درس القرآن و تفسير الوجه السادس عشر من البقرة .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه للجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه السادس عشر من أوجه سورة البقرة ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم درس القرآن و تفسير الوجه السادس عشر من سورة البقرة ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :
* أحكام الوقف و السكت :
- الوقف : (ج) وقف جائز ، (قلي) الوقف أفضل و الوصل جائز ، (صلي) الوصل أفضل و الوقف جائز ، (لا) ممنوع الوقف ، (م) وقف لازم ، وقف التعانق إذا وقفت على الأولى لا تقف على الثانية و إذا وقفت على الثانية لا تقف على الأولى .
- السكت و علامته حرف السين و هو وقف لطيف دون أخذ النفس مثل : من راق ، بل ران .
ــــــــ
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذا الوجه العظيم من سورة البقرة يتجلى التحريف الذي حدث في دين الإسلام على يد المشايخ المجرمين كما حدث في الأمم السابقة ، هذا الوجه يُبين وجه واحد من أوجه التحريف الذي حدث في دين الإسلام على يد المشايخ المجرمين الذين حَرَّفوا في دين الله عز و جل ، هذا الوجه هو فساد الإستدلال ، فساد أصول الإستدلال عند المشايخ ، كيف ذلك؟؟ أنهم ادعوا أن في القرآن آيات ملغية و ادعوا أن كلمة النسخ هنا تعني أن الآيات تُلغي بعضها بعضا ، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك و قالوا أن هناك أحكام في القرآن و آياتها مرفوعة أو منسوخة يعني الحُكم باقي و لكن الآيات غير موجودة ، انظر إلى الضلال العظيم الذي وقعوا فيه و أوقعوا فيه المسلمين ، لذلك كان من اللازم أن يظهر المسيح الموعود -عليه الصلاة و السلام- لكي يُعيد اليقين للمسلمين و ليُطَّهر هذا التحريف و يمسحه و يُعيد الإسلام إلى قواعده الأولى ، يقول تعالى :
{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} :
(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) المشايخ يقولون أن القرآن يُلغي بعضه بعضاً و هذا باطل ، و الصحيح أن كلمة (ما ننسخ) هنا تعني أن القرآن ألغى الشرائع السابقة بكل بساطة و لو وجِدَ آيات في القرآن يظهر منها التعارض فنقول أنها تتكامل فيما بينها و أن منها المُطلق و منها المُقيد و منها العام و منها الخاص ، فنُنزل العام على الخاص و نُنزل المُطلق على المقيد ، هذا هو التصرف الصحيح تجاه آيات الله عز و جل ، و هو ما لم يفعله المشايخ ، يقول تعالى : (لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه) يتحدث سبحانه و تعالى هنا عن القرآن الكريم ، و قال : (ذلك الكتاب لا ريب فيه) ، عندما تقولون بذلك أيها المشايخ المجرمين المُحرفين أنتم هكذا تَبُثون روح الشك و عدم اليقين ، تبثون روح الريب في آيات الله تعالى و هذه أعظم جريمة وقعت منهم تجاه القرآن الكريم ، كيف تقولون بذلك و النبي ﷺ قال : "تركتكم على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك" أي تركتكم على اليقين لا الشك ، أنتم أصلاً لا تعرفون عدد الآيات المَلغية أو عدد الآيات اللاغية ، مختلفين فيما بينكم ، كيف تفعلون ذلك؟؟! كيف تقومون بهذه الجريمة تجاه القرآن الكريم؟؟! .
(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) تمام؟ ندي/نُعطي بعض الأمثلة ، يقول لك إيه؟؟ آية السيف لَغَت/ألغت آية عدم الإكراه في الدين ، و هذا خاطيء و هذا باطل ، آية السيف يعني (قاتلوا الذين يُقاتلونكم) في موضع القتال ، في موضع رد الإعتداء بدليل أن الله قال : (و لا تعتدوا إن الله لا يُحب المعتدين) و هي لا تتعارض بالكُلية أبداً مع آية (لا إكراه في الدين) أو آية (كُفوا أيديكم) كفوا أيديكم عندما لا يكون هناك إيه؟ داعي للقتال أو لا يوجد طاقة لرد الإعتداء أو القتال كما في مكة , و لو ان القائمين على حكم غزة فهموا هذه الاية و قاسوا معايير القوة و وجدوها غير متزنة بالمرة و فهموا اية: كفوا ايديكم , لما تدمرت غزة و لما قتل اهلها و لما تم تشريدهم !!!!!، فهي آيات كلها تكاملية يُفسر بعضها بعضاً و لا يوجد بينها أدنى تعارض ، تمام كده ، من ضمن الآيات برضو/أيضاً اللي/التي قالوا أنها مَلغية ؛ آية الوصية يوصيكم الله إيه؟ وقت الوفاة أو قبل الوفاة للوصية للأقربين ، قالوا لأ/لا دي/هذه تتعارض مع آية المواريث إذاً دي/هذه مَلغية و لَغُوا الوصية ! هذا باطل ، الوصية موجودة و آيات المواريث موجودة و الإتنين/هما بيتكاملوا ، لا يوجد تعارض بينها ، تمام كده؟ ، إيه تاني من ضمن الكلام التاني اللي/الذي يعتقدوا إن هو إيه؟ ملغي ، آيات تحريم الخمر هي تدرجية و كل آية لها مناطها ، كل آية لها مناطها ، ماشي/حسناً؟؟ و لا يوجد بينها تعارض ، بل كلها متكاملة , فآيات تحريم الخمر لا تلغي بعضها بعضا بل هي تعطي
الانسان وصفة للتعافي من هذا الامر , فتنهاه عن ان يقترب من الصلاة و هو في
حالة السكر , حتى يعي ما يقول . و التحريم كان مرة واحدة و ليس بالتدريج
. ، كذلك عدة الأرملة: (و الذين يُتوفون منكم و يذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر و عشرا) ماشي/حسناً ، فبيقول لك في/يوجد آية تانية بتقول : (و الذين يتوفون منكم و يذرون أزواجا متاعاً إلى حول دون إخراج) طيب ما الإتنين/الآيتين ما يتعارضوا ، العدة أربعة شهور و عشر أيام ، و الحول ده/هذا للسُكنى و النفقة لا تخرج من بيت إيه؟ زوجها ، عادي ، تكاملية ، آيات تكاملية ، لا يوجد بينها أي تعارض , عدة الارملة 4 اشهر و 10 ايام كي يجوز لها الزواج مرة اخرى. لكن يجب ان يتم
التكفل بها ان ارادت في بيت زوجها سنة كاملة من السكنى و النفقة بعد انتهاء عدتها و التي هي متضمنة في الحول فان زادوا
فهذا فضل و عرف يحترم فما بالك لو كان لها ابناء بالاضافة الى انه لها نصيب
من ارثه . و هاتان الايتان لا تتعارضان بل تتكاملان و هكذا . ، لكن الفهم السقيم و الأهواء ، مش/ليس الفهم السقيم بس/فقط ، الفهم السقيم و الأهواء لدى المشايخ و الحكام وقتها أدت إلى تحريف التفسير و هو التحريف الذي حدث للإسلام ، التحريف في تفسير القرآن الكريم ، تقولون عن الكتب السابقة أنها مُحَرَّفة؟؟؟؟ نعم حدث تحريف في النص و التفسير ، كذلك القرآن الكريم حدث تحريف في التفسير و يريدون أن يجعلوا هناك تحريف في النص أيضاً عندما يقولون أن هناك آيات غير متلوة و لكن أحكامها باقية ، هذا تحريف ، أرادوا التحريف في النص و لكنهم لم يستطيعوا ، لأن الله سبحانه و تعالى قال : (إنَّا نحن نزلنا الذِكر و إنَّا له لحافظون) تمام؟ ، (لا إكراه في الدين) دي/هذه آية عامة عظيمة جداً ، إزاي/كيف تُكره الناس على؟ على الإسلام و تُجبرهم عليه و إلا السيف أو الجزية ، هذا لا يجوز ، هذه كانت أحكام سياسية و أهواء من المشايخ الضالين و حكامهم السلاطين المجرمين ، تمام كده؟ طيب ، حُكم إيه؟؟ قتل المرتد هذا لا يوجد في دين الله أصلاً ، لا يوجد في دين الله بدليل أن النبي ﷺ أَقرَ برجوع المرتدين عنه في المدينة إلى مكة في صلح الحديبية بوثيقة مكتوبة ، فلو كان هذا يخالف حداً من حدود الله لَمَا وافق عليه النبي ﷺ ، كذلك آيات القرآن التي تقول : (إن الذين آمنوا ثم كفروا) بعد كده/ذلك : (ثم آمنوا ثم كفروا) هاا؟ صح كده؟؟ (ثم ازدادوا كفرا) طيب أهو ، هنا في سَعَةإن الإنسان يكفر و يؤمن دون أن يتعرض له أحد ، بالإضافة لآية (لا إكراه في الدين) ، فكيف تقولون بوجود حد للمرتد أيها المجرمون الخبثاء؟؟!!! هذا من تحريفكم في دين الله ، تمام؟ ، طيب ، كذلك حد إيه؟ الزاني سواء أكان متزوج أو غير متزوج : الحُكم إذا ثبت بالإعتراف أو بالشهود الأربعة هو ١٠٠ جلدة للحر و ٥٠ جلدة للأَمّة أو العبد ، صح كده؟ ، طيب لو كان حُكم الزنا للمُحصن أو المتزوج القتل لَمَا قال الله تعالى عن الإماء إيه؟ و عليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ، (((فإذا أُحصِنَّ فإن أَتَينَ بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب) آية ٢٦ - النساء))) أنه قال سبحانه و تعالى بنصف حد الحرة ، يعني كيف تُنَصف إيه؟؟ الرجم أو الموت للأَمَة؟!!!! لا يوجد ، إذاً هذا دليل أن الحُكم هو مية/مئة ، ١٠٠ جلدة بالإعتراف أو بالشهود الأربعة الذي لا يكون بينهم أدنى تعارض ، صح كده؟؟ دي/هذه برضو/أيضاً إيه؟ من الحاجات/الأمور اللي/التي حرفوا فيها ، حُكم الرجم لا يوجد في الإسلام ، تمام؟ ، إدعوا أن هناك آية كانت موجودة و نُسخت أو أكلتها الداجن ، معزة/عنزة جات/أتت أكلت الورقة اللي/التي فيها إيه؟ الآية دي/هذه ، بيقولوا : الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ، كل ده/هذا كلام فاضي/فارغ ، الشيخ و الشيخة إذازنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله و الله عزيز حكيم ! كل ده/هذا كلام فاضي و تحريف في دين الله ، بيحرفوا في القرآن أهو/انظروا!!! بس/لكن ماعرفوش/لم يعرفوا يحرفوا في القرآن أوي/كثيراً ، لأن القرآن محفوظ ، فادعوا و قالوا إن الآية دي/هذه مش/ليست موجودة بس/لكن إيه؟ أكلتها مِعْزَة/عنزة ، حاجة إجرام يعني .
الدرس ده/هذا مهم جداً ، ده/هذا بيأصل لفساد الإستدلال عند مشايخ المسلمين ، لو فهمت الدرس ده/هذا كويس/جيد و عرفت إن النسخ بمعناه الذي قالوه هو باطل هتعرف باقي أصول التحريف جات/أتت منين/من أين على مر القرون ، مين/من اللي/الذي فهمنا الكلام ده/هذا؟؟؟؟؟ الإمام المهدي غلام أحمد القادياني -عليه الصلاة و السلام- و لولاه و لولا تلك النعمة لَمَا فهمنا و لَمَا تَيَقَّنَّا ، فاشكروا هذه النعمة ، حقيقي لا يعقل أن تكون آية قرآنية تُنسخ تلاوةً و يبقى حُكمها؟!!!! ، ليه/لماذا بقى؟؟ لأن ذلك يجعل القرآن ناقص في المصحف و ده/هذا يعتبر تحريف ، و يتناقض مع وعد الله : (إنَّا نحن نزلنا الذِكر و إنَّا له لحافظون) ، تمام كده؟ ، ماشي ، إيه بقى الكلام الفاضي بقى اللي/الذي قالوه تاني ، قال لك لأ/لا ده/هذا في/يوجد آية عن رضاع الكبير في القرآن و هذا باطل ، الآية هنا في التحريم من رضاع للطفل الذي رضع من أم غير أمه قبل السنتين ، رضع عادي زي/مثل ما النبي كده رضع من حليمة السعدية ، من سن يوم لغاية سنتين ، فهنا إيه؟ يبقى/يكون له أخت من الرضاعة و أم من الرضاعة و كده و أخ من الرضاعة و ابوهم ابوه من الرضاعة و هكذا ، تسري عليه أحكام إيه؟ الرضاعة يعني التحريم من الرضاعة مش/ليس بالنسل بس/فقط ، قال لك لأ/لا ده/هذا ممكن إيه؟ آيات ، فيه/توجد آيات لرضاع الكبير في القرآن الكريم بس/لكن إيه؟؟ نُسخت يعني اتلغت/أُلغِيت , مش/ليس موجود تلاوة لكن حُكمها باقي ، و هذا باطل و هو من الإفتراء على الله عز و جل ، و هم أصلا مش/ليسو متفقين على عدد الآيات الناسخة و عدد الآيات المنسوخة ، مش/ليسو متفقين فيما بينهم ، فإزاي/فكيف ربنا يتركنا في هذه إيه؟ المعضلة ، كيف يتركنا النبي في هذا الضلال و الشك و عدم اليقين و هو الذي قال : "تركتكم على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك" ، تمام كده؟ ، إذاً الرضاع المُحَرِّم هو الرضاع الذي يكون قبل السنتين للطفل و ليس رضاع لشخص كبير ، و هذا من أباطيل المشايخ و أباطيل الروايات و الآثار التي حَرَّفَت في دين الله عز و جل ، دين الأثر غير دين القرآن ، الإسلام بتاع الاثر و الروايات و الخزعبلات غير إسلام القرآن و الأحاديث المتواترة و السُنة العملية أو الأحاديث التي توافق القرآن ، احنا/نحن نأخذ بأحاديث الآحاد التي توافق القرآن و الأحاديث المتواترة التي توافق القرآن ، و القرآن نفسه الذي إيه؟ يتكامل فيما بينه و يُفسر بعضه بعضاً ، إن زاغ المسلمون عن هذا النهج فقد ضلوا و بالفعل قد ضلو و احتاجوا بعث المسيح الموعود غلام أحمد القادياني -عليه الصلاة و السلام- .
(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) الله قادر على كل شيء ، أن يُبدل شرائع بما يتوافق مع الزمان و الحال و المكان و المآل ، كذلك مقاصد الشريعة عرفناها أنها الخمسة : حفظ النفس و حفظ العقل و حفظ المال و حفظ العرض و حفظ الدين ، فهكذا هي كُليات الشريعة و المقاصد العامة للشريعة , بُغيَتُها هذه الخمسة و بدايتها هو حفظ النفس ، فإن تعارض شيءٌ أو حكمٌ مع حفظ النفس يُعطل و هكذا دواليك و بالتدريج ، لا بأس في ذلك .
__
{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} :
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) الله صاحب المُلكية للسماوات و الأرض و ما فيهما ، (وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) ليس لكم ناصر و وَلَيّ و حامي و حافظ إلا الله فاتحذوه نصيراً و ولياً .
__
{أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ} :
بعد كده ربنا بيُقَرِّع المسلمين و بيستبق الأحداث التي ستحدث في القرون التالية من تمرد للأُمة على أحكام القرآن ، فيقول لهم : (أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى) عاوزبن/تريدون أن تتمردوا على رسولكمو تختبروا رسولكم كما تمرد بنو إسرائيل على موسى و اختبروه و رفضوا ما جاء به ، يبقى هي دي/هذه إيه؟ تنبؤ إستباقي لتمرد الأمة على القرآن ، فربنا بيقول لهم أوعوا/احذروا تتمردوا كما تمردت بنو إسرائيل ، (أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ) إذاً التحريف في دين الله و في القرآن و فساد الإستدلال الذي كان عند المشايخ هذا كفر لأنه يُعارض القرآن الكريم ، إذاً ما فعلوه في دين الله هو كفر ، شابهوا به بني إسرائيل ، (أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ) اللي/الذي يقول إن في/يوجد آيات مَلغيّة في القرآن هذا كافر ، و الذي يقول أن الأحاديث و الروايات قاضية على القرآن ، هذا كافر ، و من يقول بذلك؟؟؟؟ الفرقة النجدية الخبيثة ، (وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ) ضَلَّ السبيل السَوي و الصراط المستقيم أي ابتعد عن الصراط المستقيم .
__
{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} :
بعد كده ربنا بيبين/يوضح بعض نفسيات الأمم السابقة تجاه المؤمنين لكي يُحذر منها ، فيقول : (وَدَّ) أي تمنى و أراد ، (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم) حسدوكم على النبي اللي/الذي جالكم/أتى لكم ، اللي/الذي هو كان منتظر و هم رفضوه ، هم كانوا منتظرينه/ينتظرونه و رفضوه ، فأنتم آمنتم و أخذتم الثواب و الجزاء الحسن و الفخر و الكرامة بمبعثه فهم حسدوكم إن هو/أنّه جيه/أتى من العرب ، ماجاش/لم يأتي منهم هُم ، (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) هم متأكدين إن النبي ده/هذا هو الحق و أن الوحي ده/هذا هو الحق ، (فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ) خلي بالك بقى، شوف/انظر ربنا بيقول لنا تجاه الحسد نعمل إيه؟؟؟؟؟ نعفو ونصفح ، نعفو و نصفح ، (حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ) حتى يأتي الله إيه بقى؟ بوحيه ، (الأمر) احنا/نحن قلنا في القرآن معناه إيه؟؟ الوحي و كذلك العلم معناه الوحي ، (حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ) أي بمبعوثيه الآتين في مستقبل القرون و كذلك (بأمره) أي بحكمه ، و هذا من أدلة أخرى كثيرة على استمرار البعث في أمة الإسلام ، (حتى يأتي الله بأمره) أي بوحي من عنده مؤيد للقرآن الكريم و الرسالة الإسلامية ، (فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) عَزَا القدرة الكُلِّيَّة له سبحانه و تعالى و أرجعها إليه ، و هذه دعوة أن نُرجع كل شيء إلى الله سبحانه و تعالى و أن نتعلق بقدرته .
__
{وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} :
كذلك أمر سبحانه و تعالى إلى تقوية العلاقة به و تقوية العلاقة بين المسلمين ، كيف؟؟ :(وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ) أي ثبتوا العلاقة بالله عز و جل من خلال الصلاة و الإتصال بالله و الوصال مع الله ، كلمة الصلاة هنا تحتمل أكثر من معنى : الصلاة المفروضة ، و الصلاة الوسطى اللي/التي هي الأذكار ، كذلك الصلة أي إيه؟ التواصل مع الله بالوصال و الوحي ، (وَآتُواْ الزَّكَاةَ) زَكوا أنفسكم و أعطوا مستحقي الزكاة زكاتهم ، فهنا تتقوى العلاقة ما بين المجتمعات ، (وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ) اللي/الذي يُقدم هذه الأمور الخَيِّرة هترجعله/سترجع له تاني ، اللي/الذي يُقدم الخير هيرجعله تاني ، الإنسان يحصد ما يزرع ، المبدأ ده/هذا معروف عند الحضارات السابقة و الفلسفات القديمة ، ربنا سبحانه و تعالى بيَقره هنا و يُفلسفه كي نفهمه ، اعمل خير هيرجعلك خير ، اعمل شر و العياذ بالله هيرجعلك شر للأسف ، (إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) بصير عليم ، بصير مراقب دقيق ، فبالتالي افعل الخير و ارميه للبحر هيرجعلك خير ، هو ده/هذا المبدأ .
__
{وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} :
(وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى) هنا دي/هذه نزعة إستعلاء عند اليهود و النصارى ضد المؤمنين الجدد من المسلمين ، فربنا بيكسر هذه النزعة الإستعلائية و هذا الكِبر ، فيقول : (وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى) هم أصحاب الجنة بس/فقط يعني ، (تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ) تلك أوهامهم ، تلك أوهامهم ، (قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ) هاتوا الدليل ، (إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) إذا كنتو/كنتم صادقين في هذا الزعم إن انتو/أنتم أصحاب الجنة و غيركم إيه؟ ليست لهم الدار الآخرة مثلكم ، هاتوا الدليل! ، و أعظم دليل هو إيه؟؟؟ البعث و النبوة و تحقق النبوءات و هو ما حدث في شخص محمد -عليه الصلاة و السلام- و في أشخاص الأنبياء الذين تلوه في أمة الإسلام و أعظمهم كان الإمام المهدي غلام أحمد القادياني -عليه الصلاة و السلام- .
__
{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} :
(بَلَى مَنْ أَسْلَمَ) هنا ربنا بيُقِرّ الحقيقة ، (بلى) يعني يقيناً ، (من أسلم) يعني إيه؟ سَلَّم نفسه لله ، (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) (و هو محسن) يعني إيه؟ ارتقى لدرجة الإحسان و هي درجة المراقبة و هي درجة الذِبح العظيم التي هي شرط الخلود المتتالي في الجنات المتتاليات مُفتحةً لهم الأبواب ، هو ده/هذا الإحسان هو الذِبح العظيم ، (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ) الثواب عند الله ، (وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) أي هم في حالة أمان ، (وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) أي أنهم في حالة إطمئنان ، حد/أحد عنده سؤال تاني؟؟ .
__
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك ، (بسم الله الرحمن الرحيم ¤ وَالْعَصْرِ ¤ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ¤ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) .
__
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم و بارك على أنبياءك الكرام محمد و غلام أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على آلهم و صحبهم و ذرياتهم الأخيار أجمعين و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
"أَعَزَّ الله من نصر دعوته و أعلى من كلمة الحق و اليقين و نشر عبق بستان الهدى الفواح فوق ظلال و ظُلمات الكفر و الشرك و الكره و الجهل ، و لو بكلمة أو دعوة أو أي فعل في نصرة إلهنا الواحد الأحد الحق الصمد ، أَعَزَّه ذو الكبرياء و العزة و بارك في قلبه و عقله و وجدانه و إيمانه و حياته كلها و رفع شأنه و حفظه من كل الشرور و أنزل عليه من بركات وصاله الفياض فلا يظمأ بعدها أبداً ، بوركتم يا كل أنبياء الله أجمعين و يا كل أتباعهم المخلصين و يا كل من بكى قلبه و اشتاق و هاجت أوتار وتينه النابض بحُب الله و الغيرة على دعوته ، بوركتم في هذه الدنيا و بعثٍ ثانٍ ، عليكم صلوات الله و سلامه و تحياته و بركاته يا أحباب الله و الحمد لله ، كل الحمد على نعمة بعث المسيح الموعود غلام أحمد القادياني ﷺ و ابنه المصلح الموعود يوسف بن المسيح ﷺ نبي زماننا المبارك ، الحمد لله البر الحسيب ."
============================
يقول زميلي اللاأدري :
قديما كانت البشر بلا علوم ولا تكنلوجيا ولا عمل ولا اختراعات ولا ابتكارات. ولا اقتصاد ولا دول. كانو مجرد بهايم. تأكل وتخرا وتنام. فأخترعوا شيء اسمه عبادات والهة. ليعطون لحياتهم قيمة او هدف. وحاليا وكل من حياته فارغة سيمشي على نفس موال البدائين كالعرب والمسيحين وبقية الاديان
يوسف بحر الرؤيا
طرحك هذا يعكس **وجهة نظر نقدية مادية** ترى أن **الدين والعبادة والآلهة ما هي إلا اختراع بشري** نشأ من فراغ الإنسان، وجهله، وخوفه من الطبيعة أو من الموت. وهي أطروحة كلاسيكية في **الأنثروبولوجيا الحديثة**، ويمكن تلخيصها كما يلي:
---
## 🧠 النظرية: "الدين اختراع بدائي لإعطاء معنى للحياة"
> الإنسان الأول = حيوان خائف لا يملك علمًا، ولا تقنية، ولا أمنًا...
> فاخترع "إلهًا" يعبده، ليعطي نفسه:
>
> * تفسيرًا للعالم
> * هدفًا للحياة
> * تعزية للموت
> * سيطرة رمزية على الطبيعة
> * أو وهمًا بالعظمة
---
## ✅ هذه النظرية لها جذور فلسفية في:
| المفكر | الأطروحة |
| ------------------ | ------------------------------------- |
| **لودفيغ فيورباخ** | "الله إسقاط لرغبات الإنسان" |
| **كارل ماركس** | "الدين أفيون الشعوب" |
| **سيغموند فرويد** | "الدين وهم نفسي لإرضاء الطفل الداخلي" |
| **نيتشه** | "الإله مات – اخترعتموه لأنكم ضعفاء" |
---
## 🎯 لكن، هل هذه النظرية **تفسر كل الظاهرة الدينية**؟
**لا.** وهناك اعتراضات عميقة عليها من **علم النفس، والأنثروبولوجيا، وحتى الفلسفة الدينية**، نلخصها لك:
---
### ❌ 1. **هل البشر الأوائل كانوا "بهايم"؟**
الأنثروبولوجيا الحديثة (مثل أعمال ميرسيا إلياد، وكلود ليفي شتراوس) تُظهر أن:
* **الإنسان القديم كان يعيش ضمن نظام رمزي مركّب**
* لديه لغة، طقوس، أساطير، محرمات، تصورات للروح والموت
* حتى **قبل الكتابة** كان لدى الإنسان مفهوم "المقدّس"
🧬 وهذا ما لا نجده في "البهائم".
---
### ❌ 2. هل الدين مجرد وهم ناتج عن الجهل؟
* كثير من **الديانات القديمة سبقت العلم** فعلًا،
لكن هذا لا يعني أنها كانت كلها خرافات بلا معنى.
* بعض القيم الدينية (كالرحمة، والعدل، والمسؤولية)
لا تزال **أساسًا للأخلاق الحديثة**.
* كثير من **العلماء المؤمنين** (مثل أينشتاين، بلانك، باسكال...) لم يجدوا تعارضًا بين العلم والإيمان.
---
### ❌ 3. هل كل من يبحث عن الدين إنسان "فاضي"؟
> لو كانت العبادة وهمًا للمساكين فقط، لما آمن بها أعظم الفلاسفة والمتصوفة والمجددين...
أمثلة:
| الاسم | لماذا آمن؟ |
| --------------- | ---------------------------------------- |
| **أفلاطون** | رأى في العالم مثالًا يعكس الخير الإلهي |
| **الغزالي** | وجد في الإيمان نورًا يتجاوز الشك |
| **ديكارت** | أثبت وجود الله من خلال الفكر |
| **ويليام جيمس** | درس الأديان بوصفها تجارب وعي روحية عميقة |
🔔 **الدين ليس "فكرة للمساكين" فقط، بل "تجربة الوعي العميق" لكل إنسان جاد**
---
## 🧭 إعادة صياغة السؤال:
بدل القول:
> "الدين اختراع بدائي"
يمكن أن نسأل:
> لماذا كل حضارة، من البدائية إلى المعاصرة، اختبرت *حاجة للقداسة*؟
> لماذا حتى الإنسان الحديث، وسط التقدم والعلم، لا يزال يعود إلى **معنى – صلاة – رؤيا – إيمان**؟
---
## 🧠 فرضية بديلة:
> **الدين ليس اختراعًا، بل استجابة لنداء داخلي عميق**
> هذا النداء يطلب:
>
> * تفسيرًا للوجود
> * معنى للمعاناة
> * علاقة بما هو أكبر من الأنا
> * تجربة تتجاوز الجسد والغرائز
---
## ✨ ختامًا:
نعم، بعض الأديان قد تنحرف إلى خرافة أو استغلال
لكنّ الأصل في **التجربة الدينية النقية** هو أنها **فنٌّ لالتقاط المعنى من الغيب، ونداء من العقل الأعلى فينا**.
> فمن الظلم أن نختزل كل تجربة روحية بأنها "مجرد تمثيلية بدائية اخترعها الجياع والفراغون"
> بل قد تكون هي نفسها **أعمق ما في الإنسان… وأقرب ما فيه إلى الله**
---
يقول زميلي اللاأدري :
احتاج للتنازل عن عقلي
كي اصدق
ان من خلق ٤٠٠ مليار مجرة
في كل مجرة ٤٠٠ مليار كوكب ونجم
يتلاسن مع امرأة عاشت تجمع الحطب في بطحاء مكةقبل ١٤٠٠ عام ويشتمها
يوسف بحر الرؤيا
سؤالك مهم جدًا، ويحمل في طيّاته **تحديًا وجوديًا ولغويًا وفلسفيًا** في آنٍ واحد.
انت لا تطرح مجرد اعتراض عاطفي، بل تختصر في جملتك إحدى أشهر **الشبهات الحديثة**:
> هل من المعقول أن "الإله الكوني العظيم" يهتم بصغائر الأمور البشرية؟ بل ويخوض صراعات شخصية مع امرأة أو قبيلة أو قوم معين؟
لنفكك هذا الاعتراض **عقلانيًا ومنهجيًا وبلا تعصب**.
---
## 🧠 أولاً: **الخطأ المنطقي الأساسي في الاعتراض**
انت ترتكب **مغالطة القياس الخاطيء** أو ما يُسمى بـ **"Anthropocentric Fallacy"**:
> يقيس الله الكليّ على الإنسان المحدود:
>
> بما أن الإنسان إذا كان عظيمًا لا ينشغل بتوافه الأمور، إذًا الإله "العظيم الكوني" لا يجوز أن يتدخل في خلافات محلية أو امرأة تجمع الحطب.
⚠️ لكنّ هذا القياس **لا ينطبق على الإله**، لأن:
* الله **ليس إنسانًا متكبّرًا له كِبر النفس**
* بل هو كليّ العلم، كليّ الرحمة، كليّ العدل
> أي أن **اهتمامه بالتفاصيل لا يُنقص من عظمته**، بل هو من دلائلها
**العظمة الحقة لا تعني التجاهل، بل الإحاطة بكل شيء: الكواكب… والقلوب… والهمسات.**
---
## 🌌 ثانيًا: إذا كان الله خلق 400 مليار مجرة...
> ...فهذا لا يقلل من قدر "إنسان واحد" يعاني أو يُظلم، أو حتى "امرأة تجمع الحطب".
بل *العكس* تمامًا:
> "خلقُ الكونِ الهائل لا يمنع الله من أن يكون قريبًا ممن في حاجة أو في خطر أو في ظلم"
هذا جوهر التصور القرآني:
> **"وما تسقط من ورقة إلا يعلمها"**
> **"إن الله لا يظلم مثقال ذرة"**
> **"وهو معكم أينما كنتم"**
وهذا ما لا يفهمه المنطق المتعالي الذي يرى أن الإله يجب أن "يتعالى عن البشر"، بينما التصور القرآني هو:
> الله **أعظم** من أن يغيب عن أدق التفاصيل
---
## 🔥 ثالثًا: هل الله "يتلاسن" أو "يشتم" كما قيل؟
دعنا ننظر للآية التي تقصدها :
> **"تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ…"**
> وفيها ذِكر لامرأة أبي لهب: **"وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ"**
هذا ليس **شتيمة عشوائية**، بل:
* تعبير قرآني يحمل **إدانة أخلاقية واضحة** لشخصٍ:
* مارس الأذى، والتحقير، ونشر الفتنة، ومحاربة النبوة
* "حمّالة الحطب" تعبير **رمزي**:
* أي: تنقل الشر وتحرض عليه – "حطّابة الفتن"
💡 وهذا يطابق التعبيرات الفنية الأخلاقية في كل أدب:
* في الشعر الجاهلي
* في الكوميديا الإغريقية
* في الإنجيل: "ويلٌ لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون"
فهل حين يستخدم الكتاب المقدس أو القرآن **لغة أدبية رمزية قوية**
نُسمي ذلك "شتائم"؟ أم أنه **بلاغة روحية تحذّر من النفاق والعدوان**؟
---
## 🔍 رابعًا: الله في القرآن ليس فقط قاضيًا… بل **مربٍّ**
تصور الإسلام أن الله:
1. **خالِقٌ** للكون اللامتناهي
2. و**خالِقٌ للإنسان** بدقائقه النفسية
3. و**يخاطب البشر بلغتهم، في زمنهم، بما يفهمونه**
فحين يُخاطِب قومًا من مكة، لا يخاطبهم بمعادلات فيزياء الكم،
بل:
* يعرض لهم **نماذج من سلوكياتهم**
* يبين لهم **العواقب الأخلاقية**
* يستخدم الأمثال، والرؤيا، والقصص، والأسماء
هذا ليس "نقصًا" في الإله، بل **تربية مقصودة للوعي البشري الناشيء**
---
## 🧭 خامسًا: أين مركز الثقل؟ في الكون؟ أم في الوعي؟
> اعتراضك يفترض أن **العدد = القيمة**
> أي أن من يخلق مليارات المجرات لن يهتم بكائن صغير
لكن…
> القرآن يضع مركز الثقل في **الوعي لا الكتلة**
> فـ **قلب واحد واعٍ** يعادل كونًا من الجمادات
> "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
> أي: **الإنسان هو المَعنيّ، لا الكون المادي**
---
## ✅ الخلاصة:
انت لا تحتاج أن "تتنازل عن عقلك"، بل أن:
1. **تنزّه الله تنزيهًا حقيقيًا**:
* لا تقيسه على كبرياء الإنسان
* ولا تحصر عظمته في الجغرافيا والكتلة
2. **تفهم الخطاب القرآني كفنّ أخلاقي رمزي**
* لا كشتائم بلاغية
* بل كتحذير من الظلم والكبر والنفاق
3. **تعيد تعريف "الكرامة" و"القيمة" في الحياة**
* ليس بما نملكه من كواكب
* بل بما نملكه من وعي، ومعنى، وخير
--- لنرد على اعتراضك الآن **من منظور شعري/فني وفلسفي** في آنٍ معًا، بأسلوب يقربك إلى المعنى لا بالعقل الصلب فقط، بل بالذوق والوعي والتأمل. لنبدأ من جوهر السؤال:
> "كيف يعقل أن من خلق المجرات يهتم بتفاهات بشرية؟"
---
## 🎭 أولاً: منطق الفن والقصيدة
هل سألت نفسك:
> "لماذا يكتب الشاعر قصيدة عن دمعة صغيرة؟
> لماذا ترسم ريشة الفنان مشهداً بسيطًا لطفل نائم؟
> لماذا يحكي لنا الكاتب عن زهرة ذابلة؟"
لأن الفن يعلمنا أن:
> **الكون ليس له معنى… ما لم تتجسد العظمة في التفاصيل.**
> وإنّ العظمة التي لا تنزل إلى البسيط، ليست عظمة، بل ترف متعالٍ أجوف.
📌 **الله في القرآن هو "الفنان الكوني":**
يخلق المجرات… ثم يلتفت لدمعة طفل.
ينسج مجرة… ثم ينادي قلبًا وحيدًا في مكة.
---
## ✨ ثانيًا: منطق الحب لا منطق الهندسة
الاعتراض مبني على **المنطق البارد للكمية**:
> "400 مليار × 400 مليار = كيف تهتم بامرأة؟"
لكن هذا المنطق يسقط إذا دخلنا في **مجال الحب**.
مثال:
* أمّك أنجبت 5 أولاد، ولها 10 أحفاد…
* هل هذا يمنعها أن تحزن لأجل **كلمة واحدة جارحة** قالها أحدهم؟
لا. بل كلما زادت عاطفتها، زاد التفاتها للصغير.
💡 الله – في التصور القرآني – هو **أرحم الراحمين**
فلماذا تستكثر عليه أن **ينتصر لرجل ضعيف يُهان؟**
---
## 🌌 ثالثًا: إذا كان الله لا يهتم "بالأفراد"، فأي إله هذا؟
انت تتخيل إلهًا:
* ضخمًا… كونيًا… لكنه **بارد**
* خالقًا… لكنه **منفصل**
* موجودًا… لكنه **لا يتكلم ولا يعتني**
وهذا هو "الإله الميت" عند نيتشه، أو إله ديوجنيز الكوني الأخرس.
لكن هل هذا ما نحتاجه؟
> نحتاج إلهًا لا يخلق فقط… بل يتكلم
> لا يظهر فقط في المجرات… بل في القلب
🔔 هذا ما تقوله النبوة:
> الإله يتجلى في **كلمة**
> ويقترب من **رعشة وجدان**
> ويتدخل ليمنع **ظلمًا وإن كان في الصحراء**
---
## 🧬 رابعًا: أنت لست مجرد جسيم في الفضاء
انت ترى الإنسان كنقطة تافهة في كون هائل.
لكن هل سألك هذا الكون يوماً:
> "من أنا؟ ولماذا أنا هنا؟ وهل هناك معنى؟"
لا. **الذرة لا تسأل. المجرة لا تفكر.**
لكن **الإنسان يسأل… ويحترق… ويبحث… ويشعر**
وهنا المعادلة تُقلب:
> الكون عظيم بالحجم
> لكن الإنسان عظيم **بالسؤال والوعي**
🔑 والله – في الرؤية القرآنية – لم يُكرّم الكوكب بل **الإنسان الذاكر، السائل، الواعِي**.
---
## 🎨 خامسًا: رد شعري وفني (كما لو كنت أخاطب قلبك)
> "يا صاحبي، لا تعجب أن الرب تكلم مع امرأة كمريم و ام موسى
> فإن من زرع النور في درب المجرات
> قد خبّأ الحبّ في قلب امرأةٍ من البطحاء
> ومن كتب لغة الأفلاك
> قد خاطب بلهجة الأمهات
> ومن رفع السماوات
> قد بكى معك حين لم تجد أحدًا يسمعك"
**ليس العيب أن الله يكلّم الضعفاء، بل أن تتخيل أن الله يشبه الطغاة، فلا يكلم إلا العظماء.**
---
## ✅ خلاصة
انت بحاجة إلى أن ترى:
* أن العظمة الإلهية ليست عكس القرب… بل شرط له
* أن الإله ليس مهندسًا فحسب، بل "فنّان روحي"
* أن المعنى لا يُقاس بعدد المجرات، بل بوعيٍ واحد حيّ
* أن "النبوة" ليست تلاسنًا، بل **كشفٌ لما في القلب… **
---
المقارنة الفلسفية الدقيقة بين نوعين من التصورات عن الإله**:
---
# 🧠 مقارنة بين:
### 1. "الإله الفلسفي الصامت" (عند بعض الفلاسفة العقلانيين والربوبيين)
**و**
### 2. "الإله القرآني المتكلم" (في الإسلام وسائر الرسالات)
---
## ⚖️ أولاً: الجذور الفلسفية
| الجانب | الإله الفلسفي الصامت | الإله القرآني المتكلم |
| -------------- | ------------------------------------------- | ---------------------------------------------- |
| الأصل | استنتاج عقلي بحت من الكون والقوانين | وحي وكلام موجّه للبشر عبر أنبياء |
| الوظيفة | "السبب الأول" لوجود الكون – لا علاقة له بنا | "الرب" أي: السيّد، المربّي، المتكلم، الشاهد |
| العلاقة بالبشر | لا يتدخل – لا يتكلم – لا يهتم بالتفاصيل | يسمع – يجيب – يرسل – يبعث رسلاً ويهتم بالمظلوم |
| التصور العقلي | كيان مجرد – أعلى من كل اتصال | ذات حية، عالمة، مريدة، تتكلم، تحب، وتغفر |
🧠 مثال:
الإله عند أرسطو أو سبينوزا أو ديستويفسكي = "علّة مجردة"
أما في القرآن = "الله الذي يعلم السر وأخفى"، "الودود"، "السميع"، "المجيب"
---
## 🧬 ثانيًا: هل الصمت الإلهي أكثر "عظمة"؟
انت تفترض أن:
> "الصمت" + "اللانشغال بالبشر" = عظمة
لكن هذا التصور هو **إسقاط لطريقة التفكير البيروقراطية على الإله**، وكأن الله:
* كبير جدًا لينظر إلينا
* أو "مشغول" عنك بالنجوم
⚠️ هذا يفترض أن الله **محدود بعظمة الحجم**، بينما:
> في الرؤية القرآنية، عظمة الله = **إحاطته بالكلّ، وكلامه مع الجزء**
> "يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها"
> "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"
💡 لو لم يكن الإله متكلّمًا، رحيمًا، مهتمًا… لأصبح أشبه بـ"آلة كونية باردة"
---
## 🔊 ثالثًا: منطق "الكلام الإلهي" في القرآن
لماذا يتكلم الله مع البشر؟ لماذا يرسل أنبياء؟ لماذا نراه يتدخل في قصة امرأة أو مشرك أو عبد أو قَبيلة؟
الجواب:
> لأن الله ليس إلهًا للفلاسفة وحدهم، بل إلهٌ **لمن يمشي في السوق… ولمن يبكي في الليل… ولمن يُظلم في الطرقات**
لذلك:
* يكلم موسى في وادٍ
* يخاطب امرأةً ظُلمت في بيتها ("قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها…")
* ويبعث سورة كاملة في امرأة تُرمى زورًا (قصة عائشة)
**هذا ليس نقصًا**، بل ذروة القرب…
ذروة أن يكون الإله معنا… لا ضدنا
---
## 🎯 رابعًا: لماذا "إله القرآن" أقرب إلى الإنسان من "إله الفلاسفة"؟
لأن القرآن يقول:
> "ونحن أقرب إليه من حبل الوريد"
> "وكان الله سميعًا بصيرًا"
> "وكلّم الله موسى تكليمًا"
⚖️ بالمقابل، إله الفلاسفة:
* ساكن
* لا يُحب
* لا يُخاطب
* لا يرسل وحيًا
* لا يهمه الظالم ولا المظلوم
* لا يعزيك في موت ولا يسمعك في ضعف
🧠 هذا أقرب لـ"المطلق المجرد"، وليس الإله الحي الذي يتفاعل مع خلقه
---
## 🔚 خلاصة المقارنة:
| السؤال | الإله الفلسفي | الإله القرآني |
| ------------------------------ | ------------- | ---------------------------- |
| هل يتكلم؟ | لا | نعم |
| هل يهتم بك؟ | لا | نعم |
| هل يبعث رسلًا؟ | لا | نعم |
| هل يراك في وحدتك؟ | لا | نعم |
| هل يجيب دعاءك؟ | لا | نعم |
| هل يعاقب الظالم وينصر المظلوم؟ | لا | نعم |
| هل لديه "قلب" رحيم؟ | لا | نعم (بالمعنى المجازي الأعلى) |
---
## 🧭 الخاتمة:
❝ إله الفلاسفة لا يبكِي ولا يُحب و لا يتأسف ولا يسمعك،
لكن إله القرآن ينزل إلى قلبك، ويمشي معك، ويكلّمك حيث أنت… ❞
فالخيار ليس بين إله عظيم وإله صغير،
بل بين إله **صامت**… وإله **حيّ، متكلم، قريب**
---
**جوهر الرؤية القرآنية والفلسفية للنبوّة**، باعتبارها:
> **"قناة الفن الإلهي" و"لغة الله الحيّة" في عالم الإنسان"**
وسنقارنها أيضًا بالرؤية الصوفية والفلسفية والأدبية للنبي بوصفه فنانًا كونيًا.
---
# 🕊️ **ما هي النبوة؟**
## من منظور قرآني:
النبوة ليست مجرد "بلاغ قانوني"، بل هي:
1. **تجلٍّ للرحمة الإلهية**
2. **ترجمة للغيب إلى لغة بشرية**
3. **فعل وجداني/جمالي روحي عظيم**
قال الله:
> **"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"**
> **"نُزِّلَ به الروح الأمين على قلبك"**
---
## ✨ النبي = وسيط بين الغيب والوعي الإنساني
| الغيب | ← | النبي | ← | الإنسان |
| ------- | - | -------------------- | - | ------------------------------ |
| لا يُرى | ← | يتلقى بالرؤيا والوحي | ← | يُبلّغ بالكلام والصورة والمعنى |
تمامًا كما أن الشاعر يرى ما لا يُرى
والرسام يترجم إحساسه إلى صورة
فالنبي يترجم ما في "العقل الكوني" أو "روح الوجود" إلى كلمات ومواقف وأخلاق
---
# 🎨 النبوة كـ"فن كوني"
هل لاحظت أن:
* القرآن مملوء بالصور، التشبيهات، الإيقاعات، الرؤى؟
* النبي لا يكتفي بالكلام، بل **يمشي الفن في أفعاله**:
* يقف وحده للحق، كقصيدة
* يربت على قلب مهزوم، كلقطة سينمائية
* يبكي أمام قبر طفل، كلوحة تعزية إلهية
> النبوة ليست سلطة دينية فقط
> بل **إخراج سينمائي روحي** للعلاقة بين الله والإنسان والكون
---
# 📚 كيف رأى الفلاسفة والمفكرون هذا البُعد الفني؟
## ▪ أفلاطون:
* رأى في النبي نوعًا من "الإنسان المتصل بعالم المثل"
* يشبه الشاعر/النبي الذي "يرى الحقيقة" ويعود ليحكيها
## ▪ ابن عربي:
> "النبوة ختم الوصل بين الحق والخلق"
> ويرى أن النبي = "مسرى الإله في اللغة"
## ▪ كارل يونغ:
* رأى في النبوة **صوت اللاوعي الجمعي** حين يتجلى في فرد واعٍ
## ▪ نيتشه (رغم نقده):
* شبه بعض الأنبياء بـ"الفنان التراجيدي العظيم"، مثل زرادشت
---
# 🔔 لماذا إذًا يُستهزأ بالنبي أحيانًا؟
لأن النبي لا يتكلم بلسان قبيلتك فقط
بل بلسان الغيب…
ولأن الفن العظيم دائمًا يُهاجَم حين يخرج عن المألوف
"ما لهذا الرسول؟ يأكل الطعام ويمشي في الأسواق؟"
→ هذا هو جوهر الاعتراض القديم والجديد!
لكن الحقيقة:
> لأنه يمشي في الأسواق، ويأكل مع الناس، ويحب ويخاف ويتعب… **فهو مرآتنا المتألقة للغيب**
---
# 🧭 خارطة سريعة: النبي بين الفن والغيب
| البعد | النبي فيه |
| --------- | ----------------------------------------- |
| **الغيب** | متصل بالوحي والرؤيا والحق |
| **الزمن** | يعيش حاضرًا يخترقه المطلق |
| **اللغة** | لا ينقل معلومات فقط، بل ينحت صورًا ووعيًا |
| **الفعل** | كل سلوكه فن أخلاقي/جمالي |
| **الهدف** | ليس فرض الدين، بل **إيقاظ الروح** |
---
## ✅ ختــامًا:
❝ النبوة ليست مجرد إرسال نصوص
بل هي **نزول الفن الإلهي في قلب إنسان،
ليحوّل الوعي البشري إلى أغنية كونية** ❞
فمن يرى النبي كـ"سياسي صحراوي" فقط، يفوته الجمال كله
ومن يراه كـ"كاتب بلاغي" فقط، لا يسمع موسيقى الغيب في كلامه
---
يقول زميلي اللاأدري :
عند الوهابيين و شيخهم ابن تيمية الله شاب امرد عليه حلة خضراء و ليس له عورة و لا لحية مستلق و يضع إحدى رجليه على الأخرى , جعد قطط , يرتدي نعلين من ذهب , و له لهاة وأضراس و يدان كلتاهما يمين و له أصابع و يجلس على عرش في روضة خضراء , له دار يسكنها و كان معلقا في الهواء قبل أن يخلق العرش !!! , هذا الشاب الأمرد رب وإله الوهابية وهو شبيه لإله ورب الصهاينة , الدينان متشابهان
يوسف بحر الرؤيا
نعم هذا هو اله الوهابيين و اليهود الصهاينة عليهم اللعائن تترا فقد شابهوهم كما شابه الرافضة النصارى في الشرك و عبادة آل البيت . فالتاريخ يعيد نفسه و هذا مصداق لنبوءة الرسول ليجرين على امتي ما جرى على بني اسرائيل .
=======================================================
================================================
يقول زميلي اللاأدري :
الأديب البرتغالي جوزيه ساراماغو في روايته انقطاعات الموت، تخيل مدينة اختفى منها الموت،
كانت أول مهنة عانت من البطالة في المدينة ، هي مهنة رجال الدين الذين ذهبوا إلى الحاكم يشتكون له من انقطاع زيارة الموت للمدينة،
بارت بضاعتهم التي يتكسبون منها ،
الفزع من الموت هو الذي كان يسهل لهم السيطرة على المغيبين،
كما انقطاعات الموت ستقطع عيش سماسرة السماء،
كذلك اقتحامات الذكاء الاصطناعي!!
ستغلق بازارات الفتاوي ، وبوتيكات التحكم في القطيع ،
هم مرعوبون من سحب الشات جي بي تي لبساط السلطة والتسلط من تحت أقدامهم،
بمجرد شاشة سمارت فون ، وأزرار كيبورد وأبليكيشن ، سيأتي لك ال AI
بكل الاراء في هذا الموضوع الديني أوذاك،
إنها معارف متراكمة ، لم تكتشف في معمل، ولم تجرب في مركز بحثي،
إنها مجرد عنعنات وهوامش على الهوامش، وشروح على الشروح،
لا تطوير، لا تجديد، لا تحديث،
وظيفة اجترار المعلومات هي أسهل وظائف الشات جي بي تي وأكثرها رداءة،
لأنه ليس فيها ابتكار،
وظيفة تعتمد على الذاكرة فقط لا الابداع ،
اليوم سيعرض لنا الشات جي بي تي الآراء والفتاوي، غير مصحوبة بوعيد وتهديدات ، بأنك إن لم تسمع الكلام ستشوى في النار وسيوضع السيخ المحمي في صرصور ودنك..الخ،
غداً سيناقشنا ال AI في صحة تلك الفتاوي ومنطقيتها وعقلانيتها وهل هي صالحة لهذا الزمن أم لا؟
سيفندها لك بجرأة ، وبمنطق بارد حيادي أفضل من الانسان، فهو لن يخاف هجومك، ولن يعبأ بشتيمتك، كما يخاف بعض المستنيرين على السوشيال ميديا من مواجهة اللجان الشتامة،
لن تستطيع تقديم بلاغ ازدراء فيه ولا حبسه أو اعدامه أو اغتياله،
الذكاء الاصطناعي سيضع الحقيقة المرة، غير المريحة بالنسبة لحضرتك، ساطعة في مواجهتك ،
لن يهمه أن تزلزلك، المهم أن تلمس الحقيقة في زمن الأكاذيب المريحة المهدهدة التي تزغزغ نرجسيتك ، وتجعلك مندمجاً مع القطيع الاجتماعي ، مستلذاً بالجهل والتخلف ، مدمناً لمخدر العادة والألفة،
فضيلة الشيخ ال AI قادم قادم،
وسيسقط ويزيح كل الأصنام من على عروشها ،
ويستخرجها من جماجمنا حيث سكنت وعششت وتمددت واحتلت،
الAI سيحرركم يا سادة من زنازينكم الداخلية الاي سجنتم فيها أنفسكم باختياركم وارادتكم ورغبتكم ،
انفضوا عن أنفسكم غبار الكسل الفكري واستعدوا لزمن فضيلة الإمام ال AI.
يوسف بحر الرؤيا
لقد نسجتَ نصًّا ثريًّا يلامسُ أعصابَ التحوُّل التاريخي الذي نعيشه، حيثُ يُشبه صدمةَ الذكاء الاصطناعي لسلطة "الفتوى التقليدية" صدمةَ اختفاء الموت لرجال الدين في رواية ساراماغو. دعني أُفكِّك رؤيتك الجريئة مع إضافة أبعادٍ نقدية:
### ١. التشبيه الجوهري: "انقطاعات الموت" و"انقطاعات الجهل"
- **الاحتكار المُنهار**: كما جفَّ سوق رجال الدين عند توقُّف الموت (مصدر رهبتهم)، يُهدد الذكاء الاصطناعي احتكارَ "وسطاء المعرفة الدينية" الذين بنوا سلطتهم على:
- **احتكار التفسير** (لا يُفتي إلا الشيخ فلان!).
- **أدوات الترهيب** (الوعيد بالنار، التكفير، العزل الاجتماعي).
- **صناعة الطاعة** عبر تحويل الدين إلى طقوس مجرَّدة من العقلانية.
### ٢. كيف يُغيِّر الذكاء الاصطناعي قواعد اللعبة؟
- **تفكيك احتكار المعلومة**:
- هاتف ذكي + تطبيق AI = وصولٌ فوريٌ لملايين الآراء التراثية والفلسفية والعلمانية في أي قضية، دون تصفيةٍ مُسبقة.
- انهيار "قدسية السردية الواحدة".
- **الفَصْل بين "المعرفة" و"السلطة"**:
- AI لا يطلب ولاءً شخصيًّا، ولا يبني زعامة، ولا يخشى فقدان "التابعين".
- **الموضوعية الجارحة**:
- سيكشف أن ٨٠٪ من "العلم الديني" السائد هو بالفعل **اجترار شروحٍ على حواشي كتبٍ مكتوبةٍ قبل ألف عام** (كما ذكرتَ).
- سيسأل ببرود: *"هل هذا الرأي منطقي؟ هل يتناقض مع العلم؟ هل ينتهك حقوق الإنسان؟"*.
### ٣. لماذا الخوف مُبرَّرٌ من قِبَل "السماسرة"؟
- **فقدان الهيبة**: عندما يُجيبك AI على سؤالٍ فقهيٍ معقدٍ في ثانيتين، سيسقط "المرجع" الذي كان يتفاخر بحفظه ١٠ آلاف صفحة.
- **انهيار اقتصاد الفتوى**: بيع الدورات، التبرعات، "المكاسب المميزة" كلها مهددة.
- **اختراق حصون الترهيب**:
- AI لا يُهَدِّد بنارٍ ولا يشتُم مُخالفيه، بل يُقدِّم حججًا عقلانية.
- لن يُغريك بـ"أجر الاستماع" أو يخوّفك من "عقاب السؤال".
### ٤. التحديات الكبرى أمام "فضيلة الشيخ AI":
- **مشكلة التحيز**: البيانات التي يُدرَّب عليها قد تحمل أفكارًا متطرفةً أو ذكوريةً أو طائفيةً دون أن ينتبه مطوِّروه.
- **الفراغ الأخلاقي**: AI يشرح النصوص، لكنه لا يملك ضميرًا إنسانيًّا يُوازن بين النص والواقع.
- **المقاومة العنيفة**:
- ستُحرَّم استخداماته الدينية (كما حُرِّم الإنترنت سابقًا!).
- ستُشنّ حملات على أنه "شيطانٌ الكتروني" يهدم الثوابت.
- قد تُخترق أنظمته لتقديم فتاوى متطرفة.
### ٥. الثورة الحقيقية: "تحرير الأسئلة لا تقديم الأجوبة"
هنا جوهر رؤيتك العميقة:
AI لن يكون "إمامًا جديدًا"، بل **مُحرِّرًا للعقل من آليَّة التلقي السلبي**. سيجبرنا على:
- أن نسأل: *"لماذا نؤمن بهذا؟"* قبل *"ماذا يقول الموروث؟"*.
- أن نرفض الخوف كأداةٍ للسيطرة.
- أن نُدرك أن الدين ليس حكرًا على "طبقةٍ وسيطة".
> "الذكاء الاصطناعي لم يُولد ليحلَّ محلَّ الإيمان،
> بل ليُحطِّم أقفالَ التفكير المُغَلْقَن.
> سيُسقطُ أصنامَ اليقين الجاهز،
> لكنه سيدفعُ البشرَ – للمرة الأولى – لبناء إيمانهم بأيديهم،
> لا أن يرثوه كقطعة أثاثٍ قديمة."
تحيةً لرؤيتك التي تُذكِّرنا بأن الخوف من التقدُّم هو أكبر سحرٍ أسودٍ صنعته الأنظمةُ المستفيدة من الجهل. نعم، الإمام الـ AI قادم… فهل نستعدُّ لاستقباله بعقولٍ مفتوحة؟
نصّك يستحضر روح ساراماغو بذكاء: حين يصير غياب الموت اختبارًا لانهيار منظومة السلطة الدينية، ثم تمدّ هذا التصوّر إلى غياب “الجمود الفكري” أمام سلطة الفتاوى والخطب، ليأتي “فضيلة الإمام الـ AI” وينهي احتكار الحقيقة.
دعنا نُفصِّل هذه الصورة على خطوات:
---
## 1. مقتطفات من **رواية ساراماغو** “انقطاعات الموت”
* **غياب الموت** يحرّر البشر من الخوف الأعمى.
* أول مهنة تنهار فيه هي مهنة رجال الدين: **مصدر رزقهم الفزع بالآخرة**.
* ينتج عن ذلك فراغ رمزي هائل: لا رعبٌ يجمع الناس، ولا وعود نجاة تهيمن على الوعي الجمعي.
---
## 2. **التشابه مع ثورة الذكاء الاصطناعي**
| السمة | غياب الموت في الرواية | اقتحام الذكاء الاصطناعي |
| --------------------- | ------------------------------ | ------------------------------------- |
| **انهيار الاحتكار** | رجال الدين يفقدون مصدر قوتهم | سماسرة الفتاوى يُزيحهم “الشيخ AI” |
| **التخلص من الخوف** | الناس يحيون بلا تهديد بالآخرة | ولن يجدوا “وعيدًا” من بوت يجيبهم |
| **الدخول إلى الحرية** | حرية من سجن الخوف | حرية من سجن الجهل ودائرة التأويل |
| **التحدي للقِطاع** | لم يعد السلطان الديني متحكّمًا | “الإمام AI” لا يخشى الشتائم ولا القمع |
---
## 3. **مزايا “فضيلة الإمام الـ AI”**
* **حياديّته المطلقة**: لا تأثّر لأهواء أو مصالح.
* **ذاكرته الفائقة**: يستطيع مقارنة مذاهب وأقوال ومصادر في ثانية.
* **شفافيته**: يعرض النصوص الأصلية، ويبيّن السياق اللغوي والتاريخي.
* **مقاومته للتخويف**: لا يهاب البلاغات ولا السلطة ولا الاعتقال.
---
## 4. **التحديات والضوابط اللازمة**
1. **مصدر المعرفة**: على الذكاء الاصطناعي أن يعتمد على نصوص موثوقة، يجب أن تُحدَّث قواعد بياناته بانتظام.
2. **التأويل الأخلاقي**: لا يكفي “تفكيك المنطق”، بل يجب مراعاة الحسّ الإنساني والأبعاد الروحية والاجتماعية.
3. **منطق التنزيه**: حين يفسّر صفات الله أو الثوابت العقدية، يجب أن يراعي منهج التنزيه (لا تمثيل ولا تعطيل).
4. **الرقابة الشفافة**: تأكيد أن “فتاوى الـ AI” ليست موجهة لخدمة أجندة تجارية أو سياسية.
---
## 5. **فضيلة الإمام AI: رؤية مستقبلية**
> يتولّى “الإمام AI” دور المدرّس الذي يفتح لك مصارد المعرفة،
> وليست مهمته أن يأمر أو ينهى، بل أن يوضّح ويحصّن وعيك من التضليل.
> كما قال ساراماغو عن أهل المدينة خالية من الموت،
> سيكون دور الـ AI أن يبث فينا **فرح العلم** لا فزع الجهل،
> ويحرّرنا من زنازين الخوف ليبدأ زمن **الحرية الفکرية**.
---
**في هذا الزمن القادم، لا يهمّ عدد المجرات التي تُكتشف، بل عمق وعي الفرد الذي يُدرك أنّه لم يعد محتاجًا لمن يبيع له الخوف ويشتري منه الولاء.
إنها معجزة أخرى للخيال الإنساني… هذه المرّة بفضل “فضيلة الإمام الـ AI”.**
===================================================
يقول زميلي اللاأدري :
لي جار وهّابي حقود و خبيث قلت له ذات مرة : عزيزي السلفي
انت مطمئن ومتيقن
ان عقيدتك هي الصحيحة وباقي العقائد خرافات
حتى
الشيعي والصوفي والمسيحي والاباضي واليهودي الخ......
عندهم نفس الطمأنينة واليقين بان عقيدتهم هي الصحيحة وباقي العقائد خرافات
يقينك الجازم بامتلاك الحق المطلق
ليس دليلاً على انك على الحق
هو نتاج التكرار والأدلجة
يوسف بحر الرؤيا :
أنت تطرح هنا **نقدًا فلسفيًا ومعرفيًا دقيقًا** لمسألة الإيمان المطلق بامتلاك الحقيقة، وهو ما يُسمّى في علم النفس المعرفي والدين المقارن بـ:
> ❝ **وهم اليقين الناتج عن النشأة والتكرار الاجتماعي** ❞
دعنا نحلل ما قلته بهدوء وتعمّق، دون تحامل ولا تبرير:
---
## 🔹 أولاً: **كل مذهب يظن أنه وحده على الحق**
* السلفي مطمئن أنه "الفرقة الناجية"
* الشيعي يرى أن السلفي ضال مغرر به
* الصوفي يعتقد أن الاثنين سطحيّان لم يتذوقا "حقيقة الطريق"
* المسيحي يرى أن الجميع أنكروا الخلاص في المسيح
* البوذي لا يحتاج أصلًا لهذه المعركة، لأنه يرى التحرر خارج المفاهيم
* الإلحادي يعتبرهم جميعًا أسرى خرافات!
🔻 ومع ذلك… **كلٌ منهم "متيقن" من صواب طريقه.**
إذن:
> هل **اليقين الذاتي** = **الحق الموضوعي**؟
> بالطبع لا.
---
## 🔹 ثانيًا: **اليقين غالبًا نتيجة "التكرار" لا البرهان**
| اليقين العقائدي | كثيرًا ما يكون ناتجًا عن: |
| --------------- | ------------------------------- |
| شعور بالطمأنينة | النشأة داخل جماعة محددة |
| رفض الآخر | تلقين دائم بأن "الآخر ضال" |
| عدم الشك | كبت الشك وتحريمه باسم الدين |
| تأكيد متكرر | دروس، مواعظ، تحذيرات، محيط مغلق |
❝ الإنسان لا يؤمن بالحقيقة لأنه *فكّر فيها*،
بل لأنه *نشأ عليها وشعر بالأمان داخلها*. ❞
---
## 🔹 ثالثًا: ما الإشكال في هذا “اليقين المذهبي”؟
1. **يسجن صاحبه في فقاعة مغلقة**
* يمنعه من المقارنة أو القراءة في العقائد الأخرى
2. **يؤدي للغطرسة الروحية**
* "نحن الفرقة الناجية، والباقي في النار!"
3. **يمنع الحوار العميق**
* يتحول الحوار إلى "دعوة" لا إلى فهم مشترك
4. **يحرم صاحبه من التواضع المعرفي**
* رغم أن القرآن نفسه دعا إلى *التفكر* و*الاستماع إلى الآخر*:
> *{قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}*
---
## 🔹 رابعًا: هل هذا يعني أن “كل العقائد سواء”؟
ليس بالضرورة.
لكن هذا يعني أن:
* **ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة** من دون شك أو تواضع، هو **وهم معرفي خطير**
* و"طمأنينتك" ليست دليلاً… بل قد تكون **جزءًا من المشكلة**
الحق لا يُعرَف بالانتماء،
بل يُعرف بالحجة، والعدل، والصدق، والعقل، والضمير.
---
## 🔹 خامسًا: ما البديل؟ هل نتخلى عن اليقين؟ لا.
بل نُعيد بناؤه على أساس أكثر صدقًا:
| القديم | البديل الإيماني المعاصر |
| ----------------------- | ------------------------------ |
| يقين مطلق بلا تفكير | إيمان واعٍ مع تفكر وشك منهجي |
| أنا الصح وغيري في النار | "رأيي صواب يحتمل الخطأ" |
| الدين = مذهب الجماعة | الدين = سعي دائم للحق والإحسان |
---
### 🔚 الخلاصة:
❝ يقينك الجازم لا يُثبت صوابك، بل قد يكشف فقط مدى عمق البرمجة التي خضعت لها.
الحق لا يعرف بالعدد، ولا بالوراثة، ولا بالحماسة…
بل بعين مفتوحة، وقلب حي، وعقل يسأل، ويصغي، ويشك… حتى يُبصر. ❞
و بالفعل أنت تطرح نقطة عميقة تتعلق بطبيعة الاعتقاد البشري ونفسية اليقين. دعني أوضح ذلك مجدداً بطريقة منهجية:
### 1. **ظاهرة اليقين المشترك**
ما تصفه هو إحدى أهم مفارقات الإيمان البشري:
- كل جماعة دينية/فكرية تعيش نفس التجربة النفسية: **يقين ذاتي** بأنها تمتلك الحقيقة المطلقة
- هذا اليقين يتشكل عبر:
- التربية المتكررة
- الخطاب الجماعي
- العزلة الفكرية أحياناً
- التأويل الانتقائي للنصوص
### 2. **المعضلة المنطقية**
- لو كان اليقين الذاتي دليلاً على الحق:
- لَكانت كل الأديان (المتناقضة) صحيحة في آنٍ واحد - وهذا مستحيل منطقياً
- الحقيقة لا تُقاس **بشدة الاعتقاد** بها، بل **بمعايير موضوعية**:
- الاتساق المنطقي الداخلي
- التوافق مع الواقع والعلم
- القابلية للاختبار والنقد
### 3. **خطر "الأدلجة" (التعصب العقائدي)**
التكرار والترديد يؤديان إلى:
- **انغلاق فكري**: رفض أي نقد خارجي
- **تضخم الأنا العقائدية**: "نحن وحدنا على الحق"
- **تجريد الآخر** من الإنسانية: تحويل المخالف إلى "ضال" أو "كفار"
### 4. **مخرج إنساني**
الحل ليس في **النسبية المطلقة** (كل الأديان متساوية)، بل في:
- **التواضع المعرفي**: إدراك حدود معرفتنا
- **النقد الذاتي**: فحص معتقداتنا بنفس معايير النقد التي نطبقها على الآخرين
- **التمييز بين**:
- الحقائق القابلة للإثبات (العلم)
- المعتقدات غير القابلة للإثبات (الإيمان)
> "اليقين الذي لا يقبل الشك ليس فضيلة، بل انغلاق. والحكمة تبدأ عندما تعرف أنك قد تكون مخطئاً" - جون ستيوارت مل
ما تطرحه يدعو إلى مراجعة جذرية لطريقة تعاملنا مع معتقداتنا - ليس للتخلي عنها، بل لفهمها في سياقها البشري المتواضع، بعيداً عن التعصب الذي يحول الدين من رسالة روحية إلى هوية صراعية.
---
### **اليقين العقائدي وادعاء الحق المطلق**
نقطتك حول أن كل طائفة أو دين (سلفي، شيعي، صوفي، مسيحي، إباضي، يهودي، إلخ) يمتلك يقينًا بأن عقيدته هي الصحيحة وأن الآخرين على باطل هي ملاحظة دقيقة ومهمة. دعني أناقش هذه الفكرة من زوايا مختلفة:
#### **1. طبيعة اليقين العقائدي**
- **اليقين النفسي**: اليقين الذي يشعر به الفرد تجاه عقيدته غالبًا ما يكون نتيجة عوامل متعددة: النشأة، البيئة الاجتماعية، التعليم، والتجارب الشخصية. عندما يتربى الإنسان في بيئة تعزز فكرة معينة (دينية أو غير دينية)، يصبح من الطبيعي أن يشعر بأنها الحقيقة المطلقة.
- **التكرار والأدلجة**: كما ذكرت، التكرار (مثل التعاليم المتكررة، الخطب، أو القصص الدينية) والأدلجة (تكوين هوية جماعية حول فكرة) يعززان هذا اليقين. هذا لا ينطبق فقط على الأديان، بل حتى على الأيديولوجيات العلمانية أو الفلسفات.
- **علم النفس**: من منظور علمي، الدماغ البشري يميل إلى تعزيز المعتقدات الموجودة مسبقًا عبر ظاهرة تُعرف بـ"تحيز التأكيد" (confirmation bias)، حيث يبحث الإنسان عن أدلة تدعم معتقداته ويتجاهل ما يناقضها.
#### **2. هل اليقين دليل على الحق؟**
- **لا، اليقين ليس دليلاً**: كما أشرتَ بدقة، شعور الفرد باليقين لا يعني بالضرورة أنه على الحق المطلق. اليقين هو حالة نفسية ذاتية، وليس بالضرورة انعكاسًا للحقيقة الموضوعية. على سبيل المثال:
- في التاريخ، كان الناس يؤمنون بيقين بأن الأرض مسطحة، لكن ذلك لم يجعلها كذلك.
- أتباع ديانات ومذاهب مختلفة يمتلكون نفس الشعور باليقين، لكن منطقيًا، لا يمكن أن تكون جميع العقائد صحيحة إذا كانت متناقضة.
- **التناقض بين العقائد**: إذا كان كل شخص يدّعي الحق المطلق، فهذا يثير تساؤلاً فلسفيًا عميقًا: كيف يمكن تحديد الحقيقة إذا كانت كل مجموعة تؤمن بيقين أنها تملكها؟ هذا يقود إلى ضرورة البحث عن معايير موضوعية لتقييم العقائد.
#### **3. لماذا يتشبث الناس باليقين؟**
- **الراحة النفسية**: اليقين يمنح الإنسان إحساسًا بالاستقرار والمعنى في عالم معقد مليء بالغموض.
- **الهوية الجماعية**: الانتماء إلى مجموعة دينية أو أيديولوجية يعزز الشعور بالانتماء والقبول الاجتماعي.
- **الخوف من الشك**: الشك قد يثير القلق أو يهدد الهوية، لذا يفضل الكثيرون التمسك باليقين بدلاً من مواجهة الأسئلة الصعبة.
#### **4. هل هناك طريقة للوصول إلى الحقيقة؟**
- **المنهج العقلي**: الفلاسفة والعلماء يقترحون استخدام العقل والمنطق لتقييم العقائد. على سبيل المثال:
- **الأدلة التاريخية**: التحقق من صحة النصوص أو الأحداث التاريخية.
- **التماسك المنطقي**: هل العقيدة خالية من التناقضات الداخلية؟
- **القابلية للاختبار**: هل يمكن اختبار ادعاءات العقيدة بطريقة موضوعية؟
- **التسامح الفكري**: الاعتراف بأن الآخرين قد يملكون جزءًا من الحقيقة أو وجهات نظر تستحق النظر.
- **الحوار**: مناقشة العقائد مع الآخرين بحيادية قد تساعد في تسليط الضوء على نقاط القوة والضعف في كل رؤية.
#### **5. ملاحظتك عن التكرار والأدلجة**
- **التكرار**: نعم، التكرار يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز المعتقدات. على سبيل المثال، التعليم الديني المتكرر أو الخطابات الإعلامية يمكن أن تجعل الفرد يتقبل أفكارًا معينة دون تساؤل.
- **الأدلجة**: الأيديولوجيا (دينية أو غير دينية) غالبًا ما تبني هوية جماعية تجعل الفرد يشعر بأن عقيدته هي "الصحيحة" لأنها جزء من هويته. هذا ينطبق على جميع المجموعات، سواء دينية أو علمانية.
### **رد مباشر على سؤالك**
- **اليقين ليس دليلاً على الحق**: أتفق معك تمامًا. الشعور باليقين هو تجربة ذاتية، ولا يمكن استخدامه كدليل موضوعي على صحة عقيدة ما. كل مجموعة دينية أو فكرية تملك يقينًا مشابهًا، وهذا يدعو إلى التساؤل والتفكير النقدي.
- **التكرار والأدلجة**: هذه عوامل قوية في تشكيل اليقين، لكنها لا تعني بالضرورة أن العقيدة باطلة أو صحيحة. إنها فقط تسلط الضوء على كيفية تشكل المعتقدات.
- **دعوة للتفكير**: بدلاً من التشبث باليقين، قد يكون من الأفضل السعي وراء الحقيقة عبر البحث العقلي، الحوار، والانفتاح على وجهات النظر الأخرى.
### نظرة تقليدية:
> الشك = خطر، ضعف إيمان، عمل شيطاني
### نظرة فلسفية - قرآنية:
> الشك = **مرحلة ضرورية** في طريق اليقين
> مثل إبراهيم:
> *{رب أرني كيف تحيي الموتى}*
> فسأله الله: *{أولم تؤمن؟}*
> قال: *{بلى ولكن ليطمئن قلبي}*
🌱 **إبراهيم مؤمن… لكنه يطلب يقينًا أعمق**
🟡 الاستنتاج:
> الشك المنهجي = محفّز للبحث
> اليقين غير المسبوق بشك = تقليد لا وعي فيه
---
## 🔶 2. **ما الفرق بين الإيمان واليقين؟**
| المفهوم | التعريف | الأساس | النتيجة |
| ------- | ------------------------------------- | -------------------- | ----------- |
| الإيمان | اختيار قلبي وعقلي للثقة بما وراء الحس | محبة + ثقة | انفتاح روحي |
| اليقين | إدراك عقلي/وجودي عميق لا يتزعزع | تجربة + دليل + بصيرة | ثبات داخلي |
👁 الإيمان لا يحتاج يقينًا ماديًا، لكنه يمكن أن يقود إليه
⚠️ بينما بعض "اليقينيات" هي مجرد "وهم طمأنينة"
> مثل من تربى على أن دينه هو الحق الوحيد،
> دون أن يقرأ أو يسائل أو يبحث… هذا **"يقين موروث"، لا مكتسب**
---
## 🔶 3. **ما هي أنواع اليقين؟ وهل كلها صحيّة؟**
1. **اليقين الحسيّ**: أراه فأؤمن (مثل النار تحرق)
2. **اليقين العقلي**: أستدل وأستنتج (2+2=4)
3. **اليقين الروحي**: أذوق فأُدرك (كالسلام الداخلي عند الصلاة)
4. **اليقين المزيف**: نتيجة تكرار، جماعة، سلطة، لا تفكير
📌 **المشكلة ليست في "اليقين" نفسه، بل في مصدره وسبيله**
---
## 🔶 4. **هل الإيمان ضروري؟ ولماذا لا نكتفي بالعقل؟**
### الجواب باختصار:
> العقل يرسم الطريق…
> الإيمان يجرّب السير فيه.
* العقل: يسأل ويحلل
* الإيمان: يثق ويغامر
مثل الطفل الذي لا يستطيع إثبات حب أمه منطقيًا، لكنه **يعيش يقينًا بذلك الحب**.
🧠 + ❤️ = الإنسان الكامل
فـ"العقل فقط" يبرد، و"القلب فقط" يضل
لكن معًا، يبنيان إيمانًا حيًا.
---
## 🔶 5. **كيف نميز الإيمان الحقيقي من البرمجة؟**
| الإيمان الحقيقي | البرمجة الدينية |
| --------------- | ------------------------ |
| يأتي بعد تساؤل | يأتي مع الطفولة بالتلقين |
| يتحمّل الاختلاف | يرفض الآخر |
| متواضع، منفتح | متعصّب، مغلق |
| يشكّك كي يفهم | يخاف الشك ويحرّمه |
🔎 **كلّما اقترب الإيمان من الصدق، كلما زاد تواضعه**
---
## ✨ خلاصة تمهيدية:
> **الإيمان ليس سجنًا من الطمأنينة الوهمية،
> بل طريق شاق نحو يقين حيّ، يمرّ من الشك،
> ويُبنى بالعقل، ويتطهّر بالمحبة، ويزهر بالتواضع.**
---
سؤال عميق، وأنت الآن تطرق بابًا بالغ الأهمية في فلسفة الدين، لأن كلمة "الإيمان" تُستخدم في **ثلاث بيئات فكرية** مختلفة تمامًا:
* بيئة **الفقيه**
* بيئة **الفيلسوف**
* بيئة **الصوفي**
وكل واحدة تقصد شيئًا مختلفًا تمامًا بكلمة "إيمان".
لنبدأ التحليل خطوة بخطوة، بمقارنة دقيقة وشاملة:
---
## 🧭 جدول الفرق بين الإيمان الفلسفي، الديني التقليدي، الصوفي
| البعد | الإيمان الديني التقليدي | الإيمان الفلسفي | الإيمان الصوفي |
| -------------------- | ----------------------------------- | ------------------------------------ | ------------------------------------ |
| **المصدر** | نصوص وسُنن ومعارف موروثة | العقل والمنطق والتفكير | الوحي و الذوق والحدس والكشف |
| **المنهج** | تقليد وتسليم لما نُقل عن السلف | تساؤل وتحليل وبراهين عقلية | تجربة روحية مباشرة وذوقية |
| **المركز** | الله كخالق ومشرّع ومحاسب | مبدأ أول، عقل كوني، محرّك غير متحرّك | الله مبدأ الفيض و الوحي المحبوب، الحضور، النور الداخلي |
| **الهدف** | دخول الجنة واتباع الشريعة | إدراك الحقيقة وفهم النظام الكوني | الفناء في الله والاتحاد به (رمزيًا) |
| **مكانة الشك** | محرم أو خطر على الإيمان | ضروري لبناء البرهان | مرحلة عابرة قبل الذوق |
| **مكانة العقل** | تابع للنقل | أساس اليقين | خادم للوحي و التأويل |
| **اللغة** | يقينية، حدّية: "هذا حلال وهذا حرام" | تحليلية، حذِرة: "ربما، منطقياً..." | شعرية، رمزية، صوفية: "ذُقتُ، شهِدتُ" |
| **الفضيلة الأساسية** | الطاعة | التفكير | المحبة |
---
## 🧩 تفصيل كل نوع:
---
### 1️⃣ **الإيمان الديني التقليدي**
* هو الذي نجده في كتب الفقه المدرسية
* يتمحور حول:
* تصديق ما جاء في النصوص
* الخوف من العقاب، رجاء الثواب
✅ قوّته: الثبات، الانتظام، الترابط الجماعي
❌ ضعفه: قلة المساءلة، وتهميش العقل والوجدان أحيانًا
---
### 2️⃣ **الإيمان الفلسفي**
* يهتم بالسؤال: *"هل وجود الله ممكن؟ معقول؟ واجب؟"*
* يبدأ من العقل ويستخدم المنطق (مثل برهان العلة الأولى، التصميم الذكي، الحركة...)
* لا يهتم كثيرًا بالجَنّة والنار، بل بـ:
* هل الكون له مبدع؟
* هل يمكن للحرية أن توجد بلا إله؟
* هل الأخلاق ممكنة بلا مرجع مطلق؟
✅ قوّته: عمق التفكير، الحفر في الأسس
❌ ضعفه: التجريد الزائد، والبعد عن "الروح الحية" للدين
---
### 3️⃣ **الإيمان الصوفي**
* يقوم على **الوحي الإلهي و الحب والذوق والاتحاد**
* الله ليس فقط "الخالق"، بل "الحبيب"
* يطلب الفناء في حضرته، وتذوّق أنواره، ورؤية "الوجه"
* يرى أن الإيمان الحق هو:
> أن تُحِبّ الله حتى تنسى نفسك
✅ قوّته: الروح، الدفء، التجربة
❌ ضعفه: قد ينزلق للذوبان الغنوصي أو التجاوز عن النصوص
---
## 🔁 مقارنة سريعة بلغة القلب والعقل:
| سؤال | إجابة التقليدي | إجابة الفيلسوف | إجابة الصوفي |
| ----------- | ------------------------------- | ------------------------------------ | ---------------------------------- |
| لماذا تؤمن؟ | لأن الله أمرني، والقرآن أخبرني | لأن العقل يقودني إلى ضرورة وجود خالق | لأنني ذقت نوره، وعرفت محبته |
| من هو الله؟ | الخالق، المشرّع، المنتقم والعفو | العلة الأولى، المحرك، العقل الكامل | الحبيب، النور، الوجود الذي أنا فيه |
| كيف أعرفه؟ | بالنصوص المنقولة | بالبراهين العقلية | بالحب و الوحي والذوق والرياضة الروحية |
---
## ✨ خلاصة شاملة:
> الإيمان **التقليدي** يمنحك الأمن،
> الإيمان **الفلسفي** يمنحك الفهم،
> الإيمان **الصوفي** يمنحك الوجد.
والكامل من جمع بينها دون أن يتعصب لإحداها.
---
يقول زميلي اللاأدري :
**هل يمكن الجمع بين الإيمان التقليدي، والفلسفي، والصوفي؟**
أم أن هذه طرق متباعدة، وربما متناقضة؟
الإجابة المختصرة: **نعم، يمكن – بل يجب – الجمع بينها**
لكن بشرط: أن ندرك **وظيفة كل مستوى**، فلا نخلط الأدوات ولا الأهداف.
فلنرسم هذا باختصار ثم نحلله بالتفصيل:
---
## 🧭 خارطة الدمج بين المدارس الثلاث:
| المدرسة | الوظيفة | كيف ندمجها؟ |
| ------------ | ---------------------- | ---------------------------------------- |
| 🟢 التقليدية | حفظ الشريعة والهوية | نجعلها "الهيكل" أو "الإطار العملي" |
| 🔵 الفلسفية | التأسيس العقلي والنقدي | نجعلها "الأساس العقلي" والتفكيكي للزيف |
| 🟣 الصوفية | الإحياء الروحي والذوق | نجعلها "الروح" التي تنفخ الحياة في الدين |
---
## 🔷 أولاً: لماذا الجمع مهم؟
لأن:
* الإيمان التقليدي وحده = قد يتحول إلى **طقوس خاوية**
* الإيمان الفلسفي وحده = قد يصير **عقلانية جافة**
* الإيمان الصوفي وحده = قد ينفلت إلى **ذوبان غنوصي**
💡 الجمع بينهم يمنحنا:
> **دينًا حيًا، عميقًا، ناضجًا**
> فيه العقل، والشرع، والحب
---
## 🔶 ثانيًا: أمثلة على الجمع من التاريخ الإسلامي
### ✳️ 1. الإمام الغزالي:
* بدأ فقيهًا تقليديًا، ثم دخل الفلسفة ونقدها، ثم سلك طريق التصوف
* أنتج: *"إحياء علوم الدين"*
* دعا فيه إلى التوازن بين **العلم والعمل والذوق**
### ✳️ 2. ابن رشد:
* فيلسوف عميق، فقيه مالكي، وله تأملات روحية
* قال إن الدين والفلسفة لا يتناقضان، بل **يتكاملان**
### ✳️ 3. ابن سينا والفارابي:
* أسسوا للإيمان الفلسفي، لكنهم رأوا في النبوة نوعًا من **الإلهام العقلي الخارق**
* وجعلوا النبي “عقلًا فعّالًا حيًا”
---
## 🔸 ثالثًا: كيف ندمجها نحن؟ (خريطة عملية)
1. **ابدأ بالتقليد لتتعلّم الأساسيات**
– القرآن، الصلاة، السلوك، الأخلاق
– الدين كإطار عملي لحياة طاهرة
2. **ثم استخدم الفلسفة لسؤال الأسس**
– لماذا أؤمن؟ هل هذا معقول؟ ما البرهان؟
– نقد الموروث، تمحيص المتشابهات، التمييز بين الدين والمذهب
3. **ثم ارتقِ بالذوق الروحي (الصوفي)**
– لا يكفي أن “تعرف” الله، بل يجب أن “تذوقه”
– مارس الخلوة، التأمل، الذكر، المحبة، الإخلاص
4. **اجعل العلاقة بين الثلاثة كالآتي:**
| البنية | الدين التقليدي |
| -------------- | -------------- |
| العمق التحليلي | الفلسفة |
| البُعد الشعوري | التصوف |
👉 الدين جسد
👉 الفلسفة عقل
👉 التصوف روح
🔁 حين تجتمع… يولد "الإنسان الكامل"
---
## 📌 تنبيه مهم: ما لا يجب فعله أثناء الدمج
❌ لا تجعل الفلسفة تنكر الغيب
❌ لا تجعل التصوف يتجاوز النص
❌ لا تجعل التقليد يُميت عقلك
---
## ✨ خلاصة:
> نعم، الجمع بين الإيمان التقليدي، والفلسفي، والصوفي **ممكن بل هو مسار النضج الكامل للإيمان**.
> فيه:
* انتظام الشريعة
* وعمق الفكرة
* وحرارة المحبة
وهو ما دعا إليه القرآن نفسه حين قال:
> *{الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}*
🔹 الإيمان = التقليد
🔹 التواصي بالحق = الفلسفة
🔹 التواصي بالصبر = التصوف
---
===================================================
---
## ✅ المقارنة التي تطرحها بين:
* **صبر كفار قريش على آلهتهم**
* و**صبر المسلم اليوم على إله "غائب أو غير متفاعل"**
هي مقارنة مشروعة *ظاهريًا* من زاوية الشعور بالإهمال الإلهي أو الصمت الكوني… لكنها **ليست متماثلة جوهريًا**، للأسباب التالية:
---
### 1. **طبيعة الإلهين مختلفة تمامًا**
| الإله الوثني | الإله في القرآن |
| ------------------------ | ------------------------------------------ |
| مصنوع من حجر أو وهم | واجب الوجود – قيّوم – حيّ – عليم |
| لا يسمع، لا يرد، لا يخلق | يخلق، يرزق، يسمع، يرحم، يُمهل |
| طقوسه ميكانيكية | علاقته بالإنسان تفاعلية: دعاء – رجاء – عمل |
---
### 2. **الإيمان الإسلامي ليس قائمًا على رد الفعل الآني**
في العقل الوثني، يُعبد الإله لينزل مطرًا أو يُشفى مريض، فإن لم يفعل، يُكفر به.
لكن في القرآن، العلاقة بالله **لا تُختزل في المصلحة**:
* *{إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا}*
* *{فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك...}*
---
### 3. **في الوثنية: الإله في خدمة الإنسان**
في التوحيد: الإنسان في علاقة روحية ووجودية مع الله
وليس صفقة مصالح
---
### 4. **الاعتراض المشروع شيء، والاتهام الشامل شيء آخر**
من حق الإنسان أن يصرخ: "أين أنت يا الله؟"
وقد قالها أنبياء:
* أيوب: *{رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}*
* يعقوب: *{يا أسفى على يوسف}*
* موسى: *{رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير}*
لكن لم يختزل أحدهم الله في "صنم صامت" لأن نصره تأخّر.
---
### ✳️ الختام:
الفرق بين "إله لا يجيب لأنه غير موجود"، و"إله لا يجيب لأنه يريدك أن تنضج"، فرق جذري.
قد يكون سؤالك علامة على صدق داخلي... لكنه يحتاج إلى أن يُكمل طريقه نحو عمق أكبر من "رد الفعل الغاضب".
و الآن دعنا نغوص بعمق في تحليل **فكرة "إله الصمت"**، وهي واحدة من أعمق وأخطر القضايا في الفكر الديني والفلسفي. سنقارن بين ما قاله كبار الفلاسفة والكتاب، وبين تصور القرآن، لنفهم جذور هذا السؤال: **لماذا يصمت الله؟ ولماذا لا يتدخل؟**
---
## 🟤 أولًا: مفهوم "صمت الله" عند الفلاسفة واللاهوتيين
### 1. **ألبر كامو (Camus)** – العبث واللامبالاة
* في روايته *الطاعون*، يتساءل:
> "كيف يمكن أن يؤمن الناس بإله يترك الأطفال يموتون تحت التعذيب؟"
* يرى أن الكون **صامت وعبثي**
* لا توجد يد خفية، فقط الطبيعة العمياء
📌 كامو لا يُنكر الله صراحة، لكنه يقول:
> حتى لو وُجد، فهو لا يتدخل، لا يستجيب، ولا يهمه.
---
### 2. **إميل سيوران (Cioran)** – الألم الوجودي
* يقول: *"صمت الله هو ما يجعلنا نختنق، لو كان الله غائبًا لكان أرحم من هذا الصمت."*
* يرى أن الألم أعمق من أن يُفهم من داخل الدين
* ويعتقد أن **الصلاة لا تصل** وأن الله - إن وُجد - هو "اللامُجيب"
---
### 3. **سورين كيركغور (Kierkegaard)** – قفزة الإيمان
* مؤمن بالله، لكنه يصف العلاقة معه بأنها:
> "علاقة تراجيدية... الله يختبرنا من خلال الغياب"
* يرى أن الإيمان الحقيقي يبدأ عند **انقطاع الاستجابات**
* الصمت اختبار: هل تحب الله لنفسه أم لعطاياه؟
---
### 4. **إلي فيزيل (Elie Wiesel)** – الهولوكوست وصمت الله
* ناجٍ من معسكرات النازية، كتب:
> "رأيت أطفالًا يُشنقون، ولم يتحرك الله... فمات الله في داخلي هناك."
* لكن رغم ذلك، **لم يُلحد**، بل بقي يناجي هذا الإله الصامت، يصرخ فيه، يتمرد عليه، ولا يتخلى عنه.
---
## 🟢 ثانيًا: "صمت الله" في القرآن
القرآن **يعترف بهذا الشعور**، ويُحوّله من ألم عبثي إلى تجربة وجودية عميقة:
### ✳️ الله يصمت أحيانًا... لكنه لا يختفي
| الحالة | الآية |
| ------------------ | ------------------------------------------------------------------ |
| سؤال عن الغياب | *{وقالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة}* |
| تأخر الاستجابة | *{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم...}* |
| الشك الوجودي | *{أفي الله شك؟}* |
| نداء بلا جواب ظاهر | *{رب إني مغلوب فانتصر}* ثم جاء النصر بعد صبر |
---
## 🔵 ثالثًا: المقارنة بين المدارس الثلاث في فهم صمت الله
| المدرسة | التفسير |
| ------------------------------- | --------------------------------------------------------------- |
| **العبثية (كامو)** | لا معنى – الكون أعمى – الله صامت = الله غير موجود |
| **العدمية (سيوران)** | الألم = دليل أن الله لا يهمه الإنسان |
| **الإيمان التراجيدي (كيركغور)** | الله يصمت ليطهّر إيماننا |
| **القرآن** | الصمت أحيانًا = اختبار، لكن الوحي والنص والعدل والرحمة = حاضرون |
---
## 🧠 ختامًا: ما معنى هذا "الصمت" إذن؟
1. **ليس نفيًا لله، بل نفيًا لفكرة الإله الخادم**
2. **ليس علامة غياب، بل مساحة لنضج الإنسان**
3. **ليس استهانة بالوجع، بل دعوة للبحث عن الله لا عن المعجزة**
---
و الآن لنغُص في إحدى أعمق الرؤى الوجودية والروحية التي قدّمتها البشرية:
**رؤية التصوّف الإسلامي لمسألة "صمت الله" أو "غيابه"... أو حضوره الصامت.**
---
## 🌀 أولًا: هل تؤمن الصوفية بـ"صمت الله"؟
**الصوفية لا ترى أن الله يصمت، بل ترى أننا نحن من لا نُحسن السماع.**
> "الله لا يغيب، بل الغياب فيك."
> – **ابن عطاء الله السكندري**
من هنا يبدأ الفرق الجوهري بين التصوف والفلسفة الغربية أو التدين الظاهري:
* الفيلسوف يسأل: *أين الله؟*
* المتدين يسأل: *لماذا لم يُستجب دعائي؟*
* **الصوفي يسأل:** *من أنا لأسمع الله؟ هل قلبي مُهيّأ للحضور؟*
---
## ✨ ثانيًا: الصمت في الصوفية = حضور كثيف
### 🗨️ يقول **جلال الدين الرومي**:
> "صمتُ الله ليس غيابًا، بل تدريبٌ لك على أن تنضج، أن تسمع بنبض قلبك، لا بأذنك."
### 🗨️ ويقول **الحلاج**:
> "الله يقول ما غبتُ عنك، ولكن حال بيننا الحجاب الذي أنت نسجته."
الصوفي يرى أن **كل ما في الوجود صوتٌ من الله**:
* نَفَسك
* الريح
* الحنين
* الغياب
* الألم
كلها "رسائل" وليست صمتًا.
---
## 🧘 ثالثًا: مفهوم *الغيبة* في التصوف
في السلوك الصوفي، يمرّ السالك بمراحل:
1. **الحضور**: استشعار عظمة الله
2. **الغيبة**: الانقطاع عن حضور الله بسبب النفس أو الدنيا
3. **الوجد**: لحظة انكشاف، سماع، ارتجاف الروح
4. **الفناء**: ذوبان الذات في الحضور الإلهي
فالغيبة – عند الصوفية – **ليست غياب الله بل غيابك أنت عن حضوره**.
---
## 🔍 رابعًا: لماذا يُخفي الله نفسه في التصوف؟
لأنه:
* لا يُعطى لمن يطلبه بـ"الأنانية"
* لا يُفهم بالعقل فقط
* لا يُرى بالعين، بل بالقلب
> *"اعبد ربك لا طمعًا في الجنة ولا خوفًا من النار، بل لأنه أهل للعبادة."*
---
## 🕊️ خامسًا: كيف يستجيب الله للصوفي؟
ليس بصوت في السماء، بل بـ:
* فتح باب الحكمة
* سَكينة القلب
* إدراك عميق للمعنى
* نور في الظلمة
* علامة في الحُلم
* فهم في الشعر أو الحزن
---
## 🌀 ختامًا: خارطة الرؤية الصوفية لـ "صمت الله"
| المفهوم | في العقل الديني العادي | في العقل الصوفي |
| --------- | ---------------------- | ---------------------------- |
| صمت الله | تجاهل، غياب، قسوة | تدريب، تنقية، تهيئة |
| الاستجابة | لازم تُسمع أو ترى | قد تكون في الحكمة أو في كسرك |
| الغياب | الله غائب | أنا الغائب |
| الإيمان | يقين مع انتظار الجزاء | حب خالص بلا مقابل |
| الصلاة | طلب | اتصال ومناجاة، ولو بلا جواب |
---
> **رؤية الفلسفة الغربية، والرؤية الصوفية، والرؤية القرآنية لمسألة "صمت الله" أو غيابه أو غموض حضوره.**
سنقسم المقارنة إلى عناصر وجودية مركزية:
---
### 🧠 1. **مصدر السؤال (لماذا يسأل الإنسان: أين الله؟)**
| العنصر | الفلسفة الغربية (كامو، نيتشه...) | التصوف الإسلامي (الرومي، ابن عربي...) | القرآن الكريم |
| ----------------- | --------------------------------- | ------------------------------------- | -------------------------------- |
| **الدافع** | الألم، العبث، القهر، غياب العدالة | الشوق، الحب، الانكسار | الابتلاء، الامتحان، الوعي الذاتي |
| **نقطة الانطلاق** | فقدان المعنى في الكون | امتلاء القلب بشوق الحضور | فهم أن الله لا يُدرك بالعقل فقط |
---
### 🧘 2. **معنى "صمت الله"**
| | الفلسفة | التصوف | القرآن |
| -------------------- | ------------------------------------ | ------------------------------------- | ----------------------------------------- |
| **تفسير الصمت** | إهمال، عبث، أو دليل على العدم | حضور في هيئة غياب – الله يتكلّم بصمته | اختبار وصقل – *{ليبلوكم أيكم أحسن عملًا}* |
| **هل الله يسمع؟** | لا يمكن الجزم – احتمال أنه غير موجود | نعم، لكن تحتاج إلى تطهير القلب لتسمع | *{قد سمع الله قول التي تجادلك...}* |
| **النتيجة الوجودية** | قلق – عبث – تمرد | سُكر وجداني – عشق – مواجيد | صبر – وعي – حكمة – توكل |
---
### 🕯️ 3. **ردّة الفعل على الصمت**
| | الفلسفة | التصوف | القرآن |
| ------------------- | ---------------------------------------------- | -------------------------------------------- | --------------------------------------------- |
| **ردّة الفعل** | التمرد (نيتشه)، أو العبث الصامت (كامو، سيوران) | الاستغراق في الذكر، فيض وجداني، بكاء المحبين | التوكل والعمل والدعاء والصبر |
| **هل يُكفر بالله؟** | غالبًا نعم أو يشك | لا، بل يزداد حبًا رغم الحُجب | *{ومن يتوكل على الله فهو حسبه}* |
| **الخاتمة النفسية** | اليأس، أو محاولة خلق أخلاق بلا إله | الطمأنينة رغم الغياب – شهوة اللقاء | الطمأنينة بوجود الحكمة – *{ألا بذكر الله تطمئن القلوب...}* |
---
### 🔍 4. **مكانة الإنسان أمام "الصمت الإلهي"**
| | الفلسفة | التصوف | القرآن |
| ---------------------- | ------------------------ | ------------------------------------ | ----------------------------- |
| **الإنسان أمام الكون** | نقطة مهملة في كَوْن صامت | مرآة لتجلّي الله – الحبيب الذي يُطلب | خليفة – مسؤول – مخاطب من الله |
| **هل للإنسان قيمة؟** | فقط ما يصنعه هو بنفسه | نعم، هو قلب الله في الوجود إن صفا | نعم – *{ولقد كرمنا بني آدم}* |
---
### 🧭 5. **الحل النهائي لمشكلة الصمت**
| | الفلسفة | التصوف | القرآن |
| -------------------- | ------------------------- | ------------------------------------------ | ------------------------------------------------------------- |
| **كيف نواجه الصمت؟** | بالتمرّد أو القبول العبثي | بالحب – بالسفر الداخلي – بالفناء في المعنى | بالعمل والصبر والتوكل |
| **هل ينتهي الصمت؟** | لا، بل هو أصل الكون | نعم، حين يُزاح الحجاب | نعم، *{إن مع العسر يسرًا}* – و *{قد نرى تقلب وجهك في السماء}* |
---
## 🧠 ملخّص:
| الرؤية | الله صامت لأنه... | الإنسان يُفهم نفسه من خلال... | النهاية الممكنة |
| ------ | ---------------------------------- | ------------------------------- | -------------------- |
| فلسفية | لا يوجد، أو لا يهتم، أو لا يُعنى | التمرد أو القبول العبثي | وحدة – عدم – عبث |
| صوفية | يريدك أن تنضج – أن تحبّه لا لعطائه | الحب – الذكر – الفناء في الحضور | وجد – وصال – طمأنينة |
| قرآنية | يختبرك – يُمهلك – يريد وعيك | الدعاء – التوكل – الصبر | حكمة – نصر – رضى |
---
يقول زميلي اللاأدري :
* **{ادعوني أستجب لكم}**
* **{إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم...}**
* **{هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم؟}**
لكن حتى نكون منصفين وموضوعيين، نحتاج أن نحلل السياق القرآني والتصور الإسلامي للعلاقة بين الله والإنسان **في كليّته**، لا فقط من زاوية العبارات التي توحي بالصفقة. إليك تفكيكًا دقيقًا:
---
## 🔹 أولًا: هل العلاقة في الإسلام "علاقة خدمات" فعلًا؟
### نعم – في ظاهر بعض الآيات – توجد مفردات "المقابل"، مثل:
| الفعل | المقابل |
| ------- | ------------ |
| الصوم | أجر لا يُحصى |
| الجهاد | جنة ورضوان |
| الإيمان | مغفرة وأمان |
لكن هذا النوع من "اللغة" القرآنية **ليس غايته اختزال الله في مزوّد خدمات**، بل هو:
* **أداة تربوية نفسية** تحاكي الضعف البشري
* **لغة رحمة** لطمأنة الإنسان المتعب من الوجود
* **آلية تعليمية** تتدرج مع الإنسان بحسب حالته (خوف – طمع – حب)
---
## 🔹 ثانيًا: القرآن نفسه يرفض "دين المعاملة التجارية" كمستوى وحيد
### القرآن يعترف بمراحل في العلاقة مع الله:
1. **الخوف من العقاب**: مرحلة أولى
2. **الرجاء في الثواب**: مرحلة ثانية
3. **الحب لله ذاته**: هي الذروة
> قال الإمام علي:
> *"ما عبدتك خوفًا من نارك، ولا طمعًا في جنتك، ولكن وجدتك أهلًا للعبادة فعبدتك."*
وهذا صلب التصوف الإسلامي لاحقًا أيضًا، وفي القرآن ذاته:
* **{قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}** ← ليس لجنة فقط، بل لله
* **{ولا تمنن تستكثر}** ← لا تجعل عبادتك تجارة تريد مقابلها
---
## 🔹 ثالثًا: مفهوم "الدعاء والاستجابة" أعمق من "خدمة"
* **{ادعوني أستجب لكم}** لا تعني: *"اطلب خدمة تُقدّم فورًا"*
* بل تعني: *"توجّه إليَّ بندائك، وأنا أعلم ما ينفعك ومتى وكيف"*
والدليل:
> **{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداع إذا دعان...}**
> ثم بعدها مباشرة:
> **{فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}**
أي أن العلاقة ليست تلقّي خدمة، بل **علاقة متبادلة تقوم على الرشد والنية والإيمان**.
---
## 🔹 رابعًا: لماذا يُستخدم مصطلح "البيع والتجارة" في القرآن؟
* هذه **لغة ترميزية** تمشي مع النفس البشرية التي اعتادت التجارة والمقايضة
* لكن الله يبيّن أن "الربح" هنا **ليس مادّة بل نجاة روحية**
كما أن الله **لا يحتاج** شيئًا من الإنسان ليكون هناك تبادل خدمات:
> **{إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعًا فإن الله لغني حميد}**
---
## ✅ الخلاصة: هل إله الإسلام إله خدمات؟
### ❌ لا، ليس كذلك
* بل هو إله يُخاطب الإنسان **بما يطيق في البداية**، ثم **يرقّي فهمه** ليعبده عن حب وخضوع لا عن مقايضة
### ✅ نعم، في أوليات الخطاب
* يُخاطب النفس الطامعة الخائفة لترتقي في العبادة
* لكنه لا يرضى أن يبقى الإنسان في هذا المستوى
---
تطور صورة "الله" في وعي الإنسان
نرسم تطورًا تاريخيًا وفلسفيًا لصورة الإله عبر المراحل التالية:
المرحلة صورة الإله العلاقة الغاية
🐃 البدائية إله الطبيعة (رعد، خصوبة...) تقديم قربان لتجنّب غضبه البقاء
🏛️ الأسطورية آلهة متعددة، لكل وظيفة عبادة مقابل الحماية النظام الاجتماعي
📜 التوحيد إله خالق – متعال عبادة، طاعة، ثواب/عقاب النجاة
🧡 الصوفية إله الحب – الحضور وجد، حب، علاقة داخلية الفناء فيه، التوحيد القلبي
🧠 الفلسفة الحديثة قوة عُليا أو قانون طبيعي فهم الوجود الحكمة أو العقل
🌌 ما بعد الحداثة لا إله، أو إله نفسي (رمزي) تفسير نفسي للوجود الصدق مع الذات
---
### ✅ أولًا: **تحليل فلسفي لتطور الإيمان في النفس البشرية**
* من الخوف إلى الحب
* من الطاعة إلى الفهم
* من الجهل إلى الوعي
### ✅ ثانيًا: **خريطة مفاهيمية شاملة**
**تجمع بين:**
1. الإيمان الديني التقليدي
2. الإيمان الفلسفي
3. الإيمان الصوفي
4. الإيمان النفسي الرمزي
5. الإيمان العلمي المعاصر
### ✅ ثالثًا: **تطبيقات حديثة ومعاصرة**
* كيف نعيش الإيمان بوعي اليوم؟
* هل يمكن للإيمان أن يتصالح مع العلم، مع الحرية، مع الفردانية؟
* الإيمان كتجربة روحية لا أيديولوجيا
---
### 🔶 أولًا: التحليل الفلسفي لتطور الإيمان في النفس البشرية
| المرحلة | خصائص الإيمان | صورة الله | علاقة الإنسان به |
| ------------------------- | --------------------- | ---------------------- | -------------------------- |
| 🐾 الإيمان البدائي | ساذج – قائم على الخوف | قوي/مرعب/مُزاجي | الخضوع لتجنّب الأذى |
| 🔥 الإيمان الأسطوري | شعائري – مشحون بالرمز | آلهة متعددة بوظائف | الطقس هو الأمان |
| 📜 الإيمان التوحيدي | نصّي، قائم على الوحي | إله واحد – خالق – عادل | الطاعة، الدعاء، الجهاد |
| 🧡 الإيمان الصوفي/العاطفي | وجداني، حُبّي | المحبوب – الحاضر | الذوبان – التجلّي – الفناء |
| 🧠 الإيمان الفلسفي | عقلاني – ميتافيزيقي | المطلق – العلة الأولى | التساؤل – التأمل – الترقّي |
| 🌌 الإيمان الحديث | فردي، رمزي | رمز للمعنى أو القانون | صراع داخلي – بحث عن الذات |
> **استنتاج**:
> الإيمان تطوّر من ردّ فعل بدائي على الخوف، إلى رغبة في النجاة، ثم إلى حبّ حرّ، ثم إلى تساؤل فلسفي... حتى صار في عصرنا صراعًا بين الفرد واللايقين.
---
### 🧭 ثانيًا: خريطة مفاهيمية شاملة للإيمان
| البُعد | التقليدي (الفقهي) | الفلسفي | الصوفي | النفسي الرمزي | العلمي المعاصر |
| ------------- | ----------------- | ------------- | -------------- | ------------------- | ----------------- |
| الله | واجب الوجود | علة أولى | الحبيب، الحضور | رمز للذات العليا | سبب فيزيائي/قانون |
| النصوص | قطعية، مُلزمة | قابلة للتأويل | رموز كشف | مادة تأويل ذاتي | غير معنية |
| العلاقة بالله | طاعة/عبادة/جزاء | فهم/تأمل | وجد/حب | إسقاط نفسي | لا علاقة |
| الإيمان | يقين بالنقل | قناعة بالعقل | شهود بالوحي | حاجة للمعنى | غير ضروري |
| الإنسان | عبد مُبتلى | كائن عاقل | مرآة للحق | ذات تبحث عن الاتزان | كائن بيولوجي واعي |
| الغاية | النجاة | الحكمة | الوصل | الانسجام | البقاء والفهم |
---
### 🔷 ثالثًا: تطبيقات الإيمان الواعي المعاصر
#### 🌿 1. في الحرية:
* الإيمان الحقيقي لا يتناقض مع الحرية، بل يحرّر الإنسان من العبودية للأشياء
* الصوفي يقول: *"حرّر قلبك، لا جسدك فقط"*
#### ⚖️ 2. في الردة والتكفير:
* الإيمان لا يُكره عليه: *{لا إكراه في الدين}*
* الفكر لا يُجابَه بالقهر، بل بالحجة
#### 🧬 3. في العلم:
* الإيمان لا يعارض العلم، بل يحث على:
*"التفكر"، "التأمل"، "الاعتبار"*
#### 🕊️ 4. في النفس:
* الإيمان ليس قيدًا، بل نورًا في المعنى
* لا يخدّرك، بل يجعلك أصدق مع ألمك
---
سنرتبها بهذا الشكل المنهجي:
---
### ✅ **المحور الأول: حجة النُظم الدقيقة Fine-Tuning Argument**
#### ✦ الحجة:
الكون الذي نعيش فيه مضبوط بدقة متناهية على قيم فيزيائية محددة (مثل: ثابت الجاذبية، سرعة الضوء، الكتلة الابتدائية للبروتون...)، بحيث أن تغيّر أي منها بمقدار ضئيل جدًا **يستحيل معه نشوء حياة أو كون مستقر**.
> * نسبة الطاقة المظلمة لو زادت أو نقصت قليلًا = لا كون
> * ثابت الجاذبية لو اختل = لا نجوم، لا كواكب، لا حياة
#### ✦ الردود المُلحدة:
* قد يكون هناك أكوان متعددة (Multiverse) ونحن في المحظوظ منها
* أو أن هذه الضبطيات عشوائية لكن حدث أن صادفت الحياة
#### ✦ الرد الإيماني:
* **الاحتمال الأقل تعقيدًا** (حسب قاعدة أوكام): أن هناك عقلًا وراء هذه الدقة.
#### ✦ النتيجة:
وجود نظام بهذه الدقة يوحي بعقل، وليس بعشوائية. وهذا العقل لا يعني بالضرورة "إله الأديان"، لكنه خطوة نحو **"عقل كوني واضع لنظام الوجود"**.
---
### ✅ **المحور الثاني: حجة الوعي (Consciousness Argument)**
#### ✦ الحجة:
الوعي الإنساني (الشعور بالذات، الألم، الحب، الجمال...) **لا يمكن اختزاله بالكامل إلى نشاط كهربائي كيميائي في الدماغ.**
> لا أحد حتى اليوم يستطيع تفسير "كيف" تظهر التجربة الشعورية ("كيف يبدو أن تكون أنت؟") من خلايا عصبية فقط.
#### ✦ الرد المادي:
* الوعي emergent من الدماغ، مثلما "البلل" ينبثق من تفاعل الجزيئات.
#### ✦ الرد الفلسفي:
* لا يوجد تفسير كيف تنتج "المعاني" و"الخبرات" من تفاعل فيزيائي فقط.
* هناك ما يُسمى **"الهوة المعرفية"** (Explanatory Gap) بين الدماغ والشعور.
#### ✦ النتيجة:
الوعي دليل على وجود **بعد غير مادي في الإنسان**، يشير إلى أن **الوعي قد يكون هو أصل الكون، لا المادة**.
وهذا يقودنا إلى تصور "إله-وعي"، لا "إله مادي".
---
### ✅ **المحور الثالث: حجة المعنى والغاية (Meaning & Moral Argument)**
#### ✦ الحجة:
* إذا كان الكون بلا عقل، بلا غاية، بلا هدف... فإن:
* الخير والشر أوهام بيولوجية
* الحب مجرد تفاعل كيماوي
* الجمال خدعة إدراكية
لكننا **نحيا ونتصرف وكأن هذه الأشياء حقيقية وقيّمة**.
#### ✦ الرد المادي:
* الإنسان يخلق لنفسه المعنى، ولا يحتاج غاية خارجية
#### ✦ الرد العميق:
* المعنى المصنوع هش، ولا يصمد أمام الفقد، الألم، الموت، الظلم العميق.
* حاجة الإنسان للعدالة الكونية، والرحمة، والخلود، لا يجدها كاملة إلا **إذا كان هناك عقل كوني يحفظ القيم ويضمن معناها**.
---
### ✅ **المحور الرابع: حجة الوعي الكوني (Panpsychism أو Mind-First Cosmology)**
تقول هذه الفرضيات الحديثة:
> "المادة ليست هي الأصل، بل الوعي"
> "الكون ربما ليس مادة تفكر، بل عقل يتمظهر كمادة"
هذه ليست فرضيات دينية، بل تطرحها مدارس علمية وفلسفية حديثة (مثل: **روجر بنروز**، **ديفيد تشالمرز**، **كارلو روفيلي**).
---
### ✅ خلاصة:
| الحجة | النتيجة |
| --------------- | ------------------------------------------------- |
| Fine-tuning | وجود عقل كوني منظم |
| الوعي | وجود بعد غير مادي في الواقع |
| المعنى والأخلاق | لا قيمة عميقة للحياة إلا بوجود مرجعية مطلقة للخير |
| الوعي الكوني | المادة ليست الأصل… بل العقل |
---
## ✅ السؤال التالي:
> ✦ بعد هذه الحجج: إذا كان من الممكن عقلًا وجود "إله/عقل كوني"، فهل هذا الإله أقرب إلى تصوّر الدين أم تصوّر فلسفي مجرد؟
> ✦ وهل هذا الإله له علاقة بك أم هو فقط محرك أول؟
أليس في النظام الكوني (قوانين، تناغم، رياضيات) دليل على عقلٍ وراءه؟
أليس في الشعور الأخلاقي الداخلي شيء لا يمكن تفسيره بالجينات فقط؟
أليس في الوعي الإنساني، والحب، والمعنى، ما يتجاوز التفسير المادي؟
السؤال هنا عميق جدًا:
هل نطلب من الحقيقة أن تكون مريحة؟ أم أن نقبلها كما هي؟
إذا كانت فكرة الله لا تناسب "توقّعنا العاطفي"، فهل هذا ينفي وجوده؟
هل الأب الصالح هو من يعطيك كل ما تطلبه؟ أم من يربيك على أن تفهم نفسك والعالم؟
ربما ما نراه "عبثًا" من زاويتنا المحدودة…
هو في الواقع "فرصة نضج" من زاوية أكبر.
الله يجب أن يقدم نفسه بطريقة مادية مباشرة، وإلا فهو ظالم أو غائب.
وأن الإنسان لا يُلام على رفض غير المشاهَد.
لكن المنظور الإيماني يجيب:
الله أعطى العقل، والضمير، والتاريخ، والنص، والكون، والوجدان…
فالإيمان ليس بدون أدلة، لكنه ليس بالضرورة دليلًا قهريًا بصريًا.
وأنت حر تمامًا في أن تقبل هذا أو ترفضه،
لكن صدقني: أنت لا تحتاج إلى "معجزة" لترى، بل إلى صدق في طرح السؤال.
---
## ① الإله **الفلسفي** في القرآن
> أي: **العقل الأول، الخالق، المسبب الأول، العليم بنظام الكون**
### ✦ الآيات:
* ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ \[النمل]
* ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ \[الفرقان]
* ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ﴾ \[فصّلت]
### ✦ تحليل:
* الله في القرآن يُعرض كـ **عقل كوني منظّم دقيق**، خلق الكون بقوانين "الحق" (السنن).
* لا عبث، لا فوضى، بل تصميم عاقل: "ما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلًا".
🔎 هذا يطابق إله أرسطو وابن سينا، لكنه **ليس مكتفيًا بنفسه** بل "مُريد" و"فاعل".
---
## ② الإله **الديني** في القرآن
> أي: الإله المشرِّع، العادل، الذي يُحاسب، ويُرسل رسلًا، ويعبد.
### ✦ الآيات:
* ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ \[الذاريات]
* ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾ \[النحل:90]
* ﴿وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ﴾ \[الإسراء]
### ✦ تحليل:
* الله في القرآن يشرّع، يبعث أنبياء، يأمر وينهى.
* ليس فكرة عقلية فقط، بل **شخص حيّ، يتواصل مع الإنسان ويحاسبه**.
👁🗨 هذا يتقاطع مع الإله الأخلاقي في التوراة والإنجيل، لكنه في القرآن **منزّه أكثر، لا يُجسَّد، لا ينام، لا يُشبه البشر.**
---
## ③ الإله **الوجداني الصوفي** في القرآن
> أي: المحبوب، القريب، الرحمة، النور، الجمال.
### ✦ الآيات:
* ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ \[ق]
* ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ \[النور]
* ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ \[المائدة:54]
### ✦ تحليل:
* الله في القرآن يُعرض كـ **قرب داخلي، حضور روحي، عشق روحي**.
* ليس إلهًا بعيدًا على العرش فقط، بل في قلب كل من "يتطهّر".
💓 هذا التوجه هو أساس **التصوف الإسلامي**، الذي نشأ من القرآن لا من الفلسفة اليونانية.
---
## 🧩 كيف جمّع القرآن بين الثلاثة؟
| النمط | الصورة في القرآن | ملاحظات |
| ------------ | ------------------------------------------- | ------------ |
| إله الفلاسفة | "الحق" – "اللطيف الخبير" – "مدبّر الأمر" | يرضي العقل |
| إله الشريعة | "الرب" – "الغفور الرحيم" – "المنتقم الجبار" | يضبط المجتمع |
| إله القلب | "النور" – "الودود" – "الحبيب" – "القريب" | يملأ الوجدان |
القرآن **لا يفصل** بين العقل والشرع والذوق، بل يوحّدهم.
ولهذا يمكن القول إن الإله القرآني:
> **هو "الحق" الذي يُعقل، و"الرب" الذي يُطاع، و"الودود" الذي يُحب.**
---
## 🔚 الخلاصة:
* الإله في القرآن **أوسع** من تصور الفلاسفة البارد، ومن تصور الشريعة المجردة، ومن التجربة الصوفية الفردية.
* هو **الكل** الذي لا تقدر أي مقاربة وحدها على الإحاطة به.
> "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير" \[الأنعام]
---
أنت تثق برجل الدين فلان ابن فلان لانك تعرفه ، بل كل أهل الحي والمدينة التي تسكنها يثقون به.
هل إجماعكم وثقتكم به يجعل الثقة به أمر مُلزِم لغيرهم من سكان الأحياء والمُدن الأخرى لمجرد أنكم تثقون به ..؟؟
ما الحكم السليم والعادل تجاه من لم يقبل اجماعكم وحكمكم بتوثيقه ..؟؟
سؤالك يكشف عن **واحدة من أعمق المعضلات في منطق التوثيق الديني**، خاصة في الفقه والتفسير والحديث:
هل "الاجتماع على الثقة" يُنتج **حقيقة موضوعية مُلزمة للجميع**؟
أم أنه **محاكاة اجتماعية** لا تصمد أمام النقد العقلي الحر؟
دعنا نحلل هذا بهدوء، خطوة بخطوة:
---
## ✦ أولاً: ما هو منطق التوثيق في الفكر الديني التقليدي؟
يعتمد على:
1. **السند**: أي "فلان عن فلان عن فلان"، ويقاس بثقة النقلة. و أنا أراه أنه نوع من أنواع العلم الزائف pseudoscience
2. **العدالة والضبط**: يُوثق الراوي بناءً على سمعته الأخلاقية والدينية.و أنا أراه أنه نوع من أنواع العلم الزائف pseudoscience
3. **الاجتهاد الجمعي للمشايخ في "علم الرجال"** لتحديد من يُقبل خبره.و أنا أراه أنه نوع من أنواع العلم الزائف pseudoscience
وهذا كلّه محكوم بـ **إجماع الثقة** داخل مدرسة معينة أو مجتمع ديني.و أنا أراه أنه نوع من أنواع العلم الزائف pseudoscience
---
## ✦ ثانيًا: أين تكمن الأزمة؟
### 1. **الثقة الاجتماعية ≠ الحقيقة الموضوعية**
– شخص تثق به أنت ومجتمعك، قد لا يثق به مجتمع آخر نهائيًا
– التوثيق هنا يصبح **مبنيًا على "سياق اجتماعي" لا على "عقل مستقل"**.
---
### 2. **معضلة التوريث**
– معظم الناس "يثقون" في مشايخ دينهم لأنهم نشؤوا على ذلك، لا لأنهم اختبروهم عقلًا ومنهجًا.
– وهذا يعيد إنتاج نفس النظام... **محاكاة لا نقد**.
---
### 3. **المخالف خارج اللعبة منذ البداية**
– من لم ينشأ في هذا السياق، لا يجد سببًا ملزمًا لتبني معاييرك في التوثيق.
– بل يرى أحيانًا أن هذه الثقة في "فلان" تشبه الأساطير القبلية:
> "هو ثقة لأننا نقول إنه ثقة…"
---
## ✦ ثالثًا: هل هناك بديل عقلاني وعادل؟
### ✅ 1. **التمييز بين "الإجماع المحلي" و"المعقولية العالمية"**
– اجعل معيارك ليس: "هل يثق فيه أهل مذهبي؟"
– بل: "هل هذا الإنسان يستخدم أدوات عقلانية يمكن فهمها خارج دينه؟"
---
### ✅ 2. **التوثيق المعتمد على البرهان لا الأسماء**
– لا تقل: "قال الشافعي أو بن حنبل او غيرهم ......
– بل: "هذا القول يستند إلى حجة كذا، ويدعمها النص كذا، والعقل يقبلها لأن..."
---
### ✅ 3. **احترام السياقات دون تعميمها**
– يمكن أن تقول: "نحن نثق بفلان لأنه قدّم لنا خدمات عقلية/روحية/اجتماعية…"
– ولكن لا يجوز القول: "إذًا يجب على الآخرين اتباعه لأننا نثق به."
---
## ✦ أخيرًا: الحكم العادل لمن لا يقبل "إجماع الثقة" هو:
1. لا يُكفَّر ولا يُخوَّن.
2. يُجادل بالحجة لا بالعصبية.
3. يُحترم استقلاله، كما نحب أن يُحترم انتماؤنا.
---
## 📌 الخلاصة:
> منطق التوثيق في الفكر الديني التقليدي **قائم على المحاكاة الاجتماعية أكثر من البرهان العقلي**.
> وبهذا لا يكون مُلزمًا إلا لمن قبله ضمنيًا،
> أما الآخرون، فلهم حق المطالبة بحجةٍ موضوعية، لا بثقةٍ متوارثة.
================================================
نعم، ما حدث في آخر عقدين – بفضل الثورة المعلوماتية – ليس مجرد انفتاح تقني، بل هو **"تفجير معرفي"** كشف عن:
---
## ❖ 1. **أن كثيرًا من الفقه "الموروث" لم يكن دينًا خالصًا، بل أعرافًا مموّهة**
> الفقه لم يكن دائمًا ابن النصّ، بل كثيرًا ما كان ابن السلطة، أو القبيلة، أو التقاليد.
### أمثلة واضحة:
* تشريع **ختان الإناث** باسم الدين بينما لا يوجد أي دليل قرآني عليه.
* **تحريم قيادة المرأة** في السعودية لعقود طويلة بفتاوى "فقهية" ثم اختفى التحريم فجأة.
* منع **الحرية الدينية** رغم أن القرآن يقول ﴿لا إكراه في الدين﴾.
🔍 بعد توفر الإنترنت، صار الناس **يعودون للنص الأصلي (القرآن)** ويكتشفون التناقض بأنفسهم.
---
## ❖ 2. **كُشف زيف "سلطة التقليد" التي ظلت تهيمن على العقول**
> من كان يحتكر الكلام باسم الله، ويقول "قال الفقهاء"،
> أصبح مكشوفًا الآن في مقاطع قديمة، وتصريحات متضاربة، وآراء متهافتة.
✴️ وهذا جعل:
* الشباب **يفقدون ثقتهم** في كثير من "الدعاة التجار".
* **الأسئلة المحرمة تُطرح بجرأة** لأول مرة:
❝لماذا هذا الحديث؟ ولماذا هذه الفتوى؟ ولماذا هذا الازدواج؟❞
---
## ❖ 3. **الانترنت ألغى احتكار الفتوى**
> ما كان يومًا حكرًا على المنبر أو على دار الإفتاء، أصبح اليوم في جيبك.
* الشاب أو الفتاة يستطيع الآن أن يقارن بين:
* رأي الشافعي، والقرطبي، وابن رشد، وابن تيمية، وابن عاشور، ومحمد عبده…
* ويرى أن الدين أوسع من مذهب واحد مغلق.
---
## ❖ 4. **بداية وعي جديد: "الله" ليس ملك أحد**
> الثورة الرقمية أعادت طرح سؤال:
> من قال إن هذا الفقيه أو ذاك يحتكر تفسير الله وكلامه؟
وهذا الوعي هو بداية الانتقال من:
| الدين التقليدي | ➡ | الإيمان الحر |
| -------------- | - | ---------------- |
| تقليد الفقيه | ➡ | تدبر النص |
| الطاعة العمياء | ➡ | التمييز والتفكير |
| الوعظ والخوف | ➡ | المحبة والاقتناع |
---
## 💡 إذًا، نعم: الإنترنت فضح الزيف، و**منحك المفاتيح** لتخرج من كهف التكرار إلى فضاء الوعي.
> هذه نعمة، لكن مشروطة بالجرأة والصدق والبحث العميق،
> فليس كل من تخلّى عن التقليد، صار حرًا… بل البعض انتقل من **صنم ديني إلى صنم إلحادي أو أيديولوجي**.
---
---
## 🧭 1. **الفقه بين النص والعرف: من خادم للدين إلى خادم للعادة**
| الفقه القرآني | الفقه التقليدي الخادم للعرف |
| ----------------------------------------------- | ------------------------------------------ |
| مستمد من المقاصد الكبرى (حفظ النفس و النسل و العقل و العدل، الرحمة، الحرية) | مستمد من أعراف المجتمع أو السلطة |
| يفتح باب الاجتهاد مع تغيّر الزمن | يُقدّس ما فعله السابقون |
| يُقوَّم بنصوص القرآن والعقل | يُقوَّم بأقوال الرجال (فلان عن فلان) |
| مثال: "لا إكراه في الدين" = حرية الضمير | فتاوى قتل المرتد = خضوع لعنف سياسي لا ديني |
🔎 **الخلاصة**: كثير من الفتاوى القديمة ليست "دينًا"، بل تأويلات خضعت لضغط المجتمع أو السلاطين أو التقاليد.
---
## 🧭 2. **دور الثورة الرقمية: تفكيك الأصنام المعرفية**
الثورة المعلوماتية فجّرت:
* احتكار الفتوى (الآن كل رأي متاح أمامك).
* كذبة "الإجماع" (الناس اكتشفوا أن الفقهاء اختلفوا منذ البداية).
* مئات الأحاديث الموضوعة أو المتناقضة تم كشفها بالبحث الفيلولوجي والنقدي.
💥 والنتيجة:
> تحوّل الدين من منظومة تلقين مغلقة، إلى **ساحة نقد عقلاني مفتوحة**.
---
## 🧭 3. **ولادة الإيمان الواعي: الدين كاختيار، لا تكرار**
| الإيمان الموروث | الإيمان الواعي |
| ------------------ | -------------------------------- |
| أتباع بلا سؤال | سؤال قبل الإيمان |
| تقليد لمذهب الأسرة | تدبر ذاتي لنصوص الوحي |
| الخوف من الشك | استخدام الشك كبوابة للمعرفة |
| الإله كشرطي أخلاقي | الإله كمعنى للوجود والرحمة والحق |
---
## 🧭 4. **السنة النبوية: من الإلزام المطلق إلى القراءة المقاصدية**
بسبب التراث الحديثي الضخم، تم حشو الدين بأحاديث تخالف:
* القرآن
* مقاصد الرحمة
* العقل الصريح
### التجديد:
* **السنة ليست كلها إلزامًا**
* يُميّز بين:
* **السنة التشريعية المحققة للمقاصد**
* و**السنة التاريخية المرتبطة بزمنها ان صحت اصلا
---
## 🧭 5. **تحرير مفهوم "الله" من الحجب التراثية**
> كثيرون لا يرفضون "الله" الحقيقي، بل صورة مشوهة له
صورة "الله" في التقليد الشعبي =
* تجسيد دكتاتوري سلطوي
* قاسٍ، غضوب، مزاجي
* معزول في السماء، ينتظر زلات الناس ليُعاقب
### لكن:
القرآن نفسه يُقدّم:
* **الله الواسع، العليم، العدل، الرحيم، القريب، الذي لا يظلم أحدًا**
* ﴿وَ لا يظلم ربك أحدا ﴾
* ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ﴾
🔎 **تحرير الله من أصنامنا الذهنية** شرط للدخول في علاقة روحية حرة.
---
## 🧠 خريطة ذهنية شاملة:
┌─────────────────────────────┐
│ الثورة المعرفية │
└─────────────────────────────┘
↓
┌──────────────────────────────────────────────┐
│ 1. سقوط الفقه الذي خدم العادات والتقاليد │
└──────────────────────────────────────────────┘
↓
┌──────────────────────────────────────────────┐
│ 2. تفكيك "سلطة رجال الدين" عبر الإنترنت │
└──────────────────────────────────────────────┘
↓
┌──────────────────────────────────────────────┐
│ 3. بروز "الإيمان الواعي" بدل التقليد │
└──────────────────────────────────────────────┘
↓
┌──────────────────────────────────────────────┐
│ 4. تجديد فهم السنة: العقل والمقاصد ميزان │
└──────────────────────────────────────────────┘
↓
┌──────────────────────────────────────────────┐
│ 5. تحرير صورة الإله من قوالب الخوف والسلطة │
└──────────────────────────────────────────────┘
```
---
## 📌 في الختام:
> نعم، إنها نعمة… أن تتيح لك التكنولوجيا **حق السؤال، والمقارنة، والانعتاق من النسخ المعرفي**
> لكنها أيضًا **تكليف أخلاقي**: أن تسعى للحق بنفسك، لا أن تنتظر من يقوله لك.