اللحظة
الكونية الدقيقة ...
:
أحببتُ
صديق عمري و دعوتُ له فقلتُ : ذكركَ ربي في الملكوت بين ملائكته و هو على عرشه فوق
ماء الحياة في بحرِ وِتْرِ الكثرة .
و قلتُ له : أنعمَ عليك بالوصال التام المتصل
حتى يومك الأخير و بعد يومك الأخير حتى تحل تلك اللحظة الكونية الدقيقة , و لقد
أتى قلمي و أتيتُ معه إلى هذه الورقات فاتِحَينِ دواة الحبر الكاتب لأصف لكم تلك
اللحظة الكونية الدقيقة .
بدايةً
لقد أخبرتكم من قبل أنّ الإنسان مُخَيَّرٌ و باختياره يكونُ فيما يليه مُسَيّر . و
ذكرتُ لكم أنّ الذكر هو كائن متطور من الأنثى و شرحتُ لكم تلك الأبعاد التشريحية و
البيولوجية , و أخبرتكم عن مراحل تطور الإنسان الست و كذلك عن مراحل تكاثره
الست و شرحتُ ذلك بالتفصيل في مقالة كشف
السر , و أخبرتكم عن علم أصوات الكلمات و رموز الكلمة في الرؤيا و وصفتُ لكم بحر
الرؤيا و كتبتُ لكم عن دلالاتِ الأرقام في القرآن و في الكون . و شرحتُ لكم مفهوم
الجن بالتفصيل في مقالة الجن . و كيف استقرّ بي القلم إلى مراد الله و مراد مهديه
من هذه الكلمة بالدليل الجازم . و أخبرتكم عن المكونات الخمسة للمكلف و غذاء كل
مكون منها و دمعة كل منها .
و
فهمني ربي عن الأكوان المتوازية و كذا الأكوان المتتالية من القرآن و الرؤيا و
الوصال و كلام محمد و أحمد .
و
أخبرتكم عن نبضات الروح القدس التي لا تفارق الضحى حتى الظهر .
كل
ذلك أخبرتكم عنه و أخبرتكم عن النار التي تفنى ليستحيل كل سكانها إلى جنات ربي .
من
هذه الجنات و مصير ساكنيها تبدأ كلماتي الشارحة لتلك اللحظة الكونية الدقيقة .
نعم
سوف تكون هناك لحظة كونية دقيقة ليست و لم تكن وحيدة بل هي متكررة لا تتعطل عدم
تعطل صفات ربي القدوس .
سوف
يفنى جميع ساكني الجنات حتى الفردوس اقتضاءً لغيرة الله العظيم , و ستستثني هذه
الغيرة نفر الله الخالص . ليكونوا رؤساء ملائكة في الكون التالي في مشهد كونيّ
مهيب متكرر فياض غير متعطل عدم تعطل صفات الله القدوس .
كل
تلك الكتب و كل الملائكة و كل الاقدار و كل الرسل و كل الأيام الآخرة كلها تتكرر
بصورة متتالية غير متوازية بشكل له مناسبة الحالة التي يستوي فيها في الكون
التاليات المتعاقب . فقط واحد فقط لا يتكرر بل هو الذي يكرر و يُبديءُ و يُعيد .
إنه ربي القدوس الذي أرجو أن اكون بصحبته في تلك اللحظة الكونية الدقيقة لأستمد من
روحه الأبدية في الأكوان المتعاقبة كوناً تلو كون . فقط النفر الخالص , نفر الله
الخالص هم الذين يبقون من كافة المخلوقات إنس و جن و ملائكة .
في
الأكوان المتتالية تفقد الأرواح أجسادها سواءً أكانت نورانية أم ظلماتية أم
فيزيائية . تفقد الأرواح عنوانها الجسدي , تفقد ماهيتها بعد التطهير , أقصد تطهير
الأجساد لترقى النفس لطهارة الروح المطلق .
ثم تكون تلك الأرواح بعد جزاء الجنات عند حلول اللحظة الكونية الدقيقة
مبثوثة بلا عنوان جسدي بل تكون معلقة كالقناديل المضيئة بالعرش يصرفها ربي كيف
يشاء في الأكوان المتتالية لتكون لها عناوين جديدة و أجساد مبتدءة بدايةً أُولى .
النبي يأتي على قدم نبي سابق و الأرواح لكل جسد روحها و لكل روح عنوانها و ماهيتها في كل كون مستقل حتى تأتي تلك اللحظة الكونية الدقيقة . الأرواح لا تتناسخ و لا يكون لأي روح نسخة أخرى بل هي كلمة الإله خرجت من فمه و ليس لها نظير إلى الأبد .
النبي يأتي على قدم نبي سابق و الأرواح لكل جسد روحها و لكل روح عنوانها و ماهيتها في كل كون مستقل حتى تأتي تلك اللحظة الكونية الدقيقة . الأرواح لا تتناسخ و لا يكون لأي روح نسخة أخرى بل هي كلمة الإله خرجت من فمه و ليس لها نظير إلى الأبد .
نعلم
أنّ تلك الروح المطلقة التي انبثقت أصلاً من الجسد في الرحم داخل النطفة بأمر الله
تعالى . فإنها لا تزال باستمرار تحنّ و تتشوق لروح الله أصل الوجود لذلك كان
تعلقها السابق كالقناديل بالعرش . تعود الأرواح كلها تلك الأرواح المطلقة إلى
إبهام العنوان ليعيد الله بثها في الكون مرة أخرى في أجساد جديدة ذات عناوين و
ماهيات جديدة كونا تلو كون . الأرواح لا تقتحم من الخارج لداخل الجسد بل تنبثق منه
كتنزل الملائكة و نزول ربي إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل كل ليلة .
قد يكون انبثاقها انبثاق أول مبتديء و قد يكون انبثاقها انبثاق تنزل من كون سابق
أي أنه قد تكون روح جديدة من فم الإله و قد تكون كلمة إلهية سابقة في كونٍ سابق .
كلمته لا تفنى قط بل ما يفنى هو الجسد بكافة صوره و طبائعه و أزمانه و ابعاده .
الروح هي مطلقة إطلاق الإله و هي من فم الإله و نور منه القاها لتعبر في الأزمان و
الأكوان مسافرة لا تتوقف و من أجلها خلق قانون التدافع و أركانه .
على
هذا القياس يحدث هذا الانبثاق المتتالي في الأكوان المتتالية , كل ذلك يحدث بعد
حلول تلك اللحظة الكونية الدقيقة . و كما أنّ الملائكة ارواحها معلقة بالكواكب و
النجوم و تحل فيوضها على الحالِّ عليهم بتنزّل لا يعلم كنهه إلا الله . كذلك تلك الأرواح المعلقة كالقناديل بالعرش يكون
تنزّلها و انبثاقها من داخل النطفة الجسدية الفيزيائية أو النورانية أو الظلماتية
نفس قياس التنزّل الروحي الأزلي الأبدي السرمدي .
من
تلك الأرواح المعلقة كالقناديل بالعرش من يحدث له ذلك التنزّل و منها ما يظلّ
ساكناً يزداد نورا من أصل الروح و الوجود ربي و رب آبائي من قبل إبراهيم و اسحق و
يعقوب و محمد و أحمد . منها ما يتنزّل فينبثق من أجساد رؤساء ملائكة أو ملائكة أو
جن أو إنس أو أي كائنٍ مُكلّف . أما أرواح الكائنات التي لا يتنزّل عليها التكليف
فيبثّها ربي في الوجود لخلق ذبذبات و موجات الحياة و التدافع في الأكوان المتوازية
من رياح و أمطار و زروع و برق و رعد و صوت و لون و روائح على الحقيقة و على
التأويل و المجاز .
اللحظة
الكونية الدقيقة لحظة كونية رهيبة و مخيفة تتعلق بها مصائر شعوب العوالم و إخلاصها
و رنوها و نظرتها البعيدة . اخبرتكم و أكرر أنّ المكلفين في الجنان في الأيام
الأخيرة المتتالية لكل الأكوان المتتالية تفنى أجسادهم و تفقد أرواحهم ماهيتها و
عناوينها لتذهب لأصلها المطلق فتتعلق كالقناديل بالعرش , من مفاتيح ما أقول كما
ذكرت القرآن و الوصال و الرؤيا و كلمات محمد و احمد في منن الرحمن و حمامة البشرى
, و اعود و اقول أنه فقط النفر الخالص , نفر الله الخالص هم من يسمح لهم ربي
بإكمال مسيرة الخلود للكون التالي كرؤساء ملائكة أو ملائكة أو كروح منبثقة من جسد
مكلف في العالم التالي كأنبياء و اولياء و اقطاب و ابدال .
إذن
نفهم أنّ الروح لا تموت بل هي مطلقة مبثوثة في الكون , أمّا الجسد فيموت و إذا مات
لا يرجع بل الذي يعود هو جسدٌ آخر ذو طبيعة أخرى و ماهية اخرى و عنوان آخر و عقل
مغاير و وجدان مختلف لتنتج نفس اخرى من تفاعل ذلك الثالوث الأول مع تلك الروح
المطلقة . نعم ماهية أخرى لنفس الروح المطلقة إذا كتب الله لها الخلود المرحلي
للكون التالي ثم التالي بعد إذنه و هكذا .
يقول المحيط ربي الحكيم في الزمر { و نُفِخَ في
الصورِ فصعق من في السماوات و من في الأرض إلا من شاء الله ثم نُفِخَ فيه أخرى
فإذا هم قيامٌ ينظرون } ( إلا من شاء الله ) ؟؟؟؟
و
يقول المحيط ربي الحكيم في هود { و أمّا الذين سُعِدوا ففي الجنة خالدين فيها ما
دامت السماوات و الأرض إلا ما شاء ربك عطاءً غير مجذوذ } ( إلا ما شاء ربك )
؟؟؟؟؟؟؟
الحق
و الحق أقول : إنّ تحقق هذه اللحظة الكونية الدقيقة لهو واجب الحدوث وجوب وجود
الإله . د محمد ربيع , مصر .
============
===================
من أسرار الوجود .. : لقد ذكرتُ من قبل في مقالات شتى أنّ هذا الكون هو عبارة عن أكوان متوازية و أكوان متعاقبة و فسرت كلمة النشأة و أخبرتكم أنّ التكليف النازل على العاقلين من جن و إنس هو ورقة ضمن ورقات سابقة و تالية كانت لها بداية و نهاية في محكمة القضاء الإلهي ليحكم بين عباده في مشهد متكرر و سيظل يتكرر لا يتعطل عدم تعطل صفات الواحد القهار . و أعني أنه الآن كما توجد أكوان متوازية مكلفة تنتظر بعث و حساب في محكمة القضاء الإلهي فإنّ هناك أكوان سبقتنا تحيى حياة الجزاء في الملكوت و لا ياتي عليها النفخ في الصور الذي ياتي على الأمم المكلفة في فترة الإختبار ثم ليعودوا ببعثة جديدة جراء النفخ في الصور مرة أخرى و هذا واضح في قوله تعالى في سورة الزمر { و نُفِخَ في الصور فصعق من في السماوات و من في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } و من هنا هي للعاقل أي للمكلف أو الذي كان قد جرى عليه التكليف و الامتحان , و كما بينت لكم كيف أن الذكر تطور من الأنثى و بينت لكم مراحل تطور خلق الإنسان الست و مراحل التكاثر الست , أصف لكم هنا من طبيعة الكون و النشأة , و اعلموا أن لكل كون مقتضياته و رسله و كتبه و ملائكته و جزاءه و يومه الآخر و قدره , فقط هو إله واحد لا يتكرر , و كما أنه يحيط برحمته المعذبين في نار الآخرة لينتهي بهم المقام إلى جنات الخلد الأبدي غير المجذوذ و كما أنّ الفناء يأتي على أهل الجنة بعد أحقابٍ إقتضاءً لغيرته كذلك يصطفي من ساكنيها في كل كون خيارهم الصديقين ليكونوا رؤساء ملائكة مقربين و تتكرر الكرة أبد الآبدين مستمدة قوتها من صفته الأزلية , أزلية الإله . إذ يقول في هود { و أما الذين سُعِدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات و الأرض إلا ما شاء ربك عطاءً غير مجذوذ } و ما هنا لغير العاقل أي لغير المكلفين و هي حال أهل الجنة إذ لا يمتحنهم الجبار فيضطرون لاستخدام موهبة العقل بل هم مجبولين كالملائكة على التسبيح و التمتع بنعيم الملكوت و ( ما ) أيضا هي للزمن و هو غير عاقل بل مقياس و بُعد . الحق و الحق أقول : إنّ النشأة و الأكوان المتعاقبة كونا تلو كون لهي من صفات الإله الحي . د محمد ربيع , مصر . ===============
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ووفقك الله لما يحبه ويرضاه أخي الفاضل ليتك تكتب اسمك بالعربية حيث اني لا أحسن القراءة بالإنجليزية ألا قليلا وأسمك الأول محمد فليتك تذكره لي كله باللغة العربية قرأت بعض ماكتبتم ووجدته مفيداً وماتعاً فجزاكم الله خيراً
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ووفقك الله لما يحبه ويرضاه أخي الفاضل ليتك تكتب اسمك بالعربية حيث اني لا أحسن القراءة بالإنجليزية ألا قليلا وأسمك الأول محمد فليتك تذكره لي كله باللغة العربية قرأت بعض ماكتبتم ووجدته مفيداً وماتعاً فجزاكم الله خيراً
ردحذف