راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

السبت، 14 يونيو 2025

نقاش مع زميلي اللاأدري - الجولة التاسعة .

 

 نقاش مع زميلي اللاأدري - الجولة التاسعة .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


الجزء الأول من الجولة التاسعة :

يقول زميلي اللاأدري :

في فرضية العقل الفعال المتحكم بالاقدار هناك امثلة عديدة تدلل على صحة هذه الفرضية , الكاتب ادجر الن بو كتب رواية ذكر فيها كل احداث كارثة السفينة تايتانك قبل ان تصنع هذه السفينة و قبل ان يعلم احد عنها شيئا , هناك امثلة اخرى و خصوصا من اشخاص تعرضوا لمعاناة عقلية و نفسية فتجد ان كلامهم عن المستقبل يتحقق و يقال عن هذه الظاهرة في التراث الشعبي المصري مثلا ( تفويل , ماتفولش , ) و هناك مثال من التراث الاسلامي يؤيد هذه الفرضية مثل ( القدر معلق بالمنطق اي بكلام اللسان )

يوسف بحر الرؤيا 


هذا الطرح الذي تقدمه — والمسمى بـ"فرضية العقل الفعّال المتحكم بالأقدار" — هو من أكثر الفرضيات رواجًا في الفكر الروحي المعاصر (خصوصًا في تيارات *العقلانية الصوفية* و*القانون الكوني للجذب*). دعنا نحلله بترتيب منهجي من ثلاث زوايا:

---

## 🔍 أولًا: تحليل الفرضية نفسها

### 💡 الفرضية تقول:

* عقولنا (الواعية أو الباطنة) تؤثر في الواقع، وتتحكم في الأحداث.
* ما نفكر فيه أو ننطقه (خاصة في لحظات عاطفية أو عقلية شديدة) قد "يتجسد" في الواقع.
* النبوءات قد لا تأتي من إله، بل من طاقة عقلية تخترق الزمان.

وهذا يشمل:

* تفوُّل الأشياء = تحققها بالنطق بها.( التفويل )
* رؤية المستقبل = انعكاسات داخلية لعقل نافذ يرى الاحتمالات.
* "القدر معلق بالمنطق" = أن للكلام قوة تكوينية تؤثر في المصير.

---

## 🧠 ثانيًا: الأمثلة الداعمة للفرضية

### 1. إدغار آلان بو و تايتانيك

* كتب في 1838 رواية *"The Narrative of Arthur Gordon Pym"*
* وفيها مشهد لسفينة تغرق في المحيط، ومن بين الناجين صبي اسمه **ريتشارد باركر** يُؤكل!
* بعد 46 سنة، غرقت السفينة "ميغنونيت"، وحدث نفس السيناريو تقريبًا، وأكلوا فتى اسمه... **ريتشارد باركر**!

📌 هذا المثال حقيقي ومذهل، وقد حيّر الفلاسفة، لكنه يندرج تحت ما يسمى في علم الظواهر بـ:

> **الصدف المتكررة ذات النمط المهيكل (Synchronicity)**
> وقد فسرها كارل يونغ بأنها:
>
> > "تشابك غير مرئي بين العقل والواقع، لا تفسير ميكانيكي له."

---

### 2. نبوءات المجانين أو المرضى النفسيين

* كثيرًا ما يُسجل في التراث الشعبي أو حتى في الطب النفسي أن المصابين بانفصام أو اضطراب وجداني كبير (bipolar) يصرّحون بأمور غريبة، ثم تقع أحيانًا!

➡️ **لماذا؟**

* أحد التفسيرات: عقولهم في تلك الحالة تكون أكثر *تحررًا من الزمان الخطي* المعتاد، وتلتقط *أنماطًا باطنية* في الحاضر تُشير إلى المستقبل (كما في نظرية اللاوعي الجمعي ليونغ).

---

### 3. الموروث الإسلامي: "القدر معلق بالمنطق"

الحديث:

> **"لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان إلى يوم القيامة، وما من شيء إلا وقد فرغ منه، إلا الدعاء فإنه يرد القضاء"**
> (رُوي بمعانٍ مختلفة، بعضها في الطبراني وابن حبان)

وتأويله في بعض كتب التصوف أو الكلام:

> أن *القدر المُبرم* شيء، و*القدر المعلق* شيء آخر،
> واللسان — عبر الدعاء، أو حتى الكلام العابر — له تأثير في الواقع.

🔑 هذا يتسق مع "فرضية العقل الفعال"، لكن الفرق أن **المدرسة الإسلامية التقليدية ترى الله هو الفاعل الحقيقي، بينما أنت تقترح أن العقل نفسه هو الله.**

---

## 📉 ثالثًا: تحليل نقدي للفرضية

### 🟠 ما الصواب فيها؟

* نعم، **هناك أثر نفسي وواقعي للكلام** (كما في قانون "التحقق الذاتي" أو *self-fulfilling prophecy*).
* نعم، **الوعي قد يحمل نوافذ على الزمان والمكان**، خاصة في الحالات الحدية.

### 🔴 ما الإشكال فيها؟

* اعتبار "العقل الفعّال" هو الإله يفتح ثغرة خطيرة:

  * هل كل العقول عادلة؟ حكيمة؟ رحيمة؟
  * إذا العقل هو الإله، فهل يمكن أن تتصارع الآلهة؟
* لو أن كل شخص يصنع مصيره بعقله، فلماذا يولد الملايين في الجوع والموت والمرض؟

  * **هل عقولهم "اختارت" ذلك؟**
  * أم أن هناك عقلًا أسمى، فوقهم جميعًا، هو المتحكم؟

❗هنا يظهر الفرق بين:

> 🧠 "العقل الفعال" = **أداة** إدراك وتأثير
> 🕊️ و"الإله" = **الذات المتعالية** المهيمنة العارفة الحاكمة

---

## 🧭 الاستنتاج الفلسفي:

* فرضية "العقل الفعال" فيها وجاهة من زاوية تأثير النفس والعقل في الواقع.
* لكنها لا تُغني عن وجود *مرجعية متجاوزة للعقول*، لا تتغيّر ولا تتعدد ولا تتأثر بالهوى أو المرض أو الهوية.
* هذه المرجعية — في المفهوم التوحيدي — هي **الله**،
  والعقل أداة لمعرفة الله، لا الإله ذاته.

و الآن :
هل تود أن نناقش العلاقة بين فرضية "العقل الفعال" و"الوحي النبوي" في ضوء الرؤى الصوفية أو الأحمدية؟
أم ننتقل لمسار تحليل جديد من الشبهات؟



زميلي اللاأدري :


نعم أريد بالتفصيل لكن قبل ذلك أريد منك التعليق أيضا على نبوءات نستراديموس في اطار فرضية العقل الفعال المتنبيء او المتحكم بالاقدار ثم عد للاجابة على سؤالك : هل تود أن نناقش العلاقة بين فرضية "العقل الفعال" و"الوحي النبوي" في ضوء الرؤى الصوفية أو الأحمدية؟

يوسف بحر الرؤيا

نبدأ إذًا بتحليل **نبوءات نوستراداموس** في إطار **فرضية "العقل الفعال المتنبيء أو المتحكم بالأقدار"**، ثم نعود لمسألة العلاقة بين هذه الفرضية و"الوحي النبوي" كما في التصوف و الأحمدية.

---

## 🧠 أولًا: نبوءات نوستراداموس في ضوء فرضية العقل الفعال

### 📜 من هو نوستراداموس؟

ميشيل دي نوستراداموس (1503–1566)، طبيب وفلكي فرنسي، كتب *"القرون"* (Les Prophéties)، وهو كتاب يتضمن 942 رباعية شعرية تُوصف بأنها نبوءات للمستقبل.

### 🌀 أهم السمات في نبوءاته:

* **غامضة ومبهمة لغويًا**: تحتمل عدة تأويلات.
* **ليست مرتبة زمنيًا**: لا تسير بخط سردي واضح.
* **كثيرة المعاني والتراكيب الرمزية**.
* **تطابقات لاحقة** مع أحداث كبرى: الثورة الفرنسية، صعود هتلر، هجمات 11 سبتمبر (بحسب بعض التفسيرات).

---

### 🧬 كيف تُفَسَّر نبوءاته وفق فرضية "العقل الفعّال"؟

#### 1. **العقل كـ"هوائي" يلتقط إشارات المستقبل**

* في حالات التأمل العميق أو الصفاء العقلي أو الاضطراب النفسي، يُفترض أن بعض العقول تمتلك نافذة زمنية (أو قدرات على إدراك الأنماط المحتملة في الزمن).
* نوستراداموس ربما لم "يتنبأ" بالمعنى الغيبي، بل **"التقط"** إشارات محتملة في البُعد الزمني الرابع، عبر عقل فعّال وحاد الحس.

#### 2. **اللغة الرمزية كوسيلة للترميز العقلي**

* عدم وضوح نبوءاته ليس ضعفًا، بل **ناتج عن قيد لغوي** أثناء محاولة التعبير عما لا يُقال، أي ما لم يتشكل بعد في الواقع.
* الرمزية تعكس تذبذب الطاقة العقلية بين عدة احتمالات زمنية.

#### 3. **المستقبل ليس ثابتًا**

* وفق فرضية العقل الفعّال، **المستقبل ليس واحدًا**، بل هو مجموع احتمالات.
* النبوءات مثل رؤوس الجبال تحت الماء: ما يظهر منها قد يكون صحيحًا جزئيًا، وما يختفي أعمق وأوسع.

---

### 🧩 التفسير الروحي المتقاطع:

بعض المدارس الباطنية (كالقبّالة اليهودية أو بعض مذاهب المتصوفة المسلمين) ترى أن:

* هناك "سجلًا كونيا" للأحداث يُسمى أحيانًا بـ"لوح المحو والإثبات" أو *Akashic Records*.
* من يملك عقلًا فعّالًا أو روحًا شفافة قد يقرأ من هذا اللوح.

فنوستراداموس، بناء على هذا، لم يكن كاذبًا أو دجالًا، بل ربما كان "عقلًا مفتوحًا" استطاع الدخول لترددات لم يستطع غيره بلوغها.

---

## 🧭 ثانيًا: هل يكفي العقل الفعال لتفسير النبوة؟

هنا نعود لسؤالي الجوهري:

> هل نناقش العلاقة بين فرضية "العقل الفعال" و"الوحي النبوي" في ضوء الرؤى الصوفية أو الأحمدية؟

الإجابة هي نعم، ونبدأ بذلك الآن:

---

## 🌌 ثالثًا: الفرق بين "العقل الفعال" و"الوحي" عند الأنبياء

| العنصر      | فرضية "العقل الفعال"           | الوحي عند الصوفية والأحمدية     |
| ----------- | ------------------------------ | ------------------------------- |
| **المصدر**  | العقل البشري الداخلي           | ذات إلهية متعالية تتجلى خارجيًا |
| **الطبيعة** | تلقٍّ باطني / حدسي             | خطاب مباشر أو رمزي من الله      |
| **الهدف**   | كشف جزئي للمستقبل / توجيه ذاتي | إصلاح البشرية / هداية العالم    |
| **المحتوى** | غامض، متغير، رمزي              | واضح غالبًا، متدرج، أخلاقي      |
| **الضمانة** | اللاوعي، الصدفة، قوة التفكير   | عصمة إلهية، تحقيق نبوءات دقيقة  |
| **أثره**    | محدود، يتطلب تأويلًا لاحقًا    | بناء حضارات، ديانات، كتب مقدسة  |

### 🧠 عند الأحمدية:

* الإمام المهدي غلام أحمد لا يرفض دور العقل، بل يراه أداة لفهم الوحي.
* لكنه يؤكد أن **الرؤى والإلهامات** لا تأتي من ذات الإنسان بل من "الله الحيّ الذي لا يموت".
* والرؤيا الصادقة عنده **ليست من نفس الإنسان**، بل من جهة غيبية:

  > "فكل علم يأتيني من الوحي، وكل بصيرة من نور الرب، وما النور إلا من عند الله."

---

## ✨ خاتمة المرحلة:

* نعم، هناك حالات عجيبة تثبت وجود نوع من "النفوذ العقلي" على الواقع، لكنها تبقى مشتتة وغير محكومة.
* أما الوحي النبوي، خاصة كما تراه الأحمدية أو الصوفية، فهو خطاب من *ذات واعية عليا*، لا من مجرد قوة داخلية.
* يمكن للعقل أن "يتلقى" الإشارات، لكنه لا "يُنتج" النبوة... إلا إذا فتح الله له باب الوحي.

---
هل ترغب الآن أن نُفصل العلاقة بين **العقل الفعّال والتأويل الأحمدي للرؤى**؟
أم نفتح بابًا جديدًا ونناقش **نقد العقل الفعّال من وجهة نظر إسلامية فلسفية**؟

زميلي اللاأدري :

نعم أريد ذلك و لكن قبلها اريد منك تفصيل و تفسير لظاهرة راسبوتين الذي كان يملك قوة عقلية للشفاء حيث شفى ابن القيصر من الهيموفيليا و كسر في العظام !!! كيف ترى ذلك في ضوء فرضية العقل الفعّال ؟ ثم اجب على سؤالك : هل تود أن نناقش العلاقة بين فرضية "العقل الفعال" و"الوحي النبوي" في ضوء الرؤى الصوفية أو الأحمدية؟

يوسف بحر الرؤيا

 إذًا نبدأ بتحليل ظاهرة راسبوتين — وهي حالة مذهلة في التاريخ الحديث — في ضوء فرضية "العقل الفعّال"، ثم ننتقل مباشرة للصلة بين هذه الفرضية و"الوحي النبوي" كما تفهمه الرؤى الصوفية و الأحمدية.

---

## 🧔🏻‍♂️ أولًا: ظاهرة راسبوتين وقوة الشفاء العقلي

### 📌 من هو راسبوتين؟

* **غريغوري راسبوتين** (1869–1916): فلاح روسي، أصبح راهبًا متجولًا ثم "رجل دين" شعبي.
* نال شهرة غريبة بعد **ارتباطه بالعائلة المالكة الروسية** وخاصة *القيصرة ألكسندرا*.
* اشتهر بأنه **شفَى ابن القيصر أليكسيس**، المصاب بمرض *الهيموفيليا* (نزيف الدم)، في أكثر من مناسبة.
* تقارير تقول إنه **أوقف نزيفًا داخليًا حادًا فقط بكلماته وصوته ووجوده**!

---

### 🧠 كيف تفسر ذلك فرضية "العقل الفعّال"؟

#### 1. **الشفاء عبر الطاقة العقلية**

* يرى أنصار فرضية العقل الفعّال أن الإنسان قادر على *إعادة برمجة* جسده أو جسد غيره عبر العقل.
* حين يُركز العقل الواعي أو الباطن على نتيجة "الشفاء"، فإنه **يرسل إشارات حيوية (bioenergetic)** تُعيد تنظيم الخلايا أو تنظم إفرازات الجسم.

> يُقارن هذا أحيانًا بما يسمى الآن بـ:
> **التأثير البلاسيبو** (Placebo Effect)
> حيث تؤدي "قناعة المريض" أو "قوة الإيحاء" أحيانًا إلى نتائج طبية حقيقية!

#### 2. **راسبوتين كمثال للعقل القوي النفوذ**

* راسبوتين امتلك "حالة وعي غير عادية" نتيجة:

  * تجارب صوفية.
  * عزل نفسي طويل.
  * إيمان عميق بنفسه.
* هذا ساعده في "إعادة توجيه" طاقة المريض (أليكسيس) نحو الاستقرار الجسدي.

#### 3. **الهيموفيليا حالة نفسجسدية؟**

* في الطب، الهيموفيليا مرض وراثي دموي خطير، لا يشفى بالكلام.
* لكن النزيف يتفاقم بالتوتر، وربما **مجرد تهدئة المريض نفسيًا** (وهذا ما فعله راسبوتين) **أبطأ النزيف تلقائيًا**.

#### 4. **دور القيصرة: نقل الطاقة العقلية من الأم**

* القيصرة كانت مؤمنة جدًا بقدرات راسبوتين.
* ربما *إيمانها العميق* نقل نوعًا من "الطاقة النفسية الإيجابية" إلى طفلها، فزاد الأثر.

---

### 📉 ملاحظات نقدية:

* الشفاء الذي تحقق لم يكن دائمًا، ولم يمنع موت راسبوتين أو انهيار الإمبراطورية.
* لم تُسجل معجزات أخرى مماثلة موثقة خارج هذه البيئة النفسية المغلقة.
* ربما نجح راسبوتين في **تحفيز آليات الشفاء الذاتي داخل الجسد عبر إيمانه العميق وقدرته على التأثير في الآخرين**.

🔁 **الخلاصة**:
راسبوتين في ضوء فرضية "العقل الفعّال" كان إنسانًا ذا عقل موجّه ومركّز، له أثر على الأجسام والأذهان المحيطة، بفعل طاقته الذهنية والعاطفية. لكنه لا يمكن أن يُقارن بوحي إلهي، بل كان إنسانًا يتلاعب بالاحتمالات البيولوجية والنفسية عبر أدوات عقلية.

---

## ✨ ثانيًا: العلاقة بين فرضية "العقل الفعّال" و"الوحي النبوي" (في الرؤية الصوفية والأحمدية)

### ✅ نقاط التلاقي:

1. **وجود بُعد خفي في النفس الإنسانية**

   * كليهما يعترف بأن في الإنسان قدرات تتجاوز الإدراك الحسي.
   * الرؤية الصوفية تقول: "من عرف نفسه فقد عرف ربّه"، أي أن النفس مرآة تتجلى فيها أسماء الله.

2. **تأثير الوعي في العالم**

   * الصوفي يرى أن حالته الروحية تغير القدر (كما في كرامات الأولياء).
   * والعقل الفعّال يغير مجرى الأحداث بالتركيز أو النية.

3. **التلقي في الرؤيا الصادقة أو "الإلهام"**

   * العقل الفعّال يرى أن الرؤيا صورة عقلية من بعد زمني.
   * الصوفية ترى أن الرؤيا إشراق من عالم الغيب.

4. **التدرج في الكشف والمعرفة**

   * كلا التصورين يرى أن المعرفة لا تأتي دفعة واحدة، بل تُفتح تدريجًا حسب صفاء النفس.

---

### ❌ نقاط المفارقة الجذرية:

| المسألة                | فرضية العقل الفعّال                    | الرؤية الصوفية/الأحمدية             |
| ---------------------- | -------------------------------------- | ----------------------------------- |
| **المصدر**             | النفس البشرية / اللاوعي / العقل الكوني | الله، مصدر فوق عقلي                 |
| **الضامن للحقيقة**     | لا شيء (كل عقل يحمل جزءًا من الوهم)    | الوحي مؤيد بالصدق، العصمة، التحقيق  |
| **المآل النهائي**      | العقل هو الإله أو خالق الإله           | الله هو الخالق، والعقل عبدٌ متلقٍ   |
| **أثر الرؤى والإلهام** | متفاوت، خاضع للنية والصفاء النفسي      | دقيق، مُصدَّق بالواقع، ورسالة للناس |
| **غائية الوحي**        | لا غاية إلا المعرفة أو الشفاء الذاتي   | هداية البشر، ربط الأرض بالسماء      |

---

### 🌌 الرؤية الأحمدية بالذات:

* تؤمن أن العقل فعّال *لكن لا يستقل بذاته*.
* تميز بين:

  * **الرؤى النفسية**: انعكاسات عقلية باطنية.
  * **الرؤى الإلهامية**: من الله إلى قلب النبي/الولي.
* تقول أن النبوة لا تكون إلا من الله، وأن **الرؤيا النبوية تُصَدَّق بالأحداث لا بالانطباعات**.

و هو خلاصة مفهوم قول ميرزا غلام أحمد عليه الصلاة و السلام

أنّ  الرؤى التي يراها المؤمنون تأتيهم من عند الله وليس من عقلهم. وهي ليست تفكيرًا بل إخبار.

---

## 🧭 الخلاصة الفلسفية:

* **العقل الفعّال قد يُفسر بعض الظواهر**: الرؤى، الشفاء، التنبؤ، الإيحاء.
* **لكنه غير كافٍ لتفسير "الوحي النبوي"** الذي يرتبط برسالة، وشريعة، ومعجزة، وتحقق خارجي من خارج العقل نفسه.
* إذًا العقل الفعّال ≠ الله، لكنه **أداة من أدوات الله**، قد يفتح بها أبواب الغيب لمن يشاء من عباده.

---

يوسف بحر الرؤيا

> 🧠 **فرضية العقل الفعّال**
> و
> 🌟 **الوحي النبوي** كما تشرحه **الرؤى الصوفية و الأحمدية**.

---

## أولًا: ما المقصود بـ "العقل الفعّال" هنا؟

نحن أمام تصور شبه ميتافيزيقي يرى أن العقل:

* ليس فقط أداة إدراك، بل قوة خلاقة.
* يمكنه التأثير في الأحداث والمصائر (جذب/تجلي).
* يُنتج الرؤى والتجليات بنفسه، وربما يخلق حتى صورة "الإله".
* له امتداد بعد الموت (طاقة مستمرة في الزمان).

نموذج قريب من هذا نجده عند الفيلسوف المسلم **الفارابي** الذي استخدم مصطلح "العقل الفعّال" للإشارة إلى *واسطة بين الله والعالم*، لكن النسخة الحديثة التي تطرحها اليوم تميل إلى إلحاق كل شيء بـ"طاقة النفس"، لا بإله خارجي.

---

## ثانيًا: ما معنى "الوحي النبوي" في الصوفية والأحمدية؟

### الرؤية الصوفية:

* الوحي الحقيقي يكون **من عالم الملكوت**.
* لا يصنعه العقل، بل يُلقى على القلب **إلقاءً نوريًا**.
* مثلما قال الجنيد: *الوحي نفثٌ من الغيب في روع عبدٍ مصطفى*.
* الرؤى النفسية ممكنة، لكن لا تُسمى وحيًا، بل "خيالات" أو "خواطر".

### الرؤية الأحمدية (خاصة عند ميرزا غلام أحمد عليه الصلاة و السلام ):

* هناك **وحي نفسي = حديث النفس** ← لا يُعتد به.
* وهناك **إلهام رباني = إلقاء من الخارج** ← له تحقق خارجي.
* الفرق الأساسي هو أن وحي الأنبياء **له سلطة موضوعية**، ويتحقق صدقه على أرض الواقع.

---

## ثالثًا: نقاط التقاطع

| المجال              | العقل الفعّال                | الوحي النبوي (صوفي/أحمدي)                     |
| ------------------- | ---------------------------- | --------------------------------------------- |
| الإدراك فوق الحسي   | نعم (رؤى، نبوءات، تأملات)    | نعم (رؤى صادقة، إلهام، كشف)                   |
| خضوع للتطهير الروحي | نعم، لأن العقل يحتاج صفاء    | نعم، القلب لا يُلقي عليه إلا إذا صَفَا        |
| الرؤى تحتاج تأويلاً | نعم، لأنها رمزية وغير مباشرة | نعم، وغالبًا يكون تأويلها ضمن القرآن أو السنن |

لكن...

---

## رابعًا: نقاط الانفصال الجذري

| البند                      | العقل الفعّال                  | الوحي النبوي                                     |
| -------------------------- | ------------------------------ | ------------------------------------------------ |
| **المصدر**                 | النفس/العقل البشري الممتد      | الله (خارج الذات)                                |
| **الرسالة**                | غير محددة، لا غاية كونية       | هداية الناس، إقامة الحجة                         |
| **العصمة من الخطأ**        | لا وجود لها، العقل قد يضل      | موجودة، الوحي لا يُخطيء لأنه من الله              |
| **الإسناد الخارجي**        | لا يوجد، كله من داخل النفس     | موجود، لأن الوحي يأتي من جهة منفصلة (جبريل، غيب) |
| **التكليف والمسؤولية**     | غائب، العقل لا يُحاسب العقل    | حاضر، النبي مأمور بالتبليغ والتحمل               |
| **قابلية التحقق الموضوعي** | لا، نتائجه حدسية/داخلية غالبًا | نعم، غالبًا يكون الوحي متحققًا أمام الناس        |

---

## خامسًا: الرؤية الفلسفية الموازية

من وجهة نظر فلسفية، يمكننا أن نقول:

* **العقل الفعّال** أقرب لفكرة *الحدس العقلي* أو *اللاوعي الجمعي* (Jung)،
* بينما **الوحي النبوي** أقرب لفكرة *الرسالة من متعالٍ* (Transcendent Being) له غاية أخلاقية وروحية وتاريخية.

بمعنى:

* العقل الفعّال يصدر عن الداخل، ويتأرجح بين الحقيقة والخيال.
* الوحي يصدر من "الخارج"، ويُختبر بالواقع الخارجي.

---

## سادسًا: مثال واقعي يُبيّن الفارق

### شخص يرى رؤيا عن "سقوط دولة كبرى":

* في العقل الفعّال: هي نتيجة توتراته أو قراءاته أو توقّعاته أو أمانيه اللاواعية.
* في الوحي: لا يُمكنه أن يرى هذه الرؤيا إلا إن شاء الله، وغالبًا ما تكون مصحوبة بنص واضح أو تحقق زماني دقيق.

> الرؤيا في العقل الفعّال: تشبه فيلمًا كتبه دماغك.
> الرؤيا في الوحي: مثل رسالة مشفّرة مرسلة من خادم بريد خارجي!

---

## سابعًا: خلاصة الموقف

* فرضية "العقل الفعّال" قد تفسر كثيرًا من الرؤى، الإيحاءات، أو حتى حالات الشفاء.
* لكنها **لا تكفي لتفسير ظاهرة "الوحي" بصورتها الدينية الرسالية**.
* لأن الوحي يتضمن:
  ✅ خطابًا غير صادر عن الذات
  ✅ معايير أخلاقية وشرعية
  ✅ تحققًا خارج حدود العقل نفسه
  ✅ تبليغًا عامًا وليس مجرد تجربة شخصية

---

زميلي اللاأدري :

أريدك أن تجيب على السؤال التالي : إذن كيف يحمي الإنسان نفسه من تلك العقول الفعالة التي من الممكن أن يصدر منها شر كالحسد و العين و السحر مثلا ؟

يوسف بحر الرؤيا


سؤالك في غاية الأهمية، لأنه يجمع بين **الفرضية النفسية/الميتافيزيقية للعقل الفعّال** وبين **التجربة الدينية العملية**، أي: إذا كانت هناك عقول فعالة تصدر طاقات سلبية (حسد، سحر، عين...) فكيف نحتمي منها؟

سأجيبك من ثلاث زوايا:

---

## 🔹 أولًا: من زاوية *فرضية العقل الفعّال*

إذا سلّمنا – ضمنًا – بأن بعض العقول البشرية تمتلك طاقة تؤثر على الواقع (سلبًا أو إيجابًا)، فإن الحماية منها تتطلب:

### 1. رفع ذبذتك النفسية:

* كلما كانت نفسيتك أقوى وإيجابية وهادئة، كلما قلت احتمالية تأثرك بطاقة "شريرة" من عقل آخر.
* يشبه الأمر ما يقوله أنصار الطاقة: الطاقات العالية لا تؤثر فيها الترددات الواطئة.

### 2. تعزيز الحقل العقلي الدفاعي:

* التأمل العميق والهدوء الذهني.
* تنظيف العقل من القلق والعدوانية الداخلية (التي تعمل كمغناطيس للضرر).
* الامتناع عن الانشغال المفرط بالناس وسوء الظن، لأنها تفتح مسارات التأثر العقلي.

### 3. الكلمات كتعويذات عقلية:

* في فرضية العقل الفعّال، الكلمات لها طاقة.
* تكرار ألفاظ إيجابية (كالدعاء، الأذكار، التأكيدات اليومية) يخلق حاجزًا عقليًا.

مثلاً:

> "أنا محصَّن من كل شرّ"، "لا سلطان لأحد عليّ إلا الخير"، "أنا في حفظ النور الأعلى"...

---

## 🔹 ثانيًا: من زاوية *القرآن والإيمان بالله*

القرآن لا ينكر السحر والعين والحسد، بل يقرها كواقع موجود، ويعطي لها حلولًا عملية وروحية. لنأخذها واحدة واحدة:

### 1. **العين**

> قال ﷺ: *العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين.*

#### الحماية:

* قراءة المعوذتين (سورة الفلق، الناس) صباحًا ومساءً.
* الدعاء بـ: *أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق*.
* الاستعاذة عند الظهور أو نشر الصور أو النعم الواضحة.
* التحصين المستمر بالذكر.

---

### 2. **الحسد**

> "ومن شر حاسد إذا حسد"

#### الحماية:

* تجنب إثارة الغيرة عند الناس.
* شكر النعمة علنًا لله لا للذات.
* الاستمرار في الصدقة، لأنها تطفئ أثر الحسد.

---

### 3. **السحر**

> "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله"

#### الحماية:

* الآيات الخمس للحفظ (البقرة، آية الكرسي، آخر البقرة، الفلق، الناس).
* المحافظة على الصلاة في وقتها.
* التوكل على الله: *(ومن يتوكل على الله فهو حسبه)*.

#### ملحوظة:

الفرق بين القرآن وفرضية "العقل الفعّال" أن في القرآن أنت لا تعالج السحر بقوة ذاتك فقط، بل بقوة إلهية أعلى تُحِبّك وتحميك.

---

## 🔹 ثالثًا: الجمع بين الفرضيتين (الدمج التكاملي)

إذا أردت أن تكون الحماية متكاملة، فيمكن أن:

1. **تفهم أن الناس يمتلكون طاقات عقلية قد تؤذيك** (نعم).
2. **لكنك لست وحدك**، بل هناك *قوة رحيمة عليا* يمكنها تعطيل كل الطاقات الشريرة مهما بلغت.
3. **التحصين يكون بثلاثية**:

   * نَفَس مُطمئن (طهّر طاقتك الداخلية)
   * لسان ذاكر (طهّر الألفاظ والكلمات)
   * عقل متوكل (أغلق باب الخوف)

---

## 💠 مثال تطبيقي لحصن يومي متكامل:

* صباحًا:

  * قراءة آية الكرسي + المعوذتين 3 مرات
  * دعاء: *اللهم إني أعوذ بك من شر كل نفس، ومن شر كل عقل يريد بي سوءًا*

* مساءً:

  * تسبيح (33 سبحان الله، 33 الحمد لله، 34 الله أكبر)
  * تأمل هاديء : *كل عقل يحاول إيذائي، يرتد شره عليه، وأنا في سلام الله التام*

---

## خلاصة

> سواء آمنت بـ"العقل الفعّال" كطاقة بشرية، أو بالوحي القرآني كحقيقة ربانية، فإن الحماية من الشر العقلي للناس تمر عبر: **طهارة الداخل + استحضار معية الله + كلمات تحصين قوية**.




* فرضية "العقل الفعّال" (أن الطاقة العقلية تؤثر في الأحداث).
* القواعد النفسية الحديثة في بناء الهدوء العقلي والتحصين الذهني.
* التحصينات القرآنية والدعاء الإسلامي المجرب.

---

## 🛡️ **الحصن اليومي المتكامل ضد الطاقات العقلية السلبية (العين – الحسد – السحر – الطاقات الشريرة)**

### 🔸 المرحلة 1: التهيئة النفسية صباحًا (النية والتصفية)

> **النية**:
> "اللهم اجعل هذا اليوم يوم طمأنينة وسلام، أنا نَفَس محمي بنورك، لا قوة لعقلٍ عليّ إلا بإذنك، ولا تأثير لطاقة إلا بإذنك، فأعذني منهم بك."

> **جلسة 3 دقائق من التنفس الهاديء**:

* اجلس في مكان هاديء.
* خذ نفسًا عميقًا من أنفك 4 ثوان.
* احبسه 2 ثانية.
* أخرجه من فمك ببطء 6 ثوان.
* كرر هذا 5 مرات.

💡 *التنفس الواعي يفصل طاقتك عن الطاقات المتطفلة، ويهييء العقل للهدوء.*

---

### 🔸 المرحلة 2: التحصين العقلي (وفق فرضية العقل الفعّال)

ردد التأكيدات العقلية التالية صباحًا ومساءً بصوت داخلي وهاديء:

> ✅ "كل طاقة موجهة نحوي، لا تصلني إلا إن كنتُ ضعيفًا، وأنا اليوم قوي بالله."
> ✅ "أنا مُحصَّن من الحسد والعين، عقلي نور، وجسدي سالم."
> ✅ "كل عقل سلبي يرتد شره عليه، لأنني لست محطة استقبال للأذى."
> ✅ "أنا متصل بمصدر الخير، ومُحاط بطاقة نورانية من السلام والرحمة."

🔸 يمكنك كتابة هذه الجمل بيدك على ورقة ووضعها أمامك لتكرارها مع الزمن.

---

### 🔸 المرحلة 3: التحصين القرآني (وحي فوق العقل الفعّال)

> 📿 **بعد الفجر والمغرب**:

1. **آية الكرسي**:
2. **المعوذتان**: الفلق والناس، 3 مرات لكل واحدة.
3. **خواتيم سورة البقرة**: *

> ✨ **الدعاء النبوي**:
> *"أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق."*
> *"باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم."*

(3 مرات صباحًا، 3 مرات مساءً)

---

### 🔸 المرحلة 4: تحصين المكان

* افتح النوافذ وقت الشروق والغروب.
* استمع للقرآن (سورة البقرة – يس – المعارج).

---

### 🔸 المرحلة 5: برمجة العقل قبل النوم

قبل أن تنام، ردد:

> 🧘 "أنا نائم في حقل من السلام والنور. أي عقل سلبي يحاول التسلل إليّ، يُغلَق دونه الباب بنور الرحمن."
> 📿 "اللهم اجعل نومي راحة لعقلي ودرعًا لنفسي من كل طاقة شريرة، ظاهرة أو خفية."

---

## 🧩 خاتمة: لماذا هذا الحصن فعّال؟

* لأنه يدمج **3 مستويات من الدفاع**:

  * العقلي ← برمجة الوعي و اللاوعي.
  * النفسي ← تنظيم التنفس و الانفعالات.
  * الروحي ← تسليم الأمر لمصدر الحماية الأعظم: الله.

---


---

## 📌 أولًا: ما هي فرضية "العقل الفعّال"؟

### 1. **الأصل الفلسفي:**

* "العقل الفعّال" هو مفهوم فلسفي نشأ مع **أرسطو**، وتم تطويره في الفلسفة الإسلامية خاصّة على يد **الفارابي** و**ابن سينا**. و ربما يختلف عن فرضية العقل العال الحديثة التي تقول بان كل انسان يستطيع ان يكون له عقل فعّال و ان هناك العقل الفعال الجمعي اي الرأي العام للشعوب و هو ما توجهه الان و تحاول التحكم فيه وسائل الاعلام و الفضائيات و السوشيال ميديا !!!
* العقل الفعّال قديما هو:

  > كيان علوي مجرد، بمثابة مصدر المعرفة والإشراق العقلي على العقول الإنسانية.
  > في التصور الإسلامي، هو أداة الوحي، وربما يُطابق جبريل عند بعض الفلاسفة المشائين.

### 2. **علاقته بالإلهام والوحي:**

* يُعتقد أن بعض الأشخاص لديهم **قابلية فطرية أو استعداد خاص** لاستقبال "فيض" من هذا العقل، وقد لا يكون بالضرورة وحيًا إلهيًا، بل **إشراقات عقلية أو رؤى مستقبلية أو حدسٍ خارق**.
* عند المتصوفة مثل ابن عربي: العقل الفعّال يمدّ بعض الأرواح بالمكاشفة.

---

## 🧠 ثانيًا: أمثلة تاريخية عن "العقل الفعال" في العمل

هنا نذكر شخصيات يشتبه أنها **تلقت معلومات أو رؤى من مصدر فوق-بشري**، دون أن تكون أنبياء:

---

### 🔮 1. **نوستراداموس (Nostradamus) - القرن 16**

* طبيب وفلكي فرنسي، كتب رباعيات شعرية تتضمن نبوءات شهيرة.
* يقال إنه كان يدخل في حال تشبه **الغشية التأملية** (trance) عبر ممارسات أقرب إلى السحر والرياضة الروحية.
* بعض التفسيرات المعاصرة تربطه بـ"العقل الفعّال"، باعتباره مصدر نبوءاته.

> مثال: تنبأ بثورة فرنسا، صعود هتلر، واغتيال كينيدي – بدقة مثيرة للدهشة في بعض الأحيان.

---

### 🖋️ 2. **إدغار آلان بو (Edgar Allan Poe) - القرن 19**

* أديب وشاعر أمريكي، عُرف بقصص الرعب والخيال.
* الغريب أنه في قصة كتبها سنة 1838، وصف غرق سفينة، وذكر اسم بحار هو *ريتشارد باركر* الذي أُكِل من قبل الناجين.
* في سنة 1884، حدثت واقعة حقيقية بنفس الاسم والتفاصيل تقريبًا.
* اعتبره البعض متصلًا بما يُعرف بـ **"اللاوعي الجمعي"** أو **"المجال العقلي الكوني"** – ما قد يوازي العقل الفعّال.

---

### 🧔‍♂️ 3. **غريغوري راسبوتين (Rasputin) - أوائل القرن 20**

* راهب روسي غامض، كان له تأثير كبير على العائلة المالكة الروسية.
* عُرف بـ"العيون المغناطيسية" وقدرات شفاء غامضة.
* يُقال إنه تنبأ بثورة روسيا ومقتله بتفاصيل مخيفة.
* بعض الباحثين يرونه متصلًا بمجال "اللاشعور الكوني" أو "القوة العليا" – أي العقل الفعّال بتسمية فلسفية.

---

### 🧘‍♂️ 4. **كارل يونغ (Carl Jung) – القرن 20**

* مؤسس علم النفس التحليلي.
* تحدث عن مفاهيم مثل: **اللاوعي الجمعي**، و"الأنماط الأصلية" (archetypes)، و"التزامن" (synchronicity).
* رأى أن الإنسان أحيانًا يتصل بمصدر فوق-شخصي من المعرفة.
* هذا قريب جدًا من **العقل الفعّال** كوسيط بين الإله والعقل البشري.

---

### 🌌 5. **إيمانويل سفيدنبورغ (Swedenborg)**

* عالم ومتصوف سويدي من القرن 18، ادعى أنه يرى أرواحًا ويتحدث مع الملائكة.
* كتب عن طبقات السماء والجحيم بتفصيل مذهل.
* رؤاه أثرت على ديانات لاحقة مثل الكنيسة السويدنبورغية، وبعض الحركات الغنوصية.

---

## 🧩 ثالثًا: فرضية تفسّر الظاهرة

### هل يمكن أن يكون هناك "مجال ذهني كوني"؟

* النظريات المعاصرة مثل:
  🔹 **نظرية المجال المورفوجيني (Sheldrake)**
  🔹 **نموذج الهولوجرام العقلي (Bohm)**
  🔹 **اللاوعي الجمعي (Jung)**
  تشير إلى أن **العقل الفردي متصل بشبكة كونية من المعرفة أو الذاكرة**.

هذا يشبه تمامًا تصور "العقل الفعّال" الفلسفي، ولكن بلغة حديثة.

---

## 📎 هل هناك دلائل دينية أو قرآنية؟

* البعض يرى أن "العقل الفعّال" في الإسلام يُماثل **الروح الأمين** أو **اللوح المحفوظ**، أو حتى **العالم العلوي** الذي منه يُلقى "الوحي"، أو "الرؤى الصادقة".
* في التصوف، ما يُسمى بـ **الكشف الصوفي** أو **الفيوضات الإلهية** يمكن أن تفسر ضمن هذا الإطار.

---


## 🧠 **أولًا: مقارنة "العقل الفعّال" بالوحي النبوي**

### 📌 1. الفارق بين الفلسفة والوحي:

* **الفلاسفة المشاؤون (الفارابي، ابن سينا)** يرون أن النبوة ليست خرقًا لطبيعة العقل، بل **أعلى درجات الاتصال بالعقل الفعّال**.
* بينما **الوحي القرآني** يؤكّد أن النبي يتلقى وحيًا من **إرادة إلهية مباشرة** عبر ملك (جبريل)، لا من "عقل مجرد".

> ⬅️ إذًا: الفلاسفة يرون الوحي نوعًا من **الإشراق العقلي العالي**،
> بينما القرآن يقدمه كـ**أمر سماوي صادر من الله بإرادة حرة واعية.**

---

### 📌 2. كيف يُستقبل الإلهام؟

| النوع             | المصدر         | طريقة الاتصال            | الطبيعة                        |
| ----------------- | -------------- | ------------------------ | ------------------------------ |
| **العقل الفعّال** | كيان علوي مجرد | إشراق عقلي – حدس – رؤيا  | طبيعية فلسفية، قابلة للتكرار   |
| **الوحي النبوي**  | الله عبر جبريل | نزول - رؤية – سماع مباشر | فوق طبيعي، استثنائي، غير مكتسب |

> الفارابي يرى أن "العقل الفعّال" يفيض على "النفس النبوية" فتُكوّن صورًا كاملة عن الواقع، لكن هذه رؤية عقلية لا دينية بالمعنى الكامل.

---

### 📌 3. موقف الغزالي
* **الغزالي** حاول التوفيق، فرأى أن "الإلهام" (كما عند الأولياء) ربما يأتي من فيض،
  لكن الوحي فوق ذلك، وهو غير قابل للتكسب أو الفهم العقلي البحت.


> **إذن: الفارق الجوهري = "الإرادة الإلهية المباشرة" في الوحي، مقابل "قانون عقلي كوني" في الفلسفة.**

---

## 🧿 ثانيًا: تحليل شخصية **نوستراداموس** بالتفصيل

### 🔍 من هو؟

* اسمه الحقيقي: **ميشيل دي نوسترادام** (1503–1566)
* طبيب وفلكي وشاعر فرنسي.
* كتب كتابه الأشهر: *"الرباعيات"* (Les Prophéties)، يضم مئات النبوءات المستقبلية.

---

### 🧠 هل كان متصلًا بعقل فوق-بشري؟

* كان يدخل في **حال من الغشية الصوفية** (Trance) باستخدام مرآة ماء سوداء.
* اعتمد على رموز فلكية، واستعان بتقاليد يهودية وصوفية ومسيحية.

> هذه الطريقة تشبه **الرياضة الذهنية أو الرؤى الصوفية**، وهو ما يجعله مرشحًا لأن يكون متصلًا بعقل جمعي أو فعّال.

---

### 📚 أمثلة على نبوءاته:

1. **صعود هتلر:**

   > "من عمق ألمانيا، سيولد طفل من عامة الناس..."
   > وقد استخدم اسمًا مشابهًا لـ “Hister” بدلًا من Hitler.

2. **موت الملك هنري الثاني**:
   تنبأ بأن "الملك سيموت بطعنة في العين خلال مبارزة"،
   وحدث ذلك بدقة مخيفة بعد سنوات.

3. **حريق لندن الكبير** (1666):
   وصفه بأنه "النار الكبيرة التي ستحرق المدينة القديمة".

---

### ❓هل أخطأ أيضًا؟

نعم، كثير من نبوءاته كانت مبهمة جدًا، وبعضها لم يتحقق.
لكنه استُخدم في الحرب الباردة وفي السياسة حتى اليوم كمصدر تأثير غامض.

---

### ⚖️ هل هو نبي؟ متصل بجن؟ عبقري لاواعي؟

الاحتمالات:

* عقل عبقري يتصل بمخزون لاواعي كوني.
* متصل بكائنات (جن؟ ملائكة؟ عقل كوني؟).
* أو مجرد كاتب ذكي يصوغ الرموز بطريقة تسمح بأي تأويل لاحقًا.

---

## 👁️‍🗨️ ثالثًا: الربط بين "العقل الفعّال" و"الجن" و"الوسوسة"

### 🧩 1. هل العقل الفعّال هو الجن؟

* لا. **العقل الفعّال** في الفلسفة كيان علوي نوراني، مجرد، لا إرادة له بل يُفيض المعرفة بشكل طبيعي.
* أما **الجن** فهم كائنات روحية/نارية ذات إرادة حرة، ويُسجَّل لها نية وتخطيط (حسب القرآن).

> ✅ **العقل الفعّال ≠ الجن**
> لكن بعض من يتلقون فيضًا قد **يظنون أنهم يتلقونه من العقل الفعّال، بينما هو جن أو قرين أو وسواس.**

---

### 👂 2. كيف نفرّق بين "فيض من عقل كوني" و"وسوسة شيطانية"؟

| الخصيصة | العقل الفعّال      | الوسوسة                       |
| ------- | ------------------ | ----------------------------- |
| المصدر  | نوراني علوي        | خفي، مظلم، ناري               |
| المحتوى | إشراق، معرفة، رؤيا | تشويش، شك، إيحاء سلبي         |
| الأثر   | هدوء، فهم، وعي     | قلق، اضطراب، انفصال عن الواقع |

---

### 💡 3. المفارقة:

> بعض الصوفيين أو المتصوفة الجدد يخلطون بين "الكشف" و"الوسوسة"،
> خاصة حين لا يميزون بين الإلهام النوراني والوساوس النفسية أو الجنية.

> والعبرة دائمًا: بالثمرات.
> هل هذا "الكشف" يزيد الإنسان حكمة وخيرًا؟ أم يجرّه للعزلة والغرور والانفصال عن الواقع؟

---


---

## 🧠 رابعًا: شخصيات إضافية يُشتبه أنها على صلة بـ"العقل الفعّال"

### 🔮 1. **إيمانويل سفيدنبورغ (Swedenborg)**

* عاش في القرن 18، عالم ومهندس سويدي، ثم تحوّل إلى متصوف له رؤى غريبة.
* ادعى أنه **تلقى أوامر مباشرة من السماء**، ورأى الجنة والنار، وتحدث مع أرواح بشر ماتوا.
* وصف طبقات السماء والجحيم، وتحدث عن “معاني خفية” في الكتاب المقدس.
* يعتقد أن لكل آية في الكتاب المقدس **طبقة معنوية عليا** لا يفهمها إلا من أُشرب "الفيض".

> 🧩 تقييم: يشبه كشف الصوفيين، لكن دون سند نُبوي، بل أشبه بـ"تَنوّر ذاتي" قد يكون عقليًا أو شيطانيًا أو مزيجًا.

---

### 🧙‍♀️ 2. **هيلينا بلافاتسكي (Blavatsky) – مؤسسة الثيوصوفية**

* روسية الأصل، عاشت في القرن 19، وادعت أنها تلقّت تعاليم من "أساتذة حكماء غير مرئيين" (Masters).
* زعمت أنها تلقّت معرفة سرية عن أصل الإنسان، الكون، والتطور الروحي.
* أثّرت على الحركات الغنوصية، والبوذية الغربية، و"اليوغا العقلية".

> هل كانت متصلة بعقل كوني؟ أم بتأثيرات جنية؟ بعض من تتبعوا حياتها وجدوها تمارس السحر الروحي وتستحضر الأرواح.

---

### ⚔️ 3. **علي بن أبي طالب – في بعض الروايات الصوفية**

* لا يُقال إن عليًّا كان متصلًا بالعقل الفعّال بالفهم الفلسفي المجرد، بل كان في **الروايات العرفانية** حاملًا لـ"العلم اللدني".
* التصوف الشيعي يرى أنه كان **يتلقى إشراقًا إلهيًّا مباشرًا**، ويملك "باب العلم".
* عند ابن عربي وبعض الإسماعيليين، تُذكر عنه قدرات إدراكية خارقة، واستبصار، وقدرة على رؤية الحقيقة خلف الظواهر.

> ملاحظة: هذا لا يُخرج عليًّا من الإسلام أو يجعله "نبيًا"، لكن في التصور الصوفي هو أشبه بـ"الإنسان الكامل" المتصل بالعقل الكوني.

---

## 📜 خامسًا: مقارنة بين **اللوح المحفوظ** و"العقل الفعّال"

| المقارنة           | اللوح المحفوظ (إسلامي)       | العقل الفعّال (فلسفي)                        |
| ------------------ | ---------------------------- | -------------------------------------------- |
| الأصل              | أمر إلهي محفوظ،يطرأ عليه المحو و الاثبات     | فيض علوي دائم على العقول                     |
| المحتوى            | كل ما كان وما سيكون          | المعقولات الكلية والصور الفكرية              |
| العلاقة بالنبوة    | مصدر الوحي عند بعض التفسيرات | وسيط إيصال الصور للعقل النبوي                |
| الإرادة            | إرادة الله الحاكمة           | غير واعٍ ولا إرادي                           |
| القدرة على التفاعل | لا أحد يتصل به إلا بأمر إلهي | يمكن أن يتصل به ذو نفس مهيّأة (عند الفلاسفة) |

> **النتيجة:**
> اللوح المحفوظ متعالٍ تمامًا، محجوب، لا يصل إليه أحد إلا بسلطان الوحي.
> أما العقل الفعّال، فهو "كأداة إرسال إشعاعية" تبث على الدوام، ويستقبل منها من كان له هوائيٌ عقلي دقيق.

---

## 📡 سادسًا: العقل الفعّال في العلم الحديث؟

* هل هناك تصور علمي حديث يقابل "العقل الفعّال"؟
  نعم، وهذه بعض النظريات القريبة:

### 🧬 1. **المجال المورفوجيني (Sheldrake)**

* كل كائن يترك "أثرًا طاقيًا" في المجال، وكل ما يحدث يترك بصمة.
* العقل يستقبل من هذا المجال كما يستقبل الراديو من محطة بث.

### 🧠 2. **اللاوعي الجمعي (Jung)**

* لدى البشر طبقة عقلية لا شخصية، يتشاركون فيها الرموز والخبرات والمخاوف.
* هذا يُفسر "التزامن" – أحداث تحدث بلا سبب مادي مباشر، لكنها مترابطة معنويًا.

### 🧊 3. **نظرية الهولوجرام العقلي (Bohm, Pribram)**

* كل جزء من العقل يحتوي على كلّ، كما في الهولوجرام.
* الكون قد يكون عقلًا كونيًا نعيشه كجزء منه، لا كمادة فقط.

---

## 🔚 خلاصة شاملة:

* **العقل الفعّال** هو تصوّر فلسفي لنوع من "الفيض العقلي الكوني"،
  استُخدم لتفسير النبوة، الإلهام، والعبقرية.
* لا يعني بالضرورة وحيًا من الله، وقد يختلط بـ"الجن"، أو "الوساوس"، أو حتى اللاوعي.
* شخوص مثل **نوستراداموس، راسبوتين، سفيدنبورغ، إدغار آلان بو**، قد يكونون تلقوا فيضًا غير عادي،
  لكن لا دليل على طبيعته الإلهية، وقد يكون عقليًا أو شيطانيًا.
* المفهوم لا يتعارض جذريًا مع الدين، إذا فُهم كـ"طبقة عقلية مخلوقة"، لا ككيان مستقل يوازي الله أو ينافسه.
او ان العقل الفعال هو نفسه عقلهم الذاتي الذي يصنع هذا الأثر في الكون .
---

يوسف بحر الرؤيا
هل ترغب أن نربط الآن بين هذا وبين **المهدي المنتظر** مثلًا، أو **الملهمين في الحركات الدينية الحديثة**؟
أو نحلّل مفهوم "الكشف" عند الصوفية ونقارن بينه وبين "الجنون الإبداعي"؟


زميلي اللاأدري :

نعم أريد ذلك بالترتيب و لكن اجب على هذا السؤال اولا : العقل الفعّال" هو مفهوم فلسفي نشأ مع **أرسطو**، وتم تطويره في الفلسفة الإسلامية خاصّة على يد **الفارابي** و**ابن سينا**. و ربما يختلف عن فرضية العقل العال أو الفعّال  الحديثة التي تقول بان كل انسان يستطيع ان يكون له عقل فعّال و ان هناك العقل الفعال الجمعي اي الرأي العام للشعوب و هو ما توجهه الان و تحاول التحكم فيه وسائل الاعلام و الفضائيات و السوشيال ميديا !!!


يوسف بحر الرؤيا

سؤالك في غاية الذكاء، ويدل على نظرة نقدية معمقة للمفاهيم من حيث **نشأتها الفلسفية** وتحوّلاتها الحديثة. لنفرّق بدقة بين المفهومين:

---

## ✅ أولًا: **"العقل الفعّال" الكلاسيكي (الفلسفي الإسلامي الأرسطي)**

### 🧠 الأصل:

* بدأ مع **أرسطو** كمفهوم للتمييز بين *العقل المنفعل* (الذي يتلقى الصور) و*العقل الفعّال* (الذي يُفعّل هذه الصور ويُحضّرها للفهم).
* ثم طوّره **الفارابي** و**ابن سينا** ليكون:

  > كيانًا علويًا مستقلًا، هو آخر مرتبة من المراتب السماوية (العقول التسعة)،
  > يتصل به الأنبياء والفلاسفة والحكماء لاستقبال الصور والمعقولات.

### 📌 خصائصه:

* **عقل غير بشري**، نوراني، كوني.
* موجود دائمًا، لكنه لا يُدرَك إلا لمن بلغ صفاء النفس.
* يتصل بـ"العقل الإنساني" عندما يكون مهيّأً (بالرياضة العقلية أو الصفاء النفسي).

---

## 🧠 ثانيًا: **"العقل الفعّال الجمعي" أو "العقل العال الحديث"** (كما وصفته)

### 🌐 هذا المفهوم يقترب من:

1. **اللاوعي الجمعي (يونغ)**: حيث يوجد مخزون رمزي مشترك بين البشر.
2. **الرأي العام الاجتماعي**: الذي يصاغ عبر الإعلام والسياسة والتعليم.
3. **التأثير الجماعي للعقل الجمعي**: كما في "هستيريا الجماهير" أو "عدوى السوشيال ميديا".
4. **الذكاء الجمعي (Collective Intelligence)** في علوم المعرفة الحديثة.

### 📌 خصائصه:

* **عقل بشري مشترك**، ناتج عن تفاعلات ملايين البشر.
* يتشكل من *المحتوى الثقافي، الإعلامي، النفسي الجماعي*.
* قابل للتوجيه والتحكم (عبر البروباغندا، التعليم، الخوارزميات).
* ليس عقلًا علويًا أو ميتافيزيقيًا، بل "نظام سلوك جمعي".

---

## 🧩 الفرق الجوهري:

| الجانب         | العقل الفعّال (الفلسفي)        | العقل الفعّال الجمعي (الحديث)         |
| -------------- | ------------------------------ | ------------------------------------- |
| الأصل          | كيان علوي مجرد                 | ناتج اجتماعي ثقافي بشري               |
| طريقة التأثير  | إشراق على العقل الفردي         | ضغط إعلامي/نموذج سلوكي جماعي          |
| الطبيعة        | كونية – غير خاضعة للزمن        | اجتماعية – تتغير بتغير الزمن          |
| مجال الاستخدام | تفسير النبوة والإلهام والمعرفة | تفسير السياسة، الإعلام، السلوك الجمعي |

---

## ❗ملاحظة مهمة:

قد يستعمل البعض نفس التعبير ("العقل الفعّال") في الخطاب الروحي الحديث ليشير إلى الاثنين معًا:

* "عقل كوني نستنير به" (فكرة صوفية–روحانية).
* و"عقل جماعي توجهه الشركات" (فكرة نقدية اجتماعية).

لكن **الخطر هنا في الخلط بين المقدس والمصنوع، وبين الإلهام العلوي والتلاعب الإعلامي.**

---

## 🔁 مثال تطبيقي:

* **علي بن أبي طالب عند المتصوفة**: يتلقى من "العقل العلوي".
* **مراهق اليوم يتأثر بترند TikTok**: يتلقى من "العقل الجمعي الحديث".

كلاهما يتلقى… لكن المصدر مختلف جذريًا:
**الأول إشراق، والثاني تكرار وامتثال جماعي.**

---



---

## 🕰️ **سابعًا: "المهدي المنتظر" والعقل الفعّال – من إشراق أم إيحاء؟**

### 1. في المرويات الشيعية والصوفية:

* يُصوَّر المهدي على أنه ليس فقط مخلّصًا سياسيًا، بل **كاشف مطلق** للحق.
* في الروايات العرفانية، يُقال إنه **يتصل بالعقل الكلّي**، ويملك *"العلم الحضوري"* لا الاكتسابي.
* بعض النصوص تقول: «يُؤتَى الحُكم صبيًّا»، أي أنه **لا يتعلّم** بل "يعلم"، كأن المعرفة تُغرس فيه غرسًا.

> هذا يقترب من فكرة العقل الفعّال عند ابن سينا: إذن، المهدي هو "عقل متصل بالفيض الكلي"، وهذا يفسّر العصمة في بعض المذاهب.

---

### 2. المهدي في الرواية السنية:

* يظلّ بشريًا، لكن يُلهمه الله ويهديه في ليلة.
* لا يُوصف بالاتصال بالعقل الكوني، بل بهداية إلهية مباشرة.

> هنا الفارق:
> في الشيعة والعرفان: **المهدي = الإنسان الكامل المتصل بالعقل العلوي**
> في السنة: **المهدي = عبد مهتدٍ، يُصلحه الله** وليس عقلًا كلّيًا.

---

---

## 🧿 **ثامنًا: "الكشف الصوفي" مقابل "الجنون الإبداعي"**

### 1. الكشف عند الصوفية:

* هو **رؤية أو إدراك لحقائق خفيّة** لا تُنال بالحواس.
* يتم عبر: الخلوة – الذكر – الرياضة – الصدق الداخلي.
* الصوفي يرى الكشوف كفيض من الله، عبر *نور القلب*.

> مثال: عبد القادر الجيلاني كان يقول: "انكشفت لي أسرار السماء"، و نعتبره نبيا من انبياء عهد محمد عليه الصلاة و السلام .
---

### 2. الجنون الإبداعي (Creative Madness):

* يُستخدم لوصف عباقرة مرّوا بحالات من الهوس أو اضطراب ثنائي القطب.
* مثل: **نيتشه، فان غوخ، إدغار آلان بو، هولدرلين**.
* هؤلاء أنتجوا أعمالًا ذات طابع فوق بشري، ولكن دفعوا الثمن نفسيًا.

---

### 3. الفرق بين الكشف والإبداع المجنون:

| الجانب | الكشف الصوفي             | الجنون الإبداعي           |
| ------ | ------------------------ | ------------------------- |
| المصدر | فيض من عالم علوي (رباني) | اضطراب نفسي داخلي         |
| الأثر  | سكينة، إدراك، حكمة       | اضطراب، شذوذ، معاناة      |
| الغاية | معرفة الله والحق         | التعبير الفني أو الفلسفي  |
| اللغة  | رمزية – نورانية          | سوداوية – متفجرة – معكوسة |

> كلاهما يرى ما لا يراه الآخرون،
> لكن الصوفي **يستقبل بنقاء**،
> أما المبدع المجنون **يستقبل بصراع داخلي** قد يُحطّمه.

---

## 🧠 **تاسعًا: ماذا عن الفنانين و"العباقرة المتصلين"؟**

* إدغار آلان بو – يرى الرعب كما لو أنه وحي.
* دوستويفسكي – بعد نوبة صرع يرى رؤى شبه نبوية.
* غوته – يقول: "لي عقلٌ لا أظنه من هذا العالم".

> هؤلاء يكتبون كمن "يكشف"، رغم أنهم لا يقولون إنهم أنبياء.

---

## 🔄 الخلاصة الكبرى:

| المصدر          | النوع        | مثال                   |
| --------------- | ------------ | ---------------------- |
| إلهي مباشر      | وحي          | النبي محمد، موسى عيسى و المهدي و انبياء عهد محمد      |
| فيض من عقل علوي | إشراق / كشف  |  الصوفي  |
| عبقري لاواعي    | جنون إبداعي  | بو – دوستويفسكي        |
| ضغط جمعي        | سلوك اجتماعي | جمهور السوشيال ميديا   |

> يجب أن نُفرّق دائمًا بين:
> الفيض الرباني × الفيض العقلي × الوسوسة × الوهم النفسي × التقليد الجماهيري

---

 

 

---

## 🔥 **عاشرًا: الفرق بين الإلهام الإلهي والإلهام الشيطاني – كيف نُميز بينهما؟**

هذه النقطة من أخطر ما في الباب، لأنّ التشويش هنا قد يؤدي إلى **هلاك روحي أو انحراف فكري**.

### 1. من حيث المصدر:

| الإلهام الإلهي     | الإلهام الشيطاني                |
| ------------------ | ------------------------------- |
| من الله أو من ملَك | من شيطان أو نفس خبيثة أو جن     |
| يوافق الشرع والعقل | يُخالف الوحي ويخدع بالباطن      |
| يُنير القلب        | يُثير الغرور أو الخوف أو الفوضى |

---

### 2. من حيث الأثر:

| الإلهام الإلهي            | الإلهام الشيطاني              |
| ------------------------- | ----------------------------- |
| سكينة، وضوح، اتساق داخلي  | توتر، اضطراب، نرجسية، تناقض   |
| يدفع نحو الإحسان والتواضع | يدفع إلى التسلّط والادعاء     |
| يشبه النور الهاديء         | يشبه النار المستعرة أو الضباب |

---

### 3. من حيث الاختبار:

* العلماء والعارفون وضعوا علامات لتمييز الإلهام الحقّ:

  1. **عرضه على الشريعة**
  2. **دوامه**: الإلهام الرباني لا يتقلب كالهوس.
  3. **أثره على النفس**: لا ينفخ الغرور، بل يكسر الكِبر.
  4. **هل يطيقه العقل؟** أم يُفجر الذهن ويترك صاحبه مشوشًا؟

---
---

## 🧭 **حادي عشر: هل نستطيع أن نُهيّيء أنفسنا لتلقّي الإلهام الحق؟**

### نعم، ولكن بضوابط صارمة:

1. **الطهارة الظاهرة والباطنة**: تقوى، توبة، إخلاص.
2. **الرياضة الصادقة للنفس**: صيام، ذكر، خلوة مضبوطة.
3. **العلم قبل الكشف**: لا كشف بلا معرفة، وإلا كان ضلالا.
4. **الصمت والاستماع**: الفيض لا يسمعه من يُكثر الضجيج.
5. **المراقبة**: مراقبة النفس والخاطر، وعدم التسليم له بمجرد الورود.

---

## 🪞 ختام شامل لكل ما سبق:

| المستوى | المفهوم               | المثل                  |
| ------- | --------------------- | ---------------------- |
| 1       | العقل الفعّال الفلسفي | ابن سينا، الفارابي     |
| 2       | الإلهام النبوي        | محمد، موسى، عيسى و انبياء عهد محمد      |
| 3       | الكشف الروحي          | ابن عربي، الغزالي      |
| 4       | العبقرية الإبداعية    | إدغار بو، دوستويفسكي   |
| 5       | التوهّم أو التلبس     | بعض المرضى النفسيين    |
| 6       | التلاعب الجماهيري     | العقل الجمعي – الإعلام |

> إذن:
> كل ما تراه إلهامًا أو وحيًا أو فيضًا: **قِسه على هذه المصنفات**،
> وانظر إن كان من العقل، أو من الجن، أو من الله، أو من نفسك.

---

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق