راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

السبت، 9 مايو 2015

الإلحاد و الشك و النبوّة .



الإلحاد و الشك و النبوة

من خلال استقرائي للقرآن الكريم و كذلك للكتاب المقدس و من خلال اطلاعي على كثير من الديانات عبر التاريخ و من خلال تجارب عملية صادفتها أستطيع أن أقول أن مثلث الحقيقة لكي يتم التوصل إليها هو الإلحاد و الشك و النبوة . فلا تُعرف الأمور إلا بأضدادها . و اندراج الضدين النبوة و الإلحاد في طور التخلل أي الشك هو طبيعة المعرفة الروحية و العقلية و النفسية و الجسدية و الوجدانية . فكل مكون من المكونات الخمسة  تندرج طبيعته في هذا المثلث بدرجات متفاوتة و متباينة ليخرج لنا المنتج المعرفي في النهاية . قد يكون مكتملا و قد يكون مشوها . قد يكون تامّا و قد يكون خديجا . قد يكون في أوانه و قد يسبق وقته . قد يكون منسيا و قد يكون مُتذكّرا .  ( و تظنون بالله الظنونا ) ( حتى إذا استيأس الرسل و ظنوا أنهم قد كُذبوا ) و قال الرسول عن أمثال هذه الحالات العقلية عند الصحابة و قد سألوه عنها فقال لهم  ( هذا صريح الإيمان ) . الحقيقة أن كل مؤمن كان في وقت من الأوقات ملحدا في عقله و لو لدقائق و كانت حالته تندرج بتدرجات في خط الشك بين خطي الإلحاد و النبوة . أقول أنه ما من نبي إلا و قد تدرجت حالته العقلية في خط الشك تطرفا إلى الإلحاد و تكيفا في النهاية مع النبوة . أقول ذلك و أنا أجزم بصحة هذه المعلومة . لأن سياق القرآن و الكون و التجربة تصب في صالح هذه الفرضية و التي لم تبرح إلا أن تكون نظرية لتستلقي في النهاية على سرير المسلّمة و الحقيقة . الحق اقول لكم : ما من مؤمن يتصل بالعقل الكوني إلا و قد خطى خطوات هذا المثلث حتى استقرت حالته في أيها . الملحد الخالص و اللا أدري و النبي . عندما تقرأ السيناريو القرآني لإبراهيم النبي عندما كان في خط الشك و البحث عن الحقيقة في حادثتي تجلي الإله ككوكب أو في حالة إرادة معرفته أصل الحياة من ربه الذي استقر له . تفهم شيئا بل أشياء . إنها قرائات ما بين السطور . إنها عملية البحث عن الحلقات المفقودة في عقولنا و وجداننا و أجسادنا و أنفسنا و أرواحنا على السواء .  خمس مكونات و الحلقة هي الخمسة . و هي دلالة التوحيد نقطة المعرفة المطلقة و النهائية اللامنتهية في الآباد و الآزال و التجدد.
فما من نبي إلا و كان حتى و لو لدقائق في باطنه شاكّا أو ملحدا بلا استقرار, لكنّ العجلة لا تدور إلى الخلف أبدا , فما من ملحد باستقرار  أو شاك باستقرار كان نبيّا أبدا . د محمد ربيع , مصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق