صلوات الجمعات من كلام الله و الرسول و المهدي و يوسف بن المسيح .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
يوشع بن نون :
صلاة الجمعة 2023/12/15
///////////////////////////////
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/12/15
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام بلال اليوسفيين مروان برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب مكتوب احمد ، يقول الامام المهدي الحبيب : فاعلموا أيها المكذّبون الغالون، أن صدقنا سيُشرِق كذُكاءٍ في الضياء، وزُوركم يفشو إلى ضواحي الزوراء، أتمنعون ما أراد الله ذو العزة والعلاء؟ أيبلغ مكركم إلى ذُرى السماء؟ فكيدوا كل كيد كان عندكم ولا تُمهِلونِ في الإيذاء، ثم انظروا إلى نصرة رب العالمين.
يا حسرة على علماء هذا الزمان! ما بقي فيهم نور فراسة وغاضَ دَرُّ الإمعان، سمَّعْناهم فلا يسمعون، وقرَيناهم فلا يقبَلون، ولا يقرأون كتبي إلا كارهين، ويفرّون منا مستنفرين.
ثم أنتم تعلمون يا أولي الألباب، أن قوم يونس عُصموا من العذاب، مع أنه لم يكن شرط التوبة في نبأ الله رب الأرباب، ولأجل ذلك ذهب يونس مغاضبا من حضرة الكبرياء، وتاهَ في فلوات الابتلاء، ولذلك سماه الله يُونس لأنه أُوْنِسَ بعد الإبلاس، وفاز بعد اليأس، وما أضاعه أرحم الراحمين. فلا شك أن البلاء كله ورَد عليه لعدم الشرط في نبأ الرحمن، ولو كان شرط يعلمه لما فرّ كالغضبان، ولما تاه كالمبهوتين. ولما ترك يونس بسوء فهمه الاستقامةَ والاستقلال، وتحرّى الجلاء والانتقال، أدخله الله في بطن الحوت، ثم نبذه الحوت في عَراء السُّبْرُوت، ورأى كلَّ ذلك بما أعلنَ ضجرَ قلبه بالحركة من المقام، وفارقَ مقرَّه من غير إذن الله العلام، وفعَل فِعل المستعجلين. وإدخاله في بطن الحوت كان إشارة إلى مُحاوتةٍ صَدَرَ منه كالمبهوت، وكذلك سماه الله ذا النون، بما ظهر منه حِدّةٌ ونُونٌ، بالغضب المكنون، ولا يليق لأحد أن يغضب على رب العالمين.ولا يليق لأحد أن يغضب على رب العالمين.
فالحاصل أن قصة يونس في كلام الله القدير، دليل على أنه قد يؤخَّر عذاب الله من غير شرط يوجب حكم التأخير، كما أُخِّرَ في نبأ يونس بعد التشهير، فكيف في نبأ يوجد فيه شرط الرجوع؟ فكيف في نبأ يوجد فيه شرط الرجوع؟ ففكِّر بالخضوع والخشوع، ولا تنسَ حظك من التقوى والدين. وإن قصة يونس موجودة في القرآن والكتب السابقة والأحاديث النبوية، وليس هناك ذكرُ شرط مع ذكر العقوبة، وإن لم تقبَل فعليك أن تُرينا شرطا في تلك القصة، فلا تكنْ كالأعمى مع وجود البصارة. واعلم أن الشرط لم يكن أصلا في القصة المذكورة، ولأجل ذلك ابتُلِيَ يونس وصار من الملومين، ونزلت عليه الهموم، وأخذه الضجرُ المذموم، حتى استشرفَ به التلَفُ، ونسِي كلَّ بلاء سلَف، وظنّ أنه من المُفتَنين. فما كان سبب افتنانه إلا أنه استيقن أن العذاب قطعيٌّ لا يُرَدّ، وأنه سيقع في الميعاد كما يودّ، فانقضى الميعاد وما استَنْشى من العذاب ريحًا، وما استغشى لباسا مريحا، فأضجرَه هذا الادّكار، واستهوتْه الأفكار، وكان رأَى القومَ غالين في المِراء، ومُنْبرين بالإباء، فحسِب أنه من المغلوبين. فقال لن أرجع إليهم كذّابًا ولن أسمع لعن الأشرار، وما رأى طريقا يختاره، فألقى نفسه في البحر الزخّار، فتداركَه رحمُ ربّه والتقمَه الحوت بحكم الله الجبّار، ورأى ما رأى بقلب حزين. فمن المعلوم أنه لو كان شرط في نزول العذاب، لما اضطر يونس إلى هذا الاضطراب، وما فر كالمتندمين. أما تقرأ كتب الأولين وقول خاتم النبيين؟ أتجد فيها أثرا من الشرط؟ فأَخْرِجْ لنا إن كنت من الصادقين.
فالآن ما رأيك في أنباء قُيِّدتْ بشرط الرجوع والتوبة؟ أليس بواجب أن يرعى الله شروطه بالفضل والرحمة؟ وقد قرأنا عليك تفاصيل هذه القصة، وفتحنا عليكم أبواب المعرفة واليقين. فما لكم لا ترون الحق بنور الفراسة؟ وتسقُطون كالأَذِبّة على النجاسة، وتُعرِضون عن الشهد والقَنْد، وتسعون إلى عَذِرَة الفِرْية والفَند، ولا تبتغون لذاذة الطيبات، وتموتون للخبيثات، وطِبْتم نفسًا بإلغاء الحق والدين، ونبذتم حُكم ديّانٍ غمَرتْ مواهبُه العالمين.
بِوحشِ البَـرِّ يُرجَى الاِئتلافُ
وكيـف الاِئتـلاف بمن يَعافُ
قـرَينا المعـرِضين بطـيّـباتٍ
فردُّوا ما قـرَيناهـمْ وعـافُوا
بحُمْـقٍ يحسَبون الـدَّرَّ ضَـرًّا
وأجـيافُ الفساد لهمْ جُوافُ
فمـا أردَى العِـدا إلا إبـاءٌ
فمـا أردَى العِـدا إلا إبـاءٌ
وظنُّ السَّوء فـينا واعْـتسافُ
كلابُ الحـيِّ قد نبحوا علينا
ولا يَدْرُون حِقـدًا ما العَفافُ
وقد صِرنا حُـدَيَّا الناسِ طُـرًّا
وبرهـاني لِـمُـرّاني ثِقـافُ
أرَى ذُلاً بسُـبْلِ الحـقّ عِـزًّا
ووَهْـدِي في رِضا المولى شِعافُ
وإنّ الله لا يُـخـزِيـنِ أبـدًا
أنا البـازي المُوقَّـرُ لا الغُدافُ
وإنّ الله لا يُـخـزِيـنِ أبـدًا
أنا البـازي المُوقَّـرُ لا الغُدافُ
فمـا للعـالمين نسُوا مقـامي
قلوبٌ في صـدورٍ أو وِحـافُ
وقاموا كالسِّباع لهتكِ عِرضي
وما بقِي الوِفـاق ولا الوِلافُ
ولا يدرون ما حـالي وقـالي
فإن مقـامـنا قصـرٌ نِيـافُ
تراهـم مفـسدين مكذِّبـينا
وسِيـرتهم عُـنودٌ وانْـتِسافُ
فمِن كفـرانهم ظهَـر البلايا
فمِن كفـرانهم ظهَـر البلايا
وقحـطٌ ثم ذَأْفٌ وانجِـعافُ
وإنّ المُـلك أجدبَ مَـعْ وباءٍ
ويُرجى بعـده سَبـعٌ عِجافُ
إذا مـا جاء أمـرُ الله مَقـتًا
فلا أعـنابَ فيه ولا السُّلافُ
وهـذا كله مِـن سوء عمـلٍ
وبِرٍّ ضيَّـعوه ومـا تَـلافُوا
فتـوبوا أيها الغـالون توبـوا
فتـوبوا أيها الغـالون توبـوا
وأَرْضُـوا ربَّكم تَوْبًا وصافُوا
وخـافَ اللهَ أهـلُ العلم لكنْ
غَـوِيٌّ في "البطالة" لا يخافُ
له شِـيَمٌ كأنّ البِـيشَ فـيها
ومَعْـهَا عُجْـبُه سمٌّ زُعـافُ
له شِـيَمٌ كأنّ البِـيشَ فـيها
ومَعْـهَا عُجْـبُه سمٌّ زُعـافُ
لـه عنـد اللُـبانة كلُّ مَـيلٍ
وتلبـيةٌ بطَـوعٍ والطـوافُ
ولـما حـازَ مطلـبَه وأَقْـنَى
فبارَى كالعِـدا وبدا الخِلافُ
على الإسلام هـذا الرجل رُزْءٌ
على الإسلام هـذا الرجل رُزْءٌ
ومقـصده فساد وَازْدِهـافُ
يقول الامام المهدي الحبيب : ثم من اعتراضات العلماء وشبهاتهم التي أشاعوها في الجهلاء، أنهم قالوا إن هذا الرجل لا يعلم شيئا من العربية، بل لا حظَّ له من الفارسية، فضلا مِن دَخْلِه في أساليب هذه اللهجة، ومع ذلك مدحوا أنفسهم وقالوا إنا نحن من العلماء المتبحرين. وقالوا إنه كلّ ما كتب في اللسان العربية، من العبارات المحبَّرة، والقصائد المبتكَرة، فليس خاطِرُه أبا عُذْرها، ولا قريحته صدفَ لآليها ودُررِها، بل ألّفها رجل من الشاميين، وأخذ عليه كثيرا من المال كالمستأجرين، فليكتُبْ الآن بعد ذهابه إن كان من الصادقين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب :فيا حسرة عليهم! فيا حسرة عليهم! إنهم لا يستيقظون من نعاس الارتياب، ولا يسرحون النواظر في نواضر الصدق والصواب، ولا يسرحون النواظر في نواضر الصدق والصواب، ولا ينتهجون مهجّة المنصفين. وتركوا الله لأَشاوِي حقيرة، وأهواء صغيرة، فإلامَ يعيشون كالمتنعمين؟ يُصَأْصِئون كما يصأصأ الجَرْوُ ولا يستبصرون، ويضاهي بعضهم بعضا في الجهل فهم متشابهون. وإذا قيل لهم تعالوا إلى حقٍّ ظهَر، وقمرٍ بهَر، فتشمئزّ قلوبهم ويهربون مستنفرين. أولئك الذين هتك الله أسرارهم، وكدّر أنظارهم، فتراهم كالعَمِين. يريدون أن يفسدوا في الأرض عند إصلاحها وجزَّءُوا الأمانة والدين. أتنفعهم أقوالهم إذا سئل ما أفعالهم، أو يفيدهم إفنادهم إذا ظهر فسادهم، أو يُبرَّؤون مع كونهم من الفاسقين؟ لا يتّقون عالِمَ سريرتِهم، لا يتّقون عالِمَ سريرتِهم، ولا ينتهون عن صغيرتهم ولا كبيرتهم، ويعثُون في الأرض معتدين. يتركون أوامر الله ولا يكترثون، ويتبعون زهوهم ولا يبالون، ويسعون إلى السيئات ولا ينتهون. أيظنون أنهم يُتركون في الدنيا ولذّاتها، ولا يُقادون إلى الحاقّة ومجازاتها، ولا يُؤخذون كالمفسدين؟ أيحسبون أنهم ليسوا بمَرْأَى رقيبِهم، أيحسبون أنهم ليسوا بمَرْأَى رقيبِهم، ولا بمشهد حسيبهم؟ ألا يعلم الله ما يجترحون كالخائنين؟
يلِجون غابة الشيطان، ويذَرون حديقة الرحمن، ويمرّون بالحق مستهزئين. وإذا قيل لهم اقبَلوا الحق كما قبِل العلماء وأْتُوني كما أتى الأتقياء، صعّروا خدودهم كالمستكبرين. وقالوا لولا ألَّف بعدَ الشاميِّ كتابا، إنْ كان صادقا لا كذّابا، فليأتِنا الآن بكتاب بعده إن كان من المؤلّفين.
فجئنا الآن لنؤتيهم نظيرها، بل كبيرها، والله موهن كيد الكاذبين. وقد ألفنا هذه الرسالة، ورتّبناها كما رتّبنا الرسائل السابقة، لندحض حجّتهم، ونقطع أُرُومتَهم، ونمزّق مَعاذير المبطلين. وإن هذا منّي في العربية كآخر الكتب، وأودعتها مِن مُلح الأدب، والأشعار النُخب، ليكون صاتًّا لدفعِ صخب الصاخبين، ولنهدم دار المفترين من بنيانها، وندوس جيفة وجودهم في مكانها، ولنلطم على وجوه المجترئين.
وإن كمالي في اللسان العربي، مع قلة جهدي وقصور طلبي، آيةٌ واضحة من ربي، ليُظهِر على الناس علمي وأدبي، فهل مِن مُعارِض في جموع المخالفين؟ وإني مع ذلك عُلِّمتُ أربعين ألفًا من اللغات العربية، وأُعطيتُ بسطةً كاملة في العلوم الأدبية، مع اعتلالي في أكثر الأوقات وقلّة الفترات، وهذا فضل ربي أنه جعلني أبرَعَ مِن بني الفُرات، وهذا فضل ربي أنه جعلني أبرَعَ مِن بني الفُرات، ((( يقصد اي اهل اللغة العربية واهل العراق والساكنين بجوار نهر الفرات ، وكذلك يقصد الوزراء العباسيين الاربعة ابو الحسن علي ، وعبد الله جعفر ، وابو عيسى ابراهيم ووالدهم محمد ابن موسى ابن حسن ابن الفرات ))) يقول الامام المهدي الحبيب: وهذا فضل ربي أنه جعلني أبرَعَ مِن بني الفُرات ، وجعلني أعذبَ بيانًا من الماء الفُرات. وكما جعلني من الهادين المهديين، جعلني أفصح المتكلمين. فكمْ مِن مُلح أُعطيتُها، وكم من عذراءَ عُلِّمتُها! فمن كان مِن لُسْنِ العلماء، وحوَى حُسْنَ البيان كالأدباء، فإني أستعرضه لو كان من المعارضين المنكرين.
وقد فُقْتُ في النظم والنثر، وأُعطيتُ فيها نورا كضوء الفجر، وما هذا فِعْلَ العبد، إنْ هذا إلا آية رب العالمين. ((( وفي قوله عليه الصلاة والسلام : " وكم من عذراء علمتها " اي كم من فكرة اوتيتها لم يأتي بها قبلي ، لم يأتي بها من كان قبلي ، عذراء اي جديدة لم يتطرق اليها احد قبلي ))) يقول الامام المهدي الحبيب:وقد فُقْتُ في النظم والنثر، وأُعطيتُ فيها نورا كضوء الفجر، وما هذا فِعْلَ العبد، إنْ هذا إلا آية رب العالمين. فمن أبى بعد ذلك وانزوى، وما بارزَني وما انبرى، فقد شهِد على صدقي ولو كتم الشهادة وأخفى.
يا حسرة على الذين يذكرونني بإنكار! لِمَ لا يأتونني في مِضمار؟ يشهَقون في مكانهم كحمار، يشهَقون في مكانهم كحمار، ولا يخرجون كمُمار، إنْ هم إلا كعُودٍ ما له ثمر، أو كنخل ليس عليه تمر، ثم مع ذلك يخدعون الجاهلين. إنْ هم إلا كدارٍ خَرِبةٍ، أو جدران منقضّة. يعلّمون الناس ما لا يعمَلون، ويقولون ما لا يفعلون. خبَتْ نارهم، وتَوارى أُوارهم، وختم الله على قلوبهم، وأبادهم بعد شحوبهم، فتراهم كأموات غيرِ أحياء ساقطين.
وأقم الصلاة.
قام بلال اليوسفيين مروان باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة والقدر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (2) وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (3) لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَیۡرࣱ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرࣲ (4) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَٱلرُّوحُ فِیهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرࣲ (5) سَلَـٰمٌ هِیَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (6) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة والكوثر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ (2) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ (3) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ (4) }
///////////////////////////////
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/12/8
///////////////////////////////
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/12/8
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قامت أم المؤمنين د.مروة برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حي على الصلاة
حي على الصلاة
حي على الفلاح
حي على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; يقول الامام المهدي الحبيب في كتابه مكتوب أحمد : ثم العلماء أوسعوني سبًّا، وأوجعوني عتبًا في خَتَنِ "أحمد"((( " ختن احمد "يعني زوج بنت أحمد ، أحمد بيك ده رجل كان الله سبحانه وتعالى قد أنزل فيه نبوءة ، لأنه كان كافرا معاديا للإمام المهدي الحبيب ، فتحققت النبوءة في أحمد بيك ، والجزء الثاني كان من النبوءة عن زوج بنته اللي هو خَتن أحمد ماذا حدث ؟ هذا ما سيوضحه الإمام المهدي الحبيب)) يقول المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام : ثم العلماء أوسعوني سبًّا، وأوجعوني عتبًا في خَتَنِ "أحمد " وقالوا إنه ما مات في الميعاد كما وعد في الإلهام وأكد، وقالوا إنه ما مات في الميعاد كما وعد في الإلهام وأكد، بل نجده ببَخْتٍ أسعَدَ، وعيشٍ أرغَدَ، وما نرى أثرًا فيه من ضعف المريرة، ولا عُسْرًا في امتراء المِيرة، وإنه حيٌّ سالِمٌ إلى هذا الحين. أما الجواب ، أما الجواب فاعلم أن هذا الإلهام كان مشتملا على الشُّعبتين، شُعبة في موت "أحمد" وشعبة في خَتَنِه الذي جعله كقُرّةِ العين. فأتمَّ الله شعبة أولى في الميعاد، ومات "أحمد" كما أُخْبِرَ في إلهام رب العباد، وتلظَّى أقاربه مِن همِّ موته، وقد لاحت لك تفاصيل فوته، فلا بد لك أن تقرّ بصدق هذه الشعبة باليقين.وأما الشعبة الثانية التي تتعلق بخَتَنِه وفوته، فلا يختلج في صدرك تأخير موته، فإنه أمرٌ لا تفهمه إلا بعد الإحاطة على الواقعات، فإذا فهِمتَ فيظهر عليك خطَؤُك كالبديهيات، وتقرّ بأن الشيطان أنساك طريق الحق والحقيقة، وبَعَّدَك عن الصراط والطريقة، وأراد أن يُلحقك بالغاوين.
فالآن نقصّ عليك القصة، لتطّلع على الحقيقة وتجد منها الحصّة، ولتكون من المستبصرين. فاعلم أن زوجة "أحمد" وأقاربها كانوا من عشيرتي، وكانوا لا يتخذون في سبل الدين وَتِيرتي، بل كانوا يجترئون على السيئات وأنواع البدعات، وكانوا فيها مفرطين. فأُلْهِمتُ من الرحمن أنه معذِّبُهم لو لم يكونوا تائبين. وقال لي ربي إنهم إن لم يتوبوا ولم يرجعوا فنُنـزِل عليهم رِجْسًا من السماوات، ونجعل دارهم مملوّة من الأرامل والثيّبات، ونتوفّاهم أباتِرَ مخذولين. وإن تابوا وأصلحوا فنتوب عليهم بالرحمة، ونغيّر ما أردنا من العقوبة، فيظفرون بما يبتغون فرحين. فنصحتُ لهم إتماما للحجة، وقلت استغفِروا ربّكم ذا المغفرة. فما سمعوا كلماتي، وزادوا في معاداتى. فبدا لي أن أشيع الاشتهار في هذا الباب، لعلهم يتقون ويرجعون إلى طرق الصواب، ولعلهم يكونون من المستغفرين.
فأشعتُ الاشتهارَ، وأنا في "هُشْيَارَ"، فنبذوه وراء ظهورهم غير مبالين.((( هُشيار هذه اسم بلدة في الهند ))) يقول الامام المهدي الحبيب : وكان ذلك أول الاشتهارات في هذه المقدّمة، والبواقي التي أُشيعتْ بعدها فهي لها كالأنباء المفصّلة المصرّحة، وكالتفصيل للعبارات المُجْملة السابقة. وأنت تعلم أن وعيد ذلك الاشتهار كان مشروطا بشرط التوبة، لا كالعقوبة القطعية الواجبة النازلة من غير المُهْلة. وإن شئت فاقرأْ اشتهارا مني طُبع في "غوضف" من السنوات المسيحية، لِغَضْفِ كبرِ هذه الفئة الباغية. فلما لم ينتهوا بهذا الاشتهار، ولم يتركوا طريق التبار، فكشف الله علي أمورا لتلك الفئة، وأنا بين النوم واليقظة، وكان هذا الكشف تفصيل ذلك الإلهام في المرة الثانية.
وبيانه أني كنت أريد أن أرقُد، فإذا تمثّلتْ لي أمُّ زوجة "أحمد"، ورأيتها في شأنٍ أحزَنَني وأرجَدَ، وهو أني وجدتُها في فزع شديد عند التلاقي، وعبراتها يتحدرن من المآقي، فقلت: أيتها المرأة توبي توبي فإن البلاء على عَقِبِكِ.. أي على بنتِك وبنتِ بنتك. ثم تنَزّلتُ من هذا المقام، وفهِمتُ من ربي أنه تفصيل الإلهام السابق من الله العلام، وأُلقِيَ في قلبي في معنى العَقِب من الديّان أن المراد ههنا بنتها وبنت بنتها لا أحدٌ من الصبيان، ونُفِثَ في رُوعي أن البلاء بلاءانِ، بلاء على بنتها وبلاء على بنت البنت من الرحمن، وأنهما متشابهان من الله أحكم الحاكمين.
(( يقول الامام المهدي الحبيب في الحاشية : قد سمع مني هذا الكشف بمقام "هوشياربور" قبل موت "أحمد"، بل قبل إشاعة واقعاتٍ كلّها، رجلٌ مِن وُلْدِ شيخ صالح غزنوي، وكما نعلم كان هذا الرجل ابن تقي، ونسيت اليوم اسمه، وأعرف وجهه، لعل اسمه عبد الرحيم أو عبد الواحد على اختلاف انتقال الخيال، وأظن أنه لا ينكره عند السؤال، والله يعلم ما في البال، وهو أعلم ما في صدور العالمين. ومعه أشهاد آخرون كانوا هناك حاضرين، وأظن أن أحدا منهم كان بابو إلهي بخش أكونتنت الملتاني، ومحمد يعقوب أخ الحافظ محمد يوسف، ومعه محمد يوسف وكثير من المسلمين. وعفا الله عني إن كنت أخطأت في ذكر أحد منهم، فإني لست أحصيهم باليقين، وقد مضى على هذا إحدى عشرة من السنين. ))
((( يتبين من الحاشية ان الامام المهدي الحبيب شديد الصدق ، شديد الصفاء ، ظاهره كباطنه ، نقي الفطرة يريد أن يوصل للناس حقيقة الله )))
يقول الامام المهدي الحبيب : وإذا رجعتُ لتفتيش لفظ العَقِب إلى اللغات العربية، فإذا فراستي صحيحة مطابقة بالمعاني المرويّة، فشكرتُ الله مؤيّد الملهَمين.
فالحاصل أن الله صرّح في هذا الكشف ما أراد من نوع التخويف والإنذار، وأشار إلى أن الآفة على زوج "أحمد" وبنتها من الله القهار. ومع ذلك حثّ على التوبة والاستغفار، وأومأَ به أن العذاب يؤخَّر بالتضرع والرجوع إلى الغفار، ولا يحل الغضب إلا عند الإباء، والاجتراء والاعتداء، ومن تاب واستغفر فله حظ من رحمة حضرة الكبرياء، ولا يأخذه عذاب مهين، إلا بعد العود إلى سير الفاسقين. فأشعتُ هذا الكشف بالاشتهار، كما أشعت إلهامي قبله لهداية الأحرار. ثم إذا مضى عليه ملِيٌّ من الزمان، أُلْهِمتُ فيهم مرة ثالثة من الله الديّان، وتجلّى هذا الإلهام كالنور في الظهور، ورفع الحجب كلها من السرّ المستور، وكان هذا شرحا مبسوطا للإلهامات السابقة، وتفصيلا للكَلِم المجمَلة الكشفية، وبيانا واضحا للسامعين.
وبيانه أن الله خاطبني في عشيرتي المعتدين، وقال: "كذّبوا بآياتي وكانوا بها مستهزئين، فسيكفيكَهم اللهُ ويردّها إليك، لا تبديلَ لكلمات الله، إن ربّك فعّالٌ لما يريد. فأشار في لفظ "فسيكفيكَهم اللهُ" إلى أنه يرُدّ بنتَ "أحمد" إليّ بعد إهلاك المانعين. وكان أصل المقصود الإهلاك، وتعلم أنه هو المَلاك، وأما تزويجها إياي بعد إهلاك الهالكين والهالكات، فهو لإعظام الآية في عين المخلوقات بإدراج المشكلات المعضلات، أو لِحِكَمٍ أخرى من عالم المغيبات، أو لرحمٍ على المصابين والمصابات، فإنه يضع المرهم بعد الجرح، ويعطي الفرح بعد الترح، ولا يريد أن يجيح عباده المستضعفين. ومَن أزيدُ منه جُودا ورحما؟ وهو أرحم الراحمين.
وإني أجد إشارة في الاشتهار الأول في هذا الباب، من الله الراحم الوهاب، فإنه قفّى بذكر رحمته بعد ذكر عقوبات نازلة على هذه الفئة، وبعد ذكر أراملهم ومصائبهم المتفرقة، فخاطبني بنهجٍ كأنه يشير إلى الرحم عليهم في الأيام الآتية، فقال: "يباركك الله ببركات مستكثرة، ويُعمَر بك بيتٌ مخرَّبٌ، ويُملأُ بك مِن بركات دارٌ مخوّفةٌ". فهذه إشارة إلى زمان يأتي عليهم بعد زمان الآفات، عند وُصْلة مقدّرة موعودة في الاشتهارات، وتتم يومئذ كلمة ربّنا، وتسودّ وجوه عِدانا، ويظهر أمر الله ولو كانوا كارهين. وإن الله غالب على أمره وإن الله يخزي قوما فاسقين. فأهلكَ كما وعد في "فسيكفيكَهم" أربعةً منهم بعد تزويجها، وعاث فيهم ذئبُ الآفات عَقِبَ تزليجها، كما لا يخفى على المطلعين. فإنه أهلكَ أباها وعمّتَيْها وجدّتَها، وكان كل أحد من الغالين المعتدين. والآن ما بقي إلا واحد من الهالكين. فانظروا إلى حكم الله كيف أتى الأرض من أطرافها، وانتظِروا ساعة يوفي فيها شَظافَها. إنه لا يبطل قوله، إنه لا يبطل قوله، وإنه لا يخزي قومًا ملهَمين.واعلم أن حرف الفاء على لفظ "فسيكفيكَهم الله" من الرحمن بعد ذكر تكذيب أهل الطغيان، كان إشارة إلى أن العذاب لا ينْزل إلا عند التكذيب والعدوان. فلما كذّبوا بعد التزويج وقاموا بالاستهزاء وآذوني بأنواع الإيذاء، فأمات الله أباها "أحمد" وبدّل ضحكهم بالبكاء، وغشِيهم من الغم ما غشِي قومَ يونس عند إيناس آثار العذاب، وألقاهم موتُ المائت وخوفُ نفس الخَتَن في أنواع الاضطراب. ولما بلغ نساءَهم نعيُ موت "أحمد"، وكنَّ مِن قبل كرجل أكفَرَ وأكنَدَ، عطَطْنَ جيوبهن، وأسلْنَ غروبهن، وصككن خدودهن، وتذكرن عنودهن، وهاجت البلابل، وانقضّ عليهن من المصائب الوابل، واهتزّت الأرض تحت أقدامهن، ثم تمثَّلَ موتُ الخَتَن في أوهامهن، وطفِقن يقُلْن والدموع تجري من العيون: هذا ما وعد الرحمن وصدَق المرسلون.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد
((( و لما أن قال الإمام المهدي " وإن شئت فاقرأ اشتهار مني طِبع في "غوضف " من السنوات المسيحية يعني طُبع في عام ١٨٨٦ ، لأن مجموع الجمّل لكلمة " غوضف " هو ١٨٨٦ وهو اسلوب مشتهر عند علماء اللغة العربية ))) يقول الامام المهدي الحبيب : فالحاصل أن هؤلاء أوجسوا في أنفسهم خيفة، وظنوا أن خَتَنهم سيموت كما مات صهره عقوبةً، فإنهما كانا غَرَضَين مقصودين في إلهام واحد، وكان موت أحدهما للآخر كشاهد، ومن المقتضى الفطرة الإنسانية أنها تقيس بالأحوال الموجودة للأشياء على أحوال أشياء أخرى تضاهيها بنحو من الأنحاء، فتفهَم أن واقعات آتية ليست إلا كمثل نظائرها المشهودة، وتستنبط الأحكام المنتظرة من الأحكام الواردة، وكذلك جرت عادة المتوسمين. فلما انكشف على عشيرتي بموت "أحمد" النظير وبدا المَثَل الكبير، فخافوا خوفا كثيرا مع إكثار البكاء، ونسوا طريق التمسخر والاستهزاء، وزُمّتْ ألسنهم وصاروا كالمبهوتين. وتنصّلوا من هفوتهم، وتندموا على فوهتهم، وخضعت أعناقهم كالمصابين.
وقد علمتَ أن هذا الإلهام كان لإنذار هذه العشيرة، وكان الوعيد وشرطه لتلك الفئة، وما كان لِخَتَنهم دخلٌ في هذه القصة. ثم ليس من المعقول أن يُظَنّ أن قلب ختنهم بقي على الجرأة السابقة، مع معاينة موت صهره الذي كان شريكه في نبأ الهلاكة، بل شهد الشاهدون أنه خاف خوفا شديدا بعد هذه الواقعة، وكاد أن تزهق نفسه بعد سماع هذه المصيبة، وخشي على نفسه، وحسِب النكاح آفة من الآفات السماوية، وإن كنت في شك فاسأل العارفين الناظرين.
فالحاصل أنهم لما تخوّفوا بعد موت "أحمد"، وخوّف هلاكُه كلَّ أحد وأرجَدَ، فكان حقهم أن ينتفعوا بشرط الإلهام، فإن العذاب كان مشروطا لا حُكما قطعيا كما هو وهم العوام. فاسألْ أهل "أحمد" ما جرى على زوجه الأرملة بعد موته في الميعاد، وكيف صُبّتْ عليها مصائب وهجَم الهموم على الفؤاد، وما بقِي لها ثِمالٌ ولا نَوِيٌّ ولا متكفّلُ الأولاد، وقعدتْ كالمساكين بعد كونها كالفَيّاد، وكيف سمعتْ نعيَه بعينٍ عَبْرَى، وقلب على جمر الغضا، وكيف جرى عليها ما جرى. ثم أكلها خوفُ موت الختن بعد هذا النَآد، وأنفدتْ أيامَ الميعاد بالارتعاد. وكذلك فزعتْ أمُّها وأخواتها وذُبْنَ في فكرِ موت الختن، وشربن كأسات الحزن، وجعلن يعمرن أوقاتهن بالصلاة والدعوات، والصيام والصدقات. وما رقَأ لهن من الهمّ دمعةٌ، وتمثّلَ لهن لِختنهن في كل وقت مَنِيّةٌ، فاسأل أهل هذه القرية إن كنت من المرتابين.
فالحاصل أنهم لما تابوا تاب الله عليهم بالرحمة والمغفرة، كما هي سنة قديمة من السنن الإلهية، فإنه لا يلغي شرط وعيده ولا يترك طريق المعدلة، ولا يظلم كالمعتدين. وعليك أن تقرأ اشتهاراتي السابقة، وتجمع في نظرك المقامات المتفرقة، فإذا فعلتَ ذلك فتصل إلى نتيجة صحيحة، وتطلع على شروط صريحة, وتنجو من طريق الخطأ والخاطئين. وقد علمت أني أشعت في هذا الأمر اشتهاراتٍ ثلاثٍ في الأوقات المتفرقة، وما كان إلهام في هذه المقدمة إلا كان معه شرط كما قرأتُ عليك في التذكرة السابقة. ألم تُنَبَّأُوا بما أشعتُ في السنوات الماضية ؟ فأين تذهبون كالثاغية أو الراغية، ولا تفكرون كالعاقلين؟
ثم ما قلتُ لكم إن القضية على هذا القدر تمّتْ، والنتيجة الآخرة هي التي ظهرت، وحقيقة النبأ عليها ختمت، بل الأمر قائم على حاله، ولا يردّه أحد باحتياله، والقدر قدر مبرَم من عند الرب العظيم، وسيأتي وقته بفضل الله الكريم. فوالذي بعَث لنا محمدا المصطفى، وجعله خير الرسل وخير الورى، إن هذا حق فسوف ترى.
((( وصدق الامام المهدي الحبيب لأنه بالفعل لأنه زوّجه من محمدي بيغم اي زوّجه من الرسالة المحمدية ، اي جعل سر الإسلام في يد ودعوة ميرزا غلام احمد القادياني عليه الصلاة والسلام ، فهو حصن العالمين في آخر الزمان ))) يقول الامام المهدي الحبيب : وإني أجعل هذا النبأ معيارا لصدقي أو كذبي، وما قلت إلا بعد ما أُنْبِئتُ من ربي. وإن عشيرتي سيرجعون مرة أخرى إلى الفساد، ويتزايدون في الخبث والعناد، فينـزل يومئذ الأمر المقدر من رب العباد. لا رادَّ لما قضى، ولا مانِعَ لما أعطى. وإني أراهم أنهم قد مالوا إلى سِيَرِهم الأولى، وقست قلوبهم كما هي عادة النَّوكَى، ونسوا أيام الفزع وعادوا إلى التكذيب والطغوى، فسينـزل أمر الله إذا رأى أنهم يتزايدون، وما كان الله أن يعذّب قوما وهم يخافون ((( وهناك الهام للامام المهدي وحي من الله تعالى يقول : " إني مهين من أراد إهانتك وإني معين من أراد إعانتك " فكل من أهان الامام المهدي الحبيب يجب ان يهينه الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة وهذا ما نحن عليه شاهدين إذ ما رأينا احد أهان الامام المهدي الا أهانه الله سبحانه وتعالى )))
وأقم الصلاة.
قامت أم المؤمنين د مروة باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الكوثر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ (2) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ (3) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ (4) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة والناس .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ (2) مَلِكِ ٱلنَّاسِ (3) إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ (4) مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ (5) ٱلَّذِی یُوَسۡوِسُ فِی صُدُورِ ٱلنَّاسِ (6) مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ (7) }
///////////////////////////////
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/12/1
///////////////////////////////
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/12/1
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قامت المؤمنين أسماء برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله – الحمد لله وحده – الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود من كتاب مكتوب أحمد حيث يذكر بقية سجاله مع المرتد اتهم وكيف صنع الله بالمرتدين يقول الامام المهدي الحبيب : والعجب أن "آتم" كان مُرِمًّا لا يترَمْرَمُ، وصامتا لا يتكلّمُ، بل كتب إلي أني برئ منهم ومِن فعلهم، وأعلم أنهم من الجاهلين المعتدين، ثم بعد مَلِيٍّ قسَا قلبه وصار من الغاوين. ثم بعد مَلِيٍّ قسَا قلبه وصار من الغاوين. ومع ذلك ما أشركَ نفسه في سبّهم وبهتانهم، وسفاهتهم وهذيانهم، وتنحّى عنهم وقعد كالمعتزلين المختفين. ولو كان يحسبني كذّابًا، ويحسب نفسه مظلوما مصابا، لكان حقّه أن يكون أوّل المكذّبين وأوّل اللاعنين، بل كان الواجب عليه أن يشيع كذبي بالاشتهارات، ثم لا يقنَع بها ويرفع إلى الحكام للمكافاة، لكنّه ما فعل ذلك بل صمت كالمتخوفين. وأنت تعلم أنه إن كان مُطّلعًا على كذبي، وكان ظهر عليه خبثُ قلبي، مع أنه تأذّى كلَّ الأذى بسبـبي، فكان من مقتضى الفطرة الإنسانيّة، والضرورة الدينيّة والعقليّة، أن يتحرك غضبه كالطوفان، ويشتعل لمجازاة العدوان. فما منعه أنه صار كالميت المدفون، واختفى كالمتندم المحزون؟ أليس هذا مقام يحار فيه الفهم، وتهيج الظنون ويفرُط الوهم؟ ثم دعوتُه للحلف لكشف الحق على العوام، ووعدتُه قنطارا على الإقسام، لا يسيرا من الحُطام، ليرجع برُدْنٍ ملآن وقلبٍ جَذْلان، فولّى وما تألّى. ثم لعنتُه لعنًا كبيرًا، فقلت لعنةُ الله عليك إن أعرضت مَزيرًا، وما جئتني وما تركت تزويرا، فما جاء وما حلَف، وتذكر رُزْءًا سلَف، وظن أنه الآن من المأخوذين.
وكفاك ما ظهر منه عند سماع نبأ الموت، وتراءت له آثار الفوت، وأخذه خافٌ حتى ظهر التغير في الصوت، وطفق يفرّ كصيد مذعور يجوب البيداء، ولا يرى شجراءَ ولا مرداء، وترَك سبل العاقلين. ثم إذا رأى أن الخوف لا يخفى، وأن ليس الناظرون كالأعمى، فاشتهر أن الصائلين في كل مكان قفَوه، وما وجدوا قصرا إلا علَوه، حتى بُهِتَ مِن نمط تعاقُبهم، وما رأى راجِلَهم ولا راكِبَهم. فما أمهلَه هذا الخوف، بل احترق منه الجوف، ورآه الزائرون أنه يُمضي وقته بالبكاء والزفرات، ويجري مِن مُقْلته سيلُ العبرات، ولا كدمعِ المِقْلات، وكان يستيقن أنه المغلوب، وسيَعْلَق به الشَّعوبُ. فكما أن القنص عند حسِّ جوارح باطشةٍ يختفي في سرحةٍ كثيفة الأغصان وَريقةِ الأفنان، ويواري عِيانَه تحت كل عِيصة، بإرعاد فريصة، كذلك تاهَ كالمجانين.
ثم نحَت مِن بعد الميعاد، على طريق الإفناد، أن جَمْعَنا حلّوا بساحته، وعجَروا عليه شاهرِي سيوفِهم لإبادته، ليغتالوه كالمفاجئين. فمِن مثل هذه الافتراءات ونحت البهتانات، ظهَر عُجَرُه وبُجَرُه، وعُرِفَ نجمُه وشجره، وظهر أنه هاب الإسلامَ، ولو أخفى المرام. ألا تعلم أنه كيف أقرّ بأنه خاف حَيّةً، ومن المعلوم أن الحيّة ما كان مأمورة منا ولا معلَّمةً، وتلدغ الحيّة بأمر الله لا بأمر الإنسان، فثبت أنه خشِي قهر الديّان، وأوجس في نفسه خِيفةَ نبأِ الرحمن، وهذا هو شرط الرجوع وهذا هو شرط الرجوع الذي كان في إلهام المنّان، فانتفع من الشرط بخوف الجَنان، ثم ستر الأمر كالماكرين.
وإن قصة الحيّة تشهد بكمال الصفاء، أن الخوف كله كان من قدر السماء، لا من هؤلاء وهؤلاء. وقد سمعتَ أني دعوته للإيلاء، فكان هو الخوف الذي رجَعه إلى الإباء. وقلت إني مجيزك كالغرماء، ولو شئت اجمَعْ عني قبلَه عند أحد من الأمناء، فخاف عُكّازتي، مع أنه اطّلع على إجازتي، وإذا ولّى وما تألّى. فقلتُ: يا هذا قد آلَوا مِن قبل خواصُّ أئمّتك، وأكابر ملّتك، أأنت أفضل منهم أو تحسبهم من الفاسقين؟ فما رد قولي وما آلى كالصادقين.
فكِذْبُه شيء لا يختفي بإخفاء، ولا يستقيم بافتراء، بل هو أجلى البديهيات، وأسنى المسلَّمات، ولكن المخالفين قوم أعماهم إعصار التعصب والشحناء، ولكن المخالفين قوم أعماهم إعصار التعصب والشحناء، كما يُعشي الهجير عينَ الحرباء. كما يُعشي الهجير عينَ الحرباء. فلا شك أن الحق أبلَجَ، والباطل لَجْلَجَ، واسودّت وجوه المبطلين. ولا ريب أن موت هذا الكذّاب، أمات كلَّ مكذّب في هذا الباب. وإني أرى أن الألسنة قد زُمّتْ، والحجّة قد تـمّتْ، وظهر الحق ولو كانوا كارهين.
وقد ذكرنا قبل موت "آتم" في الاشتهارات السابقة، أنه يموت بعد الإنكار من الرجوع والإنابة، والإصرار على الكذب والفِرية، فنُوالي شكر الله المنان، فنُوالي شكر الله المنان، أنه فعَل كما كتب قبل هذا الزمان، وأتمّ كما كنت ألهَجُ بشوق الجنان، ومات "آتم" بعد مرور نصف من الأشهر المسيحية، وما نفعه فراره من البلدة إلى البلدة، وإن شئت فافهَمْ زمان وفاته من هذه الفقرة:
"هوَى دجّالٌ بَبٌّ في عذاب الهاوية المهلكة"
1896 السنة العيسوية
وهذه آية من آيات حضرة العزة، فإنه ما تركه حيًّا إذا ترك سبل الديانة، وهذه آية من آيات حضرة العزة، فإنه ما تركه حيًّا إذا ترك سبل الديانة، بل أخفاه تحت التربة، إذا ما أخفى سر الحقيقة. فحصحص الحق وزهق الباطل وبطلت دقارير الكَفَرة، فأَنَّى تُسحَرون يا أهل البخل والعصبية؟ فأَنَّى تُسحَرون يا أهل البخل والعصبية؟ ألم يأنِ لكم أن تتوبوا يا متخلفي القافلة، ألم يأنِ لكم أن تتوبوا يا متخلفي القافلة، فقوموا وأَمهِلوا بعض هذا التدلل والنخوة، ولا تبارزوا الله مجترئين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب :
أيها الأناس! إن "آتم" ماتَ، وبازي الحق على الباطل خاتَ، فَارْقُوا على ظَلْعِكم واذكروا الأموات، وتوبوا مسترجِعين. وإن التقوى ليس في لِمَّةٍ مَشيطة، ولُحًى طويلة، وكِعابٍ مكشوفة، وعمائم ملفوفة، وشوارب مقطوعة، ورسوم مجموعة، إنما التقوى في اختيار الصواب بعد الخطأ، إنما التقوى في اختيار الصواب بعد الخطأ، والرجوع إلى الحق بعد الإدراء، والالتياع بذكر أيام الإباء، والتناهي عن القوم المفسدين، وتركِ بخل النفس وكبرها لله رب العالمين. وإن الأتقياء يُسَرّون بقبول الحق كسرورهم بلقاء إلفٍ لقِي بعد الفقدان، أو حصولِ مرام تأتّى بعد الحرمان، وإذا ذكروا فيتذكرون متواضعين. فأحسِنوا النظر في الأعمال، أتجدون تقواكم كمثل هذه الأمثال؟ ما لكم لا تتناهون عن الفساد، ولا تهولكم تهاويلُ المعاد؟ أصاب بستانكم جائحةٌ، فكيف ألْهَتْكم غفلةٌ يا معشر النائمين؟ إن في موت "آتم" لآيات لأولي الأبصار. أما قرأتم من قبل اشتهاري في هذه الأخبار؟ أما قرأتم من قبل اشتهاري في هذه الأخبار؟ فالآن لا ينكرها إلا حزب الشياطين.
تَذكَّـرْ موتَ دجّـالٍ رُزالِ
وقودِ النار "آتم" ذي الخَبالِ
أتاه المـوت بعد كمال دَجْلٍ
وإنـكارٍ ومكـرٍ في المقـالِ
أراه الله هــاويــةً وذُلاً
وفي النـيران ألـقى كالدَّمالِ
كمثـلي كان في عمرٍ وسِنٍّ
سمـينَ الجسم أبعدَ مِن هُزالِ
ومـا أرداه إلا حبُّ كـفرٍ
وأحـبابٍ وأمـلاكٍ ومـالِ
فَـرَى أرضًا بخوف بعد أرضٍ
فـما نفعـتْه حِيلُ الاِنْتـقالِ
ودُقّتْ هامـةُ الكـذّاب حقًّا
بأطـراف الزِجاج أو العَوالي
وقد هـابَ المـنايا ثم أنسى
زمانَ الموت مِن زَهْوِ الضلالِ
ففكِّـرْ كيف أدركَه المَنِـيّةْ
مُقـدَّرةً لـه بعـد الخَبـالِ
توفّاه المهـيمِنُ عند خُبْـثٍ
وإصـرارٍ على سبـل الوبالِ
فأين اليوم "آتم" يا عـدوّي
ألم يرحَـلْ إلى دار النَّـكالِ
ألـم يثبُتْ بفضل الله صدقي
ألم يظـهَرْ جـزاءُ الاِفْـتعالِ
وما نجّـاه عيسى والصليبُ
ولم يَعـصِمْه أحـدٌ من عِيالِ
تجـلّتْ آيةُ الربّ العظيـمِ
فأينَ الطَّاعـنون من الـدَّلالِ
وأينَ اللاعـنون بصـدرِ نادٍ
وأين الضاحكون مِن الحـوالي
وأين الساخـرون من الأداني
ومِن أهل المطـابع كالـرِّئالِ
فؤادي قد تأذّى مِن أذاهـم
وقلـبي دُقَّ مِن قِيـلٍ وقالِ
أطالوا أَلْسُنَ التـذميمِ ظلمًا
فأُمْـرِرْنا كإمـرارِ الحبـالِ
وقـالوا كاذب يؤذي الأناسا
ويعلَـم مَن يراني سِـرَّ حالي
وملأوا كلَّ قـرطاس بذمّـي
فأصبـحنا كمجروح القِتالِ
وما خـافوا عقـابَ الله ربّي
إذا ما جـاوزوا سُبْلَ اعْتِدالِ
فسَلْهم أين "آتم" في النصارى
أَرُوني في الجـموع أو العيالِ
أما مات الذي زعَـموه حيًّا
أما دُفِنَ المكـذِّبُ في الدِّحالِ
أما شاهتْ وجوهُ المنـكِرينا
فقُـوموا واشهَـدوا لله لا لي
ولم يقتُلْه مِن أمري ثُـبُـونٌ
ولكن جَـذَّه حِبٌّ قَـلا لي
بدَتْ آياتُ ربّي مثلَ شمـسٍ
فمـا بَقِيَ الظلام ولا الليـالي
سهام الموت ما طاشتْ بمـكرٍ
وإن الله يُخـزي كلَّ غـالي
تَـوَفّـى كاذبًا ربٌّ غيـورٌ
وما آواه أحـدٌ مـن مَـوالي
تُوُفِّيَ والسيـوف مُسـلَّلاتٌ
على أمـثاله من ذي الجـلالِ
تجـلَّى صدقُنا والصدق يجلو
فأشـرَقْنا كإشـراق اللآلي
فلا تعجَـلْ علينا يَا ابْنَ ضِغْنٍ
وخَفْ سُوءَ العـواقب والمآلِ
نزَلْنا مَنـزلَ الأضياف منكم
فنرجو أن تقـولوا لي نِـزالِ
ولي في حضـرة المولى مقـامٌ
وشـأنٌ قد تباعـدَ من خيالِ
وصافـاني ووافـاني حبيـبي
وأَرْواني بكاسـات الوصـالِ
أراني الحُبُّ مـوتي بعد موتي
وأَنْـأَى تُرْبـتي فبـدا زُلالي
وجَـدْنا ما وجَدْنا بعد وَجْدٍ
وإقـبالي أتى بعـد الـزوالِ
إذا أنكرتُ مِن نفسي بصدقٍ
فوافـاني حبيبـي رَوحُ بـالي
أطعتُ النور حتى صرتُ نورًا
ولا يدري خصـيمٌ سِرَّ حـالي
أطعتُ النور حتى صرتُ نورًا
ولا يدري خصـيمٌ سِرَّ حـالي
طلَـعتُ اليوم مِن ربٍّ رحيمٍ
وجلّتْ شمسُ بعـثي في الكمالِ
فلا تقـنُطْ مـن الله الرءوفِ
وقُـمْ وبتـوبةٍ نحـوي تعالِ
وقُـمْ وبتـوبةٍ نحـوي تعالِ
قرَينا مِن كمال النصح فَاقْبَلْ
قِـرانا بالتهـلّل كالرجـالِ
وخيرُ الزاد تقـوى القلب للهْ
فخُـذْ إيـاه قبـل الاِرْتحـالِ
وفـكِّرْ في كلامي ثم فـكِّر
وفـكِّرْ في كلامي ثم فـكِّر
ولا تسـلُكْ كمـرءٍ لا يبالي
وأقم الصلاة.
قامت أم المؤمنين أسماء باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة والوجه الأول من البقرة .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) الۤمۤ (2) ذَ ٰلِكَ ٱلۡكِتَـٰبُ لَا رَیۡبَۛ فِیهِۛ هُدࣰى لِّلۡمُتَّقِینَ (3) ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَیۡبِ وَیُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ (4) وَٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ وَمَاۤ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡـَٔاخِرَةِ هُمۡ یُوقِنُونَ (5) أُو۟لَـٰۤىِٕكَ عَلَىٰ هُدࣰى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (6) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة والنصر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ (2) وَرَأَیۡتَ ٱلنَّاسَ یَدۡخُلُونَ فِی دِینِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجࣰا (3) فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا (4) }
///////////////////////////////
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/11/24
///////////////////////////////
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/11/24
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام شهاب اليوسفيين أرسلان برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب مكتوب أحمد ، يقول الامام المهدي الحبيب : ثم القوم احتجوا علي بأمور نذكرها برعاية الاختصار، لنستأصل كل ما أوردوا على سبيل الاعتذار، ولنكشف باب الحق على الطالبين. فمنها أنهم يقولون إن "آتم" ما مات في الميعاد، بل مات بعده وما ثبت إيمانه بالأشهاد، ولم يثبت أنه كان من الخائفين الراجعين.
فاعلم أن نبأ موته كان مشروطا بعدم الرجوع إلى الحق والصواب، وما كان كحُكْمٍ قطعي كما فهِم بعض الدوابّ. ثم كان من المشروط في حياته أن يثبُت على الحق بعد القبول، وإن لم يثبت فكان حُكْم الموت لذلك الجهول، فتمّتْ كلمة ربنا صدقا وحقا ولو أنكرها بعض الجاهلين.
وقد سمعتَ أنه مات بعد الإخفاء وعدم الإظهار، وإغضاب الرب بالإصرار على الإنكار، وكذلك كان إلهام رب العالمين. أفلا ترون موت هذا الجاهل الكَفّار، كيف فاجأه بعد الإصرار على الإنكار؟ وقد كُتِبَ قبل موته ذلك كلُّه في إلهام الله القهّار، وصُرِّحَ أنه سيؤخذ ويُمات بعد إخفاء الشهادة والغلوّ والاستكبار، ثم طُبع وأُرسلَ في البلاد والديار. وما مات "آتم" إلا بين سبعة أشهر من الاشتهار الأخير، وكان ذلك الاشتهار نبأ موته وكالنذير. أفلا يتدبرون إلهاماتي، ولا يفكرون في كلماتي، ويمرّون ضاحكين على آياتي، رضوا بهذه الدنيا ونسوا يوم الدين، فكيف أداوي خَتْمَ قلوبهم وأقفال رب العالمين؟
فالحاصل أن "آتم" خشِي في الميعاد نبأَ الرحمن، ورجع إلى الحق بخوف الجَنان، لأنه ظن أن رِحْلته قربت ودنت، وخيامه طُوِيتْ، وأوتادها قُلِعتْ، فخشِي على نفسه كالمأخوذين. فكان حقه أن يُمهَل إلى زمان الاجتراء، وتُرك إلى ساعة المراء والإباء، فمهّله الله إلى وقت رجَع إلى كفره وطغى، ثم أماته تعذيبا في الدنيا والأخرى، وكذلك مضت سنّته في الأولين.
وأما خوف "آتم" من الله القهار، فلا يخفى عليك عند التعمق في الأخبار. ألا ترى أنه بعد ما سمع مني نبأ العذاب كيف ألقى نفسه في أنواع الاضطراب، وانقطع من الأحزاب والأتراب، واختار كمجنونين شدائدَ الاغتراب، وأَنْأَتْه الدهشةُ عن الأهل والأحباب، حتى طارت حواسّه من الهيبة، وأصابت عقلَه صَابةٌ من كمال الخشية، وطفِق يجشَأ من بلد إلى بلد كالمجنون، ويجوب كل طريق كالذي يطوّحه طوائح المنون. ورآه أناس كثير في زمن السياحة، وهو يبكي أو له رنّة النياحة، وشهدوا أنه كان باديَ الغمّة كثير الكربة، كالذي يموت من الغُلّة، أو كالمجرمين المأخوذين.
فلا شك أنه خشِي وتنـزَّلَ إلى الخوف من طغيانه، ولا ريب أن زواجرَ نَبَئِنا نجَعتْ في جَنانه، ولا ريب أن زواجرَ نَبَئِنا نجَعتْ في جَنانه، وقرَعت كلماتي صِماخَ آذانه، فخاف بها قَهْرَ حضرة الكبرياء، وانتهج على قدرٍ مهجّةَ الاهتداء، على طريق الإخفاء. ثم قسا قلبه بعد الأمن من الفَناء، ثم قسا قلبه بعد الأمن من الفَناء، وإن الله لا يعذب خائفين في هذه الدنيا حتى يغيّروا سير الخائفين. وإنه أقرّ بخوفه عند أحبابه، وأخبرهم عما جرى عليه في أيام اضطرابه، وكل أمر أخفاه من جمعه، أبداه سيل دمعه، وكل ما ستر من المَين، وكل ما ستر من المَين، أبدَتْه دموع العين. ومَن دلَف إليه كالمفتّشين، وجَده كالمجانين، وخابطا كالمصابين، ورأى أنه يمضي الأيام كيوم حامِي الوَديقة، ويصيح كضالّ من الطريقة، ويُزجي الأوقات بهموم وأفكار، كأن التلف استشفّه بآثار. ومَن انتهى من أحبابه إلى فِنائه، وتصدّى لاستنشاء أنبائه، وجَده كمختلّ الحواسّ، بادي الإيجاس، وما رآه في فرح، بل في غمّ وترح. ثم إذا انسلخت أشهر الميعاد، وظن أنه نجا، أخفى سِرَّ خوفه وما أبدى، ولكنه ما استطاع أن يخفي قرائن إيجاسه، فنحَت تأويلاتٍ بتعليم خنّاسه، وقال لا شك أني أنفدتُ أيام الميعاد بالخوف والارتعاد، ولكني ما خفت نبأَ الإلهام، بل خفت أعداء صالوا عليّ كالضرغام، فإنهم أغرَوا عليَّ في مقامي الأول حيّةً مُعلَّمةً من أنواع الحيل ورأيتها كالصائلين. ففررتُ على خوف منها إلى البلدة الثانية، لَعَلِّي أُعصَم مِن هذه الزبانية، ولكن ما تُرِكتُ فيه كالمؤمَنين، بل صال عليّ بعض رجال مسلّحين. ثم فررت إلى الخَتَن الثاني، فصال العدا كما صالوا قبل إتياني. وإنهم كانوا ملائكة سفّاكين، فرأيتهم في كل مقام تبوّأتُه، وفي كل بلد وطّأته، ورأيتهم مخوّفين، وكانوا يتبوّءون الرماح نحوي كالقاتلين. فلأجل ذلك فررت من بلدة إلى بلدة لما خوّفوني بقناة وصَعْدة، ورمحٍ ومَشْرَفيّة وفحيحِ تِنِّينٍ، وأرادوا أن يَسُمُّوني فاجئين. ولما جشَأ جَناني كالمخنوق، وهاجت الهموم كالسَّهوق، رأيت أن أُلقي بآخر المقام جِراني، وأتخذ أهلَ خَتَني جيراني، وأُلقي عصا التَّسْيار كالقاطنين.
هذه ظنون أظهرها بعد انقضاء الميعاد، وما تفوّهَ بلفظة مِن مثلها في الميعاد عند الأشهاد، وما أشاع ظنونه في الجرائد، وما أطلعَ عليه أحدا من العوام والعمائد، بل ما رافَعَ إلى الحكّام، وما أخبر حاكما عن هذه الآلام، وأمضى الوقت كالصائمين. ثم أقرّ معها برؤية ملائكة العذاب، والخوف والاضطراب، وأقرّ أنه أنفد الأيام خافًا، وخشِي موتًا زُعافًا، وظن أنه من الدارسين. فانظروا إلى حيّةٍ يذكرها.. أتقبَلها فراسةٌ أو تنكرها؟ فافهموا السرّ إن كنتم متدبرين.
(( خلي بالكوا/بالكم ربنا أمهل آتهم بعد فترة المباهلة لأنه خاف ورجع في جنانه ، وكان في ذلك حكمة ، الحكمة الأولى أن يتبين عدل الله سبحانه وتعالى . الحكمة الثانية كي يتجرء اتهم بعد ان تمضي المدة فيتحدث عما رآه من ملائكة عذاب ، فيكون شاهد على نفسه بعد ان يهلك ، لأن هذه الأمور أمور دقيقة لطيفة خفية في عالم الروح . فهكذا الله أمهله لأنه خاف ورجع ، وكان من تلك الحكمة ان يظهر لطف الله وعدله ، كذلك ان يظهر لطف الله وعدل الله ، وكذلك ان تظهر أمارات العذاب ، وخفايا العذاب من ملائكة العذاب بشهادة اتهم نفسه ، تمام . )))
يقول الامام المهدي الحبيب : فافهموا السرّ إن كنتم متدبرين. ثم تعلمون أنه هرب من مكان إلى مكان، ومن جيران إلى جيران، ولفظتْه بلدة إلى بلدان، ولكن مع ذلك ما أظهر في الميعاد عذرا نحَت بعده كشيطان، وما بكى عند حكّام ولا أعوان، ولا رجال ولا نسوان ولا بنين. أيقبل عقل في مثل هذه الخصومات وزوبعة التعصبات والنقمات، أن يصبر الرجل الذي هو عدوُّ ديننا وحاسدُ عِرضنا عند هذه السطوات، ولا يأخذنا ولا يرفع إلى القُضاة؟ بل كان عليه أن يُفشِي جريمتنا، ويُثبِت صريمتنا، وأذاقنا جزاء السيئات. أما رأيت أن "آتم" وقومه كيف فرحوا بعد الميعاد باطلا، ورقص كل أحد خاتلا، ورمى من قوس الخبث عاتلا، فكيف أعرضوا عن مثل ذلك الفتح المبين؟ أهذا أمر يقبله عقل الثقات، أو يطمئن به قلب العاقلين والعاقلات؟ أهذا هو المرجوّ من هؤلاء الدجّالين أعداء الدين وأعداءِ خيرِ الكائنات؟ ففكِّروا إن كنتم مؤمنين.
ألا ترون رسائلهم وجرائدهم مملوّة من إهانة دين الإسلام، وخير الأنام، فكيف غضّوا أبصارهم في مثل هذا المقام؟ ووالله إنهم عدو لي وعدو لسيدي المصطفى، وحِراصٌ عليّ لو يقدرون على نوع من الأذى ولو كسَرْنا بيضةً من بيضهم، لحثّوا الحكام علينا بتحريضهم، فكيف صبروا على ما رأوا منا سطواتٍ للإهلاك، وحركات كالسفّاك؟ أَدَرَءُوا بالحسنة، وما أرادوا جزاء السيئة بالسيئة؟ رأوا صولةً أولى منا فعفوا وصبروا، ثم رأوا صولة ثانية فعفوا وصبروا، ثم رأوا ثالثة فعفوا وصبروا، وكذلك عملوا إلى سطوات ثلاث! فأَقْسِموا أهذه أخلاق تلك الشياطين؟
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب :
أتُفتي فراستكم أن هؤلاء الأشرار الكفّار، والأعداء الفجّار، الذين سبقوا كل قوم في عداوة الملة الإسلامية، والشريعة الربانية، وجدونا مجرمين سفاكين، ثم آلَونا خَبالاً عافين؟ بل هو مكرٌ وحيلة لإخفاء الخوف الذي ظهر من "آتم" بأنواع الارتعاد، في أيام الميعاد، ولذلك ما تألَّى وما رفع الأمر إلى حكام هذه البلاد، وولّى ومكر وقال نحن قوم نجتنب الألايا، وقد حلَف من قبل في القضايا. والحلف واجب عندهم لرفع الخصومة، ومَن أبى فهو عندهم من الفَجَرة، وقد حلَف يسوعُهم والآخرون من الحواريين وأئمة النصرانية. وقال "كلارك" أن القَسم عندنا كالخنْزير عند المسلمين! وقد أكل خنْزيرَ الحلفِ كلّ أحد من القسيسين، وبولص الذي كان رئيس المفترين. فانظروا إلى "آتم" وكذبِه الصريح، وعملِه القبيح، كيف أعرض عن الإقسام، خوفا من قهر الله العلام؟ وكنت أعطيه مالا كثيرا على إيلائه، وقلتُ خُذْ مني قبل حلفك لو كنت تشكّ في قضائه. بل زدتُ وعد الصلة من ألف إلى آلاف، ولو استزاد لزدناه من غير إخلاف. فكان فرضه أن يجيئني جارًّا ذيلَ الطرب، ويحلف ويُشيع صدقه في العجم والعرب، ولكنه فرّ كالمبهوت، وخرّ كالمكبوت، وأَعْقبَه طائفُ الهول كالمجانين. فظهر من هذا ضَحْضاحُه، وهتَك وجاحَه، وحصحصَ الحقُّ وبدا كذب الخائنين.
ثم كان عليه عند الإعراض عن الحلف أن يأتي بدلائل على بهتانه، ويُثبِت بأشهادٍ مضمونَ هذيانه، ولكنه ما جاء بدليل على تلك الخرافات، وما صرخ على بابِ حاكم عند هذه الآفات، كما هو سيرة المظلومين. فأي دليل أكبر من هذا على مفترياته، وعلى كذبه وخزعبيلاته عند الناظرين؟ وإنه أقرّ غير مرة أنه خشِي على نفسه في تلك الأيام، ووجد ما يجد الموقِن بقرب الحِمام.
وبعد ما خرج من سجن الأحزان، ومارِسْتان الذوبان، أهرَعَ الناس لِلُقَاه، وعجبوا بِمُحَيّاه، فمن حدق إلى أساريره، وفكر في شخيره، علم أنه بدّل الهيئة السابقة، وأطفأ النار المضطرمة، وظهر كالمساكين. وبكى مرارا في كل ناد رحيب، بتذلل عجيب، فسمع من كان في بُهْرة الحلقة وحواليها، وفهِم أنه خشِي قنا الموت وعواليها، وأمضى الأيام كالمضطرين. وأما قومه فنسوا ما كان في إلهامي من قيد الاشتراط، الذي كان فيه كالمناط، وما فكروا في خوفه الذي بلغ إلى الإفراط، وتعامَوا من الغيظ والاحتلاط، وأرَوا كلَّ خبثهم كالشياطين، وأبدوا نواجذَ طيشٍ وغضب، وغيظ ولهب، وكانوا معتدين.
وأَخْنَتْ عليّ السفهاءُ ورفقاؤه الجهلاء، وقالوا إنا من الغالبين. وفهّمناهم فما أقلعوا عن الجهلات، وانصلتوا كل الانصلات، وأضرموا نار الوغى، والتهبوا كجَمْر الغَضى، وما أَنْقَروا وما فكروا، بل اضطرموا وتنكّروا، وأبرزوا عربدةً واعتداء، وافترَوا أشياء، وتمايلوا على سبٍّ واستجراح، وشتمٍ ومزاحٍ، واعتدَوا هذيانا وبهتانا، وطاروا إلينا زُرافاتٍ ووُحْدانا كالمجانين. وأخفَوا الحقيقة كالحُوَّل المحتال، أو المغطّي الدجّال، وكانوا يستهزئون سائرين في الأسواق، كما هي عادة الفسّاق، وكانوا يزيّنون الكذب والافتراء، وكل أحد قال فينا أشياء كما شاء، وقد استتلَوا الصبيانَ والسفهاء مستهزئين. وكانوا يخدعون الناس بنبأٍ ما فهِموه، أو فهِموه ثم حرّفوه، وعثَوا في الأمصار مفسدين. وسعى معهم علماؤنا كساعٍ، بل كسِباعٍ، لابِسِي جلدِ النمر، وهاجِمِي هجومِ السيل المنهمِر، واتبعوا النصارى وزخارفَ زورهم، ونبذوا لباس التقوى وراء ظهورهم، مجترئين. وأرادوا جَوْحَنا بحصائد اللسان وغوائل الافتنان، وأيّدوا النصارى كالشاهدين. وكان كلٌّ كحسين بطالوي أو شيخ نجدي بعيدا من الديانة والدين.
وأقم الصلاة.
قام شهاب اليوسفيين أرسلان باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة وآية الكرسي من اواخر البقرة . { ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَیُّ ٱلۡقَیُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ وَلَا نَوۡمࣱۚ لَّهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِی یَشۡفَعُ عِندَهُۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ یَعۡلَمُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا یُحِیطُونَ بِشَیۡءࣲ مِّنۡ عِلۡمِهِۦۤ إِلَّا بِمَا شَاۤءَۚ وَسِعَ كُرۡسِیُّهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا یَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡعَظِیمُ }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة والإخلاص .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَضض عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (2) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (3) لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ (4) وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ (5) }
///////////////////////////////
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/11/17
///////////////////////////////
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/11/17
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قامت أمة الحكيم رفيدة برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب مكتوب أحمد ، يقول الامام المهدي الحبيب : وقد شهد صالح على صدقي من قبلي وقبل دعوتي، وقال إنه هو عيسى المسيح الآتي، وسمّاني وسمّى قريتي، وقال لفتاه: هذا ما أُنْبِئتُ مِن ربي، فخُذْ مني هذه وصيتي، وقال: إن العلماء يكفّرونه ويكذّبونه، فلا تقعد معهم وتَذكَّرْ نصيحتي. فلما كبر فتاه وشاخ أدركَ وقتي، فجاءني في وقت غُربتي، وقال: عندي لك شهادة فاسمع مني كلمتي، فروى ما سمع من شيخه بعين باكية، ودموع متحدرة، حتى هيّج عبرتي، ثم أشاع كما أوصاه شيخه الولي هذا الخبر، وبلّغ حالفًا ومهلِّلاً إلى كل أُذنٍ هذا الأثرَ، وأشعتُ بإيمائه رسالة مطبوعة، وأودعتُها أخبارا مسموعة، وزاحمَه علماء تلك الخِطّة، وكادوا كل كيد ليصرفوه عن هذه الشهادة، فقال: لا أكتمها أبدا ولا أتعامى بعد البصيرة، فأشاعها حق الإشاعة، وبلّغها إلى الخواص والعامة، ثم توفاه الله ورفعه إلى مَقرّ المؤمنين.
فبَيِّنُوا.. أتُقسِمون أنكم رضيتم بهذه الآية من الرحمن، وما كرهتم وما غاضبتم في قلوبكم بالعدوان؟ فأَقْسِموا إن كنتم صادقين. أهذه كانت تُقاتكم ودياناتكم أن شيخا كبيرا من المسلمين روى هذه الرواية مُقسِمًا بالله ومهلّلاً فولّيتم معرضين؟ مع أن أشهادًا عَدْلاً مِن قومه شهدوا على أنه من الصالحين الصادقين المصلّين الصائمين الزاهدين. وكذلك نبّهكم الله كل مرة، وكذلك نبّهكم الله كل مرة، فما تنبّهتم كالمسترشدين.
أتُقسِمون أنكم رضيتم بما لم يسمع الله دعواتكم، وحفظني وعصمني وكرمني وأرغمَ أنفكم لسوء نيّاتكم؟ فأَقْسِموا إن كنتم صادقين. فإن كنتم تظنون أنكم على الحق ونحن على الباطل، فلمَ يعذّبكم الله بما لا ترضون به من الدلائل، وتتربصون علينا الذلة فتؤخذون فيها منخوسين. بل الله يكسِر جُبّتَكم في كل آن، ويُعلي عبده ببرهان، ويمزّق أجياد المستكبرين. فما لكم لا تُرفِئون بالاستغفار، ولا تدركون وقت الاعتذار، ولا تتوبون خائفين؟ وإني بزعمكم أخادع الناس وإني بزعمكم أخادع الناس وأُضِلّ الورى، وأفتري على الله وأترك سبل التقوى، وفي نفسي معها رزائل أخرى، وأنتم قوم مطهرون لا عيب فيكم ولا طغوى، ثم مع ذلك يخزيكم الله ثم مع ذلك يخزيكم الله ويعذبكم بعذاب أَدْفَى، فلا تقدرون على أن تردّوا عذابه ولا تأتونني معارضين. وإن الله قد أنزل عليّ غيثَ نعماء مِدْرارا وإن الله قد أنزل عليّ غيثَ نعماء مِدْرارا وإن الله قد أنزل عليّ غيثَ نعماء مِدْرارا ظاهرةً وباطنة، وأنعم عليّ في الأولى والآخرة، وفتح عليّ أبوابا من الإلهامات، وحدائق من المكاشفات، فمن يمكث عندي نحو أربعين يوما فأرجو أنه يرى شيئا منها، فهل لكم أن تعارضوا أو تُعرِضون عنها؟
وإن الله بشرني وقال: "يا أحمدُ أجيب كلَّ دعائك، إلا في شركائك" . ( يقول المسيح في الحاشية : لهذه الفقرة قصة لا يقتضي المقام ذكرَها ) يقول الامام المهدي الحبيب : وإن الله بشرني وقال: "يا أحمدُ أجيب كلَّ دعائك، إلا في شركائك" . فأجاب دعواتٍ ضاق المقام عن الإتيان بذكر إجمالها، فضلاً عن إدراج تفاصيلها وكيفية كمالها، فهل لكم أن تعارضوني فيها أو تنقلبون معرضين؟
وإن الله بشّرني في أبنائي بشارة وإن الله بشّرني في أبنائي بشارة بعد بشارة حتى بلّغ عددَهم إلى ثلاثة، وأنبأني بهم قبل وجودهم بالإلهام، فأشعتُ هذه الأنباء قبل ظهورها في الخواص والعوام، وأنتم تتلون تلك الاشتهارات، ثم تمرّون بها غافلين من التعصبات، وبشّرني ربي برابعٍ رحمةً، وقال إنه يجعل الثلاثة أربعة، فهل لكم أن تقوموا مزاحمة، وتمنعوا مِن الإرباع المُرْبِعين؟ فكيدوا كيدا إن كنتم صادقين. وقد كتبنا ذلك في اشتهار من قبل من سنين، فاقرأوه متأملين، إن في ذلك لآيات للناظرين. ثم كُرّر عليّ صورة هذه الواقعة، فبينما أنا كنت بين النوم واليقظة، فتحرَّكَ في صلبي روحُ الرابع بعالم المكاشفة، فنادى إخوانَه وقال: بيني وبينكم ميعاد يوم من الحضرة. فأظن أنه أشار إلى السنة الكاملة، أو أمدٍ آخر من رب العالمين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب :واعلموا أن الله ينصرني في كل موطن، ويخزيكم من كل محتضن، ويردّ كيدكم عليكم يا معشر الكائدين. وإن كنتم تزدريني عينُكم فتعالوا نجعل الله حَكَمًا بيننا وبينكم. أتريدون أن يظهر مَينُنا أو مينُكم؟ فتعالوا نَقُمْ تحت مجاري الأقدار مباهلين، وإن كنتم تُعرضون عن المباهلة، فأْتوني وامكثوا عندي إلى السنة الكاملة، لأريكم بعض آيات حضرة العزة إن كنتم طالبين. وإن كنتم تُعرضون عن رؤية هذه الآيات، فلكم أن تعارضوني في معارف القرآن والنكات، ولن تقدروا عليها ولو متّم حاسرين. فإنه علم لا يمسّه إلا الذي كان من المطهَّرين. فإن لم تفعلوا هذا فعارِضوني في إنشاء لسان العرب، فإن العربية لسان إلهامية، لا يُكمَّل فيها إلا نبي أو ولي من النُخب. وإن لم تبارزوا فيها، ولن تبارزوا، فاكتبوا كتابا وأكتبُ كتابا لإصلاح مفاسد هذه الأيام، ورَدِّ النصارى وفِرقٍ أخرى من عَبَدةِ الأصنام، وإفحامِهم بالبرهان التام، وعلينا أن لا نقول شيئا من عند أنفسنا ولا أنتم من عند أنفسكم، إلا من كتاب الله العزيز العلام. ولن تفعلوا ذلك أبدا ولن تُعطَوا عزّةَ هذا المقام، فإن هذا فعلٌ من أفعال إمام الوقت ومُزيلِ الظلام، فإن هذا فعلٌ من أفعال إمام الوقت ومُزيلِ الظلام، الذي أُيِّدَ بروح من الله وزِيْدَ بسطةً في العلم وأُعطيَ بلاغة الكلام. وإن تغلبوا في أحد منها فلستُ من الله العلام. فإن أعرضتم عن كل ما عرضنا عليكم، فما بقي عذر لديكم، وشهدتم أنكم من الكاذبين. أتكذبونني من غير علم، ثم إذا دعوناكم ففررتم جاحدين غير مبالين؟
وذكرنا هذه الآيات تلذُّذًا بالنعم الرحمانية، وشكرًا للتفضلات الربانية، وذكرنا هذه الآيات تلذُّذًا بالنعم الرحمانية، وشكرًا للتفضلات الربانية، ثم إتمامًا للحجة على الطبائع الشيطانية، واستزادةً لنعم رب العالمين، إذ بالشكر تدوم النعم وتزيد الآلاء وتثبُت عطايا أرحم الراحمين.
فالحاصل أنني قد عرضت هذه الأمور دعوةً للطلباء، ورحمًا على الأتقياء الضعفاء. فمن كان في شك من أمري، وكان مُكفِّرَ زُمَري، فعليه أن يسعى إلي بقدم الرضاء، ويختار طريقا من هذه الطرق للاهتداء، لا للمِراء وطلب العلاء، ولا يرضى بغشاوة الجهل والخطاء، ويأتيني كالمتواضعين. فأرجو أن يرحمه الله ويجعله من المطمئنين. بيد أني ما أُمِرتُ أن أدعو الذين ينحتون الآيات من عند أنفسهم ومن أماني الجَنان، ثم يقولون أَرِنا هذه لو كنتَ من الرحمن، وإن لم تأت بها فلسنا بمؤمنين. أولئك الذين يحبون آراءهم، ويريدون أن يأمروا الله ليتبع أهواءهم، فيُترَكون في الضلالة خالدين. وإن الله لن يرفع حجبهم ولن يزكيهم، إنهم كانوا مستكبرين. إلا الذين تابوا وأصلحوا فأولئك من المرحومين. وما كان الله محكومَ أحد في البلاد، وما كان الله محكومَ أحد في البلاد، وهو القاهر فوق عباده لا كالغلمان والعباد، سبحان ربي! هل كنتُ إلا بشرًا من المأمورين.
وأقم الصلاة.
قامت أمة الحكيم رفيدة باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة والناس .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ (2) مَلِكِ ٱلنَّاسِ (3) إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ (4) مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ (5) ٱلَّذِی یُوَسۡوِسُ فِی صُدُورِ ٱلنَّاسِ (6) مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ (7) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة والكافرون .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَضض عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1)قُلۡ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡكَـٰفِرُونَ (2) لَاۤ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ (3) وَلَاۤ أَنتُمۡ عَـٰبِدُونَ مَاۤ أَعۡبُدُ (4) وَلَاۤ أَنَا۠ عَابِدࣱ مَّا عَبَدتُّمۡ (5) وَلَاۤ أَنتُمۡ عَـٰبِدُونَ مَاۤ أَعۡبُدُ (6) لَكُمۡ دِینُكُمۡ وَلِیَ دِینِ (7) }
///////////////////////////////
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/11/10
///////////////////////////////
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/11/10
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام سيدنا أحمد برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب مكتوب أحمد ، يقول الامام المهدي الحبيب : أيها الناس! زكُّوا نفوسكم، واجتبّوا جذباتكم، وطهِّروا خطراتكم ونيّاتكم، وانظروا إلى الحق متأملين. لا تخدعنَّكم أخبار باردة، وخرافات واهية، ولا ينبغي أن تلتفتوا إليها وتنبذوا كلام الله وراء ظهوركم غافلين.
وقد سمعتم أن موت نبي الله عيسى ثابت بكلام رب العالمين. والأحاديث ساكتة في رفعه الجسماني، وما في يديكم إلا الأماني، وما ثبت فيه أثرٌ مِن خاتم النبيين. وما نطق فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة، ولا تفوّهَ بلفظة واحدة. وتعلمون أن النـزول فرعٌ للصعود، فلما لم يثبت الصعود فالنـزول رجاء باطل، فلا تأخذوا بالقول المردود.
( يقول الامام المهدي الحبيب في الحاشية : الرفع الذي جاء في ذكر عيسى عليه السلام في القرآن، فهو ليس رفع جسماني ولذلك قدّم عليه لفظ التوفي في البيان، ليعلم الناس أنه رفع روحاني كما جرت عليه سنة الله بعد موت أهل الإيمان، فإنهم يُرفَعون إلى الله بعد قبض الروح ويدخلون في نعيم الجِنان فرحين. والآية نزلت ليُقضَى بين اليهود والمسيحيين، فإن اليهود زعموا أن المسيح كان من الكاذبين وملعونا وما كان من المقربين المرفوعين. وقالوا إنه صُلب، والمصلوب لا يُرفَع إلى الله بحكم التوراة، بل يُلعَن من حضرته ويُجعَل من المردودين. وقال النصارى إنه كان ابن الله، فصُلب لإنجاء الخَلق، ومُنع من الرفع في أول الأمر، ولُعن وعُذّب وأُدخِلَ في جهنم إلى ثلاثة أيام كالفاسقين، ثم رُفع إلى العرش وآواه الله إلى يمينه إلى أبد الآبدين. فاليهود ذهبـوا إلى تفريـطٍ وهَمْطٍ وإهباطٍ، والنصارى مع التفريط إلى إفراط، فبيّن الله ما كان أحقَّ وأقومَ في أمر عيسى، فقال إنه ما صُلب بل تُوُفِّيَ بحتف أنفه وأُلحِقَ بالموتى، ثم رُفع كالمقرّبين، ومِن غير أن يُلعَن ويُدخَل في اللظى.
فالحاصل أن هذا قضاء من الله الأعلى، بين اليهود والنصارى، ليبرئ عبده من بهتان اللعن وعدم الرفع ويقضي بما هو أحق وأولى، فحكَم بينهم فيما اختلفوا فيه، وهو خير الحاكمين.
ولولا هذا الغرض فما كان وجه لذكر هذه القصة، بل لو فُرضت القصة على خلاف هذه الصورة، لكان لغوا كلها ومحل اعتراض على فعل حضرة العزة. ألم تكن أرض الله واسعة فيخفي المسيح في مغارة من المغارات، كما أخفى أفضل الرسل عند التعاقبات؟ ففكِّرْ أيُّ حاجة اشتدت لرفعه إلى السماوات؟ أخشِي الله رُعْبَ اليهود المخذولين، وظن أنهم يُخرجونه من الأرضين؟ ألا تعلم أن الله حكيم لا يفعل فعلا إلا بقدرِ ضرورة ولا يتوجه إلى لغو بغير حكمة داعية؟ فأي حكمة ألجأ اللهَ لرفع المسيح إلى السماء؟ أما وجد موضعا في الأرض للإخفاء؟ ففكِّر كالمبصّرين. )
( يقول الامام المهدي في الحاشية : لولا هذا الغرض لكان ذكر التطهير لغوًا بعد ذكر الرفع، فإن عدم الرفع الجسماني ليس بعيب واجب الدفع . )
يقول الامام المهدي الحبيب : وإن تُعرضوا عن نصيحتى، ولم تعملوا على وصيتي، فأخاف عليكم أن تُحسبوا في الذين يغمِطون نعم الله ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل، ويمدّون أعناقهم جاحدين. وما كنتُ بِدْعًا في هذا الأمر وما جئت شيئا إمْرًا، فكيف تؤاخذونني وترهقونني عن أمري عُسْرا؟ أعُمِّيتْ عليكم أقوال الأولين؟ بل هو نبأ عظيم كنتم عنه معرضين. لا تظلموا أنفسكم وأْتوني بصفاء نية، يدرَأ الله عن قلوبكم كل شبهة، وينـزل عليكم أنوار سكينة. وتعلمون أن فتن النصارى وغلوَّهم في الخزعبيلات، كانت تقتضي حَكمًا من رب السماوات، فالله الذي نجّى المسيح من صليب اليهود، ورفعه إلى المقام الأعلى، أراد أن ينجّيه من صليب النصارى مرة أخرى، فأرسلَني حَكَمًا عَدْلاً لهذه الخطّة، وسماني باسمه لأكسر الصليب وأُتِمَّ ما بقي منه من فرائض النصيحة، فكل ما أفعل كان عليه لو كان في قيد الحياة، وكذلك قدّر عالم المغيبات. وجئت بعده على قدرٍ جاء هو مِن بعد موسى، وإن في ذلك لآية لأولي النهى. ومن آيات الله أنه أخفى في عدد اسمي عددَ زماني، ومن آيات الله أنه أخفى في عدد اسمي عددَ زماني، وإن شئتَ ففكِّر في:
" غلام أحمد قادياني " ( لقد ورد في الأصل تحت هذه الكلمات: 1300هـ، يعني ذلك أن مجموع اسم حضرته هو 1300 طبقا لحساب الجمّل، مما يشير إلى زمن بعثته ) .
يقول الامام المهدي : ومن آيات الله أنه أخفى في عدد اسمي عددَ زماني، وإن شئتَ ففكِّر في:" غلام أحمد قادياني " فذلك خاتَمُ ربِّ العالمين، وفيه إشارة إلى أنه جعلني لهذه الملة مجدِّد الدين، ولا يقبَل العقل السليم أن يصمت الله الغيور عند هذه الفتن العظيمة، حتى لا يبعث مجدِّدا على رأس هذه المائة. أتطمئن قلوبكم بأن يرى الله هذه البلايا تتنـزل على الأمة الضعيفة، ثم لا يتوجه إلى دفعها ولا لإزالة هذه الظلمة، ولا يبدو شيء من نصرة حضرة الكبرياء، ولا تتنـزل رحمته عند كمال هذا البلاء، وتسبّ ذراري الشيطان أولياءَ الرحمن فرحين مطمئنين؟ ألا تنظرون كيف بلغت غشاوة الجهل منتهاها، وكيف نسيت كل نفسٍ عقباها، إلا التي حفظها الله وحماها؟ ألا تشاهدون كيف زادت الملل الضالة في طغواها، ووقع الفتور في سفينة الحق ومجراها ومرساها؟ ألا يصرخ الوقت لمجدّد الدين؟ ألم يأنِ للذين ظُلموا أن يُنصَروا من رب العالمين؟ ألم يأنِ للذين ظُلموا أن يُنصَروا من رب العالمين؟ أتنتظرون وقت استئصال الإسلام، وقد وصل إلى شفا حفرةٍ دينُ سيد الأنام؟ ما لكم لا تغتمّون كالمواسين؟
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب :
أحاط الناسَ مِن طَغوَى ظلامٌ
علامات بها عُرِفَ الإمامُ
فـلا تعجَبْ بـما جئنا بنورٍ
بدَتْ عينٌ إذا اشتدّ الأُوامُ
أيأتي مسيحكم بعد تفطُّر السماء واختلال النظام؟ ما لكم لا تعرفون الأوقات ولا تفكّرون في الأيام؟ ألا ترون أن الآفات نزلت، والآيات ظهرت، والمعاصي كثرت، والفتن تواترت، والمصيبة جلّتْ؟ أليست فيكم نفس مفكّرة، أو تحبّون الدنيا الخاسرة، أو يئِستم من رحمة الحضرة الأحدية، أو رجعتم إلى الجاهلية، ورُددتم في الحافرة؟ أتظنون أن الله ما بعث مجدّدًا لإصلاح هذه المَفْسدة، على رأس هذه المائة؟ أو بدّل سننه عند هذه الفتن المهلكة؟ ألم يكن حاجةٌ إلى روح القدس عند كثرة الشياطين؟ ألم يكن حاجةٌ إلى روح القدس عند كثرة الشياطين؟ فلا تميلوا كل الميل وانظروا كَلِمَ الله متدبرين. ألا ترون نيران الفتن وزمان المحن؟ وتسمعون ثم لا تسمعون، وتُنادَون ثم تصمِتون، كأنكم متُّمْ أو أُغمِيَ عليكم كالمصروعين. وإذا نطقتم نطقتم كالعادين، وإذا بطشتم بطشتم جبارين، وإذا ناظرتم فناظرتم بآراء أنحَف من المغازل، وأضعف من الجوازل، وأحاطت بكم أخلاط الزمر من ذوي الغمر، فجعلتموهم كأنفسكم من الضالين. أُعطيتم مفاتيح الهداية، فاستبدلتم الغيَّ بالرشد والدراية، وتمايلتم إلى الجهل كالمحبّين.
ومنكم قوم أغرَوا عليّ العامة، وندّدوا بأنه ترَك الكتاب والسنة، ألا لعنة الله على الكاذبين المفترين، الذين يستمرّون على غيّهم، ولا يتناهَون عن زهوهم وبغيهم، وما كانوا منتهين. وما ظلمونا ولكن ظلموا أنفسهم، وسقط المكر على وجوه الماكرين. أشاعوا جهلاتهم في الجرائد، وكادوا كالصائد، وجاءوا بزُور مبين. ولما رأيت أنهم أخلَوا كِنانتهم، وقضوا من المفتريات لُبانتهم، أشعتُ ما أشعت كما هو فرض الصادقين، فأعرضوا عن نِضالي، وفرّوا مِن عَسّالي، ووارَوا وجوههم كالكاذبين.
أيها الناس! أيها الناس! ارقوا على ظَلْعِكم ولا تظلموا، وانتهوا ولا تفرطوا، واحذروا ولا تجترئوا، واذكروا الموت ولا تغفلوا، واذكروا آباءكم الغابرين. أتظنون أنكم تُتركون في الدنيا ولذّاتها، ولا تُقادون إلى الحاقّة ومُجازاتها، ولا تُساقون إلى مالك يوم الدين؟ ما لكم لا تنتهجون مهجة الاهتداء، ولا تعالجون داء الاعتداء، وتمرّون بالحقّ محقرِّين؟
اعلموا أن فضل الله معي، اعلموا أن فضل الله معي، وأن روح الله ينطق في نفسي، وأن روح الله ينطق في نفسي، فلا يعلم سرّي، ودخيلة أمري إلا ربّي، فلا يعلم سرّي، ودخيلة أمري إلا ربّي، هُوَ الذي نزل علي وجعلني من المنوّرين. وكم من آياتٍ كُشفتْ عليكم ثم تمرّون بها غافلين. ألا ترون أن الخسوف والكسوف ما كانا في قدرتي ولا قدرتكم؟ بل كان جمعُهما في رمضان خلافَ مُنْيتكم، فرأيتم الآيتين المذكورتين كارهين. فكأن الله عذّبكم بما لا تهوى أنفسكم، فما فكرتم كالراشدين. ولو كان في قدرتكم لحوّلْتم الشمس والقمر من مكان خسوفهما ولو كان في قدرتكم لحوّلْتم الشمس والقمر من مكان خسوفهما ونلتم إلى السماء لتغيير صفوفهما لو كنتم قادرين. فسوّد الله وجوهكم ورَضَّ فُوْهَكم، وما استطعتم أن تردّوا فعل الله فكَنَسْتم نادمين.
أتُقسِمون أنكم رضيتم بهذا الفعل من الرحمن، وما جادلتموه بأنفسكم كالشيطان، وما أخذكم القبض كالغضبان؟ فأَقسِموا إن كنتم صادقين. أتُقسِمون أنكم رضيتم بموت "آتهم" بعد ما أخفى الحق وما أقسَمَ؟ أتُقسِمون أنكم رضيتم بموت "آتهم" بعد ما أخفى الحق وما أقسَمَ؟ فأَقْسِموا إن كنتم صادقين. أتُقسِمون أنكم رضيتم بما أيّدني ربي، وأكرمني وأعزّني، وزاد كل يوم حزبي؟ فأَقْسِموا إن كنتم صادقين. أتُقْسِمون أنكم رضيتم بما أخزاكم ربي بحذائي، وما استطعتم أن تكتبوا شيئا في العربية كإملائي؟ فأَقْسِموا إن كنتم صادقين. أتُقْسِمون أنكم رضيتم بما قصّرتم عن فهم القرآن، فما استطعتم أن تكتبوا مثل ما كتبتُ من معارف الفرقان، وما قدرتم أن تبارزوني في هذا الميدان؟ فأَقْسِموا فأَقْسِموا إن كنتم صادقين.
وأقم الصلاة.
قام سيدنا أحمد باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة والكافرون .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡكَـٰفِرُونَ (2) لَاۤ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ (3) وَلَاۤ أَنتُمۡ عَـٰبِدُونَ مَاۤ أَعۡبُدُ (4) وَلَاۤ أَنَا۠ عَابِدࣱ مَّا عَبَدتُّمۡ (5) وَلَاۤ أَنتُمۡ عَـٰبِدُونَ مَاۤ أَعۡبُدُ (6) لَكُمۡ دِینُكُمۡ وَلِیَ دِینِ (7) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة والكوثر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَضض عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ (2) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ (3) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ (4) }
///////////////////////////////
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/11/3
///////////////////////////////
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/11/3
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب مكتوب أحمد ، يقول الامام المهدي الحبيب :
لما رأى النَّوكَى خلاصةَ أَنْضُري
فـرُّوا وولَّوا الدُّبر كالمتشوّرِ
إنْ يـشتِموا فلقد نزَعتُ ثيابهمْ
وتركـتُهم كالمـيّت المتنكّرِ
هم يشتِمون ولا أخاف لسانهم
إني أرى ألطافَ ربٍّ أكبرِ
نزلتْ ملامـةُ لائمي مِن حُبّهِ
مِني بمنـزلةِ المحبّ المـوثَرِ
يا لائـمي دَعْ كلَّ لوم وانتظِرْ
سترَى بروقَ الحق بعد تبصُّرِ
جلّـْت وصايـانا هدًى لكنّها
كبُرتْ عليك وليتَها لم تكبُرِ
أيها الناس! تَدبَّروا لطرفة عين، ولا تُهلكوا أنفسكم لِمَينٍ. إن موت المسيح ثابتٌ بالقرآن، ثم بالحديث، ثم بشهادة اللغة وأهل اللسان، ثم بالعقل والفراسة والوجدان، ثم بنظائر سابق الزمان، فلا يزيل الأمرَ الثابت كيدُ الإنسان. والنـزول أيضًا حق نظرًا على تواتُر الآثار، وقد ثبت مِن طرقٍ في الأخبار، فتعالوا إلى كلمة ترفع هذا التناقض من بين بعض الأحاديث وبين مجموعة أحاديث أخرى والفرقان، فهو البروز الذي ثابت في سُنن الرحمن، ولا شك أنه يهب أنواع الاطمئنان. ولا ريب أنّا إذا اعتمدنا على طريق البروز في معنى نزول المسيح، كما ذُكر نزول إيليا بالتصريح، فحينئذ تنطبق العبارات، وترتفع الشبهات، وتطمئن قلوب الطالبين. ولولا هذا فلا سبيل إلى أن نعتقد مع القرآن بالآثار والأخبار، فالخير كل الخير في عقيدة البروز يا أولي الأبصار، وليس هذا بدعة بل قد مضت فيها نظائر من رب العالمين.
فاعلموا أيها الظانون ظن السوء والازدراء، والمُهْرعون إلى الجدال والمِراء، أني ما أريد إلا خيركم من حضرة الكبرياء، وأقصد أن أنقلكم من خَبْتٍ إلى العلياء، ومِن ذات حِقاف إلى حديقة النعماء، ومِن ذات كُسور إلى سبيل السواء، فهل أنتم تريدون خيركم أو كنتم من الآبين؟ أليس الزمان كَلَيلٍ أرخَى سدوله، والدينُ كغريب فقَد عُزْهُوله؟ أتخافون عند قبولي أن تفقدوا ما حِيزَ مَغنمًا، أو تُضيعوا الفضل الذي صار بالنَشَب تَوأَمًا؟ كلا.. إنه ظن لا يليق بأهل العلم والمعرفة، والعزةُ كلها لله في هذه والآخرة. إن الرجال لا يخافون ولو ذُبِحوا بالمُدى، أو نُزع عنهم ثوب المحيا.
أما تسلّتْ عِماياتكم إلى هذا الزمان؟ وما لي أجد كلَّ أحدٍ منكم ألوَى في الكلام والبيان؟ وتعلمون أنني ما جئت بمفتريات كأهل الفسق والهنات، وما فتحتُ عليكم باب البدعات، بل هو حسراتٌ عليكم بعد الممات. فأين آذان تسمعون بها؟ وأين أعين تبصرون بها؟ وأين قلوب تفقهون بها؟ وما لكم لا تتركون الخرافات المتدلّسة، ولا تقبلون الجواهر النفيسة؟ تمنعون المسلمين من المساجد، وتُعظّمون لدنياكم أهل العَساجد. حصحص الحق فلا تقبلون، وتبيّن الرشد فلا ترجعون، وتُكفِّرون أهل القِبلة ولا تمتنعون، أتموتون في يوم أو أنتم من الباقين؟ كيف تجدون لذة الإيمان بهذه التعصّبات؟ وما بقي حلاوته بتكفير المؤمنين والمؤمنات. حسبتم أعراضنا كفَيْءٍ، وتُغرُون علينا العوامَّ وتُلقون إليهم شيئًا بعد شيء، وأفسدتم الناس بمكائدكم وتزويراتكم، وصرفتم قلوبهم عن الحق بخرافاتكم. فاعلموا أن إثم الأُمّيّين عليكم يا معشر الخادعين. أحسبتم تكفير المؤمنين أمرًا هيّنًا، وتكذيب الصادقين شيئًا خفيفًا، وهو عند الله عظيم؟ ولم تزالوا كنتم مصرّين على الإنكار، وما شفِقتم وما خشِيتم أَخْذَ القهّار، حتى بلغ أمرنا إلى ما بلغ، وردّ الله عليكم دعواتكم، إنه لا يُحب قومًا مفسدين.
أيها الناس، إني مُحقّ صادق في ادّعائي، فإياكم ومِرائي، وإن كنتم لا تقبلون قولي، ولا تخافون صولي، ولا تُهصَرون إلى الهداية، ولا تنتهون من الغواية، فَتَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَّعْنَة اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ، ونستفتحْ فيما وقع بيننا، ليُقضى الأمر، ويظهر الحق، وينجو عباد الله من قوم كاذبين. وإني أحضر بِرازَ المباهلة، مع كتاب فيه إلهاماتي من حضرة العزّة، فآخذ الكتاب بيد التواضع والانكسار، وأدعو الله ربَّ العزّة والاقتدار، وأقول:
يا ربّ، إن كنتَ تعلم أن كتابي هذا مملوٌّ من المفتريات، وليس هذا إلهامك وكلامك ومخاطباتك من العنايات، فتَوَفَّني إلى سنةٍ، وعذِّبني بعذابٍ ما عذّبتَ به أحدًا من الكائنات، وأهلِكْني كما تُهلِك المفترين الكاذبين بأنواع العقوبات، لينجو الأُمّةُ مِن فتنتي وليتبيّن ذلّتي على المخلوقات.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب :
ربِّ، وإن كنتَ تعلم أن هذه الكلمات كلماتك ومن الإلهامات، ولستُ بكاذبٍ عندك بل أنت بعثتَني عند ظهور الفتن والبدعات، فعذِّبِ الذين كفّروني وكذّبوني ثم حضروا اليوم للمباهلة، ولا تُغادِرْ منهم نفسًا سالمةً إلى السنة الآتية، وسلِّطْ على بعضهم الجُذام، وعلى البعض الآلام، وأنزِلْ على أبصار بعضهم بلاءً، وسلّط على البعض صرعًا وفالِجًا واستسقاءً، أو داءً آخر وتَوَفَّهم معذَّبين. وابْتَلِ بعضهم بموت الأبناء والأحفاد والأَخْتان، والأزواج والأحباب والإخوان، وعليكم أن تقولوا آمين.
فإنْ يبق أحد منكم سالمًا إلى سَنةٍ فأُقِرّ بأني كاذب وأجيئكم بعجزٍ وتوبة، وأحرق كتبي وأشيع هذا الأمر بخلوص نيّة، وأحسب أنكم من الصادقين. وأمّا دعاؤكم فليَدْعُ كل أحدٍ منكم أحكمَ الحاكمين:
ربَّنا، إنْ كان هذا الرجل كاذبًا فأَنزِلْ عليه نَكالك، وتَوَفَّه إلى سَنة بعذاب مهين. واجعَلِ الرِّجْسَ عليه ونَجِّ عبادك منه يا أرحم الراحمين. ربّنا، وإنْ كان صادقًا ومن الحضرة، فأَنزِلْ علينا رجسًا من السماء إلى السنة، ولا تُغادِرْ منّا أحدًا من المباهلين. وعذِّبْنا ومزِّقْنا وأهلِكْنا وأَعدِمْنا، وسلِّطْ علينا آفاتٍ وأمراضٍ كما تُسلِّط على المفسدين. وعلينا عند ختم دعائكم أن نقول: آمين.
ثم عليكم أن تَقدّموا بين يديكم قبلَ المباهلة بالاستخارة المسنونة، وتلتمسوا فضل الله بتضرعاتٍ بهذه الأدعية:
ربّنا إن كان هذا هو الحق فلا تجعَلْنا من المحرومين. ربّنا وفِّقْنا لنقوم في سبيلك ولا نعصي الحق ولا نكون من الخاسرين. ربّنا نخاف أن نُرَدّ إليك بوجوه مُسودّة، فارحَمْنا ربّنا، واهدنا من لدنك سُبُلَنا، وافتَحْ علينا، وأَرِنا طريق الصالحين.
فقوموا في أواخر الليالي باكين، واسألوا ربكم متضرّعين، ولا تغلُوا في ظنونكم، ولا تيأسوا من أيام الله، إن أيام الله تأتي كالمفاجئين.
وآخر العلاج خروجكم إلى بِرازِ المباهلة، وعليكم أن لا تكون جماعتكم أقلَّ من العشرة الكاملة، أو يزيدون ولو إلى ألفٍ في تلك الساهرة، ليفتح الله بيننا وبينكم ويقطع دابر الفَجَرة، ويُتِمّ الحجة على العالمين.
هذا آخرُ حِيَلٍ أردناه في هذا الباب، فتدبَّرْ وادْعُ اللهَ لِطُرق الصواب، ولا تقعد كالقانطين.
ألا يا أيـها الحُـرُّ الكـريمُ
تَدبَّرْ يَهْدِك الـمولى الرحيمُ
ولا تبخَلْ ولا تقـصُدْ فسادا
أتُطفئ ما حضا الربُّ العظيمُ
وما جئنا الورى في غير وقتٍ
وقد هبّتْ لقارئِها النسيـمُ
مَن رجَع من قوله بعد ما نطق بالخطأ فله أجر عظيم في حضرة الكبرياء، ويُحشَر مع المتقين، وينال جزيل الثواب، وعظيم الأجر في دار المآب، التي لا موت بعد حياتها، ولا انقطاع لنعيمها ولذاتها. فمن قام ابتغاءً لمرضاة الله فله ثواب ذلك في ملكوت السماء، ويُكرَم في حضرة العزة ويُجزى بأحسن الجزاء. فعليكم يا معشر الإخوان، أن تسمعوا قولي لله الديّان، وتجتنِبوا سبل الطغيان، وإياكم والكبرَ والمبالاة، واتقوا الله واذكروا المجازاة، واتقوا سير أرباب الدنيا والمحجوبين.
ولا تقرؤوا كتابي هذا واجدين عليّ أو كارهين، وعسى أن تحسبوا أمرا على صورة والحقيقةُ خلاف تلك الصورة، وعسى أن تظنوا أمرا خلافَ حقيقة وهو عين تلك الحقيقة، فإنكم ما تدرون لُبَّ النواميس الإلهية، وتتكلمون مستعجلين غير مفكِّرين. انظروا كيف تهتمّون لأمور دنياكم، وإنْ نزل بلاء عليها فلا تصبرون على بلواكم، وتسعون حق السعي لتدفعوا ما آذاكم، وتنفقون لدفعه أموالكم وأوقاتكم وقواكم، وتتوجهون بكل فكركم ونُهاكم، ولا تقعدون كالصابرين. فلما كانت عنايتكم بهذا القدر إلى أشياء فانية ذاهبةٍ بعد وقت ومُهْلة، فكيف تغفلون من الأمور الباقية الأبدية، التي توصل فقدانها إلى النيران المحرقة؟ أتؤثرون الفانيات على الباقيات، وتريدون الحياة الدنيا وتنسون خلود الجنات؟
وأقم الصلاة.
قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة والإخلاص .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (2) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (3) لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ (4) وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ (5) }
[سُورَةُ الإِخۡلَاصِ: 1-4]
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة والكافرون .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَضض عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡكَـٰفِرُونَ (2) لَاۤ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ (3) وَلَاۤ أَنتُمۡ عَـٰبِدُونَ مَاۤ أَعۡبُدُ (4) وَلَاۤ أَنَا۠ عَابِدࣱ مَّا عَبَدتُّمۡ (5) وَلَاۤ أَنتُمۡ عَـٰبِدُونَ مَاۤ أَعۡبُدُ (6) لَكُمۡ دِینُكُمۡ وَلِیَ دِینِ (7) }
///////////////////////////////
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/10/27
///////////////////////////////
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/10/27
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام بلال اليوسفيين مروان برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حي على الصلاة
حي على الصلاة
حي على الفلاح
حي على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب مكتوب أحمد ، يقول الامام المهدي الحبيب : أيها الناس، أيها الناس لا تُعرِضوا عن أيام الله وضيائها، ولا تغفلوا حسرات بعد انقضائها، ولا تَغْلُوا ولا تظلموا ولا تعتدوا إن الله لا يُحبّ المعتدين. اتقوا الله يا معشر المسلمين والمسلمات، وإنما التقوى لهذه الأيام والأوقات، وفكِّروا وقوموا فُرادَى فُرادَى، ثم فكِّروا كالأتقياء لا كرجُلٍ عَادَى، واسألوا الله مبتهلين طالبين.
وكيف رضي عقلكم وإيمانكم، ودرايتكم وعرفانكم، بأوهام لا تجدون في كتاب الله أثرًا منها؟ وتتركون طرق السلامة وتُعرضون عنها، ولا تتّبعون أصلاً مُحكَمًا بَيِّنَ الوقوع، وتأخذون بأنيابكم صُوَرَ مسائلِ الفروع، مع أنها في أنفسها مملوّة من الاختلافات والتناقضات، ثم لا يوجد تطابُقها بالأصل الذي هو لها كالأمّهات، وأين التطابق بل يوجد كثير من التباين والمنافاة. فانظروا كيف جمعتم في عقائدكم مِن أنواع الشناعة والتناقض والفرية، وأمَدْتم بجهلكم أعداء المِلّة وعداء الشريعة المقدّسة، فهم يصولون على الحق مستهزئين.
وأمّا السلف الصالحون فما كانوا كمثلكم في الاعتقادات، ولا في الخيالات، بل كانوا يُفوّضون إلى الله علم المخفيّات، وكانوا متّقين. وما كان جوابهم في هذه المسائل، عند اعتراض المعترض السائل، إلا تفويض الأمر المخفيّ إلى الله الخبير العليم. وكانوا يؤمنون إجمالاً ويُفوّضون التفاصيل إلى الله الحكيم. فلأجل ذلك ما بحثوا عن تناقضات هذه الأنباء، وما أرادوا أن يتكلّموا فيها قبل وقوعها خوفًا من جُناح الزلّة والاعتداء، وقالوا نؤمن بها ولا ندخل فيها وما كانوا على أمرٍ مُصرّين.
ثم خلف من بعدهم خلف وفَيْجٌ أعوَجُ، أضاعوا وصاياهم وسُبُلهم، وبدأ فيهم التعلّي والتموّج، فتكلموا في أنباء الغيب بغير علم مُجترئين. وبحثوا عن أمور ما كان لهم أن يبحثوا عنها، فضلّوا وأضلّوا وكانوا قومًا عمين. أما ترى كيف نحتوا مِن عند أنفسهم نزول المسيح من السماء؟ ولن تجد لفظ السماء في ملفوظات خير الأنبياء ولا في كَلِمِ الأوّلين.
وأمّا نفس النـزول فهو حق ولا نجادلهم فيه، ولا نردّه عليهم بل إنّا نؤمن به كما يؤمنون وما نحن بمنكرين. وليس عندنا إلا تسليمٌ في هذا الباب، ومن أنكر فقد كفر بما جاء في الآثار والكتاب، وإنه من الملحدين. بيد أننا نحمِل هذا النـزول على أمرٍ فيه أمنٌ من التناقضات، ونجاة من الاعتراضات، وهو النـزول البروزي الذي قد جرت سُنّة الله عليه من زمن الأوّلين. فليس إنكارنا إلا من نزول المسيح بنفسه من السماوات، فإنه يخالف سُنن الله والبينات من الآيات، فإن القرآن فرض علينا أن نؤمن بوفاة المسيح عليه السلام ونحسبه من الأموات، فالقول بحياة المسيح ورجوعه إلى دار الفانيات، يستلزم إنكارَ القرآن والمحكمات البيّنات، فلا يتكلم بمثل هذا إلا الذين هم غُلْفُ القلوب، وكالمحجوب ومن المعرضين.
( يقول الامام المهدي الحبيب في الحاشية : نوت: جاء في بعض الأحاديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتصريح أن عمره نصفُ عمرِ المسيح. قال صاحب الفتح: هذا حديثٌ صحيحٌ ورجاله ثقات. )
يقول الامام المهدي الحبيب : أنترك لظنونٍ واهيةٍ القرآنَ، وننبِذ من أيدينا اليقين والعرفان، ونرجع إلى أفسَدِ القولِ مِن أصلَحِه، ونُلحِق أنفسَنا بالجاهلين؟ ومن يتدبر آيات الله، ولا يُعمي عينَ تميُّزِه مِن بيّنات الله، فلا بد له أن يؤمن بموت المسيح، ويقرّ بأن النـزول على سبيل البروز الصريح، ويُعرِض عن الظالمين.
أسمعتم قبل ذلك رجلاً ذهب من الدنيا ثم نزل بعد بُرهة من السماء؟ أتجدون نظيره في أحدٍ من الأنبياء؟ وقد سمعتم كيف أُوِّلَ مِن قبل في نزول إلياس، يا أولي الأبصار والقياس. ورأيتم قومًا حملوا قصة نزول إيليا على ظواهرها، وكفّروا المسيح بخُبث النفس وأباهِرِها، وضُربت عليهم الذلّة والمسكنة وجُعلوا من الملعونين.
وإن كنتم لا تؤمنون بموت عيسى يا معشر الإخوان، وترفعونه حيًّا إلى عرش الرحمن، فما آمنتم بكتاب الله الفرقان، فانظروا مَنْ أحقُّ بالأمن والأمان، ومَن اتّبع ظنونًا وترَك سبل الإيقان. ثم أنتم تُكفّرون المسلمين وتكذّبون الصادقين، وتطيلون الألسنة على أهل الحق واليقين. أكان هذا طريق التقوى والمتّقين؟
وقد سمعتم أنّا قائلون بنـزول المسيح، والمقرّون به بالبيان الصريح، وإنه حقّ واجب ولا ينبغي لنا ولا لأحدٍ أن يُعرض عنه كالمفسدين، أو يمتعض من قبوله كالمتكبرين. فإنه لا يُعرض عن الحق إلا ظالمٌ معتدٍ خلاّب، أو فاسق مُزوِّر كذّاب، ويُعرَف بقبوله قلبٌ توّابٌ. فالآن انظروا! أنحن نُعرِض عن القبول أو كنتم معرضين؟ أتظنون أن المسيح ابن مريم سيرجع إلى الأرض من السماء؟ ولا تجدون لفظ الرجوع في كَلِمِ سيّدِ الرسل وأفضل الأنبياء. أَأُلْهِمْتم بهذا أو تنحِتون لفظ الرجوع من عند أنفسكم كالخائنين؟ومن المعلوم أن هذا هو اللفظ الخاص الذي يُستعمل لرجل يأتي بعد الذهاب، ويتوجّه من السفر إلى الإياب، فهذا أبعدُ مِن أبلَغِ الخَلقِ وإمامِ الأنبياء، أن يترك ههنا لفظ الرجوع ويستعمل لفظ النـزول ولا يتكلم كالفصحاء والبلغاء، فلا تنظروا كلامي هذا بنظر الاستغناء، ولا تنبذوه وراء ظهوركم كأهل الكبر والمراء، بل فكّروا كل الفكر بجميع قوة الدهاء، فإنّ هذا أمرٌ جليل الخطب عظيم القدر في حضرة الكبرياء، وقبوله بركة، وتسليمه فطنة وسعادة، وردُّه بلاء على أهله المخذولين.
ومن العلماء من يقول إن لفظ التوفّي قد يجيء في لسان العرب بمعنى الاستيفاء، وهو المراد ههنا في كلام حضرة الكبرياء، وإذا طُلِبَ منهم السند فلا يأتون بسند من الشعراء، وقد كفروا بمعنى بَيَّنَه خاتَمُ الأنبياء، وما أتوا بمعنى أبلغ منه عند الفصحاء، وما أثبتوا دعواهم بل نطقوا كالعامهين. وما أُعطُوا وُسْعةً في هذا اللسان، ولا يعلمون إلا الحقد الذي هو تُراثهم من قديم الزمان. فيا حسرة عليهم! ما لهم من معرفة في العربية، وليس عندهم من غير الدعاوي الواهية، ومع ذلك لا يتناهَون من القيل والقال، ولا يتركون نزاعهم بل يتصدّون لهذا النضال، ويقومون مع الجهل المحكم للجدال، وكذلك هتكوا أستارهم بأيديهم في هذا المقام، بما كانوا غافلين من موارد الكلام. سكتوا ألفًا، ونطقوا خلفًا، وما نبسوا بكلمة حكمية كالعاقلين. أَرْأَوا أنفسهم كمَخاضٍ، وظهروا كخَلِفَةٍ، ثم إذا حان النِتاج فما ولدوا إلا فأرة، أو أشوَهَ وأصغَرَ مِن فُوَيسقة. هذا علمهم، وأفسدُ منها عملُ تلك العالمين. يأمرون الناس بالبرّ وينسون أنفسهم، ويقولون ما لا يفعلون. وإذا جُعِلوا حَكَمًا فلا يُقسِطون، ويُحبّون أن يُحمَدوا بما لا يعملوا، وإذا صلَّوا فصلَّوا مُرائين. ويغتابون في المساجد ويأكلون لحم إخوانهم المسلمين، إلا قليل من الخاشعين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب :وأمّا لفظ التوفّي الذي يُفتّشونه في اللسان العربية، فاعلم أنه لا يُستعمل حقيقةً إلا للإماتة في هذه اللهجة، سيّما إذا كان فاعلُه اللهَ والمفعولُ به رجُلاً أو من النسوة، فلا يأتي إلا بمعنى قبض الروح والإماتة. وما ترى خلاف ذلك في كتب اللغة والأدبية، ومَن فتّش لغات العرب، وأنضى إليها رِكاب الطلب، لن يجد هذا اللفظ في مثل هذه المقامات إلا بمعنى الإماتة والإهلاك من الله رب الكائنات. وقد ذُكر هذا اللفظ مرارًا في القرآن، ووضعه الله في مواضع الإماتة وأقامه مقامها في البيان. والسرّ في ذلك أن لفظ التوفّي يقتضي وجود شيء بعد الممات، فهذا ردٌّ على الذين لا يعتقدون ببقاء الأرواح بعد الوفاة، فإن لفظ التوفّي يؤخذ من الاستيفاء، وفيه إشارة إلى أخذ شيء بعد الإماتة والإفناء، والأخذُ يدل على البقاء، فإن المعدوم لا يؤخذ ولا يليق بالأخذ والاقتناء. وهذا من العلوم الحِكَمية القرآنية، فإنه رجع القومَ إلى لسانهم المباركة الإلهامية، ليعلموا أن الأرواح باقية والمعاد حق، ولينتهوا من عقائد الدهريين والطبعيين.
فلما كان الغرض من استعمال هذا اللفظ صَرْفَ القلوب إلى بقاء الأرواح، فمعنى التوفّي إماتة مع إبقاء الروح، فخُذِ الحق واتّقِ طرق الجُناح.
( يقول الامام المهدي في الحاشية: الحاشية: لمّا كان الملحوظ في معنى التوفّي مفهوم الإماتة مع الإبقاء، فلأجل ذلك لا يُستعمل هذا اللفظ في غير الإنسان، بل يُستعمل في غيره لفظ الإماتة والإهلاك والإفناء. مثلاً لا يقال توفَّى اللهُ الحمارَ، أو القنفذ والأفعى والفأر، فإن أرواحها ليست بباقية كأرواح الآدميين.)
يقول الامام المهدي الحبيب : ولا يجادل في هذا إلا الجاهل الذي لا يعلم العربية، أو المتجاهل الذي يُغري مِن خبثه العامّةَ. ومن انتصب لإزراء هذا الكلام، وقام للتكذيب والإفحام، فعليه أن يعرض في هذا الباب شعرًا من أشعار الجاهلية، أو كلامًا من كَلِمِ فصحاء هذه المِلّة. وإن لم يفعلوا، ولن يفعلوا، ولم ينتهوا من الشرارة، فقد جمعوا لعنتَين لأنفسهم بشامة النفس الأمّارة. اللعنة الأولى أنهم ما صدّقوا قولَ خير البريّة، وما اطمأنت قلوبهم بشهادة إمام الملّة، واللعنة الثاني أنهم فتّشوا اللغة شاكّين، ثم رجعوا يائسين بالندامة التي هي تشابه عذاب الهاوية، ثم قعدوا مخذولين.واعلم أن أحدًا من رجالٍ ذي غيرة، لا يقِف متعمّدًا موقف مندمة، إلا الذي نزع عن نفسه ثوبَ حياءٍ وإنسانية، ورضِي بكل تبعة ومعتبة، وألحَقَ نفسه بالخاسرين الملومين. وما تُجادلونني في لفظ التوفّي إلا من السفاهة، فإني أعلم ما لا تعلمون. وإني تورّدتُ بحر العربية وتبحّرتُ، وعلَوتُ شوامخَها وتوغّلتُ، واجتنيتُ ثمارها وتخبّشتُ، وفحصتُ كلام القوم وتصفّحت، فما وجدتُ لفظ التوفي في كلامٍ أو شعر الشعراء، إلا بمعنى الإماتة مع الإبقاء، وما استعملوا في غيره إلا بعد إقامة القرينة والإيماء، وما جاءوا به في صورة كون الله فاعلاً إلا بهذا المعنى، ويعلمه كل أحدٍ من علماء العرب من الأعلى إلى الأدنى؛ وإذا كتبتَ مثلاً إلى أحدٍ من أهل هذا اللسان، أن الله تَوَفّى فلانا من الأحباب أو الجيران، فلا يفهم منه هذا العربي إلا وفاة ذلك الإنسان، ولا يزعم أبدًا أنه أنامه أو رفعه بالجسم من ذلك المكان، بل يسترجع على موته كما هو عادة المؤمنين، فويل كل الويل للمنكرين.
أفتنحتون للمسيح معنى وللعالمين كلهم معانيَ أخرى؟ تلك إذًا قسمةً ضيزى. فما لكم لا يوقظكم نصاحةٌُ، ولا يُنبّهكم صراحة، ولا ترجعون إلى الحق كالمتقين. أكفّرني المكفِّرون مع هذا العلم واللياقة؟ أجادلوني بهذه البلاغة والطلاقة؟ فليموتوا متندّمين. ولا أظن أن يتندّموا.. إنهم قوم لا يُبالون لعن اللاعنين؛ إذا أفظعت الوقاحةُ، فكلُّ خزيٍ الراحة. أكبّوا على جارهم، وذهلوا عن دارهم، فهتك الله أستارهم، وجعلهم من المهانين. وسلّطني عليهم فاختفَوا كالطير في الوُكنات، واقتنّوا كالوعل عند التعاقبات، وعرَضْنا كَلْكَلَنا للمناظرات، فأُهْرِعوا كالأوابد إلى الفلاة، وتصدّينا لهم لأنواع الدعوة، وما وضعنا عن كاهلنا عِصام هذه القِربة، وما كنّا لاغبين. نعَب علينا كلُّ أعورَ ذي غواية، ونعَق علينا كلُّ ابنِ داية، محرومٍ عن دراية، وعوَى كلُّ خليعٍ خليعِ الرسن، ونبَح كل كلب ولو كان كاليَفَن، فإذا قمنا فكانوا مَديدَ الوَسَن، أو كانوا من الميتين.
وأقم الصلاة.
قام بلال اليوسفيين مروان باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة والكافرون .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡكَـٰفِرُونَ (2) لَاۤ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ (3) وَلَاۤ أَنتُمۡ عَـٰبِدُونَ مَاۤ أَعۡبُدُ (4) وَلَاۤ أَنَا۠ عَابِدࣱ مَّا عَبَدتُّمۡ (5) وَلَاۤ أَنتُمۡ عَـٰبِدُونَ مَاۤ أَعۡبُدُ (6) لَكُمۡ دِینُكُمۡ وَلِیَ دِینِ (7) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة والكوثر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَضض عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ (2) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ (3) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ (4) }
///////////////////////////////
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/10/20
///////////////////////////////
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/10/20
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قامت ام المؤمنين د مروة برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب مكتوب أحمد ، يقول الامام المهدي الحبيب : أيها الغالي اتَّقِ سبلَ الغلواء، واترُكْ طريق الخيلاء، ولا تُغضِب الله بالمعصية، ولا ترِدْ مَورِدَ المأثمة، وسارِعْ إلى التوبة والمعذرة، ولا تكن كالذي بَسَأَ بأكل الجيفة، وما اكترث لما فيه من العَذِرة، وفِرَّ إلى الله كالمستغفرين.
أَطِعْ ربَّك الجبّارَ أهـلَ الأوامرِ
وخَفْ قهرَه واترُكْ طريق التجاسُرِ
وكيف على نار النَّهَابِرِ تصبِرُ
وأنت تَأَذَّى عند حرِّ الهَـواجِرِ
وحُبُّ الهوى واللهِ صِـلٌّ مدمِّرٌ
كمَلْمَسِ أفعى ناعِمٍ في النواظرِ
فلا تخـتَرُوا الطَغْوى فإنّ إلهنا
غيورٌ على حُرُمـاتِه غير قاصِرِ
ولا تقعُدَنْ يا ابْنَ الكرام بمُفسِدٍ
فترجِعَ مِن حُبِّ الشرير كخاسرِ
ولا تحسَبَنْ ذنبًا صغيرًا كهـيِّنٍ
فإن وَدادَ اللَّمَمِ إحدى الكبائرِ
وآخرُ نصحي توبَـة ثم توبَـة
وموتُ الفتى خيرٌ له مِن مَناكِرِ
أيها الصلحاء! إنّي بلّغتُكم الحق لإتمام الحجة، ولو كان فيه بعض المرارة، فتدبَّروا.. نصَركم الله.. إن الله ينصر المتدبّرين. ولا يختلج في قلبكم أن المسيح الموعود يُحارب الكفار، ويقتل الأشرار، ويخرج كملوكٍ مقتدرين. وليست ههنا هذه القوة، ولا العساكر والشوكة، وسطوة السلاطين؟
فاعلموا أن هذه الحكايات والروايات ليست بصحيحة، ويَعرِف سُقْمَها كلُّ من تفكّر بسلامة قريحة، ويتدبّر كتب المحدّثين. وأنتم تعلمون أن صحيح الإمام البخاري أصح الكتب بعد كتاب الله الفرقان، وقد جاء فيه أن المسيح "يضَع الحربَ" ففكِّروا بالإمعان. فإن هذه الفقرة وأمثالها تشفيكم وتُخرج شكوك الجَنان، لأنها تدلّ أن المسيح لا يحارب الناس، بل يُفحم الأعداء ويزيل الأوهام والوسواس، ويأتي بكلمات حِكَمِيّة، وآياتٍ سماويّة، حتى يُخرِج من الصدور أضغانها، ويقتُل شيطانها، ولكن لا بسيوف ورمح وقناة، بل بحربة من سماوات، ويستفتح بتضرعات وأدعية، لا بسهام وأسنّة، ولأجل ذلك لا يحارب يأجوجَ ومأجوج، بل يسأل الله أن يعطيه من لدنه الغلبةَ والعروج، فيكون في آخر الأمر من الغالبين. فالقول الذي يخالف هذا الحديث الصحيح والخبر الصحيح مردود وباطل ولا يقبله إلا جاهل من الجاهلين.
ثم اعلموا أن قتل الناس من غير تفهيمٍ وتبليغٍ وإتمامِ حجّةٍ أمرٌ شنيع لا يرضى به أهل فطنة، ولا نورُ فطرة، فكيف يُعزَى إلى الله العادل الرحيم، والمنّان الرؤوف الكريم؟ ولو كان هذا جائزًا لكان أحقَّ به سيدُنا خير البريّة، وقد سمعتم أنه صبَر مدّةً طويلة على تطاول الكَفَرة الفَجَرة، ورأى منهم كثيرا من الظلم والأذيّة، وأنواع الشدّة والصعوبة، حتى أخرجوه من البلدة، ثم أهرعوا إليه متعاقبين مُغاضبين بنيّة القتل والإبادة، فصبر صبرًا لا يوجد نظيره في أَحدٍ من رُسل حضرة العزّة، حتى بلغ الإيذاء منتهاه، وطال مَداه، فهناك نزلت هذه الآية من الله السميع الخبير: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)
فانظروا كيف صبر رسول الله وخير الرسل على ظلم الكَفَرة إلى برهة من الزمان، ودفَع بالحسنة السيئةَ حتى تـمّتْ حُجّة الله الديّان، وانقطعت معاذير الكافرين. فاعلموا أن الله ليس كقصّاب يعبِط الشاةَ بغير جريمة، بل هو حليم عادل لا يأخذُ من غير إتمام حجّة، وهو الذي أرسلني من حضرته العليّة، فإياكم وحُجُبَ الجهل والعصبية.
وكم من العلماء والصلحاء اتّبعوني مع كمال العلم والخبرة، وكُفِّروا ولُعِنوا وأُوذُوا بأنواع الفِرْية والتهمة، فاستقاموا بما أشرقَ لهم نورُ الحق والمعرفة، وصدّقوا قولي مستيقنين، وآمَنوا مصدّقين غير مرتابين، وألّفوا كُتُبًا ورسائل ليعلم الناس أنهم من الشاهدين. وترى نور الصدق يتلألأ في جباههم، وتخرج كَلِمُ الحِكم من أفواههم، والاستقامةُ تترشّح مِن سموئهم، والزهادة يُشاهَد في وجوههم، لا يجترئون على المحارم ويخافون رب العالمين، وتتنـزّل عليهم سكينة كل حين. زكّى الله جوهر نفوسهم، وزاد عرفانهم، وجلّى مرآة إيمانهم، وسقاهم كأس صدقٍ وعفّةٍ، وأعطاهم أنواع علمٍ ومعرفةٍ، وأدخلهم في عباده الصالحين. فقاموا لله لإطاعتي، وتركوا إرادتهم لإرادتي، وتركوا إرادتهم لإرادتي، وخالفوا لي أزواجهم وأحبابهم، وأبناءهم وآباءهم، وجاءوني تائبين. إنهم من قوم أثنى عليهم ربي وألهمني وقال: "تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ، يُصَلُّونَ عَلَيْكَ. رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ فَآمَنَّا. رَبَّنَا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ."
فهُم مني وأنا منهم، فهُم مني وأنا منهم، إلا قليلٌ من الغافلين، فإنهم لحقوا بنا بألسِنهم لا بقلوبهم، أو أَمْحَلوا بعد شُؤْبُوبِهم، والله يعلم ما في صدور العالمين. فطوبى للذين سمعوا وصايا الحق واستقاموا عليها وما سمِعوا بعدُ قولَ نسائهم أو أبنائهم أو عشيرتهم، وما صاروا كالكسالى بل زادوا في اليقين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب :
فالحاصل أن الرشد قد تبيّن، وأظهر الله الحق وبيَّن، وأشرقتْ أيام كانت تنتظرها الأمم وتترجّاها الفِرق، وكلُّ أمرٍ موعود حانَ، وخُسِفَ القمرُ والشمس في رمضان، ورأيتم أن القِلاص تُركتْ، والعِشار عُطِّلتْ، والبحار فُجّرتْ، والصحف نُشرت، ويأجوجَ ومأجوج وأفواجهما أُخرجتْ، والجبال دُكّتْ، ومُقدِّمات الساعة ظهرتْ، والفتن كمُلتْ، والأرض زُلزلتْ، والسماء انفجرت، فاتقوا الله ولا تكونوا أوّل المعرضين.
وقد تفرّدتُ بفضل الله بكشوفٍ صادقةٍ، ورؤيا صالحة، ومُكالماتٍ إلهية، وكلماتٍ إلهامية، وعلومٍ نافعة، وزادني ربي بسطةً في العلم والدين. وأرسلني مجدِّدًا لهذه المائة، وسمّاني عيسى نظرًا على المفاسد الموجودة، فإن أكثرها مِن قومٍ مسيحيين.
ومَن جاءني بقلب سليم ونيّة صحيحة، وإخلاصٍ تامٍّ وإرادةٍ صادقةٍ، ومكث عندي إلى مدة، فيكشف الله عليه سرّي في صحبتي، ويُريه من بعض آياتٍ وعجائبٍ لإراءة منـزلتي، إلا الذين يجيئونني غافلين منافقين، ولا يطلبون الحق كالخاشعين التائبين، فأولئك الذين بعدوا مني ولو كانوا قريبين. رضوا بالبعد والحرمان، وما أرادوا أن يُعطَوا حظًّا من العرفان، وما حملهم على ذلك إلا فساد نيّاتهم، وقلّة مُبالاتهم، وغفلتهم في أمر الدين. والحق والحق أقول، إن أحدًا من الناس لا يراني، إلا بعد ترك الأهواء والأماني، وليس مني من يقول: "أبنائي ونسواني، وبيتي وبستاني"، وإنه من المحجوبين. وإني جئت قومي لأمنعهم من مساوئ الأخلاق وشُعب النفاق، وأُريهم طريق المخلصين الموحّدين.
ولا دينَ لنا إلا دين الإسلام، ولا كتاب لنا إلا الفرقان كتاب الله العلاّم، ولا نبيّ لنا إلا محمدٌ خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم وبارَكَ وجعل أعداءه من الملعونين. اشهدوا أنّا نتمسّك بكتاب الله القرآن، ونتّبع أقوال رسول الله منبعِ الحق والعرفان، ونقبَل ما انعقد عليه الإجماع بذلك الزمان، لا نزيد عليها ولا ننقص منها، وعليها نحيا وعليها نموت، ومن زاد على هذه الشريعة مثقال ذرّة أو نقص منها، أو كفر بعقيدة إجماعيّة، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
هذا اعتقادي، هذا اعتقادي، وهو مقصودي ومرادي، ولا أخالف قومي في الأصول الإجماعية، وما جئتُ بمحدَثاتٍ كالفِرق المبتدعة، بيد أني أُرسِلتُ لتجديد الدين وإصلاح الأمّة، على رأس هذه المائة، فأُذكّرهم بعض ما نسوا من العلوم الحِكَميّة، والواقعات الصحيحة الأصلية. وجعلني ربي عيسى ابن مريم على طريق البروزات الروحانية لمصلحةٍ أراد لنفع العامة، ولإتمام الحجّة على الكَفَرة الفَجَرة، وليُكمِّل نبأَه وليُنجِزَ وعدَه ويُتمّ كلمته، ويُفحِم قومًا مجرمين.
هذا دعواي وتلك دلائلي، ولن تجدوا زَيْغًا في دعواي ومسائلي، وإن كتابي هذا لبلاغٌ لقوم طالبين. ففكّروا يا علماء القوم، وفتّشوا الأمر قبل اللَوم. يا عباد الله اسمعوا، واتقوا الله ثم اتقّوا، وإني بلّغتُ ما أمر به ربي، وما بقي الإخفاء. فاسمعي أيتها الأرض، واشهدي أيتها السماء.
وما أخشى الخَلق ومكائدهم، وأتّبع الحق ولا أتّبع زوائدهم، وإني واثق بما وعد ربي، وهو مَوئلُ كلِّ أَمَلي وأَرَبي. إن الأرض والسماء تتغيران، والصيف والشتاء ينقلبان، ولكن لا يتغير قول الرحمن، ولا ينقلب مشيئته بمكر الإنسان، وإن مُحاربيه من الخاسرين.
وأقم الصلاة.
قامت ام المؤمنين د مروة باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة والكوثر.
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ (2) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ (3) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ (4) .
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة والناس .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَضض عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ (2) مَلِكِ ٱلنَّاسِ (3) إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ (4) مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ (5) ٱلَّذِی یُوَسۡوِسُ فِی صُدُورِ ٱلنَّاسِ (6)مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ (7) } .
///////////////////////////////
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/10/13
///////////////////////////////
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/10/13
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قامت ام المؤمنين اسماء برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب مكتوب أحمد ، يقول الامام المهدي الحبيب : يا عباد الله، اسمعوا، ثم فكّروا ثم اقبَلوا إن كنتم طالبين. قد مات نبي الله عيسى، وأخبرنا عن موته خيرُ الخَلق وسيّدُ الورى، ثم شهد على موته كثير من أهل العلم والنهى، كما شهد شاهدٌ عند وفاة نبينا المصطفى، أعني خليفة الله الصدّيق الأتقى. وكذلك ذهب إليه كثير من الأكابر والأئمة، وما جاء لفظ "رجوع" المسيح في نبأ خير البريّة، بل لفظ "النـزول" إلى هذه الأُمّة. وشتان ما بين الرجوع وبين النـزول عند أهل المعرفة. فاتقوا الله يا معشر المؤمنين، واقبلوا الحق يا حزب الصالحين.
واعلموا أن قُرْب الله ليس إرثًا مقبوضا لأحد، بل تداولُ هذه الأيام من أمر رب صمد، يلقي الروح على من يشاء، وكذلك تقتضي العظمة والكبرياء. أأنتم تجادلونه على ما فعل أو تقومون محاربين؟ ففكّروا بفكر لا يشوبه زيغ ولا مَيل، وطَهِّروا قلوبكم من كل تعصب ولا يُذْهِبْكم سَيل. أَرُوا تقواكم تقواكم، يا أبناء المتقين. واعلموا أن الله قد أقامني وبعثني وكلّمني، فاتقوا أن تحاربوا الله متعمدين. لا فُلْكَ في يومي هذا إلا فُلْكي، وإن يدي هذه فوق كل يد تبتغي مرضاة ربي، فلا تنبذوا الحق بعد ظهوره، ولا تجعلوا أنفسكم من المسئولين.
وبعزة ربي وجلاله، لستُ بكافر ولا معتدٍ من أقواله ولا مرتدّ ولا من الملحدين. بل جاءكم الحق فلا تُعرضوا عن الحق كارهين. وقد تقوَّى مذهبنا بتظاهر الأحاديث والفرقان، ثم بشهادة الأئمة وأهل العرفان، ثم بالعقل الذي هو مدار التكاليف الشرعية، ثم بالإلهام المتواتر اليقيني من حضرة العزة، فكيف نرجع إلى الظن بعد اليقين؟ بل نحن أوينا إلى الركن الشديد، واعتصمنا بحبل الله المجيد، وما جئنا بمحدَثات كالمبتدعين.
وقد علمتم أن المسيح الموعود، يكسر الصليب المعضود، فهذا هو الزمان إن كنتم موقنين. أما ترون كيف يُعلَى الصليب، وكيف تُفشَّى في شأنه الأكاذيب، وإلى أي حدود بلغ الأمر، وكثر الخنـزير والخمر، ودِيْسَ الإسلام تحت أقدام المُغْوِين المفسدين؟ أليس في أحاديث خير الكائنات، وأفضلِ الرسل ونُخبةِ المخلوقات، أن المسيح الموعود لا يجيء إلا عند غلبة الصليب وفتنِها الموّاجة في الجهات؟ فهذا هو الأصل المحكم لمعرفة وقت المسيح ومِن أعظم العلامات. فإن كنتم تظنون أن المسيح ما جاء على رأس هذه المائة، وفتنَ النصارى لم تبلغ إلى غايتها المقصودة، فلزمكم أن تعتقدوا بامتداد هذه الفتن إلى رأس المائة الثانية، أو على رأس مائة أخرى من المئين الآتية البعيدة. فلو كان عمر فتن النصارى إلى هذه الأزمنة الطويلة، فما بال الإسلام إلى تلك المدة يا معشر المتفرسين؟
أرضيتم أن تتزايد فتن الدجالين القسيسين وتمتدّ إلى مائتين أو مئين؟ فإن غلبتهم ضروري إلى أيام ظهور المسيح، كما جاء بالبيان الصريح، في أنباء خير المرسلين. فما تأمرون في هذه القضية؟ أترضون بأن يمهلهم الله لإغواء الناس إلى تلك المدى الطويلة، ويُجاح الإسلام من أصوله المباركة، ولا يبقى أحد على وجه الأرض من المسلمين؟
أيها الناس اعلموا أن وقت ظهور المسيح عند الله هو وقت ظهور فتن الصليب، ولأجل ذلك قيل هو يكسر الصليب، فتدبروا كالمستدلّ اللبيب، وقوموا لله شاهدين. ثم من المسلَّمات الأمة المرحومة، أن المسيح لا يجيء إلا على رأس المائة، فهذا الرأس بزعمكم قد انقضى خاليا ومضى، وانقطع الرجاء إلى رأس مائة أخرى، ووجب بزعمكم أن تبقى فتنُ قسيسين أعداء الهدى، مع تزايدها إلى تلك المدى، فإن وقتها شريطةُ وقتِ المسيح كما أخبر سيد الورى. فهذا أعظم المصائب على الإسلام أن تعلو شوكة الصليب إلى تلك الأيام البعيدة من الأنام، ويمتد زمان إغواء الخواص والعوام. فما لكم لا تتفكرون، وتبدّلون شُكْرَ نعم الله بالكفران وتنكرون؟ وجاءكم الحق في وقته فتعرضون، وتجعلون حظكم أن تكفروني ولا تتقون. أتكفرون عبد الله المأمور، وتَقْفُون ما ليس لكم به علم من الله الغيور، وتتكلمون مستعجلين؟ أنسيتم ما جاء الناموس به أو كنتم قوما غافلين؟ أتَوانَون في أمر الدين، وأَخْلَدْتم إلى الدنيا مُجِدّين؟ وإذا مررتم بالحق مررتم مستهزئين إلا قليل من الراشدين. وأكثركم ينظرون إلى أهل الحق بنظر السخط محقّرين. وإن سخط الله أكبر من سخطهم وهو غيور لعباده المأمورين.
وما كنتُ أن أفتري عليه، إنه ربي أحسنَ مثواي، وإنه لا يمهل المفترين. وأنتم تعرفون سنن الله ثم تنقلبون منكرين. وتدرسون كتابه ثم لا تفهمون أيام الصادقين. فضّلكم الله بعقل ودراية، وفراسة مانعة من غواية، فالحجة عليكم أَتَمُّ مِن أحبابكم، وذنبُ الأُمّيّين والمحجوبين كله على رقابكم، إن كنتم معرضين. وإني قد بلّغتُ كما أُمرت، وصدَعتُ بما أُلهِمتُ، فالآن لا عذر لجاحد، ولا محلَّ قولٍ لمعاند، وظهر الأمر وحصحص الحق وقطَع الله دابِر المرتابين. ما بقي الأمر مرموزا مكتوما، وصار المستور مكشوفا معلوما، فلا تكتموا الحق بعد ظهوره إن كنتم صالحين.
ولا يختلج في قلبك أن العلماء ينتظرون نزول المسيح من السماء، فكيف نقبل قولا يخالف قول العلماء؟ فإن وفاة المسيح ثابت بالآيات المحكمة القاطعة، والآثارِ المتواترة المتظاهرة، فالأمر الذي ثبت بتظاهر الأحاديث والقرآن، واليقين والبرهان، لا يبلغ شأنَه أمرٌ يؤخذ من ظنون لا مِن سبل الإيقان، ولا يخلو من أوساخ مَسِّ يد الإنسان، فالأمن كل الأمن في قبول أمر تظاهرَ فيه الحديث والفرقان، والعقل والوجدان، وله نظائر في كتب الأولين. فإن النـزول على طريق البروز قد سُلِّمَ في الصحف السابقة، وأما نزول أحد بنفسه من السماء فليس نظيره في الأزمنة الماضية. أما سمعتَ كيف أوَّلَ عيسى عليه السلام نبأَ نزولِ إيليا عند السؤالات، وصرَفه عن الحقيقة إلى الاستعارات؟ واليهود أخذوا بظاهر النصوص واليهود أخذوا بظاهر النصوص وما مالوا إلى التأويلات، بل كفروا المسيح على تأويله ورموه بالتكذيبات، وقالوا ملحد يصرف النصوص عن ظواهرها ويُعرِض عن البيّنات، فغضب الله عليهم وجعلهم من الملعونين. فاتقوا جُحْرَ اليهود فاتقوا جُحْرَ اليهود فاتقوا جُحْرَ اليهود فاتقوا جُحْرَ اليهود والقول المردود، واتقوا موطئَ قدمِ الفاسقين، واقبَلوا ما قال عيسى مِن قبل وفي هذا الحين. ما قال عيسى مِن قبل وفي هذا الحين. إن مثل نزول عيسى في هذا الوقت الأغسى، كمثل نزول إيليا فيما مضى، فاعتبروا يا أولي الأبصار، ولا تختاروا سبل الأشرار، ولا تخالفوا ما بين الله على لسان النبيين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب :
وأما ما جاء في حديث خير الأنبياء، مِن ذكر دمشق وغيره من الأنباء، فأكثرُه استعارات ومجازات من حضرة الكبرياء، وتحتها أسرار في حلل لطائف الإيماء، كما مضت سنة الله في صحف السابقين. ثم من الممكن أن ننـزل بساحة دمشق أو أحدٌ من أتباعنا المخلصين، وما جاء في الحديث لفظُ "النـزول من السماء" ليرتاب أحد من المرتابين. أو لم تَكْفِكم في موت المسيح شهادةُ الفرقان وشهادة نبينا المصطفى رسول الرحمن؟ فبأي حديث تؤمنون بعدهما يا معشر الإخوان؟ ما لكم لا تتفكرون كالمحققين؟ أعندكم سندٌ من الله ورسوله خير الورى، في معنى التوفّي الذي جاء في القرآن الأزكى، فأنتم تتّكئون على ذلك السند وتسلكون سبل التقى، أو تؤوّلونه من عند أنفسكم ومن الهوى؟ فإن كان سند فأخرِجوه لنا إن كنتم صادقين. ولن تستطيعوا أن تأتوا بسند، فلا تُخْلِدوا إلى فَنَدٍ، إن كنتم متقين. وإياكم والتفسيرَ بالرأي ولا تتركوا الهدى، فتؤخذون من مكان قريب ولا يبقى لكم عذر ولا حجة أخرى، فما لكم لا تخافون يوم الدين؟
وأما نحن فما نقول في معنى التوفّي إلا ما قال خير البريّة، وأصحابه الذين أوتوا العلم من منبع النبوة، وما نقبل خلاف ذلك رأيَ أحدٍ ولا قول قائل، إلا ما وافقَ قولَ الله وقولَ خير المرسلين. وإذا حصحص الحق في معنى التوفّي مِن لسان خاتم النبيين، وثبت أن التوفّي هو الإماتة والإفناء، لا الرفع والاستيفاء، كما هو زعم المخالفين؛ فوجب أن نأخذ الحق الثابت بأيادي الصدق والصفاء، ولا نبالي قولَ السفهاء والجهلاء، ونؤوّل كل ما خالف الأمر الثابت بالنصوص والبراهين، ولا نقدّم الظنون على اليقين، ولا نؤثر الظلمة على الأنوار، ولا قولَ المخلوق على قول الله عالِمِ الأسرار. أنترك البينات للمتشابهات، أو نضيع اليقينيات للظنيات؟ ولن يفعل مثل هذا إلا جهول أو سفيه من المتعصبين.
ألا ترى أن نزول المسيح عند منارة دمشق يقتضي أن ينـزل هو بنفسه عند تلك البقعة، وذلك غير جائز بالنصوص القاطعة المحكمة. ولا شك أن اعتقاد نزول المسيح عند ذلك المكان يخالف أمر موته الذي يُفهَم مِن بينات نصوص القرآن. ولأجل ذلك ذهب الأئمة الأتقياء إلى موت عيسى، وقالوا إنه مات ولحق الموتى، كما هو مذهب مالك وابن حزم والإمام البخاري، وغير ذلك من أكابر المحدثين، وعليه اتفق جميع أكابر المعتزلين. وقال بعض كرام الأولياء إن حياة عيسى، ليس كحياة نبينا بل هو دون حياة إبراهيم وموسى، فأشار إلى أن حياته مِن جنس حياة الأنبياء، لا كحياة هذا العالم كما هو زعم الجهلاء. واعلم أن الإجماع ليس على حياته، بل نحن أحق أن ندّعي الإجماع على مماته كما سمعتَ آراء الأولين.
وتعلم أن أكثر أكابر الأُمّة ذهبوا إلى موته بالصراحة، والآخرون صمتوا بعد ما سمعوا قول تلك الأئمة، وما هذا إلا الإجماع عند العاقلين. ثم تعلم أن كتاب الله قد صرّح هذا البيان، فمَن خالفه فقد مان، ولا نقبَل إجماعا يخالف القرآن، وحَسْبُنا كتاب الله ولا نسمع قول الآخرين. ومِن فضل الله ورحمته أن الصحابة والتابعين، والأئمة الآتون بعدهم ذهبوا إلى موت عيسى، ورآه نبينا صلى الله عليه وسلم ليلةَ المعراج في أنبياء ماتوا ودخلوا دارا أخرى، ورؤيته ليس بباطل بل هو حق واضح وكشفٌ من الله الأعلى.
فما لك لا تقبل شهادة الرسول المقبول، ولا تقبل شهادة القرآن وترضى بالقول المردود كالجهول، ولا تنظر بعين المحققين. ثم لا يمكن لأحد أن يأتي بأثر من الصحابة أو حديث من خير البريّة، في تفسير لفظ التوفي بغير معنى الإماتة، ولا يقدرون عليه أبدا ولو ماتوا بالحسرة، فأي دليل أكبر من ذلك لو كان في قلب مثقال ذرة من الخشية؟ فإن بحث الوفاة والحياة أصلٌ مقدَّم في هذه المناظرات، فلما حصحص صدقُنا في الأصل ما بقي بحثٌ في الفروعات، بل وجب أن نصرفها إلى معنى يناسب معنى الأصل، كما هو طريق الديانة والعدل، ولن نقبل معانيَ تنافي الأصل وتستلزم التناقض، بل نرجعها إلى الأصل المحكم كالمحققين.
وقال بعض المخالفين من العلماء المجادلين: إن معنى التوفي إماتة، وليس فيه شك ولا شبهة، فإنها ثبت بلسان النبي وصحابته، وما كان لأحد أن يعصي بيانَ فُوْهته، بل فيه مخافةُ كفر ومعصية، وخوفُ نكال وعقوبة، وخسران الدين؛ ولكنا لا نقول أن عيسى عليه السلام تُوُفِّيَ وصار من الأموات، ليلزمنا القول بالبروز في نبأ خير الكائنات، بل معنى الآية أنه سيُتَوَفّى بعد نزوله، فلم يبق من الشبهات، وبطل قول المعترضين.
وأما جوابنا فاعلم أن هذا القول قد قيل مِن قلة التدبر والاستعجال، ولو فكّر قائله لندم من هذا القِيل والقال، ولاستغفر كالمذنبين المفرطين. أما تدبَّرَ آيةَ (فلمّا تَوفَّيتَني) بالفكر والإمعان؟ فإنه نصٌّ صريح على أن عيسى مات في سابق الزمان، لا أنه يموت في حين من الأحيان، فإن الصيغة تدل على الزمان الماضي، والصرف ههنا كالقاضي.
ثم إن كنتَ لا ترضى بحكم الصرف، وتجعل الماضي استقبالا بتبديل الحرف، فهذا ظلمٌ منك ومن أمثالك، ومع ذلك لا يفيدك غلوُّ جدالك، وتكون في هذا أيضا من الكاذبين. فإن المسيح يقول في هذه الآيات: إن قومي قد ضلوا بعد موتي لا في الحياة، فإن كنتَ تحسب عيسى حيًّا إلى هذا الزمان في السماء، فلزِمك أن تقرّ بأن النصارى قائمون على الحق إلى هذا العصر لا من أهل الضلالة والهواء. فأين تذهب يا مسكين، وقد أحاطت عليك البراهين، وظهر الحق وأنت تكتمه كالمتجاهلين.
وأقم الصلاة.
قامت ام المؤمنين اسماء باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة ومن الأحقاف .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ ۞ وَٱذۡكُرۡ أَخَا عَادٍ إِذۡ أَنذَرَ قَوۡمَهُۥ بِٱلۡأَحۡقَافِ وَقَدۡ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦۤ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّا ٱللَّهَ إِنِّیۤ أَخَافُ عَلَیۡكُمۡ عَذَابَ یَوۡمٍ عَظِیمࣲ (22) قَالُوۤا۟ أَجِئۡتَنَا لِتَأۡفِكَنَا عَنۡ ءَالِهَتِنَا فَأۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَاۤ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِینَ (23) قَالَ إِنَّمَا ٱلۡعِلۡمُ عِندَ ٱللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّاۤ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦ وَلَـٰكِنِّیۤ أَرَىٰكُمۡ قَوۡمࣰا تَجۡهَلُونَ (24) فَلَمَّا رَأَوۡهُ عَارِضࣰا مُّسۡتَقۡبِلَ أَوۡدِیَتِهِمۡ قَالُوا۟ هَـٰذَا عَارِضࣱ مُّمۡطِرُنَاۚ بَلۡ هُوَ مَا ٱسۡتَعۡجَلۡتُم بِهِۦۖ رِیحࣱ فِیهَا عَذَابٌ أَلِیمࣱ (25) تُدَمِّرُ كُلَّ شَیۡءِۭ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُوا۟ لَا یُرَىٰۤ إِلَّا مَسَـٰكِنُهُمۡۚ كَذَ ٰلِكَ نَجۡزِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِینَ (26) وَلَقَدۡ مَكَّنَّـٰهُمۡ فِیمَاۤ إِن مَّكَّنَّـٰكُمۡ فِیهِ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ سَمۡعࣰا وَأَبۡصَـٰرࣰا وَأَفۡـِٔدَةࣰ فَمَاۤ أَغۡنَىٰ عَنۡهُمۡ سَمۡعُهُمۡ وَلَاۤ أَبۡصَـٰرُهُمۡ وَلَاۤ أَفۡـِٔدَتُهُم مِّن شَیۡءٍ إِذۡ كَانُوا۟ یَجۡحَدُونَ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا۟ بِهِۦ یَسۡتَهۡزِءُونَ (27) } .
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة والناس .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَضض عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ (2) مَلِكِ ٱلنَّاسِ (3) إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ (4) مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ (5) ٱلَّذِی یُوَسۡوِسُ فِی صُدُورِ ٱلنَّاسِ (6)مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ (7) } .
///////////////////////////////
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/10/6
///////////////////////////////
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/10/6
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام شهاب اليوسفيين أرسلان برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب مكتوب أحمد ، يقول الامام المهدي الحبيب في الحاشية : قال بعض البراهمة إن التفاوت مِن أعمال النشأة السابقة. واعلم أنهم قوم يعتقدون بالتناسخ نظرًا على تفاوت مراتب المخلوقات، ويقولون إن أنواع الحيوانات قد حدَثتْ من أنواع الحسنات والسيئات، وأصرّوا على هذا وجاءوه مُوعِبين. وأنت تعلم أنّ هذه الأوهام ما ظهرت من منبعِ بصيرة، ولا من لُجّة معرفة صحيحة، وما قامت عليها حجة من حجج قاطعة، بل تشبّثوا بها عند عَمَهٍ وحيرة، وعدمِ الوصول إلى حقيقة أصلية، ولغوبِ الفكر وقلّة دراية، وما استطاعوا أن يقيموا دليلاً عليها، بل أنت ستعلم أن الدلائل قامت على ما خالفها كما لا يخفى على المستبصرين. وكان عليهم أن يُثبِتوا أن الروح الذي انتقل من الدنيا باليقين رجع إليها ثانيا، ورآه حزبٌ من الشاهدين، فما أتوا بالشهداء كالصادقين.
وكفاك من وجوه بطلان هذه العقيدة الفاسدة، أنها يخالف نظام الرحمانية الإلهية، ويجعل اللهَ الكامل القادر الخالق كالضعفاء المعطَّلين. وأنت تعلم أنه خلق كثيرا من الآلاء والنعماء للإنسان، وما كان وجودُ الإنسان ولا وجودُ أعماله في تلك الأوان، كما أنه خلق الأرض والسماء، والشمس والقمر وكل ما شاء، في الأفلاك والأرضين، في الأفلاك والأرضين، في الأفلاك والأرضين، لينتفع بها الناس بإذن رب العالمين. ولا شك أن وجود الإنسان ووجود أعماله بعد وجود هذه المخلوقات، كما ترى أن وجودنا مسبوقة لوجود الأرض والسماوات والعناصر التي عليها مدار الحياة، والإنكار جهل وسفاهة، ومن قبيل المكابرات، فالرحيم الذي خلق لنا قبل وجودنا كثيرا من النعماء، كيف يُظَنّ أنه بدّل قانونه بعد تلك الآلاء، وفوّضنا إلى أعمالنا كبخيل وضنين؟
ثم الذين انغمسوا في هذه التوهّمات، وظنوا أن هذا العالم يدور على مِحْوَر التناسخات. يقولون إنه ليس أحدٌ خالقَ أصلِ المخلوقات، بل كل روح قديم وواجب كمثل الله وكذلك أجزاء المركبات، وهذا هو الأمر الذي لزِمهم من إنكار صانِع المصنوعات. فإنهم لما أنكروا بوجود البارئ الصَنّاع، اضطرّوا إلى أن يُقرّوا بقِدم الأشياء، فجعلوا كل شيء واجب الوجود، مضطرين. وظنوا أن صانِع العالم أحدٌ منهم في الوجوب والقِدم كالمتشاركِين. فهذا دليل آخر على إبطال أوهامهم، وردِّ كلامهم عند المحققين. فإن الله الذي هو قيّوم الأشياء، وبه بقاء الأرض والسماء، كيف يمكن أن يكون أحدٌ من الموجودات، ويساويهم في الوجوب وقِدم الذات؟ ولو كان البارئ أحدًا منهم وعلى درجة المساواة، فكيف تكون ربوبيته محيطةً على الأرواح وأجساد الكائنات؟ بل هو إذ ذاك يكون كالإخوان للآخرين، لا مبدأَ الفيض ورب العالمين. وشتّان بين هذه الحالات وبين قيّومِ السماوات والأرضين. ثم حينئذ لا تبقى دلالةُ شيء على وجوده، وكيف الدلالة إذ لم يخلق شيئًا بل تباعد عن حدوده؟ ولا يفتي القلب السليم، والعقل القويم، أن يبقى وجود البارئ بغير دليل وبرهانٍ مبين.
ثم لَمَّا سلّموا أنّ أنواع المخلوقات نتيجة ضرورية لأنواع الحسنات والسيّئات، لزِمهم أن يُقرّوا بأن أقسام الحيوانات لا يُجاوز أقسامَ الحسنة والسيئة، وهذا باطل بالبداهة والمشاهدة الحسّيّة. فلا شك أن هذه الأوهام قد نُحِتت من تلفيقات إنسانية، وتجويزات اضطرارية، فإنهم إذ لم يهتدوا إلى الحق، ألقوا الآراء رجمًا بالغيب كالعامهين، وما كانوا مهتدين.
ثم من المعلوم أن الأمر لو كان كذلك من رب الكائنات، لوجب أن يكون قلّة الناس وكثرتهم تابعا لتغيُّر عدد الحيوانات، وهذا باطل بالبداهة، وكذب بَحْتٌ عند نظر التجربة، لأنّا نشاهد غير مرة في أيام البسْرات، كثيرا من الأَذِبّة والحشرات، والهوامّ والديدان والضفادع وأنواع الحيوانات، ونعلم أنها أضعاف مضاعفة من عدد نوع الإنسان، بل لا يوجد الناس عُشْرَ عَشيرها عند الحسبان. فلو كانت هذه الحيوانات أرواح الآدميين، فلزم أن لا يبقى في الخريف نفس واحدة منهم في الأرضين، ولكنا لا نرى هناك نقصانًا في عدد نوع الإنسان، مع كثرة تكوُّن حشرات الأرض والديدان، بل نراهم كل يوم متزايدين.
وأمّا قولهم أنها أرواح تتنـزل من معمورة السماوات، فهذه تكلفات واهية ومن قبيل الخرافات، نُحتتْ عند فقدان الدلائل وورود الاعتراضات، وما أرى دلائل أقيمتْ على تلك الخيالات، بل هي كلمات غير معقولة تخرج من أفواههم من غير الإثبات، كمثل غريق يتشبّث بالحشائش خوفا من الممات. ولو كان في السماوات ونجومها وشموسها وأقمارها أناس ساكنين مطمئنين، لكان معهم كثير من الحيوانات والحشرات التي انتقلت أرواحها من أجساد الآدميين، ولكان ذلك النظام أكملَ وأتمَّ كنظام الأرضين، غيرَ محتاج إلى معمورة الآخرين. فبأي ضرورة تلجأ الأرواح حينئذ إلى النـزول؟ وكيف يستقيم هذا التأويل عند العقول؟ أليس في حُماة هذه العقيدة رجل من المستبصرين؟ (( هنا نلاحظ في كلام الامام المهدي الحكمة والبلاغة ، الحكمة والبلاغة التي تشرح الصدر ، وما يدانيها حكمة ولو في أدب الأدباء ، وحكم الحكماء ، فاسمعوا الى كلام الامام المهدي الحبيب مهما شرقتم وغربتم في كتب الحكماء والادباء )) يقول الامام المهدي الحبيب : ثم لَمَّا جرت العادة أن كل حشرة تتكون في تلك الأيام، وكذلك وقعت في قانون الله صورة النظام، ولا تبلغ إلى هذه الكثرة في غير تلك الأيام المعدودة، فلو كان سبب هذا انتقال أرواح الناس إلى الحشرات في أيام البُسْرات، لكان هذا الأمر من معضلاتٍ غير منحلّة عند التحقيقات، بل من أمور بديهي البطلان والمحالات، ومورد كثير من الاعتراضات، عند كل ذي رأي متين. أتظن أن بني آدم يُذنبون في تلك الأيام أكثر من أيام أخرى، فيموتون وينقلبون إلى الحشرات جزاءً من ربهم الأعلى؟ فانظر.. أهذا أمر يقبله قلبك بالثلج التام، أو يشهد عليه قانون الله وصورة النظام؟
ثم إنّا نشاهد أن كثيرًا من الحشرات والديدان الصغار، تخرج من أقصى طبقات الأرض عند حفر الآبار، بل توجد في مياهها ديدان دقيقة كالصِئبان، لا يخفى عند الامتحان، أو تتراءى بآلاتِ تحديدِ البصر باليقين. فالآن ما رأيك؟ أتزعم أن الأرواح تنـزلت أولاً على سطح الأرض من العلى، ثم خُسفت وبلغت إلى منتهى طبقات الثرى؟ فاتق الله يا مسكين.
وإن قلتَ: فما بال الناقصين الذين ماتوا على حالة النقصان، وانتقلوا من هذه الدنيا مع أثقال العصيان، فإنهم ما يُرَدّون إلى الدنيا ليتداركوا ما فات، فكيف يُكمَّلون ويجدون النجاة، أو يدخلون في الجنّة غير مكمّلين، أو يُترَكون إلى الأبد معذَّبين؟ فاسمع..فاسمع.. إننا نعتقد بأن جهنم مُكمِّلةٌ للناقصين، إننا نعتقد بأن جهنم مُكمِّلةٌ للناقصين، ومنبِّهةٌ للغافلين، وموقظة للنائمين. وسمّاها الله أُمَّ الداخلين، بما ترُبُّهم كالأمّهات للبنين. بما ترُبُّهم كالأمّهات للبنين. ونعتقد أن كل بصرٍ يكون يومئذ حديدا بعد برهة من الزمان، ويكون كلُّ شقي سعيدًا بعد حقب من الدوران، ونعتقد أن كل بصرٍ يكون يومئذ حديدا بعد برهة من الزمان، ويكون كلُّ شقي سعيدًا بعد حقب من الدوران، ويكون كلُّ شقي سعيدًا بعد حقب من الدوران، ولا يلبثون إلا أحقابًا في النيران، إلا ما شاء الله من طول الزمان، فإنّا ما أُعطِينا علم تحديده بتصريح البيان، فهو زمان أبدي نسبةً إلى ضعف الإنسان، فهو زمان أبدي نسبةً إلى ضعف الإنسان، ومحدود نظرًا على مِنن المنّان، ولا يُترَكون كالأعمى إلى الأبد على وجه الحقيقة، ويكون مآل أمرهم رحْمَ الله والرشد ومعرفة الحضرة الأحدية، ويكون مآل أمرهم رحْمَ الله والرشد ومعرفة الحضرة الأحدية، بعد ما كانوا قومًا عمين. ونعتقد أن خلود العذاب ليس كخلود ذات الله رب الأرباب، ونعتقد أن خلود العذاب ليس كخلود ذات الله رب الأرباب، بل لكل عذابٍ انتهاءٌ، بل لكل عذابٍ انتهاءٌ، وبعد كلّ لعنٍ رُحْمٌ وإيواء، وإن الله أرحم الراحمين. وإن الله أرحم الراحمين. ومع ذلك ليسوا سواء في مدارج النجاة، بل الله فضّل بعضهم على بعض في الدرجات والمثوبات، وما يرِد على فعله شيء من الإيرادات، إنه مالك الملك فأعطى بعض عباده أعلى المراتب في الكمالات، وبعضهم دون ذلك من التفضلات، ليُثبت أنه هو المالك يفعل ما يشاء، ليس فيه إتلافُ حق من حقوق المخلوقين. ولما كان وجود الله تعالى علّةً لكل علّة، ومبدءًا لكل سكون وحركة، وهو قائم على كل نفس، فليس من الصواب أن يُعزَى إخلاد العذاب إلى هذا الجناب، فليس من الصواب أن يُعزَى إخلاد العذاب إلى هذا الجناب، وما كان العبد مُختارًا من جميع الجهات، بل كان تحت قضاء الله خالقِ المخلوقات وقيّوم الكائنات، وكان كل قوته مفطورةً مِن يده ومن إرادته، فله دخلٌ عظيم في شقاوته وسعادته. فكيف يترك عبدًا ضعيفًا في عذاب الخلود، مع أنه يعلم أنه خالِقُ الشقي والمسعود، والعبدُ يفعل أفعالا ولكنه أوّلُ الفاعلين، وكل عبدٍ صُنْعُ يده وهو صانع العالمين. وإنه رحيم وجواد وكريم، سبقت رحمتُه غضبَه، ورِفقُه شِصْبَه، ولا يُساويه أحدٌ من الراحمين. فلا يُفني كل الإفناء، ويرحم في آخر الأمر وانتهاء البلاء، ولا يدوس كل الدوس بالإيذاء كالمتشددين، بل يبسط في آخر الأيام يده رأفةً ويأخذ حُزْمةً من الناريّين. فانظر إلى يد الله وحزمته، هل تغادر أحدًا من المعذَّبين؟ وكذلك أشار في أهل النار وقال قولا كريما، فيه إطماع عظيم ونسيم الإبشار، فقال: (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ والأَرْضُ إلا مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ) (هود)، فانظر إلى استثنائه ببصر حديد ونظر رشيد، ولا تظن ظن السوء كاليائسين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب :
والعجب كل العجب من إله النصارى، أنه بزعمهم صلَب ابنه وأضاع وحيده كالمجنون الغضبان، وما سلك في المجازاة طريق العدل والرفق والإحسان، بل خوّف من العذاب الأبدي الذي لا ينقطع في حين من الأحيان. فأين الرحم في مثل هذا القهّار، الذي فوّض الابن المحبوب إلى الكفّار؟ وما خفّف عذابه كالرحماء الأخيار، بل ألقى عباده في جهنم لأبد الآبدين. زاد العذاب زيادة فاحشة مكروهة، ثم ادّعى أنه قتل ابنه لينجّي المذنبين رحمة، فما هذا إلا طريق الظالمين المزوّرين. فما هذا إلا طريق الظالمين المزوّرين.
ثم نرجع ونقول إن البراهمة قد تركوا سبل الهدى، فلا تتبع خرافات قومٍ نَوكَى، واسألِ الله أن يهديك إلى صراط الراشدين. ألا ترى أنهم جمعوا تناقضات في خيالاتهم، وأضحكوا الناس بخزعبيلاتهم، وجاءوا بإفكٍ مبين؟ قد لزمهم من جهةِ عقيدتهم أن يَدْعوا ربهم بالتضرعات، ليفني كلَّ حيوان من دون رجال يوجد تحت السماوات، من بقرٍ وجاموسٍ وماعزٍ وغيرها من الحيوانات، وكلّ امرأة زوجًا كانت لهم أو من الأمهات والبنات والأخوات، ليستخلص أرواح آبائهم من تناسُخ ومن عذاب مهين.
بل كان هذا الدعاء أهم مقاصدهم وأعظم مآربهم إن كانوا راسخين على عقيدتهم ومستيقنين. ولكنهم يَدْعون خلاف ذلك، وقد حثّهم "ويدهم" على أن يدعوا ربهم يعطهم كثير من البقر والفرس ويجعلهم من المواشي متموّلين.
و"الويد" مملوٌّ من مثل هذه الأدعية، كما لا يخفى على الذين قرأوا "الركويد" بالبصيرة، وسمعوه من البراهمة متأملين. فلو كان "الويد" من عند الله، لما وُجِدَ فيه دعاء لا يتأتّى إلا بفسق الفاسقين. وترى الهنود كيف يودّون أن يكون لهم أقاطيع من البقر والجواميس ويصرفون هممهم إلى هذا الأمر مدبرين، فكأنهم يحبون أن تبقى الفاحشة إلى أبد الآبدين، بل يحب ويدهم أن لا يقطع أبدًا سلسلة ذنب المذنبين.
وأمّا القول الأحسن الأقوم في هذا الباب، والحق القائم على أعمدة الصواب، فهو الذي بيّنه الله في الكتاب لقوم طالبين. وهو أن هذا العالم لا يدوم إلى أبد الآبدين، بل له انقطاع وانتهاء، وبعده عالم آخر يقال له يوم الدين. ولا يُلقَّى نعماءه إلا الذي اختار الشدائد على النعماء، وآثر الآلام على الآلاء، وصبر على أنواع البأساء، لرضاء رب العالمين. فالذين وصلوا هذه السعادة، فالذين وصلوا هذه السعادة، وبلغوا الشرف والسيادة، فهم قومانِ عند الرب المنّان. منهم قوم يجاهدون في الله بأموالهم وأنفسهم، ويؤتون في سبيل الله كلَّ أَحَبِّهم وأنفَسِهم، ويشرون نفوسهم ابتغاء مرضاة الله، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ويبيتون لربهم سجّدًا وقيامًا وباكين. ولا يُفرّطون في حظ أنفسهم، بل ينفقون أموالهم في مراضي الله، ويعيشون كالفقراء والمساكين. وقوم آخرون يتولّى الله أمر نجاتهم، ويفعل بهم أمورًا ما كان لهم أن يفعلوها لنجاة أنفسهم، فيصبّ عليهم مصائب وشدائد وأنواع النائبات، ويبتليهم بنقص من الأموال والأنفس والثمرات، ثم يرحمهم بذلك، وينـزل عليهم صلواتِه وأنواع البركات، كما ينـزل على أهل الباقيات الصالحات، ويلحقهم بقوم محبوبين. وتُحسَب تلك الآفاتُ عبادةً منهم، ومجاهدةً من عند أنفسهم بما صبروا عليها مستقيمين. فيبلّغهم الله مقاماتٍ بلغها قوم زاهدون صالحون وحزب عابدون مرتاضون، ويرضى عنهم كما رضي عن قوم يعبدونه ويؤثرونه ويجعلهم فائزين.
ويختار لكل ما صلح لنفسه، وهو يعلم مصالح المخلوقين. فما بقي محل اعتراض في هذا المقام، فإنهم وجدوا جزاءهم على الآلام، فإنهم وجدوا جزاءهم على الآلام، وأصابهم حظ كثير وأُعطوا نعمًا غير محدودة من الفضل التام، ودخلوا في مقعدِ صدقٍ كالأبرار الكرام، ووصلوا اللذّات الأبدية فرحين. ووصلوا اللذّات الأبدية فرحين. وورثوا جنة لا تنقطع نعماؤها ولا تنفد آلاؤها، ووجدوا نعماء أبدية بنصبِ أيامٍ قلائل، ودخلوا فردوس ربهم خالدين. ودخلوا فردوس ربهم خالدين. وما هذه الدنيا إلا طرفة عين تنقضي مرارتها وحلاوتها، وما هذه الدنيا إلا طرفة عين تنقضي مرارتها وحلاوتها، وتنعدم نضارتها وطراوتها، ولا تبقى لذتها ولا عقوبتها، فلا تتمايلُ عليها أعين العارفين. هذا مما ألهمني ربي فخُذْها وكُنْ من الشاكرين.
يقول الامام المهدي الحبيب : نوت (( اي ملاحظة )) أعجبَني عقلُ البراهمة، أنهم جمعوا التناقض في العقيدة، يعتقدون بوجوب العذاب على سيئاتِ سابِقِ الزمان، ثم يَدْعون ربهم لكشف العذاب عنهم عند المكاره والأمراض والخسران، بل بعضهم يَدْعون بالإصرار، ويجلسون في موقد النار، بكدٍّ وتعبٍ، في هواجرَ ذاتِ لهبٍ، ولا يفكّرون في هذا التناقض كالعاقلين.
نوت (( اي ملاحظة )) إن كان التناسخ هو الحق فيجب أن يجتنب التزويج إن كان التناسخ هو الحق فيجب أن يجتنب التزويج كلُّ مَن تمسك بهذه الاعتقادات، لعل النساء المنكوحات كن بناتهم أو أخواتهم أو أمهاتهم أو أمهات الأمهات.
وأقم الصلاة.
قام شهاب اليوسفيين أرسلان باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة والعصر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) وَٱلۡعَصۡرِ (2) إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَفِی خُسۡرٍ (3) إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَتَوَاصَوۡا۟ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡا۟ بِٱلصَّبۡرِ (4) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة و الكوثر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَضض عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ (2) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ (3) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ (4) }
///////////////////////////////
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/9/29
///////////////////////////////
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/9/29
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام سيدنا الحبيب يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب مكتوب أحمد ، يقول الامام المهدي الحبيب : وانظُرْ إلى آثار سنن الله في أفعالِه، أتفهَمُ معضلاتِها أو تحيط حِكَمَ كمالِه؟ فما لك لا تهتدي مِن طَرْزِ أفعاله إلى طرز أقواله، وتختار سبل الغاوين؟ أما ترى أن عبدًا قد يُبتلى بالنائبات، ولا يُدرى مِن ظاهرِ سَمْتِه أنه من الفاسقين والفاسقات، فالآفات تنـزل عليه كالعوائر، أو كالسهم العائر، ويتيهُ كالمستهام الحائر، وكان في وقت يملِك المال النفيسَ، والآن يُعَدُّ مِن عُصبة مَفاليسَ، حتى يبدو بادِيَ اللُبانة، بالِيَ الكِسوة، وكان يقول: أنا أكثر مالا وولدا، وأُعطيتُ التنعم والمَلَدَ، وكان يقول: إني من الصالحين، وجحيشٌ وشَيحانُ وفاتِكٌ وأمين، وكان يدّعي أن له دخل عظيم في الحديث والقرآن، وأنه جمع في نفسه أنواع العرفان، فأتى أمرُ الله وقضاؤه، ونزل عليه بلاؤه، فذهب بسمعه وأبصاره، وختم على قلبه وجعله أوّل الجاهلين. فاشتهر بحمقٍ فاضح، وجهل واضح، وأُخرِجَ من الجنة التي كان فيها كالمكرمين. فصارت له السفاهة والذلة، والجهل والنكبة، كالمواريث المعيَّنة والحصص المفروضة المسلَّمة، وسقَط من سماء العروج كالملعونين. ويعلم الناس أن مصيبته جلّتْ، ونوائبه عظمتْ، ثم يمرّون به مستهزئين. وهو يُدبِر فلا يقدر على أن يفرّ من قدر الله ذي الجلال، ولو فرّ على لاحقة الآطال، وربما يتبصر كالجَذع ويُقدِم كالقارح، فيجيء قدرُ الله ويطرحه كالصبي في البارح، فيرتعد كلَّ وقت كاليَراع، ويتحرك كاللُعاع، ويفكّر أزيدَ من القدر اللازم، ثم لا ينجو من الهم الهاذم، ويبقى كالخائبين. ثم يبدو له أن يقطع المسافة النائية ليعالج الآلام القضائية ويكون من الفائزين؛ فيقال مثلا إن أمير "كابلَ"، يربي العلماء ويشابه الوابلَ، فيفرح فرحا شديدا كالسكران، ويقصد "كابل" مع بعض الإخوان، ليوطنوه أمنعَ جنابٍ، ويُمطَروا دراهم كسحاب، وهو يجعل ابنه الذي هو سرُّه رفيقَ عَتاده، خوفا من ارتداده، ولم تزَلْ تعاني عينُه السُّرَى، وتُعاصي الكَرَى، فيصِل "كابل" بشقّ النفس وجهدِ المُهْجة، بعد مكابدة أنواع الصعوبة، ويلقى بعضَ العَمَلةِ، ويصافي بالنفاق والمداهنة، ويخفي مذهبه خوفًا من الحرمان، أو الهوان من أيدي "عبد الرحمن". وكذلك تُسوِّل له النفس مِن عُسْر المعيشة، فيسجُد تواضعًا لكل ذوي الثروة، ويخرّ أمام أركان الحكومة، وحينئذ يصدُق فيه ما قيل في أهل التزوير: "بِئْسَ الفقير على باب الأمير". "بِئْسَ الفقير على باب الأمير". "بِئْسَ الفقير على باب الأمير".فالحاصل أنه يصدَع عَمَلةَ الأمير بالمحبة، ويتبخبخ بالصُّحبة، ويُوجي أقدامُه إلى قصر الأمير غربةً، فلا يقول له أحد اركَبْ مطيّة، أو تسلَّمْ عطيّة، ويسأل إلحافا كالشحّاذين. وينكِّر شخصَه ويلفِّع وجهه، لئلا يؤخذ كالمجرمين. ويكون لهم أطوعَ مِن حذائهم، وأفنى فيهم من غذائهم، ويسلّم عليهم تحية الخادمين. ثم يقودونه إلى حضرة الأمير، ويذهبون به كالأسير، فيخرّ أمامه كالساجدين، ويثني عليه قائلا: يا أيها الأمير الأكرم، والسلطان الأعظم، مسّني وأهلي ضرٌّ، وبعمرك إن عيشي مرٌّ، وجئتك من ديار بعيدة، بمصائب شديدة، فتصدَّقْ عليّ إن الله يجزي المتصدقين.
ويخاطبه الأمير بلسانٍ ذَلِقٍ، ولا يُريه رائحة مِن مَلَقٍ، ويقول اجلِسْ ويتكلم به غضبان، فيظنّ المسكين أن أجله قد حان، فهناك لا يبقى إيمانه بالألطاف الرحمانية، ويكاد يخرج بوله من الهيبة السلطانية، وكذلك يخزي الله عَبَدةَ المخلوقين. ثم يخرج من بيت الأمير، ويستيقن الأمير أنه أحد من أهل التزوير، فلا يُؤوَى إليه كرجال متقين. وأما ذلك المغرور الجهول، والسفيه المخذول، فيظن أن العطايا العظام ستسلَّم إليه، ويكرمه الأمير ويكون له مكانة لديه، أو يدخل في المقربين.
فبينما هو في نسج هذه التخيلات، وتغيير اللباس كالصائد والصائدات، يطّلع بعض المتوسمين على شِقاقه، ويُخبَرون عن فطرته وطريق نفاقه، فيفاجئه داءُ الإشفاق، ولا يسري الوسن إلى الآماق، ويظن أنه من المقتولين. ويُوجِس في نفسه خِيفةً على خيفة، بما يرى رعب الأمير وطريق عقوبة، فتكاد تزهق نفسه ويسقط كجيفة، أو يغمى عليه كالمفسدين الخائفين. فيفر ويرتحل بالمُدلِجين المُجِدّين، ويحسب حياته صِلةً من أمير المسلمين. أو يعطى له قليل إنعامه، فلا يقِلُّ به شيء مِن إصرامه، ولا تفيده سجدتُه ولا جهدُ اصلخمامه، بل يعرف أنه ليس أهل إكرامه، فلا يظلمه الأمير النحرير، بل هو يظلم نفسه فلا ينفعه البحر ولا الغدير، فيقصد داره مخذولا وملوما، ومريضا محموما، ويُظهِر أنه رجع فائزا مقبولا، مع أنه رُدَّ في الحافرة، ورجع بالكَرّة الخاسرة، ولكن يستر أمره خوفا من اللاعنين، وكذلك ينفد عمره كالمصابين.
ثم يرجع من تلك البلدان، ويصبر مليًّا من الزمان، وبعد برهة يقصد أناسا آخرين، فلا يرى وجهَ خير من جناب، ويتردد من باب إلى باب، ويخسأ ككلاب، وتترامى به مرامي الإفلاس، إلى فلوات الهوان والانتكاس، ويُجلَى من أرض إلى أرضٍ، ويكابد محن السفر لعَرَضٍ، حتى يصير ابنَ كلِّ تربة، وأخا كلِّ غربة، يقطع كل واد، ويشهد كل ناد، ثم يرجع بجَرْدٍ ووجهٍٍ كرماد، ومرضٍ جلادٍ كالخائبين. لا يرى يوما مُسلِيًا عن الأشجان، ولا قوما مواسين كالأعوان، ولا يأتيه الحِمام، لينقطع الآلام، فيلعَن بَخْتَه كالملعونين، وكذلك يعيش بشِنْشِنةِ الشحّاذين والسائلين إلحافا والمعترّين. يأكله الإفلاس، ويدوسه الانتكاس، حتى يذهب عقله ويختلّ الحواسّ، ويريد أن ينبُط فيغيض، ويسعى أن يصعد فيتصدى له الحضيض، ولا يزال يسمع لعن القوم، ويوخزونه بأسنّة اللوم، وربما يضربونه على هفوته، مغاضبين على ما يخرج من فوهته، ويُضِبّون عليه بأدنى العثار، وكادوا أن يقتلوه بالسيف البتّار، ولا يعُدُّون عن اللَذْع والقَذَع، ولا يذيقونه رائحة كرم الطبع، بل ربما يضربونه بالنعال، أو العصي والحبال، حتى يجد ما يجد الحائر الوحيد، ويرى كل ما كان عنه يحيد، ويقول يا ليتني مت قبل هذا وما مسّني الخزي المبيد. فيضطر إلى أن يختار البَين المطوِّح، والسير المبرِّح كالمصابين. فيمشي راجلاً، ويركض عاجلاً، يغتمد اللَيلَ، ويلِج السَيل، وربما يتراءى له شَبَحُ مرادٍ، أو يدعوه أحد بإظهار ودادٍ، فيفرح ويُعدي إليه نِضْوَ عَتادٍ، بِنآدٍ واستيساد، ويُنضِي عِرْباضَه بوَقْدٍ وذَميلٍ، وإجازةِ مِيلٍ بعد ميل، فبالآخر يلقى الخسران والحرمان، ويظهر أن الداعي قد مان، ويتحقق أن سفره ابتلاء ومحل الاستهزاء، والأمل باطل وخيال كتخيلاتِ "نزول الماء"، والمآلُ خسران مع شماتة الأعداء. وبالآخر تُشيّبه النوائب، ويحضُره الأجل الغائب، فيموت وهو هِمٌّ، وعليه هدمٌ، فلا يبكي باكٍ عند رفع جنازته، ولا تذرف عين على فُرقته، ويرتدّ أبناؤه بعد موته من الدين، ويتنصّرون ويلحقون بالشياطين. ويملك شركاؤه داره الخرِبة، ولا يُهْدُون إليه إلا اللعنة، فيُقطَع اسمه من الدنيا، ويكون مآل أمره خسران الدنيا والدين، وسواد الوجه في الدارين، والبعد من رب العالمين.
ورجل آخر وُلد في بيت الشرف والكمال، والعزة والإقبال، ما مسّ أبويه الإفلاسُ، وما علِم ما البأس وخرَّجه الأكياسُ، ويهتزّ الخدام عند حركة شفتَيه، ويثِبُون لتحصُّل ما أحبَّ لدَيه، وترى جَفْرَه مُنبِطا، وقَفْرَه مُعْشَوشِبًا، ومِن كل فعلٍ يُترَع كِيْسُه، وتميسُ خَنْدَلِيسُه، ويعيش حميدا ويحسبه الناس سعيدا ومن الصالحين.
بل ربما تجد رجلا فاسقا قويمَ الشاط جمومَ النشاط، يميس في حلل المِراح، ولا يخطئ سهمه من غرض الأفراح. يُسفَّد له كل لحمٍ غريضٍ على السَّفود، ويُشوَى له الفراريج مع الرغيف المثرود، وهو يأبِز كأُبوزِ الظباء، وقد يجد كنْزا في الجَهْراء، ويصيد أناسًا كالدواب بإراءة ملامح السراب، ومع ذلك لا يرى البأساء والحُوبة، ولا يكابد الصعوبة، ويعطَى حظا كثيرا من رؤية غِيدٍ، وسماعِ أغاريد، وأموال وبنين، وأملاك وأرضين، وغلمان وخادمين. مع أنه يسارع في السيئات، ولا يتوب من الممنوعات، ولا يأخذ في كُسْعِ الهنات بالحسنات، وتَلافِي الهفوات قبل الوفاة، بل يجترئ على المنهيّات، ويجاوز حدود الله كالغالين. ولا يتقي بل يتبرأ من ملاقاة التُقاة، ولقاء الثِقات، ومداناة أهل الديانات، بل يرغب في مُقاناة القَينات، ومعاناة الفاسقات، ولا يسمع نصح الأجانب ولا الأقارب، بل يأبِر الناصحين كالعقارب، ولا يلتفت إلى وصايا الحيّ، بل يصول عليهم كالحَيّ ، ولا يَفيء مَنْشَرُه إلى الطيِّ، بل يزيد كل يوم في إثم مبين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب :
ويركَب كلَّ فرسٍ أَوْظفةِ القوائمِ هيكلٍ، ويسبِق كلَّ ألدَّ ذي حَنَق ويشابه العَنْدَل، ويُنفِد أيام العمر كخليع الرَسَن مديدِ الوَسَن، يباعد دارَه عن دار أهل الصلاح، ويثافن بأهل الفسق والطلاح، لا يحلّ مسجدا بل يطلب عَسْجَدا، ويميل إلى ناجُودٍ وباطئةٍ، مملوّةٍ من صهباء محمرّة، في حَلَقة ملتحمة، ونظّارة مزدحمة. يتخذ دنياه صنمًا ففيه يرغب، وبها يكلَف وعليها يكلَب، وفيها يتنافس في كل حين، ولا يتزود من العقبى والدين. يذهب عمره في اكتناز الذهب، وتطلَّعَ الشحُّ على قلبه كذات اللهب، ومِن كلِّ طرف يعطِف عليه القلوبُ، ويُسنَّى له المطلوب، ولا تعطَّلُ قدوره ولا جِعالهُا، ولا ينصاع أيامه ولا إقبالها، ويُذَبُّ جُحالُه، ويبارَك له زُلاله، لا يرى يوم الحرمان في النعماء، ولا ينحو بَخْتُه نحو الانكفاء، مع أنه ينفد عمره في الفحشاء. لا تسقط عليه صاعقة، ولا تلدَغه حيّةٌ، ولا يمحى اسمه من الأرضين، بل يكثر أولاده، ويجمع حوله أحفاده. يملك الصدرَ في كل ناد محشود، ومحفل مشهود، ويُحسَب مِن بدور المحافل، ورؤوس الأسافل، ويقوم خَدَمُه عند رأسه، حتى يهبّ من نعاسه، ويأكل ويشرب حتى يكون بطنه كالقبّة، ويشرب الحَلَبَ مِلْءَ العُلْبة، ولا يأخذه توخُّمٌ ولا يكون من المبطونين. يركب على كل مطيّةٍ وَطِيّةٍ، ويكون له تنعُّمه كعطيّة، ويشغَفه الأملاك والغلمان، ولا يدري ما الإيمان. لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، ولا يُثنى عليه خُلقا وسيرة، ومع ذلك يكون مرجَعَ الخواصّ والعوامّ، ويصافونه بالحبّ التامّ، حتى يكون قبره بعد موته معتمَرَ الزائرين، وتتعهدها صباحَ ومساءَ زُمَرُ المعتقدين.
وما قام دليل على كَوْرِ هذا الإنسان، وحَوْرِ الرجال الذين سمعتَ ذكرهم في سابق البيان، ولا يُدرَى كيف وقع قوم في يد النخّاسين، وآخرين دخلوا في المنعَمين.
فهذه أسرار لا تبلغ الأنظار منتهاها، ولا تدري الأفكار مغناها، فإذا وجدتَ هذه المعضلات في أفعال الله فكيف لا يوجد مثلها في أقوال الله؟ ما لك لا تقيس أقوال الحكيم على أفعال الحكيم؟ مع أنهما كالمرايا المتقابلة، وكالتوأَمَين في المشاكلة، فلا بدّ فيهما من وجود المناسبة، وتحقُّق المشابهة. فلا تجاوِزِ الحد الذي يسنّي الأمرَ المعضل، ولا تردّ الأمر الصحيح الذي يجب أن يُقبَل، ولا تكن من المتعصبين. ((( طبعا الامام المهدي لما اتكلم عن المثالين دول مثال الغني اللى هو فاسق وعنده اموال كثيرة ومع ذلك الناس تتبرك به وتزوره بعد موته في قبره ، ومثال الناسك العابد العالم الذي نافق الامراء ومع ذلك لم يجد خيرا منهم ومات ميتة سيئة ( والعياذ بالله ) هنا الامام المهدي يقول ان الدنيا غرورة ولا يجب ان نأخذ الامور بمظاهرها لان الدنيا خداعة ويجب ان ننظر الى بواطن الامور ، وما كل شي الناس اجتمعوا عليه يكون صحيح او يكون خير هذا هو مقصد الامام المهدي ، اننا يجب ان نتفطن ونعلم سر الحقيقة وكنه الحقيقة و أصل الحقيقة ، ولا تغرنا المظاهر الكاذبة ، هذا درس من الامام المهدي لنا لكي نتعلم اللا ننظر الى الظاهر في هذه الدنيا الغرور ، دنيا المظاهر بل ننظر إلى البواطن ، بل ننظر إلى البواطن التي هي اصل الحقيقة ))) يقول الامام المهدي الحبيب : يا عباد الله، اسمعوا، ثم فكّروا ثم اقبَلوا إن كنتم طالبين. قد مات نبي الله عيسى، وأخبرنا عن موته خيرُ الخَلق وسيّدُ الورى، ثم شهد على موته كثير من أهل العلم والنهى، كما شهد شاهدٌ عند وفاة نبينا المصطفى، أعني خليفة الله الصدّيق الأتقى. وكذلك ذهب إليه كثير من الأكابر والأئمة، وما جاء لفظ "رجوع" المسيح في نبأ خير البريّة، بل لفظ "النـزول" إلى هذه الأُمّة. وشتان ما بين الرجوع وبين النـزول عند أهل المعرفة. فاتقوا الله يا معشر المؤمنين، واقبلوا الحق يا حزب الصالحين.
واعلموا أن قُرْب الله ليس إرثًا مقبوضا لأحد، واعلموا أن قُرْب الله ليس إرثًا مقبوضا لأحد، بل تداولُ هذه الأيام من أمر رب صمد، يلقي الروح على من يشاء، يلقي الروح على من يشاء، وكذلك تقتضي العظمة والكبرياء. أأنتم تجادلونه على ما فعل أو تقومون محاربين؟ ففكّروا بفكر لا يشوبه زيغ ولا مَيل، وطَهِّروا قلوبكم من كل تعصب ولا يُذْهِبْكم سَيل. أَرُوا تقواكم تقواكم، يا أبناء المتقين. واعلموا أن الله قد أقامني وبعثني وكلّمني، فاتقوا أن تحاربوا الله متعمدين. لا فُلْكَ في يومي هذا إلا فُلْكي، لا فُلْكَ في يومي هذا إلا فُلْكي، و
إن يدي هذه فوق كل يد تبتغي مرضاة ربي، و
إن يدي هذه فوق كل يد تبتغي مرضاة ربي، فلا تنبذوا الحق بعد ظهوره، ولا تجعلوا أنفسكم من المسئولين.
وبعزة ربي وجلاله، لستُ بكافر ولا معتدٍ من أقواله ولا مرتدّ ولا من الملحدين. وبعزة ربي وجلاله، لستُ بكافر ولا معتدٍ من أقواله ولا مرتدّ ولا من الملحدين. بل جاءكم الحق فلا تُعرضوا عن الحق كارهين. وقد تقوَّى مذهبنا بتظاهر الأحاديث والفرقان، وقد تقوَّى مذهبنا بتظاهر الأحاديث والفرقان، ثم بشهادة الأئمة وأهل العرفان، ثم بشهادة الأئمة وأهل العرفان، ثم بالعقل الذي هو مدار التكاليف الشرعية، ثم بالعقل الذي هو مدار التكاليف الشرعية، ثم بالإلهام المتواتر اليقيني من حضرة العزة، ثم بالإلهام المتواتر اليقيني من حضرة العزة، فكيف نرجع إلى الظن بعد اليقين؟ فكيف نرجع إلى الظن بعد اليقين؟ فكيف نرجع إلى الظن بعد اليقين؟ بل نحن أوينا إلى الركن الشديد، واعتصمنا بحبل الله المجيد، وما جئنا بمحدَثات كالمبتدعين.
وأقم الصلاة.
قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه السلام باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة والكوثر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ (2) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ (3) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ (4) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة و الاخلاص .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَضض عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (2) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (3) لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ (4) وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ (5) }
///////////////////////////////
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/9/22
///////////////////////////////
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/9/22
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قامت امة الحكيم رفيدة برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب مكتوب أحمد ، يقول الامام المهدي الحبيب :واتقوا يا معشر الكرام سُخْطَ الله العزيز العلام، ولا تعاندوا ولا تستعملوا البُهْتَ وسوءَ التميّز كالعوامّ، وقوموا لله شاهدين. وانظروا.. أيّدكم الله.. نظرا شافيا، وأمعِنوا إمعانا كافيا، بالفراسة الإيمانية، والرؤية الروحانية، فإن أولياء الله يُعصَمون مِن كل زيغ وميل، ولا يشوب مَعينَهم غثاءُ سيل، وتحفظهم عين الله مِن طُرق الضالين. أترون دليلا، يا معشر الصلحاء، في أيدي الأعداء لنقبَله منهم من غير الإباء، وننقاد لهم فيه كالخدماء التابعين؟ فإنا لا نعاند الحق إذا تجلّى، ولا نردّه من حيث أتى، ونعلم أن الحكمة ضالّة مَن تزكّى، فنأخذها ولا نأبى، ونعوذ بالله أن نكون من الجاهلين.
وقد علمتم يا معشر الأعزة، أن "مالِك" الذي كان أحد من الأئمّة الأجلّة، كان يعتقد بموت عيسى، وكذلك "ابن حزم" المشهود عليه بالعلم والتقوى، وكذلك كثير من الصالحين. فما كنتُ بدعًا في هذا وما كنت من المتفردين. وما جئت في غير وقت، ألا تعرفون وقت المجدِّدين؟ ألا ترون أن السماء للرَجْع تهيّأتْ، والأرض أَجْعَلتْ؟ وكانتا رَتْقًا فالأرض فُتِقتْ، ثم السماء فُتِحتْ، والكلمة تمّتْ، فقوموا وانظروا إن كنتم ناظرين. وما كان الله أن يخلف وعده وإنه أصدق الصادقين.
ولله دقائق في أسراره، واستعارات في أخباره، أأنتم تحيطونها أو تنكرون كالمستعجبين؟ وكم من أفعال الله سُترتْ حقائقها، وشُوّه وجهُها وأُخفِيَ حدائقها، ودُقّقت لطائفها ودقائقها، وكم من أفعال الله سُترتْ حقائقها، وشُوّه وجهُها وأُخفِيَ حدائقها، ودُقّقت لطائفها ودقائقها، حتى ضلّت عندها عقول العاقلين، وعجز عن إدراكها فكر المتفكرين. وأنتم تعلمون أن شأن أقوال الله ليس متنـزلاً من شأن أفعال الله، بل هما من منبع واحد، وأحدهما للآخر كشاهد. فتلك من الوصايا النافعة للطالبين، أن ينظروا إلى أفعال الله متأملين، ثم يقيسوا الأقوال على الأفعال متدبرين، فإن إمعان النظر في النظائر من أقوى مجالب العلوم، وأشدّ وطأً للأوهام التي تعصِف كالسموم، فلأجل ذلك رأينا أن نكتب ههنا بعض أفعال الربوبية، الذي تحيرت فيها عقول الفلاسفة، فأضاع أكثرهم الصراط وما كانوا مهتدين.
فمنها ما يوجد تفاوُت المدارج في أفعال الرب الكريم، والمولى الرؤوف الرحيم، لأنه خلق مخلوقه على تفاوُت المراتب، فجعل قوما مورد المراحم، والآخرين محلّ المعاتب، وما جعلهم في شأنهم متحدين. مثلا إنكم ترون امرأة تموت بعلها ويتركها حاملة ضعيفة، فترى حولها نكبة ومصيبة، لا يُوحِّم أحدٌ وِحامَها، ولا يحصل لها لطرفة عين مَرامُها، ولا تجد طَمْرًا للارتداء، ولا تمرًا للاغتذاء، بل لا يحصل لها جَوْبٌ تستر بها صدرها، فتقصد عاشبةً وتجعَل كمِجْولٍ جُدَرَها، تَكنَبُ يداها من الرحى، والمُخَدَّمة تُجرَح من شوك الفلا، وتعيش كإماء الظالمين. ثم تَخدُجُ وتلِد صبيًّا نَغّاشًا مقصوعًا أعمى ناقِصَ الخِلْقة، بعد شدّة المخاض وضِيق النفس والكُربة. فيرى الصبيُّ مِن ساعة تولُّده أنواعَ المحن والصعوبة، لا يحصُل خُرْسةٌ لأُمِّه النُفساء، ليزيد لبنها ويكفي للاغتذاء، فيمصّ ثديها ثم يترك قبل الحَساء. ولما بلَغ أشُدَّه وبلغ الحُلم التامّ وأكمل الأيام، يدخل في الغلمان والخدام، ويستخدمه شَكِسٌ زُعْرُورٌ من اللئام، أو يؤخذ قبل البلوغ ويباع كالأنعام؛ ثم يحمِل متاعب الخدمة مع شوائب الوحدة. وقد يُلجِئه صفرُ اليد إلى كافرٍ سَمّادٍ لطلبِ سَدادٍ، فيأتيه كسَجّادٍ ولو كان أبا فرعون وشدّادٍ، فيدخل في خَدَمه كالعبيد من العَوز المُبيد. وربما يسبّه مولاه ويضربه، أو يدير عليه عصاه فيجنُبه، ويؤاخذه على أنه لِمَ غاب لطرفة عين أو فرَّ، وهو إذ ذاك صبيٌّ أبلَهُ لا يعلم الخير ولا الشر، ويقال مثلا: أَخْثِ في الثفيّة، فإنْ لم يُحْسِنِ الفِعلَ فيلطمون أو يَتَهرَّون على الخطيّة، ولا يرضون بأن يأكل، وأكلُه يُغضِب المحفلَ ولو أكَل أدنى الطعام وطَهْفَلَ، ويفتّشون النَطَفَ، ولا يوجد مَن عطَف. فيلقَى مِن كل جهةٍ التَرَحَ والبَرَحَ، ولا تلقى الفَرَحَ، فقد يُضرَب على سَحْقِ الأبازير على المِداك، وقد يُلطَم على مكثٍ في الاستتاك. يؤتونه ما خلَف من كُدادةِ المطعومات، وبلغ إلى الإيْهات، أو يتركونه جائعا كالصائمين. يشرب من بالوعة يجتنِبها الدواب، ويأكل من متأبّسات يأنَف منها الكلاب، إذا أجدب المُلك فهو أول الأغراض، وإذا نزل وباء فهو مورد الأمراض. وإذا بُدِئَ الأطفالُ فهو كعصف مأكول، وإذا أَبْدَؤوا فهو بَقِيَ كمخدول، لا يقدر على أكل العَضاض، وإذا جُرِحَ فلا يَظهر أريكةُ الجُرْحِ، ولا يَظهر لحمٌ صحيحٌ بعد القرح. وقد يؤمر لكسح الكِناسة، أو لغسل الكاسة، فيُضرَب على خطاء قليل من الخباثة، وقد يُجعَل حَمولةً لأحمالٍ، فلا تبكي عليه عينٌ بدمع همال، بل يحمل مرارا أثقالا فيجري دمه كالحائض، ويُعْدُونه على أرض دمثة كالمُهر تحت الرايض، وقد يُجعَل كالوَجْناء ويُركَب عليه، وقد يَهجُد للخدمة والليلُ يتَصَبْصَبُ أو يجثُم أمام عينيه، وقد يؤمر لِشَقِّ الحطب حتى تَمْجُل يداه، وتتخاذل رجلاه، ثم يؤتى الخبز قَفَارًا فتبكي عيناه. يأكل جبيزا وينفز خفيزا، وقد يُضرَب ضربا شديدا، فلا يَجْنَأُ عليه أحدٌ، بل يَجْفَأُ قِدرُ غضبِهم فيدوسونه بضَهْدٍ. وهو يشكو كثيرا، فما ينجَع قوله في قلب، بل يُقَدُّ شدقُه دعابةً ويُخسِئون ككلب. ويطير نفسُه شعاعًا من كل طبعٍ صُلْبٍ، لا يحبه شقيقٌ ولا الأخيافيّ، ويظنون أنه ثالثة الأثافي. إذا صافى رجلا فما أحبَّ، وإذا زَرَع فما أَحَبَّ، وإن أَحَبَّ فما ألَبَّ، أو بُرِدَتْ أرضُه أو أَجْبَى زرعَه ثم بالجوع تَبَّ. وإذا تَخَبَّشَ مالاً من الأموال فيهيج عليها زوبعة الزوال، ثم يأخذه نَوْجَةُ الحسرة ووجعُ البال، وإذا شكى فحُماداه أن يُضحَك عليه ويُعزَى إلى الجهل والجاهلين. وأنفَدَ عمرَه عَزَبًا، حتى اشتعل رأسُه شيبًا، وإذا تزوّجَ فزَوَّجَ بجالِعَةٍ مفسدة ناشزة، كريه المنظر مسنون الوجه ونافرة، فينفد عمره في نائبات الدهر وتحت أنياب النكد، وربما يريد أن ينتهر لقلة ذات اليد، ويرى نفسه في فلاة عوراء، لا شجرة فيها ولا غذاء، وكذلك يعيش أخا غمراتٍ في آلام، ويمرض كل عام، فتارة يَرمَد وتارة يَطْحَل أو يؤخذ في زكام، وقد يعروه مرضٌ فيمتدّ مَداه، حتى تعرقه مُداه، وبالآخر يُنـزَع عنه ثوب المَحْيا، ويُسلَّم إلى أبي يحيى. (( هذا قول المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام عن جزء من معانات البشر قبل قيام النظام العالمي الجديد ، و قيام الامم المتحدة ، وقيام ميثاق الامم المتحدة لحقوق الإنسان ، ولحقوق الطفل ، وببركة الامام المهدي الحبيب قامت عصبة الأمم المتحدة ، ثم قامت هيئة الامم المتحدة لكي يُحافظ على الحد الادنى لحقوق الانسان ، هكذا تألم المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام على حال الضعفاء وحال الفقراء في ذلك الزمان ))
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب :
فالآن فكِّرْ ثم فكِّرْ، ثم تذكَّرْ سنن الله في العالمين. أليست في أفعال الله معضلاتٌ لا تُدرَى، وأسرار لا تحصى؟ فقِسْ أيها المسكين أقوالَ الله على أفعاله، ولا تعجب لمعضلاتِ أنباء الله وعُضالِه، ولا تعجَلْ في أمر مجدّدٍ وصدق مقالِه، ولا تقُلْ إني ما رأيتُ علامات أُخبرتُ عنها، وما شهدتُ أماراتٍ بلغني أنباؤها، فإن الله قد أتمّ كلماته كلها، وأظهر علاماته جميعها، ولكن عُمِّيتْ عليك حقيقةُ أقوال الله، كما عُمِّيتْ عليك حقيقة أفعال الله. وكم مِن أنباء تُكسَى وجودها بالاستعارات ولطائف الإيماء، وتُنكَّرُ أشخاصها عند إتمام الوعد والإيفاء، ويُدقَّقُ معانيها من حضرة الكبرياء، بما يراد أنواع الابتلاء. ألا ترى إلى رؤيا الناس، كيف تتراءى في أنواع اللباس، وكيف يخفى مفهومها فلا يتجلى حقيقتها إلا على الأكياس، الذين يعلَّمون العلم من ربهم ولا ينطقون بالقياس، فأين تذهب من سنن رب العالمين؟
وإذا قيل لك في الرؤيا إن ابنك الميّت سيعود ويرجع إليك، فلا تحمِلُها قطّ على الحقيقة أنت ومن لديك، ولا تمدّ إلى قبره عينيك، ولا تحفِرُ لَحْدَه طمعًا في حياته، ولا تجادل الناس في رجوعه بعد مماته، بل تؤوِّل الرؤيا وتقُول: إن ابنا مثله يولد لي فكأنه هو يَؤُول. فأَنَّى تقلّبُ في أمر عيسى، فأَنَّى تقلّبُ في أمر عيسى، تلك إذا قسمة ضيزى، وكلٌّ من الله الأعلى، فلا تعجَلْ كالذين هلكوا من قبلك وضلوا وأضلوا كمثلك.
وقد علمتَ أن القوم جهدوا جهدهم ليضيعوا أمري ويفرّقوا تفريقا، فلو كان من عند غير الله لمزقّوه تمزيقا، ولجعلونا كالمعدومين الفانين. إنهم مكروا كل مكر، وهيّجوا عشائر، وتربّصوا علينا الدوائر، فدِيْسُوا تحت دوائر السوء مخذولين، وأعظم الله شأننا، وأعلى برهاننا، وسوّد وجوه الحاسدين. وقال فرعونُهم: ذَرُوني أقتُلْ موسى، إني أنا الذي رفَعه، وإني أنا الذي سيحُطّه، ويلقيه في جُبِّ المُهانين. وقال ربي: "إني مُهينٌ مَن أراد إهانتَك، ومُعينٌ مَن أراد إعانتك"، فأذاقه ربي طَعْمَ نَخْوته الكبرى، وجعَل مكانته هي السفلى، إن الله لا يحبّ المستكبرين.
وترى الناس كيف يرِدون إلينا، وكيف يمنّ ربُّنا علينا، وكيف يأتي الله أرضَه ينقُصها من أطرافها، وكيف يأتينا خيار الناس من أقطارها وأكنافها، ذلك من فضل الله ليُري الناس أن أعداءنا كانوا كاذبين. إنه يُعزّ من يشاء، ويرفع من يشاء، لا رادَّ لفضله، ألا إن الحق علا، وتَعْسًا للقوم الكائدين المزاحمين.
وأقم الصلاة.
قام امة الحكيم رفيدة باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة والإخلاص
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (2) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (3) لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ (4) وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ (5) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة و الكوثر.
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ (2) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ (3) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ (4) }
///////////////////////////////
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/9/8
///////////////////////////////
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/9/8
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حي على الصلاة
حي على الصلاة
حي على الفلاح
حي على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم كتاب جديد من كتب الامام المهدي الحبيب العربية وهو كتاب " مكتوب أحمد " .
كتاب مكتوب أحمد عليه السلام هذا المؤلف جزء عربي من كتاب ألفه سيدنا المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام باللغتين العربية والأردية باسم "انجام اتهم"، اي عاقبة اتهم وذلك بعد هلاك القسيس "عبد الله آتهم" إذ لقى هذا الشقي المرتد عن الإسلام قدره المحتوم بتاريخ ٢٧ يوليو/تموز ١٨٩٦م وذلك طبقا لنبوءة تنبأ بها حضرته عليه السلام في اليوم الأخير من أيام مناظرة جرت بينهما. وقد بين سيدنا أحمد عليه السلام تفصيل هذه النبوءة بالكلمات التالية: حين تضرعت إلى الله تعالى وابتهلت ودعوت في حضرته كثيرا ليحكم في هذا الأمر، وقلت إننا عباد ضعفاء لا نستطيع فعل شيء دون حكمك، فما كُشف على ليلة البارحة هو أن الله تعالى قد أعطاني هذه الآية كبشارة أن الذي يصر على الكذب متعمدا من بين فريقي المناظرة ويهجر الإله الحق سوف يُلقى في الهاوية في غضون خمسة عشر شهرا من الآن، وذلك بحساب شهر واحد مقابل كل يوم من أيام المناظرة . علما ان المناظرة استمرت إلى خمسة عشر يوما . وسوف ينال خزيا كبيرا إن لم يرجع إلى الحق. وأما الفريق المتمسك بأهداب الصدق والمؤمن بالإله الحق فسوف ينال إكراما وعزة. ففي هذا الكتاب القيم ألقى سيدنا أحمد عليه السلام ضوءا وافيا على هذا النبأ وكيفية تحققه. وبالإضافة إلى ذلك دعا إلى المناظرة بالعربية ثم إلى المباهلة المسيحيين الذين يظنون عدم تحقق نبئه المتعلق باتهم ، والمشائخ والمرشدين وأصحاب الخانقاهات من المسلمين الذين نسبوا إليه اعتقادات خاطئة لم يعتقد بها حضرته عليه السلام . وافتروا عليه أقوالا دقارير وكفروه وكذبوه بوجه غير حق ووشوه عند الحكومة البريطانية كذبا وزورا ، ووجه حضرته رسالة باللغة العربية الفصيحة والبليغة إلى الذين أنعم الله عليهم بأنواع الكرامة وهذبهم بالعلم الكامل والمعرفة التامة من العلماء العاملين الراسخين تناول فيها ذكر ما حباه الله عزوجل به من التأييدات والآيات السماوية، كما أورد بعضا من إلهاماته عليه السلام بنصها وفصها التي تلقاها من الله تعالى مرارا وتكرارا باللغة العربية، بالإضافة إلى بيان دعواه وعقائده والأدلة على صحتها المستمدة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال السلف الصالح.
وأنهى عليه السلام الكتاب على قصيدة طويلة ورشيقة مترعة بذكر آلاء الله تعالى ومننه على حضرته عليه السلام مطلعها:
علمي من الرحمن ذي الآلاء
بالله حزت الفضل لا بدهاء
كيف الوصول إلى مدارج شكره
نثني عليه وليس حول ثناء
(( هذه المقدمة للكتاب كتبها اعضاء المكتب العربي في عام ٢٠٠٧ م )) يقول الامام المهدي الحبيب : المكتُوبُ إلى علماءِ الهِنْدِ ومشايخِ هذه البلاد وغيرها مِن البلاد الإسلامية .
بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحِيْمِ
الحمدُ للهِ الذي مَنَّ عَلينا بإرسال الرُّسل والكُتب، وجَعَل الأنبياءَ لِخيَام التوحيد كالطُنُب، وقَفَّى على آثارهم بالأولياء ليكونوا كالأوتاد للسَبب. والصَّلاة والسَّلام على خير الرسُل ونخبة النخب، محمّد خاتَم النبيّين وشفيع المذنبين، وأفضل الأولين والآخرين، وآله الطاهرين المطهّرين، وأَصحَابِهِ الذين هُم آيات الحقّ وحُجّة الله على العالمين، وعلى كل عبدٍ من عباده الصالحين.
أمّا بعد فهذا مكتوبٌ كتبتُه إلى الذين أنعم الله عليهم بأنواع الكرامة، وهذّبهم بالعلم الكامل والمعرفة التامّة، وكَشَف عليهم سُبُلَ الاصطفاء والقُربة، وحَبَّبَ إليهم طُرقَ الانكسار والغُربة، مِن العلماء العاملين الراسخين المتوَغّلين، والفقراء المنقطعين المتبتِّلين، الذين جذَبهم الله إلى ملكوته، وأذاقهم حظَّ لاهوته، ورزقهم خشية عظمته، وسقاهم كأس محبّته، فلا ترهَقهم ذلّة الزَّلّة، ولا نكال المَعصِية، وهم من المحفوظين.
وإنما نخاطبهم لجلالة شأنهم، وصفاء وجدانهم، وسَعة ظروفهم، وحلاوة قطوفهم، لعلّهم يُؤيَّدون من الله ويُلهَمون، ولعلّهم يفقهون ما لا فَقِهَ الآخرون، ويعلمون ما لم يعلمه المحجوبون. ولعلهم يتدبّرون بالفراسة الإيمانية، ويتفكرون بالتقاة الروحانية، ويقومون لله شاهدين، ليكونوا حجّة الله على الظالمين المعتدين، ولينقطع معاذير المعتذرين الأفّاكين، وليَضْمَحلّ كل قولٍ يُقال من بعد موتي، ولتستبين سبيل المجرمين. وإنّا ندعو الله أن يؤيّدهم ويلهمهم ويحفظهم ويعصمهم ويعطيهم حظ الصالحين.
ولما كان المقصد أن يتبيّن الحق الذي جئنا به لكلّ تقيّ وسعيد من قريب وبعيد، أُلقيَ في روعي أن أكتب هذا المكتوب في العربية، وأترجمه بالفارسية، وأَرعَى النواظرَ في النواضر الأصلية، وأُوسّع التبليغ بالألسن الإسلامية، ليكون بلاغا تامًّا للطالبين.
فاعلموا يا معشر الكرام، وجموع أولي الأبصار والأفهام، أن الله قد بعثني مجدِّدًا على رأس هذه المائة، واختصّ عبدًا لمصالح العامّة، وأعطاني علومًا ومعارف تجب لإصلاح هذه الأمّة، ووهب لي من لدنه علمًا حيًّا لإتمام الحجّة على الكَفَرة الفَجَرة، وأعطاني ثمرًا غَضًّا طريًّا لتغذية جِياع المِلّة، وأعطاني ثمرًا غَضًّا طريًّا لتغذية جِياع المِلّة، وأعطاني ثمرًا غَضًّا طريًّا لتغذية جِياع المِلّة، وكأسًا دهاقًا لعطاشى الهداية والمعرفة، وجعلني إمامًا لكل من يريد صلاح نفسه، ويحبّ رضاء ربّه، وجعلني من المكلَّمين الملهَمين. وجعلني من المكلَّمين الملهَمين. وأكملَ عليّ نعمه وأتمّ تفضّله وسمّاني المسيح ابن مريم بالفضل والرحمة، وقدّر بيني وبينه تشابُهَ الفطرة كالجوهرَين من المادّة الواحدة، ووهب لي علومًا مقدّسة نقيّة، ووهب لي علومًا مقدّسة نقيّة، ووهب لي علومًا مقدّسة نقيّة، ومعارف صافية جليّة، وعلّمني ما لم يعْلم غيري من المعاصرين. وعلّمني ما لم يعْلم غيري من المعاصرين. وصبّ في قلبي ما لم يُحيطوا بها علمًا، وصبّ في قلبي ما لم يُحيطوا بها علمًا، ونورًا لم يمسَّه أحدٌ منهم وجعلني من المنعَمين.
ومِن أجلِّ آلائه أنه استودعني سرَّه الذي يُكشف للأولياء، والروحَ الذي لا يُنفَخ إلا في أهل الاصطفاء، وأعطاني كل ما يُعطَى لأهل الموالاة والولاء، وصافاني ووافاني، وشرح صدري وأتم بدري، وأخبرني بأكثر ما هو مُزمِعٌ عليه في سابق علمه، وصبّغني بصبغة حُبّه، وصبّغني بصبغة حُبّه، وهداني طرق إسلامه وسِلمه، وأخرجني من المحجوبين.
ومن آلائه أنه وفّقني لفعل الخيرات، وهداني إلى الصالحات الطيبات، وأجرى لطائف قلبي فأحسن إجراءها، وزكّى ينابيعها وماءها، وأتمّ نورها وصفاءها، وطهّر مجراها وفِناءها، وبدّل أرضي غير الأرض وجعلني من المطهَّرين. وبدّل أرضي غير الأرض وجعلني من المطهَّرين.
ومن آلائه أنه وهب لي حُبَّ وجهه حُبًّا جَمًّا، وصدقًا أكمل وأتمَّ، وسألته أن يهب لي حُبًّا لا يزيد عليه أحدٌ من بعدي، فأعلمُ منه أنه استجاب دعوتي، وأعطاني مُنيتي، وأحاطني فضلا ورُحمًا، فالحمد لله أحسن المحسنين. الحمد لله الذي أذهب عني الحزن وأعطاني ما لم يُعطَ أحدٌ من العالمين. وما قلتُ هذا من عند نفسي وما قلتُ هذا من عند نفسي بل قلتُ ما قال علي السماوات ربي، وما كان لي أن أتكبّر وأرفع نفسي، إن الله لا يُحب المستكبرين، بل هذا إلهام من حضرة العزّة، وأراد من "العالمين" ما هو في زماننا من الكائنات الموجودة في الأرضين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب : ومن آلائه أنه علّمني القرآن، ورزقني منه معارف تُجاوز الحدّ والحسبان، لأذكّر الغافلين المنهمكين في هموم الدنيا الدنيّة، وأُنذِر قومًا ما أُنذرَ آباؤهم في الأيام السابقة، ولأقيم الحجّة على المجرمين. ومن آلائه أنه خاطبني وقال: "أنت وجيه في حضرتي. اخترتُك لنفسي". وقال: "أنت مني بمنـزلة لا يعلمه الخلق". وقال: "أنت مني بمنـزلة توحيدي وتفريدي". وقال: "يا أحمدي، أنت مرادي ومعي. يحمدك الله مِن عرشه". وقال: "أنت عيسى الذي لا يضاع وقته. كمثلك دُرٌّ لا يضاع. جَرِيُّ اللهِ في حلل الأنبياء". وقال: "قُلْ إني أُمرتُ وأنا أول المؤمنين". وقال: "اصنَعِ الفُلْكَ بأعيننا ووحينا. إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم". وقال: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
ومن آلائه أنه لما رأى القسيسين غالين في الفساد، ورأى أنهم علَوا في البلاد، أرسلني عند طوفان فتنهم وتراكُمِ دُجْنهم، وقال: "إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ". فجئتُ من حضرة العزّة وعَتبة الوحدة، عند شيوع الفتن والبدعات، وظهور المفاسد والسيئات، وضعف المؤمنين المسلمين. وقد جرت عادة الله الرحيم، وسُنّة المولى الكريم، أنه يبعث مجدِّدًا على رأس كل مائةٍ، فكيف إذا كان معها طِباقُ ظلمةٍ، وطوفان ضلالةٍ، أليس الله أرحم الراحمين!؟ وترون الناس كيف سقطوا في هُوّة النصارى، وكيف تمايلوا عليهم كالسُكارى، وخرجوا من دين الله المتين. أسمعتم مَنْ جاءكم من دوني لإصلاح هذه الآفات، أو تظنّون أنه نَسِيَ هذه الأمة عند تلك الصدمات؟ ما لكم لا تتفكرون، وتنظرون ثم لا تنظرون؟ أو غلبت عليكم هموم أخرى فلا تتوجّهون؟ كلا.. إنّ الله لا يُخلف وعده، ولا يُخزي عبده، فتفكروا إن كنتم متفكّرين.
أيها الكرام.. إن الفتن اشتدّت، والأرض فسدت، والمفاسد كثرت، وعلا في الأرض حزب المتنصّرين. وقيل لهم مرارًا، لا تجعلوا مَيتًا إلهًا غفّارًا، واتّقوا الله مُحاسبًا قهّارًا، فما خافوا الله وأصرّوا على كفرهم متشدّدين. هنالك اقتضتْ أحديّتُه، وقضت غيرته، أن يكسر صليبَهم، ويُبطل أكاذيبهم، ويوهن كيد الخائنين.
فكلّمني وناداني وقال: "إني مرسلك إلى قوم مفسدين، وإني جاعلك للناس إماما, وإني مستخلفك إكراما، كما جرت سُنّتي في الأولين". وخاطبني وقال: "إنك أنت مني المسيح ابن مريم، وأُرسلتَ ليتمّ ما وعَد من قبلُ ربُّك الأكرم، إن وعده كان مفعولا وهو أصدق الصادقين".
وأقم الصلاة.
قامت بلال اليوسفيين باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الفلق .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ (2) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (3) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (4) وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّـٰثَـٰتِ فِی ٱلۡعُقَدِ (5) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (6) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الناس .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ (2) مَلِكِ ٱلنَّاسِ (3) إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ (4) مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ (5) ٱلَّذِی یُوَسۡوِسُ فِی صُدُورِ ٱلنَّاسِ (6) مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ (7) }
///////////////////////////////
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/9/1
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/9/1
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قامت ام المؤمنين د.مروة برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حي على الصلاة
حي على الصلاة
حي على الفلاح
حي على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; يقول الامام المهدي الحبيب في كتاب تذكرة الشهادتين : وإني بفضل الله من أوليائه أفلا تعرفون؟ وقد جئتكم مع آيات بيّنات، أفلا تنظرون؟ أما خُسف القمرانِ؟ أما تُرِكَ القِلاص في جميع البلدان؟ ما لكم لا تتفكّرون وقد جاءت بيّنات من الرحمان، ونزل منه السلطان، فأي شك بعد ذلك يختلج في الجَنان، أو أيّ عذرٍ بقي عندكم أيها المعرضون؟ أما أُشيعَ الطاعون ؟ وكثُر المَنون؟ وشاع الكذب والفسق وغلب قوم مشركون، وبدا انقلاب عظيم في العالم وظهر أكثر ما تنتظرون. وبدا انقلاب عظيم في العالم وظهر أكثر ما تنتظرون فما لكم لا تحسنون الظنون وتعتدون؟
أيها الناس.. لِمَ قدّمتم بين يدي الله وحَكَمِه إنْ كنتم تتّقون؟ أهذه تُقاتكم أنكم كفّرتموني وما علمتم حق العلم، وما تسألون بقلوب سليمة، وإنْ سُئل عنكم تتوقّدون؟ أشَقَّ عليكم أن الله بعثني على رأس المائة واختارني لأجدد دين الله صلاحًا، وأُفحِم قومًا زاد غُلُوُّهم في اتّخاذ عيسى إلهًا، وأكسر صليبًا يُعلُونه ويعبدون؟ أو أغضبَكم ما خالفَكم ربي في وحيه؟ وكذلك غضِب اليهودُ من قبل فما لكم لا تعتبرون؟
أيها الناس.. إني أنا المسيح الذي جاء في أوانه، أيها الناس.. إني أنا المسيح الذي جاء في أوانه، ونزل من السماء مع برهانه، وأراكم آياتِ الله فيكم وفي نفسه وفي أعوانه، وشهد الزمان له بلسانه، وشهد الله له في قرآنه، فبأي حديث تؤمنون بعد شهادة الله وبيانه؟ ألم يأنِ أن تتقوا الله ويوم لقيانه؟ وأن تتّقوا يوما يُذيب الجلود بنيرانه؟ ألا تتفكّرون في آيات الله، وأيّ شهادة أكبر من فرقانه؟ ألا ترون إنْ كنتُ من الله وتنكرونني فكيف يصيبكم حظٌّ من أمانه؟ تقرأون قصص اليهود الا تقرأون قصص اليهود كيف جُعلوا من القرود؟ ألم تكن عندهم معاذير كما أنتم تعتذرون؟ فارحموا أنفسكم، إلامَ تجترئون؟ ولا تحاربوا الله أيها الجاهلون. ما لكم لا تذكرون موتكم ولا تتّقون؟ إن الغيور الذي أرسلني وعصيتموه إنه هو الصاعقة، إن الغيور الذي أرسلني وعصيتموه إنه هو الصاعقة، ولا يُرَدّ بأسه عن قومٍ يُجرمون. إنه يسمع ما تتفوّهون به ويرى نجواكم، ويرى كل ما تمكرون. وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
ويلٌ للذين لا يفرّقون بين الصادق والكاذب ولا يَفرَقون، ولا يعرفون الصادقين من وجوههم ولا يتفرّسون، ولا يذوقون الكلماتِ ولا ينتفعون من الآيات، ختم الله على قلوبهم فهم لا يتفقّهون.
أيها الناس.. لِمَ تستعجلون في تكذيبي، لِمَ تستعجلون في تكذيبي، فما لكم لا تسلكون كالمتّقين، وتَهذُون ولا تتزمّتون؟ ما لكم لا تُمعِنون في قوله عزوجل حكايةً عن عيسى: (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني)، أَوَلا تُتَوَفَّون وتخلُدون؟ أم رأيتم عيسى إذ صعد إلى السماء، فقلتم كيف نترك ما رأينا وإنّا مشاهدون. تعسًا لكم، تعسًا لكم، لِمَ تُضلّون زَمَعَ الناسِ بغير علم ولا تتّقون الذي إليه ترجعون؟ تصرّون على الكذب وتعلمون أنكم تكذبون، ثم على الزور تجترئون. ولو كنتُ لا أُبعَث فيكم لكنتم معذورين، ولكن ما بقي عندكم عذر بعد ما بعثني الله، فما لكم لا تخافون؟ بئسما فعلتم بحَكَمٍ من الله وبئسما تفتعلون.
يا حسراتٍ عليكم! يا حسراتٍ عليكم! ما عرفتم الزمان وما تذكّرتم ما قال النبيّون، وقد منّ الله عليكم بآيات من عنده، فما نظرتم إليها وتصاممتم وتعاميتم، وصرتم من الذين يموتون. وما تركتم ذرّة من ضلالاتكم بل عليها تُصرّون. إنّ الله قد صرّح لكم وقت مسيحه وما ترك من أدلّة، ولقد نصركم الله ببدرٍ وأنتم أذلّة، ولقد نصركم الله ببدرٍ وأنتم أذلّة، فما لكم لا تفهمون هذا السرّ ولا تتوجّهون؟ أليست هذه المائة مائةَ البدر؟ فما لكم لا تقدِرون آيَ الله حقّ القدر ولا بها تنتفعون؟
وقالت السفهاء كيف نتّبع الذي شذَّ وكيف نترك سوادًا أعظم؟
وما جاء نبي إلا كان من الشاذّين وكان عن الضلال تكرّمَ. انظرْ كيف نزيل وساوسهم ثم انظر كيف يتعامون. إنهم نسوا يوما يرجعون إليه فُرادى ثم يُسألون عما كانوا يعملون. ما لهم لا يؤانسون موسى وعيسى ونبيَّنا الأكرم، كيف بُعِثوا شاذّين في أوائلهم، ثم اجتمع عليهم فوج من الصلحاء وكلٌّ صدّق وسلّم، وآمنوا بمن شَذَّ وتركوا سوادهم الأعظم، إلا الذي ذُرِئَ لجهنم. فويلٌ للذين تركوا مبعوث وقتهم، فويلٌ للذين تركوا مبعوث وقتهم، أولئك هم الذين شذّوا وسمّاهم نبيُّنا فَيْجًا أعوجَ وأشأمَ، وقال إنهم ليسوا مني ولستُ منهم، فهم الشاذّون كما تقدّمَ. إذا جاءهم حَكَمٌ من ربهم فَقَأُوا عيونهم وأصمّوا آذانهم وما سألوا عنه وصاروا كأبكَمَ.
وإن الله بعثني على رأس هذه المائة، بما رأى الإسلام في وِهاد الغربة، ورآه كأرضٍ حشاةٍ سوداءَ أو كَحَشِيٍّ مما يُنبِتون، أو كلحمٍ نَتِنٍ وكاد أن يكون كنَيْتُونٍ، ورأى النصارى أنهم يُضلّون أهل الحق وينصّرون، ويسبّون نبيَّنا ظلما وزورا ولا ينتهون، ورأى العلماءَ ما بقيت فيهم قوة الإفحام، ولا فصاحة الكلام، ولا يحتكئُ نطقُهم في نفس بما لا ينطقون برُوحٍ من الله ولا هم يفصحون، بل يوجد فيهم تكنّعٌ ويُفَطْفِطون، ذلك بما عصوا ربهم بقول لا يقارنه فعلٌ وبما كانوا يُراؤون. وبما كانوا يُراؤون. وبما كانوا يُراؤون. ولما جئتُهم من ربي أعرضوا وقالوا كاذب أو مجنون. وما جئتُهم إلا وهم يَسْهُون في الصالحات وعن الصالحات، وينبِذون السُّعْدةِ وبالنَّيْتونِ يفرحون. وأمليتُ لهم رسائل فيها آيات بيّنات لعلهم يتفكرون، فما كان جوابهم إلا الهزء والسُّخر، وكذّبوا بآي الله وهم يعلمون. وقالوا إنْ هو إلا افترى، وأعانه عليه قوم آخرون. وقال بعضهم دهريٌّ لا يؤمن بالله، فاقرأْ أيها الناظر ما كتبنا وأشعنا، ثم انظرْ كيف يهذرون. وإن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا، وإن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا، فويلٌ لهم يوم يلقون الله ويُسألون. فويلٌ لهم يوم يلقون الله ويُسألون. ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو كذّب بآياته ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو كذّب بآياته إنه لا يُفلح الظالمون.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب عليه الصلاة والسلام : وقالوا ما جئتَ بسلطان من عند الله. بل لهم أعين لا يبصرون بها، وقلوب لا يفقهون بها، وآذان لا يسمعون بها، وإنْ هم إلا كسارحة يتيهون خليعَ الرسن ويرتعون، وتبيّنَ الحق وهم يُعرِضون. يكتبون رسائل ليستروا الحق، وإنّا اقتتبنا أيديهم فما يكتبون. وإني أَقتَبْتُهم يمينًا وقلتُ بارِزوني إن كنتم تصدقون، فلَكَأوا بمكانهم وما خرجوا، كأنّ الأرض تلمّأت بهم وكأنهم من الذين يَعدِمون. ثم إني قمتُ لهم في ليالٍ مباركةٍ ودعوتُ لهم في أسعائها لعلهم يُرحمون. وما كان الله ليتوب على أحدٍ إلا على قومٍ يتوبون. منهم قومٌ اعتدوا، ومنهم كشيءٍ مقارب وليسوا على طريقٍ ناهجة، ولا يستنهجون. ومَن تقرّبَ إلى الله شبرًا، يتقرّب إليه ذراعًا، ولكن الظالمين لا يتوجهون. قَرْضَبوا عُلَقَ الله وهم على الدنيا يتمايلون، وأصابهم زمهريرُ الغفلةِ فَاقْرَعَبّوا وهم منه كلَّ آنٍ يُقَرْطَبون. قشَّبوا صالحًا بما فسد، وقضَّبوا كَرْمَ الإيمان ولا يبالون. وإذا قيل لهم إن الله قد اصطخمَ لكم وأرسل الطاعون، قالوا مرضٌ يأتي ويذهب ولا يأخذنا المَنون. انظرْ كيف يُنبَّهون، ثم انظر كيف يتناعسون. يرون الموت ولا يتّعظون. تراهم يلهَجون بزخارف الدنيا ولا يشبعون. تراهم يلهَجون بزخارف الدنيا ولا يشبعون. وإذا قُرئ عليهم ما أنزل الله ازْوَرُّوا مهروِلين وهم يشتمون. تراهم جيفةَ ليلِهم وقُطْربَ نهارِهم، يهيمون لدنياهم وعن الآخرة يغفلون. ولا تتركهم صَواكِمُ الدهرِ ثم مع ذلك لا يتنبّهون. وإذا عُرضت عليهم كَلِمُ الحق سمعوها وهم يَتْأَقُون، ويعافون ما يسمعون، ويبذَأون ما يقرأون. يعلمون أنهم ميّتون ثم يتعامشون. يبكون للدنيا كالأعمش وهم عن الآخرة غافلون. زيّن الشيطان لهم أهواءهم، فعُنِّشوا إليها، فأحبط الله أعمالهم، وأفسلَ عليهم متاعَهم، ولُعِنوا وهم لا يعلمون. يختارون ثَمَدًا حَمِئَ وَصَرِيَ، ويتركون غَمْرًا غيرَ غَشَشٍ، ذلك بأنهم أفشالٌ فعَلَى الأدنى يقنعون. يتركون لونًا لا شِيَةَ فيها، ويختارون الرَّقْشَ ويقعدون بين الضِّحِّ والظِّلِّ، ولا يتركون مقاعد إبليس ولا ينتهون. وحَبابُهم أن تُفتَح عليهم أبواب الدنيا ويُعطَوا فيها كلَّ ثمرة من ثمارها ويسمَّغون. يكفّرونني ولا أدري على ما يكفّرونني، يكفّرونني ولا أدري على ما يكفّرونني، وآلَتْناهم بيمين أن يقولوا ما يسترون، فما تفوّهوا بقول وشُدَّ وِكاء قِربتهم فلا يترشحون.
يحسبون وقت نزول المسيح كناقةٍ مُمجِرٍ، ويرون أن الأشراط قد ظهرت، ثم لا يتيقّظون. أما كُسف القمران، وكان الكسف في رمضان؟ ألا ينظرون كيف تظهر أثقال الأرض، وتجري الوابورة، وتمخر السفائن، وتُزوَّج النفوس، وتُترَك القِلاص، وتُبدَّل الظعائن، وظهر كل ما يأمِتون.
وإن مَرْهَمَ عيسى آية بيّنة على موته، فما لهم لا يفكّرون في هذه الآية، ولا به ينتفعون؟ وإنما مثل المسيح الموعود كمثل ذي القرنين، وإليه أشار القرآن يا أولي العينين، فكفاكم هذا المثل إن كنتم تتأمّلون. وإني أنا الأحَوْذِيُّ كَذي القرنين، وجُمعت لي الأرضون كلها بتزويج النفوس، فكمّلتُ أمر سياحتي وما برحتُ موضعَ هاتين القدمين. وجُمعت لي الأرضون كلها بتزويج النفوس، فكمّلتُ أمر سياحتي وما برحتُ موضعَ هاتين القدمين. ولا سياحة في الإسلام ولا شد الرحال من غير الحرمين، فرُزِق لي السَّيحانُ بهذا الطريق من ربّ الكونين. ووجدتُ في سياحتي قومين متضادَّين: قومٌ صمخت عليهم الشمس ولفحتْ وجوههم نارُ أُوارٍ فرجعوا بخفّي حُنين، وقومٌ آخرون في زمهرير وعينٍ حَمِئةٍ لفقد العين. ذلك مَثلُ الذين يقولون إنّا نحن مسلمون وليس لهم حظ من شمس الإسلام، يحرقون أبدانهم من غير نفع ويُلفَحون، ومَثلُ الذين ما بقي عندهم مِن ضوء شمس التوحيد واتخذوا عيسى إلهًا واستبدلوا الميت بالذي هو حيّ، ويظنون أنهم إليه يتحوّجون. هذان مثلان لقوم جعلوا أنفسهم كعباديدَ، ما نفعهم ضوء الشمس مِن غير أن تلفح وجوهَهم حرُّها فهم يهلكون، ومثلٌ لقومٍ فرّوا من ضوئها فنُهبوا وهم يغتهبون.
وإني أدركتُ القرنين من السنوات الهجرية، وكذلك مِن سِنِي عيسى ومِن كل سنةٍ بها يُحاسِبون، فلذلك سُمّيتُ ذا القرنين في كتاب الله، إن في ذلك لآية لقوم يتدبّرون.
وما جئت إلا في وقت فُتحتْ يأجوج ومأجوج فيه وهم مِن كل حَدَبٍ ينسِلون، فبُعثتُ لأصون المسلمين من صولهم بآياتٍ بيّناتٍ، وأدعيةٍ تجذب الملائكة إلى الأرض من السماوات، ولأجعل سدًّا لقومٍ يُسلِمون.
الحمد لله الذي أرسل عبده على أوانه، الحمد لله الذي أرسل عبده على أوانه، وأنزله من السماء عند فساد الزمان وخذلانه، فهل منكم من يرُدّ قضاءه ويهُدّ بناءه؟ سبحانه وتعالى عمّا تزعمون. وكفّرتموني وما ظلمتم إلا أنفسكم، وإنّي أفوّض أمري إلى الله فسوف تعلمون.
تمّ الكتاب بعون الله الوهّاب.
وأقم الصلاة.
قامت ام المؤمنين د.مروة باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة والإخلاص .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (2) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (3) لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ (4) وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ (5) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة والقدر والكوثر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }
{ بِّسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) بِّسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (2) وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (3) لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَیۡرࣱ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرࣲ (4) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَٱلرُّوحُ فِیهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرࣲ (5) سَلَـٰمٌ هِیَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (6) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ (2) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ (3) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ (4) }
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/8/25
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/8/25
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قامت ام المؤمنين اسماء برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حي على الصلاة
حي على الصلاة
حي على الفلاح
حي على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم الحصة قبل الأخيرة من كتاب تذكرة الشهادتين للإمام المهدي الحبيب ، يقول الامام المهدي الحبيب عن علامات المقربين :
إن مثلهم كمثل "عبد اللطيف" الذي كان من حزبي وكان من أرضِ بلدةِ "كابل"، وكان زعيمَ القوم وسيّدهم، وأمثلَهم وأعلمهم، وأتقاهم وأشجعهم، وبَدْءَهم في السؤدد وأبهاهم. إنه أرَى هذا الإيمان. وهدّدُوه بوعيد الرجم ليترك الحق فآثر الموت وأرضى الرحمان. ورُجِم بحكم الأمير فرفعه الله إليه، إن في ذلك لنموذجًا لقوم يغبطون.
إن الذين يُقتَلون في سبيل الله لا تحسبوهم أمواتا بل أحياءٌ عند الله يُرزقون. ومَن قتل مؤمنًا متعمّدًا فجزاؤه جهنّم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذابا أليما، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
إن السماء بكت لذلك الشهيد وأبدت له الآيات، وكان قدرًا مفعولاً من الله خالق السماوات. وقد أنبأني ربي في أمره قبل هذا بوحيه المبين، كما أنتم تقرأونه في "البراهين" أو تسمعون، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون. ولمّا رحل الشهيد المرحوم من دار الفناء، وسلّم روحه إلى ربه بطيب النفس والرضاء، فما أصبح الظالمون إلا وابتُلوا برِجْزٍ من السماء وهم نائمون، وجعلوا يفرّون من أرض بلدة "كابل"، فأُخذوا أينما ثُقفوا، وأين تفرّ الفاسقون؟ إنّ في ذلك لعبرةً لقوم يحذرون.
ومن علاماتهم أن الملائكة تنـزل عليهم بالبركات، ويُكرِمهم الله بالمكالمات والمخاطبات، ويوحي إليهم أنهم مِن سُراة الجَنّات، وأنهم مقرّبون، ولهم فيها ما تدّعي أنفسهم ولهم فيها ما تشتهون. وينـزل عليهم كلام لذيذ من الحضرة، وكَلِمٌ أُفصِحتْ من لدن رب العزة، ويُنبَّأون بكل نبأٍ عظيم، وأنباءِ الغيب من القدير الكريم، ويُغاث الناس بهم عند إسناتهم، ويُنجَون من آفاتهم، ويُغيَّر ما بقومٍ بتضرّعاتهم، وتُستجاب كثير من دعواتهم، وتظهر الخوارق لإنجاح حاجاتهم، مع إعلامٍ من الله وبشارةٍ بتعذيب قومٍ لا يألِتون أنفسَهم مِن فأتهم، وكذلك يؤيَّدون، ويبشَّرون ويُنصَرون، وينوَّرون ويُثمِرون، ويُهلَكون مرارًا ثم يُذرَأون حتى يروا ربّهم وهم يستيقنون. ولا تطلع عليهم شمس ولا تجنّ عليهم ليلة، إلا ويُقرَّبون إلى الله، ويزيدون في علمهم أكثر مما كانوا يعلمون. وإذا بلغوا الشيب يكمُل شبابهم في الإيمان، فيتراءَون كرجلٍ مُطهَّمٍ كأنهم فتيان مراهقون. وكذلك يزيد إيمانهم وعرفانهم بزيادة أعمارهم، ويزيدون في التقوى حتى لا يبقى منهم شيء ولا من آثارهم، ويبدَّلون كل آن، ويُنقَلون من عرفان إلى عرفان آخر هو أقوى من الأول في اللمعان. وكذلك يربّيهم ربّهم بفضل وإحسان، ولا يتركهم كسهمٍ نِضْوٍ بل يجدّدهم بتجديد نور الجنان، ويقلّبهم ذات اليمين وذات الشمال، وتجري عليهم شهواتُ النفس وهم يتزاورون عنها بمشاهدة الجمال، وتحسبهم أيقاظًا وهم رُقودٌ في مهد الوصال، ولا يُتركون سُدًى بل يجعلون عناقيد من القُعال، ويبدَّلون ويغيَّرون ويُبعَدون عن الدنيا ويبلغون من مقامات إلى أرفع منها بحكم الله الفعّال. وآخِرُ ما ينتهي إليه أمرهم أنهم يُحيَون بعد مماتهم ويُوصَلون بعد انفتاتهم، ويَرِدُ عليهم موتٌ بعد موتٍ ثم يُعطَون حياةً سرمدًا لمصافاتهم، ويُحفَظون من عُواءِ إبليس ويُحفَظون من عُواءِ إبليس وممن يعشو عن ذكر الله ومِن معاداتهم، وإذا بلغوا غاياتِهم، يُعطَون مقاما لا يعلمه الخَلق ويَنْأَون عن عَرَصاتهم. ويكونون نورًا تخسأ منه العيون، وفي نور الله يغيبون. ولا يعرفهم إلا الذي يعرّفه الله ويكونون غيب الغيب وروح الروح وأخفى من كل أخفى، يرجع البصر منهم خاسئا ولا يرى. وإذا تَمَّ اسمهم الذي في السماء وعند ربهم الأعلى، وكمُل أمرهم الذي أراد الله وقضى، نُودِيَ في السماء لرجوعهم إلى السماء، فإلى ربهم يبوءون. وتخرج نفوسهم إلى الله راضيةً مرضيّة، فتندلق من أجسامها كما يندلق السيف من جفنه، ويتركون الدنيا وهم لا يشحبون. يرون الدنيا كشاةٍ بكيئةٍ أو ميتةٍ تعفّنَ لحمها، فلا تُمَدّن عينهم إليها ولا هم يتأسّفون. ويتبوّأون دارَ حِبِّهم فبالمرهَفات لا يتركون، ولا يلومهم إلا مِجْهَبٌ ولا ينكرهم إلا قوم عمون.
ويلٌ للعضّابين فإنهم يُهلكون. ويلٌ للمغتهبين فإنهم يُنهَبون. ويلٌ للمفترين فإنهم يُسألون. ويلٌ للذين تبذَأُ عينهم عبادَ الرحمن فإنهم يموتون وهم عمون. ويلٌ للذين يَتفَأون إذا سمعوا الحق فإنهم بنارهم يحرقون.
ومن علاماتهم أنّهم يُعطَون كلماتٍ تُفصَحُ مِن عند ربهم، فما كان لبشر أن يقول كمثلها ولا يبارزون. وإن عباد الرحمن قد يتمنّون كَلِمًا فصيحة، كما يتمنّون معارف مليحة، فيُرزَقون كل ما يطلبون. وكذلك جرت عادة الله في أوليائه أنهم يُعطَون لسانًا، كما يُعطَون جنانًا، ويُنطِقهم الله، فبإنطاقه ينطقون. وكما أن المرأة إذا وحِمتْ يُعِدّ لها بعلُها ما اشتهت، فكذلك إذا نُفخ الروح فيهم خلقتْ فيهم أماني من الله لا من النفس الأمّارة، فتُعطَى أمانيُّهم ولا يُخيَّبون. وكذلك أُعطيتُ كلامًا من الله، فأْتوا بمثل كتابنا هذا إن كنتم ترتابون.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب عليه الصلاة والسلام : ومن علاماتهم أنّهم ينـزلون من السماء كغيث يساق إلى أرضٍ جُرُزٍ فيدعون الناس إلى مائهم وهم يثوّبون. وينتزعون القلوب من الصدور جذبا من عندهم، فيهرول الناس إليهم وهم يُغَسْلَبون.
ومن علاماتهم أنّهم ليسوا كضنينٍ في إفاضة النور، ولا كالنّاقة الْمَصُور، ولا هم يبخلون. قومٌ لا يشقى جليسهم، ولا يخزى أنيسهم، مباركون مِن أنفسهم، ويباركون الناس ويُسعِدون. يخضِّرون أرضًا أَمْعَرتْ، ويُحيون قلوبًا ماتت، ويعيدون دُوَلاً ذهبت، ويرُدّون بلايا أقبلت، ويوصلون عُلَقًا قُطعت، ويسجُرون أنهارًا نزف ماؤها وتخلّتْ، وكلّ ما خرب من الدين يعمرون. لهم صدورٌ مُلِئت من النور، وقلوب ملئتْ من السرور. وإنهم نجوم السماء، وبحار الغبراء، وأرواح الأجساد، وللأرض كالأوتاد. لا يبدّلون عهدًا عقدوا مع الله وهم يبدَّلون. وإنهم أبدالٌ يبدِّلهم الله، وإنهم أقطابٌ لا يتزلزلون. وإنهم مُصْطَخِمُون للهِ، صلَموا الأمّارةَ مِن أصلها وعلى أمر الله قائمون. ويَزُجُّون الحياة في هموم، ولا يعيشون كعَيْصُومٍ، ولا يقنعون بظاهر الغسل كعَيْشُومٍ، بل يسابقون إلى مَعين يطهّر نفوسهم ولا يتضيّحون.
وإنهم حَفَظة الله على الناس عند البأس، ولوجود الخلق كالرأس، وفي بحر خلق الله كالدرّ المكنون. يفتحون الملحمة العظمى التي هي بالنفس الأمّارة، فيفتحون القلوب بعده بإذن الله ذي العزّة ويغلبون. ويحيَون بعد الموت، ويعافهم الناس فهم يمضخون. لا تجد بُوصِيًّا كمثلهم إذا طما الماء واشتد البلاء، وارتفع الزفير والبكاء، وعند ذلك هم الشفعاء، بإذن الله الذي منه يُرسَلون. بإذن الله الذي منه يُرسَلون. بإذن الله الذي منه يُرسَلون. وإذا بلغت القلوب الحناجرَ، قاموا وهم يتضرّعون، وخرّوا وهم يسجدون. هناك تملأ السماءَ دعاؤهم، ويُبكي الملائكةَ بكاؤهم، ويُسمَع لهم لتقواهم، فيُنجَى الناسُ مِن بلاءٍ به يقلقون. وإنهم قومٌ يضمجون بالأرض ويضبَحون بتوالي السجدات عند توالي الآفات، ويبُلّونها بالعبرات، ويقومون أمام الله دافع البليّات في الليالي المظلمات، ويُقبِلون إلى ربهم بصدق يُرضي خالق الكائنات، ويموتون لإحياء قومٍ كانوا على شفا الممات، فيبدِّلون القدر وبالموت يشفعون، فيبدِّلون القدر وبالموت يشفعون، وبالنَّصَب يُريحون، وبالتّألّم يبسَأون.
يواسون خلق الله ويتخوّنونهم عند الداهيات، ويعملون عملاً يُعجِب الملائكةَ في السماوات، ويسبقون في الصالحات، وتُشجَّع قلوبهم فيمشون في المائرات، ولو جُعلتْ سرمدًا إلى يوم المكافاة، ولا يتخوّفون. ولا ينتتمون على أحدٍ بقولٍ سوءٍ وعند فُحش الناس يَجِمون ويكظمون. ولا يتمايلون على جيفة الدنيا ويتركونها للكلاب، ويحسبونها حَفنةً مِن عظامٍ بل وَنِيمَ الذباب، فلا يرتدّ طَرْفُهم إليها ولا يلتفتون.
ويجعلون أنفسهم كشجرةٍ شَعْواءَ، فيأكل الجوعان ثمارهم من كل طرف جاء، نِعْمَ الأضياف ونِعْمَ المضيفون. قومٌ مُطهَّمون. ويدفعون بالحسنة السيّئةَ، ويخدمون الورى، ولا يؤذون مَن آذى، ومَن تمخَّى إليهم فيقبلون. وإذا لقوا من أعدائهم الأَزابِيَّ دفعوه بالمنّ ويجتنبون التّسابّ ولا يعسمون. يدْعون لأعدائهم دعاء الخير والسلامة والصحة والعافية والهداية من الله، ولا يتركون لأحدٍ في صدورهم مثقالَ ذرّة من الغِلّ ويدْعون لمن قفاهم وازدرى، ويُؤوون إلى عصاهم مَن عصى، فيتجلى الله عليهم بما كانوا آثروه ورحموا عباده، وبما كانوا يخلصون. وازدرى، ويُؤوون إلى عصاهم مَن عصى، فيتجلى الله عليهم بما كانوا آثروه ورحموا عباده، وبما كانوا يخلصون. أولئك هم الأبدال وأولياء الله حقًّا، أولئك هم الأبدال وأولياء الله حقًّا، وأولئك هم المفلحون. تُبارَك الأرض بقدومهم، ويُنجَّى الناس عند همومهم، فطوبى لقومٍ بهم يرتبطون.
رب اجعلني منهم رب اجعلني منهم رب اجعلني منهم وكُنْ لي ومعي إلى يوم يُحشَر الناس ويُحضَرون. ربّ لا تؤاخذْ مَن عاداني فإنهم لا يعرفونني ولا يبصرون. ربّ فارحمْهم مِن عندك واجعلهم من الذين يهتدون. وما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم أيها المنكرون. ألا تشكرون لله ألا تشكرون لله وقد أدركَكم في وقت تُهلَكون فيها وتُخطفون؟ وإنْ شكرتم ليزيدنّكم، وتُعطَون كلَّ ما تتمنّون وتشتهون. وإن تكفروا فإن جهنم حصير لقوم يكفرون.
ومن علاماتهم أنّهم لا يؤذون ذرّة ولا نملة، وعلى الضعفاء يترحّمون. ولا يقطعون كل القطع ولو عاداهم الأشرار الذين يؤذون مِن كل نوع ويعتدون، بل يدْعون لأعدائهم لعلهم يهتدون. ولا تجدهم كفَظٍّ غليظِ القلب ولا تجد كمثلهم أرحمَ وأنصحَ للناس، ولو شرّقتَ أو كنت من الذين يغرّبون. يدْعون للذين أصابتهم مصيبة، حتى يُلقون أنفسهم إلى التهلكة، فإذا وقع الأمر على أنفسهم يُسمَع دعاؤهم في الحضرة وبها يُنبَّأون. ذلك بأنهم يبلّغون دعواتِهم إلى منتهاها، ويُتمّون حقّ المواساة ولا يألِتون. يُذيبون أنفسهم ويُلقونها إلى الدمار، فينجُّون بها نفوسًا كثيرة من التبار، وكذلك تُعطى لهم فطرةٌ وكذلك يفعلون. يقومون في ليل دامسٍ والناس ينامون. ويرون نور أعمالهم في هذه الدنيا وكلّ يوم في نورهم يزيدون. ويرون نضارةَ ما قدّموا لأنفسهم ولا يكونون كمُهَلْوِسين. ويجتنبون كلّ معصية، ولو كانت صغيرة، فلا يقربونها ولا يغتمصون. ويُمزِّزون العمل الصالح ولا يزدرون.
وأقم الصلاة.
قامت ام المؤمنين اسماء باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة و سورة الشرح .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ (2) وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ (3) ٱلَّذِیۤ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ (4) وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ (5) فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ یُسۡرًا (6) إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ یُسۡرࣰا (7) فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ (8) وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب (9) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة و سورة الفلق .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ بِّسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ (2) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (3) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (4) وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّـٰثَـٰتِ فِی ٱلۡعُقَدِ (5) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (6) }
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/8/18
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/8/18
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام شهاب اليوسفيين أرسلان برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; يقول الامام المهدي الحبيب في كتاب تذكرة الشهادتين إكمالا لعلامات المقربين فيقول : ومن علاماتهم أنّك تراهم آجَدَهم للهِ بعد ضعفٍ، وأوجَدَهم بعد فقر، وهم لا يُترَكون.
ومن علاماتهم أنّهم يرون إِدَدًا وأَوَدًا مِن أيدي الناس، ويتراءى الياس مِن كل طرفٍ، ثم يُدركهم الله ويُعصَمون. وإذا نزلت بهم آفة رُزقوا من عند الله صبرًا يُعجِب الملائكةَ، ثم ينـزل الفضل فيُخلَّصون.
ومن علاماتهم أنّهم لا يتّكئون على طِرْفٍ ولا تالِدٍ، ولا ابن ولا والدٍ، وعلى الله ربّهم يتّكئون. ولا يسرّهم إلا مستودعاته من المعارف، وكلَّ آنٍ منها يُرزَقون. ويسأمون تكاليف في سبل الله متنشّطين ولا يتجشّمون. ويشكرون لله ولو لم يُعطَوا ثَعْدًا ولا مَعْدًا، وبحبّ الله يفرحون. ذلك بأنهم يُعطَون معارف كثفافيدَ، ويُرزَقون لها مقاليدَ، فمِن كل باب يدخلون. ويعطيهم الله قلوبًا كأنهارٍ تتفجّر، لا كثَمَدٍ يركُد في الركايا ويتكدّر، ولا ينقطع المدد وفي كل آنٍ يُنصرون.
ومن علاماتهم أنّهم يُعطَون رعبًا من ربهم، فتفرّ العِدا من مباراتهم، ويُخفون وينكّرون أنفسهم عند ملاقاتهم، ويهربون ويتستّرون كمثل رجل جُدِعت ثُنْدُوءتُه للجريمة، فيعاف اللُّقيان لوصمة الروثة، هذا رعبٌ من الله لقومٍ له يكونون.
ومن علاماتهم أنّهم قوم يسعون في سبل الله كثَوْهَدٍ فَوْهَدٍ، وإذا قاموا لأوامره فهم ينشطون، ولا ترى فيهم كسلاً ولا وهنًا ولا هم يترددون. وتشرق الأرض بنورهم، وتشرق الأرض بنورهم، ولا يجهل مقامهم إلا المتجاهلون، ولا ينكرونهم أعداؤهم بل هم يجحدون.
ومن علاماتهم أنّهم قوم يقرُبهم جُدّةُ فيوض الله فكل ساعة منها يغترفون. ويسارعون إليه كأَجاليدَ ولا يمسّهم من لغوب ولا يضعفون. وإذا أخذهم قَبْضٌ تألّموا ولا كجَلْداتِ المخاض، وترى قلوبهم كأَرْضٍ مَجْلودة من علومٍ يُفاض.
ومن علاماتهم أنهم إذا مرّوا برجلٍ جَلَنْدَدٍ يمرّون وهم يستغفرون، ولا تزدري أعينهم أحدًا من التقوى ولا يستكبرون. يعيشون كغريب ويرضون بنَكَدٍ، ويقنَعون على جُهدٍ وجَنَدٍ أولئك قومٌ آثروا ربهم ورجال مسدِّدون.
ومن علاماتهم أنّهم قوم لا يجهد عيشهم، ولا يُعذَّبون بمعيشةٍ ضنكٍ ويُرزقون من حيث لا يحتسبون، ويُجيدهم الله معارف فهُمْ بها يفرحون.
ومن علاماتهم أنّهم لا يرضون ببضاعةٍ مُزجاةٍ وقليلٍ مما يعملون. وإذا ركبوا أجْوَدُوا، وإذا عملوا كمّلوا، ويتجنّبون ثَعْطَ العمل وخِداجَه، ولكشفِ الحُجب يخبطون. وإذا عادَوا أو أحبّوا أجهدوا ولا ينافقون.
ومن علاماتهم أنّ قلوبهم أرضٌ جِيدتْ، ولهم فراسةٌ زِيدتْ. يُعصَمون من ضلال وفساد، وما وقعوا في أبي جاد، ويُبعَدون من دَجْوٍ وينوَّرون.
ومن علاماتهم أنّ رقابهم تحمل أعباءَ أمانات الله أكثرَ مِن كل حاملِ أمانة، ثم لا تتأوّدُ رقابهم بل تجعلهم كامرأةٍ جَيْدانة، ويتراءى منه حسن الاستقامة، ويُرَى كالكرامة، فعند الله والناسِ يُكرَمون.
ومن علاماتهم أنّهم يوفَّقون لارتداعهم عن كل أمرٍ حَدَدٍ، ويُعطَون أَسِدّةً لدفع الوساوس ويردف لهم مددٌ خلف مدَدٍ، ذلك بأنهم قوم منحردون، وإلى الله منقطعون. يجرّدون أنفسهم ويسعون إلى الله وُحدانا، ولا ترى مثلهم حَرْدانًا، وتَسفتُ حرافدُهم إلى حِبِّهم ويقدّمون على كل شيء لُقيانًا، ومِن خوف الهجر يذوبون. الحكمة تنبت من حَرْقَدتهم، والفراسة تتلألأ من جبهتهم، وكَالْقُلَيْذَمِ يفيضون.
ومن علاماتهم أنّهم يَتَدَهْمَكون لله ولا يُحجِمون، ولا يوجد لهم حَتْنٌ في ذلك وهم فيه يتفرّدون. ولا يُضاهيهم فردٌ من المحجوبين ولو يحرصون. ولولا حتامتُهم لهلكت الناس، ولولا احتدامهم لبردت محّبة الله من قلوب الأناس، ولحفدوا إلى الخنّاس، ولقطَع الله عَسْبَ العارفين ولهدَم الإيمان من الأساس، فذلك فضل الله على خلقه أنهم يُبْعَثون. وإنّ الناس كلهم كعِلْبٍ ويُصلِحهم هؤلاء، ومَن فقدهم فهو كيتيم، ومَن فقد الفطرة فهو كعَجِيٍّ، ومَن فقدهما فهو كلطيم ومِن الأشقياء، فطوبى للذين يُعطَون الكلَّ ويجمعون.
ومن علاماتهم أنّهم يجتنبون الحسد الذي يشابه الحَسْدَل، ذلك بأنهم يتمصّخون من روْحٍ من ربهم فتُشرَح صدورهم ويُرفَعون إلى العُلى فلا يَهْوُون، ويُعصَمون مِن أسفلَ ويُحفَظون.
ومن علاماتهم أنّهم يُبعَثون في وقت يكون الناس كاليتامى ولا يواسيهم أحدٌ لاحتباكهم، ويهلك الناس بموت الكفر والفسق ويُغبِّبُ علماءُ السوء عن هلاكهم ولا يبالون، وكل ذلك يظهر على عِدّانهم وبه يُعرَفون. فإذا رأيتم أن الناس يغتهبون ويكذبون، ويشركون بالله ويفسقون ويزنون، ويخرجون من الدين ولا ينتهون، فاعلموا أن وقت بعث رسولٍ أتى، وجاء وقت التذكير لمن نسي الهدى، فطوبى لقوم يسمعون.
ومن علاماتهم أنّ القوم إذا اتخذوا سُبلهم شَذَرَ مَذَرَ فهناك هم يُرسَلون. والذين يمأَرون عليهم يعاديهم الله فينخرون ويُطرَدون من الحضرة ويُمتَرون، وإن لم ينتهوا فيُدمَّرون ويُهلَكون. ويجعل الله جذبًا في قلوب أوليائه، فيَكفَتون الناس وإلى أنفسهم يجلبون. ولو لم يتبعهم الناس لتبعتْهم الحجارة والمَدَرة، وجُعلتْ أناسًا، فلِلحق يشهدون.
ومن علاماتهم أنّهم قوم لهم عُلَقٌ شديدة بالله، لا تثقّب فيها مَدَريّةٌ ولا سَمْهريةٌ، ولا سيفٌ جائب ولا سهمٌ صائب، ولا يموتون إلا وهم مسلمون.
ومن علاماتهم أنّهم يتكرّمون عمّا يشينهم، ويُكرَمون بكل ما يزينهم، ويُبعَدون عن الشائنات، ويؤيَّدون بالآيات، وتقوم لهم السماء والأرض للشهادات، وتبكيان عليهم عند الوفاة، وكذلك يُبجَّلون.
ومن علاماتهم أنّ الله يجعل بركاتٍ في بيوتهم وثيابهم، وفي عمائمهم وقمصهم وجلبابهم، وفي شفاههم وأيديهم وأصلابهم، وكذلك في جميع آرابهم، وفي حُتامتهم، والثمد الذي يبقى بعد تشرابهم، ويكون معهم عند هَوْنهم وعند اجلِعْبابِهم، ويجيب دعواتِهم فلا يخطئ ما يُرمَى من جِعابهم، ولا يمسّهم فقرٌ ويُدخِل بأيديه مالاً في جِرابهم، ويُكرِمهم عند مَشيبِهم أَزيَدَ مما كان يُكرِم في عِدّانِ شبابهم، ويخلق فيهم جذبًا قويًّا ويُرجِع خلقًا كثيرًا إلى جنابهم، وإذا سألوا قام لجوابهم، ويعينهم ليُعرَفوا بتحابُبِه ولتنشرح الصدور لاستحبابهم، ويُوغِره تحريبهم ويُهيّج رحمَه اضطرابُهم، فسبحان الذي يرفع عباده الذين إليه يتبتّلون. فسبحان الذي يرفع عباده الذين إليه يتبتّلون.
ومن علاماتهم أنّهم يحسبون ربهم خزينةً لا تنفد، وعينًا لا تركُد، وحفيظًا لا يرقُد، وخفيرًا لا يَعْنُد، وملِكًا لا يُفْرَد، وحبيبًا لا يُفقَد، ومَخْدومًا لا يكنَد، وعَليًّا لا يلبُد، ومحيطًا لا يمكُد وحيًّا لا ينكد، وقويًّا لا يُهوِّد، وديَّانًا يرسل الرسل ويُوفِد، ويرون أن الخَلْق خُلقوا مِن كلمه وإليه يَرجعون.
ومن علاماتهم أنّهم يُبتلون ذات المرار، ثم ينجّيهم ربهم ويُنصرون. وما كان ابتلاؤهم إلا ليظهر فضل الله عليهم وليعلم الجاهلون.
ومن علاماتهم أنّهم يتمزّرون من شرابٍ طهور، وتُملأُ قلوبهم من نور، وترى في وجههم أثر إكرام الله وحُبورٍ، ومن أيدي الله يُنعَّمون. ومن أيدي الله يُنعَّمون.
ومن علاماتهم أنّهم بَيِّنُ المَزَارةِ.. يقتحمون مَواميَ لا يقتحمها إلا رجلٌ مَزير، وينحرون نفوسهم ابتغاء مرضات الله القدير، ولا تجدهم على ما فعلوا كحسير، بل يوقنون أنهم يكنـزون أموالهم في السماء، بل يوقنون أنهم يكنـزون أموالهم في السماء، وهناك لا يسرق سارق ولا يُنهَبون.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب عليه الصلاة والسلام : ومن علاماتهم أنّهم قوم كالمستفشار، المعتصَر بأيدي الغفّار، يتلقّون من ربهم مِن غير وساطة الأغيار، ويُعطَون ما يشتهون، أو كالمشيرة التي يمتشرها الراعي بمِحْجَنه، لا كتَفَراتٍ تتساقط مِن غير تضمُّنه، وينظرون إلى ربهم ولا يُحجَبون.
ومن علاماتهم أنّهم يسعون حقّ السعي في الله ولا زِمام ولا خِزام، وتحتدم نار في قلوبهم فيقتدون الضِّرام، ويكابدون بها الأمور العظام، ويفعلون بقوة نارهم أفعالاً تخرق العادة وتُعجِب الأنام، وتحيّر العقول والأفهام، وترى الحَذْمَ في أعمالهم ولا كسل ولا إلحامَ فإنْ غَرَوتَ أيها السامع فلستَ من الذين يبصرون.
ومن علاماتهم أنّهم لا يعذَّبون، ويُجعَل لهم الإيلام كالإنعام فلا يتألّمون، وتُفتح لهم أبواب الرحمة ويُرزَقون من حيث لا يحتسبون، ذلك بأن لهم زلفى ومقام في حرم الجليل الجبّار، فكيف يُلقَى الحِرْمِيُّ في النار، وكيف يعذَّبون؟ ولا يعذَّب أولادهم بل أولاد أولادهم وكل واحد منهم يُرحمون. ويجعل الله بركةً في نسلهم فكل يومٍ يزيدون. ونحن نُخبِر بالعلّة التي أوجب الله من أجلها هذه المراعاةَ، وأراد أن يُكثِر أبناءهم وأبناء أبنائهم ويريحهم ويجتنب الإعناتَ، فكان ذلك بأنهم يبذلون نفوسهم لوجه الله ويحبّون أن يموتوا في سبيله ولا يريدون الحياة، فاقتضى كرم الله أن يردّ إليهم ما آتوا مع زيادة من عنده، ويوصل ما كانوا يحسمون. وكذلك جرت سُنّته في عباده أنه لا يضيع أجر قومٍ يحسنون، ولا يضرب الذلّة على الذين يتذللون له بل هم يُكرَمون. ومن صافى ربَّه ووفّى، وستر أمره وأخفى، ما كان الله ليتركه في زوايا الكتمان، بل يكرمه ويُعِزّه ويفور لطفه لإكرامه بين الناس والإخوان، ويحبّ رَفْعَ ذِكره إلى أقاصي البلدان كما ينهم الجوعان. وإن العبد المقرّب يقنع على بُلْسَنٍ ويعاف التنعّم والإدمانَ، فيخالفه ربُّه ويعطيه العناقيد والرمّان، وإنه يختار حجرة الاختفاء، ليعيش مستورًا إلى يوم الفناء، فيُخرجه الله من حجرته بالإيحاء، فيُخرجه الله من حجرته بالإيحاء، ويرجع مخلوقه إلى حضرته فيأتونه بالهدايا والنعماء ويخدمون. ويوضع له القبول في الأرض ويُنادى في أهل السماء أنه من الذين يحبّهم الله ويحبّونه وله يخلصون. ويكون الله عينَه التي يبصر بها، وأذنه التي يسمع بها، ويده التي يبطش بها. هذا أجرُ قوم يكونون لله بجميع وجودهم ولا يشركون، ويقضون الأمر أنهم له، ثم بعد ذلك لا يبدّلون القول حتى يموتوا وإليه يرجعون. ثم بعد ذلك لا يبدّلون القول حتى يموتوا وإليه يرجعون.
ومن علاماتهم أنّهم ينسلخون من نفوسهم كما تنسلخ الحَيَوات من جلودها، وتنطفئ نيرانها بعد وقودها، ثم تُجدَّد فيهم الأماني المطهَّرة، وتُعَدّ لهم ما تشتهيها نفوسهم المطمئنّة، وتُهيَّأُ لهم في زمنٍ ماحِلٍ المآدبُ الروحانية، فيأكلون كلّ ما وُضع لهم بل يتحطّمون، ويجمعون الخير كامرأةٍ مُمغِلٍ ويجتنبون الغيثَّ ولا يقربون. يبدأون من أرض إلى أرض أخرى ولا يتركون النفس كأَدْلَمَ بل يبيّضون.
ومن علاماتهم أنّهم لا ينكرون كلمة الحق وإمام الزمان ولو يُلقَون في النيران، ولا يضيّعون إيمانهم ولو يقتَّلون بالسيوف المصقولة أو يُرجَمون. يُعجِب الملائكةَ صدقُهم، وفي السماء يُحمَدون. أولئك قوم سبقوا كلَّ هَدٍّ، وليسوا كهِدٍّ، ودَعْثَروا قصرَ وجودهم لِحِبٍّ يؤْثرون. إن الله وملائكته يصلّون عليهم والصلحاءُ والأبدال أجمعون. صدقوا فيما عاهدوا، وقضوا نحبهم لوجه الله، فالإيمان ذلك الإيمان، فالإيمان ذلك الإيمان، فطوبى لقوم به يتّصفون.
ويجمعون الخير كامرأةٍ مُمغِلٍ ويجتنبون الغيثَّ ولا يقربون. يبدأون من أرض إلى أرض أخرى ولا يتركون النفس كأَدْلَمَ بل يبيّضون.
ومن علاماتهم أنّهم لا ينكرون كلمة الحق وإمام الزمان ولو يُلقَون في النيران، ولا يضيّعون إيمانهم ولو يقتَّلون بالسيوف المصقولة أو يُرجَمون. يُعجِب الملائكةَ صدقُهم، وفي السماء يُحمَدون. أولئك قوم سبقوا كلَّ هَدٍّ، وليسوا كهِدٍّ، ودَعْثَروا قصرَ وجودهم لِحِبٍّ يؤْثرون. إن الله وملائكته يصلّون عليهم والصلحاءُ والأبدال أجمعون. صدقوا فيما عاهدوا، صدقوا فيما عاهدوا، وقضوا نحبهم لوجه الله، فالإيمان ذلك الإيمان، فطوبى لقوم به يتّصفون.
وأقم الصلاة.
قام شهاب اليوسفيين أرسلان باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة والعصر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) وَٱلۡعَصۡرِ (2) إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَفِی خُسۡرٍ (3) إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَتَوَاصَوۡا۟ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡا۟ بِٱلصَّبۡرِ (4) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة والكوثر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ بِّسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ (2) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ (3) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ (4) }
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/8/11
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/8/11
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قامت امة الحكيم رفيدة برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حي على الصلاة
حي على الصلاة
حي على الفلاح
حي على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم اكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب تذكرة الشهادتين يقول الامام المهدي الحبيب :
علامات المقرّبين
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمده ونصلي على رسوله الكريم
أيها الناس احشدوا، فإني سأقرأ عليكم علامات المقرّبين.
إنهم قوم حفظ الله غُضوضة روحهم، وليسوا كجامِسٍ ولا كأَفينٍ. تجدهم حَسَنَ الحِبر والسِبر وكشابٍّ بَهْكَنٍ، ولا تجدهم كمَنْ نُخِشَ وصار كالمدقوقين. قوم شُرحت صدورهم وأُزّرت ظهورهم، ونُضِّر نورهم، فأسلموا وجوههم لله، وما بالوا أذًى في الله، ولو قُطع حبل الوتين، ولا يحايِصون الموتَ إلا لرب العالمين. يُربَّى الخَلْقُ مِن ألبانهم، يُربَّى الخَلْقُ مِن ألبانهم، وتُقوَّى القلوب من فيضانهم، وليسوا كشاةٍ مُمْغِرٍ، ولا كرجلٍ مُشتِّرٍ، ويُبعثون في أرضٍ مَزْبَرةٍ ومَعْقَرةٍ وَمَثْعَلةٍ وعند كثرة الباغزين. تجدهم أكثرَ قزازةً، ولا تجد فيهم كزازةً، ولا تراهم كضنين. وتجدهم يبيعون أنفسهم لله ولمصافاته، ويواسون خَلْقَه لمرضاته، ولا تجد أنفسهم كالمُبَرْطِسين. يحسبهم الزَوْشُ العِنْقاشُ من المُخْترِصين، وإنْ هم إلا نور السماء وأمان الأرض وأئمة الصادقين. تعافُ الأرض لقيانَهم، وتنير السماء برهانهم، وإنهم حجة الله على مَن عصى من المخلوقين. وإنهم عاهدوا الله بحلفةٍ أن لا يحبّوا ولا يعادوا بأمر أنفسهم، وانصلتوا منها انصلات الفارّين. وأحضروا ربَّهم ظاهرهم وباطنهم وجاءوه منقطعين. وأفنَوا أنفسهم لاستثمار السعادة، وماتوا لتجديد الولادة، وأرضَوا ربهم باقتحام الأخطار، والصبرِ تحت مَجاري الأقدار، وأدّوا كلّ ما يقتضي الخلوص وما هو من شروط المخلصين. إنهم قوم أخفاهم الله كما أخفى ذاته، إنهم قوم أخفاهم الله كما أخفى ذاته، إنهم قوم أخفاهم الله كما أخفى ذاته، وذَرَّ عليهم لمعاته، ومع ذلك يُعرَفون مِن سَمْتهم ومن جباههم ومن سيماهم، ونورُ الله يتلألأ على وجوههم، ونورُ الله يتلألأ على وجوههم، ويُرى من رُوائهم، ولهم بصيصٌ يخزي الخاطلين. ومِن شِقوة أعدائهم أنهم يظنّون فيهم ظنّ السَّوْء ولا يَحُقُّون ما ظنّوا وما كانوا متقين. إنْ هم إلا كأخْوَصَ أو أعْمَى وليسوا من المبصرين. لهم جبهةٌ خَشْباءَ، ونفسٌ كعَوْجاءَ، وقلوبهم مُسودّة ولو ابيضّ إزارهم كخَرْجاءَ، وليسوا إلا كتِنّين. يعادون أهل الله ولا يظلمون إلا أنفسهم، فلو لم يتولّدوا كان خيرا لهم. لم يعرفوا إمام زمانهم، ورضوا بميتة الجاهلية، فتعسًا لقوم عمين. غرّتْهم رُضاضة التنعّم فنسوا عَلَزَ القلقِ وغَصَصَ الجَرَضِ، ولم يصبهم داهية من حَبَضِ الدهر، فلذلك يمشون في الأرض فرحين، ويمرّون بعباد الرحمن مختالين متكبّرين.
إن أولياء الله لا يريدون مُخَرْفَجًا في الحياة الدنيا، ويؤْثرون للهِ خصاصةً، ويطهّرون نفوسهم ويشوصون، ويقبَلون دواهيَ هذه ويتّقون نَهابِرَ الآخرة ولها يجاهدون. ولا يأتي عليهم أُبْضٌ إلا وهم في العرفان يتزايدون. ولا تطلُع عليهم شمس إلا وتجد يومهم أمثلَ مِن أمسهم ولا ينكصون، وفي كل آن يُقدِمون. ويزيدهم الله نورًا على نورٍ حتى لا يُعرَفون. ويحسبهم الجاهل بشرًا متلطخا وهم عن أنفسهم يُبعَدون. وإذا مسّهم طائف من الشيطان أقبلوا على الله متضرّعين، وسعوا إلى كهفه فإذا هم مبصرون. ولا يقومون إلى الدعاء كُسالى، بل كادوا أن يموتوا في دعائهم، فيُسمَع لتقواهم ويُدرَكون. وكذلك يُعطَون قوةً بعد ضعفٍ عند الدعاء، وتنـزل عليهم السكينة، وتقوّيهم الملائكة، فيُعصَمون من كل خطيئة ويُحفظون. ويصعدون إلى الله ويغيبون في مرضاته، فلا يعلمهم غير الله وهم من أعينهم يُستَرون. قومٌ أخفياء، فلذلك هلك في أمرهم الهالكون. ينظر إليهم عُمْيُ هذه الدنيا وهم يستهزئون. أهذا الذي بعثه الله؟ أهذا الذي بعثه الله؟ بل هم قومٌ عمون. ولهم علامات يُعرَفون بها، ولا يعرفهم إلا المتفرّسون المتطهّرون.
فمن علاماتهم أنهم يُبعَدون عن الدنيا، ويُضرب على الصِّماخ، لا تبقى الدنيا في قلوبهم مثقال ذرّة ويكونون كالسحاب المُنْضاخ، في الله ينفقون، ولا يمسّهم وَسَخٌ ولا دَرَنٌ منها، وكل آنٍ من النور يُغسَلون.
ومن علاماتهم أن الله يودع قلوبَهم الجذب، فالخلق إليهم يُجذَبون. ويكونون كعينٍ نضّاخةٍ باردٍ ماؤها، ويكونون كعينٍ نضّاخةٍ باردٍ ماؤها، فالخلق إليهم يُهرولون. وينتضخ عليهم ماءُ وحي الرحمان، وينتضخ عليهم ماءُ وحي الرحمان، وينتضخ عليهم ماءُ وحي الرحمان، فالناس من مائهم يشربون.
ومن علاماتهم أنهم لا يعيشون كهَبَيَّخٍ، بل في بحار البلاء يسبَحون. ويتهيأ للنَحْرِ وريدُهم، وبه تُفضَخ عناقيدهم، فالخلق منها يعصرون.
ومن علاماتهم أنهم يسبّحون لله، ويسبَحون في ذكره كحوت رَضْراض، ويُقبِلون عليه كل الإقبال ويصرخون كصرخة الحُبْلى عند المخاض، وبه يتلذذون.
ومن علاماتهم تزجيةُ عيشة الدنيا ببَذاذةٍ وتَصالُجٍ على الأغيار، وصارخةِ المستصرخين، والذكرِ كغادرات الأوكار، وبه يتضمّخون.
ومن علاماتهم تنـزُّههم مِن كل صَنْخةٍ وصلاخٍ، كونُهم فتيانَ المواطن لا كلابسات الفِتاخ، بما يفسخون عنهم ثوبَ الجبن، ويبلّغون الحق ولا يخافون.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب عليه الصلاة والسلام : ومن علاماتهم أنهم يُربّون مَن بايعهم مخلصًا تربية الأفراخ، وينجّونهم من الفِخاخ، ويقومون ويسجدون لهم في ليلةٍ قاخٍ، فيدركهم غيث الرحمة ويُرحَمون.
ومن علاماتهم أنهم لا يُتوفَّون إلا بعد ما أَفْرَخَ أمرُهم، واجتمعت زُمرهم، وتبيّن الحقُّ كالفَرّوخ مُلِئَ دلوهم ولم يبق ماؤه كالوَضوخ، فظهروا بالجسد الممضوخ، وكمّلوا زينتهم كعَتِيدة العرائس، لينظر الخَلق إليهم فيُحمَدون.
ومن علاماتهم أن الدنيا لا تفنِّخهم بأفكارها، بل هم يَقفَخونها، ويزيلون شفرة أوزارها، وعلى الله يتوكّلون.
ومن علاماتهم أنّهم يقومون في ليالٍ كاخٍ ابتغاءَ رضا الحضرة، ويزرعون بذر الحسنات ويتخذون تقواهم كوخًا لحفاظة تلك الزراعة، فيحصدون في هذه وبعدها ما يزرعون.
ومن علاماتهم أنّهم لا يقطّبون ولا يتشزّنون، ولا يصعّرون للناس، ولا يخرِّجون مرعى الهُدى، ولا يكونون كأرضٍ مُخرَّجةٍ، ولا يولّون الدبر عند العَماس، ولو مشوا في العَماس، ولا يفرّون ولو يقتَّلون.
ومن علاماتهم أنّهم لا يمطَخون عِرضًا بغير الحق، ويُغمِدون اللسان ولا يمتلخون، ولا يملَخون بالباطل، ويميخ غضبهم ولو يوقدون. وإذا بلغهم قول يؤذيهم لا ينبَخون نُبوخَ العجين، ولا ينتخون الاستقامة بل عليها يحافظون. ولا تجدهم كمُندَّخٍ بل هم قومٌ غيارَى وعن أخلاق الله يستنسخون، ويستنسخون عن أخلاق نبيّهم كاكتتابكم كتابًا عن كتاب، وكذلك يفعلون.
ومن علاماتهم أنّهم يشابهون عامّة الناس من جهةِ ظاهر الصورة، ويغايرونهم في الجواهر المستورة، ومن علاماتهم أنّهم يشابهون عامّة الناس من جهةِ ظاهر الصورة، ويغايرونهم في الجواهر المستورة، ويجعل الله لهم فرقانًا كنَفْخاءَ رابية، في بلاد خاوية، ويخضّرون ويُثمرون، وكشجرة النَّهْداء يرتفعون.
ومن علاماتهم أنّهم يُعطَون نُقاخ الأخلاق كلها من غير مزاج الرياء، وينوّخ الله أرضَ قلوبهم طروقةً لذلك الماء، ويُعرَفون بالرُواء، ويُطيّبون ويُعطّرون.
ومن علاماتهم أنّهم يكونون كُمَشاءَ الموطنِ ولا يكونون كرجُلٍ وَخْواخ، وتجذبهم القوة السماوية فيُزكَّون من الأوساخ، ويَنقَخ أهواءَهم ضربٌ من الله فيودّعونها من النُّقاخ، فلا يمسّهم لوثٌ من الدنيا، ولا يتألّمون بتركها، ولا هم يتخزّبون.
ومن علاماتهم أنّ صحبتهم حرزٌ حافظٌ لأهل الأرض من السماء عند نزول البلاء، ومن علاماتهم أنّ صحبتهم حرزٌ حافظٌ لأهل الأرض من السماء عند نزول البلاء، ومن علاماتهم أنّ صحبتهم حرزٌ حافظٌ لأهل الأرض من السماء عند نزول البلاء، ودواءٌ لقساوةٍ تتولّد من أماني الدنيا والأهواء. وكما يعلو الجِلدَ درنٌ من قلّة التعهّد بالماء، كذلك تتّسخ القلوب من قلّة صحبة الأولياء، ويعلمها العالمون.
ومن علاماتهم أنّ صحبتهم تُحيي القلوب، وتُقلّل الذنوب، وتُقوّي الوَّشْخَ اللَّغوب، فيثبُت الناس بهم على المنهاج ولا يتقدّدون.
ومن علاماتهم أنّهم لا يناضلون أعداءهم كإبلٍ تواضَخَتْ، ولا يكون وِضاخُهم إلا إذا الحرب عند ربّهم حُتِمتْ، ولا يجادلون إلا إذا الحقيقة ائتَلختْ، ولا يؤذون ظالمًا بغير الإذن وإن يموتوا كشاةٍ عُبِطَتْ، وبأخلاق الله يتخلّقون.
ومن علاماتهم أنّهم يتّقون الكذب والشحناء، والأهواء والرياء، والسبّ والإيذاء، ولا يحرّكون يدًا ولا رِجْلاً إلا بأمر ربهم ولا يجترئون. لا يبالون لعنة الدنيا ويتّقون افتضاحًا هو عند ربهم، ويستغفرونه حين يُمسون وحين يُصبحون، وإذا اتّسخوا بغفلة فبذِكره يَبْترِدون. لباسهم التقوى فإيّاه يبيّضون، ويعافون أثوابًا جُرودًا وفي التُّقى يُجَرْهِدون. ويتأبّدون مِن صحبة الأغيار ولا يبرحون حضرةَ العزّة ولا يفارقون. وما شجّعهم على ترك الدنيا وأهلها إلا الوجه الذي له يَسهَدون.
ومن علاماتهم أنّهم لا ينطقون بآبدةٍ ولا يهذَرون، ويتّقون الهَزْلَ ولا يستهزءون. ويزجّون عيشتهم محزونين، ويخافون حَبْطَ أعمالهم بقول يتفوّهون، أو بفعلٍ يفعلون. ولا يكون نطقهم إلا كبِناءٍ مؤجَّد ولا يخطَلون.
وأقم الصلاة.
قامت امة الحكيم رفيدة باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة ووسورة النصر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ (2) وَرَأَیۡتَ ٱلنَّاسَ یَدۡخُلُونَ فِی دِینِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجࣰا (3) فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا (4) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة و سورة الاخلاص .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ بِّسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (2) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (3) لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ (4) وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ (5) }
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
صلاة الجمعة 2023/8/4
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/8/4
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قام سيدنا أحمد برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حي على الصلاة
حي على الصلاة
حي على الفلاح
حي على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; يقول الامام المهدي الحبيب في كتاب تذكرة الشهادتين : ومن آخر وصايا أردتُها للمخالفين، وقصدتها لدعوة المنكــرين هو إظهار أمر ابتلى الله به من قبل اليهود، فضلوا وسوّدوا القلب المردود، فإن الله وعدهم لإرجاع إلياس إليهم من السماء، فما جاءهم قبل عيسى فكذبوا عيسى لهذا الابتلاء. فلو فرضنا أن معنى النزول من السماء هو النزول في الحقيقة، فما كان عيسى إلا كاذبا ونعوذ بالله من هذه التهمة. فأعجبني أن أعداءنا من العلماء، لما يسلكون مسلك اليهود ؟ وكيف نسوا قصة تلك القوم ونزول الغضب عليهم من الله الودود؟ أيريدون أن يُلعنوا على لساني كما لعن اليهود على لسان عيسى؟ أَوَجَبَ عندهم نزول عيسى حقيقةً وما وجب نزول إلياس فيما مضى؟ تلك إذًا قسمةٌ ضيزى . ألا يقرأون القرآن كيف قال حكاية عن نبينا المصطفى : ( قــل سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلا بَشَرًا رَّسُولاً ) ؟ فما زعمكم ألم يكن عيسى بشرًا فصعد إلى السماء ومنع نبينا المجتبى؟ وكل من عارض خبر نزول المسيح بخبر نزول إلياس فلم يبق له في اتحاد معناهما شك والتباس ،فاسألوا أهل الكتاب أأُنزِلَ إلياس في زمان المسيح؟ واتقوا الله ولا تصروا على الكذب الصريح. ليس في عادة الله اختلاف، فالمعنى واضح ليس فيه خلاف. وما نزل مِن بُدُو آدم إلى هذا الزمان أحدٌ من السماء وما نزل إلياس مع شدة حاجة نزوله لرفع الشك وظن الافتراء. وإن فرقنا بين هذا النزول وذلك النزول، وسلكنا في موضع مسلك قبول الاستعارة وفي آخـــر مسلك عدم القبول، فهذا ظلم لا يرضى به العقل السليم، ولا يصدقه الطبع المستقيم. وكيف يُنسب إلى الله أنه أضل الناس بأفعال شتى، وأراد في مقام أمرًا وفي مقام سُنّةً أخرى؟ ففكر إن كنت تطلب الحق وما أخال أن تتفكر إن كنتَ من العدا، وما لك تقدم بين يدي الله ورسوله من غير علم نالك، أو كان عندك يقين أجلى؟ أهذا طريق التقوى؟ والهزيمة خير لك من فتح تريده إن كنتَ من أهل التقى. وما في يديك من غير آثار معدودة ليس عليها ختم الله ولا ختم رسوله وإن هي إلا قراطيس أُمليت بعد قرون من سيد الورى، ولا نؤمن بقصصها التي لم توافق بقصص كتاب ربنا الأعلى. وقد ضلّت اليهود بهذه العقيدة من قبل، فلا تضعوا أقدامكم على أقدامهم ولا تتبعوا طرق الهوى، واتقوا أن يحلّ عليكم غضب الله ومن حلّ عليه غضبه فقد هوى. ولا شك أن اليهود كان عندهم كتاب من الله ذي العزة، فاتبعوه بزعمهم واتبعوا ما فهموا من الآية وقالوا لن نصرف آيات الله من ظواهرها من غير القرينة، فقد نحتوا لأنفسهم معذرة هي خير من معاذيركم بالبداهة، فإنهم وجدوا كل ما وجدوا من كتاب الله بالصراحة، وليس عندكم كتاب بل كتاب الله يكذبكم ويلطــــم وجوهكم بالمخالفة، ولذلك تتخذونه مهجورا وتنبذونه وراء ظهوركم من الشقوة. وإن اليهود لم ينبذوا الكتاب ظهريا، ولم يأتوا فيما دونوه أمرًا فريَّا، ولذلك صدّق قولهم عيسى، بيد أنه أول قولهم وقال: النازل قد نزل وهو يحيى، وأما أنتم فتصرون على قول يخالف کتاب الله الودود، وأما أنتم فتصرون على قول يخالف کتاب الله الودود، فلا شك أنكم شر مكانًا من اليهود. وأقل ما يُستفاد من تلك القصة هو معرفةُ سُنّة الله في هذه الأمور المتنازعة. فما لكم لا تخافون ربَّاً جليلاً؟ أوجدتم في سنة الله تبديلا ؟ وما لكم لا تبكون في حجراتكم ولا تكثرون عويلا، ليرحمكم الله ويُريكم سبيلا؟ وإن الله سيفتح بيني وبينكم فلا تستعجلوه واصبروا صبرا جميلاً. أيها الناس.. ما لكم لا تتقون ولا تعالجون داء دخيلا؟ أتظنون أني افتريتُ على الله، ما لكم لا تخافون يوما ثقيلا؟ إن الذين يفترون على الله لا يكون لهم خير العاقبة، ويعاديهم الله ويقَتلون تقتيلا، ويُطوى أمرهم بأسرع حين فلا تسمع ذكرهم إلا قليلا. وأما الذين صدقوا وجاءوا من ربهم فمن ذا الذي يقتلهم أو يجعلهم ذليلا؟ إن ربهم معهم في صباحهم وضحاهم وهجيرهم وإذا دخلوا أصيلا. وأما الذين كذبوا رسل الله وعادوا عبدًا اتخذه الله خليلا، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار ولا يرون ظلا ظليلا، وإذا دخلوا جهنم يقولون ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار فيفصل لهم الأمر تفصيلا. ثم نرجع إلى الأمر الأول ونقول إن قصة نزول إلياس، ثم قصة تأويل عيسى عند الأناس أمر قد اشتهر بين فرق اليهود كلهم والنصارى، وما نازع فيه احد منهم وما بارى، بل لكلّهم فيها أحد اتفاق، من غير اختلاف وشقاق وما من عالم منهم يجهل هذه القصة، أو يخفي في قلبه الشك والشبهة. فانظروا أن اليهود مع أنهم كانوا عُلّموا من الأنبياء، وما جاء عليهم زمن إلا كان معهم نبي من حضرة الكبرياء، ثم مع ذلك جهلوا حقيقة هذه القصة، وما فهموا السر وحملوها على الحقيقة. ولما جاءهم عيسى لم يجدوا فيه علامة مما كان منقوشا في أذهانهم، ولما جاءهم عيسى لم يجدوا فيه علامة مما كان منقوشا في أذهانهم، ومُنقّشًا في جنانهم، فكفروا به وظنوا أنه من الكاذبين، وفعلوا به ما فعلوا وأدخلوه في المفترين. فلو كان معنى النزول هو النزول في نفس الأمر وفي الحقيقة، فعلى ذلك ليس عيسى صادقًا ويلزم منه أن الحق مع اليهود الذين ذكرهم الله باللعنة .. هذا بال قوم أصروا على نص الكتاب والقول الصريح الواضح من رب الأناس، فما بالكم في عقيدة نزول عيسى وليس عندكم إلا أخبار ظنية مختلطة بالأدناس، ومخالفة لقول رب الناس؟ مــا لكـــم تتبعون اليهود وتُشبهون فطرتكم بفطرتهم؟ أتبغون نصيبا من لعنتهم؟ أتبغون نصيبا من لعنتهم؟ توبوا ثم توبوا، وإلى الله ارجعوا وعلى ما سبق تندموا، فإن الموت قريب، والله حسيب.
أيها الناس.. أيها الناس.. قد أخذكم بلاء عظيم فقوموا في الحجرات، وتضرعوا في حضرة رب الكائنات، والله رحيم كريم، وسبق رحمته غضبه لمن جاء بقلب سليم. وإن شئتم فاسألوا يهود هذا الزمان، وإن شئتم فاسألوا يهود هذا الزمان، أو أتوني بقدم التقوى واعرضوا علي شبهةً يأخذ الجنان. مــا لكـــم لا تخافون هذا الابتلاء، وتتركون سُنّة الله من غير برهان من حضرة الكبرياء؟ وتصرون على أقوال ما نزل معها من برهان، وما وجدتموها في القرآن اعلموا أنكم لا تتبعون إلا ظنونا، وإن الظن لا يُغني من الحق شيئا ولا يحصل به اطمئنان. أتريدون أن يتبع حَكَمُ الله ظنونكم بعد ما أوتي علمًا من الله؟ أتريدون أن يتبع حَكَمُ الله ظنونكم بعد ما أوتي علمًا من الله؟ ما لكـم جـاوزتم الحــد مـــن العدوان؟ وقد تركتم اليقين للشك، أهذا هو الإيمان؟ وإنما الدنيا لهو ولعب فلا تغرّنكم عيشة الصحة والأمن والأمان. ويتقضى الموت مفاجئة ولو كنتم في بروج مشيّدة، وما ينجيكم نصير من أيدي الديان. أتقدمون الشكوك على القرآن؟ أتقدمون الشكوك على القرآن؟ بئس ما أخذتم سبيلا، وعُمّيت أبصاركم فما ترون ما جاء من الرحمان. وإني جعلت مسيحا منذ نحو عشرين أعوام من ربِّ علام، وإني جعلت مسيحا منذ نحو عشرين أعوام من ربِّ علام، وما كنتُ أريد أن أجتبى لذلك، وكنتُ أكره من الشهرة في العوام، فأخرجني ربي من حجرتي كرها، فأطعتُ أمر ربي العلام. وهذا كله من ربي الوهاب، وإني أجرد نفسي من أنواع الخطاب. وما لي وللشهرة وكفاني ربي، ويعلم ربي ما في عيبتي، وهو جُنّتي وجَنّتي، وهو جُنّتي وجَنّتي، وهو جُنّتي وجَنّي، في هذه وفي يوم الحساب. وإني كتبت قصة نزول إلياس لقوم يوجد فيهم العقل والقياس. وإني كتبت قصة نزول إلياس لقوم يوجد فيهم العقل والقياس. وقد اجتمعت ببعض العلماء المخالفين وعرضت عليهم ما عرضتُ عليكم في هذا الحين فوجموا كل الوجوم، وما تفوّهوا بكلمة مـــن المعلوم، وبهتوا وفروا كالمتندّم الملوم.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب عليه الصلاة والسلام :
ذكر حقيقة الوحي وذرائع حصوله
الآن نختم هذه الرسالة على ذكر سبحات الوحي وفضائله، ونقاب حصوله ووسائله. فاعلم هداك الله أن الوحي شمس من كلم الحضرة، فاعلم هداك الله أن الوحي شمس من كلم الحضرة، تطلع من أفق قلوب الأبدال، ليزيل الله بها ظلمة خزعبيل الضلال. وهو عين لا تنفد سواعدها، ولا تنقطع أنشاجها، ومنارة لا ينطفئ مــن عـــدو سراجها، وقلعة متسلّحة لا تُعَدّ أفواجها وأرض مقدسة لا تعرف فجاجها، وروضة يزيد بما قرّةُ العين وابتهاجها. ولا يناله إلا الذين طهروا من الأدناس البشرية، ورزقوا من الأخلاق الإلهية. والذين أثلوا التقوى وما مزقوها، وضفّروا أشعار التقاة وما شعثوها. والذين نوروا وأثمروا كالشجرة الطيبة، وسارعوا إلى ربهم كالعَيْهلة. والذين ما فرطوا وما أفرطوا في سبل الرحمان وتخشعوا خوفا منه وجعلوا له حِلْمَ اللسان وقاية ما في الجنان. والذين تشمّروا في سبل الله بالهمة القوية، وتكأكأوا على الحق بجميع القوى الإنسية، وقصموا ظهر وساوس وقصدوا فلاة عوراء للمياه السماوية. والذين لا يتثاءبون في الله ولا يترددون، ويمشون في الأرض هونًا ولا يتبخترون. والذين ما يقنعون على الختامة ويطلبون، ويُقدمون في موطن الدين ولا يُحجمون والذين لا تحتدم صدورهم وتجد فيهم تؤدة وهم لا يستعجلون، وليس نطقهم كآجن وإذا نطقوا يجدون. والذين تبتلوا إلى الله وصمتوا ولا ينطقون إلا بعد ما يُستنطقون، وليسوا كبسيل بل هم يتلألون. والذين لا يختاهم قارغ عن حب الله وكلَّ لمح إلى الله يَجْلُوذون. وخذِئَ له قلبهم وعينهم وأذنهم، ففي أَثَرِه يُدَادِئون، وأدفأهم الله ما يدفع البرد، فهم في كل آن يُسخنون. والذين يُداكِون إبليس ويردأون بالحق وله ينتصرون. وما رطأوا الدنيا وما نشفوا من مائها وحسبوها كقميء وما كانوا إليها ينظرون. والذين ما رَمَأوا نفوسهم بما كانت عليها، بل كل آن إلى الله يحفدون. ويتزأزأون من الله وله يتصاغرون. والذين زنأوا على نفوسهم حبلها وضيقوا باب عيشتها ولا يوسعون ، والذين إذا دعوا إلى شواظ من ربهم فهم لا يبعلون وما أجبأوا زرعَهم بل هم يحرسون. والذين يجاهدون في الله ويبتهلون، ولا يخافون الثُكلى ولو جَفَأَتْهم البلية، ولله يجسأون. والذين عندهم غمر وليس علمهم كثميلة، وأُوتوا معارف وفيها يتزايدون ،وغلبوا الدنيا وجَعْفَلوها وجَمِئوا عليها وقصموها بكَرتيم، فهم عن زَهْزَمَتها مُبعدون. والذين ترى هممهم كجَنَعْدَل، يجوبون موامي ولا يلغبون. لا يتجائلون عن أمر ربهم وهم له مسلمون ، والذين حَنَاتْ أرضُهم والتفت نبتها بالله، فهم على شجرة القدس يداومون، وخبّأت رداء الله صورهم فهم تحت ردائه متسترون ، والذين يبدأون الدنيا وما فيها، ويُبدلون كصبي أبدأ ولا يتركون ، لا يوجد فيهم غَشْمٌ ولا سُخفٌ ولا غَيْهَقة، وعند كل كرب إلى الله يرجعون. والذين لا يمغثون عِرْضًا بغير حق ولا بأحَدٍ يهجرون، ولا يخافون عقبةً نَطَّاءَ، ولا فَلاةً عَوراء، ولا هم يحزنون. والذين يُعَلِّهضُون قارورة الفطرة ليستخرجوا ما يخزنون ، استوكثوا من الدنيا فلا يبالون قريحَ زمن وجابر زمنٍ، ويتخذون الله عضدًا وعليه يتوكلون ، والذين جاحوا من بواطنهم أصول النفسانية، وتجد فيهم شعوذة وإلى الله يسارعون مُلئوا مِن أَرَج الله ومحبته الذاتية، تحسبهم أيقاظا وهم ينامون. والذين عُصموا من شصاص العفة الرسمية، وصبغوا بالتقاة الحقيقية، وأفنتهم نار المحبة، وليسوا كالذين يضحون. والذين ليس مِقْولُهم كشَفْرةٍ أَذُوذ، وإذا نزل بهم أُفُرّةٌ فـهم يصبرون. ويحسنون إلى من آذى من الفَجَرة، ولو كان من زُمر القرافصة. ويمكتون بحضرة الله ولا يبرحون، بل هم يمكدون. والذين على إيمانهم يخافون، ويحسبون أنه أخف طَيْرُورةً من العصفور، والخوف أبلغ إنقاءً من اليَسْتَعُور، فلا يقنعون على رُدَادٍ ويُعبدون عرُونَةٌ بَجرَاء ليجعلوها بُهْرةً وكذلك يُجْرِذون. والذين يخافون ثائِبَ الابتلاء إذا أدلجوا وحين يدَّلِجون، وبيكون بعين سُهدِ وقلب حِجْز حين يمسون وحين يُصبحون والذين يؤاسون ولا يقترون، ويخلصون غريمهم ولا يخلسون. والذين ليسوا كضبس ولا كهقلس ولا هم يتفجسون والذين يجتنبون اللَّطَّث والنَّكْثَ، ولا تجد فيهم وثوثة في الدين ولا هم يداهنون ،والذين سلكوا وفي السلوك اجْرَهَدوا، والرحال للحبيب شدّوا، وقطعوا عُلق الدنيا وفي الله يرغبون، وما يقعدون كالذين يئسوا من الآخرة وإلى الله يهرولون. والذين لا يحطون الرحال، ولا يُريحون الجمال، ويجتنبون الوبد ولا يركدون، ويبيتون لربهم سُجّدًا وقياما ولا يتنعمون. والذين يضجرون لكشف الحجب ورؤية الحق، ويسعون كل السعي لعلهم يُرحمون. وما يَحجَأون في الله بالنفس ولو يُسفكون. وحضأوا في نفوسهم نارا فكل أن يوقدون. و أحكأوا عقدة الوفاء فهم عليه ولو يقتلون ، أولئك الذين رحمهم الله وأراهم وجهه من كل باب ورزقهم من حيث لا يحتسبون ،بما كانوا يحبون الله ويتقونه حق تقاته وبما كانوا يفرحون. إن الذين تَجانَأوا على حُذة الدنيا وصراها ويئسوا من جَزْحِ الله، أولئك الذين لا يكلمهم الله ويُلقون في فلاةٍ بَدِيدٍ ويموتون وهم عمون. إنهم لا يفتحون العيون مع آيات أَجبَأ عليهم ولا هم يُصَاصِئون، كأن الشمس ما صمأت عليهم وكأنهم لا يعلمون.
وكذلك جرت عادة الله لا يستوي عنده من جاءه يبغي الرضا، ومن عصى وغوى، إنه لا يبالي الغافلين وإنه يهرول إلى من يمشي إليه وإنه يحب المتقين. وله سنة لا تُخبَأُ كخث مخلّف، ألا إن السنة لياحٌ يُرَى في كل حين. الكاذب تب، والصادق صعد وثب، فطوبى للذي إليه باءَ وأَبَّ وتَنَأ بعتبته وإياه أحب. إنه يحبِّ مَن دَقَ له ولا يحب البب، فويل للذين قعدوا كجُلْذٍ، وكثرت وساوسهم كامرأة أضنأت ، ما بقي لهم ظمأ في طلب الله، وأنواعُ بَغَرِ الدنيا على القلب طَسَأتْ. ضعفت نفوسهم فشقَّ عِبئ الإيمان وهم مثقلون. ولا يزالون يذكرون الدنيا وهم لها يقلقون. يكادون أن يُفسئوا ثوب الدين، ويُزهفون إلى الله أحاديث وهم يتعمدون. فقأوا عيونهم بمكر آثروه ثم يقولون نحن قوم مبصرون. وقد سطحوا الفطنة ثم ذبحوها، ويُصفدهم القرآن فهم عنه معرضون. إنما مثلهم كمثل أرض قفئت أو كنبت كَدَأ ، وأراد الله أن يزيدهم علما فنسوا ما يدرسون. أو مثلهم كمثل رجل قعد في مَقْنُوعةٍ، فطلعت الشمس حتى جاءت على رأسه وهو من الذين يغتهبون. وقوم آخرون رضوا بالحماذي، وقع بعضهم لبعض كالمحاذي. واني انا الأحوذي كذي القرنين. وجدت قوما في أُوار، وقومـــا آخرين في زمهرير، وعين كدرة لفقد العين. وإني أنا الغيذان و من الله أرى وأعلم أن القدر أخرج سهمه وقذا ، فاذكروا الله بعين ثرة يا أولي النهى لعلكم تجدوا حِنْزا أو كثيرًا من الندى، والسلام على من اتبع الهدى وأنا العبد المفتقر إلى الله الأحد، غلام أحمد القادياني المسيح الرباني.
وأقم الصلاة.
قام سيدنا احمد باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة والتكاثر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ (2) حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ (3) كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ (5) كَلَّا لَوۡ تَعۡلَمُونَ عِلۡمَ ٱلۡیَقِینِ (6) لَتَرَوُنَّ ٱلۡجَحِیمَ (7) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَیۡنَ ٱلۡیَقِینِ (8) ثُمَّ لَتُسۡـَٔلُنَّ یَوۡمَىِٕذٍ عَنِ ٱلنَّعِیمِ (9) }
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة و الشرح .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ بِّسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ (2) وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ (3) ٱلَّذِیۤ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ (4) وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ (5) فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ یُسۡرًا (6) إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ یُسۡرࣰا (7) فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ (8) وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب (9) }
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق