجهتك، يجب أن تجعل الرحلة التي تقوم بها رحلة في داخلك. فإذا سافرت في داخلك فسيكون بوسعك اجتياز العالم الشاسع وما وراءه.
القاعدة الحادية عشر:
عندما تجد القابلة أن الحُبلى لا تتألم أثناء المخاض، فإنها تعرف أن الطريق ليس سالكًا بعد لوليدها. فلن تضع وليدها إذًا. ولكي تولد نفس جديدة يجب أن يكون ألم. وكما يحتاج الصلصال إلى حرارة عالية ليشتد فالحب لا يكتمل إلا بالألم.
القاعدة الثانية عشر:
إن السعي وراء الحبّ يغيّرنا. فما من أحد يسعى وراء الحبّ إلا وينضج أثناء رحلته. فما إن تبدأ رحلة البحث عن الحبّ، حتى تبدأ تتغيّر من الداخل ومن الخارج.
القاعدة الثالثة عشر:
يوجد مُعلمون مُزيفون وأساتذة مُزيفون في هذا العالم أكثر عددًا من النجوم في الكون المرئي. فلا تخلط بين الأشخاص الأنانيين الذين يعملون بدافع السُلطة وبين المعلمين الحقيقيين. فالمعلم الروحي الصادق لا يوجه انتباهك إليه ولا يتوقع طاعة مُطلقة أو إعجابًا تامًا مِنك. بل يساعدك على أن تُقدر نفسك الداخلية وتحترمها. إن المعلميين الحقيقيين شفافون كالبلور، يَعبر نور الله من خلالهم.
القاعدة الرابعة عشر:
لا تحاول أن تقاوم التغييرات التي تعترض سبيلك. بل دَع الحياة تعيش فيك. ولا تقلق إذا قلَبت حياتك رأسًا على عقب. فكيف يمكنك أن تعرف أن الجانب الذي اعتدتَ عليه أفضل من الجانب الذي سيأتي؟
القاعدة الخامسة عشر:
إن الله مُنهمك في إكمال صُنعك من الخارج ومن الداخل. إنه مُنهمك بك تمامًا. فكُل إنسان هو عمل متواصل يتحرك ببطء لكن بثبات نحو الكمال. فكُل واحدٍ مِنا هو عبارة عن عمل فني غير مُكتمل يسعى جاهدًا للاكتمال. إن الله يتعامل مع كل واحد مِنا على حِدة لأن البشرية لوحةٌ جميلة رسمها خطاطٌ ماهر تتساوى فيها جميع النقاط من حيث الأهمية لإكمال الصورة.
القاعدة السادسة عشر:
من السهل أن تُحب إلاهًا يتصف بالكمال، النقاء، والعظمة، لكن الأصعب من ذلك أن تُحب إخوانك البشر بكل نقائصهم وعيوبهم. تذكر! إن المرء لا يعرف إلا ما هو قادر على أن يُحبُه. فلا حكمة من دون حبّ. وما لم نتعلم كيف نُحب خلق الله، فلن نستطيع أن نُحب حقًا ولن نعرف الله حقًا.
القاعدة السابعة عشر:
إن القذارة الحقيقية تقبع في الداخل. أما القذارة الأخرى فهي تزول بغسلها. ويوجد نوع واحد من القذارة لا يُمكن تطهيرها بالماء النقي وهو لوثة الكراهية والتعصب التي تلوث الروح. نستطيع أن نُطهر أجسامنا بالزُهد والصّيام. لكن الحبّ وحده هو الذي يطهر قلوبنا.
القاعدة الثامنة عشر:
يقبع الكون كُله داخل كل إنسان في داخلك. كل شيء تراه حولك بما في ذلك الأشياء التي قد لا تُحبها. حتى الأشخاص الذين قد نحتقرهم أو نمقتهم يقبعون في داخلك بدرجات متفاوته. لا تبحث عن الشيطان خارج نفسك أيضًا. فالشيطان ليس قوة خارقة تُهاجمك من الخارج بل هو صوت عادي ينبعث من داخلك. فإذا تعرفت على نفسك تمامًا وواجهت بصدق وقسوة جانبيك المظلم والمشرق. عندها تبلغ أرقى أشكال الوعي وعندما تعرف نفسك فإنك ستعرف الله.
القاعدة التاسعة عشر:
إذا أراد المرء أن يُغير الطريقة التي يُعامله فيها الناس. فيجب أن يُغير أولًا الطريقة التي يُعامل بها نفسهُ. وإذا لم يتعلم كيف يُحب نَفسهُ حبًا كاملًا صادقًا، فلا توجد وسيلة يمكنه فيها أن يحب. لكنه عندما يبلغ تلك المرحلة، سيشكر كل شوكة يلقيها عليه الآخرون. فهذا يدل على أن الورود ستنهمر عليه قريبًا. كيف يمكن للمرء أن يلوم الآخرين لأنهم لا يحترمونه إذا لم يكن يعتبر نفسه جديرًا بالاحترام؟
القاعدة العشرون:
لا تهتم إلى أين سيقودك الطريق بل ركز على الخطوة الأولى. فهي أصعب خطوة يجب أن تتحمل مسؤولياتها. وما أن تتخذ تلك الخطوة دَع كل شيء يجري بشكل طبيعى وسيأتي ما تبقى من تلقاء نفسه. لا تسير مع التيار بل كن أنت التيار.
القاعدة الحادية والعشرون:
لقد خلقنا جميعًا على صورته. ومع ذلك فإننا جميعًا مخلوقات مُختلفة ومميزة. لا يوجد شخصان متشابهان. ولا يخفق قلبان لهما الإيقاع ذاته. ولو أراد الله أن نكون مُتشابهين لخلقنا متشابهين. لذلك فإن عدم احترام الاختلافات وفرض أفكارك على الآخرين يعني عدم احترام النظام المقدس الذي أرساه الله.
القاعدة الثانية والعشرون:
عندما يدخل عاشق حقيقي لله إلى حانة فإنها تُصبح غرفة صلاته. لكن عندما يدخل شارب الخمر إلى الغرفة نفسها فإنها تُصبح خمارته. ففي كل شيء نفعله قلوبنا هي المهمة لا مظاهرنا الخارجية. فالصوفيون لا يحكمون على الآخرين من مظهرهم أو من هُم. وعندما يُحدق صوفي في شخص ما فإنه يغمض عينيه ويفتح عين ثالثة، العينُ التي ترى العالم الداخلي.
القاعدة الثالثة والعشرون:
ما الحياة إلا دين مؤقت وما هذا العالم إلا تقليد هزيل للحقيقة. والأطفال فقط هم الذين يخلطون بين اللعبة والشيء الحقيقي. ومع ذلك فإما أن يفتتن البشر باللعبة أو يكسِروها بازدراء ويرموها جانبًا. في هذه الحياة تحاشى التطرف بجميع أنواعه لأنه سيحطم إاتزانك الداخلي. فالصوفي لا يتصَرف بتطرف بل يظل مُتسامحًا ومعتدلًا على الدوام.
القاعدة الرابعة والعشرون:
يتبوأ الإنسان مكانة فريدة بين خلق الله. إذ يقول الله «ونفختُ فيه من روحي» فقد خُلقنا جميعًا من دون إستثناء لكي نكون خلفاء الله على الأرض. فاسأل نفسك كم مرة تصرفت كخليفة له، هذا إن فعلت ذلك؟ تذكر أنه يقع على عاتق كل مِنا اكتشاف الروح الإلهية في داخله حتى يعيش وفقها.
القاعدة الخامسة والعشرون:
إن جهنم تقبع هنا والآن، وكذلك الجنة. توقفوا عن التفكير بجهنم بخوف أو الحُلم بالجنة، لأنهما موجدتان في هذه اللحظة بالذات. ففي كل مرة نُحب، نصعد إلى السماء. وفي كل مرة نكره أو نحسد أو نحارب أحدًا فإننا نسقط مباشرةً في نار جهنم.
القاعدة السادسة والعشرون:
لا ضرر ولا ضرار. كن رحيمًا. لا تكن نمامًا حتى لو كانت كلمات بريئة. لأن الكلمات التي تنبعث من أفواهنا لا تتلاشى بل تظل في الفضاء اللانهائي إلى ما لا نهاية، وستعود إلينا في الوقت المناسب. إن معاناة إنسان واحد تؤذينا جميعًا. وبهجة إنسان واحد تجعلنا جميعًا نبتسم.
القاعدة السابعة والعشرون:
يُشبه هذا العالم جبلًا مكسوًا بالثلج يردد صدى صوتك. فكل ما تقوله سواء أكان جيدًا أم سيئًا، سيعود إليك على نحو ما. لذلك إذا كان هناك شخص يتحدث بالسوء عنك فإن التحدث عنه بالسوء بالطريقة نفسها يزيد الأمر سوءً. وستجد نفسك حبيس حلقة مُفرغة من طاقة حقودة. لذلك إنطق وفكر طوال أربعين يوما وليلة بأشياء لطيفة عن ذلك الشخص. إن كل شيء سيصبح مختلفًا في النهاية لأنك سَتصبح مُختلفًا في داخلك.
القاعدة الثامنة والعشرون:
إن الماضي تفسير، والمستقبل وهم. إن العالم لا يتحرك عبر الزمن وكأنه خط مستقيم، يمضي من الماضي إلى المستقبل. بل إن الزمن يتحرك من خلالنا وفي داخلنا في لوالب لا نهاية لها. إن السرمدية لا تعني الزمن المطلق، بل تعني الخلود.
القاعدة التاسعة والعشرون:
لا يعني القدر أن حياتك محددة بقدر محتوم. لذلك فإن ترك كل شئ للقدر وعدم المشاركة في عزف موسيقى الكون دليل على جهل مُطلق. إن موسيقى الكون تَعُم كل مكان وتتألف من أربعين مستوى مُختلفًا. إن قَدرك هو المستوى الذي تَعزفين فِيه لحنك. فقد لا تغيرين آلتُكِ الموسيقية بل تُبدلين الدرجة التي تجيدين فيها العزف.
القاعدة الثلاثون:
إن الصوفي الحق هو الذي يَتَحمل الصّبر حتى لو إتُهم باطلًا. وتعرض للهجوم من جميع الجهات ولا يوجِه كلمة نابية واحدة إلى أي مُنتقديه. فالصوفي لا ينحي باللائمة على أحد. فكيف يمكن أن يوجد خصوم أو منافسون أو حتى «آخرون» في حين لا توجد «نفس» في المقام الأول؟ كيف يمكن أن يوجد أحد يلومه في الوقت الذي لا يوجد فيه إلا «واحدًا»؟
القاعدة الحادية والثلاثون:
إذا أردت أن تُقوي إيمانك فيجب أن تكون ليّنًا في داخِلك. لأنه لكي يشتد إيمانك ويصبح صلبًا كالصخرة يجب أن يكون قلبك خفيفًا كالريشة. فإذا أُصِبنا بمرض أو وقعت لنا حادثة أو تعرضنا لخسارة أو أصابنا خوف بطريقة أو بإخرى، فإننا نواجه جميعًا الحوادث التي تُعلمنا كيف نصبح أقل أنانية وأكثر حكمة وأكثر عطفًا وأكثر كرمًا. ومع أن بعضنا يتعلم الدرس ويزداد رِقة واعتدالًا، يزداد آخرون قسوة. إن الوسيلة التي تمكنك من الاقتراب من الحقيقة أكثر تكمن في أن يتسع قلبك لإستيعاب البشرية كلها، وأن يظل فيه مُتسع لمزيد من الحب.
القاعدة الثانية والثلاثون:
يجب ألا يحول شيء بين نفسك وبين الله، لا ائمة ولا قساوسة ولا أحبار ولا أي وصي آخر على الزعامة الأخلاقية أو الدينية، ولا السادة الروحيون، ولا حتى إيمانك. آمن بقيمك ومبادئك لكن لا تفرضها على الآخرين. وإذا كنت تحطم قلوب الآخرين فمهما كانت العقيدة التي تعتنقها فهي ليست عقيدة جيدة. ابتعد عن عبادة الأصنام بجميع أنواعها لأنها تشوه رؤيتك. ليكن الله والله وحده دليلك. تعلم الحقيقة، لكن احرص على ألا تصنع من الحقائق التي تتكون لديك أوثانًا.
القاعدة الثالثة والثلاثون:
على الرغم من أن المرء في هذا العالم يُجاهد ليحقق شيئًا ويُصبح شخصًا مهمًا، فإنه سَيُخلف كل شيء بعد موته. إنك تهدف إلى بلوغ المرحلة العليا من العدم. عِش هذه الدنيا خفيفة وفارغة مثل الرقم صفر. إننا لا نختلف عن أصيص الزرع، فليست الزينة في الخارج بل الفراغ في داخلنا هو الذي يجعلنا نقف منتصبى القامة. فالوعي بالعدم وليس ما نتطلع إلى تحقيقه هو الذي يُبقينا نواصل الحياة.
القاعدة الرابعة والثلاثون:
لا يعني الاستسلام أن يكون المرء ضعيفًا أو سلبيًا، ولا يؤدي إلى الإيمان بالقضاء والقدر أو الاستسلام، بل على العكس تمامًا. إذ تكمن القوة الحقيقية في الاستسلام - القوة المنبعثة من الداخل. فالذين يستسلمون للجوهر الإلهي في الحياة يعيشون بطمأنينة وسلام حتى عندما يتعرض العالم برمته إلى اضطراب تلو الاضطراب.
القاعدة الخامسة والثلاثون:
في هذا العالم، ليست الأشياء المتشابهة أو المنتظمة، بل المتناقضات الصارخة، هي ما يجعلنا نتقدم خطوة إلى الأمام. ففي داخل كل منا توجد جميع المتناقضات في الكون، لذلك يجب على المؤمن أن يلتقي بالكافر القابع في داخله؛ وعلى الشخص الكافر أن يتعرف على المؤمن الصامت في داخله. وإلى أن نصل إلى اليوم الذي يبلغ فيه المرء مرحلة الكمال، مرحلة الإنسان المثالي، فإن الإيمان ليس إلا عملية تدريجية، ويستلزم وجود نظيره: الكفر.
القاعدة السادسة والثلاثون:
لقد خُلق هذا العالم على مبدأ التبادل؛ فكلّ امريء يُكافأ على كلّ ذرة خير يفعلها، ويعاقب على كلّ ذرة شرّ يفعلها. لا تخف من المؤامرات، أو المكر، أو المكائد التي يحيكها الآخرون؛ وتذكّر أنه إذا نصب لك أحدهم شركًا، فإن الله يكون قد فعل ذلك. فهو المخطط الأكبر. إذ لا تتحرك ورقة شجرة من دون عِلمه. آمن بذلك ببساطة وبصورة تامة. فكلّ ما يفعله الله يفعله بشكل جميل.
القاعدة السابعة والثلاثون:
إن الله ميقاتي دقيق. إنه دقيق إلى حد أن ترتيبه وتنظيمه يجعلان كل شيء على وجه الأرض يتم في حينه. لا قبل دقيقة ولا بعد دقيقة. والساعة تمشي بدقة شديدة بالنسبة للجميع بلا استثناء. فلكل شخص وقت للحب ووقت للموت.
القاعدة الثامنة والثلاثون:
ليس من المتأخر مطلقًا أن تسأل نفسك، هل أنا مستعد لتغيير الحياة التي أحياها؟ هل أنا مستعد لتغيير نفسي من الداخل؟ وحتى ولو كان قد تبقى من حياتك يوم واحد يشبه اليوم الذي سبقه، ففي كل لحظة ومع كل نفس جديد، يجب على المرء أن يتجدد ويتجدد ثانية. ولا توجد إلا وسيلة واحدة حتى يولد المرء في حياة جديدة وهي أن يموت قبل الموت.
القاعدة التاسعة والثلاثون:
مع أن الأجزاء تتغير فإن الكل يظل ذاته. لأنه عندما يغادر لص هذا العالم، يولد لص جديد، وعندما يموت شخص شريف، يحل مكانه شخص شريف آخر. وبهذه الطريقة لا يبقى شيء من دون تغيير بل لا يتغير شيء أبدًا أيضًا. لأنه مقابل كل صوفي يموت يولد صوفي آخر في مكان ما في هذا العالم. إن ديننا هو دين العشق وجميع البشر مرتبطون بسلسلة من القلوب فإذا انفصلت حلقة منها حلت محلها حلقة أخرى في مكان آخر. إن الأسماء تتغير تأتي وتذهب لكن الجوهر يبقى ذاته.
القاعدة الأربعون:
لا قيمة للحياة من دون عشق. لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذي تُريده، روحي أم مادي، إلهي أم دنيوي، غربي أم شرقي. فالانقسامات لا تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسامات. ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف. إنه كما هو، نقى وبسيط. «العشق ماء الحياة والعشيق هو روح من النار»، يُصبح الكون مختلفًا عندما تعشق النار الماء.
----------------------------------------------------
تروي لنا الكاتبة إحسان الملائكة مجموعة من الأقوال والحِكم والرؤى المنسوبة إلى شمس التبريزي، اخترنا منها ما يلي:
1- على الإنسان أن يتكلّم بحسب عقول المستمعين إليه.
2- الفرق بيننا وبين أهل السلطان أن ظاهرنا وباطننا واحد.
3- لو كان للبشر أرواح ما رأوا المال أثمن من أرواحهم.
4- الكلامُ ينبغي أن يؤدي إلى العمل، أما العمل ففي غير حاجة إلى كلام.
5- بأيّ ماء يمكن تطهير أدران النفس؟! اللهم إلاّ بماء المدامع.
6- عندما يحين أوان تفتّح الزّهرة، فلن يقف في وجهها أيّ عاشق.
7- إذا كنت تقضي وقتك في العلم المُجدي، فمن الخطأ أن تعدّه قد مضى وتتأسف عليه.
8- الإيمان والحبُّ يجعلان الإنسان بطلاً، إذ يصرفان عن قلبه جميع المخاوف.
9- أضعفُ النّاسِ ذلك المشغول المُنهمك بتحقيق نزواته الآنيّة.
10- طالب العلم محتاجٌ أن يسأل دائمًا: من أنا؟ ومن أين جئت؟ إلى أين أسير؟ لماذا؟ كيف؟
11- لا يستطيعُ أحدٌ الصبر على الإصغاء إلى ما يدور في مجالس العلماء إلا إذا كان مستصغرًا للمتع الدنيوية.
12- المغفلون والعوام لا يرضيهم إلا أحاديث التملّق والرياء، ولا يتبسطون في الكلام إلاّ مع ذي الوجهين، ولو تجاسرت على قول الحقيقة أمامهم فسوف يتأففون ويتضجرون منك، هذا إذا لم يوقعوك في مهالك تقصم ظهرك.
13- لا تيأس أبدًا، فبعد ظلام الليل تُشرقُ الشمس.
14- لا تخشَ السّلطان إلا حين يُغدق نعمه عليك.
15- الناسُ لا هَمّ لهم غير الاستئثار بمتعِ الحياةِ واكتساب المال عن كلّ طريق، وقلوبهم الفاسدة، لو تُركت لحالها لغفلت عن ذكر الله والاستغراق في عبادته. هذا هو السببُ في الفروض الدينية التي شرعها الأنبياء من صلاة وصومٍ وحجٍّ وزكاة… وإلاّ فقل لي ما صلةُ جوع المعدة بعبادتك لله؟
16- رجل الله هو الذي يحرصُ على تقديم الجواب الشافي حتى للكلب المار أمام الدار.
17- أبناء عصرنا يفترون على النبيّ محمّد، بل على الله نفسه، فلا ترو أحاديث لا تعرفها.
18- لا أكذب عليكم، نحن نرفضُ أن نكون في دين محمّد من المُقلّدين.
19- أنا في ارتقاءٍ مستمرٍ، فانظر إليّ كإنسانٍ متجدد نضر، وأنت مثلي في هذا، فإذا أحسست بالركود وخمول الذهن فعليك أن تسأل لماذا؟
20- من هو الإنسانُ الكامل؟ هو الذي إذا سمع انتقادات الناس لم يُبد انزعاجًا، ولم يتميّز غضبًا
=================================
أدعوا طيوري من المسلمين الأحمديين اليوسفيين إلى تدبر كلمات شمس التبريزي و التعليق على المقامات السبعة ثم على القواعد الأربعين لسلوك الصوفيين الجوّالين في الإسلام , و بيّنوا فائدة الصحبة الروحية و أثرها في مدارج السلوك الروحي , ثم تكلموا عن فلسفة رقصة ( سما ) .
كانت تلك تجليات من حياة مسيح من مسحاء المسلمين ظهر في القرن الثالث عشر الميلادي في ظروف تشبه ظروف زماننا هذا حيث انتشر الإلحاد بسبب هزيمة المغول للمسلمين , كان المحدّث و الوليّ شمس التبريزي النبيّ من أهم أسباب عودة المسلمين للإيمان مجددا بالله تعالى . و من قبله محيي الدين ابن عربيّ . الله ربي و رب آبائي الأولين . يوسف بن المسيح , مصر .

 ////////////////////////////////////////////

 

    يوسف بحر الرؤيا
    كاتب
    مسؤول
    المُحدّث و الوليّ شمس التبريزي النبيّ .
    TANTAWYPEDSURG.BLOGSPOT.COM
    المُحدّث و الوليّ شمس التبريزي النبيّ .
    المُحدّث و الوليّ شمس التبريزي النبيّ .
    • رد
    • مشاركة
    • إزالة المعاينة
    Youssef Hala Mounir
    حاضر سيدي نبي الله .
    • رد
    • مشاركة
    Hazeem Ahmade
    ما شاء الله , كلمات تثلج القلوب , وبيان مفعم بالمعان .
    • رد
    • مشاركة
    عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
    شمس الدين التبريزي النبيّ محمد بن مالك داد التبريزي يعتبر المعلم الروحي لجلال الدين الرومي.
    • رد
    • مشاركة
    عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
    الهدف الحقيقي هو الموت أن تكون ميت في أيدي الحي القيوم
    • رد
    • مشاركة
    عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
    لقد ذكر يوسف بن المسيح عليهما السلام سابقآ مراحل النشأة الإنسانيه الماديه الروحيه
    الخضوع في الأولى يقابلها في عالم الماده النطفه، والثانية منع النفس عن اللغو يقابلها العلقة، (الذي يريد أن يُذهب اللغو عن نفسه عليه أن يتعلق بالله)
    والثالثة التزكية يقابلها المضغة (تصير المضغة خالية من النجس التزكية)
    الرابعة الامتناع عن الشهوات يقابلها العظام (الذي يمنع عن الشهوات المحرمة يصير قويآ كما العظام)
    الخامسة التقوى وتاتي من حفظ الثقة(كلمة الشرف) يقابلها اللحم الذي يكسو العظام (الكسوة) لباس التقوى ذلك خير.
    السادسة الاتصال بالله الخالق نتيجة التزكية(المراحل السابقة كلها تزكية)
    يقابلها الإنسان الكامل.
    يبقى لدينا المرحلة السابعه
    وهي التي تقابل المقام السابع عند شمس الدين وهي
    مرحلة الوصال
    الروح القدس تنجذب إليه تلقائيآ.
    • رد
    • مشاركة
    عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
    ذكر المسيح الموعود عليه السلام أن حركات الروح موقوفة على حركات أجسادنا وحيثما قدنا الجسد انقادت معه الروح وتبعته لا محالة لذلك كان واجب كتاب الله الحق أن يهتم بمعالجة حالات الإنسان الطبيعية وذكر طرق إصلاح النفس الثلاثة مباشرة بالنفس.
    نرى وجه التشابه بين كلام المسيح الموعود عليه السلام وكلام شمس الدين هو الخلاصة
    وهي الوصول إلى مرحلة الوصال.
    هنا لدي سؤال لما لايتصل الروح القدس بالنفس مباشرة؟
    ربما الروح القدس لا تقبل ان تحل في مكان يشوبه شيء من النجس
    او ربما النفس لا ولن تتحمل قوة الروح القدس عند الاتصال دون تهيئتها لهذا الأمر الجديد.
    او ربما لان الروح القدس طاهرة فالواجب ان تكون النفس طاهرة في المقابل، فحتى في الحياة العملية لا يمكننا الاتصال بالهاتف الا اذا كان الطرف الآخر لديه هاتف.
    • رد
    • مشاركة
    عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
    هناك امر آخر علينا البحث فيه
    ان المسيح الموعود لم يذكر نفس مرضية ونفس نقية كما قال شمس الدين فهل هما يندرجان تحت اسم النفس المطمئنة
    • Youssef Hala Mounir
      عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي ( اخي عبد الرزاق المسيح الموعود ذكرها في كتاب فلسفة تعاليم الاسلام والنفس الراضية والمرضية والكاملة هي تقع في درجة النفس المطمئنة
    • رد
    • مشاركة
    عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
    هناك امر عليّ ان انوه له أن الأطوار السبعة كما قال شمس الدين ان الطريق من الطور الأول حتى الطور الاخير ليس خطآ مستقيمآ
    البتة فعلينا ان نحسب خطواتنا كي لاتنزلق والا نغتر أننا صرنا في الطور كذا وكذا واننا صرنا في السليم وان لا نخطأ كما أخطأ الشيطان من قبل يصيبنا الكِبر، فهنا الامتحان إما أن تكون إنسانآ معترفآ بخطأك أو تكون شيطانآ متكبرآ لا يتنازل خاصة بعد أن وصل إلى قدر عالي من المعرفة.
    هناك قصة تروى صارت بين شمس الدين تلميذه جلال الدين عندما أراد جلال الدين أن يصير تلميذ شمس الدين قال له عليك أن تكنس الشارع امام العامة، وكيف ذلك وجلال الدين يعطي الدروس للناس في حلقات المساجد، إنها صعبة جدآ، الفكرة كسر جبروت التكبر.
    • رد
    • مشاركة
    عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
    لدي سؤال كيف تميز النفس بين اتصال الروح القدس من الاتصال الشيطاني من حديث النفس؟
    • رد
    • مشاركة
    Hazeem Ahmade
    الله يبارك فيكم اخي عبد الرزاق .
    • رد
    • مشاركة
    عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
    القاعدة الأولى: تستشف في كلام شمس الدين عن القلب تعريفآ دائمآ عند الصوفيين ان القلب هو مرآة الروح، ويدعون لنظافة وطهارة القلب، كما أن الخالق ذكر القلب السليم في كتابه، من له قلب سليم هذه الأيام غير الأطفال الذين لم تتلوث قلوبهم الكراهية والبغضاء، اما الحب يحتاج نفوسآ عظيمة كما قال شمس الدين
    ذكر يوسف بن المسيح عليهما السلام أن الله هو المصباح المنير وعرش الله موجود في قلب الإنسان (كمشكاة فيها مصباح) المصباح هذا في زجاجة يعني محفوظ بشفافية الإنسان لأن الزجاجة شفافة، الإنسان كلما كان شفاف كلما كان حافظ لنور الله ولعرش الله في قلبه.
    • رد
    • مشاركة
    عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
    في موضوع القلب أشار النبي محمد عليه الصلاة والسلام إلى قلبه وقال التقوى ها هنا ثلاثة
    أوحى الله سبحانه إلى المسيح الموعود عليه السلام (لو صرتم متقين وسلكتم دقائق سبل التقوى لكان الله معكم) ثم قال عليه السلام إهذا الأمر يجعل قلبي يعتصر المآ وأتسأل :ماذا عسى أن أعمل حتى تتحلى جماعتنا بالتقوى الطهارة حقآ.
    • رد
    • مشاركة
       
      Hazeem Ahmade
      تعليقا على المقامات السبع : هذه الاطوار شرح لتدرجات النفس وحالاتها في مسيرتها الى الله تعالى , تلك النفس التي تنتج من تفاعل ثلاثي الجسد والعقل والوجدان مع الروح فتولد تلك النفس من ذلك التفاعل , وقد لخصها المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في كتابه فلسفة تعاليم الإسلام الى ثلاثة حالات أولها النفس الأمّارة بالسوء، حيث يكون الإنسان غارقًا في شهواته ورغباته، يتبعها بلا تفكير وكأنما تحركه غرائزه فقط. ثم تأتي النفس اللوّامة، حين يبدأ الإنسان يشعر بالندم، يلوم نفسه على الأخطاء، ويحاول تعديل مساره، لكنه لا يزال يتعثر بين ضعفه ورغبته في الإصلاح. ومع المجاهدة والتزكية، يصل إلى النفس المطمئنة، حيث يجد الراحة والسلام الحقيقي، فيصبح قلبه متصلًا بالله، ولا يشغله إلا رضاه. هذه الرحلة ليست خطًّا مستقيمًا، بل تمر بمراحل من التغيير والتطور، وكل إنسان لديه فرصة للارتقاء.
      ما قدمه المُحدّث و الوليّ شمس التبريزي النبيّ هو مذاق شراب من كأس يشرب منها النبيون , كلام ثري مهم وضروري ومعالج ومجدد لأبناء العصر , وأشار حضرته في اخر سطر من ذكر الاطوار السبعة إشارة مبطنة لبعثة النبيين , وسمعنا كيف كانوا يؤمنون بالوحي كما وجهته الرؤيا الى بغداد , لقد كانوا هؤلاء الأكابر يؤمنون بالوحي والنبوة وكانوا اخر بقايا التوحيد والنور قبل بعثة المسيح الأعظم غلام أحمد القادياني , كذلك كان لقاء شمس بجلال كلقاء نور الدين بالمسيح الموعود , فهكذا يجمع الله المؤمنين بكلمته .
      • رد
      • مشاركة
      • تم التعديل
      Hazeem Ahmade
      تعليقا على القواعد الأربعين لسلوك الصوفيين الجوّالين في الإسلام : بتعلمنا القواعد دي ان الحب جوهر كل شي، وأن الله ليس محصورا بمكان او محددا بزمان ، أن التغيير سنة الحياة وكما ان الشك ضروري لنُعمل الفكر. الألم ليس نهاية بل هو بداية، لا تحكموا على المظاهر، اللي بتعطيه بيرجعلك، التواضع أساس الحكمة، و الاستسلام لله قوة وليس ضعفا، كل لحظة فرصة جديدة وكل يوم في شأن وله نفس جديد فلا تيأس، تقبل الاختلافات على أنواعها، الدين محبة وليس خوف او سوط أو أداة للسلطة والحكم، الصبر مفتاح الفرج، القلب الصافي المفتوح بيشوف الحقيقة، الإيمان فعل وليس كلام , كما ان الكلمة ايمان ، الكلام له تأثير كبير والقلم يعيش ازمنة ودهور ، الوحدة نعمة مش نقمة، ما في صدفة بالحياة، البحث عن الحقيقة لا ينتهي وقد يكون حقيقة احيانا ، العدالة الحقيقية تبدأ من النفس ، التسامح قوة ودين ، الحياة مدرسة والناس دروس، الأفعال أهم من النوايا والنوايا أساس كل فعل ، الاحترام أساسي حتى مع المختلفين عنا وهو من الدين، الحب الصادق موهبة، الخوف أكبر عدو والإيمان يقتله ، المحبة الحقيقة تبدأ بحب الذات، البساطة راحة، كلنا جزء من بعض ولا غنى لشخص عن أخر فالناس مُسخّرة لبعضها إلا من المُفسد، الرضا سر السعادة، الغضب بيأذيك أكتر من غيرك، الروح أهم من الجسد مع انه رداءها ، التوازن سر الحياة، العطاء سعادة ليس فقط واجبا، لا تحكم على الناس بسرعة، العزلة أحيانًا ضرورية، المعرفة بدون تجربة ناقصة، الحياة مؤقتة ما دام ان الله وهب لك الحياة فعشها بحب وصدق وسعادة ، لا تدري بأي لغة يكلمك حبيبك أو من أي وجه يطل عليك , كل شي بالحياة رسالة حب من الله فأحبوه .
      هذا ما تعلمنا إياه هذه القواعد الطاهرة عندما تتعلم هذه القواعد وتصب مائها في قالب كيانك عندها تصبح مؤهلا لقبول المسيح الموعود فتعرفه وتقول ليتني عرفتك، لقد كانت حياة شمس ارهاصا لبعثة المسيح الأعظم غلام احمد القادياني، عليه الصلاة والسلام، كانت تهيئ عقول الزمان لقبول دعوة المسيح الموعود لقد كان المسيح الموعود صوفي وكان مذهبه ميال للتوصوف والمحوية والجمالية . لقد كان شمسا اخر بقايا التوحيد والنور قبل بعثة المسيح الموعود فلما ان شارفت هذه الشمة على الانتهاء حتى اضاءة منارة المسيح الموعود العالم، الوحي والنبوة حبل الله والراية التي لم تزل تسلم من نبي لأخيه هكذا حتى اخر الايام لقد استلم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اخر بقايا التوحيد من الطائفة الإبيونية , وانطلق من هذا الحض الدافئ لقد كان هذا الحضن له أما . كذلك وجد المسيح الموعود اخر بقايا التوحيد في التصوف الأصلي والمحوية ومنها انطلق للعالم وأصبح اكابر المتصوفة وحتى أنبياء الزمن الغابر تمنّوا رؤيته أعلمتم ما بين ايديكم يا أهل الزمان. كذلك يوسف بن المسيح النبي انطلق من حضن دعوة المسيح الموعود وتربى عليها وبها، وقد تمت دعوته به , فالحمد لله رب العالمين .
      • رد
      • مشاركة
      Hazeem Ahmade
      تعليقا على فائدة الصحبة الروحية و أثرها في مدارج السلوك الروحي : فائدة الصحبة الروحية عظيمة وصحبة النبي ان كانت صادقة وحقيقية تجعلك على مقام النبوة ، لو ذهب شخص لمكان ما ورافقته سوف يوصلك الى نفس المكان ، وهكذا النبي طريقه الى الله وسيوصلك اليه حتما لكن عليك ان تسلك طريقه ، وكذا الاولياء والصالحين وهكذا .
      وهنا بعض مقتبسات المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام بيتكلم فيها عن اثر الصحبة الصالحة يقول عليه الصلاة والسلام: "إن عقل الدنيا المادية لا يقدر على استيعاب الحقيقة بأن الإنسان الكامل يكون مهبطًا لتَجَلِّي الروح الإلهية، وفي ذلك الوقت الخاص الذي يكون فيه خاضعًا لتجلي الروح الإلهية، فكل شيء يخافه كخوفه من الله تعالى، فلو ألقيتموه عندها أمام وحش كاسر أو في النار فلن يصاب بضرر، لأن روح الله تعالى تكون عليه في ذلك الوقت، وكل شيء قد عاهد الله على أن يخافه سبحانه وتعالى. إن هذا آخر أسرار المعرفة الإلهية الذي لا يمكن استيعابه بدون صحبة الكاملين". (بركات الدعاء، الخزائن الروحانية المجلد 6 ص الحاشية ص 31)
      يقول عليه الصلاة والسلام: "في إحدى المرات كان سيدنا بلال رضي الله عنه يبكي فسأله سيدنا أبو بكر رضي الله عنه عن سبب البكاء فقال: أجد في نفسي آثارا من النفاق فإنني حينما أكون في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم يكون القلب ليِّنا ويبدو أن حالته متغيرة، ولكن عندما أخرج من عنده لا أبقى على الحالة نفسها. فقال أبو بكر إذن هذه هي حالتي أنا أيضا. ثم ذهبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقصا لـه القصة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لستما منافقَيْن بل تأتي على قلب الإنسان حالة القبض والبسط. ولو بقيتم دائما على الحالة التي تكونون عليها في مجلسي لصافحتكم الملائكة". (الملفوظات ج 6 ص 174-175)
      ويقول عليه الصلاة والسلام: "عمل الإنسان، من دون صحبة الصادقين، ناقص وبلا فائدة. من الصعب أن يذهب أحد بإيمانه سليمًا من غير طريق الفناء أو صحبة الفانين. فالسعيد مَن يفكر في سلامة إيمانه قبل كل شيء، ويختار رفقة الجماعة تاركًا الشجارات الظاهرية غير الحقّة والاضطرابات غير المجدية. مَن منحه الله تعالى حرقة ولوعة في سبيله تعالى فليعلم يقينًا أن تلك الحرقة والحب الإلهي هي النعمة العظيمة التي جاء بها محمد المصطفى صلى الله عيه وسلم للدنيا. ومَن أُعطيَ حُبَّ الله ورسولِه فقد نال مراده الحقيقي، وهو سعيد بلا ريب، وحرام على نار جهنم أن تمسّه. ولكن مَن لم يُعطَ ذلك الحب ولم يعرف قدر ربه ونبيه فلا حقيقة لادعائه باللسان بأنه مسلم. إن الصلاة والصوم بدون الحب الذاتي لله ولرسوله فارغان من حقيقتهما. ورد في حديث "يأتي على أمتي زمان يصلون ويصومون ويجتمعون في المساجد وليس فيهم مسلم".. أي لن يكون أحد منهم مؤمنًا حقيقيًا، بل يكونون أسارى دنياهم وتقاليدهم". (مكتوبات أحمدية، المجلد الأول، الرسالة رقم 26)
      ويقول عليه الصلاة والسلام: "لو مكَث طالبُ حقّ في صحبتي بصحة النيّة فترة من الزمن وأراد أن يرى المسيحَ (الناصري) عليه السلام رؤيةَ كشف، فسيراه ويكلّمه أيضًا ببركة عنايتي ودعائي، ويمكنه أن يطلب منه الشهادة عن أحواله. فإني أنا ذلك الشخص الذي قد سكنتْ روحُ يسوع المسيح في روحي على سبيل التمثّل والبروز". (تحفة قيصرية، الخزائن الروحانية المجلد 12 ص 273)
      • رد
      • مشاركة









      • رد
      • مشاركة
      Youssef Hala Mounir
      الجواب الثاني
      فلسفة رقصة( سما )
      رقصة سما
      ترمز رقصة سما إلى بلوغ مرحلة ساميةمن الصفاء الروحي ، يؤديها الصوفيون بثوب أبيض فضفاض ويرمز الى الموت والفناء والعودة إلى الخالق بقلب أبيض(الفطرة) لأنه هو مركز الحب الإلهي، وقبعة اسطوانية الشكل بنية اللون ترمز إلى الأرض والتراب الذي جاء منه الإنسان ويعود إليه، وخلع العباءة السوداء ترمز إلى خلع النفس من سلطان البدن والمادة، (وجلال الدين الرومي عندما خرج لصلاة الفجر رأى الورد والزهور والربيع والندى والجمال والنقاء ففتح قلبه للدنيا و يدور قائلا : مجرات النجوم تدور ، وجميع الكواكب تدور ، والدورة الدموية تدور ، وحجاج بيت الله الحرام حول الكعبة يدورون ، وقطرات الماء في الدنيا من البحار الى السماء ...) .
      الصوفيون يدورون حول أنفسهم مثل الكواكب عكس عقارب الساعة ترمز إلى التحرر من قيود الزمن، وتلك الحركة الدورانية يكون فيها الراقص على اتساق مع حركه الكون ، وثبات القدم اليسرى في مكانها ترمز إلى أن الإنسان مثل الشجرة ثابت ببذرة روحية زرعت في الأرض فأصبحت نفوس لكي تخوض تجربه هذا العالم المعكوس ، فتستعيد وعيها الأصلي، وحركه اليد اليمنى واليسرى ترمز الى انعقاد الصلة والترابط بين الأرض والسماء .
      الإنسان يمثل فرع من فروع الشجرة الكونية يحدثنا العلم أن أي ريشة تتحرك في أقصى المجرة تتجاوب معها اهتزازات في أقصى الكون لأن كل شيء موصول بفرع واحد متصل المعلومات بالتشابك الكمومي، لأننا كلنا من أصل واحد .
      • رد
      • مشاركة
      • تم التعديل
      عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
      رقصة سما هي تعبير جسدي عن مشاعر الفرح والنصر، مع إغماض العينين للتعبير عن الرضا والاطمئنان ،يميز الرقصه بأولها تكون هادئة ثم ماتلبث أن تتطور بالتدريج كالتدرج في مراحل النفس حتى الوصول الى الرضا والاطمئنان فتصبح النفس المطمئنة.









    • Youssef Hala Mounir
      القاعدة الحادية عشر
      لابد أن نفرق بين الآلام الناتجةعن الحب الإلهي والآلام الناتجة عن حب الأشخاص والأشياء، فالآلام الناتجة عن حب الإلهي والشوق يرتقي بصاحبه إلى النضج والتحرر والسمو الروحي وإدراك الجوهر الحقيقي للحياه، وهي السعاده الحقيقية غير مزيفة ، لا فرح ولا حزن ، وإنما تحقيق حالة السكون وهدوء سلام داخلي ، على عكس الآلام الذي يأتي من التعلق بالأشخاص والأشياء الذي يؤدي بصاحبه إلى العبودية وتحطيم القلب وأسره بسبب القلق والتعلق والخوف من الفقد فهذه الآلام هي دائرة معاناة لا نهائية ومشاعر غير متزنه ، لأنه إما أن يكون حزينا أو فرحا وتتارجح مشاعره بين صعود وهبوط مما يجعله أسير الأوهام والمشاعر غير المتزنة
      هذه الكلمات ليست مجرد كلمات وإنما هي تجربة روحية عظيمة عشتها بقلبي وروحي مع معلمين حقيقيين المسيح الموعود و يوسف ابن المسيح عليهما السلام
      • رد
      • مشاركة
      Youssef Hala Mounir
      القاعدة الحادية عشر
      لابد أن نفرق بين الآلام الناتجةعن الحب الإلهي والآلام الناتجة عن حب الأشخاص والأشياء، فالآلام الناتجة عن حب الإلهي والشوق يرتقي بصاحبه إلى النضج والتحرر والسمو الروحي وإدراك الجوهر الحقيقي للحياه، وهي السعاده الحقيقية غير مزيفة ، لا فرح ولا حزن ، وإنما تحقيق حالة السكون وهدوء و سلام داخلي ، على عكس الآلام الذي يأتي من التعلق بالأشخاص والأشياء الذي يؤدي بصاحبه إلى العبودية وتحطيم القلب وأسره بسبب القلق والتعلق والخوف من الفقد فهذه الآلام هي دائرة معاناة لا نهائية ومشاعر غير متزنه ، لأنه إما أن يكون حزينا أو فرحا وتتارجح مشاعره بين صعود وهبوط مما يجعله أسير الأوهام والمشاعر غير المتزنة
      هذه الكلمات ليست مجرد كلمات وإنما هي تجربة روحية عظيمة عشتها بقلبي وروحي مع معلمين حقيقيين المسيح الموعود و يوسف ابن المسيح عليهما السلام
       
      عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
      العيون تنسى من رأت ولكن القلوب لاتنسى من أحبت.
      • رد
      • مشاركة










    • عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
      القاعدة الرابعة:يكمل شمس الدين متمسكآ بالحب ويبديه عن الفكر، لكن لايمكن لإنسان أن يفصل بين القلب والعقل بالكلام فقط فهو بحاجة للتجربة ثم اليقين.
      القاعدة الخامسة:المتحابين يفهمون بعضهم دون النطق بالكلمات، الذين لايحبون بعضهم من الطبيعي أن تنشأ بينهم مشاكل ثم يتفرقون.
      القاعدة السادسة:لقد خلق الله سبحانه الكون على مبدأ الثنائي الإكتمال يكون في الثنائي، فابحث لك عن صدق او زوج او شريك حتى يكتمل لك فهم معنى الحياة ويسندك فيها وينصح لك وتنصح له.
      القاعدة السابعة:المؤمن أقل إصابة بالأمراض النفسية عن غيره ولايصيبه اليأس بتلك السهولة لإنه يؤمن الخالق وبإيمانيات تعينه في هذه الحياة عجبت لإمر المؤمن أن كل أمره خير، فلا يصل إلى مرحلة اليأس أبدآ، لإنه في ذلك لن يرى الأبواب المفتوحة عندئذ.

      • عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
        القاعدة الثامنة: الله وحيدفريد لانقيض سبحانه، لايكفي القول بالكلمات إن الله سبحانه هو الاله، دون الايمان أن الرجعى له، فالانسان الصاق المؤمن بذلك لايحزن في مصائبه ومتاعبه.
        القاعدة التاسعة:إلا من أتى الله بقلب سليم، نعم نخطئ ونغلط ونعلم أن إلهنا لطيف ويحبنا، ونحاول دائمآ البقاء في مجال اتصال معه، ولايهمنا مايفعل غيرنا.
        القاعدة العاشرة:أفكارك ومشاعرك لاتعرف حدود ولامسافات، فاستخدمها لما هو اسمى مافي الوجود.
        القاعدة الحادية عشرة:سنعرف الراحة بعد الألم، الراحة التي تأتي بعد الألم طعمها مغاير، لمل تعودت نفوسنا عليه من راحة.
        القاعدة الثانية عشرة:إن ذلك الحب الذي يقصده شمس الدين حب لايفهمه الا مجربيه والحب يبدأ من صفاء القلب ومحبة المحبوب أولا لمن يريد حبه.
        القاعدة الثالة عشرة:قلوب المحدثيين والاولياء والانبياء قلوب طيبة صافية يعرف الله أين يضع نوره لو لم تكن شفافة قابلة الله أن يسكنها نور الإله لما أختارها، فهي لاتطلب إعجابا ولا مدحآ وفوائد، اصحاب القلوب الصافية تهتدي اليهم فالقلوب الطيبة تبقى قرب بعضها البعض.
      • رد
      • مشاركة
      Youssef Hala Mounir
      القاعدة الثامنة عشر : أرقى أشكال الوعي هو أن يستطيع الإنسان أن يواجه جانبه المظلم (الغضب والرغبة في الانتقام) وجانبه المشرق ( الإخلاص لله) ويختار النور على الظلمة ، من أحسن القصص التي استحضرها في لحظات الغضب ، وتعطيني الشجاعة لمواجهة الأنا السفلية والتغلب عليها ومشاعر الانتقام هي قصة الإمام علي رضي الله عنه ، يروى أنه في أحد المعارك تمكن الإمام علي من إسقاط أحد اعدائه أرضا ورفع سيفه ليجهز عليه ، لكن الرجل بصق في وجهه ، فتوقف الإمام علي فجأة و أعاد سيفه إلى غمده وترك الرجل ، فتعجب الرجل وسأله: لماذا لم تقتلني وقد كنت تحت سيفك ؟ فأجابه الإمام علي: كنت أقاتلك لله ، فلما بصقت في وجهي ثار غضبي وخشيت أن اقتلك انتقاما لنفسي لا لله .
      هذه القصه تبين فكرة أن العدو الحقيقي للانسان هو بين جنبيه ، الإمام علي أدرك صوت الغضب الذي خرج من داخله وهو الشيطان الذي يدفع الإنسان للانتقام ، وتغلب عليه بوعيه فميز بين القتال في سبيل الله والقتال من أجل الأنا السفلية.
      • رد
      • مشاركة
      Youssef Hala Mounir
      القاعده السابعة عشر : قيل" أن لله آنية في الأرض و آنيته قلوب عباده و أحبها إليه وأصفاها وأرقاها " أي أن القلب النقي مثل الوعاء النقي الذي يحفظ محبة الله ونوره ، و الله لا يتجلى نوره في قلب ملوث بالكراهية والتعصب
      • رد
      • مشاركة
      Youssef Hala Mounir
      القاعدة السادسة عشر
      تدعو هذه القاعدة إلى "حب خلق الله بكل نقائصهم وعيوبهم "
      هذه جوهر رسالة كل نبي لأن حب الله بصدق يفيض على قلوبنا رحمة وشفقة اتجاه خلقه ، فنرى البشر بعين الرحمة والشفقة بدلا من القسوة، لأن حب خلق الله هو ثمرة هذا الحب الإلهي وتجلياته في هذه الحياة ، إن هذا المقام من الحب لا يستطيع أن يصله إلا الكمل من الأنبياء وأولياء الله الصالحين ، فهم يرون ضعف الناس ونقائصهم لكن لا يحتقرونهم ويحبونهم رغم قصورهم ، وهذا ما يجعلهم يتالمون لحال قلوبهم الغافلة وأرواحهم الضائعة ، فهم يرون النقص في البشر لا كعيب يستوجب الغضب ، بل كمرض يحتاج إلى علاج بالحب والرحمة والصبر والدعاء
      • رد
      • مشاركة
      • تم التعديل
      Youssef Hala Mounir
      القاعدة الحادية عشر والثانية عشر والثالثة عشر والرابعة عشر والخامسة عشر
      ========================
      تقول القاعدة الحادية عشر " عندما لا تجد القابلة أن الحبلى لا تتألم فإنها تعرف أن طريقها ليس سالكا بعد لوليدها فلن تضع وليدها إذن ، ولكي تولد نفس جديدة يجب أن يكون هناك ألم... فالحب لا يكتمل إلا بالألم " نعم إذا كان الحب الإلهي فهو إكتمال، لأن الألم فيه يصبح تطهير النفس ويؤدي إلى الفناء في الله . هو ألم يشبه احتراق الفراشة في النور لكنها تحترق بسرور، لأنها وجدت مصدرها الحقيقي، الفراشة لا تولد بسهولة فهي تمر عبر الاحتراق الداخلي ومرحلة عميقة من التحول ، بدأت بحركة صغيرة يبدو غير ملحوظة ، لكنها مع مرور الوقت هذه الحركات أدت إلى تغييرات هائلة في مسار حياتها الروحية والمادية .
      في رحلتي الروحية أدركت أن الألم كان جزءا من الطريق كان ضروري لفتح أبواب جديدة من العلم والمعرفة والالهام ، وفهمت أن الحب نار تحرق من يقترب منها ، ولكنها ليست نارا تفني بل نارا تطهر النفس لتتحول إلى النور ، رأيت النار دخلتها بكل ما في ، تجربة لامست روحي ، رأيت فيها جمال الله وجلاله ، هاتين الصفتين صفة الجمال والجلال أثرت في بشكل عميق كانت تجربة صعبة طحنت عظامي تحملتها ( رؤيا .. ) لكنها في نفس الوقت كانت فرصة لي للنمو الروحي والتغيير ، هي كانت جزء من عمليه تنقيه وتطهير للوصول الى أعلى درجات الفهم والنور بعد تخطي العديد من التحديات ، ادركت خلالها ان الله سبحانه وتعالى أتاح لي بعنايته وفضله فرصا مع حضرة غلام أحمد عليه السلام لاختبر العلم النظري الذي تعلمته من كتبه اختبارا عمليا برفقة حضرة يوسف بن المسيح عليه السلام .
      في القاعدة الثانية عشر ( السعي وراء الحب يغيرنا ) ففي بدايه الطريق للسعي وراء الحب الإلهي، كنت اتساءل لماذا يجب ان يكون الحب مقرونا بالألم !؟ لماذا لا يولد النور إلا من رحم العذاب!؟ . تأملت في رؤياي ، ورسائل الله إلي من ذلك العالم الذي لم انفصل عنه ، حينها أدركت أنني لا أحتاج إلى الإجابة ، لأنني أنا الإجابة، في ساحه واسعه كملعب احتضن الارواح ، اجتمعت لتؤدي دورا مقدرا منذ الأزل ، رأيت روح نبي الله كنور الشمس جالسا في وسط المدرجات تحيط به جماهير من الأرواح ، بدت أمام ضخامة جسمه وعظمته شموع صغيرة حول شمس ساطعة ، ظهر بصورة يوسف ابن المسيح الموعود عليهما السلام محاط بجماهير، ينظر ويراقب رقصنا وغناؤنا ، في ساحة وكأنها ساحة المسرح الكبير ، كنا أرواح نشكل دائرة، اجتمعنا هناك لنؤدي دورا مقدرا منذ الأزل ، وقفت هناك اراقب كيف يختار كل واحد منا دوره ، كان الاختيار بين دور اليمامة ودور الفراشة، اليمامة لم تكن مختلفة عن الفراشة في الحجم ، وكنا نغني وننادي كلنا بصوت واحد يملأ الأفق على الطائر الذي يحمل في جناحيه رسالة السلام " يا يمامة". هناك من ذلك العالم الكل اختار دوره وقدره، فمنهم من اختار دور اليمامة ، ومنهم من إختار دور الفراشة، ولما جاء دوري لم يكن لي الاختيار، رأيت يدا من الغيب تحمل فراشة بنفسجيه تنتظر مصيرها ، سمعت صوتا يقول لي " ليس لديك الاختيار ، قدرك أن تكوني فراشة " وكأن الرحلة لم تكن إلا استدعاء لذاتي الحقيقية تلك التي لطالما حاولت تجاهلها والهروب منها ، لكن وأنا أسير في هذا الطريق تصطدم روحي بواقع مزدحم من المتناقضات، بين السكون لحكم الله لايماني المطلق أن كل خطوة مرسومة بإرادة الله و بين الارتباك بسبب العقل الذي يقف أحيانا حائرا امام تقلبات مشاهد الحياة اليومية ، عندما قالوا لي في الرؤيا " لم يبقى لك الاختيار " اكتشفت أنني لست انا ، فقلبي وروحي بيد من يسيرني بحكمة خفية ، لأن الإرشاد الذي كان يقودني ليس خارجيا ، بل هو نداء من الداخل ، والفراشة تنجذب إلى النور بدافع غريزي ، وكأن الدور الذي كنت أهرب منه منذ الأزل قد لحق بي أخيرا، لم أتردد و أخذت دور الفراشة ورضيت بقدري ، ولم أكن أعلم أن هذا القرار كان إعلانا لقبولي الاحتراق، لكنه لم يكن احتراق الموت ، بل احتراق الولادة ، لقد احترقت الفراشة في داخلي ألف مرة، لكنها لم تمت، بل تحولت ، و لم يعد الاحتراق موتا بل ولادة .
      من خلال تجربتي ، ادركت أن الألم هو المعلم الأول في طريق الحب الإلهي، هو الوسيلة للعبور إلى مقام التسليم والقبول والخضوع الكامل لإرادة الله ، و عملية الولادة الروحية مختلفة تماما عن الولادة المادية ، الولادة الروحية تكون بصمت سميتها "الولادة الصامتة" حيث لا صراخ ، ولا استغاثة فقط الاستسلام الكامل للارادة الإلهية ، هذا التحول لا يحتاج إلى ضجيج ، لا يسمع له صوت لأنه لا احد يستطيع أن يخفف هذا النوع من الألم الصامت إلا الله ، وهو وحده القادر على إتمام هذه الولادة بطريقة تفوق الفهم البشري ، هذه النوع من الولادة " الولادة الصامتة " ترعاه يد الله كما ترعى الفراشة في شرنقتها حتى تكتمل وتخرج بجناحين من نور ، فلم يعد الألم عذابا بل طريقا إلى الحرية ، فقد جئت إلى هذا العالم لاكون الفراشة ، لاحترق واتحول، لافهم أن الحب الذي بحثت عنه خارج نفسي ، كان يسكنني منذ البداية، لكنه احتاج الى النار ليكشف عن حقيقته .
      في الرؤيا أنا الفراشة التي قبلت مصيرها ، أعلم انني لم اختر هذا الطريق بل هو الذي اختارني، وأنا طرت نحوه بلا خوف و لا تردد .
       
      Youssef Hala Mounir
      القاعدة السادس والعشرون : الآية الكريمة في قوله عز وجل "لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّنْ نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ" تتماشى تمامًا مع القاعدة السادسة والعشرون التي ركزت على تأثير الكلمات كطاقة قوية تساهم في بناء أو هدم العلاقات .
      القاعدة السابعة والعشرون : تقدم حلا عمليا لتطبيق القاعده 26 وهي تحدد مدة 40 يوم لتغيير السلوك والتفكير بالسلبية اتجاه الآخرين، فمدة 40 يوما بحسب هذه القاعدة فترة كافية لعمليه التغيير الداخلي والنمو الروحي ، والقاعدة تقول( انطق وفكر) يعني تبرز أهمية أن تنطق وتفكر، الفكر وحده قد يظل في الذهن ولايتم تجسيده في الواقع ، ولكن عندما يتم تحويله إلى كلمات يصبح له تاثير أقوى في تغيير الطاقه الداخلية وخلق علاقة ايجابيه مع الآخرين
      القاعده الثامنة والعشرون : تكلمت عليها بالتفصيل في ( القاعدة 25) ولكن هذه القاعدة ركزت على الزمن بأنه ليس خطا مستقيما، وإنما هو دوائر لا نهائيه بمعنى أن الماضي ليس شيئا ثابتا، والمستقبل كذلك ليس أمرا ثابتا، لأنه هو نتاج لحركاتنا الداخلية وتطورنا ، أي بمعنى أننا نعيش في دوائر متواصلة من الفهم والإدراك لامور لم نكن نفهمها من قبل ، أي الزمن يتحرك من خلال الشخص نفسه وفي داخله .
      أي أننا نتعلم ونتطور في دوائر مستمرة، وكل دورة من هذه الدورات تمنحنا فرصة لنتعلم شيء جديد ، وكل مرة نواجه فيها نفس المواقف نتعامل معها بشكل مختلف ، بحيث لا يتكرر الزمن بنفس الطريقة، بل كل مرحلة من مراحل حياتنا تمثل تحولا في الوعي.
      مثال من خلال تجربتي في رحلتي الروحية نشبه حركه الزمن في لوالب دائرية لا نهائية هذه الدوائر تتكرر بتجارب مختلفة ، في البداية كنت في دائره الإيمان السطحي ولم أكن أفكر أو أتكلم بوعي ولكن مع مرور الزمن في تجربتي مع يوسف عليه السلام دخلت في دائرة جديدة كشفت لي عن نفسي وعيوبي بوضوح أكثر هي كانت محطات على هذا اللولب الزمني تتكرر بصور مختلفة، لكنها في كل مرة تحمل درسا مهما على مستوى الوعي ، فأدركت أن الغضب وردود الفعل السريعة وغيرها من الاقوال والأفعال غير الواعية تؤثر على روحي ومساري الروحي ، ومع كل تجربة كنت وكأني أصعد في هذا اللولب لانتقل من مرحله الى مرحله اخرى ، أي من دائره اللاوعي إلى وعي محدود إلى إدراك أوسع ( هذا هو هدفي الذي لم أصل اليه بعد ) هذا هو الزمن في داخل كل واحد منا يتحرك بالحركه نفسها التي نقوم بها نحو التغيير ، فكلما أسعى لإصلاح نفسي يتحرك الزمن من داخلي دافعا بي إلى دائرة أعلى أي أن كل دائرة من تجربة تريني عيوبي وتدعوني للارتقاء بروحي نحو الافضل ، اكثر وعيا واتزانا .
      القاعده التاسعة والعشرون : ( القدر والاختيار ) في قصة لقاء جلال الدين الرومي مع الشمس التبريزي كان مقدرا من خلال الرؤى ، رأى كل منهما الآخر قبل لقائهما، لكن تحقيق هذا القدر تطلب منهما الانفتاح على تلك الرؤيا والاختيار الحر ، لو تجاهلا الرؤا لما ظهر هذا الثراء الروحي والإبداع الذي أثر في العالم بأسره ، يمكن القول ان الرؤا تحمل إشارات القدر هي من الله والاختيار هو العزف على اوتارها ، والأفضل لنا أن نحسن الظن بالقدر ونستجيب لنداءاته باختيارات واعية، ويمكن القول بأن الرؤا واللقاءات والتجارب هي جزء من العزف في موسيقى الكون ، والله( اعظم و أجل من كل تشبيه) هو المايسترو يوجهنا بحكمته الخفية.
      القاعدة الثلاثون: تعلمنا مبدأ التحرر من ردود الأفعال السلبية، ولكن لا ننسى أن نستخدم كل خلق في محله ، لأن التسامح المستمر قد يشجع الظالم على التمادي، وهنا تتدخل الحكمة بأن نوقفه عن حده بكلمه حق ، وإذا كان في موضع خطأ أو الجهل يكون العفو أولى لفتح باب الهداية والمحبة، لأن الله سبحانه وتعالى شرع على الصفح في مواضع ، وأمر بالرد والقصاص في مواضع أخرى حسب الموقف وما يحقق العدل والرحمه.
      • رد
      • مشاركة










    • Youssef Hala Mounir
      ا
      القاعدة الحادية والعشرون تُكرّس مبدأ التنوع كأساس في الطبيعة والحياة، وتُميز بين الاختلاف والخلاف. فالاختلاف في الحياة يُشبه أوتار العود، حيث يُصدر كل وتر نغمة مختلفة تُكمل الأخرى، ويكمن سرّ جمال الموسيقى في هذا التناسق والتكامل بين الأوتار المتفاوتة. و كذلك الاختلاف بين البشر؛ فتنوّع الأفكار والطباع لا يُفرقنا بل يُثري إنسانيتنا، ويُؤسس لسيمفونية حياة مليئة بالجمال والانسجام.
      القاعدة الثانية والعشرون : توافق قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " فالشخصان قد يقومان بالفعل نفسه ولكن أحدهما يثاب عليه، والآخر لا يثاب عليه ، فالمعيار الحقيقي هو سلامة القلب ونقاؤه لقوله سبحانه و تعالى : " إلا من أتى الله بقلب سليم "
      القاعده الثالثة والعشرون: تشير الى ضرورة الإعتدال والتوازن في كل شيء يقول محمد صلى الله عليه وسلم " عش لدنياك كأنك تعيش أبدا وعش لاخرتك كأنك تموت غدا " أي أنه لا يجب الإفراط في السعي وراء الدنيا، وفي نفس الوقت لا يجب التفريط في الآخرة، لان الدنيا فانية ولا تعكس الحقيقه الابدية و ما هي إلا ظل لما هو اسمى وابقى في الآخرة ، فملذات الدنيا مثل الأكل والشرب و الزواج والحب ما هي الا تجسيد جزئي لنعم روحية، أو لنقل أنها تذكرنا بالهدف الأسمى وهو السعي للقاء الله في الآخرة.
      القاعدة الرابعة والعشرون : تقول هذه القاعدة أننا جميعا خلفاء الله في الأرض يقول حضرة ميرزا غلام أحمد عليه السلام : "كل ما يوجد في روح الإنسان هو من عند الله في الحقيقة، وهي صفات الله التي تظهر في مرآة الإنسان، وليس فيها صفة سيئة، بل إن الاستخدام السيئ أو الإفراط أو التفريط فيها هو ما يكون مذمومًا."
      الإنسان يحمل في جوهره نفخة إلهية وصفات ربانية، وأن مهمته الحقيقية هي السعي لاكتشاف هذه الصفات في نفسه وتوظيفها في خدمة الخير، معتدلًا بين الإفراط والتفريط، ليكون انعكاسًا لمراد الله في الأرض.
      القاعدة الخامس والعشرون: المعنى الحقيقي للجنة والنار ، يمكن القول كذلك أن العيش في ذكريات الألم والماضي هو نار، حيث يعيد الإنسان استحضار معاناته مرارا ، وكذلك القلق بشأن المستقبل هو نار أخرى تبعد الإنسان عن السلام الداخلي ، فينقلب الانسان بين جحيم وهم الماضي و المستقبل وهذه هي النار لأنه ينفصل عن اللحظه ( الآن )حيث تكمن الحقيقة والسكينة ( الجنة ) ثم أن اللحظة ( الآن ) هي بوابة الخلق الحقيقي لأننا عندما نعيش في اللحظة الآن نصبح صانعين لمستقبلنا بوعي و حظور ، اللحظة الحاضرة هي النقطة التي يلتقي فيها الزمن بالمطلق ، فلا ماض يثقل الكاهل ولا مستقبل يثير القلق اي ان هناك فقط حضور صافي يتجلى فيه الحب والجمال الإلهي ، لان الحب هو جوهر رسالة كل نبي و المسيح الموعود أكد لنا هذا في سورة الفاتحة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) الرحمن المحبوبية ، والرحيم ( المحبية ) الرحمان محمد ، والمحبية أحمد لذلك يتجلى الله في آخر الزمان بصفة أحمد(المحبية) لقول سبحانه وتعالى (يحبهم ويحبونه) وأتباعه يرثون هذا الاسم على سبيل الظلية لأنه في هذا العصر صار الوصول إلى المعرفة أسهل من أي وقت مضى ، ولا يعاني العالم من قله العلم بقدر ما يعاني من قله الرحمة وفقدان الروابط الحقيقيه بين البشر، كالحب لأن لغة الحب يفهمها كل قلب مهما اختلفت ثقافته او معتقداته ، والعلم بلا حب قد يستخدم للهدم بدل البناء ، لكن الحب مع العلم يصنع التوازن التي تحتاجه البشرية، فكل الأنبياء والمحدثين والصوفيين على مر الزمن رسائلهم تدور حول هذه الجمله : ( احبوا بعضكم بعضا ، سامحوا وكونوا نورا في هذا العالم) .
      وارى ان التأمل الحقيقي البعيد عن الوهم هو التأمل في كلمات و كتب الانبياء وأولياء الله الصالحين فهي وسيلة عظيمه للعيش في اللحظه الحالية( الآن )وما يجعل هذا التأمل مميزا هو أنه يتجاوز القراءه السطحية، و يصبح الحوار داخليا بين القارئ و الحقيقة التي ينقلها الانبياء واولياء الله الصالحين ، يشعر الإنسان في هذه اللحظات كأنه في حضرة النور الالهي ، حيث تختفي الحدود بين الزمن و اللازمن وبين الكلمة والروح.
       
      Youssef Hala Mounir
      القاعده الثلاثون :
      تتحدث عن الفناء في الله ، وأنه لابد على الإنسان أن يتخلى عن رؤية نفسه كفاعل مستقل، وأن يدرك أن كل شيء يصدر من الأشخاص ما هي إلا تجليات لأسماء الله وصفاته ، ولا يتأثر الصوفي بما يفعله الآخرون بالمدح او الذم، ولا يلوم الآخرين، بل يرى في كل موقف رسالة إلهية، وكل تجربة هي فرصة لزيادة قربه من الله.
      ومع ذلك نحن كأمة وسط الصبر والتسليم لا يعني السكوت على الظلم او الاساءة، والإسلام يعطينا الحق في الدفاع عن حقوقنا ، لكنه يدعونا إلى الحكمة والاعتدال في ردود أفعالنا، الروحانية الحقيقية لا تعني التغاضي عن الحق بل يعني ان نكون في حالة التوازن بين الصبر والمطالبه بالحق.
      القاعدة الواحد والثلاثون :
      من خلال تجربتي الشخصية، أعتقد أن العلاقة بين الصعوبات التي يواجهها الإنسان كالأمراض والحوادث والخسائر وبين الحكمة و العطف وقلة الأنانية تكمن في إدراك الإنسان للألم الذي يعيشه. فعندما يمر الإنسان بتجارب صعبة وأوقات عصيبة، يصبح أكثر قدرة على فهم معاناة الآخرين، لأنه يشعر بتلك الآلام كما لو كانت تذكره بتجربته الخاصة. هذا الإدراك يولد لديه رحمة وحساسية اتجاه معاناة الآخرين، لأنه لا يريدهم أن يمروا بنفس الالام الذي مر به. فيشعر بالمسؤولية اتجاههم ويسعى للمساعدة بكل ما يستطيع، لأن قلبه يرحم ويشفق، ويعي تماماً كيف يشعر الآخرون في تلك اللحظات الصعبة. هذا هو السبب في أن قلبه يصبح أكثر رقة وعطفًا، لأنه لا يريد أن يتألم الآخرين كما تالم هو ، فهو ينظر إليهم بعين الرحمة وهي دعوة كل نبي ( مواساة البشر ) بغض النظر عن معتقداتهم .:
      عندما يمر الإنسان بتجربة مرضية صعبة، يصبح أكثر تعاطفًا مع معاناة الآخرين. فالشخص الذي شعر بالألم بسبب المرض يدرك مدى معاناة من يعانون من نفس المرض أو من مرض آخر، ويشعر بآلامهم بشكل أكبر. على سبيل المثال، إذا كان شخص قد مر بتجربة مرض مزمن ، فإنه عندما يرى شخصًا آخر يعاني من نفس المرض، يشعر وكأن تلك المعاناة هي معاناته الشخصية. هذا الشعور يدفعه لأن يكون أكثر تعاطفًا ويسعى إلى مساعدته بكل ما يستطيع، سواء كان دعمًا عاطفيًا أو مساعدة عملية، لأنه يدرك تمامًا ما يعنيه أن يكون في حالة الألم تلك ويريد أن يخفف من معاناة الآخر.
      القاعدة الثانية والثلاثون :
      هذه القاعدة اتبعت أسلوب التفريط في إنكار دور المعلمين والمرشدين الروحانيين ، صحيح لا يعتبر المعلم أو المرشد الروحي بديلا عن الله، ولكن هو أداه للمساعدة على نقل الحكمة والإرشاد الروحي وتقديم النصائح ، والتجربة الروحية هي القدرة على الشعور بالإتصال المباشر بالله وتطوير العلاقة معه.
      بالعكس المعلم يمكن أن يكون مصدر إلهام ونور يساعد المريد أو السالك على تصحيح مساره الروحي ويوجهه للطريق الصحيح في علاقته مع الله ، بل الغاء دورهم أو التقليل من اهمية المعلمين الروحانيين تؤدي إلى إعاقة نمو الشخص الروحي، فقد يظهر الله ذاته في كلمات المعلم وأفعاله، ويمكن اعتبارهم وسائط لتجلي الله في حياتنا، فهم أدوات لإظهار الحكمة والرحمة والفهم.
      فمثلا في بداية رحلتي الروحية كنت أرى رؤا ولكنني كنت اتجاهلها وأراها مجرد صور وأفكار عابرة ولم أكن أعلم أنها رسائل إلهية، وبفضل توجيه يوسف عليه السلام أدركت أن تلك الرؤا هي إشارات من الله ، ولكن بالرغم من أهمية إرشاده كانت علاقتي الحقيقية والجوهرية مع الله وحده ، فكان يوسف عليه السلام وسيلة لافهم ما كنت اختبره من تجارب روحية، لكن علاقتي كانت مباشره مع الله وحده .
       
      Youssef Hala Mounir
      القاعدة الثالثة و الثلاثون :
      هذه القاعده تدعو إلى عدم التعلق و التحرر المفرط من الماديات وتركز على ترقية النفس للنمو الروحي ، ولكن ذلك لا يعني ان الحياة بلا معنى أو هدف ، بالعكس السعي لتحقيق أهداف الدنيا يمكن ان تكون وسيلة لجعل الإنجازات جسرا للآخرة فتحقيق المال والعلم والجاه يمكن استثماره في أعمال الخير كالصدقات ومساعدة الناس والمحتاجين ليصبح وسيلة للتقرب الى الله فالفكرة هو ليست ترك الدنيا وإنما العيش فيها بخفة دون أن تتملكنا يقول الله سبحانه وتعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " فالتغيير يبدأ من الداخل ويعكس بشكل طبيعي على الخارج مثال :
      عندما بدأت أقرأ كتب المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام، شعرت بحب اتجاه تلك الروح النقيّة والطاهرة. كنت أقرأ كلمات رسالته بحب و شغف، ومع كل كلمة، بدأت أغيّر ما في داخلي، متأملة في معانيها. بدأت أركز على تطوير علاقتي مع الله، علاقة تنبع من الحب والصدق، بعيدة عن الطمع أو السعي للمكاسب المادية.
      ومع مرور الوقت، انعكس هذا التغيير الداخلي على حياتي. كنت أرى كل شيء من حولي بعيون محبة لله ولكل خلقه، حتى الجمادات ، طلبت من الله أن يرزقني، حتى لا اكون عالة على أحد، فرزقني الله من فضله .
      بعد فترة اكتشفت أن المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام قال في أحد كتبه أن كل من يؤمن به فإن حياته ستتغير للأفضل باطنيا وظاهريا. ولكن بشرط أن يكون ذلك الإيمان نابع من قلب نقي صافي لله ولرسوله ، وليس طمعا في الدنيا ، ففهمت أن التغيير الذي شهدته في حياتي كان نتيجة لهذا الإيمان، الذي غيّر قلبي وروحي، وانعكس على عالمي الخارجي.
      القاعدة الرابعة والثلاثون :
      الاستسلام هو التسليم لإرادة الله بدون مقاومة داخلية ، بمعنى الهدوء الداخلي والطمأنينة، وهي قوة تنبع من الثقة بالله ، والاستسلام لا يعني أن يتوقف الشخص عن العمل و السعي ، بل يعني أنه يترك الأمور لله ويثق في حكمته ،حتى ولو لم يفهم الحكمة وراء ما يحدث . مثال : عندما يفقد الشخص وظيفة يشعر بالحزن والقلق ومع مرور الوقت يبدأ في الاستسلام لفكرة أن ما حدث كان جزءا من خطة الله ، فيثق في الله ويؤمن بأن كل شيء حدث لحكمة إلهية ، حتى ولم يفهم السبب في الوقت الحالي، بدلا من المقاومة والقلق ومحاولة إلقاء اللوم على الظروف يستسلم لقدر الله ويعيش مع السلام الداخلي.
      القاعدة الخامسة والثلاثون : تشجع على تقبل الجوانب المتناقضة للنفس، والعمل على التوازن الداخلي ، بل وترى أن المتناقضات هي المدخل إلى النور الحقيقي ، فالإيمان ليس مجرد قبول ما هو جيد ، بل هو التوازن بين كل الجوانب المتناقضة التي تشكل شخصيتنا وتجربتنا .
      القاعدة السادسة والثلاثون :
      الآية القرآنية التي توافق مفهوم هذه القاعدة و هي:
      "مَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ"
      (الزلزلة: 7-8)
      تُبيّن هذه الآية أن كل عمل صغير، سواء كان خيرًا أو شرًا، سيجد صاحبه جزاءه يوم القيامة، وهذه دعوة للتأمل في عواقب أفعالنا.
      القاعدة السابعة والثلاثون :
      " الله مقاتي دقيق" الحياة كلها تسير وفق توقيت دقيق فالطبيعة بمثابة تذكير لنا بأن حياتنا هو جزء من هذا النظام الكوني الدقيق ، شروق الشمس وغروبها ، مرور الأيام والشهور ، تغير الفصول ، هي مواقيت دقيقة لا تتقدم ولا تتأخر، كذلك أحداث حياتنا لا تحدث إلا في الوقت الذي قدره الله لنا ، كل مرحلة من مراحل الحياة من حب أو ألم أو شفاء يأتي في الوقت الذي يريده الله (والله يفعل ما يريد) .
      القاعدة الثامنة والثلاثون :
      هذه القاعدة تتكلم عن الفناء(وهو الموت قبل الموت) ومعناه أن يتخلى الإنسان عن كل ما يعيق تقدمه الروحي، وللفهم أكثر يمكن تشبيه عملية التغيير والتجدد في الحياة الروحية بعملية التجديد في الخلايا في جسم الإنسان . فمثلا الخلايا التي تموت تمثل العادات والتقاليد والمعتقدات والتجارب التي تعيق النمو الروحي . والخلايا الجديدة التي تنشأ ترمز إلى التغيير والتجديد من الداخل ، واستقبال نور جديد للقلب والعقل . إذا توقفت عملية التجديد فكما يظهر الضعف والشيخوخة في جسد الإنسان كذلك تماما في النفس اذا لم تتجدد تصبح حياته تسير في دائرة التكرار بلا معنى.
      القاعدة التاسعة والثلاثون : لفهم هذه القاعدة نعطي مثالا عن المجددون في رأس كل قرن يتناقلون حب الله عبر الأزمان ، على الرغم من أن الأشخاص يختلفون في ملامحهم وثقافتهم ولغاتهم إلا أنهم يحملون نفس الجوهر الروحي وهو الدعوة إلى حب الله ، أي كل حلقة في السلسله الروحية تتبدل ، ولكن في كل مرة تحل حلقه جديدة مكان الأخرى، وهذا يشير إلى أن التغيير الظاهري لا يمس الجوهر وهو الحب الإلهي والتواصل معه .
      القاعدة الاربعون :
      تمثل الجمع بين الأضداد الروحيه والمادية ، السماوية والأراضية وهذه الأضداد تخلق تناغم يعكس الوحدة مثل الماء والنار، على الرغم من كونهما عنصرين متناقضين فاجتمعهما يولد عنصر الحياة ، وكذلك العشق بين السماء والارض وبين الروح والمادة تعبر عن الحقيقة الروحية في جوهر واحد وهو الحب الإلهي الذي هو أصل كل شيء.
      ============================================================
       
       
      حازم : اقتباس من كلام المسيح الموعود غلام أحمد عليه الصلاة و السلام :
       
       

       









    • Jameela Mohamed Rabie
      القواعد الأربعين لسلوك الصوفيين الجوّالين في الإسلام:
      علينا أولاً أن نتفق أن هذه القواعد مرتبطة مع مقامات السلوك السبعة،بذلك يصبحها فهمها و تطبيقها أقرب،و أنها تعين على المضي قدماً في الترقي الروحاني بدون الاستسلام لليأس.
      ١_التصور عن الله مرتبط بما تقدمه لمن حولك و لنفسك،فإنك عندما تلوم كثيراً و تخاف كثيراً فلا بد أن الله بالنسبة لك شديد كل فعل من أفعاله عقاب و تأنيب،بينما لو كنت رحيماً محباً سترى الله يقدم لنا على الدوام الحب و الرحمة
      ٢_بالتجربة تصل لليقين لا بالكلام و صفصفت العبارات،و انشغالك بنفسك هو ما سيوصلك لربك.
      ٣_حاول أن ترى الله في حياتك و لكن الاهم ابحث عن الدليل لا تستسلم .
      ٤_ربما بالفكر ستكون علاقاتك أكتر أمان و أكثر تعقيد،لكنها طرق مسدودة و ممرات ضيقة،لكن الحب يشفي و رغم أن فيه عطاء يشبه المجازفة و قد يُقابل بالنكران و الكفر إلا أنه يمنح القلب جمالاً و بهاءً و صفاء.
      ٥_الكلمة و اللغة تساعدانا لإيصال معنى نريد تبليغه،لكن علينا أن نسعى لفهم المعنى وراء الكلمة حتى لا نقع في سوء الفهم.
      ٦_أن الصحبة الروحية ضرورية لتسمع جيداً عالم الروح.
      ٧_الحمد سر الدين فهو دليل ثقة العبد بالرب.
      ٨_الصبر ليس ضغط نفسي ينفجر عنه بركان،بل هو ثقة بجمال الخالق و حكمة صنيعه،و المتناقضات ميزان و طريق لمعرفة الحقائق.
      ٩_لكل منا فعل أصيل هو بمثابة صلاة لله،الله يعرف ذلك الفعل الأصيل جيداً و نحن نتقرب إلى الله به.
      ١٠_١١_١٢_لا يهم المكان و الزمن الذي أنت فيه ما دمت تعي أنها رحلة ذاتية داخلية نحو التغير،فإنك ستتجاوز مصاعب المكان و الزمان لما هو أبعد و أجمل،ثق بنتيجة سعيك.
      ١٣_المعلم الحقيقي قريب منك و يفهمك و يمنح الدواء بغير ضجيج،و الحياة معه نور ينفد للقلب،يعني كسيدنا يوسف بن المسيح_عليه الصلاة و السلام_.
      ١٤_١٥_التسليم هو مفتاح الشفاء و صانع المعجزات.
      ١٦_١٧_المحبة تطبيق عملي و ليس كلام و أشعار و من يصُدق في حب خلق الله يطُهر و يعرف الله ،و لا سبيل لمعرفة حقة بغير حب لأنك تحيطها بكل جوانبها.
      ١٨_١٩_اجعل من حولك وسائل للتعرف على أسوء مافيك و أجمل ما فيك ثم إيقن أنك قادر على أن تتصالح مع نفسك و تهبها حب و تقدير يوصلها إلى الله.
      ٢٠_الانسان مخير و باختياره يكون فيما يليه مسير في سلسلة من التخييرات و التسييرات.
      ٢١_٢٢_كل البشر ترغب بمعرفة الله على اختلاف طبائعهم لذلك عليك أن تملك القدرة على جذب القلوب باللين و البصيرة،لا بفرض الافكار و القناعات عليهم.
      ٢٣_٢٤_تصرف بتسامح و انفض عبار الدنيا عن قلبك ،لتنال معرفة جوهرك الإلهي سريعاً و قبل فوات الأوان،و تبارك إيام عمرك بتلك المعرفة.
      • رد
      • مشاركة
      Jameela Mohamed Rabie
      _و من خلال الرؤيتين،رؤيا شمس لجلال الدين،و رؤيا جلال الدين لشمس،تشعر بعمق هذه العلاقة الروحية بين الطرفين،لم يكن ينقص شمس التبريزي إلا روح طاهرة يحبها و يعطيها أعز ما يملك بغير توقف،و كانت حياة جلال الدين زخم بلا روح حتى عرف شمس و وجد الروح،و لنا أن نتخيل شمس الذي وجد مرآة صافية و إناء نظيف يسكب روحه فيه فيعرف حقيقة صورته من خلال المرآة و يعرف قدره من خلال الإناء،و لنا أن نتخيل جلال الدين و هو يجد روحاً و نوراً يدفئ و ينير كيانه،و لنا أن نتخيل مدى الصدق و الشفافية في هذه العلاقة و لنا أن نتخيل حجم الحزن الذي شعر به الاثنين عندما فُرق بينهما،مع ذلك ترك شمس لجلال الدين شمعة،هي شمعة العلم المحفور بقلبه و وجدانه،و غاب الحبيب ببديع حضوره الساحر،ليقول لنا هذا المشهد أن العلم يجعل الحياة ممكنة و بسيطة و لكن الحبيب هو من يعطي وهجاً للحياة.
      _و توحي قصتهما إلى أن الصحبة الروحية الواعية هي بمثابة التكامل و هي سبيل ليظهر الإنسان أعمق مالديه من طبيعته الأنسانية اللطيفة و السامية بغير توقف و بتدفق رقيق،و كله بتدبير جليل و جميل من الله.
      و كما توحي بأُسس الصحبة،أي أهم ما يجب أن تقوم عليه الصحبة،و من هذه الأُسس الصفاء في العلاقة و الشفافية و العطاء الواعي و الفهم،و الأهم الرغبة في الصحبة و معرفة أهمية الصحبة،
      • رد
      • مشاركة
      ~(و في الطور الأخير تكون النفس النقية و يصبح الإنسان الكامل و هي حالة مجهولة لا أحد يتكلم عنها حتى من وصل لها)و يقول المهدي الحبيب_عليه الصلاة و السلام_"ولي سر بربي لا يعلمه الملائكة"فإذا كان حتى الملائكة لا تعرفه فكيف يمكنه أن يصل إلينا،و لكني أحاول أن أفهم هذا الطور الأخير من خلال محمد و المهدي و يوسف_عليهم الصلاة و السلام_فأقول إنه خلاصة كل ما سبق و ذلك بسر مخفي لا نعلمه،هو خلاصة كل الأطوار لكن بحالة أكثر أو بدرجة أكثر تركيز و كثافة و صفاء و نقاء،أي أن الإنسان الكامل يلوم نفسه فيستغفر ربه بغير ذنب اقترفه،كقول يوسف الصادق البريء-عليه السلام-(وما أبرئ نفسي أن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربي)،و يكون ملهم بغير تكلف و لا تصنع و بغير تعنت و لغاية حددها الله مسبقاً لا هو من حددها.
      و يكون مطمئناً لا لحكمته بل مطمئن لحكمة الله و يقينه بمعية الله له،و يكون راضي لأنه أعطي ما لم يطلب فيكون أقرب للحمد و الشكر من الرضا الجاف،و مرضي برضا ذاتي من الله كأن تقول أنه يشعر لا حول له و لا قوة بعطاء الله،و كل ذلك مجموع في نفسه متكامل بتركيز دقيق نقي بغير تكلف و لا مشقة و بغير تردد و لا شك مع أنه قد يبدو في كلامهم في بعض الإحيان غير ذلك فلا يكون ذلك من باب التناقض بلا من باب الكمال،يعني ممكن لأي أنسان في أي طور كان أن يجد شيئاً يمُسه في كلامهم و تعاليمهم.
      _إن هذه المقامات أو الاطوار السبعة على طريق الحقيقة تُفهمك إيها الانسان أن الله مهتم بقلبك و أنه يريدك خالصاً طاهراً،و هذا يجعل الطريق سهل ممتنع،أي أن بالأخلاص ممكن تجاوز كل العقبات و كذلك ممكن أن تغتر في مرحلة ما و تنسى أن الله مهتم بقلبك و تفقد البوصلة.
      _و أوحت لي شخصية شمس التبريزي النبي أن العلم الروحي الحقيقي ليس ثقيلاً على صاحبه،رغم أنه يرتكز على علوم و قوانين ثابتة في أقواله إلا أنه خفيف كريشة،ليس به ثقل العلماء.
      • رد
      • مشاركة
      Jameela Mohamed Rabie
      _الأطوار السبعة للوحدانية
      ~الطور الأول و هو النفس الأمارة؛يقول شمس النبي:( أنه أكثر الأطوار بدائية و أنتشاراً)منذ القدم و حتى اليوم لا زال الناس تُسيرهم نفوسهم الأمارة و يضعون اللوم على الناس و على الدنيا و على الله في سوء أحوالهم،يريدون من الدنيا ما يشتهون فيها،و لكنها في يداي الله يعطي من يشاء و يحرم من يشاء،و كله بميزان،ميزان الله،و لكنهم بلا ميزان و بلا وجدان،لذا هم ساخطون طامعون،و من تتكرر على رأسه دقات الأحداث و الخطوب يستفيق ليلوم نفسه فيجد نفس في الطور الثاني~النفس اللوامة:ووصفها هنا وصف جميل دقيق( أنها عكس الطور الأول حتى تصل احياناً لدرجة محو الذات و بذلك يبدأ الرحلة نحو النقاء الداخلي)و هنا تكون النفس أكثر حرص على حالة الوعي لذلك تمحو ذاتها في سبيل الطهارة و الحقيقة،و سنجد فيما بعد أن أقوال شمس النبي المقتبسة عنه تؤكد قناعاته عن هذا الأطوار السبعة،فمن يفهم هذا الأطوار كما لخصت هنا تماماً يفهم أقواله جميعها،و أنها مبنية على علم،و أكمل حديثي في النفس اللوامة و هذه النقلة العنيفة هي نقلة من المادة إلى الروح و من الظاهر إلى الباطن نقلاً إجباري و أختياري،أي أنها تنقل النفس باللوم جبراً و بالوعي و الأرادة أختياراً.ثم...
      ~النفس الملهمة:و هذا الطور هو حب المعرفة اي أنه الفلسفة و التطلع لأبواب العلوم و الإلهام،فيجد الإنسان فيه حياة لذيذة مفعمة بالمشاعر و الانفعالات و الأفكار الخلاقة المبهجة،و نجد كثير من الآدباء المسلمين و بعض علماء الفقه في هذا الطور،فرغم جمال هذا الطور فإنه يبدو أرض صلبة مريحة إلا إنه فيه كثير من المتناقضات الحسية و بعض حالات الانفعالات المفاجئة و الغير مطمئنة مما يستدعي البعض ليكملوا طلباً للأعلى و البعض الأخر يجد المبررات لهذا الانفعالات المفاجئة،ثم...
      ~النفس المطمئنة:و التي أدركت سبب الانفعال المفاجئ و صار العالم عندما يستلزم الحكمة في الفهم و القول و الفعل و الشعور،ثم...
      ~وادي الوحدة أو النفس الراضية:و هو حال الرضا التام و الذي يأخذ تلك النفس الراضية لكل قول و فعل و شعور جميل نقي لتصبح~النفس المرضية:و التي رضي الله عنها و جعل البركة في حركاتها و سكناتها فذلك الإنسان يعتبر نفسه تيار ناقل للنور و الطاقة و في هذا الطور يقول شمس التبريزي النبي:(حيث يصبح الإنسان مشكاة للإنسانية).
      • رد
      • مشاركة
      Jameela Mohamed Rabie
      _لكن لماذا كان يطلب شمس التبريزي النبي من يورثه العلم الذي بحوزته،و لما فعل ذلك من قبل سيدنا زكريا_عليه السلام_فيقول الله في بداية سورة مريم بعد بسم الله الرحمن الرحيم،كٓهيعٓصٓ (٢) ذِكۡرُ رَحۡمَتِ رَبِّكَ عَبۡدَهُۥ زَكَرِيَّآ (٣) إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥ نِدَآءً خَفِيّٗا (٤) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ ٱلۡعَظۡمُ مِنِّي وَٱشۡتَعَلَ ٱلرَّأۡسُ شَيۡبٗا وَلَمۡ أَكُنۢ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّٗا (٥) وَإِنِّي خِفۡتُ ٱلۡمَوَٰلِيَ مِن وَرَآءِي وَكَانَتِ ٱمۡرَأَتِي عَاقِرٗا فَهَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّٗا (٦) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنۡ ءَالِ يَعۡقُوبَۖ وَٱجۡعَلۡهُ رَبِّ رَضِيّٗا (٧)لما وريث العلم مهم لدى الأنبياء،أنه ليقلق على ضياع العلم بغير وارث،كما يحزن الأب على ضياع ماله إذا لم يكن له وريث،و ربما أشد،(و أجعله ربي رضيا)و الرضيا هو البالغ الطور الخامس من أطوار الوحدنية السبعة بحسب تفصيل شمس التبريزي النبي، أي أنه كان يطلب من ربه تلميذ لديه الاستعداد و القبول و القابلية للتلقي و الترقي،فهل كان جلال الدين الرومي رضيا،أم الكشف المتكرر أربعين ليلة جعله رضيا؟
      • رد
      • مشاركة
      Jameela Mohamed Rabie
      تعليق من القلب ذو فائدة لي و لمن يقرأه:
      الولي و المحدث شمس التبريزي النبي:
      بسم الله الرحمن الرحيم..
      الحمدلله،الحمدلله وحده،الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد....
      بداية أحببت التطابق الموجود بين كلام شمس و المهدي و يوسف_ عليهم الصلاة و السلام_لأن هذا التطابق يدل على أن للحقيقة طريق و هو معروف لدى العارفين،أي أن الله لم يترك الانسان سدى و أن النجاة ممكنة،و أن للحياة طعم و شكل و ليست عدم و غبث،أن اتفاق أنبياء عهد محمد_ عليهم الصلاة و السلام_على وجود طريق و تشابه الوصف لذلك الطريق ليبعث الأمل في قلوب التائهين و اليائسين،و كم يوحي هذا الطريق بالطهر و النقاء و لشد ما يجذب قلوب العباد،لذلك كان التبريزي في رحالاته يلتقي مع الناس في نقطة بيّنة و مضيئة،نقطة يلتقي فيها الشوق للمجهول بالعارف المجهول،و كم مرة ألتقيت في تلك النقطة مع يوسف و المهدي_ عليهما الصلاة و السلام_ ؟!
      و مما أوحى لي هذا المقال؛الغاية،كل ما تفعله إيها الانسان مرتبط بغايتك،و يقولون الغاية تبرر الوسيلة،و لكلاً وسائله بحسب غايته،فلو عرفت إيها الإنسان غاية وجودك تيسر لك فهم كثير من المعضلات و العُقد و كثير من التشريعات و لكنت أكثر حكمة و عصمة من الزلل،لكن لو ظننت أن الغاية من وجودك الغرق في بحر الدنيا فكم ستتوه و كم ستربكك الأديان.
      _يقول شمس النبي:"عندما كنت طفلاً رأيتُ الله , رأيتُ الملائكة , رأيتُ أسرار العالمين العلوي و السفلي . ظننتُ أنّ جميع الرجال رأوا ما رأيته . لكنّي سرعان ما أدركتُ أنهم لم يروا"سرعان ما أدرك أنهم لم يروا لأن أعمالهم تدل على أنهم لم يروا شيئا مما رأى،أن تصرف الانسان الجهول على الدوام يدل أنه لم يرى الله و لم يرى الملائكة و لم يرى أسرار العالمين.
        • يوسف بحر الرؤيا
          كاتب
          مسؤول
          أسماء : - تعليق على الأطوار السبعة للوحدانية :
          نرى من خلال الأطوار السبعة أن الإنسان مع البعث النبوي و تلقي الوحي و الوصال العرفان الإلهي ينتقل من كونه إنسان بصفات الحيوان البدائي ليُصبح إنسان رباني بطبائعه و صفاته و هذا لا يحدث في ليلة و ضحاها ، يكون بالتدريج و قد أوضحها الولي شمس الدين بجلال جميل لطيف ليتلقاها من أراد و سعى ، في الطور الأول تسيطر النفس الأمارة على نفس الإنسان فتراه يلهث وراء منافعه بشتى الطرق ، و يمكن وصف هذا كما يقال بغريزة حفظ الذات و البقاء عليها ، كثير من البشر و إن تطورت الأساليب الحضارية المعيشية يبقون في هذا الطور الحيواني لا يرون إلا المساعي الدنيوية و الترقي فيها و ينشغلون طيلة الوقت في تحقيق ذلك و إشباع ما تصبو إليه نفوسهم ، فلا يجدون الوقت للتفكير العميق الواهب للبصيرة الحقة و التفكر فيما هي الغاية من وراءه .
          و في الطور الثاني يأتي عندما يشعر الإنسان البدائي بالضيق الذي ينخر قلبه و يأسر روحه فينال منه اليأس و الإكتئاب فيشعر أنه ميتٌ و هو حي يتنفس ، حينها يبدأ بالإبتعاد رويداً رويداً بالنظر لما حوله و لنفسه و يبدأ البحث عن الباب الذي به سيكسر قيد العبودية الذي يعيش فيه ، فتبدأ به النفس اللوامة التي توقظ فيه العتاب و اللوم على ما يقوم به بنفسه لنفسه و يكف عن لوم الآخرين أو الظروف أو البيئة بما وصلت به حاله ، و ثم يسعى لإصلاح ما أفسدته يداه في قلبه حتى يُبدد الغمام عنه و يصفو شيئاً فشيئاً ليصل للنقاء الداخلي الذي به سيرى بدايات بزوغ الفجر فيه و بالمضي في ذلك يدخل في الطور الثالث و هي النفس الملهمة و بها تبدأ براعم خضراء تنمو على عروق قلبه فتناله رحمة الله و وصاله فيتذوق معنى حُب الله و يستقي من نبع عرفانه أكثر فأكثر و أعمق فأعمق و أنقى فأنقى و هذا يحتاج للمثابرة و مواصلة المضي دون كلل و ملل ، فيرى الله في كل ما يراه في الكون ، يزداد خشوعه و تأمله و تفكره و يكون في حُب الله و يرى ما يراه من خلال عين حُب الله ، تُصبح مرآة قلبه نقية تعكس أكثر صفات الله عليها فيتزكى و يتطهر و يصبح كأنه شخص آخر بنور على وجهه يتلألأ و قلب مُحب متواضع سمح عطوف ، و عندما قال الولي شمس الدين : "مع أن الطور الثالث يبدو جميلاً ومباركاً، فإنه بمثابة شرك للشخص الذي يتطلع إلى بلوغ درجة أعلى" هذا الحال قد يُصيب أي شخص إن أشاح عنه هالة التواضع فأصابه من الكِبر و الإعتزاز بالمرتبة التي وصل إليها و يسعى للتي بعدها بأن ما ناله من علو هو من نفسه ، قد يؤدي هذا إلى سقوط عنيف له من مدارج الروح ، فيدخل فيه إلهام من نفسه و ليس بإلهام حق ، يفهم كيفما يشاء ، و قد رأينا أمثلة كثيرة على ذلك مراراً و تكراراً عبر الزمان ، و الذي يمضي و يتخطى العقبات يصل للطور الرابع و هو النفس المطمئنة التي تنال من الحكمة الفيض الكبير ، فيكون المرء في حالة من الرضا الدائم فلا يشوب قلبه غرور و لا كراهية و لا حقد و لا أي شعور من المشاعر النفس السفلية التي تُجذب بالجذبات الأرضية و تحرمه من الجذبات السماوية الروحية ، و قد ينزلق أي مرء من أي طور لو تملكته إحدى هذه الصفات للنفس السفلية ، لذلك يجب أن يُجدد المرء من أوصال صفاته العلوية الحميدة مراراً ، و أن يصل المرء لهذا الطور و البقاء فيه أصعب من السابق ، لذلك الإيمان هو السهل الصعب ، و الذي يمضي قُدماً مثابراً ساعياً يصل للطور الخامس و وصفه الولي شمس الدين بوادي الوحدة و فيه النفس الراضية التي لا يهمها أي وضع يضعها الله فيه و لا يرى الدنيا بعين العطشان بل تراه كأنه يفرح بكٍسرة خبز كأنها عجل حنيذ ، و هذا الطور كما أنه صعب المنال فإنه سهل خسارته و صعب الحفاظ عليه ، و ثم يأتي الطور السادس تكون النفس المرضية ، يمتلكه حُب الله تماماً فيسعى لإعطاء الخير كأنه خيره هو ، و لا ينتظر المقابل ، بل يرى سعادة من أمامه هي سعادته ، و حزن من أمامه من حزنه ، و تراه لا يحزن من أي قول أو فعل ، و يُبادر دائماً بالخير و لا يعرف كيف يؤذي أحد و لا الإنتقام و يعفو دوماً و إن كان ذو مقدرة على رد السوء ، فيكون في خدمة الله من خلال خدمة الآخرين ، و في الطور السابع الأخير كما وصفها الولي شمس الدين هي النفس النقية و المرء بها يصبح الإنسان الكامل و علمنا سيدنا يوسف بن المسيح -عليهما الصلوات الله و سلامه- أثناء تفسير سورة الإنسان بأن الإنسان الكامل هو النبي محمد ﷺ ، إذاً هذه المرتبة هي خاصة بالأنبياء الذين هم أصحاب القلوب النقية التقية في أعلى المراتب من القرب و الوصال الإلهي و تتجلى في كلماتهم و صدقهم المعهود و نحن معشر الأتباع من الشاهدين على ذلك .
          إن الله الحبيب هو المُربي لنا و هو الحاني الأول علينا فيهتم لأمرنا و يكترث بأدق تفاصيلنا و هو ليس صامت و لا يُشيح وجهه الكريم عنا ، بل هو القريب الحبيب ، فهذه الأطوار السبعة التي نال معرفتها الولي شمس الدين هي من رحمات الله و ألطافه لنا نحن معشر المحبين لذاته جَلَّ عُلاه ، فنحمده على بعث أولياءه و أنبيائه و على وصله و ووحيه و استجاباته لدعاءنا و لاستخاراتنا ، نحمد الله عليه لأنه هو الحمد كله .
          • رد
          • مشاركة
          الجمعة، 22 مايو 2020
          قد جئتَ باليقين ..... قد جئتَ باليقين .
          قد جئتَ باليقين ..... قد جئتَ باليقين .
          :::::::::::::::::::::::::::::::::::::
          يافخر الجرّاحين ومخيف الجبارين
          قد جئتَ باليقين قد جِئتَ باليقين
          هذه الأبيات في الكشف المقدس سمعتُ الملائكة ترددها بلحن جميل لذيذ ليس من هذا العالم .
          سمعتُها كأنها كورال جماعي يخاطبونني به وكانت أم المؤمنين أسماء تقود الكورال وهي تدور حول نفسها مرددة كلماته وكنت في طريق عودتي للمنزل والذي بشرني بتلك الصفات صفة بدوي أبو المكارم .
          يوسف بن المسيح , مصر . ٢٠٢٠/٥/٢٢
          وكان المشهد الجميل هذا في صالة كبيرة بإحدى المستشفيات بجوار سكن الأطباء الذي كنت أجلسُ فيه ورأيتُ مشاهد قبل هذا المشهد عن أن كثيرا من المشاهير قد أصابهم الله بالكورونا وأن النظام في وزارة الصحة المصرية لا يستطيع التعامل الجيد مع تلك الحالات وكنتُ آخذ حذري كي لا تصيبني العدوى والحمد لله رب العالمين .
          يوسف بن المسيح , مصر . ٢٠٢٠/٥/٢٢
          ==========================
          القرآن أغنية خرجت من الوعر في جبال السروات و كل نبي يأتي بأغنية إلهية ملائكية يرددها جموع المؤمنين
          بدوي اي الباديء البسيط
          أبو المكارم أي ابو الصفات الحسنة و مكارم الاخلاق
          الصالة الكبيرة : اي الوحي الإلهي و الوصال به
          و كانت أم المؤمنين أسماء تلبس بلوزة بيضاء أو حمراء و جيبة سوداء و كانت رفيعة و شعرها مكشوف و كانت تقود الكورال و تغني تلك الأبيات مع الملائكة و هي تدور كالمولويين الصوفيين
          .
          لقد شعرت بعد سماعي تلك الأغنية الإلهية الملائكية أنّ عقلي تم عمل ( restart ) ريستارت له أي أشعر بصفاء التفكير و كنت في حالة لذة و نشوة عظيمة جدا جدا .
          و انا اعرف تلك اللذة الروحية بعد الوحي فقد جربتها كثيرا بفضل الله تعالى .
          يوسف بن المسيح , مصر 22\5\2020
          • رد
          • مشاركة
          حازم : هذه بمناسبة اليقين ، هذه الملاحظة ترددت في ادراجها ضمن الصور المقتبسة من الملجد الاول . ولكن المناسبة والمشيئة ارادت ان تندرج ضمن الملاحظات ، يقول الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام: لقد جئت ليزداد الناس يقينا .
          خادم يوسف
          والله لم نشعر باليقين الا بالمسيح الموعود ويوسف بن المسيح عليهما الصلاة والسلام ، فمن اراد اليقين فليركب السفينة ، سفينة النجاة.
          • رد
          • مشاركة
          أسماء : - تعليق على فلسفة رقصة سما :
          هي تُعبر عن الحالة الروحانية التي يستشعرها الدرويش الصوفي ، فإنه بها يُعبر عن شعوره الكامن في حُب حضرة الله و خشوعه و خضوعه له ، و كذلك كأنه يجتذب السماء إليه كما تجذبه هي إليه ، فكأنه الأرض العطشة و السماء هي غيثه الراوي له ، فرقصة سما هي الحُب في التعبير و هي الرجاء في المزيد من الوصال و الإرتقاء ، تكون في طواف في عكس عقارب الساعة كما أي حركة في الكون ، و حركة اليدين تُعبر عن العلاقة ما بين الطالب و المطلوب الذي يسعى لليُمن من الله برفع راحة يده اليمنى و توجيه راحة اليد اليسرى للأرض كأنه يكف بها عن جذباتها المتعبة ، فاليد اليُمنى تعبر عن الجذابات الروحية و اليد اليسرى تعبر عن الجذابات الأرضية فالمرء هو بينهما يسعى ليوفق بينهما بطهارة قلبه ، أما ما يرتديه الدرويش أثناء رقصته الروحية فهي اللباس الأبيض كأنه يسعى لفطرته البيضاء السليمة النقية و كذلك تعبر عن كفن الموت فهو كالعدم في حُب الله و هو كالميت أمام فتنة الدنيا ، هو النور كنور القمر الأبيض ، بدورانه يُصبح كأنه حلقة بيضاء كأنه النرجس الأبيض فينشر من حوله رحيق حُبه و عبق وصاله ، فهو لما أن نال حُب الله و عرفانه فأصبح كوناً بذاته مضيئاً وسط الظلمة و يجتذب إليه القلوب و العيون الحائرة السائلة و المشتاقة و المُحبة لتصبح كواكباً و ثم نجوماً و ثم أقماراً و شموساً ساطعة في سماء الله حتى تشدو هي بنفسها لتكون كوناً بذاتها لغيرها من العيون و القلوب و هكذا ، لنكون أكواناً منيرة في ملكوت الله ، أن نكون مرآة الله لغيرنا فنكون رسالته إليهم و كُلٌ حسب قدرته و سعته ، و نحن لن نكون كذلك من غير الإتباع المخلص الصادق للأنبياء أنوار الله الأبدية ، و المؤمن هو الصوفي الحق ، و لا يكون المرء مؤمناً إلا إذا كان صوفياً ، و التصوف هو العرفان الإلهي ، و كنتُ قد عبرتُ عن ذلك لسيدي نبي الله الحبيب يوسف بن المسيح ﷺ بأنه لا يمكن لأحد أن يقبل المسيح الموعود غلام أحمد ﷺ و يقبل كلامه و تعاليمه و منهجه إلا إذا كان فيه من التصوف لمسات ، لذلك رفضه المشايخ الفاقدين لنعمة العرفان الإلهي ، و لكن نبي الله يوسف بن المسيح لم يكن متصوفاً بل كان سلفياً و أتعجب كيف أنه حاضن للمسيح الموعود و يدركه و يفهم كل ما يقوله من غير أن يقرأ له في كثير من الأحيان ، تراه يقول ما يقول المسيح الموعود من غير أن يقرأ ذلك له سابقاً ، عبرتُ ليوسف الثاني الحبيب عن ذلك و قلتُ هذه في ذاتها آية على صدقك بأنك تحمل في جوفك لُب التصوف كله من غير أن تقرأ عنه سابقاً و من غير أن تعرف شيء عن كتب التصوف أو أئمة التصوف !!! ، و أنت الوحيد فقط الذي يعرف و يفهم المسيح الموعود ، و هذا ما رأيته بعد إيماني بالمسيح الموعود بفترة قصيرة أنني رأيتُ المسيح الموعود بهيئة رجل آخر في بهاء و جمال و جلال و سعادة و ثم لما أن عرفت يوسف بن المسيح حتى أدركت أنه هو الذي رأيته في الرؤيا ، فكان المسيح الموعود في يوسف و يوسف في المسيح الموعود ، هما واحد ، و هذه الرؤيا دليل على صدقهما و إني لأحبها حُباً عظيماً و أحمد الله عليها و على ما فيها من تفاصيل فهي إستجابة لدعائي بروح زكية و قد أتتني بهما معاً ، و قد قال لي نبي الله الحبيب أنه لما أن قرأ كلام الولي شمس الدين فإنه وجد كلامهما متطابق من غير أن يعرف كلام شمس الدين سابقاً ، و هذه الدقائق في كلام يوسف الموعود هي حياة لمن يبصر و يفهم و يتأمل
           
           

           
           

           يوسف بحر الرؤيا
          كاتب
          مسؤول
          أسماء : * تعليق على قواعد العشق الأربعون :
          - القاعدة الأولى :
          طبيعة الإنسان أن يصبغ كل شيء بنظرته الخاصة و بسلوكه و بيئته ، حتى مفهومه و نظرته لله ، لكن الله يريد أن يتصبغ العبد به و يتطبع بصفاته فيكون مرآة لله حتى ينال الراحة و الطمأنينة و النجاة ، و الحُب هو الدرب لتحقيق ذلك ، فمن أحب الله و أخلص في حُبه فسيرى كل شيء بعين الله ، و على ذلك فليُحسن العبد الظن بالله فيكون في محل حُسن ظنه .
          - القاعدة الثانية :
          لما أن يتغلب المرء على الطور البدائي الذي فيه فإنه سيرى نفسه من منظور جديد ، سيرى الأمور بشكل مختلف ، أكثر عمقاً و حكمة ، و سيعرف نفسه أكثر و يسير بها في درب معرفة الحقيقة خطوة خطوة و إن تعثرا يُكملان المسير ، فالذي يتعرف على ذاته و ماهيته و الغاية من وجوده فإنه بالتأكيد سيرى الله فيه و أنه هو جزء منه .
          - القاعدة الثالثة :
          الذي يغمره حُب الله و يتطلع لوصاله و يتلهف إليه مشتاقاً ، فإنك تراه يسبح في الكون يُلقي السلام و التحية على كل ركن فيه و كل وردة وغصن و قطرة ماء ، لا يترك شيء فيه يلامس عينه إلا لامس قلبه و وجدانه ، فتراه كثير التأمل و التفكر في الكون ، تراه يبحث عن الله في عروق يده كما في عروق ورقة شجر ، تراه يرى الله في كل شيء ، فيمتليء بالطمأنينة و السلام الداخلي الذي لا يشعر المرء به إلا من خلال الله ، و يتلذذ بإشارات الله إليه هنا و هناك بأنه معه قريب ، و لا يكون ذلك إلا بالتجربة .
          - القاعدة الرابعة :
          الفكر يربط البشر في عُقد لذلك كسرها صعب و هذا هو الحال مع الموروث الرث فإن كسره في عقول الناس صعب و يطول وقت ذلك ، أما الذي يسلك درب الحُب في معرفة الله و اليقين فإنه بذلك يُذيب عُقد الفكر و يُحللها و يُفصلها و يُغربلها ليصل إلى النتيجة المبتغاة ، و جميل وصف الولي الحبيب شمس الدين : "الكنوز تتوارى بين الأنقاض، والقلب الكسير يخبيء كنوزًا" لعظمة الحُب بأنه في كل الحالات يُعطي خيراً لكن لمن يدرك السر و الحكمة و الخفايا الدفينة الملئى بالخير ، فهو معطاء لأنه من رب مُحب معطاء .
          • رد
          • مشاركة
          أسماء : - القاعدة الخامسة :
          إن الله لا ينظر لصورنا بل ينظر إلى قلوبنا ، فليس المغزى أن ترى و تفهم الظاهر فقط بل أن ترى و تُبصر الباطن ، و الحُب يجمع القلوب بلغة العرفان و معرفة الله و قربه و وصاله و هي لا تحدد بأبجدية معينة و هي معزوفة كونية جميلة رقراقة تتدفق بين القلوب و للقلوب ، المهم أن تُحسن الظن بأقوال و أفعال من أمامك و تضع المعاذير للبشر فلا تعلم ما تُخفي الصدور من نوايا ، افعل ما تُحب أن يُفعل لك ، احسن الظن ليُحسن الظن فيك و هكذا .
          - القاعدة السادسة :
          الوحدة تجلب الحزن لإفتقار المرء للرفقة ، أما الخلوة فهي تجلب السكون و الطمأنينة لأنها قد تكون خلوة بين الرفقة ، أن تختلي بنفسك و أنت وسط أحباءك ، الخلوة قد تكون داخلية و قد تكون بمعزل عن الناس و قد تكون خلوة مع رفاق صلحاء ، و الخلوة وسيلة للترقي و التفكر و التعبد ، أما الوحدة فهي أن تكون في ذاتك و بأفكارك فلا يوجهك أو ينصحك أحد و هذا قد يؤدي لاضمحلال في النفس و الروح قد تدركه أو لا .
          - القاعدة السابعة :
          لا تقنط من رحمة الله ، و الحمد يكون في السراء و الضراء ، و عسى أن تحبوا شيئاً و هو شرٌ لكم و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خيرٌ لكم ، لا يعرف المرء أين يضع الله له خيره و بأي وجه و شكل ، و ما بعد العسر إلا اليُسرى ، فعلينا الرضا بكل الأحوال بيقين تام أن الله يُسير الخير لنا وفق حكمته القديرة .
          • رد
          • مشاركة
          أسماء : - القاعدة الثامنة :
          ما بعد الصبر إلا الفرج و الفتوح ، الثقة بالله و التوكل عليه لأنه الحكيم العليم الذي يعلم كل نفس و كيف الخير لها ، و كل نفس تختلف عن الأخرى في سبل خيرها و ميقاتها ، فالنور دوماً ينبثق من وسط الظلام و إن كان يعلم بأنه سيبتلعه الظلام مرة أخرى فإنه سينبثق بلا شك .
          - القاعدة التاسعة :
          و قد رأينا النتيجة السيئة لجعل الطقوس و المناسك فوق الجوهر الأساسي للشريعة ، فتصبح الطقوس ظاهرية عبارة عن روتين يومي بلا روح و بلا وقع نافع مؤثر على النفس ، فجوهر الإيمان يكمن في طهارة القلب و صفاءه ، و لكل واحد طريقته في التعبير عن حُبه لله و تعبده ، ليس الهدف من الدين جعل الناس نسخ متماثلة ، فكما لكل مرء شخصيته كذلك لكل مرء بصمته الخاصة في علاقته من الله الحبيب ، و الله يُحب عباده كيفما حدثوه و بأي لغة كانت و بأي لون و شكل و صوت ، ينظر للقلوب و صفاء النوايا لا ينظر للصور البشرية ، لو فعلنا مثل الله في تعاملاتنا مع بعضنا لاختفت كثير من الشرور .
          - القاعدة العاشرة :
          البداية دائماً تكمن في داخل المرء و قلبه ، فإن أصلح داخله و زكاه و طهره من الصفات السيئة و هيأه لاستقبال النور و الخير و دعمه بحُسن الظن و سؤال الله بنية صافية ، فإنه بذلك لا يهتم في أي اتجاه أو في أي بلد أو في أي شخص سيجد عنده نور الهدى ، لو أن المسلمين يفهمون هذا المبدأ البسيط العميق لاتبعوا المسيح الموعود غلام أحمد دون أي غرور أو ريبة
          • رد
          • مشاركة
          أسماء : - القاعدة الحادية عشر و الثانية عشر :
          إن درب البحث عن الحقيقة ليس سهلاً فهو يحتاج للصبر و المثابرة على المُضي و يتخلل ذلك القلق و الخوف من تخطي بعض العقبات و كسرها و يصحب ذلك الألم إما الناتج عن الواقع المرير الذي نكتشفه بعدما ننظر إليه من بعيد و إما من لذعات الناس في محاولتك للسؤال و البحث ، و الشوق دائماً يلازمه الألم حتى يلتئم باللقاء و الوفاق ، و ليس كل ألم سييء ، فكثيراً ما يكون بعد الألم و الإبتلاء راحة و خير ، فحتى تصل لغايتك فيجب أن لا تتوقع أن الدرب لها سالك و سهل ، و إن رأيته كذلك فعليك أن تقف و تفكر جيداً هل هو الدرب الصحيح ! ، لأن الطريق المستقيم دائماً فيه تدرجات للصعود و الترقي تحتاج للهمة و الصبر للصعود درجة درجة ، أما طريق الشيطان فدائماً هو شديد السهولة فهو إنزلاق سريع من سفح الجبل لقعر الوادي ، لكن الألم في الصعود ينتج عنه بعد ذلك راحة و سرور بأنك وصلت لليقين و الغاية المُثلى ، أما الألم الناتج عن الهبوط فهو أليم لئيم قاسي على القلب يُخرب كل الريعان فيه دون رحمة ، و طريق البحث عن الحقيقة في مراحله ينضج الباحث بالتدريج فتراه و كأنه كطينة الصلصال يتم تشكيلها من جديد و بشكل أفضل و أجمل ، و لا يمكن أن تجد باحث عن الحقيقة و في قلبه قسوة و سوء الظن بل تجد فيه من التسامح و القبول لآراء الآخرين دون تعصب ، فتجد فيه من الحُب أشياء ، و الباحث الحقيقي عن الله يكون كالمتلهف المشتاق المُحب للقاء محبوبه و يعتصر قلبه ألماً لهذا اللقاء و الوصال ، فهذا الألم يُمهد النفس لهذا الأمر ، أن تبحث عن إلهك هو الحُب و أن تسعى لتفهمه و تتصل به لهي الغاية من أنفاس النفوس ، و الذي يُغيره الحُب المصاحب و الناتج عن البحث عن حقيقة و معرفة لدن الله فإن ذلك يُغير المرء من الداخل فيصبح من الجواهر المتلألئة و ثم ينعكس ذلك على وجهه و سلوكه و حديثه فتراه فيه من الجمال ما يقع في قلبك بأنه نور ، ليس الجمال هو جمال الملامح و المظهر فكثير من الناس في قمة الجمال الخَلقي لكنك تشعر بالنفور منهم بسبب أن قلوبهم المُعتمة تنطبع على وجوههم ، أما أحباب الله و مُحبينه فهم الجمال خُلقاً فخَلقاً ، و كلما ازداد الألم في وصال حُب الله ازداد المرء عند وصوله حُباً و ثباتاً .
          - القاعدة الثالثة عشر :
          نحن معشر المحبين المسلمين الأحمديين اليوسفيين قد رأينا بالتجربة الخاصة من هو المعلم الحقيقي و كيف نبصره و نتحقق من صدقه و إخلاصه و عطفه و تواضعه و شفقته و كرمه ، عشنا التربية بين يد و قلب المسيح الموعود غلام أحمد و يوسف بن المسيح -عليهما الصلوات و السلام- و ذقنا أجمل تهذيب و عتاب و مواساة و تثبيت و تزكية ، و هو ظاهر للعيان لمن يرى ، فأتباعهما لهم رونق يُميز بين العالمين و عبق رحيق لا مثيل لحلاوته و شذى اللحن فيهم و لا يُسمع إلا فيهم فقط من بين صريخ و عويل و ضوضاء نفوس الناس المشتتة ، لم نرى في المسيح الموعود و لا بابنه الموعود يوسف الثاني أي كِبر و خيلاء و لا عُجب و لا قسوة و لا مجاملة لإرضاء من حولهم لينالوا منهم المنزلة أو المال ، بل ترى التواضع فيهم و الصدق و الوضوح في كلامهم و غاياتهم دون خوف و لا قلق من نقصان الأتباع و لا ينتظرون من أتباعهم أي تبعية مذلة من وراءها منفعة خاصة ، و تراهم كالأم الرؤوم يحزنون لحزن أتباعهم و يواسونهم بكل حُب و رأفة و يفرحون لفرحهم و يدعون لهم بالدموع الدافئة لله تعالى ، ترى فيهم ظاهرهم هو باطنهم ، تتعجب من أنهم كالأطفال من شدة شفافية قلوبهم و خلوها من أي سوء و كره و حسد و طمع مهما أصابتهم قسوة الخصوم و المعارضين الكارهين لهم ، هم جمال الله الأكمل في الأرض و نحن التلاميذ الأتباع لهم نسعى بما لدينا من عزم و قدرة أن نكون كالظل لهم فنتطبع بهم لأنهم هم مرآة الله في أكمل صورها ، و تراهم في قوة عظيمة عند قول الحق لا يهابون من أي سلطان و لا مِلة و لا حزب و لا فرقة ، هل يوجد مثل الأنبياء و الأولياء الصالحين معلمين؟؟!! ، الذين يصعدون على المنابر هؤلاء أتراهم معلمين أم مروضي وحوش آدمية!!! ، من عاش تجربة مع هؤلاء القساة يفهم جيداً جداً معنى المعلم الحقيقي الصادق حين يلامس روحه روحه و عينه عينه ، الحمد لله على أنبياء عهد محمد جميعهم الذين كانوا حلقات متتابعة متصلة من نبينا محمد ﷺ حتى نبي زماننا هذا يوسف بن المسيح ﷺ ، شكر الله سعيهم جميعاً و جزاهم عنا كل خير إلى يوم الدين ، آمين .
           
           
          Jameela Mohamed Rabie
          ماشاء الله،جزاكم الله خيراً يا يوسفيين تعليقاتكم فيها الروح و الصدق الجميل
           
           
          يوسف بحر الرؤيا
          كاتب
          مسؤول
          أسماء : - القاعدة الرابعة عشر :
          أن نقبل بالحال الذي نحن فيه لهو لُب رضا الله و التوكل عليه ، أن نسعى بقدر ما حُدد لنا و نقبل بما حُدد لنا و لا نتطلع لمن فوقنا حسداً و تأففاً و لا نتطلع لمن هم أقل منا كِبراً و استهزاءً ، فلا تعلم كيف و متى يتغير الحال من الأعلى للأدنى و من الأدنى للأعلى ، و كيف توزع الأرزاق ، دع هذه الأمور لله الأعلم و الأحكم بها منا نحن ، فهو يعرف ما يصلح لنا و في أي وقت ، فالذي تراه خيراً لك قد يكون هو الأسوء لك و الله حافظك فاحمده و توكل عليه ، و عش هذه اللحظة بحلوها و مُرها كأنك لن تعش بعدها لحظة أخرى ، ارتقب يوم تُسلم روحك لله و راقب ما تفعل و ما تقول و اتقِ الله في نفسك و في غيرك ، و لا تُهلك نفسك بالحسرة و الملامة على حالك الحالي ، كن متيقن إن وجهت كل كيانك لله بصدق و إخلاص و حُب فإنه لن يُضيعك أبداً فأنت محفوظ بعين عنايته .
          - القاعدة الخامسة عشر :
          ربنا الحبيب لم يخلقنا عبثاً فهو يكترث بنا كأننا أبناءه أحباءه و هو لا يُفرق بيننا فجميعنا نحمل في طياتنا مرآته المباركة النقية و جميعنا لدينا كل السبل و المفاتيح للوصول إليه و أن ننال من وصله و حُبه و قربه و خيره ، جميعاً متساوون في هذا الأمر عنده بالفرص للوصول لعتباته ، أما الأرزاق المادية الدنيوية فيها موزعة بالعدل و إن اختلفت في النمط و الشكل و النوع ، وهذا من حكمة الله و نفوض ذلك إليه ، فالله مكترث بك و يهتم بك و يعتني بك و يُحبك و يريد قربك كما تريد أنت ذلك ، فأعطاك الأدوات و المفاتيح لتلج إليه من شتى الأبواب فما عليك إلا ان تسعى و تسعى بكل إخلاص دون كلل و لا ملل لتكتمل مرآة الله فيك ، لم يترك الله عباده أبداً بل كثيرٌ منهم من فعلوا ذلك
          • رد
          • مشاركة
          أسماء : - القاعدة السادسة عشر :
          هذه بالنسبة لي من أحب قواعد الولي الحبيب شمس الدين عليه من الله كل السلام ، لأنها شفاء لمرض الناس و بلاءهم في هذه الدنيا ، لو أن الناس تعلموا و فهموا معنى الحُب الحق لتلاشت البغضاء و الشرور الكثيرة من قلوبهم و لأصبحوا إخواناً متحابين كالأغصان الخضراء المتجاورة المتلاحمة في الشجرة الربانية الواحدة المقدسة ، و قد قال نبينا محمد الحبيب ﷺ هذا العلاج : "لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه" في قول نبينا الكريم مبدأ أساسي شافي لمرض القلوب ، فأعلى و أعظم صفة هي الحُب و هي ملازمة للإيمان لأن الذي في قلبه الكره و الحقد لا يكون سَوِي الإيمان ، و الحُب هو الصفة العليا لأنها صعبة المنال و التحقيق و هي نعمة كبيرة لمن يتلقاها من غيره ، أن يكون المرء مُحباً صعباً كصعوبة الإيمان ، حتى تحظى بصفة الحُب و تكون مُحباً ثم محبوباً عليك أن تفني نفسك تماماً ، أن تكون ذاتك عدماً ، أن تكون الشجرة و النسيم معاً في توافق تام ، لطالما رأيتُ و فهمتُ أن الحُب هو أساس عرش صفات الله و هي لُبها و تربتها ، فلا تكون رحمة الله من غير حُب و لا حتى عقابه ، المؤمن مستحيل أن يكون من غير حُب صافٍ ، و الذي يُحب بمثل هذا الحُب الإلهي لا يعرف كيف يكره و تراه ينفر نفوراً مفزعاً من أي صفة تشاكس الحُب و تحاول إنزاله عن عرشه في قلب المؤمن ، فانعدام الحُب هو أساس الشرور كلها و أقبحها هو الكِبر الذي أعمى بصيرة إبليس فبثت فيه الكراهية و أنسته إيمانه فهوى في نار الحسد و الحقد و التكبر ، لذلك ما أحب على الشيطان إلا أن يُفرق بين المؤمنين و نجح حقاً فانظر للفرقة المخزية بين المسلمين و أحزابها ، انزع الحُب فلن ترى لا رحمة و لا عطف و لا شفقة و لا سلام و لا بر و لا أمانة و لا صدق و لا كرم ، تنعدم هذه الصفات فعلى ماذا يُبنى الإيمان في القلب؟؟؟؟!! على التعصب و الكراهية فماذا سينتج إذاً!!! هذا الدمار المخزي للأخلاق البشرية ، لا تقل لي أنك تُحب الله و أنت تحمل في طيات قلبك كراهية لبني جنسك أو حتى لحيوان أو حتى لأشواك جافة ، كيف تُحب الله و أنت تُعاير بني جنسك على ضعفهم و نقائصهم و عيوبهم و أشكالهم و ثقافاتهم و أديانهم؟؟؟؟!
          • رد
          • مشاركة
          أسماء : تابع القاعدة السادسة عشر : أن تُحب الله يعني أنك تفعل ما يفعله و تُحب ما يُحبه ، الله بريء من الكراهية و يُحب عباده الذين هم سيبقون ناقصين طيلة حياتهم و لن يعبدوا الله حق عبادته و بما يستحقه بشكل كامل تام طالما هم يمضون في السعي و التوبة دون كلل ، لكن الله لا يُعايرهم و لا يستهزيء من طريقة عبادة هذا له أو ذاك و لا يتأفف من صوت هذا أو ذاك بأن صوت دعاءه رخيم أو كلماته منمقة جداً أو بسيطة جداً ، أو بلغة ما ، الله لا يفعل هذا ، فكيف تفعل هذا و ثم تقول أنك تُحبه؟؟؟!! ، ثم إن نبينا الكريم لما قال : "لا يؤمن احدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه" ، قال الحُب و لم يقل "حتى يكره لأخيه ما يكرهه لنفسه" ، لأن الحُب شامل لكل الصفات فالذي يتصف بالحُب لن يفعل إلا ما يتصل به ، فكل صفات الخير هي حُب ، و الحُب هو الخير ، لذلك عندما أتأمل في هذا الأمر أجد صعوبة في وضع نفسي مع صفة الكراهية لأي إنسان حتى لو أذاني ، أشعر بأن النار ستلتهمني أنا ، كأن جهنم في قلبي ، فالكراهية لن تؤذي في النهاية إلا صاحبها فستولد الضيق و الغيرة و الحزن و البغضاء و النميمة و القسوة ، و هذا كله سيستهلك من طاقة المرء الكثير فتجده ينحدر شيئاً فشيئاً نحو الهاوية و نجمه المضيء يبدأ بالإنطفاء و تراه ينشغل بذلك عن ما هو مهم أي اخضراره الروحي و أن يعيش حياته بهدوء و التركيز على ما فيها من جمال ، و خذ على هذا المقياس الصفات الأخرى ، يا ليت الناس يفهمون أنك لن تُحب الله حقاً و يُحبك إلا إذا أحببت عباده بمنتهى النقاء و الشفافية ، و هذا ليس سهلاً لكن تذكر دوماً بأنك أيضاً مليء بالعيوب المختلفة كغيرك فلماذا تستحق أنت الحُب منهم؟؟! لا أحد كامل ، فكما تُحب الله الرحيم فعليك أن تُحب الله و هو شديد العقاب أيضاً ، عليك أن تُحب البشر بالنقصان الذي فيهم مع النصح و الصبر ، و هذا هو معنى التعايش و الألفة و التراحم ، و الحُب الأول هو لله و من خلال فناء قلبك بالحُب الإلهي ستشعر أن جميع البشر أمام عينيك سواسية كأنهم صفوف لهم نفس الطول و الهيئة ، لكن حُبك لله كأنه سحابة بيضاء جميلة و ينزل منها خيوط حريرية رقيقة دافئة فتربطك بأحباب الله و مُحبيه ، و كل حبيب لله له منزلته و مكانته عند الله فتجده كذلك في قلبك ، هذا معنى أن تُحب في الله و بالله و لله ، و لن تعرف كيف تُحب أي شخص فوق حُبك لله أو من غير خلال الله ، لأن حُب الناس إن زاد عن المحدد و المطلوب يصبح أمر مؤذي متعب لصاحب القلب و مُحبه ، و ستجد أن الله ينفر من قساة القلوب فستنفر منهم أيضاً لكن مع دعاء لطيف في قلبك بالهداية لهم ، ستشعر بحُبك الإلهي , أنك يترقرق قلبك لكل إنسان يمر أمامك و أنت لا تعرفه و أنت صامت و لا يدري عنك تُطيب خاطره بدعوة خير في ظهر الغيب و هو لا يدري و لن يدري عنها إلا إذا أراد الله ، أن تستغفر لمن تعلم و لمن لا تعلم ، أن تتوب كلما أخطأت دون توقف ، أن تفكر بالذي ازعجك أو ضايقك بشكل إيجابي ، أن تقهر شرارة الكره و الإساءة في داخلك بأن تدعو لهذا الشخص بالخير و تستغفر له و لنفسك ، حتى تنطفيء الشعلة شعلة الكراهية ، و إن أحرقت الشعلة شيئاً فلا تقنط من رحمة الله و غفرانه بل اسعَ دوماً لتكون أكثر قُرباً من الله الحبيب ، انظر للنفس التي فيك و اسألها أتستحقين الحُب؟؟ هيا بنا لها و بها و معها لنكون من الطوافين الحاملين لعرش الله في قلوبنا و نحن لها بإذن الله
           
           
          يوسف بحر الرؤيا
          كاتب
          مسؤول
          أسماء : - القاعدة السابعة عشر :
          يمكن تصنيف القذارة او الرذائل لنوعين ؛ الرذائل الجسدية التي تحدث باقتراف الذنوب الحسية و الملذات الجسدية بالتعدي على حدود الله ، و هذه تُطهر و تُمحى بالإقتلاع عن الذنب و الإستغفار و تطهير الجسد بالصدقة أو الصيام أو أي طريقة تعبد تتناسب مع الشخص و تكون مُقربة إليه ، و النوع الثاني هي رذائل القلب التي تلوثه بالظلمة و السواد و يأتي في هذا الباب الصفات السيئة كسوء الظن و الكراهية و الحقد و الحسد و غيرها ، و هذه القذارة لا تُطهر إلا بالحُب الصافي لله وحده ، فتبدأ مرآة العبد تصفو لتعكس أنوار وجه الله عليها فيُصبح عبد رباني مُحب ، و النوعان يؤثران في بعضهما ، و من دون الحب لا يمكن للمرء التقدم في مدارج العلو الروحاني و السلام النفسي و طمأنينة السرور التي بها كلها لا يمكن للمرء أن يحتمل هذه الدنيا و هي دار الإبتلاء و الفراق .
          - القاعدة الثامنة عشر :
          الكون كله في داخل الإنسان ، و الإنسان نفسه يحمل جانبي الخير و الشر ، فكما ترى ما تكرهه و تمقته في غيرك فهو موجود فيك بالتأكيد ، و ما تحسد أو تُحب ما في غيرك هو بالتأكيد موجود فيك ، و هذا الأمر يتفاوت في كيفية إظهار ذلك في الشخص نفسه بنفسه هو ، يعني هو الذي يختار أن يُظهر جانب الخير فيه أم الجانب السيء ، فكل خير هو صادر من الشخص نفسه و كل شر هو صادر منه ، لكن الجميع متشابهون متساوون في نصفي النور و الظلام القابع في القلب ، و كُلٌ و إرادته في تحديد مسار حياته الروحية و المادية فهو يملك حريته الخاصة و ليس مجبولاً على ذلك ، و الذي يتعرف على جانبي النور و الظلام فيه و يعرف كيف يوافق بينهما في بعض الأحيان و كيف يكبح جماح الجانب المظلم دائماً ، فهذا الذي يُدرك ماهيته الخاصة فيفهم من هو و يعرف نفسه فيقدر بذلك على أن يسير في الدرب نحو معرفة الله و هو مطمئن لأن مرآته صافية تستطيع أن تعكس أنوار الله و عرفانه عليها ، و السعي في هذا الدرب أساساً يؤدي للتطهير و الشفافية فهو درب التأديب و التهذيب و التزكية و الإنابة لله بإستمرار لأن طبيعة البشر ليست كاملة و أحب العباد عند الله كثيري العودة و التوبة و الإستغفار
          • رد
          • مشاركة
          • تم التعديل
          أسماء : - القاعدة التاسعة عشر :
          هذه القاعدة مهمة جداً ، على المرء أن ينظر لنفسه كأن نفسه هذه شخص آخر أمامه ، فكما يحترم الغير فعليه أن يحترم ذاته التي هي أمانة الله عند المرء ، فكيف تُعامل الناس باحترام و حُب و أنت تُعامل نفسك بأقل من هذا ، هذا يعني أن الفكرة المنتشرة أن على المرء ألا يُحب نفسه فهو بذلك شخصٌ حكيم صالح فهي فكرة يجب إصلاح فهمها ، ففي هذه القاعدة من العتاب و المودة و الردع لعدم إحتقار النفس إلى حد إيلامها و إيذائها ، فالله لا يريد منا تعذيب أنفسنا باللوم القاسي و الإيذاء النفسي و البدني بأنواعه بل تهذيبها برفق و أن نُحبها و نعطف عليها و نثق بها ، فالله لا يقبل الصيام الذي يؤدي إلى أذى في المرء ، الله لا يُحمل عباده فوق طاقاتهم فلمَ نحن نفعل ذلك بأنفسنا ، إذاً علينا النظر لأنفسنا كأنها أشخاص و نحن مسؤولين أمام الله عليها ، هذه القاعدة جميلة فالذي يُحب نفسه سيُحب غيره فسيعرف كيف يُحب الله حقاً و صدقاً ، و سيعرف كيف يكون صامتاً أمام لذعات الناس التي لا ترحم فيراها نسيم بارد و يعلم أن ما بعده سيأتي غيث الربيع الندي . شكراً لك يا شمس الدين النبي .
          - القاعدة العشرون :
          دائماً ما تكون الخطوات الأولى صعبة ، فإن لم يتحرك المرء للتغيير ما يقدر على تغييره و ما مكتوب له بمشيئة الله و حكمته ، فإنه سيبقى قابع في مكانه بلا جدوى تُرجى بل سيأكل نفسه حسرةً و لوماً ، فإن تحرك و حاول في سعيه مع أخذ الأسباب و وجد أن الطريق أمامه مسدود فعليه أن يقبل النتيجة و يرى الجانب الآخر الذي فيه الخير له و أن يقبله دون تعنت و لا كِبر ، بل برضا و توكل ، لا تعلم ما مكتوبٌ لك و أين يكمن الخير ، المهم أن تتشجع في القيام بالخطوة الأولى و تتوكل على الله و تعقد العزم و امضِ ، و إياك و مقولة "الموت مع الجماعة رحمة" فطالما الناس يسيرون في إتجاه معين و أنت ترى أنه نحو جُرف هاوية فلا تخشَ الخطوة الأولى بأن تسير عكس التيار فكُن أنت التيار كله ، كن تيار الصواب بمفردك و لا يهمك ما يقولون ، دعهم و حشائشهم و إذهب لبستانك و ريعانه
          • رد
          • مشاركة
          أسماء : ـ القاعدة الحادية و العشرون :
          الإختلاف في البشر هو أساس التعمير ، فنحن جميعنا نحتاج بعضنا بعضاً ، لكل شخص دوره و إن رأيته ضئيلاً فاعلم أنه مهم في النسق العام ، فلا تحتقر يا من ترى نفسك في الأعالي من هم أقل منك سواء في ما يُسمى المنزلة الإجتماعية أو التعليمية أو المهنية أو العِرقية و غيرها ، فالناس مختلفون متميزون في نوعية إدراكهم و مدركاتهم الخاصة ، فمبدأ جعل فئة هم عِليَة القوم على الآخرين لسبب ما هو من وضع البشر فقد ترى هذه الفئة نفسها محتقرة في مكان آخر ، كل شخص يجب أن يرضى برزقه في علمه و دنياه و أن يسعى بقدر ما يقدر و أن يُحب ذلك ليُبدع هو ، فيحترم ذاته و يحترم الآخرين باختلافاتهم ، هذا هو الأساس في تعمير الأرض و هو مبارك من الله لأنه من أرساه فكيف تتعداه بغرورك أو تعصبك ، فأنت مهما علوت فإنك ضئيل للغاية في هذا الكون الكلي الضخم ، و أنت ناقص جداً أمام الله الكامل فكيف تعترض على ما يُرسيه الرب الكامل بسوء فعلك الناقص مع غيرك؟؟ .
          - القاعدة الثانية و العشرون :
          هذه مشكلة أن يحكم المرء على من أمامه بما يظهر له و هو لا يدري العوالم التي في داخله ، و كثيراً ما يحدث سوء الفهم و الظن فيقع في مشكلة أو إيذاء مع هذا الشخص ، فكما يُقال : لا تحكم على الكتاب من غلافه ، الناس مختلفون بالأذواق الخارجية من لباس و غيرها و كذلك هم مختلفين في الأذواق الداخلية ، فابحث عن الذي يكون لك رفيق في إرتشاف كأس رحيق الحُب و المعرفة و الخيرات الربانية ، و دع عنك العسل المعسول ظاهراً و هو سُم نفاث باطناً ، أن تنظر من عين قلبك هو معنى أن تكون حياً لأنك سترى بعين الرضا و السلام و المحبة كأنك نبعٌ صافٍ ، و من يصل لهذه المرحلة و مع الوقت ستراه حقاً يُبصر داخل من أمامه كأنه كتابٌ مفتوح فتُصبح لديه فراسة شفافة لمن أمامه و هذه المرحلة تتجلى بقوة عند الأنبياء و الأولياء الصالحين و قد جربنا ذلك فعلياً مع نبي الله الحبيب يوسف بن المسيح ﷺ ، و نتذكر أن الله لا ينظر إلى صورنا بل إلى قلوبنا ، و دائماً ابحث عن الجانب الجميل المنير و دع عنك الباقي السيء ، هذه راحة ، و قبل أن تغضب أو تحزن من أحدهم ابحث عن جانبه الجميل و الخير فيه و تذكره قبل أن تتذكر كل عيوبه و أخطاءه ، افعل ذلك ليُفعل ذلك معك ، افعل ذلك لتنال طمأنينة يحسدنا عليها أصحاب السلطان و البطون .
           
           
          يوسف بحر الرؤيا
          كاتب
          مسؤول
          أسماء : - القاعدة الثالثة و العشرون :
          إن الحقيقة نسبية كما نعلم ، و البحث عنها يحتاج للصبر و التسامح مع آراء الآخرين المختلفة و احترامها بأدب ، لا أحد يعرف الحقيقة الكاملة بل نحن نسير لأقرب ما تكون ، فحتى الله يُخفي عنا أسراراً كثيرة في نظم الكون و الحِكَم مما يفعل فنحن لا نعرف الحقيقة كلها ، بل نعرف الجزء الذي حبانا الله به و يسره لنا بما يتناسب مع عقولنا و فقه زماننا ، و علينا بعد ذلك أن نُسلّم و نُفوض الباقي الذي لا يُعرف سببه و حكمته حينها لله عز و جل فبيده كل شيء و إليه تُرجع الأمور ، و هذا التفويض هو خاص بمن نال من نور الحقيقة الإلهية و عرفانه و وصاله ، فتجد الصوفيين المخلصين و هم المؤمنون في أي عصر ، تجدهم أكثر خلق الله تسامحاً و عطفاً و سلاماً و يسعون لخير غيرهم كأنهم يفعلون ذلك لله ذاته عز عُلاه و لن تجد فيهم إلا الإعتدال في كل شيء .
          - القاعدة الرابعة و العشرون :
          ما يبتغيه الله من الإنسان أن يكون شبيهاً به ، يكون ذو صفات ربانية لا حيوانية و لا شيطانية ، إن الله يُحب أن نُشبهه و نتخلق بصفاته ، يُحب وصالنا به و برنا به كما نُحب وصاله بنا و بِره بنا ، الله يُحب صوت وقع مدامعنا على أوتار القلوب فتشدو بنا ألحان الحُب و الإشتياق للنظر لوجهه الكريم و لنكون من عباده المُخلَصين ، و ما أن نكون قد حملنا صفاته فينا فإننا سنصبح حلقات نورانية تطوف في إيقاع متجاذب مترابط كأنها الحلقات الدائرية لكل قطرة غيث تُقبِّلُ وجه البحر فتلتحم فيه ، نحن هذه القطرات الصغيرة في بحر الله العظيم ، و كل قطرة تلامس أختها بخفة و مودة ، و هذه المعزوفة المتألقة الفريدة تجذب إليها عيون الناس و قلوبهم فمنهم من يراها و يُسعد و يمضي و معه أثر ، و منهم من يراها و يبقى فيها فتذوب نفسه مع ألحانها حتى يُصبح قطرة مثلها ، هكذا نكون خلفاء لله على الأرض ، و لا نكون كذلك إلا بإتباع الحلقات الأولى من غيث الله و التي هي تشكل الوجه الأول للبحر و دعائمه
          • رد
          • مشاركة
          أسماء : - القاعدة الخامسة و العشرون :
          حتى نحظى بالجنة في الحياة الآخرة علينا أن نحياها أولاً في الدنيا ، و حتى نتجنب نار جهنم في الآخرة علينا أولاً أن نتجنب الإحتراق بها في الدنيا و تتمثل في الظلام في القلب البعيد عن أنوار الله و وصاله ، أن تقول لي أنك تؤدي ما يُفرض عليك من عبادات و بذلك ستحظى بالجنان الأخروية و لكنك ملوث بإحدى هذه الصفات السيئة مثل الكراهية و الحقد و الكذب و الرياء و القسوة و بالبخل و أنواعه و غير ذلك ، فكيف ستنال الجنة الأخروية و أنت تعتصر في جوفك جحيماً في دنياك !!! ، تأمل صفات و أحوال أهل الجِنان في الآخرة و طبقها في حياتك ، فإذا كنت تخالفها فكيف ستطبقها و تحملها و تتصف بها في الجنان الأخروية ؟!! ، تأمل لتُبصر فتحيا جنتك الأولى في الدنيا لتحيا جنتك الأخروية ، و ما جنة المؤمن المخلص إلا قرب الله و البقاء معه في توالي الأكوان ، أحقاً تُفكر في شتى أنواع النعيم في جنة الآخرة من فاكهة و حور عين من غير استشعار قربه الأبدي منك في تلك الجنات ؟؟!!! .
          - القاعدة السادسة و العشرون و السابعة و العشرون :
          ثق أن ما تفعله أياً ما كان ، سواء أكان خيراً أو شراً فإنه عائدٌ إليك ، فالجزاء من جنس العمل و يكون في الدنيا قبل الآخرة و هذا من أدلة وجود الله ، إن الله يُجازي الحسنة بأضعافها و يُجازي السيئة بمثلها و هو يُحب من يتجاوز عن السيئة ، يُحب الذي يصفح و يعفو و يُبادر بالخير و الصلاح و إن كان ذا مقدرة على رد السوء الموجه إليه ، إن الله يحث عباده على العفو و الصفح و يسألهم بمودة و محبة ألا يُحبون أن يصفح الله عنهم؟؟ فاصفحوا إذاً لتنالكم محبتي و عفوي ، أما رد السوء بسوء مثله فإنه سيُحدث ضرر للناس و يلوث الأجواء من حولهم فتنعدم المحبة و صفاء القلوب و سلامها فيُكدر بذلك علاقة العبد بربه ، جميعنا نقدر على البوح بأفظع الكلمات و نستطيع أن نتبارز و نصرع بها ، لكن ما الجدوى بعد ذلك؟؟ كيف نكون خلفاء لله على الأرض إن فعلنا ذلك؟؟!! ، فكل سوء نفعله أو خير سنُجازى عليه لا محالة في الدنيا قبل الآخرة ، فلا مهرب من نتيجة العمل ، فلا تلومنَّ إلا نفسك ، و حتى تتجنب الدخول في هذه الأجواء المليئة بالبغضاء و الكراهية تذكر أفعال طيبة فعلها الشخص الذي أساء إليك أو ادعو له و لنفسك و استغفر له و لنفسك ، حقاً ستجد مع الوقت أنك ستُصبح أكثر مناعة من التأثر بسوء قوله فلتوذ بصمت و يُحسب عند الله فعل خير و تجد البركات منه تفيض عليك
          • رد
          • مشاركة
          أسماء : - القاعدة الثامنة و العشرون :
          أعجبني تعليق أختي الحبيبة جميلة أمة المعطي على هذه القاعدة : "في هذه القاعدة تفسير لكيفية رؤية الغيب في الرؤى كما أن هذه القاعدة تقي الانسان من الأوهام " و أشاركها ذلك ، سلام الله على روحك يا رفيقة الروح .
          - القاعدة التاسعة و العشرون :
          و في هذه القاعدة يظهر ما علمنا إياه نبينا يوسف بن المسيح ﷺ بأننا نملك حرية الإرادة التامة و أن الله تركنا لنقوم بما نفعل كما نشاء ثم ينظر هو عز جلاله ماذا نفعل و كذلك يتجلى مبدأ من ألهم الإله الذي علمنا إياه يوسف بن المسيح ، فنحن من ضمن ألحان ملكوت الله و كلما أضيف لحن جديد كلما ازدادت المعزوفة عذوبة ، و الترقي في درجات الروح و السمو فيها يعني أنك تتعلم أكثر و تنال معرفة أعلى فتصبح عازف أبرع لتُعبر عن جمالك و حلاوة إيمانك و لذة حُبك ، أن تُعبر عن ذاتك فتكون منسجماً متحداً مع موسيقى هذا الكون ، كن طيراً أو وردة ، كن نسيماً أو جبلاً ، كن ما يجب أن تكونه و امضِ للترقي دون توقف ، المهم لا تقف دون حراك كي لا يصاب ماء روحك بالركود .
          - القاعدة الثلاثون :
          كأن الصوفي يجب أن يكون شفافاً للغاية فيَمُر من خلاله كل ما يتلقاه من الناس من سوء دون أن يترك أي أثر فيه أو إحداث شائبة أو جرح واحد فيه ، بينما الأفعال الخيرة و الكلمات الطيبة تضفي على شفافيته رونقاً أكثر ، هذا يحتاج للصبر ، و هو أمر صعب بأن يتحلى به المرء ، بأن يكون كالهواء ، لكن كل صعب في طريق الله الواحد يكون يسيراً بالتوكل عليه و الأخذ بالأسباب و تهذيب النفس مراراً حتى تعرف معنى الفناء التام في الله فيكون واحداً فيه ، و هذه غاية عظيمة القيمة نسعى إليها .
          • رد
          • مشاركة
          أسماء : - القاعدة الحادية و الثلاثون :
          إنك ترى دائما الذي يكون على الفطرة السليمة يكون لطيف المعشر و سمح في التعامل ، تكون فيه رقة و عطف و لين ، هذه هي صفات من يحملون نور الله في قلوبهم ، فلو تتبعت صفحات التاريخ لوجدت هذه الصفات هي ذاتها عند أصحاب القلوب السليمة النيرة ، و هؤلاء هم معشر الموحدين ، الإيمان يرسخ و يشتد عوده في تربة نضرة ندية ، فإن كان القلب مثل هذه التربة فإن الإيمان سينمو و يزكو ليكون شجرة كالطود قوية ، أما تربة القلب الجافة و المتشققة فلن تُخرج نباتاً نضراً بل سيكون كالغصن الميت الجاف كالصخر و هذه التُربة لن تحصد منها إلا القسوة ، و قساة القلوب لا يعرفون معنى الحُب و التسامح ، و رياح الظروف و الأحوال الصعبة أمام شجرة الإيمان لا تساوي شيئا فالإيمان و التجربة الحية قوة فوق قوة فهي تُسمعك كيف يكون الثبات ، فالذي يتعظ من التجارب و الظروف و الحوادث المختلفة يزداد رسوخاً في الإيمان و يزداد رقة و إعتدال ، أما قساة القلوب المتحجرة سيزدادون أنانية و قسوة مع الناس و تعصب فينغلقون على أنفسهم و لا يقبلون أحد ليس على شاكلتهم ، فالمؤمن الحق قلبه كما البحر يتسع للكثير من الحُب و الخير
           
          يوسف بحر الرؤيا
          كاتب
          مسؤول
          أسماء : - القاعدة الثانية و الثلاثين :
          في هذه القاعدة نلتمس الدعوة لتجديد الإيمان حتى لا يبلى ، وأن الدين يحتاج لنفخات و نفحات من الروح ليتجدد من حين لآخر ، لإزالة ما التصق به من شوائب و عوالق ، لتصحيح ما صدر من تفاسير و فتاوى و غيرها ، لإعادة رونق الدين إلى مساره و نبضاته ، فلا تتكل كل الإتكال على رجال الدين بأنواعهم ، تعلم معنى الخضوع المباشر لله و سؤاله و إستخارته و امضِ دوماً على طريق البحث و ليكن لك رحيق الحياة ، و لا تتمسك بما لديك بل دائماً ضع ما تراه و تعتقده من حين لآخر على عتبات الشك و السؤال و البحث حتى ترتفع درجة أخرى في سُلم اليقين ، من يسلك درب البحث الصادق السمح لا ترى فيه تعصب أو تحيز لما وصل إليه و لا يفرض ذلك على أحد و لا يعرف كيف يؤذي من يُخالفه ، بل هو رحيم عطوف سموح ، راقب نفسك دوماً و أصلح أي إعوجاج و لا تيأس و لا تهبط عزمتك أبداً .
          - القاعدة الثالثة و الثلاثون :
          الفناء في الله و حُبه و وصاله يجعل في المرء فراغاً من الدنيا و بحراً من الجمال الإلهي و عرفانه ، فيكون عدماً في دنياه المادية و يكون حياً بإيمانه و صلته بالله ، يكون كالحي بين ركام الدنيا العتيق ، فنحن مثل نبتة خضراء يانعة تحيا حياتها وفق طلوع الشمس و غروبها و تراها صامتة و لكنها مليئة بالحياة و هكذا هو المؤمن الحي بحُب الله .
          - القاعدة الرابعة و الثلاثون :
          في الإستسلام لله سر السرور و الطمأنينة ، لأنك بالخضوع الخاشع له فإنك دائم التوكل عليه و واثق بما يفعل و ما يقول و تفوض ما لا تعرفه و ما لا تُدركه من حِكَم الله لله ، و تحمده في كل حال تلبسه في الدنيا من سراء و ضراء ، ترى في كل ركن فيها خيرٌ ينبض و تعلم بيقينٍ تام بالله بأنه يُخبيء لك خيراً مكنوناً لك فيتولد فيك الصبر و السلوان و الشوق المنتظر لغيث الله ، فلا يؤثر فيك أي اضطراب من حولك ينهش النفوس و القلوب ، فأنت في حصن الله الحامي و عين حفظه .
          • رد
          • مشاركة
          أسماء : - القاعدة الخامسة و الثلاثون :
          الإيمان ينبع من حوار ما بين جانبي الإنسان المشرق و المُظلم ، ما بين اليقين و الشك ، ما بين الله و الشيطان ، ما بين الأنبياء و الدجال ، ما بين الحُب و الكره ، الإيمان هو أعلى درجات هذا الحوار و هو نتيجتها و غايتها ، فكما أن النظرية ما هي إلا مجموعة من الفرضيات المتراكبة فوق بعضها البعض في محاولة للوصول إلى ما هو أقرب للحقيقة ، فكذلك هو الإيمان ، و لا يكون الإنسان مؤمناً بحق من غير أن يُجري حواراً مع الكافر الذي يقبع فيه و أن يُجيبه على تساؤلاته و حيرته و شكوكه حتى يتدفق إلى القلب اليقين رويداً رويدا ، و هذا هو الحال مع الكافر الذي يقبع فيه نصفه المؤمن ، لابد من الحوار بينهما .
          ـ القاعدة السادسة و الثلاثون و السابعة و الثلاثون :
          خلق الله الأكوان كلها في دقة متناهية و جمال بديع و نظام مُبهر ، و وضع سُننه التي لا تتعطل و منها الجزاء من جنس العمل في الدنيا قبل الآخرة ، فيُجازى كل شخص بما فعله من خير و شر في دنياه قبل حسابه في الآخرة ، ثق تماماً بقدرة الله و عدله فإنه لا يترك أحداً بلا حساب من عقاب و ثواب ، و نرى ذلك في شواهد التجارب أمامنا .
          - القاعدة الثامنة و الثلاثون و التاسعة و الثلاثون :
          حتى ينال المرء من نعمة الإيمان و وصال الله و عرفانه يجب عليه أن يموت ، أن تموت نفسه بأن يتعلم كيف يتدرج في الأطوار السبعة للوحدانية حتى تصبح النفس الأمارة و السوء فيه ميتة فتنبعث فيه الحياة بالنفس اللوامة و يتتابع تدرج الحياة بعدها في النفس الملهمة فالمطمئنة فالراضية فالمرضية فالنفس النقية ، فإن الله كما يبعث الأموات من القبور في يوم الحساب ، و كما أن الله من سننه إرسال و بعث الأنبياء بإستمرار إلى يوم الدين لإحياء الدين و تجديد اليقين بالله في قلوب العباد ، فإنه أيضاً على المرء أن يموت ليُبعث بعثاً روحانياً في الدنيا ، لتصبح له نفساً جديدة و ولادة روحانية مباركة ، و جعل الله في نظام الكون قانون التدافع فينبغي كما في الموجة البحرية أن يوجد الهبوط في قاعه فلابد أن يتلو ذلك علو الموجة بعدما لامست خفايا كنوز البحر ، فهذا القانون في نفس الإنسان لابد بعد الجذبات الأرضية للنفس أن يتلوها جذبات روحانية سمائية ، و ما التغيير الذي يطرأ في المرء إلا بين هذا و ذاك .
          - القاعدة الأربعون :
          هنا يقول الولي شمس الدين : "العشق ماء الحياة و العشيق هو روح من النار ، يُصبح الكون مختلفاً عندما تعشق النار الماء" هكذا هو وصف صوفي جميل دقيق للاتحاد ما بين الرب و عبده و ناتجه ما ينتج من إتحاد النار بالماء حياةٌ لا تشبه ما قبلها من حياة .
           
          يوسف بحر الرؤيا
          كاتب
          مسؤول
          د مروة :
          تعليقات على مقالة المحدث و الولي شمس التبريزي النبي .
          لابد وأن نقرأ كلمات المحدثين والأولياء والأنبياء كلمة كلمة . نقرأ ما بين السطور. ونشبع أعيننا بالحروف والمعاني الخفية.انها الأنفس التي ذابت في الله .انها الشموع التي تنير لنا الطريق،عندما ترى نقطة مضيئة هرول مسرعا بكل قوة متمسكا بها حتى تصير النقطة بحر من النور والهدى. إنه الطريق الصحيح فتشبث به بكل قوة. إنه بداية الراحه والسعادة. الخضوع والتواضع هو السر،عندما أمر الله الملائكة بالسجود لسيدنا آدم امتنع إبليس عن السجود والخضوع. منعه كبريائه من الامتثال لأوامر الله الجليل .فطرد من رحمة الله.ولم يكتف بذلك بل أغواه كبريائه بأن يتحدى الله علانية بإغواء بني ادم أجمعين إلا من عصمه الله ورعاه وحفظه برحمته.وهكذا لخص لنا إمامنا شمس التبريزي بكلمات واضحة كالشمس أطوار النفس البشرية في كلمات منجزات معبرات .ولابد من مجاهدة النفس وكبت جماحها. لأن النفس تميل للراحة واللهو. و حتى تستقيم حياتك حاسبها كل يوم قبل أن تغمض عينيك ويمر يومك اسألها هل الله راض عنك اليوم أم لا؟ لأن الطريق طويل ومليء بالعثرات وحتى يصير الطريق ممهدا نقيا لا بد من تعهده لأن الإيمان يبلى فنتعهده بالمراقبة والإستغفار والمحبة الدائمة لأولياء الله وأحبابه وأنبيائه صلوات ربي وسلامه عليهم. أما عن الأربعين حكمة فأولها..أحسن الظن بالله حتى ترى نفسك كريمة . فإن أمتلأت بالحب والرضا كان نصيبك الحب والرضا من إلهنا العظيم . إن نظرت لله بعين الرحمة شملك برحمته الواسعة. وثاني قاعدة: القلب هو المحرك والمولد .قال سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم أن في الجسد مضغه اذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله وعندما سأل عنها قال الحبيب المصطفى عليه الصلاة و السلام :ألا وهي القلب. المفتاح والحل في قلوبنا .لو ضبطناه على مؤشر الحب والرضا نعمنا برضا الله سبحانه وتعالي ،وقتها فقط نعيش كالطيور المحلقه في عنان السماء ترفرف بلا حدود وفي اللا نهاية .وهو تمام الحياة في الله ومع الله. القاعدة الثالثة : أنّ العشق الحقيقي يكمن في رؤية الله في كل مكان .أينما أنت فالله معك. تحراه في كل مكان في كل زمان . فكر في ذات الله حتى وقت انشغالك قبل سكناتك،وقتها تتكلم وتسمع وترى بالله. وقلوب العشاق نجدها في كلماتهم ،فلنقرا كلمات الأولياء والمحدثين بقلوبنا لا بعقولنا ولنستمع لكل كلمة يحدثنا بها يوسف بن المسيح الحبيب ، كلمة كلمة حرف حرف فما هو إلا نبراس ينير لنا كلمات سيدنا الإمام المهدي الحبيب. القاعدة الرابعة : الفكر والحب وجهان لعملة واحدة، فلا تستقيم الحياة بأحدهما بل الإثنان معا ، لا فكر بدون حب ولا حب بلا فكر . القاعدة الخامسة والسادسة: ما أجمل الصمت والخلوة .عندما تحلق بعيدا وتخضع نفسك بين يدي الله .وقتها تكون أجمل لحظات حياتك.بل أمتعها على الإطلاق. ويكون بين يديك قاموس يترجم لك الحياة بكل صعابها ويمهدها لك ويذلل لك الطريق بأمر المولى عز وجل والمترجم الآن لكل ما يجوب حولنا هو الحبيب بن الحبيب يوسف بن المسيح بارك الله في كل حركاته وسكناته وحفظه وحماه💙♥️ .
           
          يوسف بحر الرؤيا
          كاتب
          مسؤول
          د مروة : 
           القاعدة السابعة : احمد الله على كل حال في الضراء قبل السراء ،تكن أسعد الناس على الإطلاق.فكل حياتك لو تركتها لله ما عانيت أبدا ولا يئست أبدا، فوراء كل محنة منحة و عطايا الكريم لا تنتهي . فرحمته وسعت كل شئ. . القاعدة الثامنة : الصبر لو حللناه جزئيا .الصاد ..وصال.والبر من الاحسان.فوصال الله يحتاج إلى إحسان.ولكي تصل للاحسان لابد وأن تتحلى بالصبر.ولكي تصل لوصال الله لابد من الصبر.والصبر برضا فيه النجاة والوصول. القاعدة التاسعة: ليست بكثرة السجود والقيام والصيام . إنّ الوهابيين المتخلفين يعتقدون أن باب الجنة مفتوح على مصراعيه لمن كانت زبيبته(أي علامه الصلاة أعلى الجبهة) كبيرة و واضحه،او لمن كان جلبابه قصيرا .لكن الله ينظر لقلوبنا و لا ينظر لأعمالنا فقط .وليس معنى هذا الكلام الا نعمل بل علينا بالعبادة والطاعة.واداء العبادات كلها ولكن بقلوبنا قبل أعضائنا. قليل بإخلاص خير من الكثير .
          القاعدة العاشرة والحادية عشر : لا رحلة بلا ألم. فبعد ألم الولادة والمعاناة التي تعانيها المرأة الحامل ،تكون النتيجة أن ترى روحا جديدة مولودة بين يديك.طفلا على الفطرة طاهرا بين يديك.هكذا الألم تكون نتيجته روحا جديدة محلقة بين يدي خالقها .وأول ما يفعله الطفل المولود هو البكاء باحثا عن أمه حاضنته.فالبكاء والخضوع لله تكون معه ولادة لروح جميلة طاهرة . أحبك يا ربي ما أسعد من وصلك.فلا تحرمنا وصالك ومناجاتك . القاعدة الثانية عشر:الحب كلمة صغيرة حروفها خفيفة على الأذن ،نحب سماعها، من ولادتك تشعر بهذه العاطفة أولا من أمك ،ثانيا من أبيك،ومن كل الأحباب.هكذا هو انه الحب. ولو نظرنا من أفق بعيد ..الحب الأعظم حب الله لك. فهو يحبك بكل أفعاله .بل يحتويك ويشملك بحبه وحنانه الذي لا ينقطع.أحبنا فشكلنا وصورنا في أحسن هيئة .انه الحبيب المحب الذي لا حب بعده ولا قبله.القاعدة الثالثة عشر:انظر لمن ينصحك هل ينتظر منك شيء ؟ أين الله في قلبه؟ هل المناصب والدنيا وجهته؟ام يبتغي وجه الله؟السلطان والجاه سيف مسلط على إيمانك. فاحذر مفاتن السلطة انها مذله،تورد صاحبها سقوطا تلو سقوط . أعاذنا الله منها. القاعدة الرابعة عشر : عش في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل.لا تتشبث بالدنيا ولا بحال معين.فما ادراك بأن حالك الآن طيب ومناسب لك ام لا؟ عش في ملك الله بتلقائية. دع المالك يحركك بأنامله لا تحرم نفسك من حب الله لك فهو الخير لك.♥️القاعدة الخامسة عشر : قد ذكر إمامنا شمس التبريزي ان الحياة رحلة .والآن يخبرنا أنها لوحة فنية بديعة صنعها الهنا الكامل. وحدك لست كاملا.لكن كلنا معا نكمل الكمال .في فراغات نملاها معا سويا .مثلا فالزوج والزوجة يكملان بعضهما بعضا. والبيت لا يستوي باحدهما بل بالإثنين معا , الزوج والزوجة , الاب والام هما اللبنة الأولى .والأبناء يتممون البناء. هكذا الدنيا كل واحد يضع حرفا حتى يكتمل الكتاب ،والجليل هو المراقب ويضع لمساته ويتركك في بعض الأوقات حتى يختبرك فإن أحسنت رضي عنك ،وأن أخفقت تدخل وخيرك،فإن فهمت ورجعت لعتباته ووقفت على بابه،تلقاك في أحضانه . وإن تكبرت وعندت تركك حتى تتعلم من خطئك . و ان ندمت فتح لك الباب فتحا عظيما، فهو يفرح بتوبتك أكثر من نفسك. لن تجد الراحة والهناء إلا بين يدي الله عز وجل .
           
           
          يوسف بحر الرؤيا
          كاتب
          مسؤول
          د مروة : لكل منا نصيب من اسمه .فلو نظرنا لمعنى اسم سيدنا محمد او المراد من اسمه،لوجدنا أنه حمد الله فهو محمد ،وابن عبد الله .فسيد الخلق اجمعين عبد الله ورسوله، بكل معاني العبودية .فهوخاضع لله ساكن بين يديه. يعبده بكل حب ورضا . بحث عنه في الغار فعبّد الله له الطريق ومهّده . لانه طلب الحقيقة،فحمده الله وحمد هو الله . فكان سيد الخلق أجمين من الحمد فقط. و اما عن الإمام شمس التبريزي المُحَدّث فهو النور الذي أضاء الطريق الممهد بكلماته الساطعة البسيطة. و نور الشمس من التجدد. فهو مجدد ، وأبرز نور الإيمان و نور محمد بن عبد الله وضح معنى الحب والعشق في الله ولله . و الحبيب سيدنا غلام أحمد..انه غلام محمد ،فهو تابعه،بل هو ابنه ،هو غلام بن محمد بن عبدالله.بين ووضح الايمان في عصره بطريقة الميرزا على نهج محمد . فك المتشابك من الامور التي افسدها قردة هذا الزمان و خنازيره من مشايخ الجهل و التخلف . فكان لابد من حضرة الكبرياء والعظمة أن يرسل بن محمد الغلام ومن قبله الشمس الساطعه متمثلة في شخص الصوفي شمس التبريزي.وكلاهما السيدان العظيمان هما نتاج السيد الاعظم محمد بن عبد الله. و لمَ هما صوفيان ؟لأن الصوفية فيها العشق الالهي ،فكان البعد من اللغو و وجب القرب من الاله . و لقد ازالوا الصوفية كل بعد عن الله في ذكرهم لله . فالصوفية من الصوف الذي اذا ارتديته أدفأك وازال عنك برودة البعد ، فالصوف يلتصق بجسدك ويمنحك الراحة و الصوفية من الصفاء و النقاء .وأما عنك يا ربيع حياتي .انك الطبيب المداوي للجراح .بعثت طبيبا جرّاحا لتداوي الجراح،وتوقف نزيف القلوب ،تجدد الحياة بعد ما أصابها من أمراض وفساد . لقد حمد الله فهو محمد ، وجدد الحياة بربيعيّته، نشر الزهور واخضرت الأشجار وامتلأت الدنيا بعبق الورود والرياحين . جاء محمد بن ربيع موضحا شارحا كلام ابيه غلام أحمد و كلام جده محمد بن عبد الله . و تفسيراته ونفحاته هي بلغة عصره ، فلكل مقام مقال . إنّ سيدنا الطبيب يفسر دقائق توجيهات سيدنا الإمام المهدي الحبيب . فهذا محمد عبد الله و الشمس التبريزي والغلام الحبيب بن أحمد و الربيع بكل زهوره وطيوره والروائح الفواحة . فالحمد كل الحمد عليهم جميعا صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين و على غيرهم من أنبياء عهد محمد السابقين و الآتين من خلف حجاب الغيب الأمين . وقياسا على ذلك لكل منا نصيب من اسمه . . أحبكم .

           
          يوسف بحر الرؤيا
          كاتب
          مسؤول
          د مروة : القاعدة السادسة والسابعة عشر: الحب هو مفتاح الوصال.لتتعرف على الله وتعرفه اجعل الحب نهج حياتك. القاعدة الثامنة عشر: انشغل بنفسك فقط ،قومها حتى تستقيم حياتك.تكلم معها ،اسألها أتريدين الله ؟ إذن عليك بالعمل الدؤوب ومراجعة كل هفوة صغيرة كانت أم كبيرة . إن عرفت نفسك وربيتها وتعهدتها بالرعاية كنت قد عرفت الله يوما بعد يوم فتزداد قربا من الجليل . القاعدة التاسعة عشر: إحترم نفسك واعرف قدر نفسك حتى يحترمك الناس . واحترامك لنفسك يكون بالترقي والسمو فوق سفاسف الأمور. القاعدة العشرون: لا تنسَ أن القواعد الأربعين خطوات متتالية ودرجات فوق بعضها لتصل لأعلى المراتب لتعرف ربك وتزداد يقينا وقربا ووصالا. فإذا قررت الوصول فكر في البداية . إن كانت الخطوة الأولى صحيحة سليمة , فاعلم انك أوشكت أن ترى الباب مفتوحا وستصلك نفحات الحضرة الإلهية ، وقتها تشعر بدفء الإيمان.
           
          يوسف بحر الرؤيا
          د مروة : القاعدة الحادية و العشرون: خلق الله البشر مختلفين لسنا سواسيه. وهذا الاختلاف يجعل العالم متكاملا.. فهو كالبنيان لبنه تلو لبنه.وهكذا يكتمل البناء. القاعدة الثانية و عشرون : قال سيد الخلق أجمعين ،أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب. فلا يهم المكان بقدر ما يهم الشخص وقلبه. فالمحرك الأساسي والمولد هو القلب. انه الفؤاد . فلنتعاهد المضغة بالرعاية ، و لنجعل ذكر الله صوب أعيننا . القلوب السليمة مرتاحه وهنيئة،تطير في ملكوت الله عز وجل بكل حرية،أما القلوب المريضة فهي مثقلة متعبة لا تبرح الأرض . أعاذنا الله واياكم من التعب . القاعدة الثالثة والعشرون: عش في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل . لا تتعلق بأحداثها. تعلق بالحياة الاخرة . لا تغرنك الدنيا بلذاتها ، فما هي إلا مرحلة عابرة ولكن تشبث بكل ما يرضي الله عنك .
          القاعدة الرابعة و العشرون: لم تُخلق عبثا ولا بلا هدف . انما خلقنا من روح الله الطاهرة . ندور في كون محكم في اتجاه واحد.ساكنين خاضعين للحضرة الالهية، و لا نشغل قلوبنا بغير حب الله . ولنبحث بداخلنا عن الله ، ونتصرف كأن الله معنا في كل خطوة. ما أجمل الحياة في معية خالقنا . القاعدة الخامسة و العشرون: تحرى الله في كل أقوالك وافعالك . السعادة كل السعادة فى الصمت . والراحة تجدها في ابتسامتك الراضية . القاعدة السادسة والعشرون:اجعل قلبك ابيضا كبياض الثلج ، دع من يضايقك لربه، فهو كفيل بمن آذاك . تذكر الزهور والطيور ، اشتم رائحة الورود ، دع الندى يداعب خديك عندما تشعر بضيق . القاعدة الثامنة و العشرون: إننا ندور في فلك لا نهاية له. الليل يسلم النهار ، والنهار يتبعه الليل ، هكذا هي الحياة دوائر وحركة دائمة ليس لها بداية معروفة ولا نهاية محددة . القاعدة التاسعة و العشرون: لسنا مخيرين على الإطلاق ولسنا مسيرين على الاطلاق ، الدعاء يغير القدر . جعلنا الله نختار حتى يختبرنا ويترك لنا مساحة من الحرية،ليرى كيف هو خيارنا ؟ وماذا نريد الدنيا أم رضا الله؟ القاعدة الثلاثون: الصبر مع الرضا يجعلك تنحي نفسك جانبا ويجنبك زلات الوقوع في نشوة الانتصار لنفسك. القاعدة الحادية و الثلاثون : الرقة والحب في مواجهة الصعاب تزيد من إيمانك ويقينك . القاعدة الثانية و الثلاثون: آمن بقيمك و مبادئك لكن لا تفرضها على الآخرين . دعهم يروا الله من خلالك لكن في صمت . رب صمت أشد قوة وتأثيرا من ملايين الكلمات . القاعدة الثالثة و الثلاثون : انما نحيا الحياة ونتركها خلفا لمن بعدنا ، فلا بد من العمل ولا بد من الزهد . الاثنان معا عمل وزهد ، و زهد و عمل. القاعدة الرابعة و الثلاثون: الاستسلام لله مع بعض السلام تملك كلمة السر للسعادة والراحة والطمأنينة . تحيا بالله و لله . القاعدة الخامسة و الثلاثون : فتش في داخلك عن الإيمان والكفر ، فليتنافسا حتى يسيطر الإيمان على حياتك وسكناتك . القاعدة السادسة و الثلاثون : ارض بكل الأمور فلن يصيبك إلا ما كتبه الله ، فلا مكائد من البشر تعيق حفظ الله ، ولن يضرك الله بشيء ما دمت في معيته . قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا عليه توكلنا وإليه المصير . القاعدة السابعة و الثلاثون: كل شيء يحدث في الكون محدد وقته وميعاده ، فلم نخلق عبثا بل بترتيب زمني معروف عند خالق الورى . كلٌّ في فلك يسبحون بمواعيد وازمنه مؤرخة . القاعدة الثامنة و الثلاثون: استغل كل دقيقة وثانية في تجديد حياتك ، فكل ثانية تمر محسوبة من عمرك . حتى لو بقي دقيقة فربما تكون النجاة في تلك الثواني . لا كسل ولا تواني . القاعدة التاسعة و الثلاثون والاربعون: ديننا دين العشق، ولا حياة بلا عشق . و أصوات كلمة عشق ، العين ترمز لللوعة واللعاعة. و شق : أي قسم وفرق ، فلقد فرق اللوعة ، وحل محلها الاطمئنان والراحة والسكينة.فأنت بين يدي حبيبك تنعم بالدفء والأمان و كذلك هناك بين العاشق والمعشوق تلك اللوعة و اللعاعة من الشوق و الحب المتجدد .💙♥️
           
         
        رقصة سما أي من السمو الروحاني , طواف عكس عقارب الساعة , اليد اليمنى راحتها تتجه للسماء و اليد اليسرى راحتها تتجه للأرض , كأنّ الصوفي هو واسطة بين السماء و الأرض يأخذ من خبر السماء ليخبر به أهل الأرض , حلقة تربط بين الحبيب و المحبوب , فكل نقطة حب ينالها من الله يتعهد بتوزيعها على الناس جميعا , و أنه بدورانه هذا لا يبقى حوله أحد سوى الله . ففي ذلك تجاوز من الصوفي للحواس الخمس ليدرك ما يقبع ورائها , و تمثل التنورة البيضاء الطويلة الكفن , و العباءة السوداء القبر و الطاقية العسلية الطويلة شاهد القبر . و مع زيادة الدوران تنفتح الملابس كأنها زهرة لوتس ثم مع بطء الدوران تنغلق زهرة اللوتس على نفسها , هو نوع من أساليب الخشوع و التأمل و التفكر أثناء الحركة و هو نوع من أنواع التعبير عن المحوية و الفناء في الله .
        و المقامات الروحية السبعة هي مشتقة من القرآن , فيها تفصيل لطيف دقيق لمعارج القبول , أقرأوها كما أوردها شمس التبريزي بكل دقة و خشوع . و سنعلق تباعا على القواعد الأربعين بأمر الله تعالى . الحقيقة أنني لم أفهم كلام المسيح الموعود عن كلمة المحوية إلا من خلال كلام شمس التبريزي
        يوسف بحر الرؤيا
        كاتب
        مسؤول
        يقول أبي المسيح الموعود غلام أحمد : يمكن الرجوع إلى كتب الشيخ عبد القادر الجيلاني ومجدد القرن الثاني عشر -الإمام الرباني الشيخ أحمد السرهندي- وكُتب غيرهما من أولياء الله للاطلاع على ما فيها من إلهاماتهم الكثيرة.” (البراهين الأحمدية)
         
         
         

      ليست هناك تعليقات:

      إرسال تعليق