درس القرآن و تفسير الوجه الثاني عشر من يونس
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ الوقف و السكت , ثم قام بقراءة الوجه الثاني عشر من أوجه سورة يونس ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا ، و أنهى الجلسة بأن طلب نبي الله الحبيب منا إستخراج الأحكام من الوجه .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثاني عشر من أوجه سورة يونس ، و نهنئكم بقدوم شهر رمضان المبارك ، تقبل الله صيامكم و قيامكم و صالح أعمالكم ، آمين ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :
الوقف :
ج (وقف جائز) , قلي (الوقف أفضل لكن الوصل جائز) , صلي (الوصل أفضل لكن الوقف جائز) ,
لا (ممنوع الوقف) , مـ (وقف لازم) , وقف التعانق و هو لو وقفتَ عند العلامة الأولى فلا تقف عند العلامة الثانية و لو وقفتَ عند الثانية لا تقف عند الأولى) .
و السكت :
هو حرف السين ، و هو وقف لطيف دون أخذ النفس ، مثل : من راق ، بل ران .
و بعد أحمد قال الأحكام مروان ثم رفيدة ثم أرسلان .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة آية الكرسي ، و صحح له قراءته .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في آخر الوجه اللي فات كان هناك دعوة عظيمة جداً من موسى -عليه السلام- زي دعوة نوح كده ، لما موسى قال : {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} من شدة غلظة فرعون و ملئه بأنهم أنكروا موسى -عليه السلام- و كذبوه و استهزءوا به و بالمؤمنين ، النبي وصل لدرجة إنه دعى على المكذبين بأنهم ما يؤمنوش و إنهم يروا العذاب و يلقوا العذاب ، فربنا قال إيه :
{قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} :
(قال قد أجيبت دعوتكما) دعوة موسى و هارون على آل فرعون ، (فاستقيما) يعني خليكو مستقيمين في طريق الإيمان ، يبقى ربنا هنا بينصح الأنبياء قبل المؤمنين ، ليه؟؟ لأن النبي يبقى خَلُص و مر بالتجربة الروحية زي ما قلنا ، و بعد كده إيه؟ عشان يُخلص المؤمنين ، صح كده؟ و يعرفهم بالتجربة بتاعته ، و هنعرف في الوجه ده ، إن النبي هو أول واحد بيؤمن فممنوع إنه يُكذب الوحي اللي بيجيله بإستمرار ده ، هيُكذبه إزاي ، إذا كان ربنا يعطيه الوحي بتواتر و إستمرار؟؟ أهو ربنا بيقول أهو في الوجه {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ، يبقى أول واحد بيؤمن في القوم مين؟؟ النبي هو أول واحد بيؤمن ، مين اللي بيدعوه؟؟ الله ، صح كده؟ و بعد كده هو بيدعو قومه ، ماشي ، هو بعد كده بيدعو قومه بمساعدة الله عز و جل ، لكن هو اللي دايماً بيبتدي ، هو على طول شعلة الإحتراق الأولى ، هو اللي بيبتدي دائرة الإيمان و دائرة الروح في زمنه ، شفتو بقى النبي دايماً إيه؟ يبقى هو إيه؟ خَلُص ليُخَلِص ، (فاستقيما) ربنا بينصح النبي إنه يستقيم و يستغفر و لا تجذبه جذبات الأرض ، و إذا أخطأ يستغفر ، و دايماً كده ربنا بيعصم الأنبياء ، يعني بيمنعهم من الوقوع في الزلل أو في الكبائر ، أبداً مينفعش النبي يقع في الزلل ، ربنا بيعصمه من أي زلل أو أي كبيرة ، ليه بقى؟؟؟ لأن هو ربنا جعله مُخلَص له ، جعله مصطفى له ، تمام كده ، إصطفاه و قَدِّسه و طَهره ، و جعل كلامه في فمه ، كلام الله جعله في فم النبي ، و جعل فمه على فمه ، تمام كده؟ ، ليه بقى؟؟؟ ربنا بيقوله إستقيم عشان دعاءك ليا يتم إستجابته أو يتم تحقيقه ، حتى النبي؟؟ آه حتى النبي ، شفتو ، عشان يكون قدوة لغيره من المؤمنين ، (قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما) خليكو على الطريق المستقيم ، إوعو تحيدوا عنه ، (و لا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون) ربنا شدد على كلمة (تتبعان) دي ، إوعى تميل للكفار أو المنافقين ، خليك ثابت ، خليك مسمار ، على رأي الشيخ محمد عقل -الله يرحمه- ، كان بيقول إيه؟ كان دايماً بيقول على كاتب صحفي كده بيعجبه أوي ، كاتب صحفي يعني من غير ذكر أسماء ، بيقول إيه : ده مسمار ، مسمار يعني قوي ، ثابت ، لا تغيره الظروف ، ثابت على مبدأه ، (الذين لا يعلمون) أي الذين لم يمارسوا تجربة الوحي ، (الذين لا يعلمون) لا يعرفون ، لا يعرفون ، ليسو عارفين بالله ، لا يعلمون عالم الغيب و لا الملكوت و لا السماوات ، لا يعلمون عن الله شيئاً ، لم يتلقوا منه وحياً ، (و لا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون) إوعى ، خليك قوي ، لا تُغيرك الظروف ، خليك ثابت على مبدئك ، لأنه هو ده النبي ، النبي عبارة عن كلمة ، كلمة مقدسة ، يبقى هنا شرط إستجابة الدعاء إيه؟؟ الإستقامة و عدم الميل للكافرين ، ربنا بينصح مين؟؟ بينصح النبي ، الأنبياء ، فبتالي من باب أولى إيه ؟ المؤمنين ، ليه؟؟ لأن النبي قدوة للمؤمنين .
____
{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} :
(و جاوزنا ببني إسرائيل البحر) ربنا إيه خلاهم يعدوا البحر بالمعجزة ، معجزة شق البحر ، بعدين ، فرعون إتغاظ لما ربنا ساعد موسى بالآيات في مصر ، و نزل النحس بالآيات دي على المصريين ، زي كده ما تقول كده فرعون تشائم من بني إسرائيل ، فقال لهم فرعون غوروا في داهية ، إمشوا ! ، نزل عليهم آيات كثيرة جداً : الدم في النهر و الأسماك ماتت ، و الضفادع ، و القمل ، و موت الأبكار(أبكار المصريين) ، و موت الحيوانات ، و إنتشار الأوبئة و إتيان الجراد ليقضي على المحاصيل الزراعية ، و آيات كثيرة جداً عذبت فرعون ، و هو قال إيه : كل ده عشان عاوزين يطلعوا في البرية ، يعملوا عيد لربهم أو يقدسوا ربهم في الصحراء ، طب اطلعوا امشوا ، فلما خرجوا ، كان في بعض بني إسرائيل كانوا مستلفين حُلي و ذهب من المصريين و أخذوه معهم ، فإيه مع كل ده فرعون إتغاظ بقى الحركة دي ، قام طالع وراهم ، يبقى إنتو تستغفلونا كده؟! فطلع وراهم ، (فأتبعهم فرعون و جنوده بغياً و عدوا) بغياً : يريد أن يبطش بيهم ، عدواً : سريع ، بيجري ، عاوز يلحقهم ، (حتى إذا أدركه الغرق) أول ما دخل كده وجد بني إسرائيل داخلين في البحر ، بيعدوا في خندق كده جوا البحر الأحمر بيعدي لشبه جزيرة سيناء ، و الجنود كانوا خايفين ، فهو قال لهم ادخلوا ، و لما دخل الجنود بشكل كامل ، و هو طبعاً واقف على الضفة كده بتابع ، ربنا أطبق البحر عليهم و غرقوا ، فهنا فرعون شاف عظمة إله موسى ، و شاف إنه إتهزم بأقل القليل ، يعني ما ضربهمش بسهم حتى ، ربنا سلط البحر على جنود فرعون ، فهنا فرعون عرف إن ده إكتمال النحس ، إكتمال الشؤم عليه بسبب إعتداءه على النبي و إيذاءه للمؤمنين ، هو ذكي فرعون برضو مش غبي ، برضو بيفهم ، لكنه متكبر ، في اللحظة دي ، اللحظة القوية دي ، الرهيبة دي ، العنيفة دي ، الجلالية دي ، آمن ، مين اللي آمن؟ فرعون آمن برب موسى -عليه السلام- اللي هو ربنا ، و رجع لقومه مذلول مع بعض الجنود كده ، شكله إيه؟ شكله عِرَّة ، رجع لعاصمة مصر القديمة شكله كده عِرَّة ، راجع مع بعض الجنود كده على العربية الحربية بتاعتك ، إخص عليك ، شكلك إيه ، شكلك زبالة ، آمن ردحاً من الوقت ، و بعد كده خلاص الإيمان بتاعه إنطفى تاني و مات على الكفر ، ليه؟ لأن ربنا بيقول عنه كده (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار و بئس الورد المورود) ربنا قال عن آل فرعون إيه؟ (أوردوا آل فرعون أشد العذاب) ، يبقى ممكن الإنسان يؤمن ، آه ، بس ميثبتش على الإيمان ، يخبو و يخفت ، يبقى إيمان وقتي لحظي ، فمينفعش ، لازم الإيمان يتعاهد بالعمل الصالح ، يكون في إستقامة ، إذا كان النبي نفسه ربنا بينصحه و بيقوله إستقم و لا تتبع سبيل المشركين أو سبيل الذين لا يعلمون ، ففرعون ده اللي آمن وقتها و بعد كده الدنيا أخذته ، رجع تاني و رضخ للدنيا تاني ، ربنا بيحكي هنا نفسيته .
(حتى إذا أدركه الغرق) يعني شاف جنوده غرقوا خلاص ، هزمه الغرق ، هزم جنوده ، (قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل و أنا من المسلمين) بِيسَلم ، بيسلم لمين؟ لإله موسى .
___
{آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} :
ربنا بقى بيتعجب هنا ، لذلك حط مد لازم كلمي مثقل على كلمة (آلآن) ، (و كنت من المفسدين) مفسد في الأرض ، مجرم خبيث ، و كل فرعون هو خبيث و مفسد في الأرض .
___
{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} :
(فاليوم ننجيك ببدنك) هترجع تاني لقومك كده ناجي ، (لتكون لمن خلفك آية) لكن روحك لن تَخلُص ، إنت آمنت ، آه ، و لكن روحك لن تَخلُص ، نفسك هتطغى على روحك ، (لتكون لمن خلفك آية) المصريين ترجعلهم كده و إنت ذليل فيتعظوا ، و في ناس منهم هتؤمن في السر طبعاً ، (و إن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون) كثير من المصريين وقتها كانوا غافلين ، لما يشوفوا الآية دي ممكن يؤمنوا ، صح كده؟
___
{وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} :
ربنا حط لبني إسرائيل صدق على لسان مين؟ موسى و هارون و الأنبياء ، في أسفار الأنبياء ، أعطاهم الصدق و أعطاهم العلم ، و أعطاهم الرزق الحسن روحياً و مادياً ، (و لقد بوأنا) يعني هيئنا ، (و لقد بوأنا بني إسرائيل مبؤا صدق) أعطيناهم الصدق ، الكلمة الصادقة و هي كلمة الله عز و جل مع الأنبياء و مع البعث ، يعني كمان رفعناهم و رفعنا درجتهم بسبب صدقهم مع موسى و هارون و الأنبياء ، و لكن كلما كَذَّبوا كلما خَسروا ، كلما كذبوا أي نبي يأتي أو يستهزؤا بيه ، كلما خسروا ، فربنا هنا ربط النصر بطاعة النبي ، تطيع النبي تنتصر ، تستهزأ بالنبي و تكفر بيه تنهزم ، زي المسلمين في العصر الحديث كده ، لما إستهزءوا بالإمام المهدي ﷺ و كذبوه ، ربنا هزمهم شر هزيمة ، أصبحوا أذلاء ، و تداعت كل أمم الأرض على المسلمين ، كل واحد عاوز ياخذ الغنيمة بتاعته من المسلمين ، من ساعة ١٩٠٨ ، وقت قيام الخلافة ، الخلافة الروحية ، خلافة المسيح الموعود ﷺ ، فدي سُنة الله عز و جل في الأرض .
(و رزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) لما كانوا مع موسى و هارون آه تمام ، و شافوا الآيات العظيمة تمام التمام ، تعبوا موسى شوية ، و سمعوا كلامه شوية ، و ساعة العجل تعبوه برضو ، و بعد كده منهم من سمع الكلام ، و بعد كده بدأ يحدث فيهم بعث ، بعث للأنبياء كثيرين ، و البعث هو ده اللي إحنا نُسميه العلم (حتى جاءهم العلم) كل ما يجيلهم علم يعني نبي ، يختلفوا عليه : في منهم اللي يصدق ، و في منهم اللي يكذب ، و في منهم اللي يستهزأ ، و في منهم اللي يُكرم النبي ، آه ده المعنى . زي المسلمين كده (فما اختلفوا) ما تفرقوش تفرق شديد و انهزموا حتى جاءهم العلم ، حتى جاءهم الإمام المهدي الحبيب ﷺ و كذبوه ، فلذلك علاج الأمة إنهم يرجعوا تاني يؤمنوا و يُحسنوا الظن ، يؤمنوا بالمسيح الموعود ﷺ و يُحسنوا الظن فيه ، و يقرأوا كتبه مباشرة و ما يقرأوش عنه ، يقرأوا كتبه مباشرة ، و يبدأوا بالكتب العربية زي ما إحنا بنعمل كده .
(فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) ربنا هنا بيهددهم و يقول لهم إنتو بقى تختلفوا على الأنبياء و تستهزؤا بيهم؟ طب إنتو بقى هتيجولي يوم القيامة و هوريكم شغلكم تمام ، بيهددهم .
___
بعد كده ربنا بينصح محمد ﷺ لأن سيدنا محمد هو من أهل الكتاب ، من الطائفة الإبيونية الموحدة ، المسيحية الموحدة :
{فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} :
(فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك) أهو ، يبقى أول واحد بيؤمن مين؟؟ النبي ، و هو هنا بقى جواه شكوك في الأول ، و بعد كده بقى ، يبقى عنده يقين ، أي نبي كده ، (فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك) في ناس كانت بتقرأ الكتاب قبلك و اللي هم مين؟ أهل الكتاب ، بني إسرائيل و الموحدين ، اللي إنت أصلاً منهم ، (لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) جاءك الوحي الصادق من الله عز و جل فلا تكونن من المتشككين ، (فلا تكونن من الممترين) اللي هو المتشكك ، يشك .
___
{وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} :
إوعى تكذب بآيات الله اللي تيجيلك دي فتخسر نفسك ، و تخسر الدنيا و الآخرة ، يبقى دي نصيحة تانية لسيدنا محمد ﷺ ، في بداية الوجه نصح مين؟ موسى و هارون ، و بعد كده نصح سيدنا محمد و اللي هو مثيل موسى ، صح كده؟ ، مين هارون محمد؟؟؟ سيدنا علي -رضي الله عنه و أرضاه- .
___
{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ} :
لأن اللي ربنا بيشوف في قلوبهم بغض للدين و كره و ذنوب عظيمة و معاصي و إصرار على الذنب و مجاهرة بالذنب و تكبر ، اللي ربنا يشوف فيه كده ، ربنا يحق عليه كلمته فلا يؤمن ، ربنا يصرفه عن الإيمان ، زي ما موسى كده دعى على قومه في النهاية أو فرعون في النهاية إن هو ما يؤمنش عشان يُعذب هو و ملئه ، كذلك نوح -عليه السلام- في الآخر لما دعى على قومه لما كذبوا تكذيباً عظيماً و إستهزؤا بيه ، دعى عليهم إنهم ما يؤمنونش حتى يروا العذاب ، صح كده؟ ، و في حادثة إستثنائية هنعرفها في آخر الوجه ده ، عن موضوع تكذيب الأقوام للأنبياء .
___
{وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} :
يعني خلاص ربنا ختم على قلوبهم جزاءً لهم و عقاباً لهم في الدنيا قبل الآخرة ، و لو جاءتهم كل آية و شافوا كل آية تحققت مش هيؤمنوا بسبب كِبرهم و بسبب إستهزاءهم و مكرهم السيء بالأنبياء .
___
{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} :
من ضمن الأنبياء اللي تعبوا مع أقوامهم : يونس و هو يونان -عليه السلام- ، اللي هو كان نبي في مدينة نينوى ، و نينوى دي في شمال العراق ، حلو؟ طيب ، يونس ده أتى بعد مين؟؟ نوح ، بعد طوفان ، بعد فترة منه ، فبعد الطوفان كان العراق حوليها بحر نتيجة الطوفان ، نينوى كانت قريبة من البحر أوي ، دلوقتي لا ، دلوقتي الشام و فلسطين أصبحت أرض يابسة ناشفة ، زمان كانت الحتة دي كلها بحر ، متصلة بالبحر المتوسط نتيجة الطوفان اللي حصل ، فلما يونس زهق من قومه ، مش عاوزين يسمعوا الكلام و لا عاوزين يقرأوا الذي يُخبرهم به و لا أن يستخيروا الله الواحد فيه ، سابهم و مشي من غير ما يستأذن ربنا ، كده ، زهق ، و ركب مركب كده في سفينة ، آآه ، ربنا بقى أدب يونس ، إزاي يعمل حاجة زي كده من غير ما يستأذن أو يستخير الله عز و جل ، هي وكالة من غير بواب ؟ ، مينفعش كده ، اللي اصطفاك هو اللي تستخيره و تستأذنه في كل شيء : ربنا سبحانه و تعالى . ركب في السفينة و بالليل كده هووب ربنا بعت عاصفة في البحر ، و السفينة دي كان فيها عدد كبير من الركاب ، فقالوا بدل ما كلنا نغرق ، واحد ينزل يسبح كده يحاول يوصل للشط و الباقي ينجو ، فعملوا قرعة في كل مرة ٣ مرات و تطلع على يونس ، ففي الآخر الراجل اتكسف من نفسه و منهم ، فقام قالع هدومه و نازل في البحر ، نط في البحر ، هو و نصيبه بقى ، و هو بينط في البحر لاقى الحوت مستنيه ، فاتح فمه مستنيه ، فدخل جوا الحوت ، و أصبح في ٣ ظلمات : ظلمة بطن الحوت و ظلمة البحر و ظلمة الليل ، في ظلمات ثلاث ، و بعدين .. أول ما دخل كده عرف إنه ده عقاب من ربنا له و تأديب ، فاستغفر ربنا بقى و بدأ يدعوه بالدعاء المشهور : لا إله إلا الله أنت ، سبحانك إني كنتُ من الظالمين ، يعني اعترف بخطأه ، اعترف بخطأه و استغفر و بدأ يُسبح (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) ، و مكث في بطن إلى ثلاث ، إما إنها ٣ ليال أو ٣ شروقات ، يعني مثلاً ليلة و بعد كده نهار و بعد كده ليلة و بعد كده في النهار اللي بعديه الحوت لفظه على البحر ، بعد كده جلده كان متسلخ من أثار الأحماض اللي في بطن الحوت ، فربنا خلاه يوصل عند الشط عند شجرة جميلة إسمها شجرة من يقطين ، بدأ يأكل منها و بدأ يتطبب لغاية ما ربنا شافاه ، في اللحظة دي اللي خرج فيها يونس غاضب و زعلان ، قومه شافوا العذاب جايلهم ، في السما كده ، فخافوا فطلعوا في الصحرا و استغفروا و قالوا آمنا برب يونس و نستغفرك يا إله يونس و كذا ، فربنا كشف عنهم العذاب و آمنوا ، لما رجعلهم تاني بعد ما ربنا شافاه ، وجدهم مؤمنين ، و كانوا ١٠٠ ألف أو يزيدون في مدينة نينوى ، دي قصة يونس -عليه السلام- باختصار ، صح كده؟ ، و قصة يونس ، قصة جميلة جداً ، كانت من أهم دلائل صدق عيسى -عليه السلام- عيسى الأول ، عيسى الناصري ، لما قال لقومه : "جيل شرير ، يطلب آية ، و ليست له إلا آية يونان النبي" اللي هو إيه؟؟ إن عيسى -عليه السلام- هيغمى عليه ، هيتعذب على الصليب و هيغمى عليه ، مش هيموت ، و ينزلوه في القبر ، اللي هو شبه بطن الحوت كده ، قبر تحت الأرض ، غرفة تحت الأرض ، على بابها حجارة ، حجارة دائرية كده ، قفلوا الباب و دخلوه ، فاكرينه ميت ، و ظل في بطن الحوت إلى ثلاث برضو ، ليلة من مغرب الجمعة ، و بعد كده نهار السبت ، و بعد كده ليل السبت ، في نهار الأحد خرج من القبر اللي هو يعتبر بطن الحوت ، ربنا نجاه ، أقامه من الإغماء اللي كان فيه ، فدي كانت آية من آيآت صدق عيسى-عليه السلام- ، أهو آية يونان النبي ، لأن يونان دخل بطن الحوت حي و خرج حي ، كذلك عيسى دخل بطن الحوت حي ، كان مغمى عليه ، و خرج حي . و دي من الأدلة اللي بنقارع بيها النصارى ، بنقرعهم بيها .
○ و بعد كتابة هذه الجلسة المباركة ، شرح لنا نبي الله الحبيب يوسف الثاني ﷺ قول الله عز و جل عن يونس -عليه السلام- في آية أخرى من القرآن الكريم ، يقول الله تعالى (و إنّ يونس لمن المرسلين * إذ أبقَ إلى الفلك المشحون)
و كانوا قدبماً يقولون آبق عن العبد الهارب
أبقَ : أبى ، ق بقوة ، من أصوات اللغة العربية الإلهامية . فالله وصف فعل يونس كفعل العبد الآبق الذي كسر تلعبودية . و هو وصف دقيق لان النبي هو اول العابدين في قومه . و هو اول المؤمنين و هو اول المُخلَصِين . فكسر يونس نيّر العبودية لربي . فعاتبه بعد ان عاقبه . ليطون قدوة .
__
و أَنهى الجلسة بأن طلب قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ من مروان و رفيدة و أرسلان بإستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :
طلب من مروان مثال على وقف و الوصل أفضل ، فقال :
{بَغْيًا وَعَدْوًا} .
و طلب من رفيدة مثال على وقف جائز ، فقالت :
{مِن قَبْلِكَ} .
و طلب من أرسلان مثال على وقف جائز ، فقال :
{لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} .
و طلب من أحمد مثال على وقف جائز ، فقال :
{حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ} .
___
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
=======================
أحمد فال السبيعي :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق