درس القرآن و تفسير الوجه الأول من هود .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ من أحكام النون الساكنة و التنوين , ثم قام بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة هود ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، ثم صحح لنا تلاوتنا ، و أنهى الجلسة بأن طلب نبي الله الحبيب منا إستخراج الأحكام من الوجه .
بدأ نبي الله الحبيب جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة هود ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :
الإظهار : أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين الحروف من أوائل الكلمات (إن غاب عني حبيبي همّني خبره) , و حروف الإظهار تجعل النون الساكنة أو التنوين تُظهر كما هي .
الإقلاب : إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء يُقلب التنوين أو النون ميماً . ثم يكون إخفائا شفويا . مثال : من بعد .
و بعد أحمد قال الأحكام مروان ثم رفيدة ثم أرسلان .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة سورة الضحى ، و صحح له قراءته .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
{بسم الله الرحمن الرحيم}
{الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} :
الله سبحانه و تعالى في بداية هذه السورة ، بدأ بالحروف المقطعات ، و شرحنا قبل كده الغاية و الحكمة من الحروف المقطعات في غير موضع ، (ألر كتاب أحكمت آياته) الحروف المقطعة دي ربنا جمعها ، الحروف العربية ربنا جمعها ، و جعل هذا الكتاب العظيم ، الكتاب المعجز ، الكتاب الذي كلماته يجعلها الله سبحانه و تعالى تمثلات في الرؤى و الكشوف تشريفاً لهذا الكتاب ، (ألر كتاب أحكمت آياته) أُحكمت يعني جعلت آياته و كلماته أساسات الوحي و أساسات الكشوف و أساسات الرؤى و أساسات المكالمة بين الله و عباده ، و ده من معاني الإحكام ، (أحكمت آياته) إذاً من معاني الإحكام إيه؟ إن كلمات القرآن تتمثل في الرؤى أو من خلالها نستطيع أن نؤول الرؤى ، (ثم فصلت) فصلت يعني شرحت على أيدي الأنبياء ، و كذلك فصلت أي تمثلت في الكشوف و الرؤى ، (من لدن حكيم خبير) ربنا سبحانه و تعالى هو الحكيم الخبير ، حكيم أي يعرف أين يضع الكلمة المناسبة في المناط المناسب ، و أين يضع الجملة المناسبة في المناط المناسب ، و هو خبير يعني عنده خبرة ، يعني الأمر ده مش أول مرة ، الأمر ده تكرر قبل كده ، تكرر قبل كده ، إنه يخلق أكوان و يتصل بمخلوقاته المكلفة بتكليف شرعي أو غير مكلفة بالإلهام زي النحل كده ، صح؟ .
___
{أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ} :
البُغية العظيمة و النهائية و المقصد الأساسي لكلمات الله و خلق الله المتتالي المتكرر : (ألا تعبدوا إلا الله) يعني التوحيد و نبذ الشرك ، التوحيد و نبذ الشرك ، لأن التوحيد هو أعدل العدل ، و الشرك هو أظلم الظلم ، (إنني لكم منه نذير و بشير) ده كلام مين؟ كلام النبي و كل نبي ، بيقول إيه : (إنني لكم) لكم أنتم يا أيها القوم من ربنا (نذير و بشير) نذير الأول و بعد كده لما تسمعوا الإنذار و تخشعوا و تخضعوا ، هتاخذوا البشارة (و بشير) ، إذاً مناط الإنذار مقدم على مناط البُشرى ، ليه؟؟ لأن أكثر الناس فاسقين ، و أكثر الناس مشركين ، و أكثر الناس بعيدين عن الله عز و جل ، فيكونون أهلاً للإنذار بدايةً ، و لما أن يخضعوا و يكونوا أهلاً للبُشرى ، بُشرى .
___
{وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} :
(و أن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه) يبقى أصل التوبة و أصل الصحة و أصل الإنسجام مع الطواف الكوني و أصل الفطرة إيه؟ الإستغفار ، أستغفر الله ، أستغفر الله ، و أنا صغير ، لما كنت بالإمتحانات ، كان بيعدي علينا مدرس كده ، يقولنا إيه : اللي مش فاكر حاجة ، يقول : إستغفر ، أكثروا من الإستغفار ، ف دي قيمة جميلة جداً ، المدرس ده زرعها فينا و إحنا صغيَّرين ، أكثروا من الإستغفار ، إستغفر ، أستغفر الله ، أستغفر الله ، كده إستغفر كده و استرخي ، ربنا هيجمع عليك إيه؟ الأرزاق بقى كلها ، و هيفتح ليك السُبل ، سُبل الخير و النعمة ، إذاً أساس كل رجوع لله و أساس الطواف ، الإنسجام مع الطواف الكوني و الفطرة ، إيه هو؟ الإستغفار ، (و أن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه) إذاً الإستغفار الأول و بعد كده التوبة ، تتوب إلى الله و تُقلع عن الذنب ، و تعاهد الله عز و جل على ألا تعود مرة أخرى إلى هذا الذنب ، (يمتعكم متاعاً حسناً) تعيش عيشة حسنة ، تبقى كده راضي و مستريح ، حتى لو إنت إمكانياتك بسيطة ، بس تحس إنك ملك في حياتك كده ، راضي مستريح ، (إلى أجل مسمى) لأن الدنيا فانية ، وقت مسمى ، لكل واحد سيُسمى له أجل ، إما بالتقديم أو بالتأخير ، عادي ، القدر يُغير بالدعاء ، و ربنا سبحانه و تعالى كما يرتأي و يرى ، إما أن ينقص أو يزيد في عمر الإنسان ، (و يؤت كل ذي فضل فضله) خلي بالك من السر الجاي ده ، ربنا عبر عن الإحسان ، اللي هو سبب المرور للجنان المتعاقبة و العبور في اللحظة الكونية الدقيقة ، بكلمة القضل ، (و يؤت كل ذي فضل فضله) كل واحد أحسن و أتسم بصفة الفضل ، زاد يعني بالإحسان في الدين ، ربنا هيديله الفضل بتاعه ، اللي هو إيه؟؟ الخُلُوص و العبور للجنان المتعاقبة ، (و يؤت كل ذي فضل فضله) ، خلي بالك ، (و إن تولوا) إذا الكافرين تولوا و أعرضوا ، قل لهم (فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير) قولهم كده أنا خايف عليكم من العذاب ، هددهم يا نبي ، يا كل نبي هدد قومك و قولهم فيه عذاب في الدنيا و الآخرة ، لكن المقصود هنا و المُراد إيه؟ عذاب يوم القيامة ، (عذاب يوم كبير) اللي هو إيه؟ جهنم ، صح؟ ، ربنا عبر عن عذاب جهنم بإيه؟ بيوم ، و اليوم إيه؟ ينقضي و ينتهي ، إذاً جهنم تنتهي ، و لكن بعد أحقاب مديدة كما يراها الله سبحانه و تعالى ، و كما يرى لكل مكلف كم يمكث في جهنم ، فسيكون ذلك يومه ، و لكنه لا محالة ينقضي لأن اليوم ينقضي .
___
{إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} :
ذكرهم بالرجوع إلى الله عز و جل ، اللي هو إيه؟ الموت ، كفى بالموت واعظاً . إلى الله مرجعكم و ثم بعثكم ، تبعثون إلى الله يوم العرض ، (و هو على كل شيء قدير) ربنا سبحانه و تعالى قدير ، قدير فعيل ، صيغة مبالغة ، قدير لأنه أصل القدرة و مسبب القدرة .
___
{أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} :
(ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه) يعني إيه؟ ليها كذا معنى ، و قلنا كلمة يثنون صدورهم ليستخفوا منه ، قلنا تفسيرها قبل كده ، صح ؟ ، مش تكلمنا عن تفسير الجملة دي قبل كده ، من معاني يثنون صدورهم أي يُدسوا على أنفسهم ، لا يُزكوها ، ميواجهوش أنفسهم بالحقيقة ، يضحكوا على أنفسهم ، يلفوا و يدوروا ، يشوشوا على أنفسهم ، هو ده سبيل إبليس ، كذلك يثنون صدورهم أي يُضمرون في صدورهم الشر لك يا محمد و للمؤمنين ، الشر لك يا نبي و يا أتباع كل نبي ، (ليستخفوا منه) يعني يستخبوا من مواجهة النبي و مواجهة أتباع النبي ، و لكنهم يضمرون الشر له و الإيذاء ، (ألا حين يستغشون ثيابهم) يعني في الوقت اللي هم يتأمروا فيه ، في البيوت المغلقة ، ربنا سبحانه و تعالى يعلم ما يسرون و ما يعلنون ، هيعلم اللي قرروا يخفوه ، كذلك يعلم الذي قرروا إنّ هم هيعلنوه ، (إنه عليم بذات الصدور) ربنا سبحانه و تعالى فعيل عليم ، صيغة مبالغة برضو ، (عليم بذات الصدور) ، عليم ، صفة العلم يعني يعلم ما في صدورهم و يُخبر به النبي و الولي ، لأن صفة العلم تقتضي الوحي ، مش إحنا فاهمين كده بأن العلم هو الوحي؟ ، لما ربنا يقول (إنه عليم بذات الصدور) يعني ربنا بيكشف أسرارهم للنبي .
___
{وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} :
ربنا هنا حط ( وضع ) مد لازم كلمي مثقل على كلمة دابة ، عشان يؤكد على إيه؟ عشان يؤكد على أن الله سبحانه و تعالى كفيل و متكفل برزق الدواب ، كل نفس منفوسة ، كل نفس حية ليها رزقها مكتوب ، و هييجي هييجي ( سيأتي ) ، يعني يقول للإنسان إيه؟ إطمئن ، عليك السعي فقط ، يقول للدواب إيه؟ إطمئنوا ، عليكم السعي فقط ، و بعدين؟ ، بيأكد على قدرته سبحانه و تعالى (و يعلم مستقرها و مستودعها) كل نفس عارف جاية منين و رايحة فين ، أصلها إيه و فصلها إيه ، (و يعلم مستقرها) يعني المكان اللي هتنبت فيه كبذرة ، دي مرحلة من مراحل التطور يعني طبعاً ، (و مستودعها) يعني المكان اللي كانت فيه ، البذرة دي كانت فين و راحت تنزرع فين ، (كل في كتاب مبين) كل حاجة مكتوبة ، (في كتاب مبين) أي مظهر للحق ، مظهر للحق .
__
و أَنهى الجلسة بأن طلب قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ من مروان و رفيدة و أرسلان و أحمد بإستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :
طلب من مروان مثال على إظهار حقيقي ، فقال :
{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ} ، تنوين أتى بعده الهمز .
و طلب من رفيدة مثال على إدغام حقيقي ، فقالت :
{أَجَلٍ مُّسَمًّى} .
و طلب من أرسلان مثال على إظهار حقيقي ، فقال :
{حَسَنًا إِلَى} .
و طلب من أحمد مثال على مد لازم حرفي مثقل ، فقال :
{الر} ، في الحروف المقطعات ، لكن المد في (دابة) هي مد لازم كلمي مثقل .
___
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
===========================
د محمد ربيع :
في ليل يوم الجمعة 23\4\2021
تلقيت المكالمة التالية في اندراج ما بين النوم و اليقظة : ( كأنّما هم في شقاق , فسيكفيكهمُ الله ) .
===========================
حازم :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق