منبع
الإيمان هو التجربة و النبوّة .
:
قد
يقول قائلٌ أنّ منبع الإيمان هو العقل و قد يقول آخر إنّ منبعه هو القلب , و
الصحيح أنّ منبع الإيمان هو التجربة و النّبوّة . ما من مؤمن حقيقي إلا و فيه جزء
من أجزاء من النبوّة و لا يصح إيمانه إلا إذا اتخذ هذا الجزء على الأقل من الحيّ
الأوّل . كل المدعين بالإيمان إن لم يحوزوا وصالا مع الحيّ الأول فلا معنى
لإيمانهم و هذا الجزء من النبوة قد أشار إليه النبي محمد و وضحه المهدي من بعده . و
كذلك التجربة , فتجربة الإيمان بالاستبصار في الحياة و التعاملات المختلفة و بيان
حقيقته لهو مراد الوجود . و أقصد بالتجربة هو البيان العملي لنبوة المؤمن و
تطبيقها في مواقفه العملية في الدنيا و فهمه لتلك الصداقة الخفية التي تنشأ بينه و
بين أصل الوجود ذلك الحيّ الأوّل . أؤكد لكم أنه بالفعل لا بد من وجود تجربة عملية
توضح حقيقة النبوة . التجربة و النبوة هما جناحا الإيمان و من دونهما يتحول البشر
إلى صنم أصم أبكم أعمى .
و
النبوة من الفطرة فإذا فسدت الفطرة اختفت النبوة . النبوة هو كل ما يتصل بالوصال
من رؤيا و كشف و إشارة و مكالمة , و التجربة هو تصديق ذلك الوصال و انتظاره و
السير به و الثقة بمراداته حتى تقتحم
التجربة غرفة عين اليقين . لا بد لكل مدعي إيمان أن يفتش في قواه القدسية عن
التجربة و النبوة , قد يكون التفتيش سهلا و قد يكون عصيبا , و كل على حسب مقدار
الفساد الذي أصاب فطرته الأولى التي خلقه الله عليها .
إن
هذا الأمر أشبه بعملية تركيب جهاز تلفاز ,
فيكون ضبط الإشارة للمرة الأولى يصاحبها بعض التشويش و الغبش , و ما أن يتم الضبط
حتى تستقيم الإشارة . فمتى رأيت مخرجات التلفاز حتى تعلم أنه توجد نبوة و ما أن تخبر
بالمخرجات من حولك حتى تعلم أنك أصبت التجربة . التجربة و النبوة هي منبع الإيمان
. د محمد ربيع , مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق