درس القرآن و تفسير الوجه الثامن و العشرين من البقرة .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الثامن و العشرين من أوجه سورة البقرة ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم درس القرآن و تفسير الوجه الثامن و العشرين من أوجه سورة البقرة ، و نبدأ بأحكام التلاوة و مروان :
- صفات الحروف :
القلقلة : حروفها مجموعة في (قطب جد) .
الهمس : حروفه مجموعة في (حثه شخص فسكت) .
التفخيم : حروفه مجموعة في (خص ضغط قظ) .
اللام : تفخم و ترقق : إذا كان ما قبلها مفتوح و مضموم تفخم , و إذا كان ما قبلها مكسور ترقق , و كذلك الراء تفخم و ترقرق و ممنوع التكرار .
التفشي : حرفه الشين .
الصفير : حروفه (الصاد , الزين , السين) .
النون و الميم المشدتين تمد بمقدار حركتين .
أنواع الهمزة : همزة وصل , همزة قطع , همزة المد .
الغنة : صوت يخرج من الأنف .
___
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
طيب ، في هذا الوجه العظيم المبارك يُبَين سبحانه و تعالى بعضاً من الأحكام الفقهية ، يقول :
{أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ} :
(أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ) و يُعطي سبحانه و تعالى بعض المعاني المجازية و الجمالية في التعبير العربي القرآني ، فيقول أن نساءكم سترٌ لكم و أنتم سترٌ لهن لأن اللبس و الملابس سِتر و سُترة و كرامة ، تمام؟ فبالتالي أنتَ سِتر و كرامة لزوجك و كذلك زوجك هو سِتر و كرامة لك كالملابس ، تمام كده؟ ، (أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ) أي الجِماع لأن في بداية الصيام كان الصحابة يتحرجون من الجماع في ليلة الصيام ، فربنا سبحانه و تعالى أَباح لهم هذا الأمر ، و قال أنه هو أصلاً/أساساً مُباح ، هو أظهرَ لهم حِلَّهُ ، تمام؟ و إباحته ، (أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ) الرفث هو الجماع ، كذلك المُبَاشَرَة هي الجماع ، (هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ) أي كالملابس ، كل واحد هو لبس للآخر ، أي سِتر و غطاء و كرامة للآخر ، تمام؟ ، (عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ) يعني تشعرون بالذنب ، (فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ) ، (فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ) يعني أظهر لكم حُكم الإباحة ، (وَعَفَا عَنكُمۡۖ) يعني وَسع/أوسع عليكم ، تمام؟ ، (فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ) المباشرة هي الجماع ، (وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ) أي إيه؟ ما كتبه الله لكم من إباحة هذا الأمر و هو في الأصل مُباح ، لأن التحريم يكون أثناء الصيام فقط ، (وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ) هنا بقى الأمر إيه؟ يتحدث فقهياً عن الأكل و الشُرب ، (وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ) يعني لما النور يشقشق كده ، اللي/الذي هو الإسفار ، بنسميه إيه؟ الإسفار ، خلاص كده بقى أتى وقت الإمساك ، تُمسك و ده/هذا غالباً ببقى/يكون بعد أذان الفجر بساعة إلا ربع مثلاً على الأحوط أو ساعة ، على حسب إيه؟ خطوط الطول و العرض و المكان ، فإحنا/فنحن بنتكلم هنا بشكل عام ، خلاص؟ لكن العلامة المُمَيِزة بتاعنا/عندنا إيه؟ الإسفار ، طيب , في الأماكن اللي الليل مايبقاش/لا يكون فيها لمدة ٦ شهور مثلاً أو ٣ شهور ، يفضل/يظل فيها النهار كده ٣ شهور ، هيعملوا إيه؟ هيصوموا ٣ شهور كده ماياكلوش/لا يأكلوا؟!!!! ، ماينفعش/لا ينفع ، يوقّتوا ، يعملوا ساعة زمنية يسموها ساعة الصيام مثلاً ، خلاص؟ و يقدروا ١٢ ساعة كل يوم يصوموها ، تمام كده؟ قلنا الكلام ده قبل كده ، يبقى/إذاً (حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ) اللي/الذي هو إيه؟ النور يشقشق ، اللي/الذي هو إيه؟ الإسفار ، هو ده/هذا معناه تَبَيُن الخيط الأسود من الخيط الأبيض ، يعني تَبَيُن الفرق بين ظُلمة الليل و بداية إيه؟ النور ، هو ده/هذا المعنى الصحيح ، اللي/الذي هو الإسفار ، يرحمكم الله(((قالها نبي الله لمن عطس أثناء الدرس))) تمام؟ ، (ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ) الليل أي إلى الغروب ، مش/ليس معناه الليل الدامس كما يفعل الشيعة ، لأ/لا ، الصحيح إلى الغروب يعني وقت غروب الشمس ، تمام كده؟ يعني نزولها في الأفق ، تمام ، (وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ) أي لا تُجامعوهن و أنتم عاكفون في المساجد ، اللي/الذي يُعطي نية الإعتكاف في المسجد لا يجوز له جِماع الزوجة ، إذا فعل ذلك يَبطُل إيه؟ الإعتكاف ، خلاص؟ الإعتكاف اللي/الذي هو الإنسان يحبس نفسه في المسجد للعبادة و الصلاة ، خلاص؟ فترة معينة يعني ، ١٠ أيام ، ٢٠ يوم و هكذا على حسب ، (تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ) مش/ليس شرط كمان/أيضاً مسجد يعني اللي/الذي هو المعروف دلوقتي/الآن ، لأ/لا عادي ممكن غرفة يعتكف للتعبد ، تمام؟ يذهب فقط لقضاء حاجته مثلاً و للطعام و يرجع تاني للتعبد ، يعني يحبس نفسه للتعبد فترة مؤقتة أسبوع ، ١٠ أيام ، و طبعاً يكون ناوي نية الإعتكاف لله أي الإنقطاع لله ، خلاص؟ يبقى/إذاً الإعتكاف يجوز في أي مكان ، صح كده؟ ، (تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ) دي/هذه إيه؟ الحدود اللي/التي ربنا أَقَرَها في الشريعة ، (فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ) أي لا تتجاوزوها و لا تطغوا عليها ، (كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ) ربنا سبحانه و تعالى يُبَين الآيات ، تمام؟ و الشرائع للناس المُكلفين (لعلهم يتقون) لعلهم يجعلون بينهم و بين عذاب الله وقاية ، تمام كده؟ طيب .
__
{وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَاطِلِ وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقٗا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} :
(وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَاطِلِ) ربنا نهى عن أكل إيه؟ أموال و حقوق الناس بينهم و بين بعض ، كل واحد يأخذ حقه ، محدش/لا أحد يجور أو يطغى على نصيب الآخر ، تمام؟ ، (وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَاطِلِ)خلي بالك ، و بعد كده حَرَّمَ الرشوة و المحسوبية ، فبيقول إيه : (وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ) يعني تدوا/تعطوا الرشوة إلى الحكام ، مش/ليس الحكام بس/فقط الرؤساء أو الملوك ، لأ/لا ، الحكام هم أصحاب المناصب و النفوذ و السلطان ، تمام؟ في الدوائر مثلاً الحاكمة في كل مكان ، اللي/الذي يُعطيهم رشوة عشان/حتى يمشي/يسهل مصلحة ، دي/هذه ربنا حرمها ، ربنا قال : (وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقٗا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ) يعني تاخد/تأخذ إيه؟ حق مش/ليس حقك ، (بالإثم) بالذنب ، (وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ) إنتو/أنتم عارفين إن ده/هذا غلط/خطأ ، فربنا حَرَّم إيه؟ الرشوة و الواسطة و المحسوبية ، صح كده؟ ، طبعاً الرشوة و الواسطة و المحسوبية ده/هذا غَير الشفاعة ، الشفاعة دي/هذه أمر آخر ، اللي/التي هي لا تكون إلا بإذن الله و رضا ، و الشفاعة دي/هذه تكون في يوم الحساب ، اليوم الآخر ، تمام؟ ، لكن هل ده/هذا معناه إن ربنا بيقبل الواسطة و الرشوة و إن الواحد ياكل/يأكل حق أخيه بغياً في الأمور الدنيوية؟؟ لأ/لا ، الدليل أهي/هنا الآية دي/هذه ، أصله ممكن واحد ملحد يقول لك إيه؟ ما ربكم بيقول الشفاعة يوم القيامة يعني هو يُقِر الواسطة و المحسوبية؟؟؟ ، فنقول له إيه؟ خَسِئت ما هذا هو إيه؟ قصد الله ، ربنا سبحانه و تعالى لا يرضا إلا بالعدل و الحق ، تمام؟ هو يأمركم بالعدل فيما بينكم ، فهو يقول : (وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡباطِلِ) لما واحد باخد/يأخذ نصيب واحد في منصب أو كده برا/في الخارج يبقى/إذاً كده أكل مال أخيه بالباطل ، صح؟ و ده/هذا بيحدث للأسف الشديد في المجتمعات اليوم ، المفروض إيه؟ يبقى/يكون الفيصل هو إيه؟ الكفاءة و الجهد و الإجتهاد ، صح؟؟ ، (وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡباطِل) و المال هنا مش/ليس معناه المال ، الفلوس بس/فقط ، لأ/لا ، مال ورقي لأ/لا بس/فقط ، مش/ليس المقصود به الأموال النقدية ، الأموال يعني إيه؟ الأنصبة ، الأموال : الأرزاق ، الحقوق ، (وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَاطِلِ وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ) ، (وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ) يعني إيه؟ تُصيبوا الحكام بالرشوة ، و الرشوة بقى ممكن تكون لها أنواع كثيرة عشان/حتى تحققوا إيه؟ مكاسب دنيوية ظالمة ، (لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقٗا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ) هو ده لتأكلوا حقوق العباد بالإثم أي بإيه؟ بذنب يتبعه ، (وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ) إنتو/أنتم عارفين فلا تُدَلِّسوا على أنفسكم ، خلوا/اجعلوا الميزان ما بينكم هو إيه؟ الكفاءة ، صح؟ .
خلي بالك ، ربنا سبحانه و تعالى هنا إيه؟ لما ذَكَرَ آيات الصيام و قال الأحكام الفقهية اللي/التي فيها ، ده/هذا عشان/حتى الإنسان يستفيد من الصيام ، لأن الصيام يضبط إيه؟ يضبط الجسد ، صح؟ ، كذلك هنا ربنا قال في الآية دي/هذه صيام البشر عن إيه؟ الظلم المالي و المادي ، فيضبط هنا إيه؟ شهوة النفوذ و شهوة الأموال ، يبقى/إذاً هنا ربنا بالصيام المعروف أراد لنا أن نضبط شهوة الجسد ، الشهوة الجنسية ، كذلك شهوة الطعام و الشراب ، كذلك الآية دي/هذه (وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَاطِلِ) هنا ربنا بيضبط إيه؟ شهوة النفوذ و التسلط و الأموال و الرِشَا ، فيبقى/إذاً ربنا هنا إيه؟ مُعلم و مُزكي و مؤدب ، صح؟ ماشي .
___
{يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَابِهَاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} :
(يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ) الأهلة اللي/الذي هو جمع هلال اللي/الذي بنشوفه/نراه في السما/السماء ، لأن الهلال ده/هذا أو القمر ده/هذا يُعتبر ، يُعتبر ساعة كونية ، ساعة كونية نُدير بها إيه؟ الوقت و الزمن عشان/حتى نُدير أمورنا و مصالحنا ، صح؟ ، (يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ) مواقيت يعني تضبط الأوقات للناس و كذلك الناس بيستدلوا بها على إيه؟ على مواسم إيه؟ الحج و الصيام أيضاً ، صح كده؟ طيب ، (وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا) خلي بالك ، دي/هذه كانت عادة عند إيه؟ الوثنيين زمان/قديماّ ، إن لما يكون ، يكونوا في حالة إحرام ، رايحين/ذاهبين يحجوا للبيت الحرام ، يُحرموا على أنفسهم إن هم يدخلوا بيوتهم من الأبواب الأمامية ، بيدخلوا من الإيه؟ أبواب خلفية أو من الشبابيك/النوافذ من ورا/وراء مثلاً ، عادة من عاداتهم الوثنية التي ليس لها معنى ، فربنا بيصلح الأمور دي/هذه فبيقول إيه؟ : (وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ) ليس الخير يعني ، (بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا) زي/مثل ما ابتدعتوا يعني ، (وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ) البر هو التقوى و الصلاح ، (وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوابِهَاۚ) ادخلوا بيوتكم من أبوابها ، و كذلك في/يوجد معنى مجازي هنا معناه إيه؟؟ (وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوابِهَاۚ) يعني كونوا صريحين ، كونوا مستقيمين ، و أۡتُوا الأمر بشكل مستقيم ، هو ده/هذا معنى (وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوابِهَاۚ) خليكم/كونوا إيه؟؟؟ صريحين و صادقين ، (وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ) لأن التقوى تأتي بالفوز و الفلاح ، تمام؟ .
عرفنا طبعاً الأهلة دي/هذه ساعة كونية بنضبط بها إيه؟أوقات الصيام و الفِطر و الحج ، تمام كده؟ ، و عرفنا طبعاً في الجاهلية لما كان الواحد يُحرم مايخشش/لا يدخل البيت بتاعه/بيته من الباب بتاعه الأمامي ، تمام؟ بل يدخل من الخلف إعتقاداً أن ذلك من البِر ، فالآية هنا بتصحح هذا المفهوم ، ماشي؟ ، هنا ربنا بيبين/يُبَين طبعاً البر الحقيقي إيه؟ ليس في الظاهر أو العادات الغريبة ، بل في التقوى و هي خشية الله و إمتثال أمره ، ربنا قال : (وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوابِهَاۚ) دي/هذه دلالة إيه بقى؟ الأمر ده/هذا ، ده/هذا أمر الأخذ بالأسباب الصحيحة ، نأخذ بالأسباب في أمورنا ، كذلك نأخذ إيه؟ مداخل أو المداخل الطبيعية للأمور ، المعنى الحرفي بقى ادخلوا ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوابِهَاۚ ، يعني إيه؟ ليس من ظهورها يعني ، المعنى المجازي اللي/الذي احنا/نحن قلناه تعاملوا مع الأمور من مداخلها الصحيحة ، لا بالإلتواء و التحايل .
___
{وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ} :
طيب ، خلي بالك بقى ، آخر آية هنا هي القاعدة الأساسية في القتال و الجهاد في الإسلام ، دي/هذه بيرجع لها أي شيء في الجهاد و القتال في الإسلام ، تمام؟ ، إيه هي بقى؟؟ : (وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ) دي/هذه آية عامة يرجع لها أي حُكم ، إن شاء الله في الوجه القادم هنأخذ تفاصيل القتال في سبيل الله ، اللي/التي كلها ترجع المعنى ده/هذا ، اللي/الذي هو القتال الدفاعي ، تمام؟ القتال الدفاعي و صد العدوان و عدم البدء بالإعتداء ، ليه/لماذا؟؟ لأن ربنا لا يُحب المعتدين ، صح كده؟ الله لا يُحب المعتدين ، يبقى/إذاً الأمر بالقتال هنا إيه؟ مُقيد ، مُقيد ، إذاً العدوان هنا ليس إيه؟ للتوسع أو الغنيمة إنما هو رد الإعتداء ، خلاص كده؟ ، يبقى القتال هو في سبيل الله لنصرة الحق و دفع الظلم و حماية الدعوة و منع الفتنة ، تمام؟؟ يبقى القتال هنا مشروع ضد مين/من؟؟؟ المعتدين و المحاربين فقط ، و لو إنسان إنجرف خلف شهوة القتال ، لأن القتال شهوة أيضاً ، سوف يعتدي و يظلم و يطغى و هو إيه؟ ما يحدث اليوم و ما حدث قديماً و كلها تجاوزات حدثت بإسم الإسلام ظلماً و عدواناً و الإسلام منها براء ، و مين/من جاه/أتى و ضبط المعايير دي/هذه؟ الإمام المهدي هو اللي/الذي فهمنا/أفهمنا ، صح؟؟ طيب ، يبقى القتال المشروع ضد مين/من؟؟ المعتدين و المحاربين فقط ، معنى الآية بقى إيه؟ لا تبتدئوا القتال من أنفسكم ضد من لم يُقاتلكم ، و ده/هذا أصل عظيم في فقه الجهاد ، و القتال مشروع بس/فقط لرد عدوان قائم ، لا لمجرد إختلاف في الدين ، (لا تعتدوا) أي لا تتجاوزوا حدود الله في القتال ، تمام؟ ، من ضمن الطغيان و الإعتداء في القتال إيه بقى؟ قتل غير المحاربين زي/مثل النساء و الأطفال و الشيوخ و الرهبان ، الغدر و نقض العهود ، المُثلة يعني التمثيل بالجثث ، قطع الأشجار و الإفساد في الأرض ، كل ده/هذا إيه؟ من الإعتداء المنهي عنه ، (إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ) هو إيه؟ الإعتداء مرفوض ، الإعتداء مرفوض عند الله عز و جل ، يبقى كده هنا إيه؟ الإسلام شرع الحرب كحل أخير و كرد فعل لا كفعل إبتدائي ، ماشي؟؟ وضع ضوابط صارمة لأخلاقيات القتال ، تمام؟ ، الحرب في الإسلام ليست إنتقامية و لا عنصرية بل منضبطة بضوابط أخلاقية ، حماية المدنيين و الإلتزام بالعهود و منع التعذيب و منع قتل الأسرى (فإما مَنَاً بعد و إما فداء حتى تضع الحرب أوزارها) ، ماشي ، حد عنده سؤال تاني؟؟؟ .
ً___
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك ، (بسم الله الرحمن الرحيم ¤ وَالْعَصْرِ ¤ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ¤ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم و بارك على أنبياءك الكرام محمد و غلام أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على آلهم و صحبهم و ذرياتهم الأخيار أجمعين و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين . 💙🌿
===========================
يقول زميلي اللاأدري:
كيف دخل الناس الإسلام عبر التاريخ فقراء قريش في مكة بأموال خديجة سادة قريش بالسيف حثالة قريش بالجنس والغنائم البلدان والمدن الأخرى بالغزوات والجزية المسلمين في وقتنا الحاضر بأموال النفط أنا وأنتم ونحن بالوراثة كلمة "بالاقتناع" غير موجودة في القاموس الإسلامي
يوسف بحر الرؤيا :
---
## 1. فقراء مكة وأموال خديجة
* **صحيح جزئيًا**: خديجة رضي الله عنها دعمت النبي ﷺ ماليًا، وهذا مكّن الدعوة من الاستمرار رغم الحصار.
* لكن أغلب فقراء مكة دخلوا الإسلام **عن قناعة** لأنه وعدهم بالكرامة والعدالة (بلال، صهيب، عمار، خباب).
* هؤلاء لم يأخذوا مالًا بل عُذّبوا وجاعوا، فلو كان الأمر "رشوة" لتركوا الدين عند أول عذاب.
---
## 2. سادة قريش و"الإسلام بالسيف"
* **غير دقيق تاريخيًا**: أغلب سادة قريش لم يسلموا إلا بعد فتح مكة، لكن الفتح كان شبه سلمي.
* الرسول أعلن يومها "اذهبوا فأنتم الطلقاء" ولم يُكرههم على الإسلام فورًا.
* كثير من سادة مكة ظلوا على شركهم فترة ثم أسلموا تدريجيًا، بعضهم عن اقتناع وبعضهم لالتحام المجتمع الجديد.
* الإسلام ينهى صراحة عن الإكراه: **﴿ لا إكراه في الدين ﴾** (البقرة:).
---
## 3. "حثالة قريش" بالغنائم والجنس
* نعم، الغنائم كانت دافعًا لبعض الداخلين الجدد بعد بدر وأحد، وهذا اعترف به القرآن نفسه:
* **﴿ ومنكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ﴾** (آل عمران: ).
* لكن هذا لا يلغي أن كثيرًا أسلموا عن إيمان، ولا يبرر تعميم الإسلام على أنه مجرد غنائم.
* مسألة السبايا والزواج من السبايا كانت جزءًا من قوانين الحرب العالمية آنذاك (الروم والفرس أيضًا مارسوه)، لكن الإسلام وضع ضوابط أخلاقية أكثر من غيره (استبراء الرحم، تحريم الإكراه، تشجيع العتق).
---
## 4. البلدان والمدن الأخرى
* **بعض الفتوحات كانت عسكرية بالفعل**: العراق، الشام، مصر، فارس.
* لكن دخول الشعوب في الإسلام كان تدريجيًا على مدى قرون:
* في مصر مثلًا: ظل أغلب السكان على المسيحية حتى القرن الثالث الهجري.
* في فارس: ظل الزرادشتيون قرونًا حتى تقلصوا.
* كثير من الناس أسلموا لاحقًا عن اقتناع اجتماعي وديني (رأوا مساواة وعدالة نسبية في النظام الإسلامي مقارنة بالساسانيين والبيزنطيين).
---
## 5. مسلمو الحاضر والنفط
* انتشار الإسلام اليوم لا يعتمد فقط على النفط، فالدعوة الإسلامية سبقت النفط بـ 13 قرنًا.
* لكن صحيح أن أموال النفط ساعدت في نشر الدعوة وبناء مساجد ومؤسسات تعليمية في العالم.
---
## 6. الإسلام بالوراثة
* نعم، أغلب المسلمين اليوم مسلمون بالولادة.
* لكن هذا لا ينفي وجود من يعتنق الإسلام عن اقتناع شخصي كل يوم (خصوصًا في الغرب).
* الإحصائيات المعاصرة تشير إلى أن الإسلام هو الدين الأسرع نموًا في العالم بسبب اعتناقه من البالغين في أوروبا وأمريكا، لا بسبب التكاثر فقط.
---
## 7. "كلمة الاقتناع"
* موجودة في القرآن: **﴿ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ﴾** (الكهف: ).
* الإسلام يقدم حجة عقلية (التوحيد، المعاد، المعنى) ويطالب بالنظر: **﴿ قل انظروا ماذا في السماوات والأرض ﴾** (يونس: ).
* نعم، عبر التاريخ حصل إكراه سياسي أحيانًا، لكن لا يمكن اختزال 1400 سنة في هذه الصورة فقط.
---
## خلاصة موضوعية
* الإسلام تاريخيًا جذب الناس بمزيج من:
1. **الإيمان والمعنى** (خصوصًا المستضعفين والباحثين عن العدالة).
2. **القوة السياسية والعسكرية** (الفتوحات).
3. **المصالح الاجتماعية والاقتصادية** (الانتماء لدولة قوية).
* لا يمكن إنكار أن هناك إكراهات وظلم حدث، لكن تعميمه على كل الدخول في الإسلام فيه مبالغة.
---
| الفئة | التصور الشائع | التحليل التاريخي | ملاحظات نقدية |
| -------------------- | -------------------------- | ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- | ----------------------------------------------------------------------------------- |
| **فقراء قريش** | آمنوا بدعم أموال خديجة | صحيح جزئيًا: خديجة ساعدت النبي ماديًا ومعنويًا، لكن غالبية أوائل المسلمين كانوا مستضعفين (بلال، عمار، صهيب...) وتحمّلوا تعذيبًا شديدًا. لو كان الأمر مسألة أموال فقط لارتدّوا تحت الضغط. | هنا نجد "عنصر الاقتناع" قويًا لأنهم لم يكن لهم مصلحة دنيوية. |
| **سادة قريش** | أسلموا تحت السيف | بعضهم أسلم بعد فتح مكة فعلًا (كأبو سفيان)، لكن آخرين أسلموا قبل الفتح (عمر، حمزة) بلا إكراه. فتح مكة كان بلا مذبحة جماعية، ومعظم الناس دخلوا في الإسلام تحت ضغط سياسي لكن بلا حرب شاملة. | التحول هنا كان مزيجًا من "الاقتناع + البراغماتية السياسية". |
| **حثالة قريش** | دخلوا بسبب الغنائم والنساء | بعد بدر وأحد ازدادت الغنائم، صحيح أن بعضهم دخل الإسلام لأجل المصالح، والقرآن يلمح إليهم (ومنهم من يلمزك في الصدقات). | الإسلام نفسه اعترف بوجود "منافقين" دخلوا لغير اقتناع، فالتاريخ لا ينكر هذه الظاهرة. |
| **البلدان المفتوحة** | أسلمت تحت الغزو والجزية | الفتح العسكري كان بوابة، لكن اعتناق الإسلام لم يكن فوريًا، واستمر لقرون (في مصر والشام مثلًا كان غالبية السكان مسيحيين لقرون بعد الفتح). كثيرون أسلموا لاحقًا لتجنب الجزية أو بدافع الهوية الثقافية. | هنا "الإقناع" جاء تدريجيًا عبر الاندماج لا عبر السيف فقط. |
| **مسلمو اليوم** | ورثوا الإسلام | هذا صحيح في الغالب: الانتماء الديني اليوم موروث أكثر منه اختيار فردي. | لكن عصرنا الحديث يشهد أيضًا موجات ارتداد واعتناق حر بسبب التواصل الحر. |
الخلاصة:
كلمة "بالاقتناع" موجودة فعليًا، لكن ليست هي العامل الوحيد.
الإسلام انتشر بمزيج معقد: اقتناع إيماني حقيقي عند البعض، براغماتية سياسية عند آخرين، إكراه اجتماعي أو اقتصادي عند فئات، ومصالح مادية عند آخرين. التاريخ الإنساني كله هكذا، وليس الإسلام استثناءً — حتى المسيحية انتشرت بعد أن صارت ديانة الدولة في روما.
| المرحلة | ما حدث فعليًا | الشواهد التاريخية | تحليل نقدي |
| -------------------------------------- | ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- | -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- | ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------- |
| **1. مكة – إيمان المستضعفين** | أوائل الداخلين للإسلام كانوا من المستضعفين: بلال، عمار، خباب، صهيب... تحمّلوا تعذيبًا شديدًا، ولم يكن عندهم سيف ولا غنائم ولا سلطة. | ابن إسحاق يذكر قصة تعذيب بلال على الرمضاء، وقتل سمية أم عمار. | هذا الإيمان لا يمكن تفسيره إلا بالاقتناع العميق؛ لم يكن هناك مكسب دنيوي بل خسارة اجتماعية واقتصادية. |
| **2. إسلام حمزة وعمر** | شخصيتان قويتان من قريش، دخلا الإسلام قبل الهجرة، مما أعطى المسلمين قوة نسبية. | سيرة ابن هشام تذكر قصة غضب حمزة لنبيذ قريش وضربه لأبي جهل ثم إعلان إسلامه، وقصة بحث عمر عن قتل النبي ثم سماعه القرآن. | دوافعهم كانت مزيجًا من الاقتناع العاطفي والبحث عن معنى، لا مكسب مادي. |
| **3. الهجرة إلى المدينة وبناء الدولة** | في المدينة، الإسلام أصبح قوة سياسية، وبدأت الغزوات للدفاع والهجوم. الغنائم أصبحت حافزًا لبعض الناس. | القرآن يقر بوجود "منافقين" دخلوا الإسلام لأجل المصالح (التوبة: ). | هذه المرحلة شهدت أول احتكاك بين الدين كإيمان فردي والدين كسلطة اجتماعية. |
| **4. فتح مكة** | تم العفو عن معظم أهل مكة، مع بعض استثناءات محدودة. كثير منهم أسلموا بعدها. | ابن هشام يروي قول النبي: "اذهبوا فأنتم الطلقاء." | دخول قريش هنا كان مزيجًا من الاقتناع والخضوع للواقع الجديد (قوة المسلمين). |
| **5. الفتوحات خارج الجزيرة** | جيوش المسلمين فتحت الشام، العراق، مصر، فارس... السكان ظلوا على أديانهم قرونًا طويلة يدفعون الجزية. | البيروني يذكر أن أغلب سكان فارس ظلوا زرادشتيين حتى القرن الثالث الهجري، وكذلك في مصر أغلب السكان ظلوا مسيحيين حتى العصر العباسي. | دخول الإسلام لم يكن فوريًا بل تدريجيًا، كثيرون أسلموا لاحقًا لتخفيف العبء الضريبي أو الاندماج في المجتمع الجديد. |
| **6. الترك والمغول** | دخلوا الإسلام بعد احتكاك طويل بالتجار والدعاة والمتصوفة، لا بسبب الفتح العسكري فقط. | إسلام بركة خان (من أحفاد جنكيز خان) كان عبر نقاشات مع علماء ودعاة مسلمين. | هذه من أوضح الأمثلة على انتشار الإسلام بالإقناع والقدوة، لا بالسيف. |
| **7. إفريقيا وجنوب شرق آسيا** | الإسلام انتشر أساسًا عبر التجارة والدعوة السلمية. | تاريخ إسلام مالي وغانا وإندونيسيا يشهد أن التجار المسلمين كانوا قدوة حسنة. | لا توجد فتوحات عسكرية واسعة هناك، بل إقناع ثقافي وديني. |
**التحليل النهائي:**
* نعم، السيف كان عاملًا في الفتوحات السياسية، لكن التحول الديني كان غالبًا بطيئًا، عبر الإقناع، التزاوج، المصالح الاجتماعية، والتأثير الثقافي.
* كلمة "بالاقتناع" موجودة فعلاً في القاموس الإسلامي، لكنها لم تكن العامل الوحيد، بل جزء من شبكة أوسع من العوامل.
* حتى اليوم: هناك مسلمون بالوراثة، ومسلمون بالاقتناع (دخلوا الإسلام عن قناعة فكرية)، ومسلمون بالهوية الاجتماعية فقط.
| المنطقة / المرحلة | السيف (الفتح العسكري) | الإقناع / الدعوة / التفاعل الثقافي | النتيجة النهائية |
| ----------------------------------------- | ----------------------------------- | ------------------------------------------------------ | ------------------------------------------------------------------------- |
| **مكة (610-622م)** | لا يوجد، بل المسلمون كانوا مضطهدين | الإقناع بالدعوة السرية ثم العلنية | إيمان بلال، عمار، خباب، وبعض سادة قريش عن قناعة |
| **المدينة وما حولها (622-632م)** | معارك بدر وأحد والخندق وحُنين | الدعوة المستمرة وبناء مجتمع متماسك | دخول كثير من القبائل طوعًا بعد صلح الحديبية، وانتشار الإسلام في الجزيرة |
| **مكة (فتح مكة 630م)** | دخول سلمي بقوة الجيش، لكن دون مجازر | عفو النبي: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" أقنع الكثيرين | أغلب أهل مكة أسلموا بعدها |
| **الشام والعراق ومصر (الخلفاء الراشدون)** | فتوحات عسكرية ضد الروم والفرس | السكان ظلوا على أديانهم قرونًا ودخلوا الإسلام تدريجيًا | انتشار الإسلام كان تدريجيًا، مرتبطًا بالمصالح والاندماج الاجتماعي |
| **فارس وما وراء النهر** | فتوحات عسكرية حاسمة | اعتناق الإسلام كان بطيئًا ثم تسارع في العصر العباسي | دخول الفرس إلى الإسلام مع احتفاظهم بثقافتهم (ترجمة العلوم، صناعة الحضارة) |
| **الأندلس (إسبانيا)** | فتح عسكري بقيادة طارق بن زياد | كثير من السكان ظلوا نصارى قرونًا | أسلم بعض السكان بالإقناع أو لأسباب اجتماعية |
| **إفريقيا جنوب الصحراء** | لا توجد فتوحات كبرى | الإسلام انتشر عبر التجارة والزواج والدعوة السلمية | إسلام ممالك مثل مالي وغانا وسونغاي طوعًا |
| **الهند** | فتوحات متقطعة على مدى قرون | دور الصوفية كان حاسمًا في نشر الإسلام | إسلام ملايين الهنود عن قناعة وتأثير روحي |
| **إندونيسيا وماليزيا** | لا توجد جيوش فاتحة | انتشار الإسلام عبر التجار والدعاة | أكبر دولة مسلمة اليوم (إندونيسيا) بلا فتح عسكري |
| **العصر الحديث** | لا توجد فتوحات | إسلام أشخاص عبر الحوار والفلسفة | تزايد اعتناق الإسلام في أوروبا وأمريكا عن اقتناع شخصي |
🔑 **الاستنتاج:**
* الإسلام كدين انتشر بمزيج من القوة السياسية والاقتصادية والإقناع الروحي والفكري.
* السيف فتح الطريق، لكن الإقناع كان العامل الذي جعل الناس يختارون البقاء على الإسلام بعد الفتح.
* في كثير من الأماكن (إفريقيا، آسيا)، كان الإسلام سلميًا تمامًا وانتشر فقط عبر الدعوة والتجارة.
==================================================
صلاة الجمعة 26=9=2025
https://drive.google.com/file/d/1HNcD3VTNlIaE0IcGvo09tmpyM9wq85DC/view?usp=sharing
البقرة 29
https://drive.google.com/file/d/1oAgOkwCRD9SARFuFgDTeeQA480tAOV7v/view?usp=sharing
Hazeem Ahmade
20 سبتمبر الساعة 9:13 م ·
مُذَكّر كُلَّ المُذَكِّرَات.
=============
منذ فجر التاريخ، كانت فكرة الإله الواحد أشبه بنجم بعيد في سماء العقل البشري؛ يرى الإنسان نوره، لكنه لا يستطيع أن يلمسه. كان ينظر إلى الكون من حوله، فيرى قوى متعددة: شمس تعطي، وقمر يهدي، ونار تحرق، وماء يُحيي، وظن أن لكل قوة إله، ولكل ظاهرة ربّ، فامتلأت الأرض بالآلهة، وتعددت الأسماء، واختلطت الرموز. لم يكن العقل البدائي ليستوعب أن كل هذه القوى، على اختلافها، إنما تخضع لإرادة واحدة، وتنبثق من ذات واحدة، فراح يجزّئ الإله، ويقسم صفاته، ويعبدها متفرقة. كانت فكرة التوحيد الحقة ثقيلة على عقل الإنسان، تفوق خياله، وتتجاوز قدرته على الفهم، لذا ما أن يُبعث نبي حتى تُحرف دعوته سريعًا، ويُنسى اسمه أو يُؤلَّه ذاته. لقد جاء بوذا يدعو إلى الاستقامة والصدق والنقاء، وأشار في عمق حكمته إلى وجود قوة أعلى، لكن تلاميذه سرعان ما نسجوا حوله الأساطير، ورفعوه إلى مصاف الآلهة. وجاء كونفوشيوس بالحكمة، يدعو إلى نظام أخلاقي متناغم مع السماء، لكنه لم يُفهم كرسول، بل كفيلسوف. في قديم الزمان لم تفهم البشرية الأنبياء، لكنها لم تكن تطيق التوحيد الذي جاؤوا به. ثم جاء إبراهيم عليه السلام، فكسر الأصنام، ورفع راية التوحيد خالصة، فبدأ النور يلمع من جديد، لكنه بقي محاصرًا. وفي زمن موسى عليه السلام، اشتدّ النور، وظهر شِرعًا وكتابًا، فحمل بنو إسرائيل التوراة، لكنهم سرعان ما خلطوها بكتبهم وموروثاتهم. حتى جاء عيسى عليه السلام، بنقاء عظيم، فشق النور طريقه إلى القلوب، ولكن الناس عبدوه بدل أن يتبعوه، وقالوا: هو الله. ثم كان الخاتم: محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء بكلمة واحدة جمعت كل الرسالات، وثبّت بها التوحيد في الأرض: لا إله إلا الله. كان الإسلام نداء الفطرة وقد نضج، وكان الوحي بعد أن شبّ، فجاء بكمالٍ لم تعرفه البشرية من قبل. رفع الله في الإسلام ذاته فوق كل تشبيه، وأعلن: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، فلا صنم، ولا صورة، ولا جسد، ولا ظل، بل إله واحد، عظيم، رحمن، رحيم، مالك يوم الدين. لقد تدرّجت البشرية في فهم التوحيد عبر آلاف السنين، من الخرافة إلى الرمز، ومن الرمز إلى الحكمة، ومن الحكمة إلى الوحي الكامل. واليوم، بعد أن نضجت العقول، وأشرقت الأرض بنور ربها، لم يبقَ للناس إلا أن يعودوا إلى الأصل، ويقولوا مع إبراهيم: إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا، وما أنا من المشركين. إن الإسلام كان أعظم لحظة وعي روحي في تاريخ البشرية. لقد أخذ بأيدي الناس من ظلام التصورات الغامضة عن الله، من عبادة الرموز والصور، من تعدد الآلهة وتنازعها، إلى نور التوحيد الخالص، الصافي، الجلي، الذي لا لبس فيه ولا شبهة. في الإسلام، أصبح الله معلومًا بالفطرة، مُعظَّمًا بالعقل، محبوبًا بالقلب، ومعبودًا بالحق. لا تمثال له، ولا تجسيد، ولا وساطة. هو {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}، ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير. الإسلام لم يكتفِ بإعلان التوحيد، بل جعله روح الحياة، وبوصلتها، وسرّ الوجود كله. أما محمد صلى الله عليه وسلم، فهو الإنسان الذي تجلّى فيه التوحيد حيًّا ناطقًا. لم يكن فقط نبيًا، بل كان أعظم مفسرٍ وحدانية الله. في كلامه، في أفعاله، في رحمته، في عدله، في زهده، في جهاده، في سكوته، في سكينته... كان التوحيد يمشي على الأرض.
لم يأتِ ليفرض إلهًا جديدًا، بل ليعيد الناس إلى الإله الذي عرفوه يومًا ثم نسوه، ليرفع الستار عن وجه الحقيقة، وليقول للبشرية كلها: هذا هو الله، ليس منكم، ولا من صنعكم، بل هو خالقكم وربكم، فاعبدوه وحده، وأحبوه وحده، وارجوا رحمته وحده. لقد جعل النبي محمد التوحيد بديهيًّا في القلوب، ومنطقيًّا في العقول، وجميلاً في الحياة. ولهذا لا يُذكر اسمه إلا ويُقال بعده: صلّى الله عليه وسلم، ليس من باب العادة، بل من باب الوفاء، والعرفان، والحب العميق لمن أهدى للعالم مفتاح معرفة الله ووحدانيته .
إذا كان الناس من قبله قد عبدوا الشمس، والقمر، والنار، والماء... فهو من علّمهم أن كل هذه المخلوقات تقول: "سبحان الله"، لا "أنا الله".
ولهذا، فإن أعظم هدية للبشرية ليست العلم، ولا الفلسفة، ولا الحضارة… بل كلمة واحدة قالها محمد للعالم: لا إله إلا الله.
هذا الكتاب يجمع بين التاريخ والرمز والتوحيد هو أشبه برحلة نورانية تُعيد للقارئ وعيه الروحي الأول، وتُرشده إلى أعماق لم يكن ليبلغها بغير التأمل الهادئ والمقارنة الصادقة. وفيما يلي أبرز فوائده:
1. كشف جذور التوحيد في أعماق التاريخ: الكتاب يُظهر أن فكرة الإله الواحد لم تكن طارئة، بل كانت تسكن الفطرة البشرية منذ الأزل. حتى الأمم الضالة التي عبدت الشمس أو النار كانت، في جوهرها، تبحث عن الله. هذا الفهم يُعزّز الإيمان بأن التوحيد هو الأصل، وأن الشرك دخيل طارئ.
2. فهم رمزية الأديان والأساطير القديمة: حين تقرأ كيف أن آلهة مثل رع، أو إندر، أو زيوس، ما هي إلا صفات لله مجزّأة، تدرك أن التاريخ الديني للبشر ليس خطًا منقطعا، بل هو نهر واحد تلوّث ثم نُقّي بالوحي من لآخر. هذه الرؤية تُنمّي الفهم العميق وتتجاوز الأحكام السطحية على الديانات.
3. تعظيم مقام الإسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم: الكتاب يُظهر كيف بلغ التوحيد كماله في الإسلام، وكيف أن النبي محمد هو الخاتم الذي وحّد الصفات المبعثرة في إله واحد، وعاد بالبشر إلى خالقهم الحقيقي. وهذه مقارنة تُشعر القارئ بعظمة الرسالة المحمدية وقدرها في التاريخ.
4. إعادة قراءة التاريخ بمنظور إيماني غير تقليدي: ليس التاريخ هنا مجرد ملوك ومعارك، بل حكاية قلب بشري يبحث عن الله. وهذا يُحوّل القراءة من ثقافة إلى بصيرة، ومن معرفة إلى هداية.
5. التأسيس لتقريب بين الشعوب لا بتذويب العقائد، بل بإظهار الأصل الواحد: الكتاب يُظهر أن كل الحضارات، وإن تفرقت، كانت تدور حول مركز واحد، وتبحث عن الحقيقة ذاتها. وهذه الرؤية تعزز السلام الداخلي والخارجي، وتُمهّد لحوار عميق بين الأديان على قاعدة التوحيد.
6. إحياء عظمة الأنبياء المهملين والرسالات المنسية: من خلال رؤية رمزية وتوحيدية، يعيد الكتاب الاعتبار لأنبياء كُثر غطّاهم النسيان أو الأسطورة، مثل بوذا وكونفوشيوس، ويُظهر أنهم كانوا أيضًا رسلاً إلى أقوامهم، دَعَوا إلى الله، ثم حُرفت رسالاتهم.
7. إدراك كيف يتجلّى الله في التاريخ، لا في الصور، بل في المعاني: الكتاب يُعلّم القارئ أن الله لا يُرى في الأصنام، بل يُفهم في الحكمة، في الرحمة، في النظام، في العدل… وأن هذه الصفات حين تُقرأ بصدق، تُعيد الإنسان إلى الله.
باختصار: الكتاب ليس مجرد دراسة تاريخية، بل هو مرآة روحية يرى القارئ فيها ملامح الله في كل حضارة، ثم يكتشف أن كل تلك الملامح تجتمع في وجه واحد، هو الله الواحد الأحد، الذي عرفه الإسلام، وكشفه الوحي، ودعا إليه جميع الأنبياء، وكنهم لم يعرفوه .
وهكذا، تنتهي هذه الرحلة عبر الزمان والمكان، عبر الحضارات والأساطير، عبر الرموز والمعاني، لنصل إلى حقيقة واحدة كانت دومًا تنادينا من أعماق الفطرة: أن لا إله إلا الله. لم يكن هدف هذا الكتاب أن يُدين حضارة، أو يُصوّب عقيدة، أو يُملي إيمانًا، بل أن يُنير الطريق نحو الفهم، ويُوقظ في القلب بوصلة البحث الصادق عن الإله الواحد، الذي لم يغب يومًا عن مشهد التاريخ، وإن غابت عنه العيون.
لقد مرّ الإنسان بمراحل من التيه، عبد خلالها قواه، وظنّها آلهة؛ لكنه كان في كل مرة، في أقصى أعماقه، يفتّش عن منبع تلك القوى، عن الخالق الأول، عن رب العالمين. وحين نقرأ التاريخ بهذه العين التوحيدية، نُدرك أن الله لم يترك الناس يومًا، بل أرسل إليهم من يُذكّرهم به، في كل أمة، وفي كل عصر، وأن الرسالات لم تكن تنافسًا في العقائد، بل دروبًا مختلفة نحو النور الواحد.
وفي زمنٍ كثرت فيه الأصوات، وتنازعت فيه العقول والقلوب، فإن العودة إلى التوحيد ليست ترفًا فكريًا، بل ضرورة روحية، نجاة للإنسان من التشتّت، ومأوى للفطرة في عالم تتقاذفه الصور والرموز والآلهة الحديثة.
هذا الكتاب دعوة للتأمل، وإيماءة إلى الحق، واعترافٌ بأننا، رغم اختلاف لغاتنا وألواننا وأساطيرنا، لم نكن يومًا بعيدين عن الله، بل كنا نبحث عنه، كلٌّ بلغته، وكلٌّ بطريقته، حتى أضاء الوحي السبيل، وتجلّت الحقيقة بوجهها الكامل في الإسلام.
https://files.cdn-files-a.com/.../normal_680b6c5033005.pdf

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق