درس القرآن و تفسير الوجه السابع عشر من التوبة
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ أحكام الوقف و السكت , ثم قام بقراءة الوجه السابع عشر من أوجه سورة التوبة و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح لنا استخراج الأحكام من الوجه , و انهى الجلسة بروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ .
بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة ، إذ طلب من أحمد الصغير أن يقولها بدايةً ثم الأحباب الكبار :
الوقف :
ج (وقف جائز) , قلي (الوقف أفضل لكن الوصل جائز) , صلي (الوصل أفضل لكن الوقف جائز) ,
لا (ممنوع الوقف) , مـ (وقف لازم) , وقف التعانق و هو لو وقفتَ عند العلامة الأولى فلا تقف عند العلامة الثانية و لو وقفتَ عند الثانية لا تقف عند الأولى) .
و السكت :
هو حرف السين ، و هو وقف لطيف دون أخذ النفس ، مثل : من راق ، بل ران .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيحﷺ من أحمد قراءة سورة الفيل ، و صحح له قراءته .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} :
(و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان) الواو هنا هي واو القسم ، ربنا سبحانه و تعالى يُقسم بالسابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان ، (رضي الله عنهم و رضوا عنه) و هؤلاء غالباً الذين كانوا عند بيعة الرضوان سنة ستة للهجرة و ممكن نقدر برضو نزود الأمل و نقول لغاية فتح مكة قبل التمكين التام للمسلمين في مكة ، نقدر نقول بأن هؤلاء الذين ربنا أقسم بهم و أقسم بأعمالهم و بالبِر الذي فعلوه مع النبي ﷺ ، (و السابقون الأولون) إذاً هنا ربنا يُقسم بهم لعظمتهم و لتعظيم شأنهم ، الواو هنا واو القسم ، و جواب القسم إيه؟؟ (رضي الله عنهم و رضوا عنه) يبقى أنا أقسمتُ بيهم عشان أرضى عنهم ، مش كل قسم له جواب قسم؟ صح و لا مش عارفين كده؟ و لو في حاجة غلط حد يصلحلي يعني؟
و لو هتقولوا مبتدأ و الخبر جملة فعلية هقول أنه في مناط القسم بهم و التعظيم لشأنهم .
(و أعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) طبعاً الأعمال هي مياه تجري تحت الأشجار لكي تنمو و تثمر لأن الأعمال هي النعيم الذي سنراه في الجنة و كذلك الحجيم و العياذ بالله هو تمثل الأعمال الشريرة في الدنيا ، فالجزاء هو من جنس العمل .
(و السابقون الأولون من المهاجرين) طبعاً المكيين الذين هاجروا إلى المدينة و ليس شرط بأن يكون المهاجرين من مكة فقط بل ممكن أن يكونوا من أماكن أخرى ذهبوا للمدينة ، (و الأنصار) الذين ناصروا النبي ﷺ و خصوصاً في المدينة أو غيرهم من الأنصار من أي مكان آخر ، (و الذين اتبعوهم بإحسان) اتبعوهم أي الذين ساروا على درب المهاجرين و الأنصار ، (و الذين اتبعوهم) يعني الذين فعلوا و عملوا مثلهم مع كل نبي يأتي ، شفت بقى ده دليل على استمرار النبوة ، خلي بالك! ، (و الذين اتبعوهم بإحسان) يعني وصلوا لمرتبة الإحسان و هي : "أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" و هي أعلى مراتب الدين ، (و الذين اتبعوهم بإحسان) دليل على أنه سيوجد مهاجرين و أنصار في المستقبل ، في مستقبل القرون ، أنبياء عهد محمد يكون لهم أيضاً مهاجرين و أنصار دلالة على إستمرار البعث في أمة محمد ﷺ .
(رضي الله عنهم و رضوا عنه) ربنا راضٍ عنهم و هم أيضاً رضوا عن الله عز و جل ، يعني رضوووا بوصال الله ، رضوووا بلذة الوحي و ماء الوصال ، شعروا بالرضا ، الرضا أي رأوا الضياء و الضوء .
___
ربنا برضو بيُحذّر في الآية الثانية من هذا الوجه و يقول :
{وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} :
دائماً يُحذر من الأعراب مرة ثانية و هم البدو الأجلاف و صفاتهم تشبه البيئة التي يعيشوا فيها ، شبه الزواحف ، أخلاقهم أخلاق الزواحف ، (و من أهل المدينة) و من أهل المدينة برضو منافقين ، فالأعراب أو بتوع المدينة مالهم؟؟ متمردين ، فيهم صفات التمرد (مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) في منهم ناس أنت لا تعلمهم و نحن نعلمهم و هذا تهديد مبطن من الله عز و جل لكل واحد يسمع الوجه ده من المنافقين ، (مردوا على النفاق) مردوا أي من التمرد ، أي فيهم صفة التمرد مثل الشيطان الذي أصله من النار ، و النار فيها صفة التمرد و الطيش فتلاقيها تروح و تيجي كده ، طائشة هائجة متمردة و هي غير الماء ، الماء ساكن يسكن في الآنية التي يدخل إليها و يتمثل بأشكالها ، يعني مطيع ، و الماء يُطفئ النار ، إذاً الماء ينتصر على النار .
(سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم) و هنا تهديد صريح ، (يردون إلى عذاب عظيم) أي في الجحيم ، في جهنم باليوم الآخر في البعث لهذا الكون ، (سنعذبهم مرتين) إيه هم المرتين اللي قبل يوم القيامة؟؟ مرة في الدنيا و ده أكيد أكيد ، و مرة في البرزخ في القبر .
___
{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} :
في من المؤمنين ليسوا منافقين و ليس عندهم شكوك و لا تمرد أبداً و لا سوء نية و لا أعمال خبيثة باطنة و لا شرك خفي خالص ، لا بل كانوا فقط متكاسلين ، تكاسلوا و رضخوا للثمار و للدنيا و كانوا يرغبون بالذهاب مع النبي ﷺ لكن الكسل غلبهم ، و هؤلاء فئتين : فئة أسرعت و اعترفت و بذنبها ، و فئة سكتت و بقيت منتظرة حتى يرجع النبي ﷺ من تبوك ، الفئة التي اعترفت بذنبها كان من ضمنها رجل اسمه أبو لبابة -رضي الله عنه- و كان هو و مجموعة قد تخلفوا عن غزوة تبوك و شعروا بالندم ، و كانوا متخلفين تكاسلاً و ليس نفاقاً ، فماذا فعل حتى يُقر بذنبه و معصيته و يعترف و يتوب؟؟ لأن هذه السورة اسمها سورة التوبة فهي تدعوا إلى التوبة و الرجوع للنبي ﷺ و إلى كل نبي ، فهي توبة ، توووب يا منافق ، عمل إيه أبو لبابة؟؟ ربط نفسه بسارية المسجد هو و مجموعة من الذين تخلفوا ، و قالوا نصلي و نأكل و نشرب في الحتة دي و لا نخرج من هذه السواري ، مربوطين زي العبيد لغاية ما النبي ييجي و يفكنا و يفصل بيننا أو يحكم و يقضي في أمرنا ، كده على طول ، و طبعاً و لا شك بأن هؤلاء أعظم درجة من الذين لم يعترفوا أو الذين ظلوا ساكتين ، و الذين ظلوا ساكتين هم (الثلاثة الذين خلفوا) الذين يتكلم عنهم ربنا في سورة التوبة في الوجه قبل الأخير منها ، فأشار إليهم إشارة في نهاية هذا الوجه و قال عنهم (و آخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم و إما يتوب عليهم و الله عليم حكيم) و سنقول قصتهم عندما نصل لهذه الآية .
(و آخرون اعترفوا بذنوبهم) اعترفوا ، الاعتراف بداية التوبة لأن علاج المرض بدايته التشخيص ، ينفع تعالج مرض من غير ما تشخص؟؟ و لما هو اعترف بذنبه فهو بذلك قام بتشخيص مرضه و اعترف ، الإقرار و الإعتراف بالخطأ و بعد ذلك الإقلاع عنه و بعد ذلك التعهد بعدم العودة إليه و الندم على ما فعل و ثم الإستقامة ، خمسة شروط للتوبة : أولاً ؛ الإعتراف بالخطأ ، ثانياً ؛ الإقلاع عن الخطأ ، ثالثاً ؛ الندم على الخطأ ، رابعاً ؛ الإستقامة على الطريق المستقيم ، خامساً ؛ التعهد بعدم العودة إليه .
النبي ﷺ رأى بهؤلاء الأقوام الذين اعترفوا بذنوبهم و ربطوا أنفسهم بسواري المسجد في المدينة ، شاف فيهم رؤيا ، دايماً كده ربنا دايماً بيصلي على الأنبياء يعني يتصل بيهم بالوحي ، شاف مجموعة من الرجال مقسومين نصين ، هو شخص كده بس في خط في النص ((أي يقسم الشخص نصفين)) : جزء شكله جميل ، و الجزء الثاني شكله قبيح ، شاف مجموعة من الرجال كده ، و هو لما راح شافهم كان في ملاكين اثنين اخذوا النبي للمكان ده في الكشف و شافهم و بعد كده شاف بأن الملائكة بياخذوا المجموعة دي و بينزلوهم في نهر ، بيغطسوهم في نهر ، و بعد ما غطسوا في النهر و طلعوا تبدل الشكل السيء أو الجزء السيء فيهم إلى شكل جميل و بقوا جُمال ، و هؤلاء هم أبو لبابة و المجموعة بتاعته التي ربطت نفسها بسارية المسجد .
___
{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} :
مش هؤلاء تخلفوا؟؟ خذ منهم كفارات ، خذ منهم صدقات للمؤمنين و للفقراء و المساكين و للغزو و للجهاد في سبيل الله ، لأن الصدقة تُطفئ غضب الرب و كذلك الصدقة تُطفئ نار المعصية ، فالصدقة أمر عظيم جداً في الإسلام لأن المسلمين أصلاً من الطائفة الإبيونية و هي طائفة المساكين و الطائفة المسيحية الموحدة التي كانت تقول بأن عيسى نبي الله و ليس إله ، و كانت تهتم بالمساكين و ترأف لحالهم و تحزن على الذين كانوا يموتون إعتفاداً في مكة و غيرها ، و قلنا ذلك غير مرة أي موضوع الإعتفاد ده يعني واحد مسكين مش لاقي ياكل بس نفسه عزيزة فيقفل على نفسه البيت لغاية ما يموت فلا يسأل الناس فهو ده الإعتفاد زمان ، فالإسلام حزن عليهم و النبي ﷺ حزن عليهم جداً ، فهنا الإسلام عظم أمر الصدقة للفقراء و المساكين و في الحديث بأن الصدقة التي يتصدق بها الإنسان تقع في يد الله قبل أن تقع في يد المسكين فيأخذها الله و يُنميها ، فيأخذ التمرة و يُنميها فتكون كجبل أحد ، طبعاً ده كله وصف مجازي لبيان عِظم و عَظمة التصدق ، و طبعاً التصدق صنوها الإستغفار ، فالذي يريد أن يرفع الله عنه البلاء و يأتيه بالرزق فعليه القيام بأمرين : صدقة و إستغفار ، إستغفار ؛ استغفر الله استغفر الله و هذا الإستغفار المفرد أو الإستغفار السيد و اللي هو سيد الإستغفار : "اللَّهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبد و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليَّ و أبوء بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" ، (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم) الصدقة تُطهر كما الإستغفار يُطهر ، (و تزكيهم بها) الله ، إيه الفرق بقى بين التطهر و التزكي ، محدش سأل السؤال ده؟؟ التطهر من المعصية الوالغ فيها الإنسان ، فالتطهر عمل مباشر سريع للخروج من وحل المعصية الآني ، و التزكي هو الترقي ، ترقي النفس بعد أن تكون قد تطهرت ، هل ينفع واحد يتزكى دون أن يتطهر؟ إذاً التطهر أولاً و ثم التزكي ، زي كده واحد يتطهر للصلاة و بعد كده يذهب للصلاة يتزكى يعني يرتقي ،
(و صل عليهم إن صلاتك سكن لهم) يعني أفض عليهم من نورك و ضياءك يا محمد ، و الخطاب هنا للنبي ﷺ و لكل نبي سيأتي ، يعني أفض عليهم من نورك و بركاتك و وحيك أي وحي الله لك أفض ببركته على أصحابك ، (إن صلاتك سكن لهم) كلمة سكن عظيمة جداً ، و من يومين كده آسيا ((هالة نور اليوسفيين)) كانت سألت عن كلمة سكن و الإجابة موجودة في المدونة ، سؤال عظيم و كانت إجابة بالإلهام من الله سبحانه و تعالى ، (و الله سميع عليم) ربنا يسمع الدعاء ، و هو عليم يعني هو أصل الوحي و الإفاضة ، و سميع يعني يسمع ما يدور بينكم ، و يسمع دعاء الطلب ، واحد بيعمل كولنج calling لله عز و جل ، يطلب الله يدعوه يدعوه يدعوه فربنا بتأكيد هيتصل بيه و هيرد عليه و يعطيه علم يعني وصال .
___
{أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} :
إذاً هنا ربنا قارن و ربط التوبة بالصدقة ، خلي بالك ، (و أن الله هو التواب الرحيم) ربنا كده تواب ، هو صفته كده تواب ، و الإنسان صفته بأنه مذنب ، بس أهم حاجة بأنك تعترف بالذنب و لا تتكبر ، الإعتراف هو أول شروط التوبة ، و ربنا هيغضب ، ليه؟ لأن ربنا عزيز ، لازم إنت تعترف بذنبك بالأول ، طب و بعد العزيز؟ كريم ، أول ما تخطيله خطوة يخطيلك عشر خطوات ، تروحله ماشي يجيلك هرولة ، تتقرب إليه شبر يتقرب إليك ذراع ، تتقرب إليه ذراع يتقرب باع و هكذا ، طبعاً كل دي صفات مجازية على عِظم كرم الله عز و جل .
___
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} :
هذا تنشيط و تحفيز للمؤمنين بأن يُكثروا من أعمال الخير لأن الله سبحانه و تعالى يرى أعمالهم و كذلك الرسول يرى أعمالهم بأمر الله عز و جل في حياته و من بعد مماته فيأتيك الرسول في الرؤيا ، و كذلك بعض المؤمنين يروا أعمالكم بوحي من الله عز و جل في حياتهم و كذلك بعد وفاتهم ربنا يبعث إليهم في القبور و في البرزخ تقارير عنك و يُخبرهم عن أعمالك و ممكن أن يبعثهم فيكونوا أوفياء لعالم الدنيا أي يبعثهم في الرؤى إليك يُكلمونك أو ينصحونك و يأمرونك بالمعروف و ينهونك عن المنكر ، و يأتونك في الرؤيا مبشرين أو منذرين ، يعني توجد صلة ما بين عالم الدنيا و عالم البرزخ ، فهذا هو معنى هذه الآية .
(و ستردون إلى عالم الغيب و الشهادة) اللي هو يوم القيامة يعني ، عالم الغيب اللي هو الغيب المعروف المحجوب العالم اللدني ، و الشهادة اللي هو المنظور أي الواقع ، و هما أي عالم الغيب و الشهادة واقع ، (فينبئكم بما كنتم تعملون) يُخبركم عن أعمالكم و أسرارها و تفاصيلها .
___
{وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} :
و هم الثلاثة الذين خلفو : كعب بن مالك و هلال بن أمية و مرارة بن الربيع ، هؤلاء الثلاثة تخلفوا و لكنهم كانوا مؤمنين و سنعرف قصتهم بالتفصيل في الوجه قبل الأخير من سورة التوبة ، (و الله عليم حكيم) صاحب العلم أي الوحي و صاحب الحكمة .
و كلمة (مرجون) عارفين يعني إيه؟؟ مرجون يعني متأجلين ، متأجل حتى يرى الله فيهم ، إيه ده؟؟ يعني ربنا لسى سينظر في أمرهم ، يعني ربنا مخدش فيهم قرار ، خلوا بالكم! عشان تفهموا الحتة دي و تفهموا صفات ربنا و إزاي هو يتصرف و يتعامل معنا أو مع الكون ، (إما يعذبهم و إما يتوب عليهم) بناءً على إيه؟؟ بناءً على ما يجول في صدورهم ، هو مطلع عليهم "فأروا الله من أنفسكم خيراً" علشان يقرر فيكم قرار خير و يكون رحمة .
___
و تابع قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من أحمد و رفيدة و مروان و أرسلان بإستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :
طلب من أحمد مثال على وقف جائز ، فقال :
{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} علامة الجيم ، تقف عند أبداً .
و طلب من رفيدة مثال على وصل أفضلو الوقف جائز ، فقالت :
{وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَك} العلامة هنا صلي .
و طلب من مروان مثال على وقف أفضل و الوصل جائز ، فقال :
{إنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} العلامة هنا قلي .
و طلب من أرسلان مثال على وقف لازم ، فقال :
لم أجد .
__
و ثم أنهى سيدنا و مزكينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة ببعض الروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ ، فقال ﷺ :
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : "جاء قيس بن مطاطية إلى حلقة فيها سلمان الفارسي و صهيب الرومي و بلال الحبشي -رضي الله عنهم- فقال : هؤلاء الأوس و الخزرج قاموا بنصرة هذا الرجل((يعني الرسول ﷺ)) ، فما بال هؤلاء!((يعني يحتقر العجم اللي هم الفارسي و الحبشي و الرومي)) فقام معاذ -رضي الله عنه- فأخذ بتلبيبه((يعني أخذه من ملابسه ، كلبش في ملابسه كده ، أهانه يعني ، هنا أهان المنافق ، و عارفين إحنا بنعمل إيه مع المنافقين إما تتجاهله في مناط يجب فيه التجاهل ، أو تفضحه في مناط يجب عليك أن تفضحه فيه أو تقوم بإهانته في مقام يجب عليك أن تُهينه فيه أو إنك تسخر منه في مقام يجب أن تسخر منه فيه و هكذا ، يعني التصرف مع المنافقين مش حاجة واحدة بل على حسب المناط ، و نفهم ده إزاي؟ من القرآن)) حتى أتى به النبي ﷺ فأخبره بمقالته ، فقام رسول الله ﷺ مغضباً يجر رداءه((شفت النبي كان خلقه خلق القرآن يرضا لرضاه و يسخط لسخطه ، لسخط القرآن يعني)) حتى دخل المسجد ثم نودي : الصلاة جامعة ، فحمد الله و أثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس! إن الرب رب واحد و إن الأب أب واحد((هنا تحتمل معنيين إما أنه الله عز و جل أو أول رسول أُرسل للبشرية و هو آدم -عليه السلام-)) و إن الدين دين واحد((و هو دين التوحيد)) ، ألا! و إن العربية ليست لكم بأب و لا أم((يعني مش حكر عليكم العربية ، و لغة القرآن مش حكر عليكم انتم ، يعني مش مصدر للعنصرية و لا ينفع إنك تعنصر بيها على حد)) ، إنما هي لسان فمن تكلم بالعربية فهو عربي ، فقال معاذ و هو آخذ بتلبيبه((بتلبيب المنافق ده أي قيس بن مطاطية)) : يا رسول الله! ما تقول في هذا المنافق؟ فقال : دعه إلى النار((و دي نبوءة ، زي نبوءة (تبت يد أبي لهب و تب) بأن أبو لهب عمره ما هيؤمن ، و برضو دي كانت نبوءة من النبي ﷺ فقال له دعه إلى النار ، النار أولى بيه في الدنيا قبل الآخرة و هيتعذب مرتين ، خلي بالك ، و هنشوف إزاي)) ، قال : فكان فيمن ارتد فقتل في الردة((المنافق ده ارتد بعد النبي ﷺ فقتل في الردة ، هيتعذب في الدنيا و هيتعذب في القبر و يُرد إلى أشد العذاب يوم القيامة))" .
___
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
===========================
آسيا :
طبتم وطابت جمعتكم بالخير والبركة يا نبي الله يوسف بن المسيح 🙏🙏
سيدي ما معنى كلمة يعدلون في كل من هاتين الآيتين "9) قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَٰذَا ۖ فَإِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ ۚ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ "
وقوله في آية أخرى " وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ "
سؤالي أيضا يقول الله تعالى " وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ"
وقوله أيضا " إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ".
سيدي هل هناك علاقة بين العجلة (وخلق الانسان عجولا ) وبين العجل الذي كان سبب غضب الله ونبيه ؟
❤
1
لقد قمت بالرد على Youssef
اليوم، الساعة 4:21 ص. الرسالة الأصلية:
طبتم وطابت جمعتكم بالخير والبركة يا نبي الله يوسف بن المسيح 🙏🙏 س...
ردك:
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : و الذين لا يؤمنون بالآخرة و هم بربهم يعدلون , في هذه الآية كلمة بربهم يعدلون أن يساوون به أحدا غيره أي يشركون ( و إن تأخذ منهم كل عدل ) أي مقابل و نظير . و في آية : و من قوم موسى أمة يهدون بالحق و به يعدلون , و به يعدلون , أي يحققون شريعة الله بحذافيرها و يحبون في الله و يبغضون في الله و هي أوثق عرى الإيمان . و نعم , فإنّ الشرك من العجلة و كذلك كان العِجلُ من العجلة , العجلة دائما هي استعجال و هي خلاف الصبر و اليقين بموعود الله . العجل من العجلة و الاستعجال لان الشرك نار طائشة مستعجلة يطفئها ماء الوحي و اليقين . يوسف بن المسيح , مصر
===================
حازم :
وأيضا حدثني أن الصوم ليس صوما عن الطعام والشراب فقط. بل الصوم له أشكال عده ،كأن يصوم لسانك عن الوقوع في الاثام وأيضا الصوم عن النوم في الأوقات المكروه فيها النوم .لما فيها من أذى أخبرنا عنه نبيه الكريم ،فوقت العصر غير مستحب فيه النوم .والصوم تهذيب للنفس بين العبد وربه. و قال أن الصيام عن النوم وقت العصر و وقت الصلوات المكتوبات مفيد للصحة العقلية و الجسدية و النفسية و الوجدانية و الروحية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق