راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الخميس، 12 نوفمبر 2015

منبع الإيمان هو التجربة و النبوّة .



منبع الإيمان هو التجربة و النبوّة .
:
قد يقول قائلٌ أنّ منبع الإيمان هو العقل و قد يقول آخر إنّ منبعه هو القلب , و الصحيح أنّ منبع الإيمان هو التجربة و النّبوّة . ما من مؤمن حقيقي إلا و فيه جزء من أجزاء من النبوّة و لا يصح إيمانه إلا إذا اتخذ هذا الجزء على الأقل من الحيّ الأوّل . كل المدعين بالإيمان إن لم يحوزوا وصالا مع الحيّ الأول فلا معنى لإيمانهم و هذا الجزء من النبوة قد أشار إليه النبي محمد و وضحه المهدي من بعده . و كذلك التجربة , فتجربة الإيمان بالاستبصار في الحياة و التعاملات المختلفة و بيان حقيقته لهو مراد الوجود . و أقصد بالتجربة هو البيان العملي لنبوة المؤمن و تطبيقها في مواقفه العملية في الدنيا و فهمه لتلك الصداقة الخفية التي تنشأ بينه و بين أصل الوجود ذلك الحيّ الأوّل . أؤكد لكم أنه بالفعل لا بد من وجود تجربة عملية توضح حقيقة النبوة . التجربة و النبوة هما جناحا الإيمان و من دونهما يتحول البشر إلى صنم أصم أبكم أعمى .
و النبوة من الفطرة فإذا فسدت الفطرة اختفت النبوة . النبوة هو كل ما يتصل بالوصال من رؤيا و كشف و إشارة و مكالمة  ,  و التجربة هو تصديق ذلك الوصال و انتظاره و السير به و  الثقة بمراداته حتى تقتحم التجربة غرفة عين اليقين . لا بد لكل مدعي إيمان أن يفتش في قواه القدسية عن التجربة و النبوة , قد يكون التفتيش سهلا و قد يكون عصيبا , و كل على حسب مقدار الفساد الذي أصاب فطرته الأولى التي خلقه الله عليها .
إن هذا الأمر أشبه بعملية تركيب جهاز  تلفاز , فيكون ضبط الإشارة للمرة الأولى يصاحبها بعض التشويش و الغبش , و ما أن يتم الضبط حتى تستقيم الإشارة . فمتى رأيت مخرجات التلفاز حتى تعلم أنه توجد نبوة و ما أن تخبر بالمخرجات من حولك حتى تعلم أنك أصبت التجربة . التجربة و النبوة هي منبع الإيمان . د محمد ربيع , مصر .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق