درس القرآن و تفسير الوجه الثامن من الإسراء .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ من أحكام المد , ثم قام بقراءة الوجه الثامن من أوجه سورة الإسراء ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثامن من أوجه سورة الإسراء ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :
أحكام المد و نوعيه :
مد أصلي طبيعي و مد فرعي , المد الأصلي يُمد بمقدار حركتين و حروفه (الألف , الواو , الياء) , و المد الفرعي يكون بسبب الهمزة أو السكون .
أما الذي بسبب الهمزة فهو مد متصل واجب و مقداره ٤ إلى ٥ حركات , و مد منفصل جائز مقداره ٤ إلى ه حركات , و مد صلة كبرى مقداره ٤ إلى ٥ حركات جوازاً , و مد صلة صغرى مقداره حركتان وجوباً .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} :
(و لقد كرمنا بني آدم) ربنا بيؤكد و يُحقق المعلومة لدينا و لدى الجميع أنه كَرَّمَ بني آدم أي أبناء آدم الروحانيين ، أي من بعد آدم ، أي من سلالة آدم و ما تلاه ، إزاي بقى؟ آدم -عليه السلام- كان من السلالة البشرية اللي هي إيه؟ اللي بنسميها هوموسابينوس اللي هو المنتصب القائم ، منتصب القامة ، لأن الإنسان قبل كده كان في تطورات مرحلية ، في تطورات نشأته ، مكانش منتصب القامة ، تمام؟ فبداية التكوين البشري ده ، اللي هو إبتدا ينتصب القامة ، تمام؟ ، ده اللي ربنا إختار منه آدم -عليه السلام- ، أول رسول للبشرية ، ف ده تكريم ، إنتصاب القامة ده تكريم للإنسان ، كذلك أيضاً ربنا سبحانه و تعالى كَرَّمنا بأمور كثيرة ؛ العقل اللي هو مناط التكليف و التمييز ، إحنا بِنُمَيّز ، تمام؟ و الفطرة السليمة ، فطرة الله التي فطر الناس عليها ، ده من تكريم الله عز و جل لبني آدم ، تمام؟ و إيه تاني؟ سخر لنا الكائنات الحية و سخر لنا الأرض بثرواتها و بحارها و أنهارها ، التسخير ده تكريم لبني آدم ، كذلك جعل بيننا و بين الجن حِجاب ، الجن إيه؟ لا يستطيعون أن ينالوا من البشر أبداً ، لأن في بيننا و بينهم حجاب ، الجني لا يستطيع أن يتطلع إلى عورات الإنسان و لا يستطيع أن يتطلع إلى كلمات السر بتاعت الإنسان ، و لا إلى خفاياه أبداً ، لا يستطيع ، و لا يستطيع أن يسرق ، كما يدعي المشايخ الكذبة من البشر ، أبداً ، ف ده تكريم لبني آدم ، كذلك من تكريم الله عز و جل لبني آدم : إصبع الإبهام ، صُباع/إصبع الإبهام ده ، شايفينه؟؟ ده ، الصُباع ده من أسرار تكريم الله للبشر ، من خلال الصُباع ده ، الإنسان بدأ يعمل الحِرف الدقيقة ، الحِرف التراثية اللي بتاخذوها في الدراسات ، الحِرف الدقيقة دي أصل إيه؟ أو أصل من أصول حضارة البشر ، ماكانوش أبداً يقدروا يعملوها من غير إيه؟ صُباع الإبهام ده ، صباع الإبهام ده له إيه؟ فوائد كثيرة جداً ، و هو أصل من أصول حضارة البشر ، ده من تكريم الله عز و جل لبني آدم ، تمام كده؟ ، (و حملناهم في البر و البحر) يعني جعلنا فيهم قدرة إن هم يعملوا مراكب في البحر و يستخدموا قانون الطفو ، و إن هم يُرَوِضُوا الأنعام و الخيول ، يُرَوِضُوا الخيول و المراكب في البر و يستخدموها ، لأن هم إيه؟ ربنا إداهم/أعطاهم سيطرة و إداهم/أعطاهم سلطة على إيه؟ الكائنات المسخرة لهم ، (و رزقناهم من الطيبات) حاجات جميلة جداً ، ربنا رزقنا بها ، زي إيه؟ الألبان و اللحوم و السمن و العسل و الأعناب ، تمام؟ و الأزواج و الأبناء ، كل دي من طيبات الله عز و جل ، (و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) ربنا فَضَّلْ البشر و بني آدم على كثير ممن خَلق من الكائنات المكلفة ، تكليف إيه؟ الإختيار ، تكليف الثواب والعقاب ، خلي بالك (و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) ماقلش/لم يقل : و فضلناهم على كل ممن خلقنا تفضيلاً ، يبقى في كائنات مكلفة ، عندها إبتلاء الإختيار و الثواب والعقاب ، قد تأتي أفضل من البشر ، و قد تكون قد سبقتنا في نشآت أخرى كانت أفضل من البشر ، لا أدري و الله أعلم ، و لكن الآية تهمس إلينا و تشير إلينا إشارة باطنة بهذا المعنى ، تمام؟ .
__
{يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} :
(يوم ندعو كل أناس بإمامهم) يوم القيامة ندعو كل أمة بإمامهم ، بإمامهم لها معنيين : إمامهم يعني نبيهم ، و كذلك إمامهم كتابهم ، الكتاب بتاعهم ، مش ربنا بيقول (و كل شيء أحصيناه في إمام مبين) تمام؟ ، الإمام معناها الكتاب ، كتاب الأمة ، الأمة تُدعى بهذا الكتاب ، و كذلك الإمام هو النبي أي المقتدى ، لأن الإمام هو الدليل ، الإمام الذي تأتم به لأن هو في حد ذاته دليل ، فالنبي دليل ، فالنبي دليل على صدق إيه؟ دليل على وجود الله ، و الكتاب و الوحي اللي ربنا بعتهوله/بعثه إليه و سجله في الصحف ، ده يعتبر إمام و دليل أيضاً ، تمام؟ ، (فمن أوتي كتابه بيمينه) أخذ الكتاب باليمين ، يبقى عنده ثقة في النفس بقى و إفتخار ، (فأؤلئك يقرؤون كتابهم) يقرأوه بعزة و إفتخار ، (و لا يظلمون فتيلاً) لن نظلمهم ، فتيلاً يعني و لو شيء قليل ، و لو شيء قليل ، و الفتيل هو إيه؟ في فرق بين الفتيل و القطمير و النقير ، القطمير هو الغشاء المغلف للنواة ، النقير هو إيه؟ لما النواة تنزل تحت الأرض و يطلع منها نقرة صغيرة كده ، برعم صغير ، ينزل إيه؟ يبقى جذر ، الفتيل اللي هو إيه؟ الخيط اللي البرعم لما يطول و يطلع فوق الأرض ، يعني تصوير مجازي إن هم لا يظلموا و لو بقدر فتيل ، حاجة بسيطة يعني .
__
{وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} :
(و من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى و أضل سبيلاً) ده تصوير مجازي بلاغي ، إن اللي عنده عمى بصيرة في الدنيا ، ربنا هيحشره يوم القيامة أعمى ، (و أضل سبيلاً) أضل مما كان عليه ، لأن الجزاء من جنس العمل ، طبعاً إيه؟ (و من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى و أضل سبيلاً) هنا الوصف ده من باب التحقير للعُمي ، لأصحاب عمى البصيرة ، اللي ماعندهمش بصيرة و لم يتفكروا و لم يتدبروا و لم يسألوا الله عز و جل و يتبصروا و ده فيها تهديد مبطن أيضاً الآية دي .
__
{وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً} :
(و إن كادوا ليفتنونك) يعني حاولوا يفتنوك ، تمام؟ عن القرآن الكريم و عن تعاليم التوحيد و القرآن ، علشان/من أجل أن تفتري على الله عز و جل غير ما في كتاب الله ، إزاي؟/كيف؟ كذا قصة ، مثالاً إيه؟ كانوا في وفد من ثقيف قابلوا النبي ﷺ ، و قالوا له إنت قريش مزعلينك ، طب ما إحنا عندنا أصنام برضو ، بس إئذن لنا سنة نجمع هدايا المشركين أو يعني الناس العُباد اللي بيعبدوا الأصنام ، بيقدموها للأصنام دي ، ناخذ الهدايا و بعد كده نكسر الأصنام و نخلي الوادي بتاعنا وادي محرم زي وادي مكة كده ، و تبقى إنت النبي بتاعنا ، يعني دلوقتي هم بيعدوه بإيه؟ بأمر في المستقبل إن هم هيؤمنوا إيمان مشروط ، بس مشروط بشرك ، هل ده يجوز؟ لا يجوز ، إنت ماتشترطش على الله عز و جل ، هم حاولوا يفتنوك ، لكن لم يستطيعوا ، كذلك مجموعة من قريش أتوا النبي ﷺ و قالوا له إحنا نسمعك و نقعد معك بس تطرد السفهاء اللي حولك دول/هؤلاء ، عن المؤمنين ، ضعاف المؤمنين ، تطردهم و نقعد نسمعك و إيه؟ نفهم الكلام اللي إنت بتقوله ، طبعاً ده برضو إيه؟ إبتلاء ، و محاولة لفتنة النبي ﷺ عن المؤمنين ، النبي رفض ، ليه؟ لأن الفعل ده مخالف لأحكام القرآن الكريم و قواعد القرآن الكريم ، تمام كده؟ ، طيب ، (و إن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره و إذاً لاتخذوك خليلاً) ، حادثة تانية ؛ النبي ﷺ كان رايح يطوف بالكعبة في مكة ، و بعد كده راح يستلم الحجر الأسود يعني يبتدي الطواف من الحجر الأسود ، فالكفار قالوا له إيه؟ لا ، مش هنخليك تستلم الحجر الأسود أو تمسه إلا لما تمس الأصنام الموجودة حول الكعبة ، فالنبي رفض ، ف دي كلها محاولات لفتن المؤمن عن دينه و لإبعاده عن التوحيد ، و هنا بقى نشوف كلمة فتنة و كلمة إفترى من أصوات الكلمات ؛ فتنة : التاء قطع ، و النون نعمة أي تقطع النعمة و تجعل خلافها إيه؟ التأفف و الكآبة و الحزن و الألم ، فتنة ، فَتَّ ، فتنة ، (ليفتنونك عن الذي أوحينا) يعني يقطعون نعمة الوحي التي أوحينا به إليك من خلال هذا الشرك ، تمام؟ و ثم تورث بعد ذلك إيه؟ الألم و الحزن و الكآبة و التأفف ، طيب إفترى؟ إفترى : التاء قطع برضو ، و الراء الرؤية ، تقطع ما ترى من الحق ، تمام؟ لترث بعد ذلك التأفف و الكآبة و الحزن ، لأن الكذب الشديد هو كده ، اللي يكذب يبقى خلاف ما أوحى الله عز و جل ، (و إن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره) يعني لتقطع رؤيتك لوحي الله عز و جل ، لتقول لهم أو لتقول لغيرهم ما يرضيهم ، و هم بذلك يحاولون أن يفتنوك عن نعمة الله ، أي يبعدوك عن نعمة الله عز و جل و يقطعوها عنك ، (و إذاً لاتخذوك خليلاً) لو جاوبتهم و سمعت كلامهم هيتخذوك خليل ، خليل لها معنيين : خليل من الخُلَة يعني صاحب كده يحبوه ، و كذلك خليل الخِلَة يعني فقير ، يعني إيه؟ يستعبدوك بقى ، يستقلوك ، يستذلوك لو سمعت كلامهم و أطعتهم في المعصية ، إذاً خليل هنا تحتمل معنيين ، و هكذا القرآن هو أبطن .
__
{وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً} :
(و لولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً) لولا إن إحنا ثبتناك بالتوحيد و بعصمة الوحي ، تمام؟ ، لقالوا عليك بعد كده إن إنت ركنت إليهم ، (لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً) يعني لكنت إيه؟ قتلت نفسك بالفعل ده ، يعني قتلت نفسك روحياً و معنوياً يعني ، أو هم كانوا هيقولوا عليك إيه؟ إنت ركنت إلينا و إن إحنا إستطعنا إن إحنا نستذلك و العياذ بالله ، لأن هكذا الشيطان يستذل بني آدم و يحاول بالخطوات إن هو يستذله إلى طريق المعصية و العياذ بالله ، ف هم شياطين إنسية حاولوا يعملوا مع النبي اللي بتعمله الشياطين الجنية ، و لكن لم يستطيعوا ، لماذا؟ لأن النبي معصوم بعصمة الوحي ، أول ما النبي يحاول يبدر منه ميل إلى شيء خاطئ ، ربنا يوحي إليه ، الوحي إيه؟ الذي يعصمه يرده إلى الصحيح ، إلى الطريق الصواب و إلى السبيل ، و هي دي معنى العصمة ، العصمة بالوحي يعني ربنا يوحي ، لما النبي يشارف إنه يقول قول خاطيء أو يعمل عمل خاطيء فيوحيله فيرجع ، هي دي العصمة . و من مظاهر عصمة النبي عصمة القضاء , يعني أنّ الله يقضي قضاءا مبرما كل حين لا يتراجع و لا يتوب و لا ينمحي من أجل صالح النبي فيعصمه بتلك أيضا مع الوحي .
__
{إِذَاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا} :
(إذاً لأذقناك ضعف الحياة و ضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً) لو سمعت كلامهم و ما استمعتش لعصمة الوحي ، ربنا هيُذيقه ضعف عذاب الحياة و ضعف عذاب الممات ، يعني ضعف العذاب في الدنيا و ضعف العذاب في البرزخ ، (ثم لا تجد لك علينا نصيراً) في البرزخ و في يوم القيامة ، محدش يقدر ينصرك علينا .
__
{وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً} :
(و إن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها) دي نبوءة ، نبوءة قرآنية إن هم كفار قريش في مكة هيخرجوا النبي ﷺ أو هيتسببوا في خروجه من إيه؟ من مكة ، (و إن كادوا ليستفزونك من الأرض) أي أنهم أوشكوا على أن يخرجوك من الأرض ، يستفزوك يعني إيه؟ يجعلوك غير ساكن ، غير مستقر في هذه الأرض ، يضطروك إلى الهجرة ، لأن النبي هاجر إضطراراً ، لأن هم حاولوا يقتلوه ، و هيفضل قاعد؟ لا ، فر بدينه هو و أصحابه ، (و إن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها) و ده اللي حصل ، الرسول إضطر إنه يهاجر ، (و إذاً لا يلبثون خلافك إلاً قليلاً) دي نبوءة تانية بعد الهجرة ، بعد ما تُخرج إضطراراً ، بعدها على طول هنهزمهم على يديك في موقعة إيه؟ بدر ، (و إذاً لا يلبثون خلافك إلاً قليلاً) يعني هتقتل منهم صناديدهم... و رؤوسهم و كبارهم في غزوة بدر و ده اللي حصل ، يبقى دي النبوءة ، نبوءة إيه؟ نبوءة مزدوجة .
__
{سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً} :
(سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا) دي السُنة الجارية بسبب بعث الأنبياء ، أن ربنا يبعث نبي و الأمة تكذب ، فبشؤم المعصية دي و بشؤم التكذيب ، ربنا يبعث عليهم العذاب و بعد كده ينصر النبي ، دي سُنة ، (سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا و لا تجد لسنتنا تحويلاً) دي سُنة ثابتة لا تتحول من حال إلى حال ، إنما هي سُنة ثابتة ، تمام؟ سُنة بعث الأنبياء اللي هو قانون البعث ، قانون البعث النبوي اللي إحنا تكلمنا عنه قبل كده .
__
{أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} :
(أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) هنا أمر للنبي و لأتباع النبي بأداء الصلوات المفروضات ، (لدلوك الشمس) يعني بعد ميلان الشمس ، الشمس بتبقى عامودية كده في السما في الظهر ، بعد ما تميل يبدأ صلاة الظهر ، (لدلوك الشمس) يعني صلاة الظهر و العصر و المغرب ، (إلى غسق الليل) يعني صلاة العشا ، (و قرآن الفجر) صلاة الصبح ، كده خمس صلوات مفروضات ، (إن قرآن الفجر كان مشهوداً) فترة التماس ما بين قبل الشروق و الشروق ، اللي هي منطقة الإسفار ، وقت الإسفار ، دي أفضل وقت لصلاة الصبح ، ليه؟ لأن الفترة دي بتبقى مشهودة ، مشهودة بإيه؟ بالملايكة ، ملايكة النهار بيجتمعوا ليروا ملايكة الليل و هم يُغادرون ، فالإتنين ؛ ملايكة النهار و ملايكة الليل بيجتمعوا في الفترة دي ، في نقطة التماس دي أو في زمن التماس اللي هو الإسفار ، اللي هو أفضل وقت لصلاة الصبح ، و كذلك وقت المغرب ، وقت المغرب أيضاً هي نقطة تماس زمانياً فتجتمع فيها الملائكة ، ملائكة النهار و ملائكة الليل ، فبيبقى وقت مبارك ، وقت المغرب و وقت الإسفار ، تمام؟ ، بيقى وقت مشهود ، أي مشهود بملائكة الليل و النهار .
__
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} :
(و من الليل فتهجد به نافلة لك) ربنا بيدعو أو بيَندُب النبي و المؤمنين إن هم يقيموا من الليل ما يستطيعون ، يصلوا صلاة الليل يعني ، (و من الليل فتهجد به نافلة لك) تهجد يعني إسهر و إستيقظ لصلاة الليل ، كذلك تهجد يعني نام ، فكلمة التهجد هي من معاني الأضداد ، لأن في كلمات في اللغة العربية تحتمل المعنيين ، من ضمنها : تهجد أو هَجَدَ ، هجد يعني نام ، و كذلك هجد يعني إستيقظ ، لكن هنا أتت بمعنى إيه؟ (و من الليل فتهجد به) إستيقظ به ، (نافلة لك) يعني إيه؟ زيادة ، (عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً) ببركة عملك ده و طهارة قلبك و قيام الليل و دعاءك في السحر ، ربنا هيبعثك مقام محمود ، المقام المحمود اللي هو إيه؟ إن هو يجعلك شفيع لأمتك و يجعل في أمتك أنبياء على عهدك ، يتبعون لك و يتبعون لشريعتك و يؤيدون رسالتك ، فهو ده المقام المحمود في الدنيا و الآخرة ، في الدنيا و الآخرة ، تمام؟ طيب ، شفاعة النبي ليوم القيامة بس؟؟ أنا بقول إنها موجودة في الدنيا برضو ، إزاي؟ من خلال الوسيلة ، يعني إيه الوسيلة؟ يعني أقول و بحق وجه النبي محمد ﷺ وفقني ، فإنت كده إستشفعت إلى الله و توسلت إلى الله بوجه النبي و بحق إيه؟ طهارة قلب النبي محمد ، ف دي شفاعة ، نوع من أنواع الشفاعة ، صح كده؟ ، إذاً المقام المحمود هو ربنا إداله/أعطاه الشفاعة في الدنيا و الآخرة ، و إداله/أعطاه إيه؟ ببركة ده ، أنبياء يؤيدونه إلى قيام الساعة .
__
{وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا} :
(و قل رب أدخلني مدخل صدق و أخرجني مخرج صدق) خلي بالك من المعنى الدقيق ده ، هنا ربنا بيقوله ادعوني أن يُدخلك الله في البرزخ دخول صدق ، و يُخرجك منه خروج صدق ، طيب ليه ربنا عبر عن مَدخل بكلمة مُدخل ، و المَخرج بكلمة مُخرج؟؟ مُدخل و مُخرج مبني للمجهول لأن البرزخ مجهول ، بعد الموت إيه؟ مش مجهول؟ ، طيب ، المجهول ده ربنا بيقوله إدعي إنه يكون صدق ، إن هو إيه؟ يكون فيه خير لك ، الدعاء طبعاً له و للأنبياء و لأتباعه و للمؤمنين ، فهو ربنا بيقول للنبي عشان يعلم المؤمنين ، لأن النبي قدوة ، (و قل رب أدخلني مدخل صدق) أدخلني مدخل البرزخ ، يكون إيه؟ صدق ، فيه صدق ، يعني فيه إيه؟ فيه جنة ، و فيه خير و فيه نعيم ، (و أخرجني مخرج صدق) و أخرجني من البرزخ ده إلى يوم القيامة ، مُخرج صدق ، لأن برضو يوم القيامة مجهول بالنسبة للإنسان ، فمُخرج مبني للمجهول و مُدخل مبني للمجهول ، تمام؟ ، يعني ممكن هي مبني للمجهول و هي أسماء ، هي أسماء و هي أيضاً إيه؟ أفعال مبنية للمجهول ، تحتمل إيه؟ المعنيين ، (مُدخل) الواحد يقولك إيه ، هذا مُدخل ، هنا مبني للمجهول ، و هذا مُخرج ، مبني للمجهول ، كذلك أسماء ، مُدخل هو إسم و مُخرج هو إسم ، إذاً عبر عن اللحظة دي بإسم و فعل ينتمي إيه؟ للمجهول ، عشان يبين لنا إن البرزخ ده مجهول ، و يوم القيامة مجهول ، فإحنا نستشفع بالصدق ، نستشفع بإيه؟ بالصدق ، اللي هو إيه؟ الإحسان ، اللي هو المراقبة ، صح كده؟ ، (و اجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً) انصرني يا رب ، انصرني من عندك يا رب العالمين ، ربنا هنا بيعلم هنا النبي و المؤمنين الدعاء ، يبقى هنا ربنا بيعلمهم الدعاء و بيعلمهم الصلوات المفروضات و بيعلمهم صلاة الليل و بيحفز النبي و بينشطه بالمقام المحمود ، تمام؟ الذي تحققت بوادره في الدنيا و سيتحقق بأمر الله عز و جل كامله في الآخرة . حد عنده سؤال تاني؟ .
__
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
==========================
آسيا :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق