درس القرآن و تفسير الوجه الرابع من البقرة .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الرابع من أوجه سورة البقرة ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم درس القرآن و تفسير الوجه الرابع من أوجه سورة البقرة ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :
صفات الحروف :
القلقلة : حروفها مجموعة في (قطب جد) .
الهمس : حروفه مجموعة في (حثه شخص فسكت) .
التفخيم : حروفه مجموعة في (خص ضغط قظ) .
اللام : تفخم و ترقق : إذا كان ما قبلها مفتوح و مضموم تفخم , و إذا كان ما قبلها مكسور ترقق , و كذلك الراء تفخم و ترقرق و ممنوع التكرار .
التفشي : حرفه الشين .
الصفير : حروفه (الصاد , الزين , السين) .
النون و الميم المشدتين تمد بمقدار حركتين .
أنواع الهمزة : همزة وصل , همزة قطع , همزة المد .
الغنة : صوت يخرج من الأنف .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
{وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} :
يقول تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) هكذا كل نبي هو بشير و نذير ، و من ضمن بُشراه أنه يُبشر الذين آمنوا و أَتْبَعوا إيمانهم بالعمل الصالح بالجنات المتتاليات و بالتالي هي جنات تجري أي جارية في إستمرار و كذلك (تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) أي تُغذيها أنهار الرحمات الإلهية و الأعمال النبوية عندما الإنسان يلتزم بقدوته بنبي زمانه فهكذا هو يَمُدُّ أشجار جنته بماء الحياة ، بماء النور النبوي و التوحيد الإلهي ، خلي بالك/ركز ، (كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا) كلما رزقوا من هذه الثمرات المادية و الروحية ، (قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ) ده/هذا دليل إن الإنسان اللي/الذي بيدخل الجنة في الآخرة يبقى/إذاً هو أصلاً دخلها في الدنيا ، دخل الجنة الروحية في الدنيا ، ذاق طعم الجنة في الدنيا قبل الآخرة ، و الجنة في الدنيا تأتي مع تعاليم نبي الزمان و إمام العصر و الأوان ، فكل نبي هو مُحَدَّث ، المُحدَّث من لدن الله عز و جل و كذلك هو مُحَدِّث أي يُحَدِّث قومه بنور الله ، خلي بالك/ركز ، ربنا سبحانه و تعالى ألهمنا انحنا/أننا نكون مُحَدِّثين عن المسيح الموعود ، خلي بالك/ركز الفرقة النجدية الخبيثة بتاخد/بتأخذ سلطان زائف من خلال التحديث بروايات مكذوبة ، التحديث بروايات مكذوبة عن النبي ﷺ و التي انتشرت في العصر العباسي ، و الروايات دي/هذه كانت عبارة عن طبلة إعلامية إيه؟ للحكام و السياسة وقتها ، عبارة عن طبلة إعلامية للمُدَلِّسين و الخبثاء ، و للأسف الشديد كان لها أبلغ الأثر في تحريف الدين الإسلامي و بالتالي المُحَدِّثين الذين يقولون عن أنفسهم هُم المُحَدِّثين اليوم هم يُحَدِّثون ببضاعة مُحرفة فيها الكثير من الزيغ و الشِرك و الباطل ، أما نحن فنُحَدِّث عن المسيح الموعود الذي كلامه صدق و حق و هو كلامٌ موثوق و روايات ثابتة بحُكم العصر الحديث ، بُحكم الطباع ، بحُكم التواتر ، فهذه نعمةٌ عظمى أننا نُحَدِّث عن النبي ، فنحن مُحَدَّثين و كذلك مُحدِّثين عن النبي المهدي -عليه الصلاة و السلام- الذي هو قدوتنا في هذا العصر ، فعلينا أن نتمسك بكلماته لأنه حِصن العالم ، (كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهًا) يعني رُزقوا في الدنيا بشيء من الجنة شَبَه/تشبه الأشياء التي في الجنات المتتاليات في اليوم الآخر ، هذا معنى (وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهًا) ، (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ) أزواج مطهرة هنا على معنيين و كلاهما صحيح : أزواج مطهرة يعني نفوس راضية مرضية عندها اليقين الكامل ، نفوس في الدرجة السابعة من التدرج الروحاني في معارج القَبول التي فصّلها المُحَدَّث النبي شمس التبريزي أو المُحدَّث و الوليّ شمس التبريزي النبيّ و كنا قد فصلناها في تلك المقالة ، فكل الإيه؟ الأنفس في الجنة هتكون إيه/ماذا؟ كاملة راضية مرضية ، كذلك (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ) يعني زوجات مُطَهَّرَات ، (وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) أي خلود أبدي في جنات متتاليات بس/لكن بشرط تقديم شرط الخلود الأبدي ، تقديم شرط الجنات المُفَتَّحَة لهم الأبواب أي جنات تلو جنات مُفتحة لهم الأبواب ، ما هو هذا الشرط؟؟ الذِّبح العظيم ، ما هو الذِّبح العظيم؟؟ الإحسان ، أن تكون في درجة من الإحسان أو أن يكون إيه؟ أغلب وقتك في الدنيا أو أغلب حالك في الدنيا في حالة إحسان ، إذاً هذه هي البُشرى من لدن النبيين ، تمام كده؟؟ .
طيب ، البُشرى ذُكرت في القرآن في غير موضع :
- يقول تعالى : (لهم البشرى في الحياة الدنيا و في الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم) تمام؟ .
- و قال تعالى : (الذين اجتنبوا الطاغوت ليعبدوها و أنابوا إلى الله لهم البُشرى فبَشِر عباد) .
- و يقول تعالى : (إن أرسلناك بالحق بشيراً و نذيرا) فهكذا كل نبي هو بشير و نذير .
- و قال تعالى : (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يُبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير و لا نذير) يعني لاحسن/لكي لا تقولوا ماجلناش/لم يأتي لنا بشير و نذير ، (فقد جاءكم بشير و نذير و الله على كل شيء قدير) .
- و قال تعالى : (قُل لا أملك لنفسي نفعاً و لا ضرا إلا ما شاء الله و لو كنتُ أعلم الغيب لاستكثرتُ من الخير و ما مسني السوء إن أنا إلا نذير و بشير لقومٍ يؤمنون) .
- و قال تعالى : (ألّا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير و بشير) .
- (و ما أرسلناك إلا كافةً للناس بشيراً و نذيرا و لكن أكثر الناس لا يعلمون) .
- (إنَّا أرسلناك بالحق بشيراً و نذيرا و إن من أُمة إلا خلى فيها نذير) ده/هذا تأكيد من الله على حتمية البعث في الأُمم .
__
{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ} :
يقول تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ) هنا سرٌ عظيم من أسرار القرآن و بطنٌ عميق و غائر من بطون القرآن ، (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا) يعني أن الله سبحانه و تعالى لا يتحرج أن يضرب المثل حتى و لو كان لمخلوق ضعيف كالبعوضة ، هنا سبحانه و تعالى بيختبر نفوس البشر بضرب الأمثال من خلال مخلوقات ضعيفة أو أمثال بسيطة ، ليه/لماذا بقى؟؟ لأن ربنا سبحانه و تعالى يُفيض علينا من صفاته ، تمام؟ و هأقول/سأقول دلوقتي/الآن صفات لله عز و جل أول مرة أقولها ، من صفات الله عز و جل أنه المتواضع ، إيه ده/ما هذا؟؟؟ معقول/أيعقل ربنا ده متواضع؟؟؟ آآه/نعم ، مش/أليس ربنا منتقم و جبار ، صح؟؟؟ و كما انه منتقم و جبار فهو رحمن و رحيم ، كذلك مش/أليس ربنا مُتكبر؟؟؟ كذلك هو متواضع ، إزاي/كيف؟ مش/أليست دي/هذه صفة لا تُنزه الله؟؟ طب ما الماكر هل هي صفة لا تنزه الله؟؟ لأ/لا هو ، هنا نقول هو من باب المقابلة ، كل دي/هذه صفات لتقريب الصورة و لكن إيه؟ على وجه يليق بجلاله سبحانه و تعالى و كل ذلك على محمل التأويل و التنزيه ، تمام؟ ، فربنا سبحانه و تعالى متكبر ضد المتكبرين ، و منتقم ضد الظالمين ، صح كده؟ و متكبر ضد المتكبرين و لكنه أيضاً متواضع للمؤمنين ، ليه/لماذا؟؟ عشان/حتى يجعل في قلوبهم رحمة و تواضع ، يبقى/يكون دايماً/دائماً المؤمن كده و المسلم في حالة تواضع ، يعني إيه؟ خشوع و لِين و رحمة ، هو ده/هذا المعنى ، ربنا هنا لما بيضرب المثل بحيوان ضعيف أو بكائن حي بسيط علشان/حتى يقول للناس أن الله ذو العزة و الجبروت لا يستحي أن يضرب مثل بكائن ضعيف حي ، بكائن ضعيف ، إذا كان المَثل سيُفيد المؤمنين و سيُخلص النفوس من براثن الشيطان و الشرك ، صح كده؟؟ هذا هو المعنى ، يبقى/إذاً الحكمة من الأمثال بيان أن الحق لا يُقاس بحجم المثل بل بحكمته ، و أن الله بضربه لهذا المثل يؤكد على أنه لا تهمه المظاهر ، الله سبحانه و تعالى لا يُهمه المظهر بل كل ما يُهِمُ هو إيه/ماذا؟ الحقيقة ، ربنا بعلمنا/يُعلمنا البحث عن الحقيقة و بالتالي هو مليء بالتواضع و يُريد لنا أن نكون كذلك متواضعين ، (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ) يعني المؤمن دايماً كده الباحث عن الحقيقة مابيبصش/لا ينظر للمظاهر ، ينظر إلى الحقيقة ، ينظر بعُمق و بعينٍ نافذة إلى البواطن ، (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً) يعني إيه؟؟ نحن لا نفهم ، يقولون نحن لا نفهم حكمة الله من هذا المثل ، لا يُسَلِّمون بحكمة الله ، (يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا) خلي بالك ، الإضلال هنا و الهداية على حسب نية الإنسان ، لو كانت نيته صادقة و حقيقية في البحث عن الحقيقة ربنا هيهديه/سيَهديه ، و لكن لو كانت نيته لعب و خداع فربنا إيه/ماذا؟ سيُضله و يخدعه ، ليه بقى/لماذا؟؟ لأن الإنسان يحصد ما يزرع ، و من ضمن زراعته : النيات و الخواطر ، من ضمن زراعة الإنسان : النيات و الخواطر ، - مروان : ممكن يكون ربنا هنا قصده إن هو بيهدي بالمثل ده/هذا أو بيُضل بالمثل ده/هذا ، الناس مافهمتش/لم تفهم المثل ده فهُمَ ضلوا ، الناس اللي/التي فهمت المثل ده هُمَ اللي/الذين هَدوا أنفسهم ، - يوسف بن المسيح : نعم ، (وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ) أي هذا المثل يُضل الخارج عن طاعة الله ، الخارج عن طاعة نبي الزمان ، تمام؟ ، إذاً الإنسان يحصد ما زرعت يداه . إنّ الله لا يستحيي أي لا يجد حرجا أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها , أي ما فوقها في الصغر أو الحقارة كذلك ما فوق أجنحتها من فيروسات و بكتيريا , و يتبادر هنا سؤال هل من ضمن تفسيرات الآية ( إنّ الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ) هو أنّ هناك كائن حي صغير فوق جناح البعوضة ؟ نعم كما ذكرنا .
"ما فوقها" تحتمل:
-
الرتبة: أي ما هو أعظم منها شأنًا أو تعقيدًا.
-
أو الدرجة: ما هو أكبر منها حجمًا أو أدق و أصغر منها خلقًا.
من الناحية العلمية:
-
صحيح أن العلم الحديث اكتشف أن هناك كائنات دقيقة تعيش على ظهر البعوضة أو داخلها، وهذا يُظهر دقة الخلق وعظمة الإعجاز الإلهي.
طيب ، بالنسبة لضرب الأمثال في القرآن ، عارفين إن ربنا سبحانه و تعالى بيحب ضرب الأمثال و عرفنا إن ربنا سبحانه و تعالى أفضل الواعظين و أفضل القاصين ، ربنا بيحب القَصَص ، صح كده؟ بيحب يَقُص القصص اللي/التي فيها الحكمة ، تمام كده؟ .
- يقول تعالى : (و سكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم و تبين لكم كيف فعلنا بهم و ضربنا لكم الأمثال) .
- (و كُلاً ضربنا له الأمثال و كُلاً تبرنا تتبيرا) يعني إدينا/أعطينا الأمثال لكل الأقوام و لكل الأمم علشان/حتى يفهموا ، و دايماً الأمثال مجاز ، الأمثال تحتاج إلى تأويل فهي مجاز ، إذاً المجاز موجود في القرآن ، و المجاز يتطلب تأويل ، صح؟ .
- (و تلك الأمثال نضربها للناس ما يعقلها إلا العالمون) العالمون اللي/الذين هم يتلقون العلم اللي/الذين هم إيه؟ المُحَدَّثين من لدن الله ، اللي/التي تأتيهم الرؤيا و المكالمة و الوحي من الله .
- (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله و تلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) (لعلهم يتفكرون) أي يستخدمون عقولهم و يتدبرون ، يستخدموا العقل ، إذاً إستخدام العقل فريضة ، صح كده؟ و العقل مُقَدَّم على النقل و ليس العكس ، و عرفنا لعلهم ، كلمة (لعلهم) فيها سر ، (لعلهم) فيها سر ، سر إيه؟ فينظر أو فننظر كيف يعملون ، ربنا سبحانه و تعالى بينتظر العمل من الإنسان ، مش/ليس إن هو كتبه عليه و سَيَّره ، لأ/لا ، الإنسان مُخَيَّر و بإختياره يكون فيما يليه إيه؟ مُسَيَّر في سلسلة متتالية متعاقبة من التخييرات تتلوها التسييرات ، إذاً كلمة (لعل) بتفهمنا سر من أسرار القدر و القضاء ، تمام كده؟ و ذكرنا ذلك في غير موضع ، تمام؟ .
- يقول تعالى : (ضرب لكم مثلاً من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم أنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نُفصل الآيات لقوم يعقلون) هكذا يؤكد سبحانه و تعالى على العقل و التدبر و التفكر .
- (و اضرب لهم مثلاً أصحاب القرية التي جاءها المرسلون) .
- (ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون و رجلاً سلماً لرجل هل يستويان مثلاً الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون) المثل ده/هذا إيه؟ للتحذير من الشِرك و الترغيب في التوحيد ، تمام .
- كذلك تأتي كلمة مثل عِبرة و عظة ، يقول تعالى : (و جعلناهم سلفاً و مثلاً للآخرين) تمام؟ .
- كذلك (و لما ضُرِبَ ابن مريم مثلاً إذا قومك منهم يصدون) ده/هذا دليل إن الإيه؟ إن المنتظر من أمة الإسلام هو شبيه عيسى ابن مريم ، و ما المهدي إلا عيسى ابن مريم ، و ربنا إيه؟ أنبأ هنا عن نبوءة في القرآن إن أمة الإسلام سترفض المنتظر ده/هذا اللي/الذي هو غلام أحمد القادياني -عليه الصلاة و السلام- ، و هذا ما حدث ، دليل آخر إن المنتظر ده/هذا من أمة محمد مثيل عيسى : (إن هو إلا عبدٌ أنعمنا عليه و جعلناه مثلاً لبني إسرائيل) شبه لمن أتى في بني إسرائيل ، صح كده؟ تمام .
- (مثل الفريقين كالأعمى و الأصم و البصير و السميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون) .
- كذلك (يستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة و قد خلت من قبلهم المَثُلات) المَثُلات يعني العِبر و العظات في قصص الأمم الغابرة .
- (ألم ترى كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء) إذاً كلمة طيبة كالأشجار الطيبة التي تنمو بإطِّراد و إستمرار .
- (و ضرب الله مثل الرجلين أحدهم أبكم لا يقدر على شيء و هو كَلٌ على مولاه أينما يوجهه لا يأتي بخير هل يستويان هو و من يأمر بالعدل و هو على صراط مستقيم) يبقى هو ده ، ربنا ضرب مثل ما بين الطاغي أو الطاغوت و الموحد الملتزم بتعاليم الأنبياء .
- (ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء و ما رزقناه مِنَّا رزقاً حسناً و هو ينفق منه سراً و جهراً هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون) و هكذا القرآن يُفسر بعضه بعضا .
(وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ) الفاسق هو الخارج عن طاعة الله عز و جل ، و كلمة (فسق) من خلال أصوات الكلمات نحللها تحليل كلي فاء و سين و قاف ، القاف/ق : علمنا أنها تُعطي دلالة القوة ، و السين/س : التسرب الخفي ، و الفاء/ف : التأفف ؛ هكذا هو الفسق يورث بشكل خفي التأفف القوي فبالتالي الجحود و النكران و البطر و عدم شُكر النِعَم ، هذا هو الفسق ، أو أنه يخرج عن ذلك ، الفسق يخرج عن البطر و النكران و الجحود و عدم شُكر النِعَم ، فهذا هو معنى الفسق من خلال أصوات كلمات اللغة العربية كأنها كائنات حية تتمثل بمعانيها أمامنا .
__
{الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} :
(الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) و ده/هذا إكمال لتفسير الفاسقين أو لوصف الفاسقين ، (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ) أي من بعد عقده ، (وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) ، كذلك وَرَدَ في القرآن الكريم آيات تُفسر هذا المعنى ، يقول تعالى :
- (الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة و هم لا يتقون) .
- و قال : (الذين يوفون بعهد الله و لا ينقضون الميثاق) الميثاق عرفنا إن هو ميثاق التوحيد هذا أول المواثيق يتلوها كثير من المواثيق بقى مع أنبياء الأزمان ، صح كده؟ و البيعات لأنبياء الأزمان ، إيه هو بقى الميثاق ، ميثاق التوحيد؟؟ أن الله سبحانه و تعالى أخذ على البشر قبل أن يُخلقوا ميثاق التوحيد يعني عَرَّفَهُم بأنه إله واحد في عالم الأمثال ، يعني في عالم المِثال و الروح ، فكل المخلوقات المُكلفة ، الله سبحانه و تعالى وضع في ذاكرتها و في باطنها التوحيد و فطرة التوحيد و ما الأنبياء في بعثهم إلا مُذَكِرين بما في باطن البشر من فطرة سوية ، تمام؟ ، هذا هو المعنى الحقيقي للميثاق ، و تتلوه المعاني الأخرى المواثيق التي أمر الله بها في الدنيا .
(الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) الخسران المبين هو في قطع مواثيق الله و عهود الله سبحانه و تعالى و في قطع كل ما أمر به أن يُوصل ، تمام؟ .
- يقول تعالى : (و بعهد الله أوفوا) هكذا يوصي و يُذكر المؤمنين أن عليهم أن يوفوا بعهود الله تعالى .
- (و أوفوا بعهد الله إذا عاهدتم و لا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها) .
- (كذلك و لا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلا) هنا الخطاب لكل القائمين على تبليغ دعوة الله عز و جل ، ربنا حذر إن المسلمين يصيرون كأحبار و رهبان بني إسرائيل الذين اشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً ، كانوا بيحَرِفوا الكلم عن مواضعه و يقولوا أنه من عند الله و هو ليس من عند الله ، فبالتالي هم هنا بفعلهم ذلك نقضوا عهد الله ، فبالتالي (لا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلا) أنهم اشتروا بتحريفهم لتعاليم الله ثمناً بخساً ، يعني إيه؟ دنيا زائفة زي/مثل صكوك الغفران اللي/التي كانت بتعملها إيه؟ الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى .
- (و لقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار و كان عهد الله مسؤولا) اللي/الذي يُوثق عهد الله و يلتزم بعهد الله سوف يُسأل عن هذا العهد ، تمام؟ طيب .
(الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) .
__
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} :
بعد كده ربنا بيسأل سؤال استنكاري : كيف تفسدون أو (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ربنا هنا بيضرب لهم مثل ، هنا ضرب مثل برضو/أيضاً ، يقول لهم إن إنتو/أنكم كنتم عدم و أموات ، يعني كنتو/كنتم نطفة لا حياة فيها ، ربنا جعلكم أحياء و بعد كده/ذلك تعيشون في هذه الدنيا ، ثم يُميتكم ثم يبعثكم مرةً أخرى في اليوم الآخر ، فبالتالي هذا الخالق الباعث المحيي المُميت كيف تكفرون به؟؟ أي كيف تتجاهلونه و لا تبحثون عنه و عن وصاله؟؟ فهذا هو الإستفهام الإستنكاري ، (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) سوف يُميتكم يعني ، (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) أي في يوم الدينونة .
__
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} :
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا) ربنا سبحانه و تعالى يقول : (ألا له الخلق و الأمر) ربنا هو الذي له الخلق وحده و له الأمر وحده ، يعني هو الخالق الوحيد ، تمام؟ ، و له الأمر أي الوحي وحده سبحانه و تعالى ، و بالتالي كل من قال ، كل من قال أن عيسى خَلَقَ كخلق الله فهو مشرك و كافر بالله عز و جل إلا أن يتوب إلى الله ، هذا قول الفرقة النجدية الخبيثة ، و كل من قال أن الحديث أو الرواية في كتب الأحاديث قاضية على القرآن فهو كافر خارج عن دين الإسلام إلا أن يتوب ، (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا) خلق لكم كل المُسَخَّرات و كل سُنن الكون المخلوقة لكم لتخدمكم في هذه الأرض ، في دار الإختبار ، (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء) ، (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) استوى أي أفاض من فيضه عليها لتكون كما أرادت كلماته لها , و كلمة سبعة هنا تفيد إيه؟ الكثرة ، مش/ليس معناها سبعة سبعة ، لأ/لا ، تُفيد الكثرة ، سماوات تلو سماوات و هي في تمدد مستمر ، صح؟ ، ( و السماء بنيناها بأيدٍ و إنَّا لموسعون) هكذا الكون دائماً في إتساع مُطَّرِد مستمر ، بعد كده/ذلك يرجع ينكمش/يتقلص على نفسه (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا اول خلقٍ نُعيده) ، (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ) يعني أكملهن ، (سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) عالم بكل قوانين هذا الكون ، عالم بنفوس البشر ، يعلمُ مفاتيح بدايتها و يبعثُ على إثر ذلك الرسل في كل حين .
هكذا في هذا الوجه قام الله سبحانه و تعالى بالترغيب تارة و بالترهيب تارة لأنه يعلم جِبلة البشر و يعلمُ طبيعة نفوسهم ، فهو يُريد لهم الصفاء و التزكية ، فهكذا أسلوب تعليمي و تربوي من الله أن يستخدم أسلوب الترغيب في البشرى في الجنات و كذلك أسلوب الترهيب جراء نقض عهد الله و نقض مواثيقه ، تمام؟ ، حد عنده سؤال تاني؟؟؟ .
__
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك ، (بسم الله الرحمن الرحيم ¤ وَالْعَصْرِ ¤ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ¤ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم و بارك على أنبياءك الكرام محمد و غلام أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على آلهم و صحبهم و ذرياتهم الأخيار أجمعين و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
============================
==========================
عائشة
السلام عليكم
عائشة
عائشة الأحمدية اليوسفية
بعد صلاة الفجر دعوت ان اكون مطيعه لله و لنبي الزمان وبعدها حلمت انا في بستان فيها شجر من التين وكانت بعض الحبات التين لم تقطف بعد انا قطفت كم حبه واكلتهن
اليوم، الساعة 3:41 م
3:41 م
لقد أرسلت
نعم فالتين هي ثمرات اليقين , كما تقول سورة التين . و عليك السلام و رحمة الله تعالى و بركاته يا عائشة الأحمدية اليوسفية
===========================



























































النار التي تحشر الناس:
تأمل رمزي في كهرباء آخر الزمان
خروج النار في آخر الزمان،
كما ورد في الحديث النبوي،
ليس مجرد حدثت ميتافيزيقيا في نهاية الزمن،
بل هو رمز لتحول عميق في طبيعة الحياة البشرية،
يبدأ من قعر عدن
ويتوسع نحو الشام،
والمغرب، والعالم.
لقد خرجت نار عدن فعلًا، في صورة أول محطة كهرباء أنشئت سنة 1926م،
ثم تبعتها الطائف عام 1931م، والبحرين 1930،
ثم الكويت وقطر والإمارات... وكلها في محيط مكة المكرمة، كما في نص الحديث.
هذه النار، نار الكهرباء،
لم تكن نار لهب، بل نار النظام.
تبيت مع الناس في بطارياتهم، وتقوم معهم حين يشغلونها.
في هواتفهم، في سياراتهم،
في أجهزة تنفسهم،
في مصابيحهم التي لا تنام.
تسكن أسلاكهم،
تضئ شاشاتهم،
تحشرهم في مدن مترامية تحكمها لغة الرقم،
والأصفار والآحاد.
تمامًا كما قال الحديث النبوي الشريف :
> "تحشر الناس... تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا."
"تبعث نار من قعر عدن تسوق الناس إلى محشرهم."
فما هو هذا المحشر الحديث؟
إنه ليس أرضًا بعينها، بل نظام حياة،
حشر الناس فيه من البادية إلى المدن،
ومن الاكتفاء إلى الاعتماد،
ومن الاستقلال إلى التبعية.
إنه أسلوب الغرب الأوروبي الذي ساد العالم، حيث نار الكهرباء كانت مركبة الدجال، تحشد الناس إلى صورة واحدة من العيش، تحمل في طيّاتها فتنًا خفية ودجلًا ماديًا وأخلاقيًا:
من الإباحية والفساد إلى ثقافة الصورة والشهوة.
من السطوة الإعلامية
إلى الجيوش الرقمية.
من قتل المعنى إلى عبادة المادة.
وهكذا تجلّى الحديث الآخر:
> "يحشر الناس على ثلاثة أصناف..."
ومنهم من تحشرهم النار، اثنان على بعير، وأربعة، وعشرة على بعير. وهل هناك حمار أو حصان أو جمل يحمل عشرة
انها السيارات الحديثة؟
مقاعدها المختلفة؟ تعمل بنار، وتسير في خطوط تحكمها إشارات كهربائية؟
ترك القلاص في الحديث عن زمن المسيح،
هو إشارة رمزية لترك الوسائل القديمة وظهور وسائل النقل الحديثة.
لكن في خضم هذا المحشر الناري المادي، لا بد أن يظهر محشر آخر، سماوي/روحاني،
يقوده المسيح المحمدي الموعود ليعيد التوازن إلى الأرض.
في مقابل نار عدن
هناك منارة بيضاء شُيّدت شرقي دمشق – أو بالأدق في الهند عند باب اللد – يوم وضع المسيح المحمدي
حجر أساسها في 13 مارس 1903م،
لتكون منارة للدعاء والنور الروحي، لا النور الكهربائي.
> هناك ميزان عدل، لا بد أن يتقابل فيه
محشر الكهرباء المادي مع محشر الدعوة الروحية.
نار الغرب يقابلها نور الشرق.
دجال الحضارة يقابله روح الحق.
يأجوج ومأجوج الماديان، بتسلحهما ونزاعاتهما،
يقابله مجتمع الروحانيين الموعودين.
في النهاية، النار التي خرجت من محيط مكة لم تكن لهبًا،
بل قوة استعمارية مغطاة بالنور، نقلت الناس إلى عالم لم يعرفوه، عالم المدن والأسواق والإعلام والمادة...
لكنه في الوقت ذاته كشف عن حاجة البشرية لعودة النور الحق.
> "نار لا تُرى، لكنها تسكن كل ما نراه."
نار عدن، التي بدأت حضارية… وستنتهي كونية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق