القدرة
الثانية هي القدرة التالية و هي النبوة التالية .
و كما
قال المسيح الناصري لأتباعه من الحواريين أنه لابد له أن يرحل كي يأتيهم المعزي
روح الحق المبكت و هو النبي محمد كذلك قال المسيح المحمدي في الوصية أنه لابد له
أن يرحل كي يأتي القدوم التالي و في وحي المسيح المحمدي آلاف الإشارات الصريحة و
المبطنة عن مجيء الأنبياء بشكل صريح بعده تابعين لعهد محمد و مكملين التناظر مع
السلسلة الإسرائيلية و من أراد وضع رأسه
في التراب فليفعل إلا أن فعله ذلك لن يحجب نور الحقيقة عن العالم أبدا . و ما من
نبي يأتي إلا و يبشر بمجيءٍ من بعده . و قد تكون النبوءات التي يسردها على سامعيه
عن نبي مباشر يليه بقرن أو قرون و قد يكون عن نبي بعد نبي .
و أخبر
المسيح أن النبوة سوف تكون في أتباعه و مبايعيه ( فإلى أن يقوم أحدكم مسوقا بالروح
القدس أدعوكم إلى أن تكونوا متكاتفين ) الوصية .
هذا ما
علمني ربي و أعذر به إلى إلهي . فلقد عبر المسيح الموعود عن القدرة الثانية بأنها
تكاتف الجماعة و انهزام أعدائها بعد وفاة النبي مباشرة كما كان في حياة النبي و استشهد
بذلك على فعل أبي بكر بعد النبي محمد و تأييد الله له و كذلك ما حدث مع يوشع بن
نون بعد وفاة موسى قبل دخول الارض المقدسة . كتاب الوصية صفحة 5 - 6
و كذلك
عبر عن القدرة الثانية بأنهم أنبياء يأتون من بعد النبي , يقول المسيح الموعود (
فمن الضروري أن يأتيكم يوم فراقي ليليه ذلك اليوم الذي هو يوم الوعد الدائم . إنّ
إلهنا إله صادق الوعد , وفيّ و صدوق , و سيحقق لكم كل ما وعدكم به . و بالرغم أنّ
هذه الأيام هي الأيام الأخيرة من الدنيا , و هناك كثير من البلايا و المصائب التي
آن وقوعها , و لكن لا بد أن تظل الدنيا قائمة إلى أن تتحقق جميع تلك الأنباء التي
أنبأ الله تعالى بها . لقد بُعثتُ من الله تعالى كمظهر لقدرته سبحانه و تعالى ,
فأنا قدرة الله المتجسدة . و سيأتي بعدي آخرون , سيكونون مظاهر قدرة الله الثانية
.
لذلك
كونوا منتظرين لقدرة الله الثانية داعين لمجيئها مجتمعين . ) الوصية ص 6 – 7
ثم يقول
مؤكدا أن القدرة الثانية هي مرتبطة بموهبة الروح القدس المعلن عنها إعلان الانبياء
و أصحاب مقام النبوة و المحدثين إذ يقول ( فإلى أن يقوم أحدٌ مؤيدا بروح القدس من
عند الله , ثابروا جميعا على العمل بعدي متكاتفين . ) الوصية ص 7
و معنى
الكلام أنه لم يشترط قيام ذلك الشخص بموهبة الروح القدس بشكل مباشر من بعده ,
فالكلام واضح على أنه على التراخي و ليس المباشرة الآنية . و قال ( و اعلموا أنّ
كل مبعوث يُعرف في أوانه ) الوصية ص 7 الحاشية .
و قال ان
كل أربعين اجتمعوا على رجل منهم له الحق ذلك الرجل أن ياخذ البيعة باسمي . فهنا هو
لم يحدد شكلا إداريا محددا بل تركه للاجتهاد . الوصية ص 8
و أكد
حضرته على حتمية وجود الأنبياء من بعد بعثته تابعين لنبوة محمد صلى الله عليه و سلم
و أكد على غلق النبوة التشريعية إلى الأبد . الوصية ص 14 – 15
د محمد ربيع , مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق