الإلحاد
و الشك و النبوة
من
خلال استقرائي للقرآن الكريم و كذلك للكتاب المقدس و من خلال اطلاعي على كثير من
الديانات عبر التاريخ و من خلال تجارب عملية صادفتها أستطيع أن أقول أن مثلث
الحقيقة لكي يتم التوصل إليها هو الإلحاد و الشك و النبوة . فلا تُعرف الأمور إلا
بأضدادها . و اندراج الضدين النبوة و الإلحاد في طور التخلل أي الشك هو طبيعة
المعرفة الروحية و العقلية و النفسية و الجسدية و الوجدانية . فكل مكون من
المكونات الخمسة تندرج طبيعته في هذا
المثلث بدرجات متفاوتة و متباينة ليخرج لنا المنتج المعرفي في النهاية . قد يكون
مكتملا و قد يكون مشوها . قد يكون تامّا و قد يكون خديجا . قد يكون في أوانه و قد
يسبق وقته . قد يكون منسيا و قد يكون مُتذكّرا .
( و تظنون بالله الظنونا ) ( حتى إذا استيأس الرسل و ظنوا أنهم قد كُذبوا )
و قال الرسول عن أمثال هذه الحالات العقلية عند الصحابة و قد سألوه عنها فقال
لهم ( هذا صريح الإيمان ) . الحقيقة أن كل
مؤمن كان في وقت من الأوقات ملحدا في عقله و لو لدقائق و كانت حالته تندرج بتدرجات
في خط الشك بين خطي الإلحاد و النبوة . أقول أنه ما من نبي إلا و قد تدرجت حالته
العقلية في خط الشك تطرفا إلى الإلحاد و تكيفا في النهاية مع النبوة . أقول ذلك و
أنا أجزم بصحة هذه المعلومة . لأن سياق القرآن و الكون و التجربة تصب في صالح هذه
الفرضية و التي لم تبرح إلا أن تكون نظرية لتستلقي في النهاية على سرير المسلّمة و
الحقيقة . الحق اقول لكم : ما من مؤمن يتصل بالعقل الكوني إلا و قد خطى خطوات هذا
المثلث حتى استقرت حالته في أيها . الملحد الخالص و اللا أدري و النبي . عندما
تقرأ السيناريو القرآني لإبراهيم النبي عندما كان في خط الشك و البحث عن الحقيقة
في حادثتي تجلي الإله ككوكب أو في حالة إرادة معرفته أصل الحياة من ربه الذي استقر
له . تفهم شيئا بل أشياء . إنها قرائات ما بين السطور . إنها عملية البحث عن
الحلقات المفقودة في عقولنا و وجداننا و أجسادنا و أنفسنا و أرواحنا على السواء . خمس مكونات و الحلقة هي الخمسة . و هي دلالة
التوحيد نقطة المعرفة المطلقة و النهائية اللامنتهية في الآباد و الآزال و التجدد.
فما
من نبي إلا و كان حتى و لو لدقائق في باطنه شاكّا أو ملحدا بلا استقرار, لكنّ العجلة لا تدور
إلى الخلف أبدا , فما من ملحد باستقرار أو شاك باستقرار كان نبيّا أبدا . د محمد ربيع , مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق