درس القرآن و تفسير الوجه الأول من الذاريات .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة الذاريات ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة الذاريات ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :
الوقف :
ج (وقف جائز) , قلي (الوقف أفضل لكن الوصل جائز) , صلي (الوصل أفضل لكن الوقف جائز) ,
لا (ممنوع الوقف) , مـ (وقف لازم) , وقف التعانق و هو لو وقفتَ عند العلامة الأولى فلا تقف عند العلامة الثانية و لو وقفتَ عند الثانية لا تقف عند الأولى) .
و السكت :
علامته السين ، و هو وقف لطيف دون أخذ النفس ، مثل : من راق ، بل ران .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذه السورة العظيمة المباركة أسرار كثيرة نكشفها بقوة الله تعالى ، يقول تعالى في سورة الذاريات :
{بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية مُنزَلة من رب العالمين .
_____
يُقسم تعالى فيقول :
(وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا) ، (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ¤ فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا ¤ فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ¤ فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا) ، (الذاريات) لها معاني كثيرة ، نذكر منها : الذاريات : الرياح التي تذرو حبوب اللقاح في الأرجاء فيتقدر إيه رزق؟ رزق الله سبحانه و تعالى بتلقيح النباتات و ظهور الثمار ، (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا) أي الرياح التي تذرو حبوب اللقاح .
(فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا) السحب التي تُنزل الأمطار ، تحمل الماء و الأرزاق .
(فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا) هي السفن التي تجري في البحر .
(فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا) أي الملائكة التي تُقسم الأرزاق بأمر الله ، و هي الملائكة المُصَرِفَة ، هذا هو المعنى المشهور .
هناك معنى باطن :
(وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا) أي أن السلالة البشرية كانت قد ظهرت على الأرض مَذْرُوَة ، أي في جميع أصقاع الأرض مَذْرُوَة ، منتشرة ، من ذَرْ يذرو ، نشر ، و كذلك (الذاريات) هي النساء الحوامل ، الأنثى التي تحمل و تُعطي ذرية تُسمى ذاريات ، من الذرية ، و فيه إشارة باطنية إلى ان أصل الخِلقة كانت من الأنثى ، و أن الرجل و الذكر تحور و تشكل طوراً بعد طور من الأنثى ، و أن الإناث في بداية الخِلقة أو في طور من أطوار الخِلقة كُنَّ يحملن حملاً ذاتياً كما نراه في كثير من الحيوانات ، و لكن إستقر ، و إستقرت الخِلقة في النهاية على ما هو عليه الآن في العالم و هو معروف ، إذاً (وَالذَّارِيَاتِ) أي النساء الحوامل ، و كذلك (وَالذَّارِيَاتِ) أي الرياح التي تذرو حبوب اللقاح ، (وَالذَّارِيَاتِ) أي من الذرية المنتشرة في الأرض مرة واحدة ، و هو ما أكدته نظرية التطور ، (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا) أي انتشاراً ، (فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا) المرأة الحامل تحمل وِقراً ، و الوِقر هو الثِقَل أو الثِقْل و الحِمل ، الوِقر هو إيه؟ الثقل و الحِمل ، يُقال إيه؟ وِقر جمل أي حِمل جمل ، وِقر ثقل ، هكذا هو الحَمل هو ثِقلٌ في باطن أو في بطن المرأة ، في رحمها ، (فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا) (الجاريات) تطور الخِلقة ، تطور الجنين يتيسر بأمر الله عز و جل ، فتتيسر المقادير بأمر الله ، (فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا) ربنا بيُقسم الأرزاق لذلك الجنين ، إذاً هذه الكلمات لها معانٍ كثيرة و كلها مقبولة لأن القرآن سبعة أبطن ، و سبعة أي للكثرة و ليس لتحديد العدد فقط ، سبعة ، كلمة سبعة في القرآن معناها الكثرة .
_____
{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ} :
تأكيد (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ) يؤكد سبحانه و تعالى أن وعوده صادقة .
_____
{وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} :
(وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ) أي يوم الدينونة و يوم الإدانة واقع ، ما معنى الدِين أي الإدانة ، دِين إدانة ، أي محاسبة ، يوم الدين ؛ يوم المحاسبة ، كل إنسان له دِينه يعني له حسابه و محاسبته لنفسه و محاسبة الله له ، فهذا هو معنى دِين ، دِين أي محاسبة و حساب عليك ، دِين ، و كذلك دَين أي عليك حساب ، منه أُشتق الدَين من دِين ، (وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ) أي يوم الجزاء واقع اللي /الذي هو يوم القيامة الكبرى .
_____
{وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ} :
ربنا بقى أقسم قسم عظيم في إيه؟ في الآية التالية و قال : (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ)(ذات الحُبُك) يعني منتظمة ليس فيها خلل ، مترابطة بشبكة جاذبية ، لما تيجي تشوف دلوقتي على الإنترنت تجد الكواكب و النجوم و المجرات كلها مرتبطة بشكبة واحدة منحنية كده ، شبكة منحنية ما بين الكواكب و المجرات ، هي دي الحُبُك بقى اللي ربنا كان بيقول بها ، بيقول عليها في القرآن ، هي دي ، (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ) هي دي الشبكة ، شبكة الإيه؟ الجاذبية ما بين المجرات و الكواكب و النجوم ، هي الشبكة دي اللي بتمسك السماوات و بتمسك الكون ، و دي قانون إلهي ، هو ده بقى الحُبُك ، من حَبك ، ربط ، تنظيم و تنسيق و إحكام ، كل ده من معاني حُبُك ، زمان كانوا بيقولوا إيه؟ لو واحد هدومه/ثيابه متلخبطة/ليست مرتبة ، يقول لك إيه؟ أنا عاوز أَحبُك هدومي/ثيابي ، أحبُكها ، و دايماً الكلمة دي كانت موجودة أو موجودة في روايات نجيب محفوظ ، يقول لك إيه؟ أَحبُك هدومي أو أَحبُك ملابسي ، أَحبُك ، أَحبُك يعني أُنَسق و أضبط و أحكم ، (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ) أي ذات الإيه؟ التنسيق و الثبات ، و الحُبُك هي الشبكة التي نراها في عالم الفيزياء ، شبكة وهمية طبعاً لكن إيه؟ العلماء بيتخيلوها من خلال برامج الحاسوب .
_____
{إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ} :
(إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ) يا كفار قريش أنتم الآن في محضر قول مختلف عن دينكم الفاسد ، عن أوثانكم ، إيه هو القول المختلف؟ التوحيد ، النبي ، دعوة النبي ، دائماً النبي يأتي بقول مختلف عن كفر قومه ، و الواقع أن دعوة النبي هي ثابتة ، لأن كل الأنبياء يأتون بالتوحيد و يأتون بالإسلام ، فرسالتهم واحدة لكنها بالنسبة للكفار قول مختلف ، و بالتالي هم مختلفون متنازعون في شأن تلك الدعوى و في شأن تلك الدعوة ، دعوى و دعوة ، بالألف المقصورة و بالتاء المربوطة ، كل كلمة لها معنى ، دعوى يعني إدعاء ، إدعاء النبوي ، الإدعاء النبوي ، دعوة أي إيه؟ تفصيلات الدعوة بقى ، من شريعة و أخلاق و هكذا .
_____
{يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} :
(إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ ¤ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) يعني يُصرَف عنهم من صَرَفَ إيه؟ نفسه عنها نتيجة خبث نفسه ، يؤفك أي يُصرِف عن ذلك القول الحق من أُفِك ، أي من إيه؟ جعل نفسه تمتليء بالإفك و الكذب فتنصرف تلقائياً عن النور و التوحيد ، هذا معنى( يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) ، و يُقال أن هذا الإنسان أُفَيكَة كذاب ، أُفَيكة أي صاحب إيه؟ إفتراء و كذب و العياذ بالله .
_____
{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} :
بعد كده ربنا بيقول إيه : (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) يعني جاءهم الموت و جزاءهم الموت عند الله عز و جل ، الموت الروحي و المادي طبعاً ، (الْخَرَّاصُونَ) هم الكهنة و السحرة ، اللي هم كانوا وقت النبي ﷺ ، كان في كثير من الكهان و السحرة ، (الْخَرَّاصُونَ) الكذابون .
_____
{الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ} :
(الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ) (في غمرة) يعني في غفلة ، (سَاهُونَ) أي غير ملتفتين للتوحيد ، في حالة من الغَمرة و السهو .
_____
{يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} :
(يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ) يسألون إستهزاءً : إمتى/متى بقى هيكون يوم الجزاء اللي بتقول عليه يا محمد ، (يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ) متى هو يوم الجزاء و الدينونة ، من باب الإستهزاء .
_____
{يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} :
ربنا بيرد عليهم بيقول لهم إيه بقى؟ : (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) أي يوم هم على النار يُعذبون ، أي في النار ، نار جهنم يُعذبون .
_____
{ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} :
(ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ) يعني ذوقوا أعمالكم التي أدت بكم إلى ذلك العذاب ، لأن الجزاء من جنس العمل ، (هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) هو ده بقى اللي كنتو/كنتم تستهزئوا به و بتقولوا : (يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ) ، هو ده بقى الإيه؟ اليوم اللي كنتم بتستعجلوا حضوره إستهزاءً ، أهو جييه/قد أتى ، أهو اليوم ده جيه/أتى ، قابلوا و لاقوا أعمالكم و فتنتكم التي فتنتموها في الدنيا و صرفتم بها الناس عن نبي الزمان .
_____
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} :
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) إن المتقين الذين يجعلون بينهم و بين عذاب الله و غضب الله وقاية ، في جنات ، في جنات متتاليات ، و عيون أي مصادر للمياه النقية العذبة .
_____
{آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ} :
(آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ) بياخذوا الوعد اللي ربنا وعدهم به ، (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ) قبل كده في الدنيا كانوا إيه؟ مُحسنين ، عندهم درجة الإحسان اللي /الذي هو الذِبح العظيم ، اللي هو شرط الخلود التام و الأبدي في الجنات المتتاليات مفتحة لهم الأبواب ، يعبرون الأبواب ، كل حقبة يعبرون إلى جنة ، إلى أبد الأبدين ، الشرط الإحسان ، اللي هو الذِبح العظيم ، اللي هو المراقبة ، اللي هو أنك تعبد الله كأنك تراه .
_____
{كَانُوا قَلِيلا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} :
(كَانُوا قَلِيلا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) من صفاتهم إيه؟ إنهم بيقوموا الليل و بيستغفروا بالليل ، (كَانُوا قَلِيلا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) قليل ما يغفلون ، ينامون يعني ، الهجع اللي هو إيه؟ النوم الخفيف ، اللي هو إحنا/نحن في لغة المصريين بنقول عليها إيه؟ يعَسِّل ، يِعَسِّل شوية كده/قليلا هكذا ، يعني إيه؟ يغفو شوية/قليلاً كده ، لا هو اللي نايم و لا هو اللي صاحي/مستيقظ ، (كَانُوا قَلِيلا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) يعني إيه؟ مستيقظين ، متنبهين في قيام الليل .
_____
{وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} :
(وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) يعني في الثلث الأخير من الليل يكثرون من الإستغفار ، هو ده معناه الأسحار ، السَّحَر هو الثلث الأخير .
_____
{وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} :
(وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) يعني بيخرجوا الصدقات و الزكاوات و يعطفوا على الفقراء و المساكين ، (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ) يعني يعطوا الذي بيسأل العَطِية ، و كذلك لا يغفلون عن إيه؟ العفيف اللي هو سُمي بالمحروم ، أنه إيه؟ حُرِمَ السؤال من شدة تعففه ، (تحسبهم أغنياء من التعفف) ، (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) .
_____
{وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ} :
(وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ) في الأرض للذي يتدبر و يتذكر آيات و معجزات لمن أراد اليقين .
_____
{وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} :
(وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) أي في خِلقتكم آيات و يعرف ذلك إيه؟ طلبة الطب ، طلبة الكليات الطبية هم اللي يفهموا الكلام ده ، (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) .
_____
{وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} :
(وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) في السماء أي في أقدار الله و في الغيب مكتوبٌ أرزاقكم ، (وَمَا تُوعَدُونَ) ما/الذي تؤتون نتيجة أعمالكم .
_____
{فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} :
(فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ) ربنا بيُقسم بذاته رب السماوات و الأرض ، (إِنَّهُ لَحَقٌّ) يعني اليوم الآخر حق و الحساب حق و النبيون حق و الملائكة حق ، (فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ) كما أنك تنطق و تستطيع أن تُمَيز أنك تتكلم الآن و على يقين من أنك تتكلم ، فيجب أن تكون على يقين من أن كل ما وعد الله به هو حق .
_____
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} :
بعد كده ربنا بيُعرِّج على قصة نأخذ منها العِبرة ، فيقول :(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) يا محمد هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ، ضيوف أتوا إلى إبراهيم فأكرمهم إبراهيم .
_____
{إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ} :
(إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا) سَلموا عليه ، قالوا : السلام عليكم ، (قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ) يعني قال : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، أنتم قوم غير معروفين عندنا ، ماشوفتكمش/لم أراكم قبل كده يعني ، ده المعنى ، (قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ) .
_____
{فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ} :
(فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ) مباشرةً كده ، (فراغ) يعني ذهب مسرعاً ، (إِلَى أَهْلِهِ) إلى زوجه ، (فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) عجل سمين إيه؟ مشوي قَدَمَهُ لضيوفه .
_____
{فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ} :
(فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ) قَرَّبَهُ منهم في مجلسهم ، (قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ) مش هتاكلوا بقى/ألن تأكلوا؟؟ ، لكنهم ماكلوش و مامدوش إيدهم/لم يأكلوا و لم يمدوا أيديهم ، فكان من عادة إيه الأقوام و القبائل ، إن الضيف أو الشخص الذي لا يأكل طعامك ده تستريب منه ، يبقى كده ينوي بك شر ، لكن إذا أكل طعامك يبقى إنت كده إيه أمنت منه و هو إيه؟ أصبح إيه؟ آمن .
_____
{فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} :
(فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً) يعني أخفى في نفسه خوف منهم ، أخفى و أَسَرَّ في نفسه خوف من أولائك إيه؟ الضيوف ، (قَالُوا لا تَخَفْ) قالوا له ماتخفش ، لا تخف ، (وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) هنا بقى عرف إن هم رسل من الله ، ملائكة متمثلين على هيئة بشر رجال ، قالوا له ماتخفش و إدوله/أعطوه إيه؟ بُشرى ، إيه؟ فيه/هناك غلام هيجيلك/سترزق به من صُلبك ، مع إن إبراهيم ساعتها كان عنده ١٠٠ سنة ، مية/مئة ، و مراته/زوجته سارة كان عندها ٩٩ ، و لكن الله سبحانه و تعالى قادر على كل شيء ، هناك نوادر تحدث و الله يستطيع أن يُمضيها آيةً و إعجازاً .
_____
{فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} :
(فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ) خلي بالك ، سارة بقى جت/أتت لما سمعت الخبر ، أقبلت في صَرَّة ، صَرَّة هنا لها ثلاث معاني : صَرَّة يعني ممكن ضجة ، صرير ، من الصرير يعني ضجة ، و كذلك صَرَّة : في إبتلاء شديد يعني و في شدة و في كَرب ، معنى صَرَّة أيضاً إبتلاء و شدة و كرب و خوف و إضطراب ، و كذلك صَرَّة أي التي يوضع فيها إيه؟ المال ، يعني ربنا شَبَّهَ الرحم بالصَّرَّة اللي فيها تمرة ، و إسحاق ده كان في رحم أمه اللي هو كالصَّرَّة ، كالتمرة ، هو كان موجود في بطن أمه ، في الرحم ، لكن هي ماكنتش/لم تكن تعرف ، و الملايكة جات/أتت و بَشرت إبراهيم و سارة ، ده معنى (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ) ، (فَصَكَّتْ وَجْهَهَا) من التعجب يعني ، عملت كده ، (فَصَكَّتْ وَجْهَهَا) يعني ضربت وجهها كده بلطف في إيه؟ حركة من حركات التعجب ، معقولة؟!! أبقى/أكون حامل في الوقت ده أو في السن ده ، كده يعني ، (فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) أنا إمرأة عجوز كبيرة في السن يعني و عقيم ، أنا عمري أصلاً ما إيه ، ما حملت قبل كده ، ماعمرهاش حِملت ، يعني ٩٩ سنة ، من بعد سن يعني المفروض سن الزواج لغاية الوقت اللي بَشر الملائكة إبراهيم و زوجه بإسحاق -عليه السلام- ، عمرها ما حملت أصلاً ، فإزاي/كيف تحمل و هي عندها ٩٩ سنة ، ف دي آية من آيات الله ، (وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) أي عنده علم و وحي من الله تعالى .
_____
{قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} :
(فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ¤ قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ) ربنا قال يبقى يتنفذ ، (إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) ربنا أصل الحكمة ، العليم أصل العلم ، فأعطى إسحاق من الحكمة و العلم ، و هكذا يُعطي كل الأنبياء من الحكمة و العلم .
_____
{قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ} :
بعد كده إبراهيم كلمهم بقى إيه؟ عن خط سيرهم : (قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ) إيه حكايتكم ، إيه الأمر العظيم اللي إنتو/أنتم أتيتم من أجله بعد هذه البُشرى .
_____
{قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ} :
(قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ) ربنا أرسلنا إلى قوم لوط المجرمين الخبيثين الذين مسخوا فطرتهم عن الفطرة الإنسانية ، أؤلئك الشذاذ المجرمين ، علشان إيه؟ .
_____
{لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ} :
علشان إيه؟ (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ) عذاب ، (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً) أي عذاب مِّن طِين ، و هنا كلمة طين فيها سر ، ربنا خلق الإنسان من إيه؟ من طين ، و خلق الجن من إيه؟ من نار ، فربنا عاوز يرجعهم أو يعاقبهم علشان الناس ترجع للخِلقَة ، للفطرة الأصلية ، اللي هي فطرة الطين ، اللي هي الطاعة ، الطين يعني الطاعة ، (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ) يعني عقاب من مخزن الطاعة عشان العقاب ده يخلي الناس تُطيع و تسمع الكلام ، ده أصل كلمة و سر كلمة طين في هذه الآية ، (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ) يعني حجارة تؤدي بهم إلى الطاعة و تؤدي لمن عرف قصتهم إلى الطاعة و الإمتثال ، أي أن الطين إيه؟ يتشكل في القوالب و مطيع أما النار فتشيط و هوجاء لا تسمع و لا تُطيع .
_____
{مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ} :
(لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ ¤ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ) (مُسَوَّمَةً) يعني مُعَلَمَة ، موجهة ، مكتوبة عند الله ، (عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ) أي للمذنبين ، للفاسقين ، للعصاة الذين خالفوا أمر الأنبياء ، طبعاً لوط -عليه السلام- هو قريب من أقارب إبراهيم -عليه السلام- .
_____
{فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} :
(فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) قوم لوط خرجوا اللي هم إيه؟ المؤمنين بس/فقط ، المؤمنين ب لوط ، خرجوا من القرية ، (فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) .
_____
{فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ} :
(فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ) اللي هو بيت لوط -عليه السلام- ، هؤلاء كانوا مسلمين أي مُسَلِمين أمرهم لله عز و جل و موحدين .
_____
{وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} :
(وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ) آآه ، مكان القرى اللي أُرسل فيها لوط -عليه السلام- موجود و معروف في غور الأردن ، هو مكان عذاب و العياذ بالله ، شاهدٌ على عذاب تلك القرى التي خالفت فطرة الإسلام و فطرة الإنسان و هي الفطرة الطينية أي الممتثلة المطيعة ، فكان عقابهم من جنس ذنبهم ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق