أُدُونِيسُ و رِفَاقُه
.
::::::
أدونيس و القمني ملحدان
, أحدهما سوري و الآخر مصري على الترتيب , صدمة إلحادهما تجلت بعد هزيمة 67 تماما
كما تجلت بذور الدواحس كلاب النار في نفس النكسة , غير أنّ أدونيس و القمني و
أمثالهما أقلية بالنسبة للاادريين , و هما قلة كقلة كلاب النار الدواحس ( الدواعش
) كدمل و قيح و خراج في أمة محمد في آخر الزمان , و هم أقلية بالنظر إلى التائهين
من المسلمين .
إنّ جناحي التطرف عند
الفريقين لا يشد انتباهنا بعيداً عن اللاأدريين أو التائهين من المسلمين , غير أنّ
التائهين هائمون لم يتخذوا قرار إعمال العقل , أما اللاأدريين فأعملوا العقل و
شكوا في التراث , إلا أنّ كل شك من شكوكهم لا يغني و لا يذر , لا يذر الحيرة و لا
يصيب الخلاص .
الحقيقة أنّ الملاحدة و
كلاب النار اسقطوا عقولهم سقوطاً حرا في فضاء الوحدة , فالأول اسقطها في أحضان
الطبيعة لترتاح عقولهم من تناقضات تحريف الأديان و سذاجة التراث و عفن الفقه الآسن
فقه العصور الوسطى , و الثاني اسقطها في أحضان الجهل المركب و الأنا و منتهيات
الجنس و العنف كما قال فرويد , لقد قال فرويد أيضاً ذلك عن الفاشيين النازيين و
كذلك الملاحدة , هتلر و ستالين . متطرف مؤمن و متطرف ملحد .
قد يظن الظان أنّ
الملاحدة أمثال أدونيس و القمني و دوكينز و سلمان رشدي هم مسالمون . , كلا , إنّ
ما يظهر عليهم هو ردة فعل عقولهم المجهدة من أثر التراث فأرادت الراحة و الاطمئنان
, فاسقطوا عقولهم سقوطاً حراً في فضاء الطبيعة و العلم و التجربة و أنكروا
الماورائيات بشكلٍ فج و صريح .
إلا أنّ الملاحدة فور
تكون مجتمعهم و اكتمال أركان دولتهم لا يمنعهم مانع عن الايغال في الدماء كما فعل
ستالين و كما فعلت قوى الصين الشيوعية الملحدة مع الاقليات الدينية هناك .
كذلك الافراط في الجنس
و نواد العراة و الإباحية هي وليدة الإلحاد المعاصر . جنس و عنف , كما هو عند كلاب
النار الدواحس , جهاد نكاح و قتل على الهوية .
كنتُ قد ذكرتُ لكم أنّ
من أعراض القحط الروحي هو الجنس و العنف المتطرف عند بهيمة و بهيمة , جنائي و ديني
, كذلك يتكرر اليوم عند ملحد و كلب من كلاب النار . بهيمة و بهيمة مع الاعتذار
للبهائم .
الحقيقة أنّ الملاحدة
متطرفون يقعون في إلحادهم كرد فعل فج عنيف يريدون بذلك راحة لعقولهم المجهدة من
أثر ألم الايام و السنين , كذلك كلاب النار أصابهم قحطٌ روحيٌّ شديد فظنوا أنّ
الدين المحرف يعصمهم من الألم و الخواء . و أنّا لهم ذلك و كما أخبرتكم من قبل ,
إنّ النبوءات و الرحمة المتصاعدة مع السنين قُدُماً هما دليلا الطريق الصحيح و
الدين الحق .
الحقيقة عندي أنني أفضل
اللاأدريين على التائهين في الأديان , لماذا ؟
لأنّ اللاأدريين
اللادينيين لم يتخذوا قرارا بعد بل حللوا أنفسهم من الاغلال , فيسهل عرض أدلة
الدين الحق عليهم و أدلة صدق المسيح الموعود أحمد بشرى محمد خاتم النبيين أما
الملحد فقد اتخذ قراره , و أما كلب النار الداحس فقد اتخذ قراره , أما التائه في
الاديان خلف رجال الدين فهو مسلوب الإرادة ضعيف الشخصية لا بد له من اتخاذ قرار إعمال
العقل و أخذ طريق الشك سبيلا كي يصل إلى الإيمان الحقيقي .
أدونيس كان مسلما اسمه
علي و غير اسمه لأدونيس زوج عشتاروت أحد آله الفينيق . و كذلك القمني كان مسلما ثم لاأدريا ثم لا
دينيا ثم ملحدا صريحا . لقد كان القمني في بدايات كتاباته يصلي على النبي و يقول
له فداك ابي و امي ثم بالتدريج ما لبث إلا ان استهزأ به و جعله مكارا نفعي الصفات
خبيثا يريد الملك !!!! و الذي يريد أن يدرس نفسية الرجل فليقرا له كتاب إسلاميات
ثم كتاب النبي موسى ونهاية تل العمارنة ثم كتاب الرسول بجزئيه .
مشكلة الرجل أنه صدق كل
روايات التراث و لم يفلتر و كذب روايات الاضطهاد التي تعرض له الرسول و صحبه!!!!!
فرقٌ بين الشك و سوء
الظن .
و المثير للإهتمام أنّ
التيار الإلحادي المصري بقيادة القمني دائما ما يصم الأديان الإبراهيمية أنها
أديان أنشأها البدو الأجلاف الغدارون الذين لا يحبون العمل و لا يقدسونه بل
يعتمدون على الصيد و السلب و النهب و أنّ
البدوي كان دائما ما يحتقر الزراع و الاكارين و العمال في القرى و الحضارات
بدليل ترصد البدو اتباع موسى لدخول أرض الزراع في فلسطين وترصد بدو الجزيرة أتباع
محمد لدخول مصر . و كان دائما ما يصف عمرو بن العاص بابن الزانية و عثمان بن عفان
بالحرامي !!!!! معتمدا في ذلك على روايات التراث , الذي دخل فيها أهواء الشيعة
المجوس و أهواء النواصب الأمويين !!!!
من أراد أن يقرا
التاريخ فعليه أن يقرا بداية نفسية الشعوب و الماورائيات الروائية وهذا لا يستطيعه
كل أحد بل فقط الانبياء و الاولياء مسوقي الروح القدس .
لكنّ المدهش أنّ القمني
لم يفهم أنّ المسيح الناصري كان عاملا نجارا و أنّ المسيح المحمدي كان مزارعا
حراثا فلاحا ( الحارث بن حراث ) . الغريب
أنّ القوم اكلوا و شربوا على كتب التراث بغثها و سمينها و لم يفهموا أنّ أياد
الوضع و التزييف و التحريف و الدس كانت مترصدة لكلمات الروح القدس الخارجة من
افواه الانبياء و الاولياء .
هم بذاتهم ينكرون
روايات الاضطهاد التي تعرض له الرسول في شعب ابي طالب و الطائف , إذن مبدأ رد
الرواية هو عندهم , لماذا اذن يطالبون بعدم تنقية التراث و اخذه على عواهنه !!!!!!
لقد رأى الملحدون
الوحشية و البطش من اتباع الأديان و لم يجدوا فيهم رحمة وكان ذلك من ضمن أسباب
ومبررات إلحادهم و لا أدريتهم .
و من ضمن محاججات
الملاحدة المسيحيين انهم يقولون أنّ الكتاب المقدس مليء بالمبالغات حيث يصورون
مملكة داوود و سليمان على أنها مملكة عظمى و التاريخ يثبت أنهم لم يكونوا يتعدون
زعماء قبائل في فلسطين و لا يقارنون أبدا بمملكة فارس و روما ومصر تلك التي كانت
اعظم منهم بمراحل قصوى و بكل المقاييس الأكيدة . لكنّ الكتاب المقدس يدلس على
الناس و الغريب انّ الملاحدة دائما ما يحاسبون أحداث التاريخ و كلمات الرواية على
مقاييس العصر الحالي و حضارته و كلماته و هو قياس مع الفارق قياس ظالم جائر غير
عادل كمقارنة اصمٍّ باعمى .
الملاحدة يريدون أن
يعيشوا عيشةَ هانئة مسالمة آمنة , أعلم ذلك , هذا في البدية فقط , و هم يقولون أنّ
الأديان لا توفر لهم و لا تضمن هذا السلم المجتمعي اليوم بل هي آفة الآفات و روث
التراث الإنساني الميثولوجي الذي لا ينبغي أن نتسخ به .
و أنا اقول نعم , هذا
صحيح إذا قصدتم الاديان و التراث الملجوم بلجام الهوى و السياسة و الكذب و الرشوة
و المصلحة و الأنانية و الغيرة و الحسد و الأفول المحرف البعيد عن مراد الإله و
أنبياءه .
فبول البعير المقدس عند
المسلمين الأعراب ما هو إلا نتاج تقديسهم للبعير الذي كان سبب بقائهم على قيد
الحياة تماما كما فعل الهندوس مع روث و بول البقر في الهند .
كلتاهما موروث ثقافي
عفن و ليس مرادٌ إلهيّ بكل تأكيد . و اسألوا
فيروس كورونا الذي انتشر في الجزيرة بسبب ذلك .
لقد استمعتُ كثيراً
لمحاضرات أدونيس السوري و القمني المصري وقرأت كثيرا جدا لريتشارد دوكينز
الانجليزي الامريكي و كذلك قرأت لسلمان رشدي الباكستاني .
فأولهم شاعر و الثاني
أستاذ فلسفة و الثالث عالم بيولوجيا و الرابع كاتب و محاضر . الغريب أنني استشففتُ منهم جميعا تلك الصدمة النفسية التي راعتهم في الطفولة و
في اليفوع من أصحاب الاديان المتوحشين باسم التراث الميثولوجي العفن المحرف عن
اصول الفطرة و السلام النفسي .
إنهم يصرخون صرخة فطرية
تريد السلام و الأمن , تريد الاطمئنان الروحي الذي لم يجدوه في مناديب الدين .
لكنني على يقين انهم لم يجربوا مندوب محمد حضرة مرزا غلام احمد القادياني عليه
الصلوات , أريدهم ان يجربوا الاستماع إلى كلماته سيجدون السلام و سيطمئنون إليه
باليقين المبعوث بكلماته كما اطمأننتُ إليه .
هذه دعوة مفتوحة لهم
لسماع صوت المسيح أحمد عليه السلام .
و لقد انصرف خيال
الملاحدة المتطرف للقول بانّ الأديان هي توجهات قبلية بدوية تقدس حياة البادية و
الفروسية و السلب و النهب و السبي و رعي الغنم و تحتقر اذناب البقر و لحم البقر
!!!! حتى انها نصرت هابيل راعي الغنم فقالت انّ أخاه قابيل المزارع المكار الحقير
قد قتله , هكذا الملاحدة ينظرون تلك النظرة للاديان و يتهمونها بالنفاق و الإفك و الكذب و التزوير و العنصرية تجاه
الزراع و العمال و الاكارين .
و في المقابل
يعتقدون انّ القبائل الهمجية التي كانت
ترابض على تخوم الدول المتحضرة الزارعة الصانعة العاملة هي أس الأديان الإبراهيمية
الشريرة التي أهلكت البشرية .
و في المقابل اقول أنا
ايضا أن المسيح الناصري كان نجارا و المسيح المحمدي كان فلاحا و موسى النبي كان
راعٍ للغنم و محمد النبي كان تاجرا و راعٍ للغنم , فلا ضير في الصنعة بل المعيار
هو الرحمة المستمرة المتصاعدة مع السنين و الوصال برب العالمين . الرب يتكلم و
يعطي نبوءات , فيجب أن تنال حظا من ذلك كي يستقيم دينك و يقينك و إيمانك , أؤكد
لكم .
يقول الملاحدة لماذا
تعتقدون أنه ما من نبي إلا و هو راعٍ للغنم , فأقول هذا صحيح و ليس فيه عنصرية
بدوية و لا غيره بل النبي هو رمز للرعاية الروحية و الغنم هي رمز الطاعة و
الانصياع و الطيبة و ليس معنى ذلك أنّ كل نبي على الحقيقة قد رعى الغنم بالفعل
إنما هو رمز و كناية لأن التمثلات الروحية تقابلها تمثلات مادية تدلل عليها و
العكس . و كذلك هناك أنبياء اعرفهم رأوا في الرؤا أنهم يرعون الغنم و هو رمز في
رؤاهم على رعايتهم لأمتهم و لشعبهم و هذا لا يقدح في الرعية و لا يقلل من شانها بل
هي رمزية ابوية لرعاية الوالد لولده و نسله الروحي و فيه الحميمية و العرفان و
الفضل بينهم و ليس كما يريد الأناركيون الفوضويون من نزع غطاء الرئاسة و الدولة و القوانين
و التشريعات و المحاسبات كانهم يريدونها غابة حيوانية سنورية .
يقول الملاحدة إنّ
النبوة و تقديس أشخاص تاريخيين على انهم انبياء جاء من القبائل البدوية التي تعتبر
جد القبيلة هو شخصية مقدسة فيتوجهون له بالتكريم و لغيره من الشعوب الاخرى بالقتل
و السلب و التخريب و ليس أدل على ذلك من سفر التثنية في التوراة و آيات القتال في
القرآن .
و انا اقول أنّ آيات
القتال في القرآن إنما كانت في سياق الدفاع عن النفس ضد هجمات الأعداء الذين
يريدون ان يبطشوا بالدعوة النبوية كذلك كانت في سفر التثنية .
لكنّني لا أضمن سلامة
كامل جمل ذلك السفر من الوضع و التبديل مما جعله شديد القسوة لكنّني اضمن نزاهة
كلمات القرآن عن الدس و الوضع و التحريف , و لا يستطيع الملاحدة قول غير ذلك لذلك
يلجأون دوما لحيلة المطالبة بعرض القرآن للنقد كنص تاريخي ليفروا من حقيقة عصمة كل
حروف القرآن الكريم من التحريف .
و من هذا المقال و
المقام , ادعو أدونيس و القمني لمناظرة كتابية عبر المدونة و الإيميل سؤال و جواب
اما سؤال و جواب , كذلك ادعو ريتشارد دوكينز و سلمان رشدي لمطالعة أدلة صدق المسيح
احمد من خلال كلماتي و فيديوهاتي المدونة و ساقوم بإرسال مقالات متتالية لحضراتهم تباعا
بحول الله و قوته . و لكن فقط أدعوهم بدايةً أن يقرأوا مقالة ضلالات دوكينزو مقالة
محاججات ضد الإلحاد و مقالة أدونيس و رفاقه , و يسبروا صفحتي صفحة الإلحاد المعاصر
بين هشاشة الموروث و قوة الإسلام .
و مما لا شك فيه أنّ
كثيرا من الملاحدة عندهم نزعة شعوبية صارخة تشعل جذوة كرههم للدين المتدرج . ذلك
الدين الغريب عن الوطن القادم من خارج الديار , و لقد شممتُ تلك النزعة الشعوبية
في ملاحدة مصر ضد العرب و كذلك في شيعة إيران ضد العرب كذلك . لذا ارجوا أن نترفع
جميعا عن تلك النزعة الشعوبية و ان نقف بكل تجرد أمام النص المقدس مستعينين بالعقل
و الدعاء القلبي و الإخلاص و الاستسلام للحقيقة
المجردة . و إن كان هناك إله حقيقي فسيجيبنا وفقا لخصائصه الازلية الابدية .
الحقيقة أنني اشكر ربي
على ما وهبني من نعمة الاتصالات و رؤيتي و سماعي لأولئك الملاحدة عن كثب , و تقارب
الزمان تلك النعمة العظيمة التي هيئت لي مبدأ ( و لا تعرف الأمور إلا باضدادها ) ,
إنهم إحدى اسباب تجدد الإيمان ,
لقد رأيتُ اعتراضات
كفار قريش تمثل أمامي من افواه هؤلاء , الله سبحانه لم يحرمني من شيء و جعل أؤلئك
يمثلون أدوارا حقيقية في محاربة محمد أمام ناظري لكي اتخيل كيف كانت هي حالة
الرسول و الصحب و الآل . لقد غير محمد عقارب الساعة و ادار دفة التاريخ إلى حيث
اراد , إنه بالفعل رسول الله الاعظم , ما
من نبي رسول اقام امبراطورية ابدا إلا سيدي محمد , حتى داوود و سليمان مملكتهم لم
تستمر عقودا و لم تكن تعدوا عن كونها زعامة قبلية بسيطة مقارنة بممالك عهدهم , أما
الإسلام فقد فاق كل القوى العظمى في وقته قوة و حضارة و صناعة و تجارة و زراعة و
بحثا و علما و فكرا رغم انف كل ملحد حاقد أو كلب نار داعشيّ داحسيّ مارق , و يبقى
السؤال هنا للفقراء المساكين بالتيه أؤلئك اللاأدريين و كذلك للتائهين من المسلمين
و غيرهم من أهل الاديان , أما آن لكم ان تنيخوا رحالكم أمام عتبات محمد ذلك الرجل
العظيم الذي حقد عليه العالم رغم انه يتيم
تحمل الآلام في الطائف و في شعب ابي طالب مع حبيبته أم المؤمنين خديجة , لقد جاء
إلى هذه الدنيا فقيرا وراى شيئا من اليسر في بعض ايامه الوسطى لكنه عاد و توفي
فقيرا درعه مرهونة عند يهوديّ , إنه رجل عظيم غير مجرى التاريخ , و الصعاليك
الحقيقيون بالفعل هم من يرمونه بالحجارة عبر التاريخ , لقد حادثني و حادثته في
كشوف كثيرة و كذلك صاحبت هارون و المسيح الناصري في اسراءات و كذلك المسيح المحمدي
في كشوف متعددة أخرى .
أدونيس و القمني و
دوكينز و رشدي , كلماتي ارجو لها أن تجد إلى ضمائركم سبيلا . د محمد ربيع , مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق