راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الثلاثاء، 5 أبريل 2016

ألقى في أمنيته ......



ألقى في أمنيته ......
:
يقول المحيط في الحج { و ما أرسلنا من قبلك من رسولٍ و لا نبيٍّ إلا إذا تمنّى ألقى الشيطانُ في أمنيّته فينسخ الله ما يلقي الشيطانُ ثمّ يُحكِمُ اللهُ آياته و الله عليمٌ حكيم  * ليجعل ما يُلقي الشيطانُ فتنةً للذين في قلوبهم مرضٌ و القاسية قلوبهم و إنّ الظالمين لفي شقاقٍ بعيد * و ليعلم الذين أوتوا العلم أنّهُ الحق من ربك فيؤمنوا به فتُخبِتَ له قلوبهم و إنّ الله لهادِ الذين آمنوا إلى صراطٍ مستقيم * و لا يزال الذين كفروا في مريةٍ منه حتى تأتيهم الساعةُ بغتة أو يأتيهم عذابُ يومٍ عقيم }
تمنّى : أراد إكمال دائرة نبوّته بطلب كثير من خبز الحياة و هو المَنَّ . إلقاء الشيطان : هو إحدى ثلاث مرّات , الأولى استعجال النبيُّ هذا الخبز في غير ميعاده و وقته , الثانية : طلب دنيوي يطلبه النبي و لم يكتبه قلم القدر مناسباً له , الثالثة : أخلاق دنيوية في أمر دنيوي لا تناسب حاله و مقاله و منزلته .
قال تعالى لحبيبي { و وجدك ضآلّاً فهدى } و هو على الحقيقة و ليس المجاز و لا يتم تأويل اللفظ إلا بقرينة و القرينة لا توجد لتصرف الظاهر إلى الباطن بل إنّ السياق يحمي المعنى الظاهر . و ليس في ذلك أي منقصة للرسول .
و قال تعالى لأبي المسيح ( لا نُبقِ لك من المخزياتِ ذكراً )
و قال لحبيبي { عبس و تولى أن جاءه الأعمى }
ضآلّاً : أي ضالّاً و هو عكس الهداية .
عبس : ضاق صدره فظهر ذلك على ملامح وجهه لاستعجاله هداية صناديد قريش , استعجل خبز الحياة أو طلب أمر دنيوي و تخلّق بأخلاق دنيوية في موقف دنيوي , فتكونُ النتيجةُ الوقتية أنّ ذلك العقد الذي بينه و بين الإله يشارف على الاهتراء لكنّ الله يتدارك ذلك بعد العتاب . فتتولّدُ بذلك العصمة . لأنها عصمة الله . و ما تلك الأمنية و ذلك الإلقاء إلا احد اركان قانون التدافع الذي تعمر الأرضُ به و يكونُ اختباراً لمرضى القلوب و أصحاب القسوة , لأنّ الغيرة أيضاً من أركان قانون التدافع , غيرة الإخوة , غيرة الزوجات , غيرة الزملاء في العمل , كذلك فتكون تلك التصرفات و الأقوال محمية بضمان الجودة أي بضمان العصمة , في حد ذاتها تكون معصومة , فيتعلم منها الخالصون عدم الخطأ و يرتاب المبطلون عدم الإيمان .
العلم و الريبة , الوصال و الشك هما مفجّرا الإيمان , التجربة و النبوة في معراج الحكمة و هو الإلحاد و الشك و النبوة .
القبح و الجمال , التدسية و التزكية , التناظر هو أحد أركان قانون التدافع .
و كما أنّ مقالة من ألهم الإله لا تُسيءُ للإله بل تمجّده تمجيداً غير مسبوق , فإنّ قصة الإلقاء التي يتعرض لها كل نبي و التي هي أحد أركان قانون التدافع تمجّد ذلك النبيّ و لا تعيبه , بل هو بذلك ينغمس في حركة التدافع بين الخير و الشر ليخلص و يُخلّص .
{ أفتطمعون ان يؤمنوا لكم } { حتى إذا استيأس الرّسلُ و ظنوا أنهم قد كُذِبوا } { و الرجز فاهجر } { و لا تمنن تستكثر } { و رفعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك } { و لربك فاصبر } اي لا تستعجل { لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلا } { و وجدك ضالّاً فهدى } { عبس و تولى } { و ما يدريك لعله يزّكى } { أمّا من استغنى فأنت له تصدّى } { فأنت عنه تلهّى } , { و لا تمدّنّ عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه و رزق ربك خيرٌ و أبقى } { لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا } { و تخشى الناس و الله أحق ان تخشاه }
و كذلك استعجل يونس خبز الحياة و هداية قومه و ضجر و استاء و فقد صوابه , و كذا استعجل موسى السقيا و أهان الألواح تحت وطأة سكرة الغضب . و كذا خار هارون أمام كيد السامري فاستضعفه و لم يثبت , و كذا وهن يوسف امام فتنة امرأة العزيز و شهوتها , و كلهم و غيرهم تجلى و سيتجلى ربهم عليهم بالتثبيت و المغفرة .
و تذكر الأمر الدنيوي الذي طلبه نوحٌ من ربه عند الطوفان و هو نجاة ابنه الكافر لمجرد أنه من صلبه , فكان ذلك من ضمن إلقاء الشيطان و عاتبه الله على ذلك الأمر الدنيوي و قال له { إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين }
كذلك استغفار ابراهيم لأبيه كان استعجالا لخبز الحياة في غير محله لكنه استغفر بعد ذلك و نسخ الله ذلك الإلقاء و اثبت آياته المحكمات حتى و لو ظلت كلمات الإلقاء تلك مكتوبة على صفحة التاريخ .
و كذلك لكلّ نبيٍّ كبوة , و ما نجى منها أحدٌ أبداً , و تكونُ قبل استواءه و بعد استواءه كذلك أمراً .
و مع ذلك فإنّ كل هذا داخلٌ في ضمان العصمة , و داخل في إرادة الله الشرعية و الكونية , ذلك أنهم بأعين الله , و هي شهادة ضمان الجودة أي ضمان العصمة و التقويم بعد الميل .
فلتكن كلماتي بصائر لكم من ربكم , فمن أبصر فلنفسه و من عمي فعليها و ما أنا عليكم بحفيظ .
لقد أخبرتكم عن الكلالة من قبل , و ها أنا ذا أخبركم عن مبدأ ( ألقى في أمنيته ) فافهموهما بما كنتم تكسبون .
و سأخبركم أيضاً بأمورٍ كثيرة في مستقبل الايام بإذن ربي العلّام . لقد انفتحت لي طاقة من الغيب و ها أنا ذا أُمدّكم منها .
 قد يصيب بعضكم  صغارٌ من أنفسهم و خوفٌ من كلماتي , لكنني ما جئتُ إلا لأبدد خوفكم و أرفع درجات أمنكم و يقينكم .
و لن تدرسَ الأيامُ و لن تنتهي حتى تدرسَ و تنتهي كلماتُ النبيين ما دامت السماوات و الأرض . و ليقولوا درستَ , فلا تهزمني كلماتهم بل إنني أفهم اصبر على ما يقولون و اهجرهم هجراً جميلا , و التي هي مرادف من مرادفات الاحتجاب .
و كذلك أن تقولوا إنما أُنزِل الكتابُ على طائفتين من قبلنا و إن كُنّا عن دراستهم لغافلين , أي عن نهايتهم و مصيرهم لغافلين . و ها نحن هنا نكشفُ المُعَمّى و نُظهِرُ الدليل للمرتاب , قل إنّ صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين , لا شريك له و بذلك أُمرتُ و انا أول المسلمين ...... , فلنسئلنّ الذين أُرسِل إليهم و لنسئلنّ المُرسَلِين ,..
لقد تلقى كل نبي و سيتلقى كل نبي حظه من مبدا ( ألقى في أمنيته ) عبر الزمن جيلاً بعد جيل و عصراً تلو عصر . بل إنه سيظل الميل الواجب .
الحق و الحق أقول : إنّ مبدأ ( ألقى في أمنيته ) لهو مخلوق كخلق الحياة و الموت مذ كان الأنبياء منجدلين في طينتهم , إنّ مبدأ ( ألقى في أمنيته ) لهو من أركان قانون التدافع منذ الأزل . د محمد ربيع ,  مصر .

====================

عبدالله السعود

هل يمكن القول انه ساعة القاء الشيطان في امنية النبي لا يكون نبيا.ثم يجتبيه ربه مره اخرى.كما ورد في قصة يونس .وارسلنه الى مئة الف او يزيدون.هل هؤلاء هم الذين ارسل اليهم اول مره او غيرهم
أعجبني · رد · حذف · إبلاغ · ‏الأمس‏ في ‏11:20 مساءً‏

د.محمدربيع طنطاوي-

لا يمكن قول ذلك البتة . بل هو نبي و هذا هو الميل الواجب منذ الأزل , و هو بذلك ينغمس بإذن الله في بحر التدافع ليخلص و يخَلّص . بل هي سرّ النبوة و الكتاب .

د.محمدربيع طنطاوي-

النبي قبل استواءه و كذلك بعد استواءه قد يصل لمراحل يأس و شك في وجود الإله ذاته . و كذلك إلقاء الشيطان يكون قبل الاستواء و بعد الاستواء .الشاهد أنهم يخلصون بالصدق و طهارة القلب و حسن النية فيُخَلّصوا اقوامهم . من لم يفهم ذلك الذي هو واضح في القرآن فلم يفهم ميكانزم الإيمان

العصمة هي في كلامهم المعقود لدعوة أقوامهم بعد استواء الإيمان و بدون استواء فهم لا يدعون اصلا و لا يعقدون الكلمات . عقد الكلمات منهم لغيرهم لا يكون الا في مراحل اليقين المنتشرة في عمرهم أما خطاب الشك فهو خطاب نفسي بينهم و بين أنفسهم و أصل الحياة و قد يتعلم منه المقربون 

نصر محمود

اختلف معك يا دكتور ، فقد اقبل هذا الكلام ان ينطبق علي غير الانبياء ، أما الأنبياء فهم بذرة نورانية خالصة منذ البداية ، وان كان النبي وهو في طريقه إلى الله يتأمل ويتدبر في الكون وفي احوال العالم ولكن يكون من منطلق التوجه إلى الله والتوسل إليه ان يهبه الهداية الحقيقية ومنطلقا من مبدأ الضرورة على وجود مبدأ الوجود وليس من منطلق الشك في وجوده ... "أفي الله شك" هو سؤال استنكاري علمه الله لرسله ليحاجوا به اقوامهم ، فكيف يعلمون اقوامهم ان من المستحيل أن نجد شك في وجود الله وقدرته ثم هم قد مارسوا هذا الشك من قبل عبر مراحل وصولهم ؟
تم تعديله · أعجبني · ‏1‏ · إبلاغ · ‏أمس‏ في ‏10:55 ص‏

Mohamad Amiri

نصر محمود
حجيب ما يؤكد من القرآن
أعجبني · إبلاغ · ‏أمس‏ في ‏01:36 م‏

Mohamad Amiri

وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ۚ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
[الجزء: ٤ | آل عمران ٣ | الآية: ١٦١]

ده أسهل رد
أعجبني · ‏1‏ · إبلاغ · ‏أمس‏ في ‏01:37 م‏

Hala Shehata

لكن دكتور محمد ربيع, ما تفسيرك لهذه الآية: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا), في ضوء قولك ضمنيا بأنه يمكن أن يكون هناك شك بعد الإيمان؟!!
أعجبني · ‏1‏ · إبلاغ · ‏أمس‏ في ‏03:57 م‏

د.محمدربيع طنطاوي-

أحسن الله إليكم إخوتي الاحبة الدكتور نصر و السيدة العزيزة هالة و أخي محمد , الواقع أنّ الله سبحانه عندما قال ( أفي الله شك ) هو لدعوة الباحثين عنه للتدبر في آياته و وحي النبيين و خطابه عام لكل البشر بمن فيهم النبيين . حتى اذا استيئس الرسل و ظنوا أنهم قد كُذِبُوا جائهم نصرنا فنجي من نشاء !!!!!!!! لحظات شك و يئس تتبعها مغفرة لمن فاء . لمن فاء حسب مشيئة الله . أما بالنسبة لسؤال اختي العزيزة فأقول : هذه مرحلة كمال الإيمان الذي يصلها كل احد . و اعني بكلمة كل احد اي كل أحد . لكن : منحنى الإيمان يعلو و يهبط و الايمان كالخرقة تبلى و تحتاج تعاهد . و التعاهد هو بالخشوع بالوحي و الوصال لتعرفوا أنه هو الرب حقيقة لا وهما . الحق و الحق اقول : لقد فصل القدير في القرآن و التوراة و صحف النبيين من كل شيء . و من يقرا القرآن مسبوقا بالعهد القديم يفهم غاية الشك و اليقين و مرادهما .

Hala Shehata

شكرا دكتور ربيع.. بارك الله فيك.
إلغاء الإعجاب · ‏1‏ · إبلاغ · ‏أمس‏ في ‏07:00 م‏

د.محمدربيع طنطاوي-

خادمكم و خادم خادم محمد . أحسن الله إليكم سيدتي الغالية المحترمة .

Hala Shehata

حفظك الله أخي دكتور ربيع وبارك الله فيك من السماء والأرض آمين. ..
إلغاء الإعجاب · ‏2‏ · إبلاغ · منذ ‏7‏ ساعات

د.محمدربيع طنطاوي-

نحن و إياكم آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق